الاثنين، 16 أبريل 2012

مطاعم السمك بالمهدية أوساخ وسوء تنظيم


 مطاعم السمك بالمهدية
أوساخ وسوء تنظيم
إقبال ملحوظ على المكان
مصطفى لمودن  
  يطمح الغالبية لتناول وجبة سمك، خاصة إذا كان السمك طازجا حديث العهد بالماء وبجانب ميناء للصيد، تحمل إليه القوارب ما يجود به البحر ليلا ونهارا بدون انقطاع.. فيقصد الناس مثل هذه الوجهة، سواء لاقتناء السمك وحمله إلى البيوت، أو لتناوله بعين المكان. لكن أحيانا تشمئز النفس من المكان ومن ممارسات مشينة تثير الغثيان، وكي لا نطول نضرب مثلا بما يقع بالمهدية، شمال غرب القنيطرة يستقر ميناء صغير بجانب مصب نهر سبو، يستقبل هذا الميناء قوارب الصيد والسفن الصغيرة المعدة للصيد الساحلي، لا يقل السمك هناك، ففي الغالب متوفر وبنوعيات مختلفة، فتعالوا نلقي نظرة على المكان.
   قبل الوصول إلى المهدية وعند نهاية منحدر يتيح رؤية القوارب راصية، تجد على اليمين مدخل الميناء، وفي آخر البناء تلج مطعما أو مطاعم للسمك، يغطى بقطع بلاستيكية ملطخة، رقع غاية في البشاعة، مساحة المطاعم مجتمعة لا تتعدى المائتي متر مربع، وأقصد بالمطاعم الفضاء المشترك المغطى بالبيشان، أما أماكن الطبخ فمحلات جدا ضيقة توجد في الخلقية، كل دكان مدد أمامه صفا طويلا من الكراسي والمقاعد الخشبية البيئسة الغارقة في الأوساخ والعفن، تتزاحم المقاعد والكراسي وليس بينها سوى ممرات ضيقة تكفي ليضع العابر رجلا، تظهر من دكاكين الطبخ نيران الأفرنة وهي تقلي السمك في المقالي، وأبخرة متصاعدة ونار تلفح، تشتعل في الزيت المتقاذفة… في الباب يتعرضك شباب ونساء وكل واحد (ة) يكاد يجرك نحو دكانه/مطعمه.. وفي نفس الوقت ترى صفا آخر داخل نفس الحيز، لباعي السردين المشوي، أثناء تنقلك عليك الحذر حتى لا تتعثر وتسقط في فوهة شبه مفتوحة لشيء يشبه بالوعة الواد الحار (الصورة)… بجانب هذه "المطاعم" باب صغير وممر ضيق يقود لسوق السمك الصغير، العجب أن هذا السوق مغطى بسقف من الزنك، وغير العجب هو توفره على سمك وافر وأنواع مختلفة، منه تقتني ما تشاء شهيتك وما يقدر عليه جيبك.
ماذا عسى الزائر (أو الزائرين) أن يفعل أمام مشهد مقزز حيث الفوضى وقلة النظافة؟ وفي نفس الوقت أمام شهية تذوق السمك المحيطي الطري؟
كان "المطعم" (أو المطاعم) خاصة بالزبناء، زبناء من مختلف الفئات الاجتماعية، وهناك صفوف السيارات المتنوعة المتوقفة على جانبي الطريق… عليك عبور صف طويل لتجد لك مقعدا قرب المواقد الملتهبة، تجلس فترحب بك القطط التي تعبر بين السيقان.. تريد أن تغسل يديك، تلتفت يمينا ويسارا، فتلوح لك على جدار كتابة تقول إن غسل اليدين واستعمال المرحاض(معا) بدرهم واحد… إنه المرحاض الوحيد بالمطعم، وبه تُـغسل الأيادي لمن يرغبون في ذلك… صاحب هذا المحل جد سعيد، يتابع تلفازا علق بجانبه، ويجمع الدراهم التي تشبه سيل الماء من صنبور مفتوح.
الأسعار غير مقيدة ولا أحد من الزوار على علم مسبق بها:
ـ شواية سريدين ب 15 درهما
ـ كيلو من السمك الأبيض المتنوع ب 70 درهما.
ـ الخبزة الواحدة ب 2.5 درهم.
ـ شواء كيلو سمك ب 15 درهما.
وتقدم كذلك سلاطة مختلطة، لكن لا أنصح بها، فالسمك يتعرض على الأقل للحرارة.
بعد هذا العرض المختصر، نسجل ما يلي:
ـ المحل مهم، فهو يساهم في تصريف منتوج بحري؛
ـ المحل يوفر موارد رزق للكثير من الأسر؛
ـ المكان يلبي حاجة لدى العديد من المستهلكين المغاربة.
هذا هو الجانب المشرق، أما الوجه البشع للجانب الآخر فهو أساسا سوء التنظيم وكثرة الأوساخ والعفن، فمن المسؤول عن هكذا وضع؟
كل معن بالموضوع مسؤول؛ من جماعة المهدية إلى ولاية القنيطرة مرورا بمصالح الصحة العمومية ومندوبيات الوزارات المعنية. للأسف كل هذه الإدارات غائبة ولا يعنيها الأمر في شيء.
المطلوب توفير مطاعم منظمة وأنيقة وتحديد الأسعار ومراقبة المأكولات وإجراء كشوفات طبية للطباخين والطباخات..الخ.
أثناء الحديث مع صاحب دكان/مطعم عن ظروف العمل، قال إننا نؤدي أكثر من مليون سنتيم في الشهر منها 3 آلاف درهم للمكان الذي به المقاعد! ما يعني أن العملية برمتها فيها أرباح للجميع، لكن بعض الإدارات لا تصور ولا اجتهاد لها لتنظيم المكان والحفاظ على صحة المستهلكين، وليس بهذه الطريقة يتم تشجيع السياحة سواء الخارجية أو الداخلية.

 

  
سوق السمك، السقف بالقزدير!!! 
 
البالوعة المفتوحة ورائحة العفن  
  
كل رقم يعني مطعم، أو مطبخ  
  
النار والزيت الساخنان يفيان بالغرض