الاثنين، 11 يونيو 2012

صرخة الشباب: أين فضاءات الرياضة؟


صرخة الشباب: أين فضاءات الرياضة؟
مصطفى لمودن
 
إنهم ثلة من الشباب في بداية ربيع عمرهم وقد تفتقت حيويتهم وعبقريتهم معا، هوايتهم رياضة كرة السلة، غالبيتهم يتابعون دراستهم بإعدادية عمر بن الخطاب بسيدي سليمان، يجمعهم حي "معمل السكر" للسكن. لكن تقل فضاءات ممارسة هذه الرياضة التي تتطلب بعض التجهيزات الضرورية كالسلة (المرمى) التي تحتاج لعمود على ارتفاع معين وأرضية مناسبة وكرة خاصة… لا توجد بعض من هذه المتطلبات إلا في مؤسسات تعليمية محدودة، لكن للأسف حسب هؤلاء الرياضيين الذين تحاورنا معهم لا يسمح لهم باستعمالها رغم أنف كل "الاتفاقيات" التي وقعت بين بعض الوزرات المعنية كوزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية الوطنية لنفس الغرض، ومن المعلوم أن أغلب مثل هذه الاتفاقيات تبقى حبيسة الأوراق بمجرد مرورها عبر حفل فلكلوري تنقله التلفزة الرسمية..
هؤلاء الشباب لم يستسلموا للأمر الواقع وتوصلوا إلى حل عبقري يسمح لهم بلعب كرة السلة، فقد صنعوا شباكا متنقلا، يحملونه إلى أماكن فارغة قد تكون موقف سيارات أو طريق، وينصبونه اعتمادا على أحجار تبثون بها العمود الحامل للسلة، ورغم ذلك قد يأتي من يطردهم من هذه الساحات…
 
تحية للشباب الذي لم يستسلم للفراغ
 
وجدير بالإشارة أن هؤلاء الشباب وفق ما توصلت به من معلومات بعدما غادرتهم أنهم يمثلون الإقليم في مسابقات رياضية مدرسية، هكذا يقضون بهم الغرض ويتركونهم عرضة للخلاء ولإمكانياتهم البسيطة، وهم بذلك قد فعلوا خيرا بأنفسهم (الشباب)، فممارسة الرياضة خير من الارتماء في أحضان المخدرات وأشياء أخرى مضرة بالعقل والبدن… 
إن الحديث في موضوع الرياضة بسيدي سليمان ذو شجون، خاصة غياب الفضاءات المناسبة، فباستثناء الملعب البلدي ذي الأرضية الترابية والموروث من حقبة قديمة، وباستثناء أحد الملاعب الصغيرة المتواجد شرق حي السليمانية (الصورة).. لا شيء إطلاقا للرياضة؛ المسبح المسمى زورا "أولمبيا" غير صالح رغم كل الأموال الطائلة التي التهمها، وقد باءت بالفشل محاولة لفتحته أمام مستعمليه السنة المنصرمة رغم إحضار القناة الثانية لتشهد على ذلك!  ويلجأ الشباب والأطفال عندما يصحو الجو إلى ملاعب عشوائية متربة (على قلتها) تسلم مؤقتا من الإسمنت والحديد لممارسة كرة القدم ، سرعان ما يتم منعم منها، عبر رمي الأتربة بها أو وضع منشآت عليها، والغريب أن كل "التجزيئات السكينة" لم تراع ذلك وتترك أماكن مناسبة للإنشاء فضاءات مماثلة. ومن المعلوم أن وزير الشباب والرياضة كان قد حل بسيدي سليمان قبل أشهر قليلة وقيل إنه وقع اتفاقيات مع الجماعات المحلية بالإقليم من أجل إنشاء ملاعب القرب، لكن يجهل لحد الآن مدى التزام كل الأطراف بما تم التوقيع عليه، وتطرح تساؤلات حول جودة المنشآت المنتظرة كما هي العادة دائما، وقد سبق لمتتبعين من جماعة أولاد بن حمادي أن أثاروا لنا ملاحظات سلبية حول "الملعب" الخاص بجماعتهم..
المطلوب فتح المؤسسات التعليمية التي تتوفر على ملاعب للرياضة في وجه الشباب يوم الأحد على الأقل وأثناء العطل، وتوفير ملاعب متعددة الاستعمال، وإنجاز قاعة مغطات للرياضة ولو واحدة، والأساسي توفير المؤطرين الكافين لذلك..
ونسجل بالمناسبة غياب المجمتع المدني في مساندة الرياضة بسيدي سليمان باستثناءات قليلة.
إن ما قام به بعض شباب حي "معمل السكر" من الاعتماد على أنفسهم لممارسة كرة السلة فيه إدانة لنا جميعا، للمسؤولين والمجتمع والمنتخبين… وعلى ذكر هؤلاء، يستفز المواطنين عدد سيارات "المصلحة" التي تجوب المدينة، أو التي تتوقف أمام بعض الإدارات كالعمالة، كما لا يمكن لسكان سيدي سليمان أن يهضموا بسهولة اقتناء المجلس الحضري بها لعشر سيارات خفيفة، والرئيس يتنقل على سيارة فخمة كأنه رئيس دولة..ولا يفضل المسؤولون "الكبار" غير ال4*4، بحيث لا تليق بهم السيارات الأخرى!.. إن كل هؤلاء لا يريدون تحمل مسؤولياتهم أمام الاحتياجات المختلفة للمواطنين.   
متى ستصل الكرة إلى مرمى المسؤولين؟
 

 
الملعب الصغير بجانب حي السليمانية، رغم صغره وخطورة أرضيته يؤدي خدمة مهمة
 
كرة القدم فيما تبقى من أراض عارية رغم قلتها بين الدور السكنية