الثلاثاء، 24 فبراير 2009

نكبة الفيضانات: قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة


  نكبة الفيضانات:
قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة  
 إعداد مصطفى لمودن 
      

ما تبقى من باب منزل متهدم بحي أولاد الغازي بسيدي سليمان..

زار حقوقيون وصحافيون ومدونون بعض مناطق الغرب التي تعرضت للفيضانات يوم الأحد 22 فبراير(09)، وإذا كانت الانطلاقة قد بدأت من مقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط، فبداية المشوار الفعلي  كانت من القنيطرة، لتصل  في حدود منتصف النهار بسيدي سليمان، حيث كان في استقبالها كوكبة من المناضلين المنتمين لمختلف الهيئات المحلية، كما حضر بهذه المنطقة مناضلون من سيدي قاسم، خاصة المنتمين لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان…وقد حاول المشرفون على القافلة التضامنية وضع خط طريق يناسب الإمكانيات اللوجستيكية المتاحة، خاصة مع استعمال سيارات صغيرة للتنقل… وذلك قصد الاطلاع على نماذج من المناطق المنكوبة، التي تعرضت للفيضانات ابتداء من الثالث من فبراير 2009، علما أن الفيضانات شملت مناطق شاسعة، ويستحيل زيارتها كلها…     
                    
                            خيام في الغابة

      القافلة الحقوقية تزور المنكوبين اللاجئين إلى غابة المعمورة(ت: عادل اليوسفي)

عرج المشاركون في القافلة في طريقهم إلى سيدي سليمان على "مخيمات" فريدة من نوعها، توجد بغابة "المعمورة"، فقد التجأ إليها هاربون من الفيضانات رفقة مواشيهم، بحثا عن الكلأ، لأن المياه الغاضبة التي غمرت الحقول لأيام أفقدت  المزروعات نضرتها وأحالتها حطاما أصفر باهتا، إذا لم تكن قد جرفتها بالمرة، ولم يتبق لهؤلاء الفلاحين مخزون من الأعلاف، لأن الجميع كان قد عول على "موسم فلاحي مضمون"، على الأقل بالنسبة للأعشاب والتبن كما يعرف ذلك من له علاقة بالفلاحة، أما ثمن الأعلاف أثناء الفيضانات فقد بلغ مستويات قياسية، ويكفي أن نعرف أن "بالة" تبن فاقت 40 درهما، وقد حل بالمنطقة "سماسرة الأزمة" (كما جاء في أحد بيانات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان)، بحيث يتجولون بين القرى المنكوبة بعربات التبن على متن شاحناتهم، ومنهم من يتوقف ليبيع بجانب قرى منكوبة، كنا أثناء التجول على القرى في إطار "لجنة رصد ومتابعة أوضاع ضحايا الفيضانات"  نجدهم في المنعرجات وقد فتحوا الأبواب الخلفية لشاحناتهم قصد بيع التبن، لهذا فليس البشر وحده من نكب، بل كذلك المواشي. وزيارة الفلاحين اللاجئين إلى المراعي بعيدا عن منازلهم يدخل في إطار مهمة القافلة التضامنية…  
  
     بأحد أزقة حي "أولاد الغازي" المنكوب

 

                         
  وسط حطام المنازل المتهدمة ب "أولاد الغازي"
                  من سكان الحي المنكوب، في الصورة أطفال وشباب

   احتضن حي أولاد الغازي بسيدي سليمان القافلة الحقوقية بالهتاف النضالي وشارات النصر، وقد كان هذا الحي "الحضري" على ضفة نهر "بهت" أول من أصابته نكبة الفيضانات بتهدم وجرف كل المنازل التي وصلتها المياه ليلة الأربعاء 2 فبراير 2009، خرج شباب وأطفال ونساء يرددون في تناغم نفس الشعارات التي ترددها القافلة الحقوقية من قبيل" الكواث ها هي والدولة فينا هي"، ليطلع بعد ذلك الزوار القادمون من تمارة، الرباط، سلا، القنيطرة،سيدي يحيى… على معاناة من تبقى  في ملجأ "كوريال" (أقل من 500، من 1300 في أوج النكبة)، مقر شركة كانت قبل سنوات تلفف الليمون للتصدير، قبل أن تغلق أبوابها وتنضاف إلى ما أغلق من مؤسسات كمعمل تكرير السكر "سونابيل" وغيره، وهي قد كانت على كل حال تشغل نسبة من اليد العاملة، بما فيها نساء، للأسف لم يبق لهن الآن سوى العمل في الحقول -إن وجد - وبأجر زهيد، أو الحلم بالهجرة الموسمية إلى إسبانيا قصد العمل في حقول التوت…  

 

  الصور من ملجأ "كوريال"
 

عمر باعزيز كاتب الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يلقي كلمة وسط لاجئي "كوريال"

    أما القرى المنكوبة بسيدي قسم فتعيش أضواعا أصعب مما تعرفه مثيلاتها بدائرة سيدي سليمان، ربما لأنها لم تسلط عليها أضواء الإعلام بما يكفي للتعريف بالمآسي الإنسانية المسجلة، ولعل الأحداث التي شهدتها الخنيشات صبيحة الثلاثاء 10 فبراير (09)والأحكام الصادرة عن عشرة متهمين من طرف المحكمة الابتدائية بسيدي قاسم يوم الخميس 19 فبراير والقاضية بالسجن لمدة 10 أشهر لواحد، وأربعة ب6 أشهر، و2 ب3 أشهر، و3 بشهرين، كل الأحكام نافذة مع أداء 500 درهم في حق الجميع… وعلى إثر الأحداث المذكورة أصدرت وزارة الداخلية قرارا يقضي بتوقيف المساعدات للمنكوبين، وهو ما اعتبر عقابا جماعيا غير عادل سلط على الجميع. 

    عند توقف القافلة الحقوقية بقرية "الترابنة" في ضواحي سيدي قاسم التف حولها جمع غفير من المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار، وقد ذكر سعيد العلام وهو من المتضررين القاطنين بنفس القرية أن هناك 100 منزل متهدم، وقد أخذنا للاطلاع على نماذج من البيوت الطينية المتهدمة والتي لم تعد تصلح للسكن…وفي قرية "سوق الحد" ذكر محمد الطويل أن 40 دارا تهدمت، ولاحظنا بناء خيام وسط المنازل المتهدمة، يقطن بها أفراد العائلات المنكوبة، وذكرت القاسمية المعلم،  من نفس القرية أن السلطات أمرت بجمْع الخيام المبنية بجانب الطرقات والدخول إلى بين ما تبقى من أطلال المنازل والسكن فيها، وقد أضافت وهي تبكي أن المحسنين لم يعودوا يرونهم على جنبات الطرق فيمدونهم بالمساعدات، أما السلطة فلم تقدم شيئا، باستثناء مساعدات بسيطة لمرة واحدة، وكما ذكر علي الوطاسي وهو بجانب حطام منزله المستوي مع الأرض بالقول أن المساعدات لم تتجاوز كيس دقيق وزنه 10 كيلوغرام،  و 5 لترات من الزيت، 2 علب سكر، و4 علب شاي، و 80 كيلوغرام شعير، والبعض تسلم  حليبا،  وأفاد نفس المتحدث أن قرية "أولاد برحيل" تهدمت بها 137 دارا، وأضاف وهو يتذكر تفاصيل ما وقع لهم إثر الفيضانات التي بدأت تداهم المنازل عند الثالثة صباحا، لتسقط جميعا قبل الخامسة : "لم يتدخل أحد لإنقاذنا، وقد احتمت النساء والأطفال بدار عالية، أخرجتهم جرافة من النافذة ، ليتم بعد ذلك نقل كل المنكوبين إلى مدينة الخنيشات على متن الجرارات، ووجهنا إلى المركز الفلاحي، أو الخيرية، وهناك من استقر بالإعدادية، وقد كانت معنا مواشينا ودوابنا، ليخرجوننا بعد ذلك بالقوة رغم أن منازلنا قد هدمت "، وفي استفسار عن مطالبهم، ذكر "أنهم فقط يريدون مساكن تأويهم، وأن هناك مشاكل لدى من في ذمتهم القروض الصغرى، كما قطعوا عنا الكهرباء وأخذوا العدادات،"، وعلمنا أن المتضررين الذين هدمت منازلهم، يسكنون مع المحسنين سواء في الخنيشات أو مع بعض الأسر التي لم تتهدم بيوتها… ولحدود يومه ما تزال منازل غارقة في الوحل ولم يصل إليها أحد بعد، ورغم ذلك أخرج أصحابها من الملاجئ التي كانوا فيها..  


 

  






      

    
  

 
                                                     
 





سكان قرية الترابنة وسوق الحد يشتكون من الإهمال وقلة المساعدات، ومنهم من بنى خيمة وسط منزله المنهار جزئيا أو كليا


علي الوطاسي دكت داره واستوت مع الأرض في قرية أولاد برحيل

  
محمد الوطاسي مع زوجته فوق الأنقاض 

    
 أحمد الوطاسي يتفقد ما تبقى من صندوق عداد الكهرباء، يقول أنه أصبح بدون ومنزل وبدون عمل بعد انقطاعه عن ذلك، وزوجته على وشك وضع المولود الثالث
         



 تعددت الحالات في أولاد برحيل وسهل الغرب عموما، في خلفية الصورة تظهر الدار التي احتمى بها نساء وأطفال بعد مداهمة المياه لمنازلهم  
   



حوصرت المنازل بالماء والوحل، في الصورة أثار جرافة حاولت عبثا إخراج محاصرين من منازلهم أثناء الفيضانات 



  وصول القافلة التضامنية إلى الخنيشات

    كما كان مقررا اختتمت القافلة مسيرتها بمدينة الخنيشات، وككل المحطات يبسط المناضلات والمناضلون لافتة تعبر عن التضامن مع المنكوبين، نصها الكامل هو: "القافلة التضامنية تعبر عن تضامنها المطلق مع منكوبي فيضانات منطقة الغرب وتطالب الدولة المغربية بتحمل مسؤوليتها بتقديم الدعم والتعويض عن الخسائر وإطلاق سراح معتقلي أحداث الخنيشات"، ويشرعون في ترديد الشعارات، في الحين يلتف حول المكان عدد من المواطنين والمواطنات، غلبا ما يدخل المناضلون وبعض الإعلاميين الحاضرين في حوارات مع السكان، وهناك من يلتقط صورا ثابتة أو متحركة، وتنتهي كل وقفة بكلمة ختامية…كان للقافلة في الخنيشات وقع آخر، لقد حضر بعض أفراد عائلات المحكوم عليهم بالسجن لمدد مختلفة، فهذه أم هشام المراني (10 أشهر) تتوسط الدائرة وتصيح بأعلى صوتها كأنها تريد أن يسمع العالم بأن ابنها تعرض للتعذيب كما تقول، وهذه زوجة إدريس شتوكة رفقة ابنيها تقولك"زوجي عذبوه وضربوه، وحكموا عليه ب6 أشهر، أنا الآن مشردة، عندي ثلاث أولاد، وتهدمت داري وضاع كل متاعي…"، أما أخ  بوجمعة الوافي المحكوم ب3 أشهر سجنا، فيقول أن أخاه "نائب القرية أخذوه لأنه تكلم عن السكان المتضررين، وحكموا عليه ب3 أشهر"، وأضاف أنه هو وأخوه بوجمعة من متطوعي المسيرة الخضراء، ولم يكن ينتظر أن تفعل بهم السلطات ما قامت به، ويؤكد من جانبه أن هناك شهودا كان معهم في مكان معين بعيدا عن الأحداث يمكن أن يدلوا بشهادتهم، وقد صرح أحد المحامين   أثناء وقفة الخنيشات ب"أن الدفاع طالب بإحضار الشهود، وهناك من لم يتعرض للاستنطاق وقدم للمحاكمة، وقد كان الهدف هو ترهيب المتضررين كي لا يحتجوا"، من جانبه دعا عمر باعزيز رئيس الفرع الجهوي لجهة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في كلمته أمام الحاضرين إلى تحمل الدولة لمسؤوليتها في حماية المتضررين وتقديم المساعدات والتعويضات لهم، والإفراج عن معتقلي أحداث الخنيشات، وأضاف أن "هؤلاء المعتقلين قد شرفوا المنطقة والمغرب باحتجاجهم على تحويل المساعدات إلى جهات أخرى"، وطالب بتشكيل لجنة لدعم المعتقلين، واقترح على الأسر التآزر فيما بينهم، حتى الإفراج عن المعتقلين، ودعا كافة المتضررين إلى تكوين جمعية للدفاع عن مصالحهم… 



 جانب من المتتبعين أثناء محطة الخنيشات

                           
                أم هشام لمراني

                         
 زوجة إدريس شتوكة 
                      
  بنعيسى الوافي أخ المعتقل بوجمعة
 
 وأضافت أم هشام المراني مخاطبة الحاضرين:"يأمروننا بالدخول إلى منازلنا المتهدمة، وبها نبني خيمة ونسكن فيها، وقد مارسوا علينا ضغوطا كي نعود إلى منازلنا المتهدمة، وإلا لن يعطونا كيس شعير"(!) .
     أما رحمة جلول مسنة فحالتها تذمي القلوب، تدور بين الحاضرين، تشتكي مما سمته ظلما وإهانة، تسكن دوار أولاد عبد الواحد. تقول:"تهدمت داري ولم أتلق أية مساعدات، وقد طردني القائد لما طلبت مساعدة، لم يعطوني خيمة، أنا وحدي وليس لي أبناء، أسكن تحث جدار مائل بمنزلي المتهدم…" 


              

  رحمة جلول تستغيث


   عند حلول المساء كانت القافلة قد أتمت "مهمتها" على الوجه الأكمل، غير أن زيارة المنكوبين ولمرة واحدة غير كاف، ومطلوب من كافة الإطارات الحقوقية والسياسية والجمعوية والنقابية… القيام بزيارات مماثلة، قصد معرفة الحقائق والمعانات من عين المكان، واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك، منها تحمل الدولة لمسؤوليتها، وعدم ممارسة تعتيم إعلامي حول مخلفات الفيضانات، ففي كل الدول تقع كوارث(رغم تسجيل المسؤولية البشرية أحيانا…)، والمغرب يساعد الدول المنكوبة كعادته دائما، وقد رأينا كيف ساعد قبل شهور دولة الصين القوية عندما حدثت فيها الفيضانات، فلماذا لا نتلقى بدورنا المساعدات من دول صديقة لعون المنكوبين؟ خاصة من أجل بناء منازل لهم إذا لم تكن الدولة المغربية قادرة على ذلك؟  فعلا ذكرت الحكومة أنها خصصت 1.3 مليار درهم لذلك، وأن وزارة الفلاحة والصيد البحري تعد لتعويض المزروعات المتضررة بأخرى ربيعية"حسب الإمكان" كما جاء في البلاغات الرسمية، وأن هناك حملة تلقيح 100 ألف رأس ماشية، وأن وزير الداخلية اجتمع بمنتخبي منطقة الغرب في العاصمة الرباط لتقييم الحاجيات…لكن مريضا يــــئـــن، وجائعا يتضور وهو ينام في شبه عراء، وتلميذا ضاعت محفظته، وأسرة نكبت في ماشيتها…كل هؤلاء لا يمكن أن ينتظروا إلى الغد، فبالأحرى إلى حين تقييم الوضع وصرف الميزانية.

    لوحظ تصوير وقفة "الخنيشات" من قبل رجال أمن من أعلى سطح بناية الدرك الملكي، كما تم تسجيل ألواح السيارات المشاركة في القافلة التضامنية، وكانت القافلة على العموم مراقبة أمنيا، وهو شيء عاد وقد يتطلبه الموقف، لكن على الدولة ألا تعتبر بأن نكبة المواطنين يعنيها وحدها فقط، فكل الإطارات المسؤولة بل وكافة مواطني المغرب معنيين ولو بدرجات ومسؤوليات متفاوتة، وإذا حاول البعض استغلال ذلك لأغراض انتخابية ضيقة فالمغاربة لم يعودوا قاصرين وقليلي الفهم، بل يميزون بين الصالح وبين من أوصلهم إلى الهاوية…

    تجدر الإشارة أن المشاركين في القافلة التضامنية لمنطقة الغرب المنكوبة ينتمون للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، والنهج الديمقراطي، والخيار الديمقراطي الاشتراكي، والحزب العمالي، والحزب الاشتراكي، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وأطاك المغرب، وأكمي، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، والجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي( الاتحاد المغربي للشغل)، والمنظمة الديمقراطية للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل…  (ولو بتمثيليات محلية أو الاقتصار على الحضور في بعض المحطات) 




 على خط حقوقي تضامني كان مسار القافلة

   ————————– 

ملحوظة: حسب النظام الجديد ماتزال هناك صعوبة في إضافة الصور وترتيبها والتعليق عليها، ومنذ انطلاق المدونة حرصنا على وجود الصور…الصورة أصدق تعبير
  

الأحد، 22 فبراير 2009

إطلالة سريعة على اختلالات المدرسة العمومية بوزان


إطلالة سريعة على اختلالات المدرسة العمومية بوزان
وزان: محمد حمضي  
    نائب وزرارة التربية الوطنية على إقيلم سيدي قسم يوقع اتفاقيتي شراكة مع جماعتين قرويتن، عدم توفر تلاميذ الابتدائي على مدرس، وعدم توزيع وجبات المطعم المدرسي بالمنطقة، وبروز اختلالات تدبيرية مختلفة كتأخر وصول المراسلات الإدارية.
    * الشراكة من أجل الجودة
وقع النائب الإقليمي لوزرة التربية الوطنية على إقليم سيدي قاسم في الأيام الأخيرة اتفاقيتي شراكة مع كل من رئيس جماعة أمزفرون، ورئيس جماعة مصمودة الواقعتين بأحواز وزان.
 عملية التوقيع تمت مباشرة بعد الدورتين الاستثنائيتين للجماعتين القرويتين التي تداول خلالهما المستشارون الجماعيون بنود اتفاقية الشراكة ودواعي اعتمادها، وهي الدواعي التي فصلها النائب الإقليمي في عرض مسهب معزز بالأرقام حول واقع التعليم بالجماعتين، مناشدا كل الأطراف المتدخلة لوضع حد لكارثة الهدر المدرسي، واقترح بالمناسبة تسريع إجراءات توفير النقل المدرسي ، ملتزما بمد الجماعتين بالحافلات كلما حصل عليها من جهات خارجية أو من الوزارة الوصية.
   يذكر بأن نيابة سيدي قاسم أصبحت نموذجا في توفير النقل المدرسي، والذي بالمناسبة يتطلب تنظيمه حتى لا يحوله البعض إلى مجال للتلاعب واستنزاف موارده.
   *الموسم الدراسي لم ينطلق!
          بلغ إلى علمنا بأن تلاميذ القسم الثاني بفرعية” اسلايم” التابعة لمجموعة مدارس للامريم الواقعة بجماعة عين الدفالي بأن النيابة التعليمية جازاها الله خيرا، قد قررت«تمديد عطلتهم الصيفية إلى حد كتابة هذه السطور»(؟!)
    الأطفال ضجروا من التنقل يوميا إلى المؤسسة التعليمية في هذا الموسم الممطر من دون نيل حقهم في المقعد التربوي الذي يضمنه لهم الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، والدستور المغربي.
  النيابة التعليمية بقليل من الإنصات، وبإشراكها لمختلف الأطراف المعنية بحماية المدرسة العمومية، كان بإمكانها تدبيرا للموارد البشرية بشكل معقلن، بدل الارتباك الحاصل حاليا الذي أجل انطلاق الموسم الدراسي في أكثر من مؤسسة تعليمية إلى يومنا هذا، والحكم على مآت التلاميذ بالمنطقة بالغرق في بحر الأمية.
   * المطاعم المدرسية مغلقة ؟
         من بين الدعامات الأساسية التي جاءت في الميثاق الوطني للتربية والتكوين لضان الحق في التعليم الجيد لكل أبناء الشعب المغربي، نعثر على الحيز الهام الذي يتحدث عن الدعم الاجتماعي الذي من دونه لن يتم التحكم في نزيف الهدر المدرسي، كما أن الحديث عن مقاربة النوع سيظل مجرد لغو.
   المعطيات الصادمة التي نتوفر عليها من مصادر موثوقة، تشير إلى أن العديد من المطاعم المدرسية بالمؤسسات التعليمية الإعدادية بدائرة وزان على سبيل المثال، لم تفتح أبوابها في وجه التلاميذ الممنوحين الذين مكنتهم اللجنة الإقليمية لتوزيع المنح من حقهم في تناول وجبة الغداء!
   ترى ما هي أسباب حرمان التلاميذ من هذا الحق؟ وما ذا كان مصير الإعتمادات المالية ولسنوات مضت المخصصة لإطعام الممنوحين من الجنسين؟ وهل وافت النيابة الإقليمية الإدارة الجهوية والمركزية والسلطة الإقليمية بتقرير مفصل في الموضوع قصد التدخل لمعالجة أسباب هذا الاختلال؟
   *فضيحة جديدة بخالد بن الوليد
حطمت إعدادية خالد بن الوليد الرقم القياسي في الاختلالات المالية والإدارية منذ انطلاقتها لأزيد عقدين، وكان للموسم الدراسي الحالي نصيبه من شظايا هذه الذبذبات العبثية التي ارتأت النيابة والأكاديمية عدم ركوب الموجات الصحفية حتى لا تجرفها.
  آخر خبر يقول بأن تلميذا سبق له أن درس بالإعدادية وانقطع بتاريخ 30يونيو 2005 ليلتحق بسلك الجندية للدفاع عن حوزة التراب الوطني، وجد نفسه هذه الأيام يدور في حلقة مفرغة،  بحيث أنه لما طلب نسخة من الشهادة المدرسية تثبت بأنه تابع دراسته بهذه المؤسسة، سلمت له بدون مشكل لكن المفاجأة وهي أن الوثيقة تقر بأنه تابع دراسته إلى حدود 30يونيو 2006، في الوقت الذي تقول وثائقه بالجندية بأنه كان بحاميته العسكرية.
  فهل سيذهب هذا الجندي ضحية سوء تقدير المسؤولية بالإعدادية وتضيع حقوقه؟
 وهل تفتح النيابة تحقيقا في الموضوع الذي قد يقودها إلى مفاجآت أخرى؟
   أسئلة ننتظر الجواب عليها، لا أن يطالها الإهمال والقفز عليها، وهو ما لمسناه عن قرب في تعامل النيابة التعليمية سلبا مع ما رصدته الصحافة الوطنية منذ الدخول المدرسي، تعامل يوحي بأن هذه المؤسسة تعمل دون حسيب.
*    محنة التعليم الثانوي بمركز عين دريج

لم يكد السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم يصدق ما التقطته عيناه، وهو يلج الفضاء الإداري لإعدادية أبي بكر الرازي الواقعة بمركز عين دريج، بسبب الحالة الكارثية التي توجد عليها مرافق الإدارة التربوية، فالجدران والسقيفات متصدعة، ومرشحة للسقوط على رؤوس الإداريين والأساتذة في أي لحظة، مما يؤكد بأن عملية بناء وإعداد المرفق العام قد عرف تلاعبا خطيرا عند بنائه، نفس الوضعية المأسوية تنسحب على سكنيات الإداريين، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا لترميم البنايات مع فتح تحقيق في التلاعب الذي لحقها وعدم الإفلات من العقاب بالنسبة لمن كان وراء ذلك.  
     * نائب وزرة التربية الوطنية ينصت لمطالب التلاميذ
  النائب الإقليمي بعد تقديمه لعرض حول البرنامج الإستعجالي، أنصت بإمعان لمطالب التلاميذ التي قدموها بأسلوب سلس ينم عن نضج عال، من ذلك:
   -التعجيل بفتح المكتبة بثانوية معاد بن جبل وتعيين قيم عليها.
   - الرعاية الصحية وذلك بتنظيم زيارات الطبيب للقسم الداخلي ومراقبته لمواد ووجبات التغذية حفاظا على السلامة الصحية.
  - دعوة السلطة المحلية والمجلس القروي لمنع استعمال باب المؤسسة التأهيلية كمحطة لوقوف الشاحنات والسيارات، لما يتم إحداثه من إزعاج يشوش على سير الدروس.
- فتح تحقيق في مصير الأموال التي تجمع بثانوية معاد بن جبل باسم جمعية آباء وأولياء التلاميذ المستوفية لولايتها القانونية منذ ثلاث سنوات.
- تزويد القسم الداخلي بالرشاشات العصرية قصد الاستحمام.
- زرع الروح في الحياة المدرسية، وذلك بتنظيم الأنشطة الثقافية والرحلات المدرسية، والدوريات الرياضية.
   *معضلة التراسل الإداري  ومنع المديرين من زيارة النيابة
 شغلت معضلة التراسل الإداري بين نيابة وزارة التربية الوطنية والمؤسسات التعليمية، بال الشغيلة التعليمية بمدينة وزان والقرى الواقعة تحت نفوذ دائرتها منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي، فقد أكد لنا أكثر من مصدر تعليمي عدم توصل أعضاء أسرة التربية بوثائقهم التي يطلبونها من النيابة  في زمن محترم ، وتتجاوز مدة انتظارهم في كثير من الأحيان الشهر، ويفوّت هذا الاستخفاف على الكثير منهم عدة فرص(تكوين، مباريات، حركة انتقالية…) لعدم توصلهم بالمذكرات الوزارية والأكاديمية بل وحتى النيابية في الوقت المناسب.
  نفس المصادر أكدت لنا بأن النيابة لم تفكر في معالجة الموضوع بشكل جدي، وأن دائرة المتضررين منه قد توسعت في وسط العاملين بالوسطين الحضري والقروي بعد إصدار النيابة لمذكرة تمنع على المديرين زيارة المصالح النيابية في الوقت الذي كان هؤلاء قد تحولوا إلى سعاة بريد يوصلون الطرود إلى زملائهم بمقرات عملهم أو يتركونها للبعض منهم في المقاهي وهو ما ترتب عنه أكثر من مرة ضياعها.
  فهل من حل لهذه المعضلة؟ وهل من تدبير عقلاني للعمل داخل مصالح النيابة التي تعيش فوضى عارمة تتعطل بسببها مصالح الشغيلة التعليمية؟
*مدير فوق القانون
  بلغ إلى علمنا بأن نيابة التعليم قد استفاقت أخيرا من غيبوبتها وانتقلت على وجه السرعة في زيارة مفاجئة لمجموعة مدارس عقبة بن نافع الواقعة بالجماعة القروية «الزغيرة”وهي بالمناسبة الجماعة التي تنحدر منها السيدة كاتبة الدولة للتعليم المدرسي، وقد جاءت هذه الزيارة بعد أن بحت حناجر السكان بالنداءات التي لم تلتقطها النيابة في وقتها، وجفت أقلامهم لكثرة المداد الذي سال في رسم حروف الشكايات المرفوعة لنفس الجهة، مطلبهم الوحيد، وضع حد للغياب الشبه الدائم لمدير المجموعة المدرسية، غياب أدى فاتورته الثقيلة التلاميذ(الفاهم يفهم)، وتعطلت مصالح آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وتعثرت بسببه الدراسة.
  مصدرنا المقرب من كواليس النيابة أكد لنا بأنه لولا المطرقة المركزية التي نزلت على رأس النيابة ما كان لهذه الأخيرة أن تتحرك، وبه وجب الإعلام والسلام.

سلا مدينة الغرائب والجرائم والفوضى: دهس شرطي وقتل تاجر ببندقية صيد


سلا مدينة الغرائب والجرائم والفوضى: دهس شرطي وقتل تاجر ببندقية صيد
   عبد الإله عسول
 1- سائق سيارة مرسيديس يصدم رجل شرطة ويلود بالفرار…
زوال يوم الأربعاء 19فبراير الجاري (09) وعلى الساعة الرابعة زوالا، اجتمع حشد كبير من المواطنين حول شرطي(بحزام اسود)، صدمته سيارة مرسيديس زرقاء اللون، في المدار الطرقي قرب المكان المعروف ب”السوبير” بالدار الحمراء…
  سائق السيارة وبعد وقوع الحادثة فر، في حين اجتمع زملاء الشرطي المصاب حوله في انتظار سيارة الإسعاف…
  بعض الأشخاص الدين كانوا متواجدين بمكان الحادث، أسروا لنا ببعض المعلومات التي تفيد بأن صاحب المرسيديس هو في نفس الوقت مالك سيارات أجرة “طاكسيات” أوقفتها الشرطة، ما أدى لحضوره بعين المكان، لتتطور الأمور إلى ما حدث…
وهو نفس القول الذي صرح لنا به الشرطي المصاب، بحيث اتهم السائق بصدمه…
من جهة أخرى لم نتمكن من الاستماع للمعني لعدم وجوده بعين المكان، في حين أشارت مصادر متتبعة إلى احتمال وجود علاقة ربما بما صدر في إحدى الجرائد من تذمر أصحاب الطاكسيات من شرطة التنقيط، والابتزاز الذي يتعرضوا له..(انظر الصورة1)..
    هذا وقد سجلنا بامتعاض كبير الطريقة غير اللائقة(والتي نستحي من ذكرها)التي تعامل بها أحد أفراد الشرطة مع المواطنين محاولا إبعادهم عن المكان..
2-نزاع حول سومة كراء يتطور لجريمة قتل مروعة ببندقية صيد...
  بشارع ابن الهيثم «الفوضوي» يومه الجمعة 20 فبراير الجاري، وقعت حادثة قتل بشعة، ذهب ضحيتها تاجر (عطار)، فيما أصيب أخويه بجروح متفاوتة الخطورة، بعدما صوب شخص مسن بندقية صيده نحوهم، تقول مصادر من عين المكان انه أخ المالك الفعلي للدكان محل النزاع والذي يوجد بفرنسا…وقد تم اللجوء إلى بندقية الصيد بعدما دارت معركة بالقضبان والهراوات بين عائلة ” القناص مطلق الرصاص” والعطار الذي يشغل المتجر مند 30سنة..الحادث خلف هلعا وسط السكان والجيران، ووضع الطاقم الأمني في حالة استنفار، حيث تم قطع حركة السير بالشارع، كما حضر لمكان وقوع الجريمة كل من عامل المدينة ووكيل الملك والعديد من المسؤولين الأمنيين…(الصورة2)
 —————-
 ملحوظة: لضعف في الصبيب لا نستطيع تحميل الصور

السبت، 21 فبراير 2009

فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان يراسل عددا من المسؤولين حول فيضانات منطقة الغرب.


 فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان يراسل عددا من المسؤولين حول فيضانات منطقة الغرب.
         بُعثت المراسلة في الخامس من فبراير 09 من أجل التدخل من لإنقاذ ضحايا فيضانات واد بهت ، نورد أهم ما جاء فيها:  
على إثر اجتماعه الاستثنائي يوم 04/02/2008، تدارس مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، آخر تطورات فيضانات واد بهت، وما خلفه على المنطقة من كوارث حيث انهيار وتضرر الآلاف من المنازل، وإصابات في صفوف مجموعة من المواطنين، وضياع للمنتوج الفلاحي، ونفوق أعداد كبيرة من الماشية، واضطرار المئات من الأسر للمبيت في العراء خصوصا ساكنة أحياء خريبكة، الغماريين، دوار أولاد الغازي، دوار أولاد مالك، ازهانة، أولاد أحميد، سيدي حكوش، العوابد…
وقد سجل مسؤولو فرع الجمعية، من خلال المتابعة الميدانية تردي أوضاع ساكنة الأحياء والدواوير المجاورة للواد حيث انتشار المنازل الطينية ودور الصفيح والتي تعبر عن عمق الأزمة الاجتماعية وبؤس أوضاع فئات عريضة من الساكنة بسيدي سليمان.
-       تردي فضيع في البنية التحتية وغياب المرافق الاجتماعية (مستوصفات، طرق معبدة…).
-      ارتباك السلطات المحلية والإقليمية والجهوية، والاقتصار على الحلول الترقيعية حيث ينقل المنكوبون إلى بناية تابعة للكنيسة الكاتوليكية المهجورة والمغلقة منذ عشرات السنين، وإلى مستودع لمحطة تلفيف الحوامض “كوريال” المغلقة، بدل حلول حقيقية كإنجاز مشروع مدن بدون صفيح الذي ظل على الورق منذ سنوات دون أن يرى النور لأسباب مجهولة.
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الإنسان، إذ تعبر عن تضامنها المطلق مع ضحايا هذه الفيضانات، تطالبكم ب:  
1- توفير فضاءات للإيواء تتوفر فيها شروط الإقامة والضامنة لكرامة المتضررين.
2- توفير طاقم طبي في مختلف التخصصات بعين المكان وتوفير الأدوية الكافية.
3- ضمان استمرارية تمدرس الأطفال المتضررين، وذلك بإعادة فتح المؤسسات التعليمية التي تضررت. وتوفير وسائل النقل بالنسبة لقاطني مراكز الإيواء.
4- اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المنكوبين من سماسرة الأزمة وضمان وصول المساعدات للمتضررين الفعليين.
5- توفير مساكن تضمن كرامة المتضررين والتعجيل بإنجاز مشروع “مدن بدون صفيح للقضاء على دور الصفيح، والبناء العشوائي.
6- فتح تحقيق حول جودة الطرقات والبنيات التحتية المنجزة مؤخرا، والتي عرت حقيقتها الأمطار الأخيرة.
7- فتح تحقيق، ومحاسبة المسؤولين المتورطين في انتشار البناء العشوائي ودور الصفيح. (انتهى).
       وقد وجهت الرسالة إلى كل من الوزير الأول، وزير الداخلية، وزير الإسكان، وزيرة الصحة، وزيرة الأسرة والتضامن، ووالي جهة الغرب الشراردة بني احسن، وقد سبق للفرع المحلي أن اصدر بيانين في نفس الموضوع، كما واكب أعضاء منه عددا من محطات مساعدة المنكوبين، سواء في المدينة أو بالعالم القروي، والفرع منكب على إعداد تقرير حول ذلك، وتجدر الإشارة أن فرع سيدي سليمان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أصدر نداء لكافة منخرطيه قصد دعم القافلة التضامنية المزمع تنظيمها يوم الأحد 22 فبراير من طرف المكتب الجهوي لزيارة مناطق منكوبة( انظر النداء أعلاه)  
     
عنوان الجمعية: دار الشباب 11 يناير سيدي سليمان / الهاتف:068017274 / 063023491 العنوان البريديmounchihtalib@yahoo.fr
مدونةالفرعamdhsd.maktoobblog.com /الموقع:   www.amdh.org.ma

الأربعاء، 18 فبراير 2009

جولة في ظل تراجع الفيضانات



الحسين الإدريسي

           كانت الساعة تشير إلى 11 صباح  الجمعة 13 فبراير 2009 حينما  بادرنا إلى القيام بدورة استطلاعية للتعرف على الحاجيات من الأدوية التي تعمل هيئة الصيادلة بسيدي سليمان على توزيعها هذه الأيام وسط المتضررين من جراء آثار الفيضانات الأخيرة بمنطقة الغرب لأكثر من أسبوع بشكل متواصل… 
اليوم المدينة تخرج من موجة الضباب الكثيف الذي لفها طيلة الليلة  لتستدفئ بأشعة الشمس  المطلوبة، سيارتان كانتا كافيتين لنقلنا عبر طرق محتفظة  تطل على مخلفات فيضانات بهت وسبو لأزيد من أسبوع ، الوجهة هذه المرة الدواوير التي طالتها الفيضانات بأقصى حدود دائرة سيدي سليمان ، مرورا بسيدي عبد العزيز، وصولا إلى المساعدة وإلى أولاد بورحيل ( إقليم سيدي قاسم) فدوار العوامر…
            أول ما أثار انتباهنا في بداية هذه الجولة هو تراجع مستوى الماء ببهت كما بسبو وإن تساءل البعض منا عن سبب ذلك، حتى بدأنا نتصور بكل طلاقة الاحتمالات الطبيعة (تراجع التساقطات) أو التقنية (تدخل الإنسان على مستوى السدود) و لعل ما أخذنا على مواصلة التخمينات هو تراكم المياه على جنيات الطريق الوعرة التي نسلكها بصعوبة جراء تعدد الثقب والحفر، وهي لم  تستفيد من تدخل الجهات المسؤولة إلى  حد الساعة والحال أن الفيضانات والتساقطات  معروفة بفضحها لهشاشة البنيات التحتية.
أوقفتنا مجموعة من الساكنة وكأنها تنتظر شيئا ما تحت الشمس، لتخبرنا أن مساكنها لم تمس بأذى  رغم قوة التساقطات التي خلفت بركا كبيرة بإمكانها التسبب في ظهور أمراض وحشرات لا تخفى خطورتها على الصغار كما على الكبار، و أشاروا إلى تضرر عدة دواوير من إقليم سيدي قاسم القريبة منهم كدوار كميحات  و أولاد  بوعزة و أولاد بورحيل… حيت انهارت مساكن الطين ومسجدا حتى ، وبما  أننا لا نحمل معنا لا مواد غذائية و لا ألبسة  فهموا أننا من أعضاء  المجتمع المدني الذين يسعون إلى تشخيص وضعية المتضررين من الفيضانات في أفق مدهم بما يناسب من أدوية و حليب و ألبسة.
        بانتقالنا إلى العوامر وقفنا على مخلفات هجوم واد سبو، حيت ارتفع منسوب المياه إلى أزيد من ثلاثة أمتار على مستواه العادي ليدمر المزارع و الأغراس والمنازل والمواشي… المناظر الماثلة أمامنا تبين مدى فداحة الخسائر المادية ومدى تضامن الساكنة لحصر امتداد المياه إلى ما لا تحمد عقباه، إذ تمكنوا من بناء الحواجز الترابية طيلة ليلة النكبة، ليلة الجمعة الماضية معتمدين على سواعدهم وتضامنهم أمام الخطر الذي يحدق بهم، ناقلين ما يمكن نقله إلى أماكن آمنة… ليلة كاملة يشير شاب في مقتبل العمر وقد بدأت على ملامحهم علامات الانتصار على الطبيعة وعلامات الحسرة بسبب العزلة والإهمال الذين عاشوهما في تلك الساعات الحرجة و الصعبة. “لقد فقدنا الكثير لكن فزنا بأعمارنا ” يقول أحدهم وهو يستعد للاستمتاع  بسيجارة.
     يا لها من ليلة جمعة راسخة بكل ذاكرة عاشت الفاجعة،  حيث تجند كل المتشبثين بالأرض و بالحياة، بالمعاول والمجرفة، وأي وسيلة أخرى، ليتحدّوا المياه الزاحفة…هنا  بالعوامر حيث انهارت كل المنازل القريبة  من المجرى، بل انهارت على الأفرشة المتواضعة وعلى الأوانى القليلة البلاستيكية، وأخذت معها حتى الشياه والكلاب وبقرة واحدة…مأساة حقيقية لم يطلع عليها لا المقدم  ولا المنتخبون على  حد تعبير السكان  الذين لم تصلهم  لا الخيام ولا الأغطية ولا المواد الغذائية…هنا  المشتكون يتحدثون إلينا باسم  13 عائلة فقدت كل شئ  ولا زالت تستغيث طالما لم يصل صوتها إلى المسؤولين، رغم تنظيمهم لوقفة احتجاجية على الطريق المؤدية إلى سيدي قاسم غير بعيد عن الدوار.
بعد زيارة دوار البوطات المجاور لدوار العوامر حيث  لم نسجل خسارات تذكر وُزعت بعض الأدوية وعلب الحليب للرضاع، انتقلنا إلى دوار الحسناوي لنجد أمامنا 24 خيمة صفراء اللون أقامتها الوقاية المدنية لصالح 42 أسرة منكوبة من قرية الحسناوي التي داهمتاه الفيضانات. و حسب  رئيس جمعية تنموية بقرية الحسناوي ( ض .م )” تعرضت القرية لفيضان سبو ليحولها إلى فضاء منكوب”،  36 دار طينية انمحت من الوجود، مساحات شاسعة من المزروعات ذهبت أدراج الرياح، عدد من السكان فقدوا كل ما يملكون منها البهائم.” إنها كارثة كبرى ” تقول إحدى الأمهات (ف. ب) وجدناها تخرج الأعمدة وبعض الأواني من  البركة المائية التي خلفتها الفيضانات، بعد أن جرفت مسكنها ومسكن أربع يتامى معها، وأضاف رئيس الجمعية أن السلطات في أعقاب تفقد السيد والي جهة شراردة بني حسن للأوضاع  مدت المتضررين ب140 غطاء و 132 علبة كبير من المواد الغذائية التي تحتوي على 10 كلغ من الدقيق و5 ليترات من الزيت و 6 ليترات من الحليب وعلبتي الشاي و6  كلغ. سكر،  كل علبة لصالح شخصين، تنضاف علبة حليب لصالح كل طفلين.
   وقد سجل السكان حاجتهم لزيارة الأطباء ومدهم بالأدوية، هنا أيضا لم يفت الصيادلة توزيع علب الحليب على المرضعات…
وعلى سبيل الختم يمكن تسجيل ما يلي:                      
- تراجع مستوى الماء بهت و سبو وغيرهما بالدائرة الترابية لسيدي سليمان وتحسن الأحوال الجوية قد ساعد السكان من المدينة إلى أخر الدوار (العوامر مثلا) من “تشميس” الملابس والأغطية و إخراج  الأثاث من” الضايات”، و في نفس الوقت استرجاع الأنفاس تدريجيا، وإن كانت غالبية التلاميذ لم تلتحق بالمدارس المغموربالمياه.
-  الشروع في استغلال الأراضي ما زال معطلا في انتظار أن تجف  من الماء الزائد، وستعمل لذلك المضخات  بعدة نقط من المجال  الذي زرناه، في حين لاحظنا مباشرة العمل ببعض ضيعات الحوامض.
-  لم ينطلق تدخل المصالح العمومية المختصة بعد،  فالطرق المحفرة والمنازل المنهارة والمدارس المعطلة… كلها تتطلب التدخل العاجل لاسترجاع الحياة الطبيعية إلى المنطقة، ما يريده الجميع هي حصول تحسن في كل المجالات.

الاثنين، 16 فبراير 2009

الكاتب الوطني علال بلعربي يعلن: «التربية والتعليم هما سلطة السلط، ويتهم الحكومة بالعجز عن معالجة المشاكل المطروحة…»


الكاتب الوطني علال بلعربي يعلن: «التربية والتعليم هما سلطة السلط، ويتهم الحكومة بالعجز عن معالجة المشاكل المطروحة…»
الرباط :عبد الإله عسول
تقاطر على الساحة المقابلة لوزارة التربية الوطنية بالرباط المئات من أفراد الأسرة التعليمية المنتسبين للنقابة الوطنية للتعليم(كدش)، تنفيذا لقرار الإضراب الإنذاري يومي 10و11 فبراير الجاري،(انظرالصور)..
وردد المحتجون (رجالا ونساء) والذين أتوا من مختلف مناطق المغرب: الخميسات، اسفي، زاكورة، سيدي قاسم، الشماعية، سلا، تمارة، الدارالبيضاء، مراكش، سطات، وجدة… رددوا العديد من الشعارات التنديدية  بالحوار- الذي وصف بالمغشوش- وبأسلوب التسويف، كما احتجوا على ما آلت إليه الأوضاع التعليمية والتي تدهورت بشكل غير مسبوق، سواء من حيث البنية التحتية، والخصاص الفظيع في الموارد البشرية وانسداد أفق الاصلاح التربوي…كما كال المحتجون العديد من عبارات الاستنكار للأسلوب المفضوح الذي استعملته الحكومة لتكسير الإضراب عبر الاستغلال غير المتكافئ لوسائل الإعلام العمومي (المرئي بالخصوص) بالإعلان المتكرر عن اقتطاع الأجور عن أيام الإضراب؟؟؟
وهو ما لم ينجح في منع  المحتجين من الحج إلى العاصمة من كل مناطق المغرب العميق للاحتجاج على عجز الحكومة عن إصلاح القطاع…
من جهة أخرى، تميزت الوقفة الوطنية بكلمة مطولة للمكتب الوطني للنقابة، تقدم بها علال بلعربي، الذي وقف على ما اسماه «محاولة الدولة بلقنة وتفكيك العمل النقابي، حتى يسهل عليها خوصصة القطاع.. »،  وهو ما نبه إلى خطورته معتبرا «أن التربية والتعليم خط احمر وانهما سلطة السلط…»
مؤكدا على الاستعداد الدائم للنقابة الوطنية للتعليم، للدفاع على الوحدة الوطنية التربوية من حيث وحدة البرامج والمناهج…وهو ما يتم التعتيم عليه في البرنامج الاستعجالي…و حذر من الأهداف غير المعلنة التي يروم تحقيقها ومنها تشجيع المدارس الأجنبية على الاستثمار المكثف في القطاع، ما قد يضر بالكيان الوطني والقيمي للمجتمع المغربي..
وبعد وقوفه المفصل على الأرضية النقدية التي تقدمت بها النقابة حول موضوع المخطط الاستعجالي، تطرق الكاتب الوطني إلى مجريات الحوار مع الوزارة، وقد وصفه بالمغشوش وغير المسؤول، والمجتر…، مؤكدا أن النقابة رفضت منهج العودة للاشتغال بأسلوب اللجان من منطلق أن المرحلة هي مرحلة تنفيذ الالتزامات وعلى رأسها اتفاق فاتح غشت…
وبما أن الحكومة أعلنت عزمها عدم الخوض في أي مطالب لها انعكاسات مالية -يقول الكاتب- «قررنا الانسحاب من هذا الحوار غير المثمر…واضطررنا إلى خوض الإضراب للاحتجاج على هذا الوضع المتردي… »
ومن جهة أخرى، صب الكاتب الوطني ومعه القواعد التعليمية ،جام الغضب على الانحياز المكشوف لوسائل الإعلام المرئية لأطروحة الحكومة وتعتيمها على موقف النقابات ونضالاتها، ومنها وقفة النقابة الوطنية للتعليم(كدش) والتي وجهت مراسلات ودعوات في موضوع الوقفة للقناتين الأولى والثانية(؟؟؟)
هذا وقد تم اختتام الوقفة، بالدعوة للاستمرار في التعبئة والتجمعات العامة المفتوحة والاستعداد لخوض معارك أخرى نوعية…
ملاحظات على هامش الوقفة:
- تم ترديد شعارات منددة بقرار الحكومة القاضي باقتطاع أيام الإضراب (الوزير الأول، وزير التربية الوطنية ووزير تحديث القطاعات..)
- أغلقت  الوزارة جل النوافذ المقابلة للوقفة و«أسدلت ريدواتها» ولم يطل أي مسؤول على الوقفة…
- وزع المجلس الاقليمي للنقابة الوطنية للتعليم بزاكورة (كدش)بيانا يتضمن البرنامج النضالي المتواصل ضد إعادة الانتشار وضد الإجراءات النيابية التعسفية والزبونية واحتجاجا على التراجعات الخطيرة التي تهدد استقرار ومكتسبات موظفي التعليم..
يمتد البرنامج النضالي من 14 فبراير الجاري إلى الأسبوع الأخير من مارس 09، يتضمن ندوة حول «البرنامج الاستعجالي»، وإضرابات مصحوبة باعتصامات داخل بهو النيابة وبعض المؤسسات التعليمية…
- كما نظم فرع النقابة بسلا وقفة احتجاجية ناجحة ببهو النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، في اليوم الأول من الاضطراب الانذاري…(انظر الصور )، وعلى العموم عرف الإضراب نجاحا تصل نسبته إلى 80في المائة حسب مسؤولين نقابيين…