الاثنين، 14 يونيو 2010

الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنظم "مسيرة الغضب العمالي والشعبي"


الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنظم "مسيرة الغضب العمالي والشعبي" 

إعداد مصطفى لمودن 

حرص المنظمون تسميتها ب"مسيرة الغضب العمالي والشعبي" حسب نداء توصلنا به، وقد دعت المركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى النزول تنفيذا لقرارات أجهزتها التنظيمية خاصة المجلس الوطني في اجتماعه بتاريخ 17 أبريل 2010، وقد كان مقررا تنظيمها في 9 ماي، لكنها أجلت إلى 13 يونيو، وجرت مسيرات مماثلة في عدة مدن باستثناء التي منعت منها كما حصل في العيون وعمالة مولاي رشيد بالدار البيضاء وطنجة والعرائش ووجدة…   
انطلقت مسيرة سيدي سليمان ابتداء من العاشرة صباحا من أمام دار الشباب، لتتوجه إلى شارع محمد الخامس، ومنه إلى شارع الحسن الثاني، لتنعرج بعد ذلك وصولا إلى إحدى  البنايات  حيث أصبحت تتوفر على مقر جديد عوض الذي كان بحي اخريبكة.
 حمل المشاركون في المقدمة لافتة تذكر أن المسيرة "احتجاجا على التعامل الحكومي اللامسؤول مع مطالب الطبقة العاملة"، ولخصت لافتات مطالب بعض القطاعات النقابية المنظوية تحت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فأصحاب سيارات الأجرة الكبيرة يطالبون بالحد من النقل السري، وتوفير محطات التوقف، وتخفيض الضرائب، وتعميم رخصة الثقة. وموظفو قطاع المالية ينادون بتحسين ظروف العمل وتوفير الموارد البشرية الكافية. وهناك مطالب عامة تهم جميع القطاعات كتحصين مكتسبات أنظمة التقاعد والحماية الاجتماعية والحريات النقابية، واستنكار النهب والفساد المالي واستغلال النفوذ… ولم يفت المنظمين للمسيرة الدعوة إلى التعبئة الشاملة لتحصين الوحدة الترابية، والتضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني، كما عبر المتظاهرون والمتظاهرات عن مطالبهم من أجل تحقيق تنمية حقيقية بسيدي سليمان… وقد رفعوا شعارات مختلفة، منها ما له علاقة بقضايا داخلية، كانتقاد التدبير الحكومي، والإلحاح على حوار فعال، والاستجابة للمطالب النقابية، والتي يمكن أن نستخلصها من نص رسالة موجهة من الكونفدرالية الديمراطية للشغل إلى الوزير الأول حول "الحوار الاجتماعي"، تحمل تاريخ 19 ماي، تقول:
"ندعوكم إلى تفاوض جماعي جاد للاستجابة للمطالب العمالية ذات الأولوية، ويتعلق الأمر ب:
1ـ الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية، والجماعات المحلية، والمؤسسات العمومية، والقطاع الخاص. 
2ـ تطبيق السلم المتحرك للأجور والأسعار.
3ـ الترقية الداخلية: تنظيم ترقية استثنائية ومراجعة منظومة الترقي.
4ـ الجماعات المحلية: الحفاظ على المكتسبات، ومنها الترقية بالأقدمية 5 سنوات بدل 10
5ـ تعميم الاستفادة من التعويض عن العمل بالمناطق النائية.
6ـ احترام الحريات النقابية والتصديق على الاتفاقيات الدولية.
7ـ مراجعة النظام الضريبي.
8ـ معالجة ملف المطرودين النقابيين من العصبة الوطنية لمحاربة أمراض القلب والشرايين
9ـ تسوية وضعية عمال النقل الحضري بالدار البيضاء فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي.
10ـ السهر على تفعيل اللجن الإقليمية وتتبع تسوية النزاعات الاجتماعية المعروضة عليها.
11ـ السهر على المفاوضات الجماعية في كل القطاعات وتتبع تنفيذ التزاماتها.
12ـ التقاعد: الحفاظ على المكتسبات والإعفاء من الضريبة." 

وجاء في نفس الرسالة كذلك التذكير "بالانكبابالجدي" على معالجة الأوضاع "عبر تفاوض جماعي ثلاثي التركيبة وفق ما تنص عليه المعايير الدولية"، والمقصود بهم؛ الحكومة والنابة والمشغلين الخواص.  

كما جاء في رسالة أخرى موجهة من نفس النقابة إلى وزير الداخلية "حول الحوار الاجتماعي" تحمل تاريخ 19 ماي "بخصوص الوضع الاجتماعي وما يعرفه من اختلالات عميقة تمس التماسك المجتمعي، الذي اصبح يقتضي تدخلا مسؤولا يسهم في تخفيف ما يعرفه المغرب من توترات، بما يحفظ الأمن الاجتماعي ويضمن الأمن العام" كما جاء في نفس الرسالة، وبعد التذكير بقرار تأجيل مسيرات 9 ماي "بناء على تدخلكم يوم الإثنين 3 ماي 2010 بغاية إيجاد الصيغ الكفيلة بتجاوز هذا الانحباس" تخاطب وزير الداخلية بجملة مطالب أخرى، فتقول الرسالة:" إن المكتب التنفيذي إذ يثير انتباهكم إلى هذا الوضع المقلق، يطرح عليكم مجددا ما شاب الانتخابات المهنية من تزوير في القطاع الخاص،  وبشكل فاضح في الجماعات المحلية من تضيق وحصار على العمل النقابي ومس بالحريات النقابية وتدخل أجهزة الأمن والسلطات والنيابة العامة والقضاء إلى جانب أرباب العمل، ومتابعة العمال وتكسير العمل النقابي، إلى جانب غياب لجن البحث والمصالحة على مستوى العمالات والأقاليم، أو عدم جديتها، كآلية لفض النزاعات وتطويق التوترات الاجتماعية خدمة للاقتصاد الوطني، وحماية لحقوق الأجراء".  

عودة إلى مسيرة سيدي سليمان لوحظ حضور بارز لمنخرطي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، وكذلك ممثلين عن أحزاب تحالف اليسار (الحزب الاشتراكي الموحد، المؤتمر الوطني الاتحادي، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي)، وإلى جانب العلم الوطني رفع "علم" يحمل صورة تشي كيفارا، كما شارك الأطفال بدورهم في المسيرة، ولوحظ في بعض اللحظات حملهم للافتات قد لا يستوعبون ما تحمله من شعارات ومطالب..  
بهذه المسيرة أكدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل استمرار تواجدها بسيدي سليمان، رغم عدم خروجها للشارع في مسيرات فاتح ماي المنصرم، واكتفاءها بتجمع خطابي بالخزانة البلدية، ويبدو أن التشتت النقابي البارز على الصعيد الوطني قد أثر على مختلف النقابات، خاصة في ظل غياب أي تنسيق أو عمل مشترك للدفاع عن مطالب الطبقة العاملة.
التساؤل المطروح، هل سترفع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من سقف احتجاتها أم ستركن إلى الهدوء خاصة مع حلول العطلة الصيفية ورمضان، وهل ستستجيب الحكومة لمطالب هذه المركزية النقابية وتتحاور معها أم ستخطو إلى الأمام دون الإصغاء إلى مختلف الاحتجاجات القائمة هنا وهناك؟  
مطالب:

************************
 
أ