الجمعة، 3 يوليو 2009

جــرحي يمـــشي مــعـــي


جــرحي يمـــشي مــعـــي
 
 
شعر: ذ. محمد رحو
 
 
أنا عاشق صوتك المختلف
منذ اتفقت القبائل
على وأد نبضته البكر
بصدر الأمل اليافع
كان هنا يتقدم
صوب لؤلؤة النار!
كنبي غمرته عاصفة حقود
وما أن قهقه جبنهم:
"انتهى أمره!"
حتى اشرأب من تحت الغبار
كالطائر المنبعث من رماده
ليستلهم زهرة جرحي/
ليترجم للشارد بوحي/
ليرج برج الأعذار!
مطبوعا بإرادة المشي
بأقدام بصيرته المشرعة
على جرس يرن في الأعالي
لا ترده كتائب الموت
حين يؤشر بندول أفقه
لتجليات غيمة مقبلة!
هو لا يسمي يوم مناه
إلا ليآخي نبض خطاه
بعد أن يضبط البوصلة
على رقصة الأنوار!
ليمشي – لآخر الليل – معي
فمن يزايد على صدق حبه المترع
بسيل يفيض على القفار!
من يلذ له أن يدعي
أنه (ما عاد يحبك!)
ودرب انعتاقه/دربك
مبدأ يصونه المبحرون
خضم الألم المبدع
أجمل الدروب للنهار!
***
أنا عاشق صوتك المختلف
منذ اغترابي مددت اليدين
لاحتضان بوحك المغترف
من قوة واقع يعلو
فوق الركح و الستار!
منذ انكسر حلمي البهي
على جدار الكوابيس!
وجرحي يمشي معي
ويدافع رياح الحصار
حد انبجاس الزهرة الأحلى
من حقول سمادها الإصرار!
***
هل بوسعي أن أقعد
لطاولة تنتحل وجه الحوار
وخفاش الحقبة الحري
بالموت في دهاليز الهذيان
يتنطع كقرد شقي
فلا يخجل أن يصف
حلمي بعدالة مشرعة
على كوكب يحرثه الطغيان
بالطائش العدمي المقترف
عشق صوتك المختلف!
أنا المرابط بأحشائك المترعة
بشعوب لا تنسى العنوان/
عنوان درسها المضئ
نفق الغرقى في الحرمان!
***
سيدتي الطيبة المتعبة
هل تصدقيني
هل تصدقين من يكابد
لسعات الزمن/الثعبان
هل تصدقين تغريبة العائد
من بيد الآلام الشاسعة
ليبوح بما يحفر الوجدان:
مهما لونوا وجه الأقنعة
جرحي الرفيق سهران
بحضن فكرة مبدعة
درب الظمآن الهيمان
بنهر يرفض أن ينسى
سرير ميلاده الأول
نهر غريب أعزل
مهما جففوه يفيض
ليدحوعن الضفاف الهوان!
***
أنا الآن هنا
ملتحما بصمود العناصر
مترجما لنبضها المحاصر
برماح الطفيلي المتهافت
لتسويغ السقوط/الإذعان!
منسجما مع ما تنسجه
أنامل رفضي المنتصبة/
أشجار احتجاج صامدة
ضد رصاص القهر المسكوب
على حشد يغني ويحلم
بوطن لا يئد الأحلام!
***
أنا الآن لا أمشي
إلا ليمشي معي
جرحي العميق الانتماء
لأصول الطقس المضارع
وأنا أعرف كيد الهؤلاء
منذ انزياحي عن خط أكاذيبهم
تفننوا في هندسة الافتراء!
فأنا لا أكاد أفصح
بما في الخاطر من رجاء
إلا لتجرح صوتي النحيل
مكبرات زعيقهم الطافحة
بسيوف الحذلقة الخانعة
لأهواء القوة العمياء!
ولحد الخيبة الشاسعة
مازال يمشي معي
جرحي المفتوح المضئ
مسالك تيهي في ليل العذاب
أنا الخالع تعاليم النبي الكذاب
أنا الطالع من أحشاء الهامش الجرئ
على المشي عكس التيار!
من يمنعني أن أمشي
درب الألم المبدع
أجمل الدروب للنهار
وجرحي هنا الآن
يصر أن يمشي معي!
 
 
 **************************************
  خص الشاعر الأستاذ محمد رحو مدونة سيدي سليمان بالقصيدة أعلاه، نعتز بإلتفاتته الشعرية وتشريفه لنا بنشر بعض قصائده.