الأحد، 10 فبراير 2008

حامة مولاي يعقوب السياحة الداخلية المهملة


حامة مولاي يعقوب 
  السياحة الداخلية المهملة
   أيمنا تفجر ينبوع ساخن من باطن الأرض كان يطلق عليه المغاربة حامة  مولاي يعقوب، إلى أن ظهر الإعلام فانتشرت الأخبار، وكثر تنقل المواطنين بفعل تنوع وسائل النقل الحديثة، فلم يعد مستساغا تسمية كل العيون الساخنة بذلك النعت، ما نقصده في هذا الاستطلاع الذي أعددناه هو حامة أخرى صغيرة الحجم من حيث تدفق الماء بالمقارنة مع نظيرتها المشهورة والمتواجدة بضواحي فاس، بدورها قديمة وهي  تعرف إقبالا من طرف عدد من المواطنين، وفي نفس الوقت تعيش إهمالا غير مبرر كما سنعرض لذلك بالصور.
 
حامة مولاي يعقوب في طريق مكناس مرورا ب"عين الجمعة" في فج بين هضبتين
توجد العين المعنية بجماعة "عين الجمعة" إقليم مكناس الإسماعيلية، وهي على بعد سيدي سليمان بما يقارب 20 كيلومترا في اتجاه مكناس طبعا، في قاع فج بين هضبتين، الجماعة القروية المذكورة تقوم كل سنة بكرائها لمن رغب في ذلك، وطبع ايكون هدفه هو الربح ولوكان بسيطا، بها مسبحين صغيرين، واحد للرجال والآخر للنساء، يتدفق الماء الساخن بحوالي 10 ليترات في الثانية، وهو يخرج ساخنا من باطن الأرض، مع ملوحة واضحة، وهو يحتاج إلى تحاليل مختبرية لتحديد نوعية المعادن ومستواها الذائب في الماء.  
إذا كان التوجه إليها يتيح فسحة للتجوال، فإنها كذلك لها فوائد صحية معروفة كالمداواة على الأمراض الصحية وتحسين الدورة الدموية… 
 
الصبيب المائي الساخن بمسبح الرجال
المسبح في 4 أمتار على 3
 
مخرج الماء، ويلاحظ كيس للإغلاق، كما أن كل الأوساخ تعود مباشرة إلى الحوض المائي
لكن أي زائر لهذه العين يشعر بمستوى الإهمال الذي تعانيه، سواء من عدم وجود الماء والكهرباء، انعدام المرافق وكل مستلزمات الاستقبال الضرورية، حتى موقف السيارات ضيق جدا بجانب طريق خطرة منحدرة لها قارعة واحدة بسبب مجاورتها لحافة من جهة، وحائط منحدر من جهة أخرى، يتحمل الإهمال طبعا الجماعة القروية التي توجد الحامة على ترابها، ونعني بها الجماعة القروية "عين الجمعة"، ثم بقية السلطات من عمالة، وجهة، ووزارة السياحة… 
وإذا كانت كل هذه الجهات عاجزة عن تحسين الخدمات هناك، يمكن تفويت ذلك للقطاع الخاص على أساس استغلال عائدات الحامة لفترة زمنية معينة. 
  
البيوت القليلة المقابلة للحامة
 
السلم المؤدي إلى المسبحين في أسفل الوادي
 
الباب الأول تدخل منه النساء والثاني مدخل الرجال
فضاء مغري للزيارة لكنه مجرد خلاء
 
الإقامة الفاخرة بجانب الحامة وهي خارج كل تصنيف!

    إن الحامة المذكورة لو أصلحت بشكل مضبوط، سواء بتوفير كافة المرافق، وبناء مسابح في المستوى المطلوب، فإنها بذلك ستنمي مداخيل الجماعة، وتوجد مناصب شغل، وتكون متنفسا لعد من الأشخاص والعائلات، حيث سيتشجع الجميع أكثر لزيارتها، وربما قضاء ليلة هناك، وهي في مفترق طرق حيث يتعدد مصدر زوارها، سواء من سيدي سليمان، ومن قرى جنوب مكناس، وحتى من سيدي قاسم.
 
المرحاض بدون باب وبلا تنظيف
 
مقابل المرحاض شبه مغارة نثنة يقصد منها مستودعا للملابس
    لا يجب أن نهتم على المستوى الرسمي بالعشرة ملايين سائح أجنبي الذين ننتظرهم كي يدخلوا المغرب سنة 2010، وقد وصلنا لحدود هذه السنة إلى استقبال 7 ملايين حسب الإحصائيات الرسمية، كل ذلك يجب ألا ينسينا حاجة المغاربة بدورهم في الاستفادة من الخدمات السياحية المتنوعة، بحيث ليس من قدرة الجميع الإقامة في أفخم الفنادق والإقامات التي تهيئ أساسا للسائح الأجنبي، وفي انتظار أن يتوفر أغلب المغاربة على مدخول يخولهم تنظيم سياحتهم وبرمجتها حسب قدرتهم ورؤيتهم، يمكن أن نشجع سياحة متوسطة، تعتمد توفير بعض الإقامات التي تناسب القدرة الشرائية للمغاربة في عدد من الجهات، سواء بالشواطئ أو بالجبال أو بالمدن العتيقة وبعض المناطق السياحية المطلوبة، ونسعى لتبديل عادات البعض، حيث تعتبر المواسم التقليدية وزيارة الأضرحة نوعا من السياحة التي ما تزال قائمة، رغم عدد من سلبياتها الثقافية والاجتماعية، ونحن لا ندعو هنا إلى إلغاء هذا المظهر الاحتفالي، ولكن لا بد من تنظيمه بدوره، وإدخاله ضمن المنتوج السياحي، فهل فعلا لدى المسؤولين عامة رؤية لاستفادة كافة المغاربة من حقهم في الترفيه والتجوال وتبديل أجواء عملهم ومسكنهم ولو لفترة وجيزة؟  
                مصطفى لمودن