السبت، 25 فبراير 2012

كي تكون قطر دائمة العضوية في مجلس الأمن!


 كي تكون قطر دائمة العضوية في مجلس الأمن!

مصطفى لمودن
لا بد أن تحصل "دولة قطر" الشقيقة على عضوية دائمة في مجلس الأمن، أنا أدعو لذلك.. ألا ترون أنها تحشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة ، وإذا لم تتوفر أي بؤرة توثر تسعى لإيجادها.. إنها ساعية لتغيير "أنظمة" كثيرة أصالة عن نفسها ونيابة عن "أصدقاء" غـُـرّ مقربين… أدعو لتحصل على هذه العضوية الدائمة، ولتفعل لذلك ما تستطيعه كما فعلت مع كأس العالم، هل أعضاء الفيفا أقل صلابة من باقي مبعوثي الدول في الأمم المتحدة؟  وطبعا الأمر جد بسيط، فلمفاوضي قطر  خبرة كبيرة في ذلك.. ثم أليست قطر من الدول العظمى؟ إنها تتربع على "عرش أكبر امبراطورية" في التاريخ، امبراطورية لم يحدث مثلها قط، اسمها "الجزيرة" بوديانها وفروعها وجبالها وبحارها ولواءاتها… وهي بمثابة هرواة كبيرة، تنزل بها على كل من سخن رأسه من الدول طبعا.. ليس من الضروري أن تكون الدول الآن ممتدة على سطح الأرض ولها مساحة جغرافية هائلة حتى تسمى بالكبيرة (انظر الخريطة)، وليست الدول الكبيرة بتوفرها على أعداد ضخمة من السكان، بل تكفي ملايير الدولارات في حسابات مصارف غربية.. لقطر امتداد في أعماق الأرض، وأي امتداد، إنه الغاز الطبيعي… أفلا تستحق في نظركم قطر عضوية دائمة في مجلس الأمن..؟
 بدوري كنت متشككا في ذلك، وترددت كثيرا في طرح المسألة، أي الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، إلى أن جاءني "اليقين" اليوم السبت 25 فبراير 2012 من إحدى  "قنوات الجزيرة"، نفسها، عندما قطعت "قناة الأخبار" برامجها لتنقل ندوة صحفية لسفير دولة قطر لدى الأمم المتحدة وهو في تركيا رفقة وزير خارجيتها أحمد داود أغلو ، موضوع الندوة حول قضايا ذات أهمية بالغة، على  رأسها طبعا الوضع في سوريا، ويعرف كل العالم أن أغلو يتحدث باسم حكومة منتخبة، وينتظرها حساب عسير في وقت قادم، ولن تمر للسلطة مرة ثانية سوى عبر صناديق الاقتراع، وفي كل حركة تحسب ألف حساب، وهاجسها الأول مع جوارها سواء أكانت سوريا أو غيرها، هي مصلحتها الوطنية، وما تمثله لها قضية الأكراد وسعيهم وراء الاعتراف بهم كدولة مستقلة أو إقليم له صلاحيات واسعة.. وقضية الأكراد هؤلاء  استطالت وعرفت مدا وجزرا منذ أن كانت "عصبة الأمم" التي انتهت صلاحياتها بانطلاق شرارة الحرب العالمية الأولى، والتي حصلوا في زمنها عن "الحق في تشكيل دولة مستقلة"، لكن الأطماع والحسابات المختلفة جعلتهم مشتتين عبر عدة دول.. لتركيا مخاوف من لجوء آلاف السوريين لترابها،  وهو الأمر الحاصل فعلا، وهي تسعى للتقليل من خسائرها وضبط كل القاطعين للحدود.. لكن ماذا يحرك دولة بعيدة كقطر في كل هذا؟ يبقى الجواب معلقا، ولن يصدق أحد أن الأمر "إنساني محض".. لنتصور وزير دولة ذات شأن كتركيا يقف في عاصمته، إلى جانب سفير دولة خليجية! بدون أي تقدير للبروتوكول الجاري به العمل بين الدول.. وللجميع أن يتخيل مستقبلا رئيس أي دولة معينة كيفما كان شأنها، يستقبل على البساط الأحمر مجرد موظف في إدارة دولة أخرى… فما السر وراء كل هذا؟
قبل رفع القلم، نقول لسنا مع الاستبداد كيفما كان لونه.