الأحد، 13 مايو 2012

من مستشاري "العدالة والتنمية"! بيع الخبرة أم تغيير المبادئ؟


 من مستشاري "العدالة والتنمية"!
بيع الخبرة أم تغيير المبادئ؟


مصطفى لمودن
أخبرتنا جريدة "الاتحاد الاشتراكي" (عرضا) عبر "الملحق الثقافي" ليوم الجمعة 4 ماي أن السيد مصطفى المسناوي "المثقف اليساري" والذي كم كتب من موضوع ساخر في عمود صحفي تحت عنوان " يا أمة ضحكت.." (البقية هي لجهلها الأمم)، كان يسخر فيه من كل شيء "يتحرك" أو "لا يتحرك".. قد أصبح مستشارا لمصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، بل وقد دافع في نفس الملحق عن "دفاتر التحملات" التي أصبحت "مشهورة"، وأطاحت بزعماء الهاكا مؤخرا، وفي نفس السياق ناصر الوزير كما جاء في ملحق الجريدة.. بكل بساطة نقول من حقه، فهو الآن مستشار ينال أجرا وامتيازات من أجل ذلك، لكن أين هي "الكتابات العنترية" السابقة؟ هل يمكن أن يتحول أي إنسان رأسا على عقب لمجرد تعيينه في منصب؟ كيف يستسيغ "هذا المثقف" مثلا أن تلزم "دفاتر التحملات" مذيعا كي يحضر فقهاء لبرنامجه؟ لماذا لا تلزم هذه الدفاتر القنوات الدينية والبرامج الدينية بإحضار عالم اجتماع وعالم النفس وعالم انتربولوجيا وعالم تاريخ وعالم بيولوجيا ومتخصص في علم مقارنة الأديان.. لتلك البرامج؟ إذا كان حزب "العدالة والتنمية" الذي ينتمي إليه وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة يريد تأكيد توجهاته لناخبيه، وهذا من حقه، لكن كيف يمكن أن يجد من يصطف خلفه ممن كان يحسب لزمن قصير على توجهات أخرى وراءه؟.. هل تباع التقنية والخبرة أم المبادئ؟ وإلى أي حد يمكن الفصل بين ذلك؟ فالإنسان كائن مركب وليس آلة طيعة تستجيب للرغبات،  نفس الملاحظة كذلك تصدق على المخرج السينمائي محمد بكريم الذي أصبح بدوره مستشارا للوزير حسب الجريدة المذكورة، وقد كان قبل ذلك محسوبا على مجموعة فندق حسان الذين انسحبوا من "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" سنة 1996.. شخصيا لست حتى ضد أن يغير الإنسان توجهاته وقناعاته، لكن في إطار الوضوح، فالمسناوي ما زال على نفس "النبرة" يكتب أعمدته في إحدى الجرائد.. وبكريم يشتغل بالسينما هذا الفن الذي يأتي في آخر اهتمامات حزب بنكيران،  فهل ستكون لمثل هؤلاء المستشارين تأثيرات على سياسة الوزارة حتى لا تميل نحو المحافظة والتقليد؟ وحتى لا تتجاهل باقي التوجهات القائمة في المجتمع؟ فالمغرب منذ قرون يوجد في موقع تلاقحت فيه الحضارات، ولم يكن في يوم من الأيام ربعا خاليا نزلت عليه طائفة وفرضت توجهات لها على الآخرين..