الخميس، 23 أبريل 2009

أغنية إلى شمس فاتح ماي*


 أغنية إلى شمس فاتح ماي
ذ. م�مد ر�و
                                  ذ. محمد رحو
موال:
عبر أحراش الجوع وتضاريس العذاب
عبر زنازن الوقت الغرابي
عبر دفاترالخيبة و السراب
عبر جدول حزن ينساب من رحم ناي
أفتح كوة للشفق في جسدي
أمد لكنز الناريدي
أخترق أضلاع غدي
و أغني لشمس فاتح ماي!
الأغنية:
يا شمس فاتح ماي
ها أنت تشرقين في صفحة قلبي من جديد
ها أنت تشعلين في حلقي قنديل النشيد
ها أنت تهديني نهار تأشيرة
كي أخلع طقوس يأسي الفصلية
وأكتشف أن لحبيبتي ضفائر أممية!
عيونا صافية كمرايا العيد
رأسا شامخا وزنود قوية
ها يدك تفتض شرود يدي
وتقودها كي تصافح مدنا ضاحكة
سيدها البحر
وفصولها الأربعة ربيع واحد!
ها نحن ندق بعنف أبواب العالم/الصخرة
صدور جزر البذخ المتلذذة
بشرائح لحمنا الشهية
ورحيق دمنا المتدفق من زجاجات الكونياك!
ها نحن هنا
ها نحن هناك
نرفع عاليا أصوات جراحنا/
رماح أحلامنا
في وجه خنازير تنهش منا الأكباد
وترمينا برصاص الإيديولوجيا
وترمينا برصاص الرصاص!
هانحن نتساقط في شوارع حب يقتلنا و يحيينا
ها نحن نطلع من حقول الدم
ورماد المذبحة الألف!
لنقض جنوب براميل شحمية
ونشعل في حواشيها النار
 (متى نشعلها في قلب الأحشاء!؟)
ها نحن نخدش خدود الأخطبوط الدموية
بأظافر أو جاعنا اليومية
ها نحن نعوي من قاع ليل الجرح
عساه يسمعنا النهار!
ها نحن الآن
ـ من رطوبة بطون المناجم 
ـ من صقيع السكة والميناء
من دمار زرعته أعاصير الغلاء
ـ من كل بقاع القهر الملازم
لبؤرة العشق نجئ!
في العيون أنهار شموس
في الصدر أجراس قضية!
     ***
كذبت صحف الليل/الأفعى
تقارير الأعين الزئبقية
فأنا حين احتضنت خاصرة السبيل
كنت ملء صحوي
كنت أحث الخطى نحوي
لم تجرفني ريح أو نزوة
لم يبهرني إيقاع الخطوة
إنما أنامل النبية الجميلة
مدت أمام أعيني الكليلة
خرائط الألق/الدليل!
     ***
إيه
أيها الأطفال المترعون بؤسا و شيطنة
لتقيئوا ركام الأناشيد المدرسية
مغالطات هذا التاريخ المتخوم/
أغصان المجد الرملية
لتجدعوا أنف المقرر الكذاب
ولتفقأوا اليوم أعينه
لتقذفوا للقمامة هذي الكرة الجوفاء
تلك الحكايا/المسكنات
لتبدعوا نشيدا آخر
يليق بأمكم الممعنة
في رحلة الجدب الندية
يليق بالأميرة الجائعة المعطاء!
     ***
وأنتن
يا نساءنا الأقحوانيات
من وطأة العلل المزمنة
و ـ سيداـ سوء التغدية!
لتدعن جانبا هذي الأشياء:
حبال الغسيل الممتدة حتى القبر/
الدوران في حلقات المطبخ الضيقة/
مشاكسات الأطفال اللولبية/
شجار الجارات الزائد/
مسلسلات التلفزيون ـ الشيقةـ/
أقوال العرافات و أحراز الفقهاء!
لتدعن جانبا كل الأشياء
ولتخرجن الآن
لتغادرن قبور الإسمنت والصفيح
ولتلجن نبض الساحات العامة/
طقس الأجساد المشتعلة
لتطلقن سراح الزغرودة/
عصافير البسمة الخضراء
لترشقن رفاق العمر بورد التآزر
فاليوم ذكرى رقصة المطارق
عيد الزنود الطفحى عسلا
عرس الألم المبدع الأملا
هل نسيتن؟
فاليوم فاتح ماي !
     ***
في زمن الصقيع الشوكي ينمو هواي
في مدن الجوع الوحشي تسفك دماي
فكيف لي أن أمحو ربيع شهدائي
وكيف لي أن أقايض بالماس ضيائي
كيف لي أن أتمدد فوق سرير منفاي
والسوط لهيب على الأحشاء
والقيد يشل يديّ
معذرة
صديقتي البعيدة المضللة
لن أهرب بعطشي لنهر هباء
لن أبيع وطني الزاحف نحوي
بكل لوعة العاشق
مقابل ليلة عابرة/
ورقة خاسرة/
كسرة ذل وجرعة شاي
لن أسحب للرصيف خطاي
لن أغني لغير شمس فاتح ماي
فالدرب للخطى المبدعة الزرقاء
والقلب لمعجزة يصنعها
سبحانهم سكانه الفقراء
والأفق لأعراس حمراء ..حمراء!
———————-
*القصيدة من ديوان ـ عرق و دخان ـ
الصادر عن دار القرويين بالدارالبيضاء
سنة ٢٠٠٠

الأربعاء، 22 أبريل 2009

قائد بإقليم سيدي قاسم يريد توقيف المدارس مرتين في الأسبوع ويطالب المعملين بالجواب عن استفساراته


قائد بإقليم سيدي قاسم يريد توقيف المدارس مرتين في الأسبوع ويطالب المعملين بالجواب عن استفساراته
   في إجراء اعتبر الأغرب من نوعه وجه قائد الحوافات بإقليم سيدي قاسم دعوات إلى جميع معلمي ومعلمات المدارس العاملين تحت نفوذ ترابه من أجل الحضور إلى القيادات مرتين في الأسبوع، كل ثلاثاء وخميس "طيلة شهر أبريل وماي"من أجل "التهييء للاستحقاقات الانتخابية" حسب منطوق "الاستدعاء"، وذلك "للمشاركة في التداريب التي سيخضع لها رؤساء مكاتب التصويت ونوابهم"، ويختم "الاستدعاء بجملة تحمل أكثر من دلالة تقول: " ونظرا للأهمية القصوى التي يكتسبها هذا الحدث الوطني فإن حضوركم الضروري يعتبر أمرا بالغ الأهمية"…
  وعندما لم يلب دعوته عدد من نساء ورجال التعليم، قام بإرسال "الاستدعاء" الثاني والثالث، وبعدها باستفسار إلى مدراء المجموعات المدرسية، جاء فيه، "نظرا للغياب المتكرر الغير المبرر لرجال التعليم العاملين تحت إمرتكم عن حصة تدريب رؤساء مكاتب التصويت ونوابهم للمرة الثانية على التوالي(…) خصوصا وأن هذه التداريب تعتبر ضرورية لرجال ونساء قطاع التعليم في مواجهة تحديات الاستحقاقات الجماعية…"، ويضيف القائد في "الاستفسار":" يشرفني أن أطلب منكم موافاتي على وجه الاستعجال بتوضيحات فردية مبررة على هذا الغياب".
    وهكذا سمح القائد لنفسه بتوجيه أوامره لإغلاق المدارس مرتين في الأسبوع طيلة شهرين، دون الانتباه لما يتطلبه ذلك من تأخر في تنفيذ البرنامج الدراسي، بل ولم يفكر في توفير وسائل التنقل لكل هؤلاء المدرسين أو تعويضا عن ذلك، علما أن المدارس مشتتة في عدد من القرى، وكل مدرس أو مدرسة يتنقل من جهات مختلفة إلى مقر العمل في صعوبات يومية بالغة، ورجال التعليم المشاركون في دورات انتخابية سابقة على بينة من الصعوبات والخطورة التي تكتنفها، من ضمنها عدم توفير النقل والإيواء المناسبين، وبدون تعويضات تشمل كل الأتعاب بما في ذلك ما يسمى بالتدريب، علما أن المدرس نائب رئيس المكتب قد لا يحصل في الغالب على أي شيء رغم حضوره المستمر وقيامه بنفس المهام، وأخيرا هذا القائد قد سبق كل زملائه في هذه "الاستدعاءات" وهذه الإجراءات! فهل توافق وزارة التربية الوطنية على كل هذه الأيام المنتظرة من غياب المدرسين؟ وهل فكر القائد في المعاناة الإضافية التي سيضيفها إلى موظفين يتحملون مشاقا يومية لا تعد دون أن يسعى لمساعدتهم على ذلك؟ هل يعتقد أن كل المدرسين يتوفرون على سيارة المصلحة ببنزينها كما هو عليه الوضع بالنسبة له هو؟ لماذا لا توفر وزارة الداخلية المشرفة على الانتخابات كل المتطلبات المادية والبشرية لكل استحقاق انتخابي دون مثل هذه "الجرجرة" والتهديدات التي توجه للمدرسين؟ بل يمكنها أن تمنح تعويضات مغرية لمن رغب في تقديم المساعدة وحينها قد تجد من يشارك بطواعية، أما إهمال التلاميذ لفترة طويلة فهذا لا مبرر له على الإطلاق.     

الجمعة، 17 أبريل 2009

"المساء" تفتي بالتعزيز والضرب الشديد والحبس في حق من لا يصوم


   "المساء" تفتي بالتعزيز والضرب الشديد والحبس في حق من لا يصوم 
     "المساء" تفتي بالتعزيز والضرب الشديد والحبس في حق من لا يصوم، جاء ذلك في عددها ليوم الخميس 16 أبريل 2009، في العدد 799، ويظهر أن "مفتي" أو "مفتية "المساء لم يكتف بالإجابة عن سؤال من مجهولة تقول: " زوجي لا يصوم رمضان، فهل يحق لي أن أطلب الطلاق؟ وما حكم الشرع لو بقيت معه؟".
   فقد تراوح الجواب بين حسم يعتبر أن الطلاق يمكن أن يلجأ له "عند تعذر الوفاق أو حدوث أمر فيه بأس شديد، وترك صيام شهر رمضان هو البأس بعينه…"،  وبالتالي للزوجة "كامل الحق في هذه الحالة أن تطلب الطلاق." وبين حكم مخفف كما جاء في "الفتوى" ذاتها يقوم على استثناء يخلط بين "التشدد والتخفيف" بالقول:" لكن لا بأس مع الحياة، فالأولى بهذه الزوجة أن يكون أملها في رحمة الله كبيرا، وتحاول معه مرارا وتكرارا، وترفع أكف الضراعة إلى الله أن يهدي قلبه ويصلح حاله ويحبب إليه الإيمان؛ عله يحشر في زمرة المتقين…". ولو كانت "الفتوى" متوقفة عند هذا الحد لكانت قد أفادت المتسائلة وأجابت عن السؤال، لكن "مفتي المساء" صمم أن يستغل المناسبة ويزيد إضافة تثير التساؤل عن الهدف منها ، حينما كتب" فبعض أهل العلم حكموا على منتهك حرمة رمضان بالكفر؛ وأخف المذاهب يقول أنه فاسق ويجب أن يعزز، أي يضرب ضربا شديدا ويحبس حتى يصوم."
  هذه التساؤلات من قبيل:
من هي الجهة التي ستقوم بالضرب والحبس؟
كم من ضربة سينال المفطر في رمضان؟ وأين سيحبس؟ ومن سيؤدي نفقات حبسه؟  
-لماذا بقي "المفتي" مجهولا ولم يوقع باسمه رغم ما يقوم به من مهمة "جسيمة"؟
لماذا أخلط "المفتي" بين قوله "بعض أهل العلم…"و قوله : "أخف المذاهب يقول…"، أين "الرأي السديد" لل"مفتي" بالضبط؟ 
لماذا لا ترجع "المساء" في مثل هذه الفتاوى إلى الجهات المخول لها حق الإفتاء وشرح الدين وتقريبه للناس وفق منهج موحد لا لبس فيه ولا اختلاف في الرأي حوله ما دام ذلك سينشر في جريدة سيارة يقرؤها عامة الشعب؟ هل لا تعترف الجريدة المذكورة بالأجهزة الرسمية التي وضعت لنفس الغرض؟
ألا يحق للسيدة المتسائلة بعد هذا الجواب أن تبحث عن كيفية "ضرب وحبس زوجها"، وإلا ستكون مخالفة لل"شرع"؟ 
  ختاما نؤكد أن الصوم هو الفريضة الثالثة في الإسلام، ولا يمكن أن يتم إسلام أحد دون القيام بها، غير أنه في كل المجتمعات قد يكون أفراد أو جماعة غير مطبقة لكامل الشعائر، فهل يمكن أن نقيم "محاكم تفتيش" للتأكد من إيمان الجميع؟ علما أنه لا أحد عاقل يرغب في إثارة مشاعر المؤمنين ويأكل علنا في وقت صوم، أو يضرب بتصرفات رعناء في حق الآخرين القيام بمشاعرهم الدينية، أو المس بما يعكر جو الصفاء والهدوء والطمأنينة التي يجب أن ينعم بها كل ممارس لأي شعيرة دينية. لكن بعض الفتاوى التي تحمل "حبة زيادة" قد تنقلب إلى ضد المبتغى منها، وليس كل من هب يفتي ويوجه في الدين.

الخميس، 16 أبريل 2009

تدبير أم "تد با ر" مفوض لقطاع النظافة؟


تدبير أم "تد با ر" مفوض لقطاع النظافة؟
 

                           وزان: محمد حمضي

                         - أول الكلام، تذكير
     قبل أن نعرج بنوع من التفصيل الموضوعي على ملف جمع النفايات الصلبة بمدينة وزان، الذي تبدو وضعيته شاذة بشهادة ساكنة وزوار المدينة، منذ أن تم تفويت تدبيره إلى شركة خاصة، وجب التذكير ما دامت الذكرى تنفع المؤمنين، إن كان ما زال هناك مؤمنون فعلا يديرون شؤون دار الضمانة التي حصلت في سنة 1980 على ميدالية أنظف مدينة على صعيد الجهة التي تنتمي إليها. وزان التي تقول وثائق المستعمر الغاشم، وشهادات آبائنا الذين عايشوه وقاوموه، بأنها كانت عبارة عن حديقة غناء، ونموذجا في سلامة بيئتها، وفضاء رحبا كانت تفوح منه رائحة كل أنواع الورود التي حل محلها اليوم التلوث بكل أنواعه.
  ولأن موضة العصر التي جاءت بها الليبرالية المتوحشة تقول بتفويت كل شيء إلى القطاع الخاص، ولأن منتخبينا مسيرين وليس مخيرين(الفاهم يفهم) كما يقول الواقع المر للديمقراطية المحلية، ومن دون أن يقدموا أي سبب مقنع يتم الارتكاز عليه قبل الزج بالمرفق في دوامة لا مخرج منها، فقد انحازوا إلى مقاربة "التدبار" المفوض وليس التدبير المفوض الذي له قواعده وضوابطه الشفافة التي تلزم طرفي العاقد الالتزام بها. 

ترقية المدينة إلى مطرح للنفايات
    لن نزايد على أحد، ولن ننضاف إلى الطابور الانتخابي الذي شوه الممارسة الديمقراطية بتصرفاته الرعناء التي نفرت المواطنين من صناديق الاقتراع وتتبع الشأن المحلي، ولكن ندعو الجميع بأن يسافر معنا في جولة على الأقدام بين ثنايا المدينة، وينصت بإمعان وتجرد إلى حكايات السكان، وننصحه أن يحمل معه منديلا معطرا ليقاوم به النتانة التي هجمت على "باريس" الصغيرة.
   نحن الآن بشارع محمد الخامس، الساعة تشير إلى الثامنة صباحا أو العاشرة ليلا، الأمر سيان… ركام من الأزبال متناثرة هنا وهناك، روائح تزكم الأنوف، يتضرر منها الأطفال، وتتسرب إلى المواد الغذائية المعروضة في شروط لا صحية… الحاويات (حاشاكم) إن وجدت فإما مثقوبة أو متعفنة وتستضيف كل أنواع الحشرات… لنترك قلب المدينة وننتقل إلى حي الرويضة - حصل فيه المفكر التونسي هشام اجعيط، بعد العاصفة المخزنية على التشيع، على بطاقة الإقامة الشرفية(؟!)- فساحته التاريخية التي أجهز على جماليتها مجلسا بلديا سابقا تحولت إلى مطرح حقيقي لمختلف أنواع النفايات المنزلية ونقطة سوداء في موقع يعتبر متنفسا يتيما لسكان الحي التاريخي، وحكم على الكثير منهم اعتقال أنفسهم داخل بيوتهم التي أحكموا إغلاق منافذها حتى لا تصطادهم النتانة في عقر بيوتهم.
    لنعرج على حي كريمة، أو بوسوالف، أو إكرام، أو بنجلون، أو باب الولي الصالح سيدي علي بن أحمد… نفس المعانات يتقاسمها المواطنون، وبنفس قوة التصريح تقدم الاعترافات المرة التي تقول بأن عمال النظافة لا تطأ أقدامهم هذا الحي أو ذاك إلا مرة كل ثلاثة أيام… وأنهم قد ضجروا من آثار هذه الكارثة، وأنهم يرفعون صوتهم عاليا مستنكرين ما آلت إليه أحيائهم وأزقتهم.
   خلاصة هذه الجولة القصيرة جدا، تفند الأسباب التي اعتمدها المجلس البلدي في تقديمه على طبق من ذهب تدبير هذا القطاع الحيوي في حياة ساكنة وزان، إلى شركة خاصة، يبدو أنها لا تأبه بالقانون، وإدانة صارخة للتصريحات المدفوعة الأجر التي تدعي بهتانا بأن النقط السواء قد تم القضاء عليها، بينما الواقع يقول بأن الشركة قد أبدعت في توسيع رقعتها. 

ماذا يقول دفتر التحملات؟
عندما تقرأ بنود دفتر التحملات الموقع بين المجلس البلدي والشركة المستفيدة من تفويت المرفق بمبلغ يفوق ربما رأس مالها، ستخرج مقتنعا بأن دار الضمانة ستتحول إلى جنة عدن. فالآليات التي ستستعمل في كنس الأزبال تعتبر آخر تقليعة في عالم آليات جمع الأزبال، والحاويات ستعم الشوارع الرئيسية ولن تفوح منها إلا العطور الجميلة في آخر صيحاتها. أما العمال فبالإضافة إلى الذين ورثتهم الشركة عن المجلس البلدي، فإن هذه الأخيرة تلتزم بتعزيز هذا الطاقم بعمال آخرين من أبناء المدينة، وستوفر لهم كل وسائل العمل الضرورية، وستحمي حقوقهم… كما أن الشركة ستستثمر في مجال تنمية الوعي البيئي للساكنة لتقفز بذلك إلى ثقافة يستنشق عبيرها كل القاطنين والعابرين… يا سلام! فهل ترجمت الشركة بنود هذه الاتفاقية على أرض الواقع؟
  الواقع يدوس بقدميه العاريتين على هذه البنود. فقد التحق المنتخبون في دورة فبراير الأخير بالسكان، في تشخيصهم للحالة المتهالكة للآليات المستعملة، وتطرقوا لقلة هذه الآليات، وعدم تطابق مواصفاتها مع تلك المحددة في دفتر التحملات… ووقفوا مطولا عند معضلة عدد عمال القطاع الذين تشغلهم الشركة، حيث تمت الإشارة إلى أن عددهم بعيد عن ما هو منصوص عليه بالبند العريض في دفتر التحملات، إضافة إلى اشتغالهم في ظروف سيئة، بعيدا عن احترام قانون الشغل الذي على مندوب الشغل أن يتحرك ليحميه من أي تجاوز. 

آخر دعوانا
 انسلخ إلى حدود اليوم زمن غير هين من تاريخ سريان التدبير المفوض للقطاع (ثلاث سنوات)، واستمع مسؤولو المجلس البلدي، وممثلو الشركة للتشخيص الذي قدمته أكثر من جهة للطريقة العتيقة المعمول بها في تدبير هذا المرفق، وصدم الواقع العنيد كل الأطراف، الأمر الذي يقتضي العودة إلى احترام ما جاء في دفتر التحملات من التزاما ت مدونة بالمداد الجاف، الذي تقول بعض الكائنات الانتخابية بأن بعضا منها قد تعرض للمحو ! وكما يقول المثل ما خاب من استشار، مما يعني أنه ليس هناك من حاجز لتنظيم يوم دراسي، أو طاولة مستديرة تجمع المجلس البلدي والشركة والمشغلون بالشأن المحلي للحوار الهادئ والمسؤول للتوافق حول منهجية جديدة لتدبير هذا المرفق بدل عملية "تدباره" التي يتحدث عنها راديو المدينة بصوت مرتفع.

تدبير أم "تد با ر" مفوض لقطاع النظافة؟


تدبير أم "تد با ر" مفوض لقطاع النظافة؟
 

                           وزان: محمد حمضي

                         - أول الكلام، تذكير
     قبل أن نعرج بنوع من التفصيل الموضوعي على ملف جمع النفايات الصلبة بمدينة وزان، الذي تبدو وضعيته شاذة بشهادة ساكنة وزوار المدينة، منذ أن تم تفويت تدبيره إلى شركة خاصة، وجب التذكير ما دامت الذكرى تنفع المؤمنين، إن كان ما زال هناك مؤمنون فعلا يديرون شؤون دار الضمانة التي حصلت في سنة 1980 على ميدالية أنظف مدينة على صعيد الجهة التي تنتمي إليها. وزان التي تقول وثائق المستعمر الغاشم، وشهادات آبائنا الذين عايشوه وقاوموه، بأنها كانت عبارة عن حديقة غناء، ونموذجا في سلامة بيئتها، وفضاء رحبا كانت تفوح منه رائحة كل أنواع الورود التي حل محلها اليوم التلوث بكل أنواعه.
  ولأن موضة العصر التي جاءت بها الليبرالية المتوحشة تقول بتفويت كل شيء إلى القطاع الخاص، ولأن منتخبينا مسيرين وليس مخيرين(الفاهم يفهم) كما يقول الواقع المر للديمقراطية المحلية، ومن دون أن يقدموا أي سبب مقنع يتم الارتكاز عليه قبل الزج بالمرفق في دوامة لا مخرج منها، فقد انحازوا إلى مقاربة "التدبار" المفوض وليس التدبير المفوض الذي له قواعده وضوابطه الشفافة التي تلزم طرفي العاقد الالتزام بها. 

ترقية المدينة إلى مطرح للنفايات
    لن نزايد على أحد، ولن ننضاف إلى الطابور الانتخابي الذي شوه الممارسة الديمقراطية بتصرفاته الرعناء التي نفرت المواطنين من صناديق الاقتراع وتتبع الشأن المحلي، ولكن ندعو الجميع بأن يسافر معنا في جولة على الأقدام بين ثنايا المدينة، وينصت بإمعان وتجرد إلى حكايات السكان، وننصحه أن يحمل معه منديلا معطرا ليقاوم به النتانة التي هجمت على "باريس" الصغيرة.
   نحن الآن بشارع محمد الخامس، الساعة تشير إلى الثامنة صباحا أو العاشرة ليلا، الأمر سيان… ركام من الأزبال متناثرة هنا وهناك، روائح تزكم الأنوف، يتضرر منها الأطفال، وتتسرب إلى المواد الغذائية المعروضة في شروط لا صحية… الحاويات (حاشاكم) إن وجدت فإما مثقوبة أو متعفنة وتستضيف كل أنواع الحشرات… لنترك قلب المدينة وننتقل إلى حي الرويضة - حصل فيه المفكر التونسي هشام اجعيط، بعد العاصفة المخزنية على التشيع، على بطاقة الإقامة الشرفية(؟!)- فساحته التاريخية التي أجهز على جماليتها مجلسا بلديا سابقا تحولت إلى مطرح حقيقي لمختلف أنواع النفايات المنزلية ونقطة سوداء في موقع يعتبر متنفسا يتيما لسكان الحي التاريخي، وحكم على الكثير منهم اعتقال أنفسهم داخل بيوتهم التي أحكموا إغلاق منافذها حتى لا تصطادهم النتانة في عقر بيوتهم.
    لنعرج على حي كريمة، أو بوسوالف، أو إكرام، أو بنجلون، أو باب الولي الصالح سيدي علي بن أحمد… نفس المعانات يتقاسمها المواطنون، وبنفس قوة التصريح تقدم الاعترافات المرة التي تقول بأن عمال النظافة لا تطأ أقدامهم هذا الحي أو ذاك إلا مرة كل ثلاثة أيام… وأنهم قد ضجروا من آثار هذه الكارثة، وأنهم يرفعون صوتهم عاليا مستنكرين ما آلت إليه أحيائهم وأزقتهم.
   خلاصة هذه الجولة القصيرة جدا، تفند الأسباب التي اعتمدها المجلس البلدي في تقديمه على طبق من ذهب تدبير هذا القطاع الحيوي في حياة ساكنة وزان، إلى شركة خاصة، يبدو أنها لا تأبه بالقانون، وإدانة صارخة للتصريحات المدفوعة الأجر التي تدعي بهتانا بأن النقط السواء قد تم القضاء عليها، بينما الواقع يقول بأن الشركة قد أبدعت في توسيع رقعتها. 

ماذا يقول دفتر التحملات؟
عندما تقرأ بنود دفتر التحملات الموقع بين المجلس البلدي والشركة المستفيدة من تفويت المرفق بمبلغ يفوق ربما رأس مالها، ستخرج مقتنعا بأن دار الضمانة ستتحول إلى جنة عدن. فالآليات التي ستستعمل في كنس الأزبال تعتبر آخر تقليعة في عالم آليات جمع الأزبال، والحاويات ستعم الشوارع الرئيسية ولن تفوح منها إلا العطور الجميلة في آخر صيحاتها. أما العمال فبالإضافة إلى الذين ورثتهم الشركة عن المجلس البلدي، فإن هذه الأخيرة تلتزم بتعزيز هذا الطاقم بعمال آخرين من أبناء المدينة، وستوفر لهم كل وسائل العمل الضرورية، وستحمي حقوقهم… كما أن الشركة ستستثمر في مجال تنمية الوعي البيئي للساكنة لتقفز بذلك إلى ثقافة يستنشق عبيرها كل القاطنين والعابرين… يا سلام! فهل ترجمت الشركة بنود هذه الاتفاقية على أرض الواقع؟
  الواقع يدوس بقدميه العاريتين على هذه البنود. فقد التحق المنتخبون في دورة فبراير الأخير بالسكان، في تشخيصهم للحالة المتهالكة للآليات المستعملة، وتطرقوا لقلة هذه الآليات، وعدم تطابق مواصفاتها مع تلك المحددة في دفتر التحملات… ووقفوا مطولا عند معضلة عدد عمال القطاع الذين تشغلهم الشركة، حيث تمت الإشارة إلى أن عددهم بعيد عن ما هو منصوص عليه بالبند العريض في دفتر التحملات، إضافة إلى اشتغالهم في ظروف سيئة، بعيدا عن احترام قانون الشغل الذي على مندوب الشغل أن يتحرك ليحميه من أي تجاوز. 

آخر دعوانا
 انسلخ إلى حدود اليوم زمن غير هين من تاريخ سريان التدبير المفوض للقطاع (ثلاث سنوات)، واستمع مسؤولو المجلس البلدي، وممثلو الشركة للتشخيص الذي قدمته أكثر من جهة للطريقة العتيقة المعمول بها في تدبير هذا المرفق، وصدم الواقع العنيد كل الأطراف، الأمر الذي يقتضي العودة إلى احترام ما جاء في دفتر التحملات من التزاما ت مدونة بالمداد الجاف، الذي تقول بعض الكائنات الانتخابية بأن بعضا منها قد تعرض للمحو ! وكما يقول المثل ما خاب من استشار، مما يعني أنه ليس هناك من حاجز لتنظيم يوم دراسي، أو طاولة مستديرة تجمع المجلس البلدي والشركة والمشغلون بالشأن المحلي للحوار الهادئ والمسؤول للتوافق حول منهجية جديدة لتدبير هذا المرفق بدل عملية "تدباره" التي يتحدث عنها راديو المدينة بصوت مرتفع.

الأربعاء، 15 أبريل 2009

البكاء خلف الميت..! المغرب والفرص الضائعة.


البكاء خلف الميت..!
                  المغرب والفرص الضائعة.  
                                                                مصطفى لمودن
  
  الشعوب كما الأفراد تتاح لهم فرص في مسار حياتهم، تكون هذه الفرص بمثابة منعرج أو قفزة أو سقطة أو… المهم هو كيفية التعامل مع كل مناسبة أو فرصة، وجعلها تخدم مصالح الشعب أو الفرد، بالنسبة للأشخاص نضرب مثلا بفرصة تتاح لمتابعة دراسة معينة، أو الحصول على عرض شغل…الخ. أما في حالة الشعوب فالأمر يختلف، الزمن يحسب بالأجيال، وضياع الفرص التي تتاح يكون تأثيرها السلبي واسعا يشمل الملايين، كما أن الفاعل في ذلك ليس فردا واحدا يقرر ولو كان الأمر في أعتا الديكتاتوريات صلافة واستبدادا، فهل يمكن أن نعدد الفرص الضائعة بالنسبة للمغرب، على الأقل في العقود الماضية الأخيرة؟   

       قد لا يختلف اثنان على أن أهم حدث عرفه المغرب في منتصف القرن الماضي (ق20م) هو الحصول على الاستقلال سنة 1956م، لقد كان ذلك مكسبا عظيما بعد تضحية جسام، فهل استفاد المغرب من ذلك؟ مباشرة بعد الاستقلال خاب أمل أغلب المغاربة، ومنهم من بقي للأسف يتمنى عودة الاستعمار، بعدما انطفت جذوة الحماس الفياض الذي غمر الوطن، عناصر الحركة الوطنية تناحروا فيما بينهم، وفقدوا كل سيطرة على الوضع بينما كانت كل الجماهير معهم، وظهر انتهازيون استغلوا "الفرصة" وأدخلوا المغرب إلى نفق توزيع الامتيازات على أقلية أصبحت تتحكم في كل شيء.
     اختار المغرب منذ وضع أول دستور سنة 1962 التعددية الحزبية، وقد نص في أحد بنوده على أن نظام الحزب الوحيد ممنوع، في وقت كانت أغلب الدول المستقلة آنذاك تنحو إلى سيطرة حزب واحد على مقاليد الحكم، لكن في المغرب هل كان ذلك صادقا من أجل تعددية حقيقية؟ شهد التاريخ مركزة مفرطة للحكم، سارت على نهج الحزب الواحد، وبقيت الديمقراطية والانتخابات شكلية، وتعرض البرلمان للحل أو التمديد حسب الأهواء، وكم من مرة أعلنت حالة الطوارئ، وغيب المعارضون في السجون، وحوصرت جرائد أو تم توقيفها…
    كان الحسن الثاني موفقا عندما قام "بإخراج" المسيرة الخضراء سنة 1976، فقد كانت الحياة السياسية قد وصلت إلى مرحلة اختناق لا تطاق، وأصبح أغلب الفاعلين السياسيين محاصرين، بينما الجماهير الشعبية تنتظر "الفرج" من أي جهة كانت، في وقت كان فيه المغرب قد تعرض لمحاولتين انقلابيتين، وكانت التدخلات الأجنبية من أجل المساعدة على ذلك شيء جار به العمل، فماذا أضافت المسيرة الخضراء؟ كان يمكن للراحل الحسن الثاني أن يعتمد على حكم محكمة "لاهاي"، والجهد الدبلوماسي، ومناسبة رحيل الجنرالفرانسيكو فرانكو الحاكم المطلق لإسبانيا التي كانت تستعمر الصحراء… لكن فكرة إشراك الشعب من أجل تحرير الصحراء كان لها مغزى آخر، ليس فقط الإيحاء بالتحكم في الشعب وتلبيته لكل الأوامر، بل خلق طفرة حماس جديدة، وإطلقاء المخيال الجمعي من أجل أمال كثيرة، والشعوب تحتاج أحيانا إلى ذلك؟ لكن ماذا استفاد المغرب بعد ذلك من الحماس الشعبي للمسيرة غير الدخول في مرحلة تاريخية جديدة، وبداية الشروع في مصالحة مع المعارضة السابقة، وهو ما قاد إلى أول انتخابات جماعية بعد فترة توقيف الأجهزة المنتخبة لمدة طويلة ابتدأت منذ 1965م.
     اعتبرت الانتخابات الجماعية والتشريعية التي جرت في المغرب بداية منعرج جديد في حياة المغاربة، على الأقل من حيث المبدأ، إذ أن صناديق الاقتراع وقرار الناخب سيكون حاسما في تحديد أولويات الحكم والاختيارات… لكن العكس هو ما حصل، بفعل تزوير هذه الإرادة الشعبية على مستوى متواصل ومتواتر، مما أفقد الانتخابات مضمونها الحقيقي، بل أكثر من ذلك، فقد رأى البعض على أن الانتخابات المحلية المؤدية إلى الجماعات المحلية والغرف المهنية، بمثابة "مقبرة" لمصداقية النخب المحلية التي تمثل العمود الفقري لكل هيئة سياسية تبتغي الجماهيرية والتوسع التنظيمي، وذلك عبر تورّط نماذج من هذه "النخب" في فساد مالي وتحصيل امتيازات خاصة، أو على الأقل هذا ما ظهر للشعب، في ظل هيمنة سلطة الوصاية على الجماعات المحلية والتحكم في اختباراتها الإستراتيجية… وهكذا ضاع المغرب في "خيار ديمقراطي" كان يمكن أن يقود إلى مشاركة شعبية في تدبير الشأن المحلي وتوسع الانخراط السياسي والحوار المتنوع على الصعيد المحلي، فانغلقت الجماعات المحلية على نفسها، وأصبحت امتيازا لدى البعض، وقد كان وراء هذا المنحى قرار سياسي غير معلن… لكنه أساء إلى البلد برمته.
    ولعلنا إذا ما استرسلنا في الحديث لن تكفينا صفحات الجريدة(وهيأة التحرير تلح على الاختصار)، فعلى مستوى الإعلامي مثلا ظل ومازال المغرب مترددا في توفير قناة أو قنوات تلفزيونية احترافية، فعندما شرعت التلفزة المغربية "تتحرك" في عهد الوزير الراحل عبد اللطيف الفيلالي، كان ذلك بداية الوعي بالأبعاد الحقيقية التي يتيحها الإعلام التلفزي المتقدم، ولعلنا نرى كيف أن دولة قطر الميكروسكوبية تحولت إلى "عملاق" بفضل "الجزيرة"، لكن الإرادة السياسية هي ما ينقص أو يعرقل، بحيث تظهر حسابات أخرى في آخر ساعة، لهذا تم توقيف "الحركة التلفزية" المشار إليها، وتحويل الإعلام بمرمته إلى وزير الداخلية السابق إدريس البصري الذي كان يتحكم في كل دواليب الدولة، ويطبق سياسة الجرعات المحسوبة.
    ونفس الأمر يمكن أن يقال عما سمي ب"حكومة التناوب التوافقي" أو "الممنوح" (الأمر سيان)، فقد عقدت أمال جسام على مثل هذا التحول النوعي في تاريخ المغرب الحديث، ومع مرور الوقت والتلكؤ بجيوب المقاومة، خابت الآمال، وعاد كل شيء إلى نقطة البداية، وفقـدَ الحزب المتزعم للتناوب كثيرا من بريقه، وأدى الثمن غاليا من وحدته وقوته، ولم ينفعه احتجاجه عن القفز على "المنهجية الديمقراطية"، وقد ظهر فيما بعد أن هذا "التناوب" المزعوم لم يكن مؤسسا على شيء كما كان يقترح الفقيه محمد البصري على عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول آنذاك، فقط أنه ساهم (الحزب) في "انتقال سلسل" للحكم، وربما جنب المغرب مشاكل كان في غنى عنها، أما نقل البلد إلى عهد الديمقراطية الحق فما زال بعيدا.
    ومازال المغرب "ينتج" شعارات  حسب كل مرحلة، سرعان ما تستهلك تلك الشعرات بعد استنفاد المطلوب منها، ف"العهد الجديد" كسابقه، فقط تميز بدينامية اجتماعية ومطلبية قوية وظهور "مجتمع مدني" في طريق التنظيم أكثر، وتوقفت "المصالحة والإنصاف" عند استماع "مغشوش" لضحايا سنوات القمع بث على قناة التلفزة بعد الزوال أثناء ضعف المتابعة، ومنح تعويضات من المال العام لجزء من الضحايا… وانحصرت الجهوية عند "النية" في إحداثها، وجامعاتنا "تخرج" العاطلين، وتعليمنا في نفق مسدود رغم التضحيات الجسام من أجل تطويره، والحديث عن أي إصلاح دستوري ما زال معلقا… ولكن رغم ذلك ففي المغرب ما يستحق العيش فيه والتضحية من أجله.
   إن للمغرب من الإمكانيات الهائلة مما يؤهله ليكون أحسن بكثير مما هو عليه الآن، شخصيا أردد دائما، أن أهم ثروات المغرب تتلخص في وجود الإنسان الطموح، التراب ، الماء، الشمس، الموقع الجغرافي… ولو كان لبعض الدول القليل مما نتوفر عليه لحققت العجب، ولنضرب المثل بسويسرا أو اليابان، تضاريس صعبة، رقعة جغرافية ضيقة… كيف سيكون المغرب لو كان هؤلاء هم من يسكنون هنا؟ إنه التحدي المطروح علينا جميعا كمغاربة، أما تضييع الفرص فلم يعد ذلك مقبولا من أحد.
      ———————
  نشر بجريدة “الشعاع القاسمي، العدد 22 ، أبريل2009، ضمن عمود اقترحت هيئة التحرير أن نشارك به في كل عدد

الاثنين، 13 أبريل 2009

نيابة عمالة سلا للتربية الوطنية: بالرغم من الصعوبات والتضحيات العاملون بالوسط القروي يعانون من التسلط المرضي لبعض المكلفين بالإدارة.


نيابة عمالة سلا للتربية الوطنية:
بالرغم من الصعوبات والتضحيات العاملون بالوسط القروي يعانون من التسلط المرضي لبعض المكلفين بالإدارة.
سلا: عبد الإله عسول 
في السنوات الأخيرة، تم تشديد الخناق على بعض العاملين ببعض المؤسسات التعليمية المتواجدة بهوامش المدينة، من خلال فتح ملف "الزمن المكيف"..
 هذا الملف الذي عرف الأخذ والرد والنقاش والتفاوض المستفيض، الممزوج بالتهديدات والانذارات، وأفضى في الآونة الأخيرة إلى تبني صيغة تم قبولها من طرف الأطراف المعنية، سميت ب"الزمن المعدل"…
وغير خاف على أحد من أبناء المدينة خصوصا رجال التعليم والمشرفون عليه، ما يعانيه العاملون والساكنة بهذه الهوامش (أطراف العيايدة واحصين..)من قلة المواصلات وانعدام المرافق وغياب الأمن…
ومؤخرا انضاف إلى طابور معاناة عدد من مدرسي ومدرسات الوسط القروي سواء بجماعة السهول أو بوقنادل، حيث أصبحوا يتعرضون لمضايقات بعض (أشدد على بعض) "المكلفين بالادارة "، الذين لايفقهون في الإدارة سوى "الحضية" ومراقبة الدخول والخروج وسوء المعاملة بطريقة انفعالية تسلطية…
    وهناك مسؤولين على إدارات مجموعات مدرسية محددة يتعرض العاملون بها– ومنهم عدد من النقابيين- لسوء المعاملة والتلسط المرضي والتعامل اللإنساني، مما أثر سلبا على مستوى العلاقات داخل هذه المؤسسات، وأشاع أجواء من الإحباط والتذمر. 
والسؤال الأساسي والموضوعي الذي يطرحه المتضررون، هل بهذه الأساليب القروسطية سيتم ضمان  الاستقرار  للعاملين، حتى يتكيفوا مع صعوبات الوسط القروي واكراهاته؟ أليس لهذا الوسط خصوصيات يجب مراعاتها؟
  إن جل العاملين والعاملات يقدمون تضحيات مهمة لتأدية واجبهم مع بعض الاستثناءات القليلة التي لايقاس عليها، لكن على الساهرين على الشأن التعليمي بهذه النيابة والجهة، استحضار ذلك والتدخل لايقاف مثل هذه الممارسات اللامسؤولة وارجاعها عند حدودها التربوية التي تحترم الكرامة وتشجع على المزيد من البذل والتضحية…
   أما إذا بقيت الأمور على هذه الحال.. فإننا نتساءل إن لم تكن هناك جهات تحن للعهد البائد "عهد التسلط والتزلف "، لأهداف كيدية وضيقة سيفضحها الزمن والنضال الشريف الوحدوي..؟

رسالة مفتوحة إلى الأخوين مدير ورئيس تحرير جريدة المنعطف.


رسالة مفتوحة إلى الأخوين مدير ورئيس تحرير جريدة المنعطف.
من:عبدالاله عسول (سلا)..ناشط صحفي، متعاون مع عدد من الجرائد والمواقع الالكترونية
122264
   تحية طيبة وبعد.
   فوجئت بالنشر الحرفي لمقال صدر لي بمجموعة من المواقع الالكترونية وبجريدة بيان اليوم –عدد5695 بتاريخ 23/03/09"حول انتشار المخدرات بالمؤسسات التعليمية بسلا"، فوجئت بنشره ضمن الملف الذي نشرته جريدتكم المنعطف"عدد 3386 بتاريخ 24/03/09 " أي بفاصل يوم واحد عن الزميلة بيان اليوم… وهو الملف الذي اعدته "بشرى العطوشي"..
  المفاجأة أنه لم يتم الاشارة لمصدر المقال (اسم كاتبه)..وذلك احتراما لاخلاقيات المهنة أو على الأقل التنسيق مع المعني..
  إنني لست ضد أن يتم استعمال أي مقال لأي كان في اطار اعداد ملفات أوسع وأشمل ولكن لابد من الأمانة والاعتراف بمجهود الآخر…
   لقد اتصلت بالعطوشي بعد صدور الملف بيوم وناقشت معها الأمر للقيام بتصويب والإحالة إلى اسم صاحب المقال المشار إليه، لكن ذكرت بأنها لا علم لها بالموضوع وطلبت مني رقم الهاتف حتى تتصل بي بعد التأكد… وهم ما لم يحصل (؟؟)
  ما جعلني اتصل بأخوتكم كمسؤولين عن التحرير وعن احترام أخلاقيات المهنة… لكن لم أتوصل بأي رد أو جواب… ما جعلني أتوجه لكم بهذه الرسالة المفتوحة…

  إنني أطالب (إن سمحتم بذلك) أن يتم التصويب والتذكير باسم صاحب المقال بالصفحة 5 من العدد المذكور لجريدة المنعطف أسفل الحوار مع نائب الجديدة (مقال حول المخدرات بسلا)…
   إنني أنتظر تدخلكم… لوضع حد لتوجه صحفي يعمل بطريقة
  «copier coller»   وأشد على أيديكم
إمضاء :عبد الإله عسول
(سلا)

أساتذة فرعية الدغوغيين بدائرة بلقصيري يطالبون بترميم الطريقالمؤدية إلى المدرسة


أساتذة فرعية الدغوغيين بدائرة بلقصيري يطالبون بترميم الطريقالمؤدية إلى المدرسة 
 
  راسل الأساتذة العاملون بفرعية الدغوغيين كلا من عامل إقليم سيدي قاسم والمندوب الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل قصد " التدخل من أجل ترميم طريق معبدة نعبرها للصول إلى المدرسة"، كما جاء في موضوع الرسالة التي توصلت "الشعاع" بنسخة منها، وتضيف رسالة الأساتذة العاملين بالفرعية المذكورة التابعة لمجموعة مدارس الأندلس جماعة دارالعسلوجي:" نلتمس منكم التدخل من جانبكم قصد ترميم طريق معبدة نستعملها بواسطة سيارتيْنا قصد الوصول إلى مدرسة الكبارتة… الطريق المعنية  معبدة، لكن لم يتم ترميمها منذ أزيد من خمس سنوات، مما جعل الحفر بها تزداد اتساعا سنة بعد أخرى، وقد فاقمت الفيضاناتالأخيرة وضعيتها أكثر".

   مخلفات الفيضانات على  شبه قنطرة يستعملها سكان قرية الكبارتة (الدغوغيين)، وقد وضعت عليها الآن أتربة مما يهدد سلامة العابرين بسبب الانزلاق
   وتجدر الإشارة أن وضعية الطرق عموما تعرف تدهورا كبيرا، دون أن تتعرض لأي إصلاح، ولعل أغرب ما في الأمر، هو عندما يوزع مستشارون قرويون تابعون لجماعة دار العسلوجي بين الفينة والأخرى أحجارا  مخصصة للطرق فيما بينهم، كل واحد يقرر مكان وضعها، مراعيا في ذلك إبقاء علاقة تبعية بينه وبين ناخبين مفترضين، دون أن يكون للجماعة مخطط واضح تصلح بمقتضاه أو تشيد طرقا أو طريقا جيدا أينما كان هذا الطريق عوض تبديد الجهود، ويبقى تدخل المصالح الحكومية ضروريا لإصلاح الطرق.
————–
  نشرت بجريدة "الشعاع" أبريل 2009 كاتب المادة مصطفى لمودن