الأربعاء، 11 أبريل 2012

جمعية العقد العالمي للماء تستقبل بسيدي سليمان تلاميذا بلجيكيين


جمعية العقد العالمي للماء تستقبل بسيدي سليمان تلاميذا بلجيكيين
تعاون من أجل الماء والبيئة والتربية
الزوار البلجيكيون وتلاميذ من مدرسة الزهانة ومديرها وأعضاء من جمعية أكمي 
مصطفى لمودن
قضى مجموعة من الشباب البلجيكيين وثلاثة من مؤطريهم أسبوعا بسيدي سليمان، انتهى يوم الاثنين 9 أبريل، استضافتهم جمعية العقد العالمي للماء بالمغربAssociation pour le contra mondiale de l’eau    ((ACME-Maroc، في إطار تعاون مع جمعية بلجيكية تحمل اسم Quinoa ، وقد جاء هذا التعاون برغبة من الجمعية البلجيكية، التي سعت لإيفاد شباب يتابعون دراستهم في نهاية الثانوي، على أساس أن يقيموا لدى أسر مغربية. وفي رده عن تساؤل حول الإطار المنظم للزيارة قال محمد ياسر اكميرة عضو المكتب الوطني جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب:" لقد بدأت الفكرة منذ شهور عندما اتصلت جمعية Quina(*)البلجيكية بالمكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء على إثر اطلاعها على أنشطة جمعية ((ACMEمن خلال شبكة الانترنيت، فاقترحت مشروع استضافة أسر مغربية لوفد تلاميذي بلجيكي بتعاون وتنسيق مع ((ACME.."
 تكوّن الوفد من إحدى عشر شابا ضمنهم ثلاث شبان، يتابعون دراستهم بمؤسسة Ecole Jean 23 بالعاصمة Bruxelle ، بالإضافة إلى المؤطرات الثلاث، اثنان منهن تمارسان مهنة التعليم.
وقد شارك البلجيكيون جمعية أكمي ((ACME في بعض أنشطتها التي تقوم بها في المؤسسات التعليمية، إذ أنها تشرف على أنشطة تحسيسية حول الماء والبيئة، ويؤطر ذلك اتفاقية شراكة عقدتها مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين..
حضر الضيوف رفقة أعضاء من أكمي جزء من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية التي نظمتها إعدادية "التضامن" بدار بلعامري، وزاروا إعدادية "العبيات" بجماعة أولاد أحسين، وفيها تابعوا بعض الأنشطة، كنهاية دوري في كرة القدم عرفته الإعدادية، وعرضا من طرف جمعية أكمي مع بعض التلاميذ حول البيئة والماء، وفي مساء نفس اليوم كان للجميع موعد بمدرسة "الزهانة" بضواحي سيدي سليمان، وتعرفوا على المدرسة وتلاميذها، وشاركوا في تأطير ورشة للرسم، وفي الأيام الأخيرة من إقامتهم، ساهموا في غرس أشجار الزيتون بفرعية "أولاد بوجنون" المدرسية قرب دار بلعامري.. وقد كانت للمجموعة زيارات أخرى، فقد عقدوا الرحال إلى القنيطرة، ثم إلى شاطئ المهدية ومحمية سيدي بوغابة الطبيعية، واستفادوا من زيارة منظمة إلى المتحف الإيكولوجي التابع للمحمية تحت إشراف جمعية Spana المسؤولة على المتحف، ثم قاموا بزيارات أخرى بمناطق محيطة بسيدي سليمان كسد القنصرة وحامة مولاي يعقوب (التي خربت للأسف) والسوق الأسبوعي بسيدي سليمان… وتجدر الإشارة هنا إلى المساعدة التي تلقتها الجمعية من بعض الجهات المسؤولة كجماعة "المساعدة"، ونادي فريق حسنية سيدي سليمان، ونيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان المؤسسات التعليمية التي زارتها المجموعة… وفي هذا الصدد قال محمد ياسر اكميرة:" أستغل هذه المناسبة لأشكر من ساعد جمعية أكمي في إنجاح الزيارة، خاصة مسؤولي نيابة وزارة التربية الوطنية بإقليم سيدي سليمان وأطر وأساتذة المؤسسات التربوية، ورئيس جماعة المساعدة ومسؤولي نادي فريق حسنية سيدي سليمان لمساعدتهم في توفير حافلتي النقل للمجموعة في بعض التنقلات، ونشكر كذلك الأسر التي استضافت التلاميذ بشكل تضامني، ونشكر رئيس ومسؤولي جمعيةSpana المشرفة على المتحف الإيكولوجي لمحمية سيدي بوغابة.."
 
المسؤولة عن الوفد ومحمد ياسر اكميرة  وتلميذة بلجيكية مع تلاميذ إعدادية "العبيات"
وبين الفينة والأخرى كانت تعقد جلسات مناقشة جماعية، يساهم فيها أعضاء من جمعية ((ACME وأفراد من الأسر التي استضافت الشباب، كان هناك تبادل للتساؤلات والتجارب والمعارف… شملت المجتمعات الأوربية والمغربية، والتاريخ والتربية والثقافة.. وقد عبر الشباب عن إعجابهم بالمغرب، وقال بعضهم إنهم كانوا يحملون رؤية مغايرة عما ترسخ لديهم في بلدهم عن المغرب، فوجدوا أن المغاربة كثيرو الكرم، وذكر أحدهم قائلا أينما حللنا نجد من يريد أن يقدم لنا شيئا، ولو كان غير الشاي.. وقد لفت انتباههم انخفاض الأسعار كما بدا لهم، خاصة الخضر والفواكه، وهو أمر طبيعي، فالمغرب منتج للخضر والفواكه، وهناك عامل آخر وهو انخفاض الدرهم بالمقارنة مع العملة الأوربية الأورور، وانخفاض الأجور كذلك في المغرب مما يجعل ما هو رخيص في نظرهم بعيد المنال لغالبية المغاربة، وقد كانوا يطلبون أكثر من وجبة واحدة أو مشروب واحد بالمطاعم والمقاهي.. لكن في المقابل عبروا بلطف عن سوء أحوال المؤسسات التعليمية التي زاروها، وقالوا إنها تفتقد لبنية تحتية مناسبة، ورغم ذلك لفت انتباههم حرص التلاميذ على التعلم، وظهور علامات الانشراح عليهم رغم كل الصعاب التي يعرفونها كالفقر وقطع مسافات طويلة للحضور إلى المؤسسة التعليمية، وأنب بعضهم أنفسهم على احتجاجاتهم في ثانويتهم ببلجيكا على أبسط شيء، وعدم جدية بعضهم في الدراسة رغم توفير كل ما يحتاجونه.. وذكر آخرون النفايات المنتشرة في كل مكان، خاصة أكياس البلاستيك، وتأسفوا أن يعكر ذلك المناظر الجميلة للمغرب، كما تأسفوا على احتلال الملك العمومي بشوارع سيدي سليمان، حيث لا يجد الراجلون من معبر لهم سوى مزاحمة السيارات..
محمد جناتي يشرح كيفية توزيع مياه السقي من سد القنصرة وبعض المشاكل المرافقة لذلك
لكن رغم كل ذلك، فقد ترسخ لديهم انطباع جيد حول المغرب، لدرجة أن أحدهم قال إنه ينوي مستقبلا أن يتوفر على  منزل بالمغرب، وتمنوا أن يكرروا الزيارة مرة أخرى.
وقالت Margot Ehrich المسؤولة عن المجموعة وممثلة جمعيةQuinoa أن هذه الزيارة هي بمثابة تعارف أولي، وتأمل أن يستمر التعاون مع الجمعيتين، ووصفت جمعيتها بأنها تسعى إلى التشارك مع جمعيات من دول الجنوب، وإنجاز مشاريع مشتركة… وعبرت المتحدثة عن رغبتها في التعرف على المزيد من الناشطين في المجتمع المدني عن قرب، وتريد أن تعرف كيف يفكر ويشتغل أعضاؤها..
في السوق الأسبوعي
يوم الاثنين 9 أبريل انتقل الوفد البلجيكي إلى مكناس عبر القطار، لملاقاة المهدي لحلو رئيس جمعية أكمي، (وقد سبق له ان رافق المجموعة في أول يوم لها بالمدينة، كما حضر لما توجهوا إلى سد القنصرة)… ومن هناك قاموا بزيارات لبعض الأماكن سواء في مكناس أو إفران أو فاس.. ليأخذوا الطائرة صباح الثلاثاء..
  رغم أن هذه الفترة هي عطلة مدرسية ببلجيكا، فالتلاميذ لم يكونوا في رحلة سياحية صرفة، بل من أجل الانفتاح على العالم وعلى تجارب أخرى كما قالت المسؤولة الأولى عن الرحلة، ورغم أن منطقة سيدي سليمان ليست عنوانا ومقصدا للسياحة، فقد ظهر أن هناك فعلا ما يمكن رؤيته وزيارته بالنسبة للأجانب ، بحيث هناك جانب ثقافي وتاريخي وبيئي واجتماعي يمكن أن يكون مساهما في جلب السياح، ولا يحتاج الأمر سوى للتأطير وتكاثف الجهود.
Association pour le contra mondiale de l’eau    ((ACME-Maroc تأسست في 2006، وهي تهتم بالماء والبيئة، ولها شراكات مع أكاديميات للتربية والتكوين في عدة مناطق بالمغرب، ومع مؤسسات عمومية كالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ولها علاقات دولية مع جمعيات مماثلة، تستعد لعقد مجلسها الوطني في شهر ماي المقبل لتجديد هياكلها والاحتفاء باليوم الوطني للماء الذي دأبت على إحيائه كل سنة في مدينة تختار بالمغرب.
————
(*)Quinoa  تعني بذورا مغذية من أمريكا الجنوبية تعود لعصور قديمة، وقد منعت إسبانيا بالقوة السكان الأصليين من زراعتها..