الخميس، 8 مايو 2008

رفقا بالمتقاعدين


           رفقا بالمتقاعدين
بالإضافة إلى التعويضات المتدنية التي يحصل عليها الكثير من المتقاعدين وأرامل المتقاعدين وأطفالهم القاصرين، خاصةبالنسبة للذين مازال يسري عليهم " النظام السابق للتقاعد" قبل تحسينه فيما بعد، فكثير منهم يحصل على تقاعد لا يتعدى 500 درهم في الشهر، وقد لاحظنا كيف أن الحكومة قد أعلنت عقب "الحوار الاجتماعي" الأخير أنها تنوي إضافة 100درهم للمتقاعدين! نقول بالإضافة إلى ذلك فهم يتلقون مختلف أشكال الصعوبات التي تصل حد الإهانة عند استخلاص هذه الدريهمات حينما يأتي وقت ذلك. ويمكن مشاهدة المتقاعدين والمتقاعدات والأرامل متزاحمين في بوابة بعض الإدارات، قد تكون "البريد" أو "القباضة" أو أي "مؤسسة بنكية" في مختلف المدن…بالإضافة إلى السن المتقدم لهؤلاء، وما يرافق ذلك من أمراض وتعب وإرهاق يفرضه التقدم في العمر، يُفرض على هؤلاء الناس البسطاء البقاء أحيانا في خارج المؤسسات التي تدفع لهم مستحقاتهم، مع استخلاص مستحقاتها هي كذلك، تتركهم عرضة لأحوال الطقس غير المناسبة… كما وقع في سيدي قاسم يوم الثلاثاء6 ماي 2008بأحد المؤسسات المصرفية، حيث يأخذ حارس الباب بطاقات التعريف الخاصة بهؤلاء " الزبناء" ويبقيهم في الشارع تحت محرقة شمس ساخنة، بينما يُسمح بدخول بقية الزبناء الآخرين، وقد استهجن واستنكر كل من حضر أو مر بالشارع هذا الأمر. 

dsc013 
 انتظار طويل تحت حرارة الشمس
  من المتقاعدين والمتقاعدات والأرامل، من يقول أنه جاء لليوم الثاني، منهم من يذكر أنه قدم من مدينة أخرى كما تصيح واحدة تقول أنها تريد العودة إلى الرباط، منهم من يطالب باسترجاع بطاقته والعودة من حيث أتى، وهو لم يعد يرغب في استخلاص أي شيء، نساء ورجال واهنون طاعنون في السن، يفترشون درج المدخل أو طوار الشارع، وحارس الباب يسمح بين الفترة والأخرى بدخول البعض، هناك من يرافقه أحد ذويه من الشبان أو الشابات ويطلب فقط من أجل السماح للمسن أو المسنة الدخول والجلوس على أحد الكراسي بالبنك، ولا استجابة. داخل البناية شبه ممتلئ، وعلامات الغيظ والقلق بادية على الجميع.
 ـ لماذا لا تنظم المؤسسة البنكية الأمر وتوزع مواعيد المستخلصين على بضعة أيام مما يوافق طاقتها الاستيعابية وقدراتها البشرية؟
   ـ لماذا لا يكون أحد المتعاقدين مكلفا بتوزيع هذه التعويضات على المتقاعدين في بيوتهم؟  
 ـ لماذا لا يوزَّع هؤلاء المتقاعدون لزوما وبشكل تضامني على كل المؤسسات التي تقدم خدمات لها علاقة بالمال والصرف في كل مدينة على حدة…
   يمكن إبداع حدة حلول لو توفرت الإرادة.
                                                                                                مصطفى لمودن