السبت، 26 يناير 2008

بن صميم القرية والمحيط مسيرة العطش، وإهمال المستشفى دليل على اللامبالاة ربورتاج مصور في أزيد من مائة صورة


   بن صميم القرية والمحيط
مسيرة العطش، وإهمال المستشفى دليل على اللامبالاة 
    ربورتاج مصور في أزيد من مائة صورة
كما سبق أن تطرقنا إلى ذلك، نظمت قرية بنصميم في 20 يناير 2008مسيرة من القرية إلى العين، قصد الدفاع عنها  ضد قرار تفويتها إلى إحدى الشركات الأجنبية، لتعبئة الماء وبيعه في قنينات، نعرض صورا عن المسيرة، ونتحدث مع بعض السكان عن أحوال القرية، كما أعددنا ربورتاجا عما كان يسمى أكبر مستشفى في إفريقيا للأمراض الصدرية، وهو الآن يشهد على حقيقة ضعف الرؤية، وتضايق البعض من أي تنمية تخدم البلد، ومن المنتظر أن ينظم السكان مسيرة ثانية لإفران، عاصمة الإقليم يوم الأحد 27 يناير 2007       
 أهم الشعارات المرفوعة 
ـ رفضنا الجماعي لتنمية القراعي  ( القنينات) 
ـ المواطن كون على بال الخوصصة كلها استغلال
   ـ هذا المغرب الجديد، مغرب العطش والتشريد
   ـ باركة من النفاق را الشعب عاق وفاق
   ـ الحكوماة الجديدة، فينا هي الفائدة
   ـ حقنا ما رجع لينا، والاحتجاج طال علينا
   ـ يدك فيدينا الما يرجع لينا 
   ـ بنصميم عين حرة ماشي للبيع ماشي للشرا
   ـ واش من حق واش من قانون اللصوص محميون
   ـ عليك أمان عليك أمان، لا حكومة لا برلمان
   ـ الحكومة محكومة والحقوق مهضومة
   ـ التنمية البشرية، بيع الما بيع الغابة
   ـ نكيولا(٭) برة برة، هاد الأرض تبقى حرة
 بالإضافة إلى شعارات تندد بما اعتبروه "خيانة من طرف بعضهم" منهم ربما من خرجوا عن الإجماع فيما يخص الدفاع عن الماء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(٭) نيكولا الإسم الشخصي لرجل الأعمال صاحب المشروع، أو من يتكلم باسم آخرين لا يظهرون 
 ورفعت كذلك شعارات باللغة الأمازيغية، كانت أجمل إيقاعا، وربما الأفصح حيث تفاعل معها الجميع بحماس، للأسف لم تتح لي الفرصة لترجمتها

 مسعودة ميلود أحد المفرج عنهم

مسعودة ميلود، 32 سنة، من سكان القرية، يمتهن التجارة في الخضر والفواكه، قال أنه منذ بداية المشكل توقف عن ممارسة مهنته، ليتفرغ رفقة آخرين لهذا الموضوع، كما أنه متابع باستمرار، فقد ألقي عليه القبض في فاتح رمضان، 16 شتنبر من  السنة المنصرمة، بتهمة إهانة موظف حسب قوله، وبقي في السجن المحلي بمكناس لمدة 45 يوما، وقدم للمحاكمة، حيث آزره 14 محاميا، لتتحول التهمة إلى التجمع دون ترخيص، حسب قوله، ومن المنتظر أن تتم محاكمته في 18ـ 2ـ 2008، وهو مجرد حالة ضمن ثمانية آخرين لقوا نفس المعاملة، وهم الآن جميعا في السراح المؤقت. مسعودة ميلود شارك في المسيرة، وقد قال:" نطالب بأن يبقى لنا الماء "، وهو نفس المطلب الذي من أجله تحتج القرية 
 
مطلب آخر انضاف إلى المطلب الأصلي حول الماء !
   بن صميم قرية أطلسية نموذج في التآزر 
  تقع قرية بنصميم بإقليم إفران دائرة أزرو، وهي في منحدر بين الجبال، في طريق ثانوية تربط المدخل الشمالي لأزرو بمدينة إيفران، عدد سكانها يقدر بأزيد من 3000 نسمة، سكانها يمتهنون تربية المواشي والزراعة أساسا، تعتبر عين بنصميم موردا مائيا للشرب، منها يتم ملء خزان مائي بجانب القرية، حيث أن أغلب البيوت مرتبطة به، وماء العين كذلك يستخدم لسقي حقول على المنحدر بالتناوب كل سنتين، نظرا لضعف الصبيب، وبن صميم من أول القرى في الأطلس كما ذكر لنا السيد علي الطاهري التي أدخلت الكهرباء، ليس من طرف الحكومة، ففي ذلك الوقت لا أحد كان يفكر في سكان العالم القروي، ولكن كان الفضل في ذلك لأجانب، فقد باعت القرية أراض تابعة لها لإقامة مطار إيفران، وقد اقترح هؤلاء الأجانب بأن تقيم القرية مشروعا جماعيا، فتم إدخال الكهرباء وبناء حمام سنة 1962، وفي هذا الأمر يطالب السيد محمد رابح من سكان القرية  بتجديد أسلاك الربط الكهربائي المتهالكة لقدمها، وهي تسبب انقطاعات متتالية.
   أما السيد عبد السلام أوطالب فقد ذكر أن قريته، تتميز بتسيير متميز يقل مثيله في عدد من القرى، فهي لها مداخيل تصل إلى خمسة ملايين سنتيم  من عائد كراء الحمام وأراض تابعة للقرية، وموقع هوائي أحد شركات الاتصالات،  ويضيف أنهم لا ينفقون من ذلك المدخول فيما يخص مصاريف الدفاع عن الماء، وللقرية جمعية، لكن يتم رفض تجديد مكتبها، في إطار الضغط على القرية لتسلم بالأمر الواقع.
     مستشفى بن صميم للأمراض الصدرية 


سمعت لأول مرة عن هذا المستشفى عند تأسيس أكمي ـ المغرب بالجديدة في  الثاني من دجنبر2007، من طرف ممثلي القرية، ولم أكن أتصور إطلاقا أنه بهذا الحجم والضخامة والرونق الهندسي، بالإضافة إلى ما أصبغته عنه روعة المكان بين القمم والغابة والماء المتدفق، وقد هالني هذا الموقع العجيب، بقدر ما أفزعني التخريب والإهمال الذي تعانيه مثل هذه المعلمة الفريدة، فبدأت أطرح الأسئلة على بعض السكان، ممن لا يحسون بما أحس به أنا بسبب تعودهم على ما يرونه بكرة وأصيلا، فأرشدني بعضهم إلى من يمكن أن يشفي غليلي، ويمدكم ـ أيها القراء والمهتمون ـ بكم غزير من المعلومات.

السيد مولاي علي الطاهري في مقر جمعية القرية مع ممثلي المجتمع المدني المدعم لقضية القرية الأولى
 إنه السيد مولاي علي الطاهري كما يسميه السكان، بينما هو يفضل أن ينطق باسمه مجردا من كل الألقاب، في جعبته التفاصيل الدقيقة، بحكم خبرته الميدانية، فقد كان مكلفا بتموين المستشفى بكل حاجياته، منذ بنائه إلى توقفه عن العمل، فقد شرع في بنائه عام 1948 على مساحة 40 هكتارا، وانتهي من وضع آخر اللمسات على المستشفى في سنة 1954 ، كان يضم 400 سرير، وأربع أطباء مختصين، وطبيبا رئيسيا، و32 ممرضا، كانوا جميعا يقيمون في عين المكان، يسكنون 26 دارا، وعمارة بها 40 مسكنا، علما أن إيفران لا تبعد عن المكان سوى بست كيلومترات، كان المستشفى  يستقبل المعتلين بالأمراض الصدرية، من المغاربة والأجانب، وظل يعمل باستقلال ذاتي إلى سنة 1965، ومن حينها ستبدأ المشاكل، وقد صدق عليه القول إذا "مُغربت خربت"، رغم أننا لا نؤمن بهذه المقولة إلا في حالة وجود الدليل الكافي مثل ما نتحدث عنه، وقد تم إغلاق المستشفى سنة 1973، يقول مولاي علي الطاهري بحسرة حدث ذلك في عهد الدكتور محمد العلمي الذي كان الطبيب الجهوي بمكناس، ووزير الصحة أنذلك الدكتور  بلماحي، وقد كنت ـ يضيف ـ مسؤولا نقابيا رافضا لإغلاق المستشفى، وقد تعمدوا طردي من العمل بطرق وحيل غير قانونية، إذ تركوني اشتغل وأتلقى أجري، بينما هم يعتبرونني لا ألتحق بالشغل، عملت ـ يقول ـ  لمدة 17 سنة، ولم أستفد أي شيء، فسألناه عن التقاعد أو الضمان الاجتماعي فنفى أن يكون قد استفاد شيء رغم توفره على كل الوثائق، وزاد قائلا؛ بعد ذلك كانت تأتي شاحنة وزارة الصحة وتأخذ الآليات، وليس صدفة أن  تزامن الإغلاق مع بناء أحدهم لعيادة خاصة بمكناس للأمراض الصدرية، وقد باعها صاحبها الأصلي بعد ذلك. 
  
موقع متميز بين الغابة على بعد 6 كيلومترات من إيفران
 
وراء هذه الشرفة قاعة كانت خاصة بالعروض السينمائية!


  وبما أن السيد علي الطاهري  أصبح  مقاولا ذا خبرة فقد طلب منه أن يضع تقويما قصد إصلاح المستشفى سنة 1975، وتحويله إلى مقر للأعمال الاجتماعية التابع للمطارات، ليستعمل خاصة للتخييم، فهو بجانب موقع تخييمي يستوعب سنويا 2000 طفل، فقدر الإصلاح آنذاك في 250 مليون سنتيم، بينما مقاولة أخرى طلبت 2 مليار لتهيئته، وهو يقول أنه الآن يحتاج إلى 30 مليار، خاصة بعد نهب أغلب تجهيزاته. 
من المبررات التي قيلت حينذاك كي يغلق المستشفى؛ هو أن الأمراض الصدرية أصبحت قليلة، وغير صعبة الاستشفاء، لكن كان يمكن تحويله إلى مستشفى متعدد الخدمات، أو إلى مركز تعليمي أو تكويني، أو للقطاع السياحي، وليس تركه للاهمال والتخريب
 
هناك أكثر من طابق أرضي حسب ما يبدو
 أسرة تظهر من شباك إحدى النوافذ بقيت في مكانها منذ 1973 سنة الإغلاق!
وهو يعتقد مثل آخرين أن عملية السطو على الماء قد يكون من ورائها رأسمال مغربي متسترا داخل شركة أجنبية، كما أعطى مثلا لذلك بأحد العمال الذي رخص لنفسه باستغلال مقلع رملي، يمكن أن يدر عليه يوميا ما يقارب 10 ملايين سنتيم، دون أن ينفق هو شيء على ذلك.
  يطالب كل السكان بإصلاح المستشفى، وتحويله إلى بناية ذات خدمات سياحية، ويضيف السيد علي الطاهري بخبرته قائلا: يمكن تحويله إلى مستشفى للأمراض السرطانية وأمراض أخرى. لكن هل تجد هذه المقترحات الآذان الصاغية؟
   **********************
  
بداية تجمع السكان المحتجين


  حضور مدعمين من أكمي ـ المغرب

 مطالب مكتوبة على لافتات

 
انطلاق المسيرة من القرية نحو العين إلى أعلى الجبل
 
 
مشاركة شباب ينتمي لأكمي المغرب وأطاك المغرب
 
 

 
مشاركان تتوسطهما صورة  الحسن الثاني
 
    
ممثلون عن المجتمع المدني على يسار الصورة د. المهدي لحلو رئيس أكمي المغرب
أمهات وأطفال يشاركون في المسيرة
 

 مشاركة أجيال مختلفة
 
 
كان الشباب الأكثر تعبيرا عن الحتجاج والغضب

وتستمر قافلة الاحتجاج…
النساء والأطفال في المقدمة
رغم كل العراقيل الهدف هو الوصول إلى العين والحفاظ على الماء 
 
 
 في الطريق ملتحقون بالمسيرة
 رغم كل شيء الأعمال جارية لبناء معمل تعبئة القنينات
 
فقد أحد الآطفال السيطرة على أعصابه وتوجه في سرعة خارقة نحو ورشة البناء، وقد التحق به كبار لرده عن أي عمل قد يسيء لأهداف المسيرة السلمية، وقد تمالك الحاضرون أعصابهم بصوبة، وصدورهم ملآى بالغضب
ترقب من المشاركين لأذنى حركة
 
الوصول إلى موقع العين
 
عين بنصميم مصدر الماء والحياة
 
الصبيب المائي في شهر يناير والثلوج تذوب، أما في الصيف فيقل كثيرا حسب ما ذكر لنا السكان

 
د. المهدي لحلو وأحد ساكن القرية بمكان العين
إلقاء كلمة ختامية تلي خلالها بيان من طرف أحد شباب القرية وقرأت سورة الفاتحة ورفعت  الأدعية عسى الله أن يفك كربتهم
 
 
        
مسنون طال بهم العمر إلى أن عاشوا مرحلة خوصصة الماء  
في طريق العودة   
 
أي خطر أكثر من الاستحواذ على الماء 
 
 
فعلا السبل منعرجة، ويظهر في الخلف بقايا مستشفى كان الأعظم في إفريقيا
ما أشبهه بعودة المحاربين
ضيوف القرية عن المجتمع المدني  كما سماهم السكان
 محيط القرية الزاخر بروعة المكان
جانب من القرية على ضفة مقابلة
 
مدرسة القرية بناية جديدة عوضت الأقسام القديمة
 
   أهم نشاط اقتصادي الرعي
وفلاحة على السفوح والمنحدرات المناسبة للحرث
 
نموذج عن قنوات السقي الممتدة من العين والتي شيدها السكان، وهم يتناوبون على استغلالها
مكان يغري بالسكن، هناك منازل جميلة، ومسابح تابعة للمخيم…
       
أعد التقرير والصور مصطفى لمودن، للأسف ضاعت بعض الصور، وهي قليلة خاصة لحظة الوصول للمستشفى أثناء الذهاب
 إضافة: علمنا أن المسيرة التي كان مقررا لها يوم الأحد27 يناير 2008، قد أجلت لوقت لاحق
ملحوظة: يحق لكل من أراد أن يبدي  موقفا أو رأيا، أو  وجهة نظر مخالفة لما كتبناه، أن يسجل ذلك في هذه المدونة…  
للمزيد من التفاصيل انظر إدراجات سابقة في نفس الموضوع  
ــــــــــــ
 بعد هذا التقرير وقعت مستجدات كثيرة، تحول جزء من سكان القرية مع"المشروع" دون استطاعتنا معرفة الدوافع الحقيقية، ومازال بعض السكان الذين شاركوا في احتجاجات قبل ذلك يعرضون أمام محكمة الاستيناف بمكناس، وقيل أن وكالة حوض ماء سبو تعيد النظر في تقييمها للوضعية المائية بالمنطقة، السلطات تقول أنها تفوت نصيبها من العين والشركة ستحرص على عدم تجاوز نسبة معينة، وأنها ستدفع ضرائب لصندوق الجماعة القروية، الموضوع وصل إلى قبة البرلمان، وكان جواب الحكومة لا يخرج عما خطه بيروقراطيون، كما كتبت عن الموضوع وسائل إعلام وطنية وأجنبية كثيرة، وأرسل مواطنون مغاربة وفرنسيون عرائض إلى المسؤولين المغاربة عبر سفارة المغرب بباريس، ودعمت السكان على طول سنوات عديدة جمعيات ك"العقد العالمي للماء، وأطاك المغرب، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحضرت في إحدى الوقفات المنظمة المغربية لحوق الإنسان، وجمعية المحامين الشباب… (إضافة في 26ـ 6ـ 2010)

الاثنين، 21 يناير 2008

قرية بن صميم في مسيرة ضد العطش وتفويت الماء


قرية بن صميم في مسيرة ضد العطش وتفويت الماء
            ربورتاج مصور عن المسيرة والقرية والعين
    نظم سكان قرية بن صميم مسيرة شعبية دفاعا عن موردهم المائي المهدد بالاجتفاف، يوم الأحد 20 يناير 2008، شارك فيها ما يفوق 500 فرد من مختلف الأعمار، بحضور أعضاء من جمعية العقد العالمي للماء ( أكمي ـ المغرب) و أطاك المغرب، انطلقت المسيرة  صعودا من القرية إلى موقع العين المهددة، مرورا بجانب محل إقامة شركة خاصة لتعبئة مياه العين قصد بيعه، كانت هذه الشركة في وقت سابق قد حصلت على ترخيص من أجل ذلك،  وقد رفعت خلال المسيرة شعارات تندد بالتفويت، وتطالب بالإنصاف، وفي ختام المسيرة التي راقبتها أعين السلطات عن بعد ولم تحضر في عين المكان إلا بشكل رمزي تلا أحد ممثلي السكان بيانا استنكر فيه عدم تجاوب المسؤولين مع مطالبهم، وقد قال: " لهذا السبب قمنا بهذه المسيرة، والاستيلاء على الماء يؤدي إلى التهميش والتفقير، ونحن أصلا مهمشون ـ يضيف ـ يأخذون خيراتنا كالماء والغابة…" وختم البيان بإخبار عن عزم السكان القيام بمسيرة احتجاجية إلى إيفران مقر عمالة الإقليم التابعين له في الأحد القادم 27 يناير 2007. 

          ملحوظة: نكتفي بهذا الإخبار الآن، لنعود لاحقا إلى الموضوع من مختلف جوانبه   
 
انطلاقة المسيرة من القرية
 
حضور ممثلي جمعية أكمي المغرب، وأتاك المغرب، في المقدمة د. المهدي لحلو
  
تقدم المسيرة الأطفال والنساء

    
قطعت المسيرة 10 كيلومترات المسافة الفاصلة بين العين والقرية
 
رغم كبر سنهن حضرن فالمناسبة لا تسمح بتغيب أحد
 
رغم كل الاحتجاجات والمساندة من عدد من الجهات شرعت الشركة في وضع أساسات البناء لمعمل التعبئة في سافلة العين
 
عين بن صميم على جانب الطريق مصدرا للماء سواء للقرية أو للسقي

أهم الملفات التي آزرها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان خلال سنة 2007


أهم الملفات التي آزرها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان خلال سنة 2007

  تسعى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى مؤازرة كل من يتقدم بطلب لديها، خاصة في القضايا الرائجة أمام المحاكم، والتي يعتقد أصحابها أنهم ضحية خرق مس حقوقهم، والجمعية كذلك معروف عنها أنها تتبنى عددا من  القضايا التي فيها هدر لحق من الحقوق القانونية أو الاقتصادية أو الثقافية…
   وقد نظم فرع الجمعية المغربية قبل أسابيع ندوة داخلية حضرها عدد من المنخرطين، كما دأب الفرع على ذلك بشكل دوري، قصد الإخبار بتحركات وأنشطة الفرع، من ذلك مختلف القضايا التي تمت مساندتها، وقد أمدنا مشكورا أحد أعضاء المكتب الحالي بلائحة مفصلة، نعرضها على القراء في إطار الإخبار الذي نحرص عليه حسب طاقتنا وإمكانياتنا، واكتفينا في ذلك بذكر حروف أولية لبعض الأسماء المسانَدة، ولمن أراد المزيد من الاستيضاح عليه الاتصال بالمكتب أو أحد أعضائه. وتجدر الإشارة أننا لا نتبنى أي قضية مما سنأتي على ذكره، وليس بمستطاعنا التأكد من صحة ما يروج حولها، فقط نعتمد رواية فرع الجمعية، وإن كان ذلك لا ينقص من حقيقة تبوتية الوقائع، بدليل المراسلات والإجراءات المتخذة فيها، ويحق لكل مطلع على هذا الموضوع ممن يعتقد أنه مس بشيء أن يدلي برأيه، أو أن يتصل بنا، إلا في الحالات المعروضة على القضاء، الذي هو المخول وحده وقبل غيره للنظر فيما هو معروض عليه، وليس هدفنا التأثير على أي جهة، إنما نسعى للإخبار ببعض أنشطة جمعية مسؤولة. 
     من أول المشتكين عمال شركة كورال لتلفيف الحوامض، حيث تم إغلاق المحطة وتشريد حوالي 200 عامل وعاملة، الإجراء الذي قام به الفرع؛ زيارة تضامنية للعمال المعتصمين بمقر العمل، وإصدار بيان، وعقد لقاء مع مدير المحطة، ومراسلة الوزير الأول، ووزير التشغيل، ووالي جهة الغرب الشراردة بني احسن، وقد رد وزير التشغيل معللا سبب الإغلاق بنشوب نزاع بين الشركاء.  
                   
            إحدى الوحدات الإنتاجية المغلقة ويلاحظ  اللافتات الاحتجاجية    للعمال      
   واشتكى عمال ضيعة م. ر. من حرمانهم من الحقوق النقابية، وعدم أداء مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي…، فقام الفرع بمراسلة والي الجهة، والمندوب الإقليمي للشغل، ورئيس دائرة سيدي سليمان، ومفتش الشغل بسيدي سليمان، وقائد قيادة المساعدة، وقد تم فتح حوار مع العمال وتلبية بعض المطالب.
    وأحيل ملف ص . إ على الفرع من المكتب الوطني للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمعني بالأمر سجين بسوق الأربعاء، وقد ذكر في رسالته كما جاء في ورقة المكتب المحلي أنه تعرض للاعتداء والتعذيب والتهديد بالقتل، وأشار كذلك إلى وفاة سجين بسبب الإهمال، والإجراءات المتخذة من طرف الفرع في هذه القضية؛ هي مراسلة وزير العدل، والكاتب العام لوزارة العدل، ووكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، وطلب عقد لقاء مع مدير السجن، ثم معاودة المراسلة والمطالبة بزيارة السجين. وفي كلتا الحالتين رفض طلب زيارة السجن، من طرف الكاتب العام لوزارة العدل، بدعوى عدم صحة ما ورد في شكاية السجين، حسب فرع سيدي سليمان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
     أما خ. أ الذي كان يعمل بإحدى سفارات المغرب، فقد تظلم لمكتب الفرع، إثر تعرضه لسحب جوازه الدبلوماسي والطرد التعسفي من العمل والسكن، من قبل الملحق الإعلامي بتلك السفارة، وقد أحيل الملف على المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتمت مراسلة وزارة الخارجية، لكن بدون رد.
     وبسبب القذف والتهديد من طرف احد عناصر الشرطة بسيدي سليمان لأحد أعضاء المكتب ج. خ. إثر مقال صحفي كما جاء في ورقة الفرع، الذي اصدر بيانا في الموضوع وراسل كلا من وزير العدل ووزير الداخلية ووكيل الملك، والوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، وقد تلقى الفرع ردا من الوكيل العام بالقنيطرة يخبر بإحالة الملف على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسيدي سليمان.
     وراسل الفرع كلا من وزير الصحة, ووالي الجهة، وباشا المدينة، ورئيس المستشفى إثر تعرض أ.ل.، وهو عضو المكتب، للاعتداء بالضرب من طرف الحراس الخاصين بالمستشفى المحلي، وليس هناك أي رد في هذا الموضوع.
    وقام الفرع بزيارة تضامنية للعمال المعتصمين بمطاحن سيدي سليمان في اليوم الثاني من أكتوبر 2007، الذين يطالبون بالتعويض عن الطرد من العمل، والالتحاق بعملهم، وتم إثر ذلك مراسلة مندوب الشغل، ومفوض الشرطة، ولم يتلق الفرع أي جواب.
     وإثر تعرض منزل م. م. بإحدى الجماعات القروية المجاورة للإحراق مع التهديد والاعتداء بالضرب ومحاولة القتل، كما ذكرت ذلك ورقة الفرع، فقد تمت مراسلة الوكيل العام للملك بالقنيطرة، والقائد الجهوي للدرك الملكي، والقيام بزيارة لمصلحة الدرك بتلك الجماعة القروية واللقاء مع مسؤول هناك ، كما وجهت مراسلة إلى وزير العدل، والقائد العام للدرك الملكي، وعقد لقاء مع وكيل الملك بسيدي سليمان، وكانت النتيجة اعتقال المعتدين وتقديمهم للمحاكمة.
   وفي شهر أكتوبر كذلك اشتكى ع.ج. مما سمي الشطط في استعمال السلطة من طرف رئيس درك بإحدى الجماعات القروية، مع التهديد بتلفيق تهمة الاتجار في المخدرات حسب الورقة المعدة من طرف فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ولهذا السبب تمت مراسلة الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، والقائد الجهوي للدرك الملكي بالقنيطرة، ووالي الجهة، وقد تلقى الفرع مراسلة جوابية من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، يشير إلى إحالة الملف على الدرك الملكي الجهوي للبحث.
   وبعد تعرض أحد الأساتذة بالمدينة للطعن بالسلاح الأبيض من طرف تلميذته في قضية معروفة، فقد قام الفرع بمراسلة وزير التربية الوطنية، ووالي الجهة، ووالي الأمن الإقليمي بالقنيطرة لتوفير الأمن للأطر التعليمية، كما عقد الفرع لقاء مع نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسيدي سليمان، لكن الفرع لم يتلق ردا، وإن كانت كل الثانويات الإعدادية والتأهيلية قد استفادت من حراس جدد تابعين لشركة خاصة ابتداء من نونبر 2007
     وبعد تلقي شكاية من نقابة الاتحاد الوطني للشغل، بسبب ما وصف بالخلل في تدبير الموارد البشرية التعليمية، من زبونية وعدم احترام المعايير في الانتقالات، فتمت مراسلة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم ووزير التربية الوطنية في الموضوع ولم يتلق الفرع أي رد. 
   أما قضية إ.ل. فتتلخص في تلفيق تهمة السكر العلني من طرف إحدى سرية الدرك الملكي إثر زيارته للسرية ليلا ومطالبته بحماية ابنه ( 18 سنة) ضد جهات وصفت بالدينية المتطرفة، فعقد الفرع المحلي للجمعية لقاء مع رئيس سرية الدرك، وهو ينفي ادعاءات المعني بالأمر.
وعلى إثر تلقي طلب مؤازرة من طرف عمال إحدى الضيعات الفلاحية، حيث اتهموا بالاعتداء ضربا، وتعرض عاملين في حالة سراح وعامل ثالث في حالة اعتقال، حضر الفرع المحاكمة، وشارك في وقفة تضامنية منظمة من طرف إحدى النقابات أمام المحكمة، ومراسلة الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، وإصدار بيان في الموضوع، ومراسلة وزير العدل، ووكيل الملك بمحكمة سيدي سليمان الابتدائية. فتم إيقاف جميع المتابعات وإطلاق سراح العامل المعتقل ع.ب.
    أما مجموعة من الفلاحين فقد اشتكوا من مشاكل مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالغرب تتعلق بالسقي… فقد عقد الفرع لقاء مع موظفين وعمال تابعين للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي قصد تجميع المعطيات، وتمت مراسلة وزير الفلاحة، والمدير الجهوي للاستثمار الفلاحي بالقنيطرة، النتيجة ليس هناك رد.
 بعد قراءتنا لهذه الحصيلة نستنج تنوع الملفات التي تمت معالجتها، مما يبين بداية اهتمام الناس عموما بمجال حقوق الإنسان والدفاع عن حقوقهم  خاصة، رغم أن كل هذه الحركة وراءها عدد قليل من النشطاء المتطوعين، أمام استنكاف عدد من "النخبة" المتعلمة عن أي عمل تطوعي، وانكماشها التدريجي حول الذات.  ونسجل كذلك صعوبة التواصل القائمة بين المواطنين وعددا من الإدارات والمصالح العمومية، وهو خلل لو تمت معالجته لتم تفادي عدد من المشاكل، ونفس الشيء نقوله عن هذه الإدارات نفسها في سوء أو انعدام التواصل، فكيف نجد عددا من المراسلات الموجهة من طرف  الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لهذه الإدارات دون تلقي أي رد؟ قد يقول أي يائس ( وهناك ما يدفع إلى اليأس) أنظر ما يقع مع جمعية منظمة ومعترف بها قانونيا وتستطيع ولوج مختلف وسائط الإعلام، بل قد تحتج على مختلف الأصعدة، حتى الدولية منها، ولا تجد صدا لمسعاها، فما بالك بمواطن مغلوب على أمره؟  
  كما نلاحظ ضعف أو انعدام سلطات الوساطة التقليدية المخول لها تقديم خدماتها في مثل هذه القضايا، من مثل مختلف المنتخبين سواء في الغرف أو مجلس النواب وبقية المجالس الجماعية، لأسباب تعود لطبيعة تواجد هذه المؤسسات منذ البداية، وطبيعة عدد من هؤلاء المنتخبين أنفسهم، وكذلك الصلاحيات الحقيقية المخولة لهم.
  وهناك قضايا آتية مما سمي بشطط في استعمال السلطة، وهو أمر يجب الوقوف عنده تحليلا واستنتاجا، ضمن معادلة تشمل شروط العمل وإكراهاتة، مصداقية المواطن في سلوكه وأفعاله، مزاجية بعض رؤساء المصالح وضغطهم على موظفيهم وخلق جو مشحون يصل تأثيره إلى المواطن الطالب للخدمة( le service)، درجة المطالبة بالحق لدى المواطن دون سلوكه بنفسه طرقا غير قانونية لاستخلاص بعض الخدمات والفوائد ولو على حساب حقوق الغير، لكن شرط حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا يجب أن يعلو فوق كل المصالح الضيقة.
  لن تكتمل شروط المواطنة الحق، إلا بإيمان جميع الفاعلين بثقافة الحق والواجب، وغلبة وتسييد الشروط القانونية، وتمكين مختلف الإدارات من الشروط المعرفية والبشرية والتقنية اللازمة لخدمة المواطنين على أحسن وجه.
        مصطفى لمودن  

 ملحوظة: نظم فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان ندوة تحت عنوان: " المقدس وحرية التعبير" شارك فيها ذ. عبد الحميد أمين نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وذ الباحث سعيد لكحل، وذلك يوم الأحد 13 يناير 2008 بقاعة الخزانة البلدية، سنسعى لإدراج أهم ما جاء فيها لاحقا.

الجمعة، 18 يناير 2008

مراجعة أوضاع المراكز الفلاحية إنقاذ لممتلكات عمومية ومساهمة في التشغيل والتنمية


 مراجعة أوضاع المراكز الفلاحية    
 إنقاذ لممتلكات عمومية ومساهمة في التشغيل والتنمية
 ( نموذج مصور عن إحدى المراكز)  
     إعداد مصطفى لمودن
   الموضوع الذي نقترحه عليكم، سبق أن نشر في إحدى الجرائد الوطنية سنة 1998، نعيد إدراجه كما هو( باستثناء حذف بسيط لمعطيات لم تعد هناك فائدة من ذكرها)  تعميما للفائدة واستنكارا لوضعية مأساوية تتفاقم يوما عن آخر، أبرز معالمها إهمال الملك العام، وتخلي الدولة عن مهامها في تأطير الفلاحة…ونجد أن بعض المعطيات الواردة في الموضوع تحتاج لتحديث، لكن في الاتجاه الأسوأ، سنعلن عن ذلك في آخر الموضوع . 
  دأبت السلطات المغربية منذ الاستقلال على استرجاع الأراضي المستصلحة من طرف المعمرين الأجانب، وقامت بتوزيع جزء منها على صغار الفلاحين، وتم تنظيم بعضهم في تعاونيات فلاحية… كل ذلك ضمن خطط " الإصلاح الزراعي"،التي كان من أولوياتها دعم إنتاج الوطني الفلاحي، بواسطة بناء السدود ومد قنوات الري، وتأطير الفلاحين، مما حتم خلق المراكز الفلاحية بشكل مكثف، خاصة في مناطق السهول الخصبة كالغرب مثلا، وذلك كجزء من بنية المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، وأنفقت على ذلك أموال طائلة، من أجل تهيئ كل البنى الضرورية لهذه المراكز الفلاحية، من طرق معبدة، وماء وكهرباء، ومكاتب للإدارة، ومرائب، وآليات، ومخازن، ومساكن، وموظفين…الخ. دون أن تستفيد البادية والسكان من شيء، فأصبحت هذه المراكز كواحات يانعة في صحراء من القرى المهمشة، لكن ظروف الاستعجال وعدم وضوح الرؤية، لم توفر للمراكز المذكورة شروط الإحساس والنهوض بالمسؤولية، وبالدور الاستراتيجي لفلاحة عصرية بالنسبة لمستقبل الشعب المغربي، كل ذلك وغيره جعل المراكز إياها تدخل في دوامة من الرتابة والبيروقراطية، وعدم الكفاءة، فبيعت الآليات الفلاحية من جرارات وغيرها في ظروف غير واضحة من حيث الجدوى الاقتصادية، وتدنى الإرشاد الفلاحي إلى أضعف مستوى له، وأصبح الفلاحون بعفويتهم وتجربتهم البسيطة قادرين على "تأطير" مرشدي المراكز الفلاحية، الذين لم يستفيدوا من أي تكوين جدي، أو إضافة خبرة أطر جديدة، وأضحت المراكز الفلاحية تقوم فقط بالمساهمة في تنظيم الري والمزروعات الصناعية كالشمندر السكري(٭)، وتخزين وتوزيع الأسمدة نيابة عن شركة وطنية، وتمد هذه المراكز الوزارة الوصية بإحصائيات سطحية عن الاحتمالات المنتظرة أو التقديرات الحاصلة فيما يخص الأراضي المزروعة ومنتوجاتها، إلى أن استغنت الوزارة عن ذلك بالاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية. وهكذا أفقدت هذه المراكز الفلاحية مبرر وجودها واستمرارها في بلد فلاحي، مازالت فلاحته متخلفة، ومردود الأراضي جد متدني، مثلا معدل الإنتاج الوطني في الهكتار الواحد لا يتعدى سبعة عشر قنطارا في الهكتار (17ق/ه)، بينما يصل في فرنسا إلى سبعين قنطارا في الهكتار (70ق/ه)، كما أن الفلاحين لم يعودوا قادرين على فهم طبيعة الفلاحة العصرية التي تعتمد المكننة والأسمدة والأدوية والمبيدات… وغالبا ما يشتكي الفلاحون من عدم فعالية ما يستخدمون من مبيدات وغيرها، لعدم فهمهم كيفية وظروف الاستعمال.
     وحتى لا يبقى كلامنا معمما، نورد مثالا واحدا، عن المراكز الفلاحية التي تم إغلاقها، كما نقترح بعض المشاريع الممكن انجازها في المركز الآتي ذكره، مادام يتوفر على كل المتطلبات الضرورية ليساهم في الإنتاج، ويوفر مناصب شغل.  
    المركز الفلاحي المعني هو مركز "تيجينا" رقم 246، الكائن بتراب جماعة دار العسلوجي، دائرة مشرع بلقصيري، إقليم سيدي قاسم، مساحته تربو على ثلاث هكتارات، تحيط به بقع فارغة، منها خمس هكتارات تكتريها التعاونية الفلاحية المجاورة "مشرع أرضم"، يقع بين الحقول بجانب نهر " أرضم"، تصله الطريق المعبدة من جهة الشرق، (لم تعد صالحة للاستعمال رغم ترميمها بالحجارة قبل سنوات) يتوفر على الكهرباء والماء الصالح للشرب، الذي يضخ بواسطة مضخة كهربائية في خزان لا بأس به، من بئر مياهه كافية، وقد حفرت مصالح التجهيز التابعة للدولة بئرا آخر بقربه (…)، به عشرة منازل صالحة للسكن سوى واحد به شقوق عميقة، وبه غرف ضمن إقامة مشتركة خاصة بالعزاب، ومكاتب من أربع حجرات، ومرأب لإصلاح الآليات، ومخزن لقطع الغيار، ومخزن ضخم للمنتوجات الفلاحية والأسمدة (انتشلت أجزاء من سقفه)، وموقف كبير مغطى للآليات، وموقف آخر مغطى للسيارات، وتوابع أخرى.
     إن المركز الفلاحي "تيجينا" رقم 246، معلمة تتوفر على كل متطلبات الاستثمار والتنمية، في وسط قروي بئيس بضعف تجهيزاته، المطلوب الآن باستعجال هو صيانة هذا المركز من عوادي الدهر، كالأمطار والرياح… ومن عوادي البشر كالنهب والإهمال، خاصة بعد إغلاقه وتحويل الموظفين إلى جهات أخرى (…)
   ولغيرتنا على ممتلكات الدولة التي مولت من جهد وعرق الشعب المغربي، نقترح عدة حلول لاستغلال المركز الفلاحي المذكور.

          1 ـ تعاونية لتربية المواشي  
ا ـ تُمنح البناية للتعاونية الفلاحية " مشرع الرضم" المجاورة للمركز الفلاحي، في إطار رخصة كراء أو شراكة، ضمن دفتر تحملات يقتضي ضمان عدة إجراءات من توظيفات، ودفع واجبات الدولة من أرباح، وذلك من أجل تربية الأبقار وتسمين العجول… وهي عملية مفيدة جدا، مادامت شروط نجاحها متوفرة، كالأراضي الشاسعة لإنتاج الكلأ، إذ أن أعضاء التعاونية الاثنين والعشرين ( قبل تقسيمات الورثة) يتوفرون على ثماني هكتار للواحد، تسقى من النهر أو من الآبار، وينتظرون توزيع شبكة الري لتشملهم، كما يكترون خمس هكتارات من ممتلكات الدولة، وهناك أراض أخرى لا تستغل، ولإخراج المشروع إلى الوجود، لا بد من محاور يقنع الفلاحين بالجدوى، مع ضمان المساعدة المادية لتحويل المخازن إلى اصطبلات، وبناء أخرى، وإعداد آليات تبريد الحليب، وتوفير التأطير الناجح، من خلال أطر كفأة، كبيطري ومتصرف مالي، ولنا اليقين أن التوظيفات ستتوسع بعد ذلك، والأرباح ستتزايد، ويعرف الجميع مستوى الطلب على الحليب ومشتقاته واللحم وتوابعه.  
    ب ـ تعاونية خاصة بالمعطلين: يُمنح المركز الفلاحي في إطار شروط متفق عليها، تضمن حقوق الدولة وحقوق المستفيدين، خاصة من الأطر الفلاحية المعطلة، من أجل تربية المواشي، لتكن أبقارا أو غنما، أو دجاجا أو كلها مجتمعة، مادامت البنية متوفرة، ولا تحتاج إلا  لبعض الإصلاحات والتحويلات والإضافات، فقط يمكن تحويل أراضي الدولة المكترية من طرف التعاونية الفلاحية إلى المستفيدين من المركز الفلاحي، وإضافة التوابع الأرضية الأخرى، لتوفير الكلأ للماشية، ويجب ضمان قروض ومساعدة مادية وتقنية من أجل الانطلاقة. 
        2ـ كراء المركز وتحويله إلى مخازن خاصة
   يمكن كراء المركز أو تفويته وفق شروط معقولة للجانبين، للدولة والخواص، من أجل تربية المواشي، أو تحويله إلى مخازن مكيفة (مبردات) للخضر والفواكه أو فقط لخزن الحبوب والقطاني، مع إمكانية إضافة خدمات تجارية للمواد الفلاحية، من بذور وأسمدة وأدوية وآليات… وسيضمن أرباحا مهمة خاصة إذا توسعت الطرق غربا قاطعة نهر أرضم، وشمالا في اتجاه دوار الكبارتة، وهذا التوسع الطرقي لا يتعدى الخمس كيلومترات في كل اتجاه، ليوصل إلى الشبكة الطرقية، وتعم الفائدة الجميع.
      3 ـ إرجاع المركز الفلاحي إلى سالف عهده
يمكن أن يرجع المركز الفلاحي إلى سالف عهده لتقديم خدماته إلى الفلاحين، ضمن خطة جديدة، تسعى لتوفير المردودية الإنتاجية، وتحسين خبرة الفلاحين، عبر توظيف الكفاءات المهنية، وتقديم عروض نظرية وتطبيقية مستمرة، والمتابعة الدائمة للنشاط الفلاحي، من بدايته إلى جمع الحصيلة، وذلك بالتشاور والتشارك مع الفلاحين، ضمن جمعيات حقيقية للتأطير والتعاون، بعيدا عن أساليب الاستغلال والتضليل ( وحتى شركات مساهمة).
     كم نتأسف لضياع مثل هذه الفرص السانحة للتنمية والتشغيل، وكم يحزننا أن نرى ممتلكات الدولة تُتلف وتتلاشى، عوض الاستفادة منها، نتمنى أن يُنظر إلى المركز الفلاحي المذكور بعين التبصر والمسؤولية، وتحويل محيطه إلى مركز اقتصادي واجتماعي حيوي، ببناء مرافق إدارية وصحية وتكوينية… والاعتناء بالمدرسة المهملة المجاورة (…)
    إننا مطالبون جميعا بالتفكير وحسن التدبير من أجل التنمية الاقتصادية والتقليل من العطالة المستفحلة.
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر الموضوع بجريدة " المنظمة" التي خلّفت " أنوال" عدد 399، بتاريخ 12 شتنبر 1998.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 إضافات:  
     ـ مع مرور الوقت تفاقمت أوضاع المركز الفلاحي أكثر، تخربت بناياته يوما عن آخر، ولم يعد الآن يقدم أي خدمة، وللغرابة أنه الآن بدون أي حارس!
     (٭) ـ تأطير زراعة الشمندر وقصب السكر أصبحت من "تأطير" شركة كوزيمار، بعدما تخلت الدولة عن مهامها في ذلك.
   ـ الخزان التابع للمركز الفلاحي، أصبح موردا مائيا لخمس قرى محيطة بالمركز، تحت مسؤولية الجماعة القروية لدار العسلوجي، وقد بني على مقربة منه خزان وبئر آخر، وقد شرع هذا الأخير في تزويد الساكنة بالماء، لكنه أغلق، لما تأكد أن ماءه غير صالح، فأخذت منه المضخة لاتجاه غير معلوم، المشكل هي أين كل التحاليل التي أجريت في البداية، قبل إنجاز كل التجهيزات؟ ولماذا لم يستعمل الخزان الموجود منذ البداية في المركز الفلاحي؟ عبث وهدر للمال يحتاج إلى تحقيق. 
ـ جرت محاولة ملتبسة في بداية الألفية الثانية قصد استغلاله من قبل مقاولة خاصة في تلفيف الخضر لكنها توقفت قبل الانطلاق.
   ـ بعد كل ما ذكرت، وبعد الاطلاع على أوضاع المركز الفلاحي كما هي عليه الآن، والمستقبل الأكثر مأساوية الذي ينتظره، أتمنى أن يفوت بالمجان، لمن أراد استغلاله في مشروع اقتصادي.
                                مصطفى لمودن 
صور عن المركز الفلاحي " تجينا" رقم 246
     
الطريق الوحيدة من جهة الشرق
  
الطريق لم تعد صالحة للاستعمال بل معرقلة للحركة

 
 من الجهة الشمالية
 
 خزان من الحجم الكبير

  
   

الإدارة من واجهتين 
 فضاءات رحبة من المركز الفلاحي
 
مساحة كانت مغطات من بقايا العهد الاستعماري ( أما المركزفهو مستحدث في جانب من ضيعة للمعمرين كانت تسمى رزيما)
   
   


 


 الخزان المائي التابع للمركز
   
 الخزان الجديد الذي أغلق بئره لأن مياهه غير صالحة للشرب!
منصة حمل الآليات

 
ما تبقى من آليات ضخ الوقود
 
 
البقية التي سلمت من التفويت أو النهب
     
 

  
غرف للإقامة كانت تسمى في عرف المستخدمين " لوطيل".
 

منزل من العهد الإستعماري، ظل صامدا وجاء عهد زواله
أسفله نماذج عن المساكن التي تتعرض للخراب
  

 

   
نماذج من الخراب والتخريب
 

 
مخزن قطع الغيار، ومرأب إصلاح الآليات
 

  
داخل محل الإصلاحات الميكانيكية سابقا
    حفرة الميكانيكي
 
جانب من المخزن الذي كان
 
هنا كانت ترقد الملفات والإحصائيات ..
  
   
إحدى الغرف التي تحولت في زمن لاحق إلى مسيد يقيم فيه فقيه يؤم المستخدمين ويعلم صغارهم 

      

 

 المراحيض لم يبق إلا هيكلها
هذه الصور تذكر بما وقع لعدد من المنشآت بعد انهيار الإتحاد السوفياتي سابقا، والتي تسابقت عدد من القنوات التلفزية لنقلها كتشفٍ، الآن روسيا  تعيش نهضتها الجديدة، هل سنفيق نحن من كبوتنا؟ 

الأربعاء، 16 يناير 2008

مجموعة أكمي ـ سيدي سليمان تدعو المهتمين الانضمام إليها


مجموعة أكمي ـ سيدي سليمان تدعو المهتمين الانضمام إليها                   
    من أجل تفعيل مقررات وأهداف جمعية العقد العالمي للماء ( أكمي ـ المغرب)، تتم عملية تكوين مجموعات عمل على الصعيد المحلي وطنيا، تشتغل كل مجموعة بتنسيق مع المكتب الوطني، على كل ما له علاقة بالماء،  وذلك في إطار تطوعي، وقد أعدت مجموعة العمل بسيدي سليمان ورقة ذات طبيعة إخبارية، ندرج في هذه المدونة نصها الكامل، في سياق الإخبار الذي نقوم به، وفي نفس الوقت لفت انتباه كل مهتم أو راغب في الانضمام إلى المجموعة:


                      جمعية العقد العالمي للماء     
                           مجموعة عمل سيدي سليمان  


      «الماء ملك عمومي وحق من حقوق الإنسان»


      تحت هذا الشعار تأسست جمعية العقد العالمي للماء المعروفة اختصارا ب (Acme-Maroc ) في جمع عام بالجديدة، يوم الأحد 2 دجنبر 2007، تمخض عن ذلك هيكلة تنظيمية ( مجلس ومكتب وطني) وبرنامج عمل، وجاء ذلك في ظل المخاطر التي تهدد الماء، من حيث تناقصه المستمر وتلوثه وخصخصته.
   إن تأسيس أكمي المغرب كمنظمة وطنية غير حكومية، جاء بتنسيق وتشارك مع عدد من الجمعيات الوطنية ( الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ـ أطاك المغرب ـ الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة ـ الهيئة الوطنية لحماية المال العام)، وذلك ضمن حركة عالمية لتحقيق الأهداف الآتية:
·      الحفاظ على الماء كثروة طبيعية أساسية للحياة، وحمايته من التلوث والتبذير.
·      الوقوف ضد سياسة «التدبير المفوض» في العديد من المدن، لما يعنيه ذلك من تسليع للماء وجعله وسيلة للربح.
·      الاعتراف القانوني بالماء كملكية عمومية، وجعله حقا من حقوق الإنسان.
        ومن أجل ذلك تعمل الجمعية ب:
٭ تنسيق مع جمعيات محلية وطنية ودولية ذات الصلة بالماء.
٭ اعتماد وسائل الإعلام والتحسيس التربوي والتثقيفي، وعقد شَراكات ذات نفع عام مع مؤسسات عمومية وجمعيات مماثلة…
على المستوى المحلي تكونت مجموعة عمل من طرف مهتمين بالموضوع، وتتوجه بالدعوة لكل راغب في الانضمام إليها، قصد وضع خطة عمل محلية وجهوية حول الماء والبيئة. 

              الماء مصدر الحياة وهو حق لا يمكن تفويته أو بيعه…

        موقع الجمعية :  
        الاتصال محليا:   

   ملحوظة: تتكون مجموعة سيدي سليمان إلى حدود اليوم من السادة: ياسر محمد اكميرة، الحسين الإدريسي، إبراهيم المحمدي، محمد جناتي، عبد المطلب مونشح، محمد أجراوي، عبد الاله الأنصاري، إدريس زيني، محمد بوبلاح، مصطفى لمودن.       

أول تهديد ضد المدونة من مجهول يتوعد ويحذر من الكتابة في كل شيء


أول تهديد ضد المدونة من مجهول  
يتوعد ويحذر من الكتابة في كل شيء
جاء ذلك في تعليق على موضوع سابق، ضمن تصنيف "قضايا المدينة"، حول مشكل الشراكة المتعثرة بثانوية علال الفاسي، بعدما أبدى صاحب التعليق ملاحظاته حول المشكل، تحول إلى التهديد والوعيد، وقد كتبت بدوري تعليقا على ذلك جاء كالآتي:
تحية لك أخي ، عليك أن تعرف أن الموضوع الآن تتابعه خمس نقابات تعليمية، وهي مختلطة، تتضمن جميع الاتجاهات…وأنا أكتب من أجل الإخبار، ولو قرأت جيدا فالرجل المعني عبّر بدوره عن وجهة نظره، وبفضل ما كتبتُ عرفتَ ـ ربما ـ أنه كان يعمل هناك منذ 1976، وأنا لست مع أي جهة كانت، أما ما قلت في حقي من تهديد، سامحك الله، فهو لا يهمني لأنني لا أمارس تجارة مما أقوم به، ومستعد لكل الاحتمالات، على أي أنا أقوم بعمل وفي واضحة النار، وحبذا لو تفضلت وحددت لنا المواضيع التي لا يمكن الكتابة فيها، وهل لك الشجاعة لتعبر عن نفسك، وعلى ماذا تخاف من الكتابة عنه وفيه؟ هل تعرف بأنه هناك قضاء في البلد، إذا أصابك ضرر نصلحه داخل هذه المدونة، وإذا كان غير ذلك فالقضاء موجود، ولا أعرف لماذا يقف البعض ضد الإعلام ونشر الحقائق والمعرفة ووجهات النظر المختلفة…ورأيك في الأساتذة والتعليم عموما هذا يهمهم، ولهذا وجدت مثل هذه المدونة، لفتح نقاشات مختلفة حول قضايانا المتنوعة، لكن باستعمال اللياقة اللازمة، لا يمكن أن نسب الناس، وأن نأتي على أعراضهم بالذكر… لك مني كامل مودتي (انتهى)
   إن ممارسة الكتابة هنا ليس القصد منها تصفية الحساب مع أحد، هذا لا أقوله خوفا أو تبريرا، بل كما قلت باستمرار أن المدونة مفتوحة لجميع الأفكار والاتجاهات، فمن لم يستطع التعبير عما يخالجه مباشرة، يتصل بنا ونحن نكتب له ما يريد قوله، لكن بشروط منها الموضوعية واحترام الآخرين، كيفما كانت أفكارهم، أتساءل أحيانا كيف يمكن أن نستغل ثورة الانترنيت إن لم يكن في مثل هذا، أو أن نستعمله في الدردشة والبحث عن الصور الفاضحة؟ إلى متى سيصبح لكل مواطن مدونة يعبر فيها عن رأيه؟ إلى متى ستظل تختبئ كثير من إداراتنا وراء المكاتب، واستعمال الورق لنقل المعلومات، متى سيكون لكل إدارة موقعها يلجه المواطن بكل سهولة؟ يأخذ ما يريد حسب ما هو مسموح به طبعا، إلى متى سيتعود مجتمعنا على النقاش الحر والمجادلة؟ وبعدها نترك الفكرة تسرح وتنمو، لماذا كل هذه الحساسية تجاه كل دعوة للشفافية والوضوح؟
   لنكن قادرين على تقبل الآخرين رغم اختلافهم عنا، لنكن مؤمنين بأن الحقيقة ليست واحدة، وأننا لا نملك وحدنا الحقيقة، وأن كل حقيقة هي نسبية، ومتغيرة، وما أعتبره مستوى الصواب الآن، قد يتحول إلى نقيضه في اليوم الموالي…
             مصطفى لمودن