الاثنين، 14 يوليو 2008

النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تجد صعوبة في عقد مؤتمرها الأول بسبب عدم الموافقة على منحها مقرا لأجل ذلك


 النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تجد صعوبة في عقد مؤتمرها الأول بسبب عدم الموافقة على منحها مقرا لأجل ذلك
   حسن مكتفي منسق اللجنة المنظمة للمؤتمر: « نفكر في خيارات قد لا تكون في صالح ما تتبناه الجهات الرسمية من مقولات الديمقراطية والتعدد والاختلاف»
 
   مصطفى لمودن
       يتأجل باستمرار عقد المؤتمر الوطني الأول للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي، منذ الإعلان عن الشروع في ذلك أثناء انعقاد آخر مجلس وطني بمراكش في يوليوز 2007، وقد حدد بلاغ صادر عن نفس النقابة تاريخ 17 يوليوز الحالي لعقد المؤتمر بمكناس، لكن حسن مكتفي نائب الكاتب الوطني، ومنسق اللجنة المنظمة للمؤتمر ذكر في حوار أجرته معه «الجريدة الأولى» «أن هذا التاريخ لا يوجد بسبب تماطل الجهات التي توجهنا لها بطلب من أجل الحصول على مقر، وهي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافلالت، ونيابة وزارة التربية الوطنية بمكناس من أجل استعمال ثانوية مولاي إسماعيل، وبعد ذلك التجأنا ـ يضيف ـ إلى ولاية الجهة بمكناس من أجل التدخل، لكن بدون نتيجة، وحاليا نحن ننتظر رد بلدية مكناس».
 121604
حسن مكتفي نائب كاتب النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي ومنسق اللجنة التنظيمية للمؤتمر الأول
 
    وعن أسباب رفض منح مقر لعقد المؤتمر من وجهة نظر النقابة أجاب حسن مكتفي«الجريدة الأولى» بقوله:« التفسير واحد، هو أنه دائما منذ التأسيس إلى الآن نعاني من الإقصاء والتهميش الذي تفرضه علينا السلطات الوصية على القطاع من جهة، وأعني بها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والسلطات المسؤولة عن الداخلية والأمن بصفة عامة، وضغظ النقابات التقليدية… وقد عشنا نفس المشكل في المؤتمر التأسيسي في مراكش، لكن إصرارنا كان أقوى من المنع، وعقد رغم ذلك المؤتمر التأسيسي».
     وعن رد الفعل الذي سيصدر عن النقابة في حالة عدم استجابة أية جهة أجاب المتحدث:« حاليا الأجهزة الوطنية تفكر في خيارات قد لا تكون في صالح ما تتبناه الجهات الرسمية من مقولات الديمقراطية والتعدد والحق في الاختلاف»، دون أن يحدد بالضبط أي إجراء، مكملا بالقول:« ونحمل المسؤولية كاملة فيما سيترتب على تنفيذ هذه الاختيارات من تبعات للمسؤولين، في الوقت الذي تتبنى فيه وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أطروحة دعوة جميع النقابات للمساهمة في إنجاز الخطة الاستعجالية ، التي ترتكز أساسا على ضخ نفس جديد في الإصلاح»، وقد عبر مدرسو التعليم الابتدائي أعضاء اللجنة الإدارية لنفس النقابة في بلاغ صادر عنها يوم 2 يوليوز عن الأسف والاستياء العميقين والمراوغات والتسويفات حول عدم الاستجابة ل«طلبات استغلال القاعات العمومية ».
     جوابا عن سؤال «الجريدة الأولى» حول عدم اختيار النقابة عقد مؤتمرها في المراكز الكبرى، أجاب نائب الكاتب الوطني بأن النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي انطلقت من الهوامش، ولهذا تفضل عقد لقاءاتها في الهوامش، كما أن «إمكانياتنا ضعيفة، ولا تسمح لنا بعقد مؤتمرنا في بوزنيقة مثلا، حيث يكلفنا ذلك كثيرا، ونحن نعتمد على انخراطات الأعضاء، ولا نتلقى أية مساعدة».
   أما عن الانتظارات المرتقبة من المؤتمر فقد اعتبر المتحدث أن المؤتمر الأول هو التأسيس الفعلي للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي التي اختارت النهج الديمقراطي، وإتاحة الفرصة للأعداد الكبيرة التي التحقت بالنقابة بعد التأسيس، من أجل المشاركة في تدبير أمور النقابة ووضع الاختيارات الكبرى لها، والإجابة عن مجموعة من التساؤلات المطروحة على العمل النقابي، مثل الاستقلالية عن الحزبي، وجدوى العمل النقابي الفئوي في علاقته مع الاهتمامات الشعبية والجماهيرية المتنوعة، والمؤتمر كذلك فرصة لضبط التوسع التنظيمي للنقابة التي تشهد توسعا كبيرا على حد قوله.  
  لاحظ عدد من منخرطي النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي اعتماد طرقتين لانتداب المؤتمرين، الأولى تعتمد قاعدة انخراطات 2006/07، بالنسبة للفروع المؤسسة في السابق، والصيغة الثانية ترتكز على عدد المنخرطين في سنة 2007/08 بالنسبة للفروع الجديدة، وهو ما اعتبره البعض تنقيصا من تمثيلة بعض الفروع التي لم يتم اعتماد انخراطاتها الحالية، وقد علق نائب الكاتب الوطني على ذلك قائلا: »«القاعدة هي حضور المؤتمر بالنسبة للمنخرطين خلال سنتين على الأقل، لكن الاستثناء هو أن أكثر من ثلث الفروع تأسست في 2007/08، مما جعلنا نحاول إشراك الفروع الجديدة في اتخاذ القرار»
    في موضوع الاصطفافات التي تكون قد حصلت وتحصل في بعض الفروع والجهات، حيث سبق أن عبر محمد بلبهلول الكاتب الوطني للنقابة عن«الاستنكار الشديد لما يروج في مكاتب فروع النقابة حول حرب المواقع التي بدأت»، وأضاف وهو يتحدث إلى منخرطي النقابة في لقاء تواصلي بسيدي قاسم كان قد انعقد في مستهل أبريل المنصرم حضره كذلك نائبه حسن مكتفي:«نحن رجال تربية قبل كل شيء، وسنواجه هذا التكتيك الذي سيقتل النقابة(…) وهو ما سأندد به شخصيا، وسأسمي الأشياء بمسمياتها»، قبل أن يرحب بجميع الكفاءات التي ستتحمل المسؤولية، داعيا إلى ما أسماه:« انتفاضة المدرسين، والقيام بنقد ذاتي»، وهي«الرسالة» التي حرص الكاتب الوطني على توجيهها في آخر اللقاء المشار إليه كما عبر عن ذلك بنفسه.  
 121604
 محمد بلبهلول الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي
في تعليقه ل«الجريدة الأولى» على ذلك قال حسن مكتفي:« الرسالة التي أريد أن أوجهها، هي أن النقابة مفتوحة في وجه جميع مدرسي ومدرسات التعليم الابتدائي، ثانيا النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي ليست نقابة أشخاص، بقدر ما هي تنظيم جماهير ديمقراطي، تكمن قوته في قراراته، التي يستمدها من القواعد، وبالتالي كل الأفكار والمساهمات كيفما كان نوعها داخل المؤتمر لا يمكن إلا أن تزيد النقابة قوة».
 في حديث ذي صلة علمت «الجريدة الأولى» أن النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي لجأت إلى المجلس الأعلى للقضاء من أجل الطعن في قرارات الحكومة المتمثلة في الاقتطاع من أجور المضربين عن العمل. كما أن مسؤولي النقابة لم تتم دعوتهم مركزيا لأي حوار. 
————————
أرقام وتواريخ:
 ـ تأسيس النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي: يوليوز 2006 بمراكش
 ـ انعقاد المجلس الوطني الأول: يوليوز 2007 بمراكش  
 ـ تنظيم وقفتين احتجاجيتين أمام وزارة التربية الوطنية:
      ٭الأولى في 6 يونيو 2007 وقد تم تفريقها باستعمال القوة
      ٭والثانية في 3 مارس 208
 عدد الفروع: ما يقارب 100
 ـ عدد المؤتمرين: ما بين 500 و700
قاعدة الانتداب: 50/1من المدرسين والمديرين
                    25/1 من الأعوان  
________________
 ـ نشر الموضوع ب«الجريدة الأولى» عدد 49 بتاريخ 14 يوليوز 2008، باستثناء الصور لم تنشر.
 ـ نقلت بعض الصحف أن الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي قد تم توقيفه عن العمل من طرف وزارة التربية الوطنية بسبب غيابه عن العمل، وهو يعمل بإحدى المجوعات المدرسية بنيابة مراكش الحوز.