الجمعة، 10 يونيو 2011

حول التعليم والإضرابات في قناة Medi 1 sat


حول التعليم والإضرابات في قناة Medi 1 sat
**********************
مصطفى لمودن
قدمت قناة Medi 1 sat  برنامجا حواريا حول مشاكل التعليم في المغرب ليلة الأربعاء 8 ماي، بقدر ما كان النقاش صريحا فقد طغت عليه مسحة سياسية رغم عدم التصريح بذلك، فممثل نقابة حزب الاستقلال لم ينسلخ عن توجه  حزبه المشارك في الحكومة والذي يتحمل مسؤولية تاريخية في تأزيم وضعية التعليم في المغرب منذ غير المأسوف عليه عز الدين العراقي وما قبله، ورغم محاولات النقابي عدم المس بالشغيلة التعليمية وإظهار نقابته كأنها مدافع عن مصالح العاملين بقطاع التربية الوطنية، لكنه وقع في منزلقات من قبيل تلفيق اتهامات للمضربين والمحتجين حول علاقتهم بأجندة خاصة ربطها بحركة 20 فبراير، كما دعا بشكل صريح إلى إصدار قوانين تحد من الإضراب، والغريب أنه أشار إلى "الحريات" المتوفرة الآن عكس زمن سابق كان فيه الحديث ممنوعا حول السياسة وقد ذكر بالحوادث المترتبة عن إضرابات 1979 وهو يتحدث عنها بفخر كأن نقابته هي من كانت تدعو إلى ذلك، بينما العكس هو الصحيح فقد كانت نقابته حينها ضد كل أشكال الاحتجاج.. غيبت القناة المعني الأساسي بالموضوع وهو رجل التعليم، خاصة العاملين في القطاع المدرسي وبالخصوص المصنفين في السلم التاسع وقد أخذ الحديث عنهم وقتا مهما، رغم قيام القناة بربورتاج مصور من داخل اعتصام لهؤلاء المدرسين بداخل مقر نقابة بالرباط.. أما ممثل نقابة العدالة والتنمية كضيف ثان فقد حاول باستمرار الدفاع عن دور النقابة ولو كانت ضد مصلحة رجال ونساء التعليم كما أشارت إلى ذلك منشطة البرنماج في سؤال مباشر موجه إليه.. من جانبه محمد أكنوش رئيس فدرالية جمعيات آباء وأمهات  وأولياء التلاميذ فقد حاول شد العصا من الوسط مع ميل طفيف نحو دفاعه عن مصلحة التلاميذ والمدرسة العمومية، حيث ركز على عدم إتمام المقرر الدراسي وضعف جودة التحصيل وانكباب بعض رجال التعليم على تقديم دروس خصوصية في تفان أكثر عما يقومون به في شغلهم الأصلي.. لكنه أشار كذلك إلى تفهمه لمطالب المشتغلين بالتدريس، ثم رد على ممثل نقابة حزب الاستقلال مختلفا معه حول اتهامه للمحتجين بالاشتغال وفق أجندة خاصة في إشارة إلى حركة 20 فبراير… غير أن أهم مشارك في البرنامج والذي ظهر كالحكيم وسط  كوكبة الضجيج هو عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن وممثل الوزارة في الحلقة، وقد دعا إلى تضافر كافة الجهود لرعاية المدرسة العمومية مادام التعليم الخصوصي لا يمثل غير 6%  من التلاميذ الممدرسين، كما قال إن المقررات الدراسية قد استكملت أو في طريقها إلى ذلك حسب تقارير المديرين والنظار والمفتشين، وتأخير أسبوع على موعد الامتحانات الإشهادية أتاح فرصة لتدارك كل النقائص، ونوه بمجهودات المدرسين والمدرسات وانخراطهم الإيجابي في الرقي بالتعليم، وأبدى تفهمه للاحتجاجات إلا فيما يخص مقاطعة حراسة الامتحانات، وأضاف بأن مطالب المصنفين في السلم التاسع لها مبرراتها وهي في الطريق إلى الحل سواء عبر اتفاق 26 أبريل أو ما يمكن أن يأتي فيما بعد، ولم يغلق الباب من أجل تدارس مختلف المشاكل العالقة وهو يتحدث باسم وزارة التربية الوطنية..  
في نفس الوقت كانت تعرض القناة عبر شريط متحرك على الشاشة مختلف التساؤلات وردود الفعل من مشاهديها حيث تتوصل بذلك عبر رسائل هاتفية، وقد تضاربت الآراء حول جودة التربية والتعليم ومسؤولية المكلفين بذلك على مختلف الأصعدة، وحضرت بوضوح مطالب رجال ونساء التعليم، وقد كانت تستعين منشطة البرنامج بطرح تساؤلات مستمدة من بعض تلك الرسالة، لكن ظهر أنها غير ملمة بمختلف إشكالات التربية الوطنية، بحيث لم تطرح مثلا تقييما لمختلف المجالس التي أصبحت تعرفها المؤسسات التعليمية وخاصة "مجلس التدبير"، وكذلك أسباب توقف إتمام برنامج" مدرسة النجاح" في جانبه التجهيزي، بحيث اكتفت الوزارة في السنة المنصرمة بمد المستوى الأول ببعض التجهيزات والوسائل البيداغوجية.. أحيانا كان يحس المشاهد كأن الصحافية فقط تكتفي بالتقاط ما يروج حول الموضوع في بعض وسائل الإعلام.