الخميس، 27 نوفمبر 2008

سيل الهذر المدرسي يصل الزبى بإعدادية عبد الخالق الطريس الوضعية تتطلب تدخلا مستعجلا


سيل الهذر المدرسي يصل الزبى بإعدادية عبد الخالق الطريس  
      الوضعية تتطلب تدخلا مستعجلا
        122449
     وزان:محمد حمضي        
 صدم مستشارو جماعة قرية مصمودة الواقعة بأحواز وزان ومعهم المواطنون الذين تابعوا الدورة الاستثنائية التي انعقدت بدار الجماعة يوم الاثنين 10نونبر2008، حين كشف النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم بالأرقام المقلقة عن معضلة الهذر المدرسي الذي تعرفه إعدادية عبد الخالق الطريس عند تقديمه تقريرا مركزا عن ملابسات وإكراهات الدخول المدرسي بالمنطقة؛فحسب لغة الأرقام التي لا يمكن إخفاؤها بالغربال، والمرشحة للمزيد من الصعود إذا لم يتم تدارك الأمر،  فقد وصلت نسبة الهذر إلى حدود يوم انعقاد دورة المجلس إلى 13في المائة،أليس الرقم مخيفا ويسائل الجميع؟.    
ما هي أسباب حرمان المآت من التلاميذ من حقهم في المعرفة التي يضمنها لهم الدستور والمواثيق الدولية ؟ وهل هناك وعي جمعي بخطورة الآفة الفتاكة؟ وما هي عناوين البرنامج الاستعجالي لمحاصرة الكارثة؟
  مداخلات المستشارين الجماعيين التلقائية جاءت متناغمة مع تقرير منظمة اليونسكو التي حصرت أسباب الهذر المدرسي في أسباب مدرسية وأخرى غير مدرسية؛«الأسباب الغير مدرسية تتعلق بالظروف الشخصية للفرد، وظروفه الاجتماعية والاقتصادية وخاصة تلك المرتبطة بضعف الدخل المادي للأسرة، وعمل الأطفال، والوضع الصحي للأطفال، والمشاكل العائلية كالطلاق، وأمية الوالدين، ورد فعلهم السلبي تجاه المدرسة، وبعد المدرسة عن المنازل، والزواج المبكر للفتيات».      
 أما الأسباب المدرسية فقد حصرتها نفس المنظمة التربوية العالمية في«الفشل المدرسي، وسوء العلاقة بين المدرس والتلميذ، وضعف البنية التحتية والوسائل البيداغوجية، والغياب المتكرر للأستاذ، وقلة الأنشطة الترفيهية، والاحباطات، وضعف المؤهلات لدى مديري المؤسسات، وقلة التكوينات للأساتذة مع متطلبات المدرسة والتلاميذ» انتهى تقرير اليونسكو الذي نقلنا فقرته المتعلقة بالهذر المدرسي بالنقطة والفاصلة حتى نبرز للعيان بأن المعضلة تؤرق أكثر من جهة وأن الحرب عليها تحتاج لأكثر من برنامج استعجالي.
 إعدادية عبد الخالق الطريس مؤسسة حديثة النشأة(الموسم الدراسي 2002) وهي الوحيدة التي يلتحق بها تلاميذ قبيلة مصمودة المترامية الإطراف والدواوير،  قبيلة توجد غالبية ساكنتها تحت عتبة الفقر، و شبابها تقتله البطالة ، ورغم قسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمناخية وصعوبة التضاريس… فإن أبناءها متشبثون بالتعليم ويعضون على المعرفة بالأسنان والنواجذ، لكن اليد الواحدة لا تصفق كما يقال.
  المؤسسة اليتيمة بالمنطقة يتوافد عليها يوميا تلاميذ وتلميذات في عمر الزهور، من دواوير تبعد بأزيد من 12كيلومتر ، مسافة شاقة ما في ذلك شك وخلالها ترتعش أجسادهم ويسكنهم الهلع خوفا أن يعترض سبيلهم الذئاب و الحلوف وهي الحيوانات التي تقطن غابة المنطقة.
 أما الدعم الاجتماعي المفترى عليه والذي تتبجح به الوزارة فلا يتعدى ذر الرماد في العيون، فالمؤسسة لا تتوفر على قسم داخلي، وعدد التلاميذ المستفيدين من وجبة الغداء لا يتعدى رؤوس الأصابع(وصل هذه السنة 50مستفيذا) والمطعم لا تفتح أبوابه عند انطلاق الموسم الدراسي كما تنص على ذلك المذكرات الرسمية(لم يشغل السنة الماضية وبشكل متقطع إلا ابتداءا من 26فبراير) وذالك راجع لعدم توفر المؤسسة على أعوان الطبخ.
 بالاظافة إلى ما سبق ذكره تبقى دار الطالب عاجزة عن استيعاب كل التلميذات والتلاميذ ناهيك عن قلة مواردها، وما يحيط تدبيرها من ملابسات.
  مادا يمكن أن يترتب عن هذه الوضعية القاتمة غير المزيد من الهذر المدرسي، وتصاعد وتيرة الانحراف في أوساط التلاميذ والتلميذات الذين يصيبهم التيه أثناء فترات البياض بين أوقات الدراسة كما هي محددة في جداول الدراسة…. لذا فإن تدخلا مستعجلا أصبح يفرض نفسه على أكاديمية التربية والتكوين لانقاد السنة الدراسية من الضياع وذلك عبر الاجراءات التالية
  1) توفير حافلتين للنقل المدرسي إما بشراكة مع الجماعتين القرويتين أو توفوهما الوزارة كما هو الشأن بمنطقة عين دريج
  2) الحق في تناول وجبة الغداء لكل التلاميذ المعوزين
  3) دعم المطعم المدرسي بالعدد الكافي من الأعوان
  4) توسيع دار الطالب والطالبة عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بعد توفير تقرير مفصل عن زلزال الهذر المدرسي الذي يضرب المؤسسة منذ انطلاقها، وتسليمه للسيد العامل الذي بكل تأكيد سيكون حضوره إيجابيا
 5) التعجيل بتنفيذ برنامج توسيع المؤسسة المصادق عليه منذ ثلاث سنوات
  6)تظافر جهود الطاقم التربوي والإداري، والإكثار من الأنشطة الموازية لقتل الرتابة، وخلق الجو التربوي السليم والنقي الذي يعضد علاقة التلميذ بالمؤسسة رغم صعوبة الظروف
7) تجديد جمعية آباء وأولياء التلاميذ لزرع دينامية جديدة في شرايينها.