الأحد، 28 أبريل 2013

حاجة سيدي سليمان إلى تنظيم المرور والسير


حاجة سيدي سليمان إلى تنظيم المرور والسير

مصطفى لمودن
  قد لا ينطبق وصف "الحاضرة/المدينة" بالمفهوم الحديث على الكثير من المدن في المغرب، إذ أنها تعرف تحولات بطيئة تنقلها من عالم القرية الكبيرة، إلى فضاء آخر يقبل توصيف المدينة، خاصة مع ما يتطلبه ارتفاع عدد السكان واتساع الحيز الجغرافي من تنظيم وتعايش في ظل سلطة القانون..
  ولعل ما يعرفه السير والجولان في سيدي سليمان أبرز مثال على التغير المتثاقل الذي تعرفه "المدينة". وأهم مظهر لذلك اختلاط الراجلين والعربات في الشوارع، ولعل أهم سبب في ذلك احتلال الرصف وغصبه من طرف أصحاب المقاهي والتجار سواء مالكي الدكاكين أو البائعين غير المستقرين..
  وهناك ظاهرة أخرى وهي الغياب الذي يكاد يكون مطلقا لتنظيم الجولان بالمدينة، ونقصد به حركة العربات (السيارات، الشاحنات، الدراجات..)، وهنا لابد من الإشارة إلى ظاهرة جديدة تعرفها المدينة تزيد في تأزيم حركة السير، وهي كثرة دراجات النقل ثلاثية العجلات، التي عوضت العربات المجرورة بالدواب، المثير أن لهذه الدراجات نفس حقوق التنقل مع السيارات وتحمل أحيانا من الركاب أكثر مما تحمله سيارة الأجرة الصغيرة، لكن لا يطلب من سائقيها التوفر على رخصة السياقة!!
  الأمر الآخر هو خلو ملتقيات الطرق المكتظة بالمرور والسير من الإشارات الضوئية أو من دائرة ملتقى الطرق rond-point  باستثناء ثلاث مواقع في المدينة بها الأضواء.. وهنا نذكر بأن اختيار دائرة في ملتقى الطرق وحذف الأضواء يكون لصالح العربات وهو وفي غير مصلحة الراجلين ولو وضعت الخطوط البيضاء العرضية على الإسفلت، وهو  خيار ظهر في أوربا التي تتحرك فيها السيارات أكثر من الراجلين في الملتقيات الطرقية الكبيرة.. أما استعمال الإشارات الضوئية فيعطي فرصة المرور للراجلين كذلك..
  إن غياب تنظيم المرور في سيدي سليمان يجبر أولياء التلاميذ (مثلا) على اصطحاب أبنائهم من أحياء السلام ورضا وأكدال والمحمدية.. لأن أحياءهم بدون مدرسة، إلى مدرسة آمنة بنت وهب وأبي بكر الصديق.. لعدة مرات في اليوم ذهابا وإيابا خوفا على فلذات أكبادهم من الدهس في الطريق الوطنية رقم أربعة التي تقسم المدينة إلى شطرين وفي غياب تنظيم المرور.. ويصعب عبور هذه الطريق حتى على أصحاب العربات في الاتجاهين المتقاطعين معها..
 من متطلبات أي مدينة تنظيم المرور وإفراغ الرصيف وجعله مستويا أمام الراجلين، وغير ذلك تكريس للفوضى وهدر لحقوق الأطراف الضعيفة..
  

ليست هناك تعليقات: