الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

نساء ورجال التعليم بسيدي سليمان لقاء من أجل مواجهة المذكرة 122


نساء ورجال التعليم بسيدي سليمان  
لقاء من أجل مواجهة المذكرة 122   
   غصت قاعة الخزانة البلدية بسيدي سليمان بعدد من نساء ورجال التعليم، تلبية لدعوة من المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم(ك.د.ش)، من أجل "مواجهة تسرع الوزارة في تطبيق المذكرة 122 الخاصة بتدبير الزمن المدرسي بالتعليم الابتدائي" كما جاء في بيان صادر عن نفس النقابة تطرقنا له في موضوع سابق، وقد وقع إجماع على مواجهة هذا التدبير الجديد الذي دعت له وزارة التربية الوطنية، رغم أن أعضاء من المكتب النقابي في تدخلهم ذكّروا بمجمل الاتفاق الحاصل بين بعض النقابات والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن القاضي بعدم تطبيق بنود المذكرة 122 بالعالم القروي على الأقل خلال هذه السنة، وهو ما اعتبره البعض تأجيلا لموعد لاحق ليس إلا، وقد تطرق المسؤولون النقابيون ومتدخلون من الحاضرين إلى الصعوبات التي تحصل في حالة اللجوء إلى أحد الصيغ الثلاث المقترحة، سواء لدى المدرس أو التلاميذ، وقرأ عضو من المكتب المحلي فقرات من مراسلة كان قد بعثها المكتب النقابي لمسؤولين تربويين عدَّد فيها نواقص وهفوات استعمال الزمن المقترح تطبيقه.
  ليس من مشاكل التربية والتعليم غير استعمال الزمن المراد فرضه كما ذكر بعض المتدخلين، رغم أهمية هذا الموضوع الذي كان إجماع على مواجهته، بل هناك كذلك مطالب ملحة يجب ألا "يلهينا عليها استعمال الزمن" هذا! كما ردد أكثر من متدخل، ومنها ما له علاقة بالترقيات، حيث تراكمت أعداد كبيرة في انتظار دورها الذي طال أمده، خاصة بالنسبة للمرتبين في الدرجة الثالثة (سلم 9)، والبنية التحتية المهترئة والضعيفة لأغلب المدارس التعليمية، انعدام أو قلة الوسائل التعليمية الديداكتيكية، مشاكل في المقررات والمناهج المتبعة، عدم تجديد التكوين…
    كما توقف البعض عند الصورة النمطية السلبية التي تسعى بعض الأطراف إلى ترويجها وتكريسها لدى المخيال المجتمعي من خلال عدة وسائط كبعض وسائل الإعلام، وذلك من أجل ضرب المدرسة العمومية وجعل الأسر تؤدي مقابل تعليم أولادها، والتغطية على الفشل الذي سعى إليه المسؤولون من خلال اختياراتهم وتبعيتهم للصناديق الدولية المقرضة، وتحميل المسؤولية للمدرس وحده في المشاكل التي يعرفها قطاع التربية والتعليم عموما.
   وقد وجهت الدعوة لكافة نساء ورجال التعليم ليعودوا لدورهم الريادي في تثقيف المجتمع والمساهمة في خلق إشعاع نضالي كما كانوا عليه في زمن مضى كما قال أحد المتدخلين.
  ولم تخل بعض المداخلات من توجيه نقد ذاتي للأسرة التعليمية، بحيث أشار أحد الأساتذة إلى الرضوخ لتطبيق استعمالات الزمن حسب ثلاث صيغ في إحدى المدارس بسيدي سليمان داخل شهر أكتوبر وحده، دون أن يحدث من قبل المدرسات والمدرسين أية ردة فعل، بل تم تغليب المصلحة الذاتية من خلال توزيع الحصص الزمنية.
   يبدو من خلال اجتماع اليوم أن فترات الأزمة ومحاولة الدفاع عن النفس ضد هجومات حقيقة أو وهمية تجعل البعض يحضر هكذا اجتماعات بكثافة، لكن يكون الغياب شبه كامل في فترات الهدوء وغياب الضغوطات، بل يحدث تجاهل لأنشطة ذات طبيعة ثقافية وجوية وجمعوية، مما يطرح التساؤل عن أي دور مطلوب من رجال التعليم ونسائه داخل المجتمع، هل هو دور تقني لتبليغ برامج دراسية أم دور تثقيفي تعليمي للمجتمع برمته؟ وتلك هي الرسالة الأمثل التي تنتظر من يقوم بها، وتنتظر من يجل أصحابها ويعتني بأوضاعهم المهنية غير المناسبة، خاصة على مستوى ظروف الاشتغال.

مصطفى لمودن