الجمعة، 7 نوفمبر 2014

المقال الرئيسي في الجرائد المغربية

المقال الرئيسي في الجرائد المغربية

أحاول دائما تجنب قراءة الموضوع الرئيسي الذي تنشره الجرائد المغربية، وهو الذي يتصدر الصفحة بمانشيط واضح، وأحيانا لا أقرؤه بالمرة، أو أرجئ قراءته إلى الأخير إذا توفر الوقت، وأتوجه لقراءة الافتتاحية إذا وجدت وأتممها إذا كانت مفيدة وذات كتابة متميزة (نسبيا)...ابحث عن مواضيع أخرى وخاصة مساهمة القراء.. حتى لا أطيل أعرض عليكم مثلا من جريدة "المساء" ليوم الثلاثاء 4 شتنبر.. أقصد الموضوع الرئيسي، والذي اطلعت عليه في الأخير.. 
ـ يتحدث الموضوع عن تحقيق الفرقة الوطنية للشرطة في عمليات تبيض أموال مخدرات بشمال المغرب، ذلك ما يتحدث عنه العنوان، لكن بعد القراءة لن تجد أي معلومة مفيدة..
ـ يتحدث الموضوع بعموميات وبكلام لا معنى له ولا يستحق ينشر أصلا في الصحافة..، كالقول بأن التحقيقات جارية، وهناك عدة أشخاص رهن التحقيق، وأن هناك سياسيين متورطون.. هكذا، بدون أي تفاصيل، وكأن القارئ المفترض يستمع لاي متحدث بإحدى المقاهي.. 
ـ لم يثر كاتب المقال أي اسم ممن يتم التحقيق معهم.. قد يقول معترض بانه ليس من حقه ذلك، مادام الملف في يد القضاء.. إذًا ما كان عليه أن ينشر هذا المقال الذي يفتقد لكل جدية وكل جديد.. 
ـ عرض صورة مع الموضوع لرجال شرطة وأمامهم كميات من المخدرات، دون أن يكون لتلك الصورة أية علاقة بالموضوع، بحيث لا يوجد عنوان للصورة، ولا أي حديث عنها داخل النص..
** مؤسف فعلا أن تتحول الجرائد المغربية لهذا المستوى الهزيل في عرض ونشر المواضيع.. وأصبحت تركز على الأحداث العادية مما يقع بين الناس من صراعات ومشاكل، وهي أخبار لها مكانتها كذلك، لكن ليست ذات الأسبقية..
** أعود لمسألة الموضوع الرئيسي في الجرائد والذي أفضل اهماله، لانه في الغالب لا يكون معدا وفق أصول الصحافة، أو تكون وراءه دوافع غير معلنة ولا تفصح عنها الجريدة.. مما يثير شكل العلاقة التي يجب ان تجمع القراء بأي جريدة تحترم نفسها، أتساءل في الختام، هل الجريدة في اختيار الموضوع الأساسي تراعي القارئ أم يكون مركز اهتمامها جهات أخرى؟ وعليه، هل تتحول الجرائد من واجب الإخبار وامتهان الصحافة، إلى حمّالة أغراض سياسية أو إعلامية بعيدا عن مهمة الاعلام الأصلية.. وهنا أتساءل عن أغلب الجرائد المغربية. وليست واحدة أدرجت منها مثلا.
فأغلب الصحافيين الآن لا يبذلون مجهودا كبيرا، ولا يعدون مقالا/ بحثا/ تحقيقا.. مجلجلا يهيء على مدة من الزمن، بل يكتفون بجمع بعض لغو الوزراء وزعماء سياسيين ووضعها بالجرائد..


ليست هناك تعليقات: