الجمعة، 17 أبريل 2009

"المساء" تفتي بالتعزيز والضرب الشديد والحبس في حق من لا يصوم


   "المساء" تفتي بالتعزيز والضرب الشديد والحبس في حق من لا يصوم 
     "المساء" تفتي بالتعزيز والضرب الشديد والحبس في حق من لا يصوم، جاء ذلك في عددها ليوم الخميس 16 أبريل 2009، في العدد 799، ويظهر أن "مفتي" أو "مفتية "المساء لم يكتف بالإجابة عن سؤال من مجهولة تقول: " زوجي لا يصوم رمضان، فهل يحق لي أن أطلب الطلاق؟ وما حكم الشرع لو بقيت معه؟".
   فقد تراوح الجواب بين حسم يعتبر أن الطلاق يمكن أن يلجأ له "عند تعذر الوفاق أو حدوث أمر فيه بأس شديد، وترك صيام شهر رمضان هو البأس بعينه…"،  وبالتالي للزوجة "كامل الحق في هذه الحالة أن تطلب الطلاق." وبين حكم مخفف كما جاء في "الفتوى" ذاتها يقوم على استثناء يخلط بين "التشدد والتخفيف" بالقول:" لكن لا بأس مع الحياة، فالأولى بهذه الزوجة أن يكون أملها في رحمة الله كبيرا، وتحاول معه مرارا وتكرارا، وترفع أكف الضراعة إلى الله أن يهدي قلبه ويصلح حاله ويحبب إليه الإيمان؛ عله يحشر في زمرة المتقين…". ولو كانت "الفتوى" متوقفة عند هذا الحد لكانت قد أفادت المتسائلة وأجابت عن السؤال، لكن "مفتي المساء" صمم أن يستغل المناسبة ويزيد إضافة تثير التساؤل عن الهدف منها ، حينما كتب" فبعض أهل العلم حكموا على منتهك حرمة رمضان بالكفر؛ وأخف المذاهب يقول أنه فاسق ويجب أن يعزز، أي يضرب ضربا شديدا ويحبس حتى يصوم."
  هذه التساؤلات من قبيل:
من هي الجهة التي ستقوم بالضرب والحبس؟
كم من ضربة سينال المفطر في رمضان؟ وأين سيحبس؟ ومن سيؤدي نفقات حبسه؟  
-لماذا بقي "المفتي" مجهولا ولم يوقع باسمه رغم ما يقوم به من مهمة "جسيمة"؟
لماذا أخلط "المفتي" بين قوله "بعض أهل العلم…"و قوله : "أخف المذاهب يقول…"، أين "الرأي السديد" لل"مفتي" بالضبط؟ 
لماذا لا ترجع "المساء" في مثل هذه الفتاوى إلى الجهات المخول لها حق الإفتاء وشرح الدين وتقريبه للناس وفق منهج موحد لا لبس فيه ولا اختلاف في الرأي حوله ما دام ذلك سينشر في جريدة سيارة يقرؤها عامة الشعب؟ هل لا تعترف الجريدة المذكورة بالأجهزة الرسمية التي وضعت لنفس الغرض؟
ألا يحق للسيدة المتسائلة بعد هذا الجواب أن تبحث عن كيفية "ضرب وحبس زوجها"، وإلا ستكون مخالفة لل"شرع"؟ 
  ختاما نؤكد أن الصوم هو الفريضة الثالثة في الإسلام، ولا يمكن أن يتم إسلام أحد دون القيام بها، غير أنه في كل المجتمعات قد يكون أفراد أو جماعة غير مطبقة لكامل الشعائر، فهل يمكن أن نقيم "محاكم تفتيش" للتأكد من إيمان الجميع؟ علما أنه لا أحد عاقل يرغب في إثارة مشاعر المؤمنين ويأكل علنا في وقت صوم، أو يضرب بتصرفات رعناء في حق الآخرين القيام بمشاعرهم الدينية، أو المس بما يعكر جو الصفاء والهدوء والطمأنينة التي يجب أن ينعم بها كل ممارس لأي شعيرة دينية. لكن بعض الفتاوى التي تحمل "حبة زيادة" قد تنقلب إلى ضد المبتغى منها، وليس كل من هب يفتي ويوجه في الدين.