الخميس، 26 فبراير 2009

جولة جديدة في رحاب فيضانات الغرب دار لقمان لا زالت على… مياهها


   جولة جديدة في رحاب فيضانات الغرب
دار لقمان لا زالت على… مياهها

الؘ?ين الإدريسي
الحسين الإدريسي
انطلقت يوم الأحد 2 فبراير 2009 قافلة تضامنية  مع منكوبي فيضانات الغرب الأخيرة من الرباط و بمبادرة من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبمشاركة  هيئات حزبية و نقابية  وجمعوية ديمقراطية وتقدمية، وذلك للتعبير عن التضامن مع المتضررين من أثار الفيضانات في أبدانهم وممتلكاتهم ومزروعاتهم وقد مكنت القافلة التي ركزت جولتها على نقط مضبوطة  مسبقا، من  جهة الغرب شراردة  بني حسن، من أجل تقييم ثقل الكارثة التي ألمت بالساكنة سواء بالمدن كما  بالقرى، وقد ألحقت أضرارا بالغة   بالفئات الفقيرة والمستضعفة من المجتمع بمنطقة الغرب الغنية طبيعيا وفلاحيا. 
مظاهر الفيضانات في ظل التماطل و الترقب

مرت أزيد من عشرين يوما على حلول كارثة الفيضانات  بالمنطقة انطلاقا من سيدي سليمان وضواحيها لتعم سهل الغرب، عقب ارتفاع منسوب مياه بهت وسبو و ردم وورغة، وإثر ارتفاع كميات التساقطات التي تجاوزت كل التوقعات، وبعد هذه المدة الطويلة لا زالت معالم الفيضانات قائمة؛  أحياء  ودواوير ترزح تحت مخلفات الفيضانات ودور مهدمة بالمئات، وأخرى مهددة بالسقوط, مزارع في طور التجفيف, مزروعات تعرضت للإتلاف, آلاف من المتضررين، منهم من التحق بمراكز الإيواء، ومنهم من لازال يصارع القهر والدمار والتشرد…
    حلت الكارثة  لتتدخل السلطات  وإن كان ذلك بشكل متاخرأمام مفاجأة الفاجعة و ثقل البيروقراطية, لتخصص الحكومة 1,3مليار درهم للمواجهة الطارئة ( والحال  أن الخسارة تقدر ب2 إلى 3مليار درهم) ورغم المجهودات المبذولة  فلا زالت آثار الكارثة  واضحة على وجوه السكان الذين زرناهم في مقر سكناهم أو بمركز الإيواء أو على جنبات الطريق, نفسية مدمرة على حافة الإنهيار من جراء قوة الدمار, أما الدور المهددة فلازالت تشهد  على المأساة، والطرق لم تباشر بها الأشغال المطلوبة، والمياه لا زالت تغمر المزارع رغم التجفيف الطبيعي الذي تتعرض له خلال هذه الأيام المشمسة .
  ماذا ينتظر المسؤولون لتخفيف الضرر على الأنفس الطبيعة  وعلى المنشآت والبنيات التحتية، فأين ما مرت القافلة التضامنية، نلاحظ غياب التدخل بممارسة تماطل رهيب جعل منظمي القافلة والسكان ينددون بالفراغ وقد رفعوا شعار" الكارثة هاهيا  والحكومة فيناهيا" 
مظاهر محفوفة  بهاجس الأمن والترقب

    من الرباط إلى الخنيشات، آخر نقطة من مسار القافلة التضامنية، كان حضور الأمن  بكل أسلاكه ومستوياته واضح المعالم جسديا و معنويا و"  شعاريا "حتى… ومع ذلك كان الهدف أيضا واضحا و مشروعا لإيصال الصوت المتضامن المناضل إلى المتضررين العزل في قلب القهر والدمار والاستغلال والتهميش… حتى لا يشعروا  أنهم أرقاما انتخابية في يد تجار الانتخابات، بل مواطنين كاملي الحقوق والواجبات، لهم الحق في المطالبة بالعيش الكريم في السكن اللائق والأمن و الشغل… مطالب مكفولة بقوة القانون وفي مقدمتها الدستور، وهذا ما تشير إليه الشعارات من قبيل "ما بغيت لا زيت لا سكر… دارفين نسكن" وهو المطلب الأساسي بعد سقوط المنازل الطينية،  والعيش تحت سقف مراكز الإيواء  أو بالخيام الصفر أو الخضر.
 ورغم انسجام المطلب مع راهنية الوضع،  فإن البعض قد فضل التشويش عليها، ظنا منه أن الأسبقية للبطن، وكأن الإيواء الحالي مكسب دائم، لحسن الحظ أن كل المتضررين يطالبون بسكن لائق كفيل بإخراجهم من اكراهات ومضايقات الإطار، وبضمان حياة أسرية طبيعية، الكل فهم أن المشوشين على الشعار يخوضون في الماء العكر تمهيدا للاتجار والتلاعب  بحقوق المواطنين في السكن…عجيب كيف تباع الذمم في  عز الأزمة والشدة بأثمنة  بخسة لإشاعة "العام زين " في ظل الفيضانات ومخلفاتها الصعبة!
مسيرة أولى نحو المتضررين , زيارة أولاد الغازي وكوريال بسيدي سليمان

تجاوزت عقارب الساعة الحادية عشرة حينما إلتأم المنظمون للقافلة والمشاركون فيها للدخول إلى أول حي دكت فيه مياه بهت الدورَ الطينية (أكثر من 70 دار حسب المقيمين تضررت) وقد شكلت الوقفة على مخلفات الفيضانات مناسبة لرفع شعرات التضامن والتنديد بسياسة الإهمال والتهميش في حق الفئات المستضعفة بالمدينة، وهنا أيضا تمت المطالبة ليس فقط بإعادة إسكان المتضررين بأماكن أمنة من مخاطر الفيضانات  بل بتحقيق عاجل لمشروع "مدن بدون الصفيح".
كان لوقع المنظر أثر كبير على المشاركين في التظاهرة، الذين عبروا في جو من المسؤولية عن التضامن اللامشروط مع الساكنة، التي لم تخف سخطها على ما تعرضت له من ضياع وتشرد وتماطل للعودة إلى الحياة العادية،  في ظل العوز والضيق وقلة الشغل والبطالة.
      الوضعية كارثية بكل المقاييس  يقول أحد المشاركين،  ماذا تنتظر وزارة التعمير والإسكان؟ يبقى السؤال معلقا ومفتوحا على كل الاحتمالات في انتظار حلحلة  مشكل الأرض هنا بسيدي سليمان(…)
        بكوريال نظمت وقفة تضامنية أيضا (الوحدة الإنتاجية لتلفيف الحوامض سابقا والتي أفلست) المخصصة لإيواء المنكوبين، الذين يزيد عددهم على 500 ذكورا و إناثا من كل الأعمار, بعد أن تجاوز عددهم  1200 نسمة أسبوعا قبل الزيارة التضامنية، والتي انتهت بكلمة توضح مضمون وهدف القافلة التضامنية بالوقوف على الحقوق الطبيعية للمتضررين من الفيضانات الحالية، والمتمثلة في الحق في العيش الكريم، وفي السكن اللائق والتطبيب وتمدرس الأبناء.
   عبر المحطتين أبان المتضررون عن الصعوبات التي يعيشون فيها ولم تعمل الفيضانات إلا على تعميق أوضاعهم المتردية في ظل التراجعات الاقتصادية والاجتماعية التي طالت المدينة في أعقاب إغلاق المعامل( 13 وحدة إنتاجية لحد الآن  ) و ارتفاع الأثمان واستشراء البطالة والفقر،  كما عبروا عن مطلبهم الأساسي في الإستفادة من سكن، يؤمن لهم العيش الأسري الطبيعي السليم بعيدا عن كل المساومات الرخيصة. 
إقليم سيدي قاسم دواوير معزولة واعتقالات…

واصلت القافلة التضامنية ( 15 سيارة على الأقل) رحلتها نحو الدواوير التي تضررت بشكل ملفت للانتباه  ضمنها دوار "الترابنة"، فدوار سوق الحد، من جماعة الشبانات(46 منزل منهارة و 75 أخرى آهلة للسقوط نتيجة فيضان واد رضم) وصولا الى دوار أولاد برحيل (99 دار انهارت أمام مياه سبو الجارفة, خسائر كبيرة في الممتلكات و المزروعات)، في كل محطة كان التعبير عن الخوف والعزلة والمعاناة حاضرا بقوة، بجانب التحدي والصمود في وجه القهر والدمار عبر التضامن والمواساة .
   و تبقى كلمات التضامن العميقة مساعدة على فتح باب الآمال في العيش الكريم المبني بسواعد الصمود و التعاون.
          وأخيرا تدخل القافلة التضامنية  الخنيشات لتنظم مع الجماهير الشعبية التي استقبلتها، وانظم الجمع في وقفة احتجاجية وتضامنية أمام ثكنة الدرك الملكي، حيث أُحتجز مواطنون قبل محاكمتهم بسيدي قاسم على خلفية الإحتجاج على تأخر المساعدات للمنكوبين جراء فيضانات سبو, ولم يفت عائلات المعتقلين من استنكار الاختطاف والتعذيب الذيْن مسا  أبناءهم،  هذا ما ورد في كلمة عائلات هشام لمراني (10 أشهر نافذة )  وإدريس شتوكة( 6 أشهر) و بوجمعة الوافي (3 أشهر) وكل الأسر تطالب  بالإفراج عنهم.
   اختتمت القافلة التضامنية مع منكوبي الفيضانات بالغرب بتوجيه تحية عالية إلى كل المناضلين في الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية  من الصف الديمقراطي والتقدمي على إنجاح التظاهرة لمساندة المتضررين على امتداد كل الغرب
بمدنه و بواديه، وللمطالبة بالتعويضات عن الأضرار البليغة المرتبطة ليس  بالطبيعية فقط ولكن أيضا بسوء التدبير والإهمال، ولم يفت القافلة أن تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ضحايا النكبة.

و تطرح القافلة أسئلة لابد منها في الختم

واجهت قافلة التضامن أسئلة عدة لم تجد لها جوابا أهمها:
§       لماذا لم تعجل الدولة بإصلاح الطرق والبنيات التحتية المدمرة وهي متوفرة على الإمكانيات اللازمة؟ ألم  تمر ثلاثة أسابيع على بداية الفيضانات ولم  تبادر أي مصلحة إلى مباشرة الإصلاحات؟
§       لماذا يماطل المسؤولون في مباشرة بناء المساكن بالمدينة كما بالبادية للذين فقدوا كل شيء، ليودعوا من الخيام أو مراكز الإيواء التي تفتقر إلى شروط العيش الأسري العادي؟
§       لماذا لا تعتبر هذه الكارثة عبرة لتصحيح التصورات التنموية والتدبيرية مادامت قد عرت على اختلالات السياسات التقنوقراطية المتبعة لحد الآن؟
إن القافلة التضامنية و هي في طريقها إلى الرباط حاملة كل الآمال في تغيير الأوضاع المتدهورة.

                       سيدي سليمان 23-02-2009

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

نكبة الفيضانات: قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة


  نكبة الفيضانات:
قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة  
 إعداد مصطفى لمودن 
      

ما تبقى من باب منزل متهدم بحي أولاد الغازي بسيدي سليمان..

زار حقوقيون وصحافيون ومدونون بعض مناطق الغرب التي تعرضت للفيضانات يوم الأحد 22 فبراير(09)، وإذا كانت الانطلاقة قد بدأت من مقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط، فبداية المشوار الفعلي  كانت من القنيطرة، لتصل  في حدود منتصف النهار بسيدي سليمان، حيث كان في استقبالها كوكبة من المناضلين المنتمين لمختلف الهيئات المحلية، كما حضر بهذه المنطقة مناضلون من سيدي قاسم، خاصة المنتمين لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان…وقد حاول المشرفون على القافلة التضامنية وضع خط طريق يناسب الإمكانيات اللوجستيكية المتاحة، خاصة مع استعمال سيارات صغيرة للتنقل… وذلك قصد الاطلاع على نماذج من المناطق المنكوبة، التي تعرضت للفيضانات ابتداء من الثالث من فبراير 2009، علما أن الفيضانات شملت مناطق شاسعة، ويستحيل زيارتها كلها…     
                    
                            خيام في الغابة

      القافلة الحقوقية تزور المنكوبين اللاجئين إلى غابة المعمورة(ت: عادل اليوسفي)

عرج المشاركون في القافلة في طريقهم إلى سيدي سليمان على "مخيمات" فريدة من نوعها، توجد بغابة "المعمورة"، فقد التجأ إليها هاربون من الفيضانات رفقة مواشيهم، بحثا عن الكلأ، لأن المياه الغاضبة التي غمرت الحقول لأيام أفقدت  المزروعات نضرتها وأحالتها حطاما أصفر باهتا، إذا لم تكن قد جرفتها بالمرة، ولم يتبق لهؤلاء الفلاحين مخزون من الأعلاف، لأن الجميع كان قد عول على "موسم فلاحي مضمون"، على الأقل بالنسبة للأعشاب والتبن كما يعرف ذلك من له علاقة بالفلاحة، أما ثمن الأعلاف أثناء الفيضانات فقد بلغ مستويات قياسية، ويكفي أن نعرف أن "بالة" تبن فاقت 40 درهما، وقد حل بالمنطقة "سماسرة الأزمة" (كما جاء في أحد بيانات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان)، بحيث يتجولون بين القرى المنكوبة بعربات التبن على متن شاحناتهم، ومنهم من يتوقف ليبيع بجانب قرى منكوبة، كنا أثناء التجول على القرى في إطار "لجنة رصد ومتابعة أوضاع ضحايا الفيضانات"  نجدهم في المنعرجات وقد فتحوا الأبواب الخلفية لشاحناتهم قصد بيع التبن، لهذا فليس البشر وحده من نكب، بل كذلك المواشي. وزيارة الفلاحين اللاجئين إلى المراعي بعيدا عن منازلهم يدخل في إطار مهمة القافلة التضامنية…  
  
     بأحد أزقة حي "أولاد الغازي" المنكوب

 

                         
  وسط حطام المنازل المتهدمة ب "أولاد الغازي"
                  من سكان الحي المنكوب، في الصورة أطفال وشباب

   احتضن حي أولاد الغازي بسيدي سليمان القافلة الحقوقية بالهتاف النضالي وشارات النصر، وقد كان هذا الحي "الحضري" على ضفة نهر "بهت" أول من أصابته نكبة الفيضانات بتهدم وجرف كل المنازل التي وصلتها المياه ليلة الأربعاء 2 فبراير 2009، خرج شباب وأطفال ونساء يرددون في تناغم نفس الشعارات التي ترددها القافلة الحقوقية من قبيل" الكواث ها هي والدولة فينا هي"، ليطلع بعد ذلك الزوار القادمون من تمارة، الرباط، سلا، القنيطرة،سيدي يحيى… على معاناة من تبقى  في ملجأ "كوريال" (أقل من 500، من 1300 في أوج النكبة)، مقر شركة كانت قبل سنوات تلفف الليمون للتصدير، قبل أن تغلق أبوابها وتنضاف إلى ما أغلق من مؤسسات كمعمل تكرير السكر "سونابيل" وغيره، وهي قد كانت على كل حال تشغل نسبة من اليد العاملة، بما فيها نساء، للأسف لم يبق لهن الآن سوى العمل في الحقول -إن وجد - وبأجر زهيد، أو الحلم بالهجرة الموسمية إلى إسبانيا قصد العمل في حقول التوت…  

 

  الصور من ملجأ "كوريال"
 

عمر باعزيز كاتب الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يلقي كلمة وسط لاجئي "كوريال"

    أما القرى المنكوبة بسيدي قسم فتعيش أضواعا أصعب مما تعرفه مثيلاتها بدائرة سيدي سليمان، ربما لأنها لم تسلط عليها أضواء الإعلام بما يكفي للتعريف بالمآسي الإنسانية المسجلة، ولعل الأحداث التي شهدتها الخنيشات صبيحة الثلاثاء 10 فبراير (09)والأحكام الصادرة عن عشرة متهمين من طرف المحكمة الابتدائية بسيدي قاسم يوم الخميس 19 فبراير والقاضية بالسجن لمدة 10 أشهر لواحد، وأربعة ب6 أشهر، و2 ب3 أشهر، و3 بشهرين، كل الأحكام نافذة مع أداء 500 درهم في حق الجميع… وعلى إثر الأحداث المذكورة أصدرت وزارة الداخلية قرارا يقضي بتوقيف المساعدات للمنكوبين، وهو ما اعتبر عقابا جماعيا غير عادل سلط على الجميع. 

    عند توقف القافلة الحقوقية بقرية "الترابنة" في ضواحي سيدي قاسم التف حولها جمع غفير من المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار، وقد ذكر سعيد العلام وهو من المتضررين القاطنين بنفس القرية أن هناك 100 منزل متهدم، وقد أخذنا للاطلاع على نماذج من البيوت الطينية المتهدمة والتي لم تعد تصلح للسكن…وفي قرية "سوق الحد" ذكر محمد الطويل أن 40 دارا تهدمت، ولاحظنا بناء خيام وسط المنازل المتهدمة، يقطن بها أفراد العائلات المنكوبة، وذكرت القاسمية المعلم،  من نفس القرية أن السلطات أمرت بجمْع الخيام المبنية بجانب الطرقات والدخول إلى بين ما تبقى من أطلال المنازل والسكن فيها، وقد أضافت وهي تبكي أن المحسنين لم يعودوا يرونهم على جنبات الطرق فيمدونهم بالمساعدات، أما السلطة فلم تقدم شيئا، باستثناء مساعدات بسيطة لمرة واحدة، وكما ذكر علي الوطاسي وهو بجانب حطام منزله المستوي مع الأرض بالقول أن المساعدات لم تتجاوز كيس دقيق وزنه 10 كيلوغرام،  و 5 لترات من الزيت، 2 علب سكر، و4 علب شاي، و 80 كيلوغرام شعير، والبعض تسلم  حليبا،  وأفاد نفس المتحدث أن قرية "أولاد برحيل" تهدمت بها 137 دارا، وأضاف وهو يتذكر تفاصيل ما وقع لهم إثر الفيضانات التي بدأت تداهم المنازل عند الثالثة صباحا، لتسقط جميعا قبل الخامسة : "لم يتدخل أحد لإنقاذنا، وقد احتمت النساء والأطفال بدار عالية، أخرجتهم جرافة من النافذة ، ليتم بعد ذلك نقل كل المنكوبين إلى مدينة الخنيشات على متن الجرارات، ووجهنا إلى المركز الفلاحي، أو الخيرية، وهناك من استقر بالإعدادية، وقد كانت معنا مواشينا ودوابنا، ليخرجوننا بعد ذلك بالقوة رغم أن منازلنا قد هدمت "، وفي استفسار عن مطالبهم، ذكر "أنهم فقط يريدون مساكن تأويهم، وأن هناك مشاكل لدى من في ذمتهم القروض الصغرى، كما قطعوا عنا الكهرباء وأخذوا العدادات،"، وعلمنا أن المتضررين الذين هدمت منازلهم، يسكنون مع المحسنين سواء في الخنيشات أو مع بعض الأسر التي لم تتهدم بيوتها… ولحدود يومه ما تزال منازل غارقة في الوحل ولم يصل إليها أحد بعد، ورغم ذلك أخرج أصحابها من الملاجئ التي كانوا فيها..  


 

  






      

    
  

 
                                                     
 





سكان قرية الترابنة وسوق الحد يشتكون من الإهمال وقلة المساعدات، ومنهم من بنى خيمة وسط منزله المنهار جزئيا أو كليا


علي الوطاسي دكت داره واستوت مع الأرض في قرية أولاد برحيل

  
محمد الوطاسي مع زوجته فوق الأنقاض 

    
 أحمد الوطاسي يتفقد ما تبقى من صندوق عداد الكهرباء، يقول أنه أصبح بدون ومنزل وبدون عمل بعد انقطاعه عن ذلك، وزوجته على وشك وضع المولود الثالث
         



 تعددت الحالات في أولاد برحيل وسهل الغرب عموما، في خلفية الصورة تظهر الدار التي احتمى بها نساء وأطفال بعد مداهمة المياه لمنازلهم  
   



حوصرت المنازل بالماء والوحل، في الصورة أثار جرافة حاولت عبثا إخراج محاصرين من منازلهم أثناء الفيضانات 



  وصول القافلة التضامنية إلى الخنيشات

    كما كان مقررا اختتمت القافلة مسيرتها بمدينة الخنيشات، وككل المحطات يبسط المناضلات والمناضلون لافتة تعبر عن التضامن مع المنكوبين، نصها الكامل هو: "القافلة التضامنية تعبر عن تضامنها المطلق مع منكوبي فيضانات منطقة الغرب وتطالب الدولة المغربية بتحمل مسؤوليتها بتقديم الدعم والتعويض عن الخسائر وإطلاق سراح معتقلي أحداث الخنيشات"، ويشرعون في ترديد الشعارات، في الحين يلتف حول المكان عدد من المواطنين والمواطنات، غلبا ما يدخل المناضلون وبعض الإعلاميين الحاضرين في حوارات مع السكان، وهناك من يلتقط صورا ثابتة أو متحركة، وتنتهي كل وقفة بكلمة ختامية…كان للقافلة في الخنيشات وقع آخر، لقد حضر بعض أفراد عائلات المحكوم عليهم بالسجن لمدد مختلفة، فهذه أم هشام المراني (10 أشهر) تتوسط الدائرة وتصيح بأعلى صوتها كأنها تريد أن يسمع العالم بأن ابنها تعرض للتعذيب كما تقول، وهذه زوجة إدريس شتوكة رفقة ابنيها تقولك"زوجي عذبوه وضربوه، وحكموا عليه ب6 أشهر، أنا الآن مشردة، عندي ثلاث أولاد، وتهدمت داري وضاع كل متاعي…"، أما أخ  بوجمعة الوافي المحكوم ب3 أشهر سجنا، فيقول أن أخاه "نائب القرية أخذوه لأنه تكلم عن السكان المتضررين، وحكموا عليه ب3 أشهر"، وأضاف أنه هو وأخوه بوجمعة من متطوعي المسيرة الخضراء، ولم يكن ينتظر أن تفعل بهم السلطات ما قامت به، ويؤكد من جانبه أن هناك شهودا كان معهم في مكان معين بعيدا عن الأحداث يمكن أن يدلوا بشهادتهم، وقد صرح أحد المحامين   أثناء وقفة الخنيشات ب"أن الدفاع طالب بإحضار الشهود، وهناك من لم يتعرض للاستنطاق وقدم للمحاكمة، وقد كان الهدف هو ترهيب المتضررين كي لا يحتجوا"، من جانبه دعا عمر باعزيز رئيس الفرع الجهوي لجهة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في كلمته أمام الحاضرين إلى تحمل الدولة لمسؤوليتها في حماية المتضررين وتقديم المساعدات والتعويضات لهم، والإفراج عن معتقلي أحداث الخنيشات، وأضاف أن "هؤلاء المعتقلين قد شرفوا المنطقة والمغرب باحتجاجهم على تحويل المساعدات إلى جهات أخرى"، وطالب بتشكيل لجنة لدعم المعتقلين، واقترح على الأسر التآزر فيما بينهم، حتى الإفراج عن المعتقلين، ودعا كافة المتضررين إلى تكوين جمعية للدفاع عن مصالحهم… 



 جانب من المتتبعين أثناء محطة الخنيشات

                           
                أم هشام لمراني

                         
 زوجة إدريس شتوكة 
                      
  بنعيسى الوافي أخ المعتقل بوجمعة
 
 وأضافت أم هشام المراني مخاطبة الحاضرين:"يأمروننا بالدخول إلى منازلنا المتهدمة، وبها نبني خيمة ونسكن فيها، وقد مارسوا علينا ضغوطا كي نعود إلى منازلنا المتهدمة، وإلا لن يعطونا كيس شعير"(!) .
     أما رحمة جلول مسنة فحالتها تذمي القلوب، تدور بين الحاضرين، تشتكي مما سمته ظلما وإهانة، تسكن دوار أولاد عبد الواحد. تقول:"تهدمت داري ولم أتلق أية مساعدات، وقد طردني القائد لما طلبت مساعدة، لم يعطوني خيمة، أنا وحدي وليس لي أبناء، أسكن تحث جدار مائل بمنزلي المتهدم…" 


              

  رحمة جلول تستغيث


   عند حلول المساء كانت القافلة قد أتمت "مهمتها" على الوجه الأكمل، غير أن زيارة المنكوبين ولمرة واحدة غير كاف، ومطلوب من كافة الإطارات الحقوقية والسياسية والجمعوية والنقابية… القيام بزيارات مماثلة، قصد معرفة الحقائق والمعانات من عين المكان، واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك، منها تحمل الدولة لمسؤوليتها، وعدم ممارسة تعتيم إعلامي حول مخلفات الفيضانات، ففي كل الدول تقع كوارث(رغم تسجيل المسؤولية البشرية أحيانا…)، والمغرب يساعد الدول المنكوبة كعادته دائما، وقد رأينا كيف ساعد قبل شهور دولة الصين القوية عندما حدثت فيها الفيضانات، فلماذا لا نتلقى بدورنا المساعدات من دول صديقة لعون المنكوبين؟ خاصة من أجل بناء منازل لهم إذا لم تكن الدولة المغربية قادرة على ذلك؟  فعلا ذكرت الحكومة أنها خصصت 1.3 مليار درهم لذلك، وأن وزارة الفلاحة والصيد البحري تعد لتعويض المزروعات المتضررة بأخرى ربيعية"حسب الإمكان" كما جاء في البلاغات الرسمية، وأن هناك حملة تلقيح 100 ألف رأس ماشية، وأن وزير الداخلية اجتمع بمنتخبي منطقة الغرب في العاصمة الرباط لتقييم الحاجيات…لكن مريضا يــــئـــن، وجائعا يتضور وهو ينام في شبه عراء، وتلميذا ضاعت محفظته، وأسرة نكبت في ماشيتها…كل هؤلاء لا يمكن أن ينتظروا إلى الغد، فبالأحرى إلى حين تقييم الوضع وصرف الميزانية.

    لوحظ تصوير وقفة "الخنيشات" من قبل رجال أمن من أعلى سطح بناية الدرك الملكي، كما تم تسجيل ألواح السيارات المشاركة في القافلة التضامنية، وكانت القافلة على العموم مراقبة أمنيا، وهو شيء عاد وقد يتطلبه الموقف، لكن على الدولة ألا تعتبر بأن نكبة المواطنين يعنيها وحدها فقط، فكل الإطارات المسؤولة بل وكافة مواطني المغرب معنيين ولو بدرجات ومسؤوليات متفاوتة، وإذا حاول البعض استغلال ذلك لأغراض انتخابية ضيقة فالمغاربة لم يعودوا قاصرين وقليلي الفهم، بل يميزون بين الصالح وبين من أوصلهم إلى الهاوية…

    تجدر الإشارة أن المشاركين في القافلة التضامنية لمنطقة الغرب المنكوبة ينتمون للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، والنهج الديمقراطي، والخيار الديمقراطي الاشتراكي، والحزب العمالي، والحزب الاشتراكي، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وأطاك المغرب، وأكمي، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، والجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي( الاتحاد المغربي للشغل)، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل…  (ولو بتمثيليات محلية أو الاقتصار على الحضور في بعض المحطات) 




 على خط حقوقي تضامني كان مسار القافلة

   ————————– 

ملحوظة: حسب النظام الجديد ماتزال هناك صعوبة في إضافة الصور وترتيبها والتعليق عليها، ومنذ انطلاق المدونة حرصنا على وجود الصور…الصورة أصدق تعبير
  

الأحد، 22 فبراير 2009

إطلالة سريعة على اختلالات المدرسة العمومية بوزان


إطلالة سريعة على اختلالات المدرسة العمومية بوزان
وزان: محمد حمضي  
    نائب وزرارة التربية الوطنية على إقيلم سيدي قسم يوقع اتفاقيتي شراكة مع جماعتين قرويتن، عدم توفر تلاميذ الابتدائي على مدرس، وعدم توزيع وجبات المطعم المدرسي بالمنطقة، وبروز اختلالات تدبيرية مختلفة كتأخر وصول المراسلات الإدارية.
    * الشراكة من أجل الجودة
وقع النائب الإقليمي لوزرة التربية الوطنية على إقليم سيدي قاسم في الأيام الأخيرة اتفاقيتي شراكة مع كل من رئيس جماعة أمزفرون، ورئيس جماعة مصمودة الواقعتين بأحواز وزان.
 عملية التوقيع تمت مباشرة بعد الدورتين الاستثنائيتين للجماعتين القرويتين التي تداول خلالهما المستشارون الجماعيون بنود اتفاقية الشراكة ودواعي اعتمادها، وهي الدواعي التي فصلها النائب الإقليمي في عرض مسهب معزز بالأرقام حول واقع التعليم بالجماعتين، مناشدا كل الأطراف المتدخلة لوضع حد لكارثة الهدر المدرسي، واقترح بالمناسبة تسريع إجراءات توفير النقل المدرسي ، ملتزما بمد الجماعتين بالحافلات كلما حصل عليها من جهات خارجية أو من الوزارة الوصية.
   يذكر بأن نيابة سيدي قاسم أصبحت نموذجا في توفير النقل المدرسي، والذي بالمناسبة يتطلب تنظيمه حتى لا يحوله البعض إلى مجال للتلاعب واستنزاف موارده.
   *الموسم الدراسي لم ينطلق!
          بلغ إلى علمنا بأن تلاميذ القسم الثاني بفرعية” اسلايم” التابعة لمجموعة مدارس للامريم الواقعة بجماعة عين الدفالي بأن النيابة التعليمية جازاها الله خيرا، قد قررت«تمديد عطلتهم الصيفية إلى حد كتابة هذه السطور»(؟!)
    الأطفال ضجروا من التنقل يوميا إلى المؤسسة التعليمية في هذا الموسم الممطر من دون نيل حقهم في المقعد التربوي الذي يضمنه لهم الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، والدستور المغربي.
  النيابة التعليمية بقليل من الإنصات، وبإشراكها لمختلف الأطراف المعنية بحماية المدرسة العمومية، كان بإمكانها تدبيرا للموارد البشرية بشكل معقلن، بدل الارتباك الحاصل حاليا الذي أجل انطلاق الموسم الدراسي في أكثر من مؤسسة تعليمية إلى يومنا هذا، والحكم على مآت التلاميذ بالمنطقة بالغرق في بحر الأمية.
   * المطاعم المدرسية مغلقة ؟
         من بين الدعامات الأساسية التي جاءت في الميثاق الوطني للتربية والتكوين لضان الحق في التعليم الجيد لكل أبناء الشعب المغربي، نعثر على الحيز الهام الذي يتحدث عن الدعم الاجتماعي الذي من دونه لن يتم التحكم في نزيف الهدر المدرسي، كما أن الحديث عن مقاربة النوع سيظل مجرد لغو.
   المعطيات الصادمة التي نتوفر عليها من مصادر موثوقة، تشير إلى أن العديد من المطاعم المدرسية بالمؤسسات التعليمية الإعدادية بدائرة وزان على سبيل المثال، لم تفتح أبوابها في وجه التلاميذ الممنوحين الذين مكنتهم اللجنة الإقليمية لتوزيع المنح من حقهم في تناول وجبة الغداء!
   ترى ما هي أسباب حرمان التلاميذ من هذا الحق؟ وما ذا كان مصير الإعتمادات المالية ولسنوات مضت المخصصة لإطعام الممنوحين من الجنسين؟ وهل وافت النيابة الإقليمية الإدارة الجهوية والمركزية والسلطة الإقليمية بتقرير مفصل في الموضوع قصد التدخل لمعالجة أسباب هذا الاختلال؟
   *فضيحة جديدة بخالد بن الوليد
حطمت إعدادية خالد بن الوليد الرقم القياسي في الاختلالات المالية والإدارية منذ انطلاقتها لأزيد عقدين، وكان للموسم الدراسي الحالي نصيبه من شظايا هذه الذبذبات العبثية التي ارتأت النيابة والأكاديمية عدم ركوب الموجات الصحفية حتى لا تجرفها.
  آخر خبر يقول بأن تلميذا سبق له أن درس بالإعدادية وانقطع بتاريخ 30يونيو 2005 ليلتحق بسلك الجندية للدفاع عن حوزة التراب الوطني، وجد نفسه هذه الأيام يدور في حلقة مفرغة،  بحيث أنه لما طلب نسخة من الشهادة المدرسية تثبت بأنه تابع دراسته بهذه المؤسسة، سلمت له بدون مشكل لكن المفاجأة وهي أن الوثيقة تقر بأنه تابع دراسته إلى حدود 30يونيو 2006، في الوقت الذي تقول وثائقه بالجندية بأنه كان بحاميته العسكرية.
  فهل سيذهب هذا الجندي ضحية سوء تقدير المسؤولية بالإعدادية وتضيع حقوقه؟
 وهل تفتح النيابة تحقيقا في الموضوع الذي قد يقودها إلى مفاجآت أخرى؟
   أسئلة ننتظر الجواب عليها، لا أن يطالها الإهمال والقفز عليها، وهو ما لمسناه عن قرب في تعامل النيابة التعليمية سلبا مع ما رصدته الصحافة الوطنية منذ الدخول المدرسي، تعامل يوحي بأن هذه المؤسسة تعمل دون حسيب.
*    محنة التعليم الثانوي بمركز عين دريج

لم يكد السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم يصدق ما التقطته عيناه، وهو يلج الفضاء الإداري لإعدادية أبي بكر الرازي الواقعة بمركز عين دريج، بسبب الحالة الكارثية التي توجد عليها مرافق الإدارة التربوية، فالجدران والسقيفات متصدعة، ومرشحة للسقوط على رؤوس الإداريين والأساتذة في أي لحظة، مما يؤكد بأن عملية بناء وإعداد المرفق العام قد عرف تلاعبا خطيرا عند بنائه، نفس الوضعية المأسوية تنسحب على سكنيات الإداريين، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا لترميم البنايات مع فتح تحقيق في التلاعب الذي لحقها وعدم الإفلات من العقاب بالنسبة لمن كان وراء ذلك.  
     * نائب وزرة التربية الوطنية ينصت لمطالب التلاميذ
  النائب الإقليمي بعد تقديمه لعرض حول البرنامج الإستعجالي، أنصت بإمعان لمطالب التلاميذ التي قدموها بأسلوب سلس ينم عن نضج عال، من ذلك:
   -التعجيل بفتح المكتبة بثانوية معاد بن جبل وتعيين قيم عليها.
   - الرعاية الصحية وذلك بتنظيم زيارات الطبيب للقسم الداخلي ومراقبته لمواد ووجبات التغذية حفاظا على السلامة الصحية.
  - دعوة السلطة المحلية والمجلس القروي لمنع استعمال باب المؤسسة التأهيلية كمحطة لوقوف الشاحنات والسيارات، لما يتم إحداثه من إزعاج يشوش على سير الدروس.
- فتح تحقيق في مصير الأموال التي تجمع بثانوية معاد بن جبل باسم جمعية آباء وأولياء التلاميذ المستوفية لولايتها القانونية منذ ثلاث سنوات.
- تزويد القسم الداخلي بالرشاشات العصرية قصد الاستحمام.
- زرع الروح في الحياة المدرسية، وذلك بتنظيم الأنشطة الثقافية والرحلات المدرسية، والدوريات الرياضية.
   *معضلة التراسل الإداري  ومنع المديرين من زيارة النيابة
 شغلت معضلة التراسل الإداري بين نيابة وزارة التربية الوطنية والمؤسسات التعليمية، بال الشغيلة التعليمية بمدينة وزان والقرى الواقعة تحت نفوذ دائرتها منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي، فقد أكد لنا أكثر من مصدر تعليمي عدم توصل أعضاء أسرة التربية بوثائقهم التي يطلبونها من النيابة  في زمن محترم ، وتتجاوز مدة انتظارهم في كثير من الأحيان الشهر، ويفوّت هذا الاستخفاف على الكثير منهم عدة فرص(تكوين، مباريات، حركة انتقالية…) لعدم توصلهم بالمذكرات الوزارية والأكاديمية بل وحتى النيابية في الوقت المناسب.
  نفس المصادر أكدت لنا بأن النيابة لم تفكر في معالجة الموضوع بشكل جدي، وأن دائرة المتضررين منه قد توسعت في وسط العاملين بالوسطين الحضري والقروي بعد إصدار النيابة لمذكرة تمنع على المديرين زيارة المصالح النيابية في الوقت الذي كان هؤلاء قد تحولوا إلى سعاة بريد يوصلون الطرود إلى زملائهم بمقرات عملهم أو يتركونها للبعض منهم في المقاهي وهو ما ترتب عنه أكثر من مرة ضياعها.
  فهل من حل لهذه المعضلة؟ وهل من تدبير عقلاني للعمل داخل مصالح النيابة التي تعيش فوضى عارمة تتعطل بسببها مصالح الشغيلة التعليمية؟
*مدير فوق القانون
  بلغ إلى علمنا بأن نيابة التعليم قد استفاقت أخيرا من غيبوبتها وانتقلت على وجه السرعة في زيارة مفاجئة لمجموعة مدارس عقبة بن نافع الواقعة بالجماعة القروية «الزغيرة”وهي بالمناسبة الجماعة التي تنحدر منها السيدة كاتبة الدولة للتعليم المدرسي، وقد جاءت هذه الزيارة بعد أن بحت حناجر السكان بالنداءات التي لم تلتقطها النيابة في وقتها، وجفت أقلامهم لكثرة المداد الذي سال في رسم حروف الشكايات المرفوعة لنفس الجهة، مطلبهم الوحيد، وضع حد للغياب الشبه الدائم لمدير المجموعة المدرسية، غياب أدى فاتورته الثقيلة التلاميذ(الفاهم يفهم)، وتعطلت مصالح آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وتعثرت بسببه الدراسة.
  مصدرنا المقرب من كواليس النيابة أكد لنا بأنه لولا المطرقة المركزية التي نزلت على رأس النيابة ما كان لهذه الأخيرة أن تتحرك، وبه وجب الإعلام والسلام.

سلا مدينة الغرائب والجرائم والفوضى: دهس شرطي وقتل تاجر ببندقية صيد


سلا مدينة الغرائب والجرائم والفوضى: دهس شرطي وقتل تاجر ببندقية صيد
   عبد الإله عسول
 1- سائق سيارة مرسيديس يصدم رجل شرطة ويلود بالفرار…
زوال يوم الأربعاء 19فبراير الجاري (09) وعلى الساعة الرابعة زوالا، اجتمع حشد كبير من المواطنين حول شرطي(بحزام اسود)، صدمته سيارة مرسيديس زرقاء اللون، في المدار الطرقي قرب المكان المعروف ب”السوبير” بالدار الحمراء…
  سائق السيارة وبعد وقوع الحادثة فر، في حين اجتمع زملاء الشرطي المصاب حوله في انتظار سيارة الإسعاف…
  بعض الأشخاص الدين كانوا متواجدين بمكان الحادث، أسروا لنا ببعض المعلومات التي تفيد بأن صاحب المرسيديس هو في نفس الوقت مالك سيارات أجرة “طاكسيات” أوقفتها الشرطة، ما أدى لحضوره بعين المكان، لتتطور الأمور إلى ما حدث…
وهو نفس القول الذي صرح لنا به الشرطي المصاب، بحيث اتهم السائق بصدمه…
من جهة أخرى لم نتمكن من الاستماع للمعني لعدم وجوده بعين المكان، في حين أشارت مصادر متتبعة إلى احتمال وجود علاقة ربما بما صدر في إحدى الجرائد من تذمر أصحاب الطاكسيات من شرطة التنقيط، والابتزاز الذي يتعرضوا له..(انظر الصورة1)..
    هذا وقد سجلنا بامتعاض كبير الطريقة غير اللائقة(والتي نستحي من ذكرها)التي تعامل بها أحد أفراد الشرطة مع المواطنين محاولا إبعادهم عن المكان..
2-نزاع حول سومة كراء يتطور لجريمة قتل مروعة ببندقية صيد...
  بشارع ابن الهيثم «الفوضوي» يومه الجمعة 20 فبراير الجاري، وقعت حادثة قتل بشعة، ذهب ضحيتها تاجر (عطار)، فيما أصيب أخويه بجروح متفاوتة الخطورة، بعدما صوب شخص مسن بندقية صيده نحوهم، تقول مصادر من عين المكان انه أخ المالك الفعلي للدكان محل النزاع والذي يوجد بفرنسا…وقد تم اللجوء إلى بندقية الصيد بعدما دارت معركة بالقضبان والهراوات بين عائلة ” القناص مطلق الرصاص” والعطار الذي يشغل المتجر مند 30سنة..الحادث خلف هلعا وسط السكان والجيران، ووضع الطاقم الأمني في حالة استنفار، حيث تم قطع حركة السير بالشارع، كما حضر لمكان وقوع الجريمة كل من عامل المدينة ووكيل الملك والعديد من المسؤولين الأمنيين…(الصورة2)
 —————-
 ملحوظة: لضعف في الصبيب لا نستطيع تحميل الصور