الاثنين، 10 ديسمبر 2007

ACME-MAROC تأسيس جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب


ACME-MAROC     
تأسيس جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب
ربورتاج من الجديدة بالكتابة والصورة
                          
  إعداد: مصطفى لمودن
شهدت مدينة الجديدة الميلاد الفعلي لجمعية العقد العالمي للماء، المعروفة اختصارا ب "أكمي ـ المغرب "/ ACME-MAROC( Association pour le Contrat Mondial de l’Eau) ، وذلك يوم الأحد 2 دجنبر 2007، تحت شعار: "الماء ملك عام وحق من حقوق الإنسان"، بدعم من مؤسسة FRIDRICH EBERT، وبحضور ممثلي جمعيات وطنية ودولية لها علاقة بموضوع الماء، وعدد من الفعاليات القادمة من عدد من النقط بالمغرب. بعد كلمة الافتتاح والاستماع لتدخلات ممثلي بعض الجمعيات، تم تقديم التقريرينالأدبي والمالي عن مجمل فترة التحضير، ومناقشتهما، لينكب الاهتمام في الفترة الزوالية على تدقيق بنود القانون الأساسي، وتقديم مقترحات لتطعيم "ميثاق" حول حسن تدبير الثروة المائية، لينبثق عن الجمع العام بعد ذلكمجلس وطني من 29 عضوا، ضمنهم ممثلي أربع جمعيات وطنية بالصفة، كما تكون مكتب وطني من 11 عضوا، وأسندت الرئاسة للدكتور المهدي لحلو.
     تسعى الجمعية إلى الحفاظ على الثروة المائية، وعدم خوصصتها أو تسليعها، كما تقوم بتقديم مساعدات لإيصال الماء إلى محتاجيه ضمن اتفاقيات شراكة، وقد حضرت الجمعية عدة منتديات وملتقيات عربية ودولية حول الماء، منذ تأسيس مكتب وطني مصغر في ماي 2006، اتخذ طابع اللجنة التحضيرية
         
تسجيل الوافدين 
          
رجاء كساب، د.المهدي لحو، عزيز لطرش
        
حضور كفاءات واهتمامات متعددة همها مشكل الماء
في تقديمه أكد الدكتور المهدي لحلو خطورة دورالماء في أي إستراتيجية تنموية، خاصة مع نذرته التي تتفاقم يوما بعد آخر، فإذا كانت نسبة كمية الماء بالمتر المكعب 2500/2000 لكل مواطن في السنة قبل سنوات، فهي الآن تصل إلى ما بين 800/850 م ـ مكعب، وبعد 25 سنة ستنزل إلى 400/450 م ـ م، كما ذكر أن هناك سوء تدبير للموارد المائية في المغرب، فالفلاحة تستهلك ما بين 82%/85%، وتضيع منه ما بين 60%/65% ، وتخصص منه أكثر من 80%للمنتجات المصدرة، بينما هذه الفلاحة لا تسد الحاجيات الأساسية للسكان، ونضطر لاستيراد المواد الغذائية، كما أن هناك توزيعا غير متكافئ للثروة المائية بين المناطق والجهات، حيث تقل أو تنعدم في جنوب الأطلس والمناطق الجنوبيةعامة، بينما ترتفع نسبة التساقطات وعدد من السدود في النصف الشمالي من المغرب، وأضاف قائلا رغم أن هناك تدارك للأمر فيما يخص توزيع الماء بالعالم القروي مؤخرا، لكن ما زال النقص ملحوظا.
       
الدكتور المهدي لحلو أستاذ الإقتصاد المنشغل بإشكاليات الماء
التدبير المفوض: أما في الجوانب السياسية والتشريعية الخاصة بموضوع الماء، فقد نبه إلى خطورة الاستمرار في استهلاك الماء الفلاحي بالطريقة التي هي عليه الآن، كما حذر من تحويل الماء إلى سلعة، وعدم إتاحة الفرصة للجميع من أجل الوصول إليه، منتقدا سياسة التدبير المفوض المستحدثة في السنوات الأخيرة بعدد من المدن الكبيرة، حيث أن الماء لم يعد يدخل ضمن الخدمة العمومية، بل سلعة تباع وتجنى من ورائها الأرباح، ومما يحد من حق وصول الجميع لهذه المادة، رفع أسعار الماء والكهرباء في السنوات الأخيرة، فقانون المالية لسنة 2006 قد رفع من الضريبة على القيمة المضافة المستخلصة من فاتورة استهلاك الماء والكهرباء! بالإضافة إلى رفع الفاتورة  من طرف الشركات الموزعة، بل هناك تحريف لهذه الفاتورة كما يقع في الدار البيضاء، والأسر الفقيرة التي تعيش مجتمعة ولها عدّاد واحد تحصل علىفاتورة مرتفعة، وهو ما يدفع عددا من المواطنين إلى الاحتجاجات، كما وقع بصفرو في شهر أكتوبر 2007، إن الماء أصبح نادرا يقول المهدي لحلو وغاليا وموردا للربح والاغتناء بالنسبة للبعض.
    خوصصة الماء: من الأمثلة التي أوردها حيث أصبح الماء سلعة تغني البعض، خوصصة عين "والماسو"سيدي علي" و"سيدي حرازم" منذ عهد الاستعمار، وكذلك عين "سايس" من طرف"أونا"، وعين "سلطان" من طرف "الشعبي"، وقد تم ذلك دون "اعتراض"، إما أن مناطقها غير مسكونة، أو أن السكان لم يحتجوا. لكن الذي أثار اهتماما إعلاميا، هو موضوع تفويت جزء من ماء قرية "بنصميم" (3 متر مكعب في الثانية) لشركة فرنسية، رغم أن الماء قليل أصلا، وهو ما أثار احتجاجات السكان، وتعرض هؤلاء لضغوطات مختلفة، لكن بتدخل من المجتمع المدني، توقفتالعملية مؤقتا، ويجب توقيفها نهائيا.
      إذا كانت الفلاحة تستهلك أكبر كمية من الموارد المائية المتوفرة ولا تؤدي الضرائب على مستوى الفلاحين الكبار! فإن القطاع السياحي بدوره يستهلك كمية كبيرة من الماء، في المسابح وملاعب الكولف، والسائح الواحد يستهلك أكثر من 600 لتر في اليوم، بينما المواطن المغربي يستهلك ما بين 50/60 لتر، علما أن هذا السائح لا يترك عائدا مهما للاقتصاد الوطني .
     لهذا فإن أكمي ـ المغرب يضيف؛ وُجدت على المستوى العالمي قصد الدفاع عن مبادئ أساسية، منها أن الماء قطاع عمومي  يبقىلصالح الجميع، ولا يمكن أن يتحول إلى سلعة تحقق الربح، والحفاظ على الماء باعتباره مصدرا للحياة، وضمان استمراره للأجيال القادمة في المغرب والعالم، وألا تتم خوصصته، ومن حق أي مواطن توفير حاجته الأساسية اليومية من الماء المقدرة بين 40/60 لتر، وهو ما يحتم إعادة النظر في الفوترة، مما يضمن الوصول إليه والحفاظ عليه في نفس الوقت. إن إشكالية الماء وخطورة نذرته المتزايدة وتعرضه للتلوث، وتحويله إلى سلعة، من الإشكاليات التي يجب أن يعيها الجميع، وأن يتحول إلى موضوع عمومي.
 كلمة ممثل أكمي ـ فرنسا:
         
Jean Claude Oliva .ACME-FRANCE
حضر من فرنسا رئيس أكمي ـ فرنسا السيد جون كلود أوليفا Jean Claude Oliva لدعم تأسيس أكمي ـ المغرب، ما دام أن كل "تنظيم" محلي يعمل باستقلالية كاملة، لكن ضمن شبكة دولية للحفاظ على الماء، والدفاع عن حق الجميع في الوصول إليه، وقد ذكر في البداية أنه أُعجب بالتحرك المساند لقرية بنصميم، ومن جانبهم في فرنسا جمعوا لحد الآن 4000 توقيع للتضامن مع القرية، وما زالت تُسلم اللوائح إلى سفير المغرب بفرنسا، هذه الدولة بدورها ـ يقول ـ تعرف مشاكل حول الماء، بخلاف ما قد يعتقد البعض، بفعل التلوث الناتج عن المصانع، والمبيدات الفلاحية تلوث 85% من المياه السطحية، وأن أكثر من 60% من المياه الباطنية ملوثة، و 470 مدينة فرنسية محطات تصفية المياه العادمة بها غير ملائمة، من نتائج ذلك أن الأسماك في المياه الجارية أصبحت غير صالحة للاستهلاك بأوربا منذ 1980. وأضاف أن هناك تأسيسا الآن لشبكة من الجمعيات والحركات التي تناضل في هذا المجال، ونسعى أساسا ليكون الماء تحث وصاية السلطة العمومية، وليس تحت تصرف التدبير المفوض، الذي يسعى إلى الربح قبل أي شيء آخر، وذكر أن هناك دراسات أجريت في بعض المناطق من طرف المجتمع المدني، توصلت إلى أن الثمن الحقيقي لخدمة توزيع الماء هو 60 سنتيم، وليس 1.60 أورو(euro) المستخلص من طرف الشركات، وقد جرت حركات احتجاجية فخفض الثمن بنسبة 25%، وهناك طريقة أداء تزيد من التبذير، حيث ينقص الثمن كلما زادت كميةالاستهلاك، قائلا نريد استهلاكا معقولا، وفاتورة معقولة، بعد عمليات تحسيس أصبح عدد من المرشحين للانتخابات يهتمون بالموضوع، ونحن نقود نضالا من أجل عدم تجديد اتفاقيات التدبير المفوض للماء.
كلمة الحسين الكافوني:
       

الحسين الكافوني المتمرس على المنعرجات النقابية أخذه الماء والطاقة إلى العمل الميداني من جديد
معروف عن الحسين الكافوني ارتباطه بنقابة الفوسفاطيين، وقد حضر كملاحظ بصفته رئيس "جمعية الماء والطاقة للجميع"، وقد ذكر أن هناك ملياران من سكان العالم يفتقدون لأي طاقة، وفي إطار البحث عن بدائل وحق الجميع في الطاقة، وجدت نفسي ـ كما يقول ـ في خضم موضوع الماء والطاقة معا، وأضاف أن الإحصائيات الرسمية تذكر بأن 90% من المغاربة سيتوفرون على الماء والكهرباء سنة 2008، لكن الحقيقة عكس ذلك، إذ أن الربط لا يصل إلىمنازلهم، بسبب عدم القدرة على دفع نفقات ذلك، وعدم القدرة على أداء فواتير الاستهلاك، وأضاف أن عددا من المدارس والإعداديات يفوق 50% المتواجدة بالعالم القروي ليس بها لا ماء ولا كهرباء، وأن الفرشة المائية بعدد من المناطق تنزل 3 أمتار في السنة، كحالة منطقة سوس، بالإضافة إلى مشاكل التلوث، ونقص المطر وتناقص خزان السدود، منهيا مداخلته بطرح تساؤلات من قبيل؛ أي طاقة مناسبة للمغرب؟ وكيف سنسد النقص الحاصل في الماء؟ هل بتحلية ماء البحر؟ مؤكدا على استعداد تعاون جمعيته مع أكمي ـ المغرب، واقترح وضع برنامج لذلك، ولم يفته إعلان تضامنه مع سكان قرية بنصميم.
كلمة قرية بنصميم:

        
عبد السلام أوطالب: نعيش محنة حقيقية  
     تبعد قرية بنصميم ب 10 كلم عن مدينة أزرو، وهي تتوفر على عين "تذرف" مياه معدنية أثارت لعاب شركة فرنسية لبيعه في قنينات، مما أثار مخاوف السكان من حرمانهم من هذا الحق الطبيعي الذي توارثوه عبر أجيال، لكن ذلك أثار موجة احتجاجية من طرف السكان، ولقي دعما من طرف بعض جمعيات المجتمع المدني، وفيهذا الصدد يقول عبد السلام أوطالب الذي حضر تأسيس أكمي ـ المغرب رفقة آخرين ممثلين للقرية: " أشكر أكمي، وكل الجمعيات في المغرب التي ساعدت على إخراج  المشكل إلى الأضواء، إننا نعيش محنة حقيقة منذ 1999" وأضاف أن قرية بنصميم تتوفر على معلمَة تاريخية كانت مركزا للتداوي من داء السل، لكنه أُغلق سنة 1973، ومياه العين صالحة للعلاج، وبها مخيم يقيم فيه 2000 طفل في الصيف، ومخيم لشركة " الأبحاث والمساهمات المعدنية"، وأضاف أنه تم تفويت جزء من أراضيبنصميم سنة 1948 لصالح بناء مطار إفران، يسكن القرية 3500 نسمة، وبها ما يقارب 5000 رأس من الماشية، وتتوفر على 1500 هكتارللزراعة، منها 500 هكتار تسقى، ونحن نعارض هذا المشروع كساكنة، ولسنا ضد الاستثمار، لكن الماء ضروري للحياة وهو حق، ففي سنة 2001 بدأت الاحتجاجات، وقد راسلنا جميع الجهات المسؤولة (يتوفرون على كل الوثائق المؤكدة لذلك)… لكن في 30 مارس 2007 تم توقيع عقد إنشاء المشروع، وأضاف: "في فاتح رمضان بدأ الاحتجاج بمسيرة للعين، وإذا بالناس تُعتقل، وتعرضنا لمحنة في رمضان، منعنا من السفر والخروج من القرية، وقطع عنا الكهرباء، ورغم ذلك بقينا صامدين، ونحن نعتمد على عدد من الجمعيات، منها أكمي ـ المغرب، التيساعدتنا ودعمتنا لنناضل حتى يبقى الماء للجميع…" ويكمل والحسرة بادية عليه: "في فاتح رمضان، وقبل ثماني سنوات، اعتقل سبعة أشخاص منا، هم الآن في صراح مؤقت، من المنتظر أن تتم محاكمتهم في 5 دجنبر 2007، وهناك تسعة عشر آخرون مطاردون، ولا يستطيعون السفر، وكل من ينتمي للقرية متهم بمجرد أن تحمل بطاقته الوطنية محل سكناه بقرية بنصميم!
بسبب نقص الماء ـ يقول ـ قسمنا الأرض إلى قسمين، كل سنة نسقي جزءً، والبنية الجيولوجية للأرض لا تسمح بإقامة سد، إن ماء العين يستفيد منه السكان والماشية والزراعة والمخيمات ومطار إفران، وهو يتساءل نيابة عن باقي السكان، كيف ستأخذ الشركة 3 لترات في الثانية من حجم الصبيب، والماء لا يكفي ولا يسد الحاجيات الأساسية بفعل الجفاف ووضع ثقب مائية في المنطقة.
 ت: م. ياسر اكميرة
عين بنصميم؛ الماء والصبيب
وفي عرضه لكرونولوجية الاحتجاجاتوالضغوطات التي يتعرضون لها، قال أنهم في 12 شتنبر 2007 قاموا بمسيرة احتجاجية، وفي 14 من نفس الشهر نظموا مسيرة أخرى تزامنت مع فاتح رمضان، وفي 7 أكتوبر 2007 كانت أكمي ـ المغرب معنا، وقد صورت القناة الثانية ذلك لكنه لم يبث، وقمن ـ يقول ـ في 10 من أكتوبر 07 بوقفة احتجاجية بعمالة الإقليم، وقد حصلنا على ملف يقول أن تفويت الماء متكامل الصلاحيات (الشروط القانونية)، لكن في الحقيقة هناك تضارب بين عدد من المصالح حسب قوله، منذلك قولهم أنه ما بين 4 و 14 مارس 2007 جرى بحث علني حول المشروع قوبل بالموافقة! بينما نحن نتوفر على كل الوثائق التي تنفي إجراء هذا البحث، وفي 29 من أكتوبر 07 حضرت جمعيات للتضامن معنا، وفي 7 نونبر نظمنا مسيرة امتدت على مسافة 10 كيلومترات، من القرية إلى آزرو فاجأت الجميع لما اعتقل شخص منا، فكرنا أن نذهب لمركز الدرك لنعتقل جماعة، وبفضل ذلك يضيف أطلق سراح المعتقل، وفي 11 نونبر 07 حضرت عدة هيئات وأقيمت مسيرة، وهو يقولببساطة المواطن الذي عركته المحن التي لم يكن ينتظرها فقوت مراسه:" الساكنة ترفض المشروع، ونحن نحارب من أجل الماء"، وأضاف متحسرا: "لم يبق المتنزه الذي كان مقاما قرب العين، ومنعنا من تجديد الجمعيات، وتجديد نوابأراضي الجموع، وأصبحنا محاصرين من كل طرف، إننا نتوجه بالدعوة إلى مساعدتنا من أجل حقنا المشروع في الماء".  

       
ممثلو قرية بنصميم المهددة في مائها يستنجدون بالمجتمع المدني قصد مساعدتهم ( في الأمام من اليمين كل من السادة: إدريس خيلي، عبد السلام أوطالب، في الخلف التقي لكبير، عبد الرحمان بايكو، مصطفى الدغوغي)  
 
ت: م. ياسر اكميرة  
إحدى الوقفات الاحتجاجية المنظمة في قرية بنصميم بدعم من المجتمع المدني  
  
ت: م. ياسر اكميرة
جانب من احتجاجات السكان

المهدي لحلو يوضح:
   في رده على التدخل المؤثر لممثل قرية بنصميم، قال إن التدخل يتضمن درجة المشكل، والتدابير المتخذة، ومنذ 2006 أخذنا الأمر بكل جدية، ونحن هنا أمام حالة خوصصة الماء، وقد دعونا صحافيين مغاربة وأجانب للاطلاع على الأمر، وفي 19 نونبر 2007 أنجزنا منتدى حول الماء بالرباط، وقد تنقلت عدة جمعيات وطنية إلىهناك لدعم القرية، منها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية حماية المال العام، وأطاك، والحزب الاشتراكي الموحد… إن حاجة السكان تقدر ب 240 لتر في الثانية ولا تتحمل أي نقص في ذلك، والإدارة المغربية كلما وجدتقرية منعزلة تفعل ما تشاء، وإن كانت الشركة فرنسية فوراء المشروع رأسمال مغربي وشركات مغربية كذلك، ستبقى العين تسيل للسكان يقول د. المهدي لحلو، ولكل الزوار، سنتبع الطرق القانونية، وقد عبرنا عن ذلك في البرلمان، وندعو حزب الإتحاد الاشتراكي لمراجعة موقفه، والتراجع عن توقيعه على الموافقة منأجل استغلال العين من طرف الشركة، وليس مفاجئً أن كل عقد التدبير المفوض مرت تحت مسؤولية" التناوب"… سنظل مساندين لسكان بنصميم، وقد جمعنا 5000 توقيع ليس لأفراد فقط بل من جمعيات وهيئات للدفاع عن ماء بنصميم.
 د. المهدي لحلو مع ممثلي قرية بنصميم احتضان القضية   
التقرير المالي والأدبي:
    في التقرير المالي ذكر عزيز لطرش أن كل النفقات كانت مساهمة ذاتية من الأعضاء، باستثناء مصاريف يوم وطني حول الماء عقد بتمارة، وقد توصلنا بعشرة ألاف درهم من جمعية دولية، صرفنا تكلفة اليوم وأرجعنا الباقي لأصحابه، بقدر ما فاجأ الحاضرين هذا التقرير المقتضب، وتكلف الأعضاء بمصاريف أنشطة مختلفة، بما فيها سفريات وحضور تظاهرات خدمة للجمعية، لكن كانت هناك مقترحات من طرف بعض الحاضرين بإدخال كل ذلك ضمن المصاريف.
       

عزيز لطرش قبل تقديمه للتقرير المالي      
  التقرير الأدبي: 
       كان التقرير الأدبي ثريا بالأنشطة والتحركات، وقد قال د. المهدي لحلو مقدم التقرير، أنه منذ تأسيس المكتب الوطني في ماي 2006، بالمقر المركزي للحزب الاشتراكيالموحد بالدار البيضاء، تم توفير مقر بالرباط، وكان هدفنا هو التأسيس بشكل موسع كما هو عليه وضعنا بهذه المحطة، ومن الأنشطة التي أنجزت تلبية دعوة من المجلس الإقليمي لضاحية باريس، من أجل حضور مهرجان حول الماء، وقد كان ضيف الشرف هو المغرب العربي ، وخلقنا منتدى للماء بين تونس والجزائر والمغرب، لكننا لم نُفعّل ذلك إلى حد الآن بسبب الوضع السياسي في البلدين الشقيقين كما قال، وحضرنا إلى إيطاليا المنتدى العالمي للمواطنينوالمنتخبين من أجل الماء في يونيو 2007، وأنجزنا أول نشاط علمي من خلال ندوة تكوينية ودراسية حول الماء بالرباط في 26 نونبر 2006، وقد حضرها ممثل عن قرية بنصميم، وشاركنا في اجتماع بمقر البرلمان الأوربي بستراسبورك في مارس 2007، بحضور منتخبين أوربيين على الصعيد المحلي والقطري والاتحاد الأوربي، وتقرر فيه وضع ميثاق حول الحق في الماء، والمطالبة بإضافة ذلك إلى العهد الدولي لحقوق الإنسان.
    أما على الصعيد المحلي فنحن نساهم في تدعيم ملف قرية بنصميم، حتى تتراجع الدولة عن المشروع، وعقدنا تعاونا مع أكمي ـ سويسرا للمساهمة في إيصال الماء إلى مواطنين بتاركيست بإقليم الحسيمة،  ووضع تجهيزات في مجال توزيع الماء بمنطقة " عربوين" بإقليم الجديدة، وبناء خزان مائي من سعة 27 مترمكعب، مع تحليل للوضعية الاجتماعية والاقتصادية لهذه القرية، وتقرر مساعدة قرية " العبادنة"  في واد زم على مدها بأنابيب الماء من بئر أنجزته الدولة، لكنها لم تتم المشروع، ونتابع مشاريع مد الماء إلى السكان في زاكورة والرشيدية وفكيك في إطار التشارك الدولي، ونسعى لتأطير تشارك بين مؤسسات ومجالس منتخبة من المغرب، مع مثيلاتها من فرنسا وإيطاليا وسويسرا وكندا ودول أخرى، وقبل سنة ونصف اتصلت بنا جمعية " الهجرة والتنمية" بتارودانت لأجل إنجاز بحث دراسة جدوى المنفعة لتسعة عشر قرية، وقد جهزت الآن بقنوات الماء والصرف الإيكولوجي، وسيدشن المشروع في شهر يناير 2008، وهناك مشروع لتزويد 42 قرية بالماء بتازناخت، وفي المجال التربوي احتفلنا في 20 ماي 2007 بأول يوم وطني حول الماء بإحدى الثانويات بتمارة بحضور عدة جمعيات (بدوره كان مديرالثانوية حاضرا في التأسيس)، ونسعى إلى توسيع ذلك في مؤسسات تربوية أخرى السنة القادمة، وسنقيم حفلا مركزيا بقرية بنصميم، وفي موضوع القضية التي تهم هذه القرية، فقد تكلف أزيد من 10 محامين متطوعين من أجل الدفاع عن هذه القرية في المحاكم منذ شتنبر 2007، هناك ثغرات في الملف سيتم استغلالها لصالح القرية، منها تقديم معطيات كاذبة من الإدارة المكلفة بحوض سبو المائي.وحضرت في 18 نونبر 2007 إلى بنصميم الصحافة المصرية واشتغلت على الموضوع.
         في الجانب العربي نرى أن كل مشاكل الماء فيه تهمنا، وقد ساهمنا في لقاء تكوني وتحسيسي بالقاهرة، ودخلنا في منتدى عربي حول الماء.
            

أحمد ويحمان وأمينة الرجراجي لتسيير جلسة المساء      
 المداخلات من طرف الحضور كانت مفيدة من حيث الملاحظات والاقتراحات، والتحاليل والإخباربعدة قضايا تهم الماء بعدد من مناطق المغرب، كما أثرت المداخلات القانون الأساسي والميثاق الخاص بالماء، وتجدر الإشارة أن أكمي ـ المغرب تشتغل على مستوى مجموعات عمل في مختلف النقط التي يمكن أن تتوفر فيها شروط العمل.
           
التدقيق في بنود القانون الأساسي وميثاق حسن استغلال الماء
         
الدكتور ياسر محمد اكميرة؛ بكل تأكيد للماء علاقة بالصحة والصيدلة مجال تخصصه
    
جمال حنصال
الدكتور نجيب صابر يعرف ان للماء علاقة بالجيولوجيا ميدان تخصصه 
السيدة لوسيل دوماس المناضلة في(أطاك) ضد العولمة المتوحشة تبدي رأيها في مشاكل الماء التي أصبحت تهدد شعوبا ودولا. 

 
محمد الجناتي في عمق الصورة وعمق الإشكالية

محمد أسعادي عضويته في جمعية علوم الحياة والأرض و(أطاك) يجعلانه على اطلاع بالأبعاد الكاملة لمشكل الماء
 
ابراهيم ميسور 
فاطمة تقي الدين تعرف ما يكفي عن مشاكل الماء بالجديدة والإقليم
 
د. كمال السعيدي
المصطفى الشطبي

 عنوان أكمي ـ المغرب: 18 زنقة مكة، حسان، الرباط، المغرب
      الموقع الإلكتروني:    
أعضاء المجلس الوطني :
  ـ عزيز لطرش
  ـ مصطفى الدغوغي
  ـ ابراهيم ميسور
  ـ أحمد النصوري 
  ـ نجيب صابر
  ـ كمال السعيدي
  ـ محمد ياسر كميرة
 الحسين الإدريسي
 ـ منير زويتن
  ـ عند اللطيف رحيمي
  ـ نعيمة لحلو
  ـ رجاء كساب
  ـ محمد أبو الفضل
  ـ محمد جناتي 
  ـ سعيد المعطاوي
  ـ المهدي لحلو
  ـ مندر سهامي
  ـ حميد نجيبي
  ـ لوسيل دوماس
  ـ ميلود سعدي
  ـ محمد حنصال
  ـ أمينة الرجراجي 
  ـ عبد الرحيم فائق
بالإضافة إلى ممثل بالصفة عن كل من:
  ـ الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان
  ـ ترانسبارونسي ـ المغرب
  ـ ATTAC- MAROC
  ـ الهيئة الوطنية لحماية المال العام
أعضاء المكتب الوطني:  
 ـ المهدي لحلو:         الرئيس
 ـ نجيب صابر:        الكاتب
 ـ عزيز لطرش:        الأمين
 ـ نعيمة لحلو
 ـ كما السعيدي
 ـ أمينة الرجراجي
 ـ رجاء كساب
 ـ محمد ياسر أكميرة
 ـ إبراهيم ميسور
 منير زويتن
  
وفد سيدي سليمان مع عزيز لطرش عضو مكتب أكمي ـ المغرب، وجون كلود أوليفا رئيس أكمي ـ فرنسا

  
وفد سيدي سليمان
  
 
ممثلو قرية بنصميم مع ممثل أكمي ـ فرنسا في تبادل لروابط الاتصال 
 
 
انكباب على تدقيق الوثائق
 
جانب من الحضور، في المقدمة د. نجيب صابر، وفي أقصى الصورة محمد أجراوي من سيدي سليمان 

نشرت بموقع الحوار المتمدن عدد 2130  بتاريخ 15 دجنبر 2007

السبت، 8 ديسمبر 2007

Sidi Slimane Re-naissance de l’ALBATROS


    Sidi Slimane 
     Re-naissance de l’ALBATROS
                      Par:IDRISSI Houssaine
Le 25 Novembre 2007 sera sans doute une date de changement avec l’élection d’une nouvelle équipe pour diriger le Ciné-Club ATTALIA à Sidi Slimane, suite à l’A.G qui a eu lieu à la Maison de Jeunes 11 Janvier. C’est dans cet esprit de changement et de redéploiement d’énergies nouvelles et renouvelées que le Ciné-Club aborde son activité dans le cadre de participer à la promotion du champ de l’audio visuel marocain.
La lecture du P.V montre que le C.C. ATTALIA n’est pas mort comme tendent à le croire plus d’un cinéphile tant au niveau local qu’ au niveau national. Le bilan présenté par le président HAMAKAT est certes exhaustif sur le plan des activités: une dizaine de projections de films à long métrage comme à court métrage, l’organisation de tables rondes sur des thèmes variés, rencontres etc, dont l’effort budgétaire a dépassé 50000 DH durant le mandât 2003-2007.
Les participants à l’A.G du Club, tout en soulignant l’abnégation du comité dirigeant, n’ont pas osé lancer le débat sur les erreurs commises, y compris le dépassement de la durée légale du comité élu depuis 2003, car l’essentiel c’est d’assurer le pérenité de l’activité du Ciné-Club au cours des années difficiles à cause des répercutions néfastes de la mondialisation, et de la faillite des salles de cinéma. Personne n’a soufflé mot pour dénoncer la léthargie qu’ont connue les Ciné-Clubs au Maroc et c’est pourquoi 2 éléments majeurs sont absents du P.V : le présent et l’avenir du Club.
Pour ce qui est du présent caractérisé par plusieurs éléments :
* La léthargie –somnolence pour certains- du Club et de tous les clubs jadis dynamiques au sein de la FNCCM (voir la rencontre de concertations à Sidi Kacem le 06/11/07).
* Fermeture des salles de cinéma dont la salle (EN NASR)  utilisée maintes fois par C.C ATTALIA à Sidi Slimane qui formait le cadre essentiel de projections de films.
* Prolifération de festivals au niveau national (Rabat – Casa – Tanger – Marrakech – Khouribga – Tetouan …) et de forum qui mobilisent le cadre associatif et les intellectuels cinéphiles.
* Croissance de la production filmique au niveau mondial comme au niveau national (13 à 15 longs métrages, 40 à 50 courts métrages par au, selon les déclarations  des responsables C.C.M. dernièrement) suscitant le déploiement de gros moyens en termes  d’investissement et de technologies ce qui assure des chiffres d’affaires faramineux pour les multinationales spécialisés  dans ce domaine.
* Conquête de l’image par le biais des T.V et paraboles de tous les espaces y compris les plus démunis aussi bien en villes qu’en campagnes, de jour comme de nuit, à tel point que l’image filmique s’est dévalorisée au vue des néophytes particulièrement quand les films –et des plus récents- sont gravés et diffusés à très grande échelle (phénomène affronté avec vigueur ces dernières années par les autorités et responsable de l’audio visuel).
N’est-ce pas là des signes avant coureur d’une nouvelle phase qui nécessite une approche nouvelle dans les activités du C.Club en dépassant positivement l’approche classique du cinéma du XIX et XX sans pour autant rester prisonnier, ou quelque fois sidéré par les nouvelles technologies et communication et même par la tendance de cinéphile vers le film vulgaire et navet..
L’apport essentiel de la période que nous traversons est l’hégémonie de l’image et de la technologie de pointe alors que les thèmes restent les mêmes : l’exploitation et l’individualisme, les rapports sociaux promus à la globalisation c’est en cette  phase transitoire qu’on doit prendre des initiatives courageuses avec les moyens de bord dans le sens de la créativité caractéristique au cinéma en générale et selon un plan d’action simple mais adapté à la nouvelle situation. Ce nouveau plan d’action doit prendre en compte :
* La projection de films en utilisant le détacheur qui facilitera la diversité des lieux et espaces de projection, en réponse à l’absence de salle de cinéma, mais permettant le réconciliation avec la visualisation collective (point de départ des salles de cinéma).
* Présentation des films (cinéma d’auteurs, des chefs d’œuvres) permettant d’ouvrir le débat sur les techniques cinématographique en rapport avec les problèmes humains actuels.
* Résolution des problèmes et rapports entre le ciné-club et les cinéphiles dont  les exigences ont changé quitte à  leur réserver des séances spéciales basée sur le choix des films et le niveau débats et des thèmes (il faut relever d’un cran le niveau de discussion du cinéma au Maroc et particulièrement le niveau de la critique cinématographique, absente ou hypocrite), c’est dans cette perspective que les rencontres et colloques s’imposent et que les festivals doivent être encouragés.
* La mobilisation des cinéphiles pour réactiver leur cadre (Ciné-Club), élément essentiel dans le champ de l’audio visuel, bien sûr c’est l’occasion de ramener ‘’au travail’’ toute la panoplie de cadres formés au sein de la FNCCM, qui ont pris la retraite avant l’heure sous prétexte ‘’qu’il n’y a plus rien à faire’’ euphémisme intellectuellement fugitif et machiavélique c’est cette force vive (les va nus pieds du cinéma) que demande l’action de la re-naissance des ciné-clubs et de notre ciné club (ATTALIA).
En conclusion toutes ces prérogatives resteront limitées si l’on  ne réactive pas la FNCCM dans le but de se lancer dans d’autres perspectives de travail et de coordination avec le CCM.

Le 28/11/2007.

ملحوظة من المشرف: الأستاذ الحسين الإدريسي عضو بالمكتب السابق للنادي السينمائي بسيدي سليمان، له اهتمامات ثقافية وجمعوية متعددة، وقد سبق أن تحمل عدة مسؤوليات بالمكتب الوطني للجامعة الوطنية للأندية السينمائية، منها الأمانة، وهو أحد منشطي النوادي السينمائية بالمغرب.

الخميس، 6 ديسمبر 2007

قصيدة: من أثر المقام نشيد لسيدي سليمان


 قصيدة:   من أثر المقام 
نشيد لسيدي سليمان  


                                                                         
                                                                                                                 ذ.ناصر العلْوي 
 
  لست سليمان لتكشف لي بلقيس

   عن ساقيها

   أو يأتيني الهدهد بالنبأ اليقين

   لست سليمان لتحذرني نملة

   تضحكني

   ثم تنعيني،

   لست سليمان

  لكن الاسم المتسيد يعنيني،

  *************************
 
 لي في الاسم غرب

  جهة مثلي على هامش التكوين،

  مفازة حلم

  مدار اختيار

  مظان قصيدة تغويني

  أخ لم تلده أمي

  شاعر يحمل همي

  ويكفيني،

  خير الجاهز

  وشر ما يرضيني،

  لي فيك يا غرب هجرة

  بالمقام تغريني،

  *************************

   مازال في الغرب غرب

  باعتراف اللقالق

  وشهادة السوابق

  وروائح الليمون،

  مازال يلبس الأخضر

  في الارتعاشة والسكون،

  مازال صبحه متسعا لمراودة النفس

  وممارسة الظنون،

  مازال مساؤه يفضي إلى الجمال

  إذا ما استوى في العيون

  ما زال ليل سيدي سليمان

  يغري بالجنون،

  ************************* 

   أعلن انتمائي

  (وردة كالدهان)

  وأشهد أن لا أشجار

  غير أشجار سيدي سليمان

  تحفر لي ظلا يليق

  بسحر المكان…

    
                           دجنبر 1998م. سيدي سليمان.




     تعريف بالشاعر والقصيدة:

  

 الأستاذ ناصر العلْوي مدرس بثانوية علال الفاسي بسيدي سليمان، متخرج من كلية أصول علوم الدين بتطوان، عضو جمعية "أصدقاء لوركا"، له مجموعة قصائد متميزة، نشرت بجرائد ومجلات بالمغرب وبسوريا خاصة، تتبعه قصيدة "من أثر المقام"، وتتقدمه في كل منتدى ومجمع يكون أكسجينه الشعر، باستمرار يُطلب منه إحضارها، وهي بمثابة تحية رقيقة أو "نشيد رسمي" لمدينةٍ آثر الشاعر الإقامة بها، بل فضل الإنغراس فيها كالشجر، القصيدة تعبق بشهادة شاعرية عن غواية مدينة تلبس عاشقها، وتتلبس بعشق " يغري بالجنون" الجميل، فشكرا للشاعر الذي أمدنا بتحفته هذه. 

الأربعاء، 5 ديسمبر 2007

حسين السلاوي… جرأة في التعبير وجدارة في الإبداع


     حسين السلاوي…
             جرأة في التعبير وجدارة في الإبداع
 هناك معجبون بفن حسين السلاوي، الذي بدأ الغناء في النصف الأول من القرن الماضي، وترك تحفا فنية، كانت سابقة في عصرها، وماتزال تشد السامع إلى الآن، بمواضيعها وألحانها، نعيد نشر القراءة التالية في فن المرحوم، من خلال عرض مسرحي استعراضي كانت قد قدمته القناة الثانية، ونُشر بإحدى الجرائد الوطنية.

    بحلول يوم 16 أبريل 2005 (تاريخ كتابة الموضوع) تكون قد مرت 54 سنة على وفاة المرحوم حسين السلاوي، المغني المبدع الذي أطرب معاصريه، ومازال فنه يجد إقبالا لدى اللاحقين، خصوصا من تستهويه النغمات الأنيقة والكلمات الرقيقة المفعمة بالجدية والبساطة.
   ليلة الجمعة 14 أبريل أعادت القناة الثانية الاعتبار لهذا الفنان، بتقديمها مسرحية مغناة تحت عنوان: " حسين السلاوي ديما امعانا"، تتخللها لوحات راقصة، وذلك من طرف "مسرح المبادرة"، بينما كان الإخراج التلفزيوني لمحمد لبشير.
   تترابط فقرات العرض بتدخلات ممثليْن (رجل وامرأة) على شاكلة مقدمي السهرات المتلفزة، وتحضر حوارات بأشكال مختلفة بين مجموع الممثلين، سواء بتقديم ببلوغرافية الفنان أو لسرد أحداث تاريخية، أو لإدراج فكاهة ومستملحات.
    أما إعادة الدفء للأغاني فقد تكلف به ابن المرحوم محمد السلاوي، ليبقى خط الزمن مترابطا، بينما تكلف الممثلون بتشخيص إيحائي لمواضيع الأغاني، مع إحضار ما يتطلبه ذلك من لباس وإكسسوارات.
     كل ذلك جرى فوق ركح مسرحي، خلفيته نسيج قصبي تتدلى على جوانبه أقطاف الدالية وعناقيد العنب، يتوسطه كشك معدِّ الشاي، كأن ذلك يحيل على مكان عام، كمقهى في حي عتيق، أو في جانب من رياض، والعرض ككل هو بمثابة سمر شلة من عشاق طرب حسين السلاوي… ونحن كمشاهدين نختلس النظر إليهم. 
    قدمت الألحان الموسيقية بتوزيع جديد، وقد زادتها مشاركة آلات مختلفة رونقا وبهاء، علما أنه كان الفضل لحسين السلاوي في استعمال آلات جديدة في حينه، لتقديم أغانيه كالبيانو، وهو أول من أدخل الكورال (المرددون)، وحرص على أن تكون مدة الأغاني قصيرة لا تتعدى أربع دقائق في الغالب، مع ضمان جودة التسجيلات، إذ انتقل إلى باريس ليسجل في أفخم دار للموسيقى، كانت مرجعيته الموسيقية أصيلة ومتنوعة، حيث امتزجت النغمة العربية الأندلسية (رمل الماية، الأصفهان..) بالنغمة الزنجية (اكناوة) أو الشعبية (الطقطوقة)، ليُخرج ألحانه في قالب خاص به، يجمع بين الإطراب وشدّ السامعين للشدو، إذ الكلمة تصدح بالمعاني، فكانت الأغنية المنتقدة الصادمة لمجتمع يتدثر بطهرانية خادعة؛ حيث النساء المتزوجات يخرجن لملاقاة جنود الأمريكان، في أغنية رائعة تؤرخ للإنزال الأمريكي عند نهاية الحرب العالمية الثانية، وما خلفه ذلك من تأثيرات ثقافية واجتماعية…أو أغانيه ذات الطابع الاجتماعي، سواء الواصفة لمظاهر مختلفة، أو المبتغية للإصلاح بشكل غير مباشر، كما في أغنية "أحض راسك"، ولم تخل مجموعته الغنائية من عاطفة ورومانسية، كما في "يا موجة غني" أو " طنجة يا العالية"، وبذلك نوع مواضيعه، وأبدع في ألحانه وحرص على مسحتها الشعبية نغما وإيقاعا وغناء. 
    ترك المرحوم ثروة هامة تقدر بخمسة وأربعين أغنية، عدى ألحانا مختلفة رغم قصر عمره، إذ لم يعش سوى ثلاثين سنة، حيث ازداد سنة 1921، ليودع الحياة سنة 1951، وذُكر أن سبب وفاته يعود لتسميم من قبل مجهولين قد ينتسبون لأوساط فنية، أججت أحقادَهم نجاحاته في الغناء، وأثناء العرض وبحضور الابن أُثير الموضوع، مع الإشارة إلى إمكانية استعمال التقدم العلمي لفحص بقايا الرفات. 
    سجل المرحوم حسين السلاوي وهنه في أغنية "يا غريب ليك الله" بالاشتراك مع رفيقته في الغناء بهية فرح (من أصل تونسي)، وقد أعيدت الأغنية على الخشبة تحت ضوء خافت تشوبه زرقة، تعبيرا عن الحزن.
    كان حسين السلاوي مبدعا ومطربا ومنتقدا ومصلحا… ونحن أحوج ما نكون فيه الآن إلى أمثاله، للنهوض بمجالات ثقافية وتعبيرية مختلفة. لكن هذا لا يمنع من الوقوف مجددا على تركة المرحوم كفنان وإنسان، من خلال فلمٍ خاص مثلا، وفي ذلك حصر لمسؤولية الجهات الوصية، كوزارة الثقافة والمعاهد، للمحافظة على ذاكرة الإنسان المغربي من التلف، وبوضع أنطولوجية الأغاني الشعبية برمتها لكافة الرواد والشيوخ والرواويس .
                             مصطفى لمودن
    نشرت بجريدة " اليسار الموحد" بتاريخ 22 أبريل 2005.

النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تدعو إلى إضراب وطني يومي 10 و 11 دجنبر 2007


      النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تدعو إلى   
            إضراب وطني  يومي 10 و 11 دجنبر 2007  
  وفرعها بسيدي قاسم ينادي إلى وقفة احتجاجية بالنيابة التعليمية في اليوم الثاني من الإضراب.المؤتمر الوطني الأول سينعقد في أبريل 2008
دعت النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي إلى إضراب وطني  عن العمل في مؤسسات التعليم الابتدائي يومي 10 و 11 دجنبر 2007، في بيان صادر عنها يوجد على موقع النقابة بالانترنيت، كما توصلنا بنسخة عنه، وتوزعه فروع النقابة المتواجدة بعدد من المناطق. كما أصدرت لجنتها الإدارية المنعقدة بمكناس يومي 12 و 13 نونبر 2007 بيانا فيه نفس الدعوة إلى الإضراب، مع الدعوة إلى القيام بوقفات احتجاجية واعتصامات أمام الوزارة والنيابات، احتجاجا على " الصمت المطبق للحكومات المتعاقبة أمام المطالب الملحة لشغيلة التعليم الابتدائي"، " والخروقات السافرة التي طالت الحركات الانتقالية (…) ونتائج الامتحانات المهنية" وجاء في البيان الذي نتوفر على نسخة عنه كذلك إخبارٌ بتكوين لجنة تحضيرية للتهيء للمؤتمر الأول للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي خلال شهر أبريل 2008، وهو تأخير إلى بضعة شهور عما كان قد دعا له المجلس الوطني الأخير المنعقد في أواخر شهر يونيو من السنة الجارية.وقد أوردنا تقريرا مفصلا عنه.
    وبخلاف ما دعت إليه النقابة على المستوى الوطني من أجل القيام بوقفات احتجاجية في اليوم الأول من الإضراب الذي سيستمر يومين، فإن فرع النقابة بإقليم سيدي قاسم، في شخص المكتب الإقليمي، قد دعا شغيلة التعليم الابتدائي إلى وقفة احتجاجية في اليوم الثاني من الإضراب، أي في 11 دجنبر، وقد يكون السبب في ذلك هو الاستعداد المسبق  لهذا الاحتجاج منذ فشل الحوار مع نائب وزارة التربية الوطنية، كما أخبرْنَا بذلك في هذه المدونة ونحن نتابع كل نشاط هذا الفرع عبر هذه المدونة، من ذلك وقفة 27 شتنبر التي تجدون تفاصيلها كذلك. ومن مبررات اللجوء إلى الوقفة الاحتجاجية المزمع القيام بها، كما جاء في  النداء الذي توصلنا بنسخة عنه، " ما يقع بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية من خروقات واختلالات متعمدة ومقصودة في مختلف المصالح النيابية، ونتيجة لسياسة صم الآذان التي اعتمدتها وتعتمدها إدارة النيابة في مواجهة نداءاتنا ومطالبنا، فنحن مدعوون جميعا(…) إلى الوقفة الاحتجاجية(…) التي ستنظمها النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي يوم الثلاثاء 11/12/2007 ابتداء من الساعة 10:30 صباحا، إلى حدود الساعة 12:00 للتعبير عن إدانتنا واستنكارنا الجماعي للسياسة التعليمية المنتهجة."،يقول البيان. 
   وبذلك تدخل النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي في سلسلة من الاحتجاجات كانت قد دشنتها منذ تأسيسها، لكن لايصل ذلك إلى آذان المسؤولين عن التعليم، خاصة على المستوى الوطني، وقد جوبهت وقفة احتجاجية سلمية للمعلمات والمعلمين أمام وزارة التربية الوطنية في الرباط، بقمع وتفريق بالقوة، كان ذلك في 6 من شهر يونيو 2007،(في هذه المدونة تقرير عن ذلك) بينما بدأت بعض النيابات التعليمية تلبي مطلب الحوار في بعض الأقاليم، في حين  تتهم النقابة المعنية نيابات أخرى بعكس ذلك، فمتى ستتوحد توجهات كافة المتدخلين في ميدان التعليم المتأزم أصلا؟ لتكون هناك كفة متعادلة بين الحق والواجب، في ظل معاناة هذه الفئة من المدرسين في الابتدائي من صعوبات كثيرة، تلاقيها في عملها، خاصة بالعالم القروي، في ظل صعوبة الاستقرار هناك، أو الإضطرار إلى القيام برحلات يومية مضنية وخطرة من مقر العمل إلى مراكز" حضرية" فيها بعض شروط العيش الكريم، وذلك دون اعتراف بهذه التضحيات وترجمة ذلك على المستوى الفعلي كمنح تعويضات مثلا. بالإضافة إلى المستوى الرديء لبنيات " المؤسسات التعليمية"، والغياب المطلق للتعليم الأولي الذي كان من المقرر أن يعمم ما بين 2002/2004، بينما المقررات والمناهج المعمول بها تفترض وجود ذلك! وهو ما ينعكس سلبا على " الجودة والمردوية"وغيره مما يتخبط فيه التعليم الابتدائي عموما، آخره ما يسمى بإعادة الانتشار، حيث يثير ذلك مخاوف حقيقية من اللجوء إلى الزبونية في التنقيلات، وسلوك أساليب غير شفافة، وتهديد "استقرار" البعض….       
        مصطفى لمودن