الثلاثاء، 3 يوليو 2007

حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية بسيدي سليمان "المشاركة السياسية للشباب"


حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية بسيدي سليمان
  "المشاركة السياسية للشباب"  
نظمت حركة الشبيبة الديموقراطية بسيدي سليمان عرضا إشعاعيا بقاعة البلدية، يوم الجمعة 8 نونبر 2007، بمناسبة تجديد مكتب فرعها المحلي، وذلك من تأطير الرفيقة نبيلة منيب، والرفيق محمد العوني، وإدارة الرفيق المحجوب أدريوش كاتب الفرع.
      
مهد الرفيق محمد العوني لمداخلته بتساؤل محوري :" هل الشباب له عزوف عن السياسة ؟"، وفي تحليله، ميز في ذلك بين نوعين:
  • عزوف خاص : و هو قرار شخصي ومؤقت  مرتبط باللحظة السياسية، يتخذه الشباب بناء على معرفتهم المسبقة بالوضع السياسي ، وبمعنى آخر حسب الرفيق  عزوفهم عن سياسة معينة قهرتهم ماديا ومعنويا بالبهرجة والكذب ، هذه السياسة لا يجد الشباب نفسه فيها .
  • عزوف عام :  حيت اعتبر المتدخل أننا في المغرب، لا نعيش عزوفا عاما عن السياسة ، مستندا في ذلك على حقائق تاريخية كمواجهة الشباب المغربي للمستعمر بأشكال مختلفة ، وممارسة الشباب السياسة من خلال الجمعيات ،  وأعطى مثالا  بالجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين ، ونضالها من أجل إيجاد حل لمشكلة الشغل ، هذه الممارسة فتحت للبعض قنوات الوصول إلى البرلمان و المجالس المحلية المنتخبة من خلال نسج علاقات مع السكان .
وأعتبر من جهة أخرى أن عدم متابعة نشرات الأخبار على القناة الأولى من طرف معظم المغاربة بالشكل الذي تقدم به  نوع من العزوف عن سياسة معينة .
وفي نفس المداخلة كذلك قسم الشباب إلى ثلاث فئات :
  • فئة لم يؤهلها التعليم السائد لاكتساب ثقافة سياسية ، وتبقى هذه الفئة مبعدة عن مزاولة العمل السياسي .
  • فئة مرتاحة ماديا لا تمتلك أسئلة البحث عن التغيير، وهؤلاء عازفون في الأصل عن أية مشاركة.
  • فئة ثالثة تناضل في إطارات خاصة كالجمعيات والنقابات، وهي  التي  تولت مناهضة غلاء الأسعار وضرب الخدمات العمومية ، واعتبر أنها في حاجة إلى تأطير وتوجيه .
و أكد محمد العوني أن المغرب لم يجتز بعد مرحلة الانتقال الديمقراطي الحقيقي، التي تستلزم إنشاء مؤسسات ديمقراطية منتخبة،  تتولى تدبير شؤون البلاد ، وإنما سعت الدولة إلى  تلميع صورتها في الخارج، وإخفاء المظاهر الاجتماعية المتأزمة، و إن كان المغرب قد قطع مراحل متقدمة بالمقارنة مع بعض الدول المجاورة .
    دعا في الأخير الشباب المغربي إلى المشاركة   بكثافة في الانتخابات المقبلة،  لسد الطريق أمام لوبي الفساد الانتخابي والمفسدين ، وإنقاذ الوضع ، ونشدان التغيير الذي يجب أن يمس صلب المؤسسات .
كما أعتبر أن الحزب الاشتراكي الموحد، قد اختار النضال الديمقراطي السلمي والعمل على خلق فرص التحول الجذري ، وهذا برأيه هو الذي يحسم في الاختيارات المؤثرة في  الواقع وفي التقدم .

  في بداية عرضها قسمت الرفيقة نبيلة منيب التوجهات المتنافسة داخل المجتمع، من حيث المرجعيات إلى ثلاث؛ هناك المشروع المخزني "الليبرالي"، وهو مرتهن لتوجهات المؤسسات المالية، ويعتمد على التدبير التكنوقراطي. والثاني هو المشروع الديموقراطي الحداثي، وبدوره مقسم إلى توجهين رئيسين، أولهما لم يشارك في الحكومة- ونحن ضمنه تقول-، وتوجه ثان شارك، لكن ليس ببرنامجه، وأعطت مثلا ب"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، التي كان يمكن أن تأخذها الحكومة وتحاسب عليها. أما المشروع الثالث فقد "اعتبرته رجعيا متخلفا يريد أن يرجعنا إلى الوراء"، مضيفة أن "بعضهم لا يمثلون في الحكومة ولا يمارسون أي معارضة"، منتقدة أسلوب التدبير الجاري به العمل، المعتمد على خليط غير متجانس من ست مجموعات حزبية، داعية إلى إصلاح دستوري متوافق حوله، قصد التأسيس لسلطة شعبية حقيقية.
    أما فيما يخص الشباب والمرأة، فقد اعتبرت الجميع جزء من المجتمع ككل، حيث تعرض الجميع للنتائج السلبية كمحصلة عن السياسات المتبعة، منذ تبني التقويم الهيكلي، وخوصصة القطاع العام، وتفويت الخدمات العمومية…رغم بعض الإيجابيات التي أدخلتها في إطار "مرحلة الانفتاح السياسي المقنن"، من ذلك تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة (متسائلة عن مدى تطبيق توصياتها)، وإصدار قانون الأسرة، رغم ما يشوبه من مشاكل في التطبيق، وتوقفت عند ما تتعرض له قضية المرأة من مد وجزر بين "سلطة المرجعيات" الحقوقية والدينية والسياسية والثقافية المتناقضة فيمابينها أحيانا، داعية الجميع إلى المساهمة في الحياة السياسية المباشرة، من خلال الإطارات المنظمة، مستخلصة بقولها: "نحن في حاجة لثورة ثقافية، تؤسس لثقافة الديموقراطية"، مذكرة بمقولة: "إذا لم تمارس السياسة ستمارس عليك".
                م.لمودن -م. الأزهر
نشرت بجريدة "اليسار الموحد" عدد:193 ـ بتاريخ: 28 يونيو    
محمد العوني: صحفي، معد ومقدم برامج في الإذاعة الوطنية ، الرباط، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد
نبيلة منيب: أستاذة العلوم البيولوجية، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، كاتبة فرع نقابة التعليم العالي، عضوة المكتب السياسي الحزب الاشتراكي الموحد 

ملحوظة: يسعدنا أن نكرر أن هذه المدونة مفتوحة في وجه جميع التوجهات والأراء، اتصلوا لتغطية الأنشطة الجمعوية، او ارسلوا تغطيتكم الخاصة، شرط التزام الموضوعية  >