الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008

تحقيق///برنامج سلابدون صفيح:نموذج إعادة إيواء قاطني كاريان الواد: مشروع يتقدم ببطء وسط صعوبات متشابكة…


تحقيق///برنامج سلابدون صفيح:نموذج إعادة إيواء قاطني كاريان الواد:
  مشروع يتقدم ببطء وسط صعوبات متشابكة…
مسؤول بالعمران يصف سير الانجاز بالناجح…
مستشار بالعيايدة يتحدث عن «مشروع ناعس»، وآخر يقول«إن الإحصاء المعتمد كمرجع…ليس بقانون»، ويطالب باستفادة الجميع.
 122886
إعداد عبد الإله عسول
وصف مصدر جد مطلع برنامج إعادة إيواء قاطني كاريان الواد «بالمشروع الناعس»…بالنظر للوثيرة البطيئة لسير أشغال الترحيل والهدم والبناء…وأرجع المصدر أسباب ذلك إلى عدة – نقط/مشاكل- منها:
122886 

لوحة إشهارية لبرنامج إعادة الإيواء وفي الخلفية حي صفيحي
-
 
ما هو متعلق بطبيعة المشروع الصعبة والمتعلقة بتعدد مراحل الترحيل ومتطلباتها ومحدودية الوعاء العقاري أمام ارتفاع عدد الأسر المستفيدة وما ينتج عن ذلك من توزيع الأرض المتوفرة إلى عدد كبير من المساحات الصغيرة والمتوسطة (ما بين 50الى 60 متر مربع).
- المستوى الاقتصادي الهش لأغلب الأسر المستفيدة…
122886

 

جزء من كاريان«سهب القائد» الصفيحي مغطى بسور
- عدم توفر الرسوم العقارية بالموقعين 1 و 2 لحدود اللحظة لأسباب متعلقة بذوي الحقوق والمساطر الإدارية…
- مشاكل متعلقة بمطالب ذوى الحقوق بالموقع 1(ما يقرب من 10 أسر..) والتي عرضت عليها لجنة التتبع إجراء القرعة للاستفادة، بتنسيق مع الجماعة السلالية لعامر/العيايدة والوزارة الوصية. إلا أن هؤلاء وفي اتصال مع أحد ممثليهم أوضح أنهم تقدموا بمطالبهم للوزارة المعنية ويطالبون بتمكينهم من اختيار بقع ملائمة وبالواجهة…
-مشاكل أخرى لا تقل صعوبة وأهمية وهي المتعلقة «بالمكررين»، أي أسرتين في براكة واحدة وبالتالي بقعة واحدة… حيث يطالبون بتمكين كل أسرة على حدة من بقعة أرضية مستقلة، وليس بالضرورة في مواقع الكريان(حي صفيحي)، مثلا في مشروع سيدي عبد الله، أو بوقنادل…الخ
- مشكل آخر تم رصده يقول المصدر، وهو الخاص بتعبير عدد من الأسر القاطنة بالموقع2، المتمثل في عدم رغبتهم  إجراء القرعة الخاصة بالموقع3، ومطالبتهم عوض ذلك بالمشاركة في قرعة الموقع 1و2…الحالة تعني ما يقرب من 70أسرة، وفي هذا الصدد عبر المصدر أن عملية التقسيمات الحالية قامت بها الوزارة المعنية بالمشروع، وهي وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية… ولا دخل للفاعل المحلي فيها - في إشارة لممثلي سكان الكاريان المشاركين في الإعداد للبرنامج.-
-هذا بالإضافة لمشاكل متعلقة بجودة التجهيزات التحتية ( شبكة التطهير، تكسية الطرق والأزقة، شبكة الماء والكهرباء…).
من جهة أخرى وبهدف الاستماع لمصادر مختلفة ولأراء أخرى مسؤولة، التقينا السيد محمد المتوكل(مستشار بمقاطعة العيايدة وقاطن بالكاريان) حيث صرح لنا أن حل المشاكل السالفة الذكر موكولة للجهات صاحبة المشروع (في إشارة بالأساس لمجموعة العمران، بالإضافة لوزارتي الإسكان والتعمير والتنمية المجالية وزارة الداخلية والجماعة المحلية ..) وقال أن مجموعة العمران(شركة تابعة لوزراة الإسكان…) لو كانت قوية- في نظره- لكان عليها أولا امتلاك الأرض وتصفية العقار، قبل القيام بعملية البيع (بالموقع1)، حتى يتمكن المستفيدون من الحصول على الرسم العقاري الذي يخول لهم الحصول على قروض وسلفات بسعر مخفض…
 كما أكد على أن الإحصاء الذي تم اعتماده بشكل صارم، كمرجع لتحديد المستفيدين، ليس قانونا وإنما عملية ضبطية لمعرفة عدد الساكنة والبراريك… مضيفا أنه ومنذ سنة1992إلى 2003، كان من اللازم القيام بتحيين الإحصاء (فالمحصيون الأصليون في 92 لم يبق منهم حاليا إلا 25 في المائة )، مطالبا باستفادة الجميع خصوصا المكررون، وإيجاد حلول معقولة لهؤلاء وليس إشراك أسرتين في بقعة واحدة، ستكون مساحتها لا محالة مابين 50 إلى 60 متر مربع ؟؟.
 لهذه الأسباب والاعتبارات يعيش جزء من السكان في حالة انتظار مملة لإجراء القرعة، وآخرون أجروا القرعة ويدبرون ما تبقى من ثمن البقعة، وجزء قام بالهدم ولجأ لكراء مسكن يأوي أسرته حتى إتمام الثمن والتوصل بالشهادة الإدارية والتصميم ورخصة البناء !!!وآخرون دبروا مبلغ بناء الجزء السفلي للمنزل، ويبحثون عن مصادر مالية لتغطية مصاريف الربط بشبكة الماء والكهرباء!!!
 وبالقابل هناك عدد لابأس به من السكان لم يستطيعوا الوقوف أمام هذا الجبل من التحديات( ثمن البقعة،مصاريف البناء أو الربط بالماء والكهرباء…)، فقرروا بيع البقعة واللجوء إلى السكن العشوائي أو شراء براريك بالأحياء الهامشية والقروية، مثل الانبعاث، الحوات، المازة، بنعويش…الخ، وهو ما يتعارض مع أهداف الاجتماعية للمشروع التي ترمي إلى ضمان الحق في السكن اللائق والصحي لساكنة التجمع الصفيحي بالكاريان..؟؟،وليس إلى إعادة إنتاج نفس الوضعية !!!

 122886 
وحدة التسيير«العمران» بسلا
 رأي العمران بسلا: لاستبيان رأي مجموعة التهيئة العمران (صاحبة المشروع)، قدم لنا مصدر جد مطلع ومسؤول، لم يشأ الكشف عن اسمه… قدم مجموعة من المعطيات المهمة، كإجابات على أسئلة دقيقة طرحناها عليه بخصوص برنامج مدن بدون صفيح بالمدينة:
- مشروع ناجح: أكد المتحدث أن وثيرة الهدم بكاريان الواد بلغت نسبة 60 في المائة، وهو مؤشر يدل على نجاح المشروع خصوصا بالنظر إلى الصعوبات الجمة التي تطرحها عملية اعادة الإيواء، فمن أصل 1105 براكة تم هدم 652.
-  أما بخصوص ذوي الحقوق فقد اعتبرهم كسكان محصيين مثلهم مثل باقي السكان، بالإضافة إلى كونهم أعضاء الجماعة السلالية للعيايدة، وسنقبل أي حل تقدم عليه الوزارة المعنية في هذا المجال، حسب قول محدثنا.
-  بالنسبة«للمكررين » صرح نفس المصدر أن «العمران» ليست مسؤولة عن عملية الإحصاء، وهذه الأخيرة نعتبرها مرجعا في تحديد المستفيدين، مؤكدا انه وفي إطار«عقد المدينة الخاص بسلا»فلكل تجمع صفيحي وعائه العقاري الخاص…
-  وعن سؤال متعلق بالاستفادة من قروض «فوكاريم» الموجهة لأصحاب ذوي الدخل المحدود، فأكد على أنه بالنسبة للموقع 3 ( والذي تتوفر الرسوم العقارية الفردية بشأنه)، فإن التزام السلطة المحلية والمقاطعة والمستفيد بعدم إحداث تغيير على التصميم، يشكل شرطا أساسيا للاستفادة من القرض الذي تقدمه مؤسسة «القرض العقاري والسياحي».
- وهو نفس الموقف الذي أبداه مسؤول بنك «القرض العقاري والسياحي»، قائلا أن عقد القرض يتضمن هذا الشرط المتعلق بالتصميم، معتبرا أن ذلك يبعد العملية عن أي سمسرة مادية أو انتخابية… مطالبا بإنجاز تصاميم تتميز بانسجام بين المساحة الكلية ومساحة الباحة، حتى لا يظطر المستفيد(ة) إلى إجراء تعديل – وهو مكره-، خصوصا عندما تكون المساحة لا تتعدى 50 أو 48 مترا مربعا، ومساحة الباحة 9 أمتار مربعة(؟!)
   ومعلوم في مجال القروض أن المتوفر منذ أواخر السنة الأولىلبداية تنفيذ المشروع هو ما تقدمه مؤسسة «البنك الشعبي للقروض الصغرى» والذي لا يتجاوز سقف 50000 درهم وبنسبة فائدة عالية تصل إلى 12%، وهو ما يعتبره السكان بعيدا عن المتناول.
- أما بخصوص جودة التجهيزات التحتية الأساسية، والتي يصفها عدد من المستفيدين بالضعيفة، فقد أكد المسؤول بمجموعة التهيئة العمران،بان التسليم المؤقت أو النهائي، فيما يخص التطهير والطرق والماء والكهرباء، يتم بناء على رأي وموافقة مكتب للدراسات ومختبر المراقبة، بالإضافة للأطراف الأخرى كشركة «ريضال» والمقاطعة الحضرية والعمران العمران… أما بالنسبة لما تبقى من الموقع 1 والموقع2 فسنعمل مرحلة بمرحلة في هذا المجال، على حد قول المتحدث.
- وفي موضوع المواكبة الاجتماعية والتي تعتبر أساسية في مثل هذه العمليات، وبالنظر لما خلفته الفترة السابقة من انتقادات حول هذه المواكبة، فقد صرح نفس المسؤول أن العقدة المبرمة مع منظمة «اندا مغرب» قد انتهت في مارس 2008 وتم التعاقد مع منظمة (ا- ت-ت)التي تعمل في هذا المجال ولها شراكة مع مؤسسة العمران على الصعيد الوطني…وهي تعمل على مواكبة السكان خلال  الإجراءات الإدارية ومن المرتقب أن تعمل على برمجة أنشطة صحية واجتماعية تهم القاطنين…
- وفي جوابه عن سؤال حول اضطرار بعض المستفيدين إلى بيع بقعهم بسبب ضعف الامكانيات وغياب القروض،صرح المسؤول من مؤسسة العمران أن هذه الظاهرة رصدت في جل مشاريع إعادة الإيواء، ونحن لا نعتبر إلا المستفيد الأصلي الذي خصصت له الدولة دعما ماديا في إطار محاربة السكن غير اللائق…
- أما عن تأخر إعلان مدينة سلا كمدينة بدون صفيح، والذي كان مقررا في أواخر سنة 2007، فقد أفاد المصدر بأن وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية السيد توفيق احجيرة في آخر زيارة له لمدينة سلا قد اتفق مع كل الجهات المعنية محليا، على تحيين اتفاقية عقد مدن بدون صفيح الخاص بسلا، والعمل على تحديد موعد معقول ومدروس للإعلان عن «سلا بدون صفيح»…
- وفي نفس الإطار أكد لنا نفس المصدر أنه بالنسبة لكاريان سهب القائد، فقد تم الانتهاء من الشطر الأول بإعادة إسكان 1305 أسرة بشقق سعيد حجي، ويتم البحث عن وعاء عقاري جديد لإيواء 1239 أسرة…
وبخصوص تجمع «راس الماء» الذي تقطنه 2161 أسرة، فستتم إعادة إسكانهم بمنطقة عمرانية جديدة قرب سوق الأحد ببوقنادل، وقد تم الشروع في الأشغال التهييئية الأولية..
أما بر اريك «الدوار الجديد»، «دوار دراعو»، «سانية الشرقاوي»،«الحلالة» و«دوار ميكا»… بما مجموعه 664 أسرة، فستخصص لهم بقع بمشروع سيدي عبدالله (سفلي+ طابقين)…
- وفي النهاية وعلى ذكر مشروع سيدي عبدالله ،فلم يفتنا أن نسأل نفس المسؤول عن أسباب تأخر انطلاق عملية البناء بهذا المشروع المهم، والذي طال واستطال وأسال العديد من السخط والاتهامات والانتقادات، حيث صرح المصدر أن العملية التجارية الخاصة بسيدي عبدالله -البيع- متوقفة الآن إلى غاية تصفية بعض المشاكل العقارية، مؤكدا على أن المسالة متعلقة بتصفية «قسمة عقارية» لفائدة ملاك، وهو ما يوجد في أطواره الأخيرة… مؤكدا أن عملية البناء ستبدأ أولا لفائدة «ساكنة الدوار الجديد»، قصد إفراغ المنطقة الآهلة بهم لفائدة مشروع الترامواي… ثم سيرخص البناء لأصحاب السكن الشخصي… كما ذكرأن مشروع سيدي عبدالله ساهم بشكل كبير في وقف زحف السكن العشوائي بالعيايدة، وفي تأهيل المدينة، عبر بناء قنطرتين، شارع محمد الخامس، ربط العيايدة بطريق القنيطرة، سد حاجيات السكن…الخ
122886

مشروع «سيدي عبدالله»
         معطيات تقنية:
 
 
 
- صاحب المشروع: مجموعة التهيئة العمران


 
- الميزانية:52,95 مليون درهم، مساهمة الدولة 29 مليون درهم، الباقي مساهمة السكان.
 


 
- عدد الأسر المعنية 1194اسرة (هناك عدد قليل من الأسر محصية ولا وجود لها في الواقع)..
 


 
-المكونات: 1104 بقعة منها 62 بقعة مزدوجة (لأسرتين)
 


 
-الشطر الأول: 557 وحدة
 


 
-الشطر الثاني: 547 وحدة
 


 
-المساحة الإجمالية:  15 هكتار موزعة على المواقع 1،2،3.
 


 
 
-وضعية الإيواء إلى غاية 27 نونبر2008:


 
 
الموقع 1:


 
البقع الفردية (الثمن 400درهم/للمتر المربع)..البقع المزدوجة (الثمن 450درهم/للمتر المربع)،
 


 
- عدد البراريك المهدمة 522.
 


 
-..عدد البقع التي شرع في بنائها 277.
 


 
 
الموقع 2:


 
- بقع فردية (بثمن 400درهم للمتر المربع).
 


 
- عدد البراريك المهدمة 130.
 


 
- عدد البقع التي تبنى 25.
 


 
-الموقع3:
 


 
بقع فردية (بثمن 300درهم/للمتر الربع).
 


-عدد البقع التي تبنى 107.
 
ملحوظةأتقدم بالشكر لكل من ساهم في إنجاح انجاز هذا التحقيق، واعتبر كل مسؤول تعاون مع العمل الصحفي المسؤول قد قام بتلبية الحق في الوصول للخبر، كما انه ساهم في تأصيل قيم الشفافية في المرفق العمومي، ما يشكل دعامة أساسية لبناء دولة الحق والقانون والمؤسسات …البعيدة عن ثقافة الريع واستغلال النفوذ والتسلط…