الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

أول يوم رمضان بسيدي سليمان /فوضى بالشارع وشجارات


 أول يوم رمضان بسيدي سليمان
فوضى بالشارع وشجارات
 
في أغلب المدن تكثر "الحركة" خلال شهر رمضان، فتجد بعض الأماكن مكتظة كل زوال إلى مجيء الإفطار، يؤمها الناس للتبضع أو فقط للتجول وتزجية الوقت… وبعد الإفطار تكون "حركة" أهم، بحيث هناك من يستقر في المقاهي وهناك من يتجول في الشوارع… وهذه عادات يستحيل إزالتها، وعليه فهل الاكتظاظ في بعض الأماكن بعينها له معنى أو مجرد تسلية؟
إن البيع والشراء في أماكن محددة،  والتجول والجولان والتنزه وقضاء الوقت.. أمور عادية، وتقع في كل المجتمعات… ما ليس بعاد هو أن يتحول ذلك إلى فوضى ومشاحنات وشجار:
 ـ منذ أن أحرق المرحوم البوعزيزي نفسه بسيدي بوزيد ردا على إهانته بطريقته الخاصة من طرف شرطية صفعته وهو يسترزق على عربة يدوية.. منذ ذلك الوقت أصبحت السلطات في كل المدن تطلب "السلامة"، وتغطي العين على كل التجاوزات، بحيث تغلق الشوارع والأزقة لعرض السلع.. وفي سيدي سليمان يمتلئ شارع محمد الخامس عن آخره، وحتى بعض الأزقة المتفرعة عنه وساحات قريبة منه.. كل السلع تجدها، من خضر وفواكه وخبز وملابس وتجهيزات منزلية…الخ.  بل هناك من نصبوا قياطنهم الدائمة  هناك، وبذلك أصبح يصعب جدا مرور العربات بهذا الشارع.. يحدث هذا رغم توفر المدينة على عدة قصاريات، وأربعة أسواق للخضر والفواكه، ودكاكين ومحلات مختلفة.. وعليه، إذا كانت السلطات لا تستطيع إيجاد شغل قار ومحترم لكل هؤلاء الذين منهم العاطلون ومنهم من يحترفون التجارة، وبعضهم اضطر إلى ترك دكانه أو حانوته والالتحاق بالشارع! فعلى السلطات تنظيم فضاء المدينة، هناك ساحات فارغة يمكنها أن تخصص للتجارة في الهواء الطلق، وهي كذلك مكان لتزجية الوقت بالنسبة للكثيرين، أو أن تغلق شارع محمد الخامس من طرفيه، وتجعله محجا للراجلين والتجارة، عوض أن يجد سائقو العربات أنفسهم بعد ولوجه في حيرة من أمرهم، فلا يستطيعون الاستمرار أو التراجع.. ويحدث بسبب ذلك زعيق المنبهات وتدافع وشجارات.. هذه الشجارات كثرت في أول يوم من رمضان، وغالبا ما تقع لأتفه الأسباب.
ـ الفوضى الثانية والخطيرة والمستفحلة في سيدي سليمان، هي احتلال المقاهي للملك العام بشكل مبالغ فيه، لا يمكن أن يجد أي راجل ممرا فوق الطوار، وكل المواطنين يضطرون مكرهين للتزاحم مع السيارات على الطريق.. وقد سبق للمجلس الحضري بسيدي سليمان أن أصدر مقررا يسمح فقط باستغلال الثلث المتوفر لكل مقهى ما بين البناية والطوار، ويبقى الثلثان فارغان.. لكن استمرار الفوضى كما هي عليه، يثير أكثر من تساؤل.
إن المتجول بهذه الشوارع، يتأكد بأن مدينة سيدي سليمان ليست سوى قرية كبيرة، لا مظهر فيها للمدنية وتعايش آلاف الناس في فضاء محدود بنظام، ويتحمل مسؤولية ذلك المواطنون والسلطات بدرجة أكبر.