الجمعة، 28 يناير 2011

نقاش حول حزب الهمة


نقاش حول حزب الهمة 
 الحزب لا يستطيع تبني إصلاحات دستورية ولا الدعوة إلى الفصل بين السلط
مسؤولون من حزب الهمة (بام) ينعتون خصومهم ب"الكلاب"، هذا ما أوردته "أخبار اليوم المغربية" في عددها ليوم الثلاثاء 25 يناير، وقد جاء ذلك كرد فعل حول تشبيه هذا الحزب بحزب بنعلي في تونس (حزب الدولة)، حدث ذلك اثناء اجتماع حزب "الأصالة والمعاصرة" بضواحي فاس في فندق من صنف 5 نجوم تحت حراسة أمنية قوية، وهو ما فسر على أنه "رسالة" موجهة إلى عمدة فاس الذي يعتبر من أكبر المناوئين لهذا الحزب (شباط).. وهناك تهم توجه لل"وافد الجديد" منها استقطابه لمنتخبين يريدون التستر على فضائحهم، ووقوفه وراء تعيينات كبار المسؤولين في الإدارة، واحتلاله للواجهة السياسية رغم قصر عمره، وقد أصبح الأول في البرلمان بعدما استقطب برلمانيين غادروا فرقهم ضدا على القانون والأخلاق ..
السياسة إما أن تكون تعبيرا صريحا عن مصلحة ضيقة أو أن تكون طريقا للنضال من أجل مصلحة عادلة.. لنختار الجهة التي نريد… وفي حالة الحزب المعني فأرى  شخصنته شيئا واقعا، فمن يضمن للحزب انفتاح الأبواب المغلقة؟ لنفترض أن زعيمه الحقيقي كلف غدا بسفارة في قارة بعيدة، فما مصير الحزب؟ المصير معروف، سيتفرق الجميع، وهذا ما كاد يحدث في الصيف المنصرم لما احتفى "الزعيم" فتعالت التساؤلات، ومن الأعضاء من يريد رؤيته فقط (ليطمئن قلبه !). إنه إذن حزب واضحة فيه الشخصنة وارتباطه بمؤسس معروف.. 
أما عن اعتبار هذا الحزب كباقي الأحزاب، فاعتقد أن من يقول هذا هو على غير صواب.. لقد علمنا التاريخ أن المخزن يخلق حزبه في كل مرحلة (أو على الأقل يستغله لفترة زمنية محددة)، كما حدث مع أحمد رضا اكديرة في "جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية" في الستينيات من القرن الماضي، ومع عصمان في حزب "الأحرار" سنة 1977، ومع المعطي بوعبيد في "الاتحاد الدستوري" سنة 1983، ثم كان هناك لاعبون آخرون في مواقع أقل كما الحال مع أحرضان وعرشان والقادري…  والآن مع من تعلمون… ودائما يحصل هؤلاء على حصة الأسد من المقاعد كأن الشعب مخصي وبلا ذاكرة، والغرض من ذلك هو الإيهام بوجود تعددية، وبأن الانتخابات تقع وهناك ناجحون وساقطون (إيهام بعض الشركاء في الغرب طبعا)، وكذلك لإثقال الاجتماعات بوجوه متشابهة في حالة وجود أي "تفاوض" على الدستور أو غيره.. لكن المشكل لا يقف هنا فقط، بل حينما يقوم هؤلاء الذين ذكروا (كما يفعل الوافد الجديد) بالتشويش على أي مطلب في الديمقراطية، بل وكل يكتفي بما أعطي من مقاعد وكراسي ويعلن عن ارتياحه (وفي حالات قليلة قد يعرب البعض عن شيء من التذمر فينالون عقابا في الحين كما وقع مع الحركة الشعبية أثناء تشكيل حكومة عباس الفاسي).. وطبعا تكون الإدارة في خدمة هؤلاء، هل تظنون أن المغرب سيصبح دولة ديمقراطية بين صبح ومساء؟ هذا لا يمكن إطلاقا، هناك مصالح وامتيازات لا يمكن أن يفرط فيها من يتحكمون في كل شيء.. وطبعا بعض بسطاء الشعب يسقطون ضحية ادعاءات مغرضة تطعن في كل الأحزاب، وتعتبر الديمقراطية شيئا مستوردا لا يصلح لنا، وهناك من يقول إننا شعب غير ناضج،  وأن الأحزاب كلها متشابهة.. لتتأكدوا انظروا إلى واقع حال التلفزة، هل تناقش كل ما يهم الشعب، هي دائما عن قصد تستدعي حلفاء المخزن القدامى والجدد..
ولكن كل هذا لن يجدي نفعا، لأن هناك حتمية كونية تؤكد بأنه لن يتقدم المغرب (كذلك)ويحل مشاكله إلا إذا أصبحت صناديق الاقتراع هي أساس الحكم الفعلي، إنه لا ديمقراطية بدون أحزاب حقيقية… وأعلن تحديا أمام الجميع، الحزب المشار إليه لا يستطيع تبني إصلاحات دستورية ولا الدعوة إلى الفصل بين السلط كما هو حال كل الديمقراطيات في العالم

ـــــــــــــــــــــــ
جاءت هذه المداخلة إثر نقاشات مماثلة على صفحات بعض الأصدقاء بالفايسبوك حيث النقاشات والحوارات المختلفة.
 وسبق أن نشرت ملاحظات أخرى حول "حزب العدالة والتنمية" بالفايسبوك.