الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

سَـيّـــدُ ٱلْــمَــــكــانِ


سَـيّـــدُ ٱلْــمَــــكــانِ
شعر ذ. جواد المومني(*)



مُـولَعَةً هَـــــذي ٱلْــمديــنَةُ

                           بِالـــرّيحْ

يَــلْتَــفُّ مِــأْزَرُهَــــــــــا

كَالــسّــنَّــوْرِ يَــأْتِــــي

وَيَـــمْــشِي،

عَــجُــولاً  يَــرْمِـــي ٱلْــكـــنائِـــسَ،

فــيــها بُـــؤْسُــهُ.

وَجْـــهُــهُ… يُــخْــفِيــهِ

                          مَــرّاتٍ

وَكــثِــيرًا… يَــصْــدَحُ

مَــا يَـعْـنِــيهِ إِلاّ

                          ٱلـــشَّــجَـرْ.

ٱلأمْـــطــارُ مَــجْـدُهُ وَكَـــفَى

مُــقْـصِــيًا إلَـــى…

                        الْـحَــاناتِ

كُــلَّ…  ٱلْــبَــشَــرْ.

لِــعَـلْيَــائِــهِ تَــرَانِــيمُ

                       يَــنُـــوحُ

لَهَـــا… ٱلــزَّهْــرُ

وتَـــعْــذُبُ لِلَــغْوِهَــا

                     الْـــهامــاتْ.

هُــوَ سَــيّــدُ ٱلْــمَــكــانِ،

آنَــــسَ ٱلــصَّــوامِــعَ

تُــقَــبّـلُــهُ… الْــمُــحَــلّــقَــاتُ

ومَـــرَّاتٍ، بِالْــغُـــبْـــنِ يَــسْــمُــو

وفِــي الــدُّخَّــانِ           

يَــسْـــرِي.

عَــنْــهُ بِــيضُ الْــكَــوَاعِــبِ 

                       رَحَــلَــتْ

وٱشْـــتَــرَى ٱلــصَّــــمْـــتَ…

                        مِــنْــهَــــا

كَــذَا؛ نَــاوَرَ الْــقِــلاَع

 فِــيــهَــا يَــرْتَـــــمِــــي

يَــحْــضِــنُ الــتَّـــاريـــخَ

                        … يَــســيــحُ

لِلْــحُــدودِ رافِــضًا….

يُــعْــلِــنُ… ٱلــــثَّـــوَراتِ

ضِــدَّ كُــلّ عِـــنَــــانْ


في: Rivesaltes/ ب Perpignan
← فرنسا ـ 02 ماي 2009
********
(*) شاعر مغربي من سيدي سليمان، أستاذ اللغة العربية والحضارة المغربية لدى البعثة المغربية بفرنسا 

الاثنين، 30 أغسطس 2010

الماء الصالح للشرب بسيدي سليمان/ تجارة رائجة ومشغل جديد لليد العاملة !!


الماء الصالح للشرب بسيدي سليمان
تجارة رائجة ومشغل جديد لليد العاملة  !!
بيع الماء في الأزقة تجارة رائجة
لا يقترن "الماء الصالح للشرب" دائما بالمكتب الوطني للماء أو بإحدى الوكالات التجارية المتعاقدة، بل قد يرتبط بتجارة خاصة جدا يقوم بها أفراد كما هي الحالة بسيدي سليمان، على الأقل في رمضان 1431ه (موافق 2010م)، لا يوزع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ماء صالحا فعلا، بل شيء آخر، سائل بمذاق غير مستساغ، يثير ألما في بطن أغلب من يرشفه، ودائما يذكر المكتب الوطني للماء أن ماءه "صالح للشرب" حسب المواصفات الوطنية، وطبعا هذه المواصفات كما يحس بذلك سكان سيدي سليمان هو إيصال مادة سائلة إلى بيتهم لا علاقة لها بالماء الصالح للشرب… لهذا يضطر السكان إلى شراء ماء آخر حتى يجنبوا معدتهم مغصا لا حاجة لهم به، يضيفون ثمن اقتناء الماء إلى بقية نفقات المعيشة من باعة الماء الذين يتجولون بسلعتهم في الدروب والأزقة كأنهم يعرضون مواد نادرة يفتقدها المستهلك، يتجولون بسلعتهم الغالية على كل صائم وصائمة يريد أن يفطر على ماء صالح فعلا للشرب، هناك من يعبر الشوارع عبر شاحنة من آخر طراز قادم من اليابان أو الصين، هناك من ترك الحرث وتقليب الأرض وجاء بجراره وحاوية ضخمة ليبيع الماء لسكان المدينة وهو لا يريد أن يضيع هذه الفرصة الثمينة، وهناك من يكتفي بعربة تجرها دابة، يجمع عائداته اليومية ويعود أدراجه مفتخرا بعمله الجديد الذي يقف وراءه المكتب الوطني للماء وبقية المسؤولين المعنيين، فهؤلاء قد وجدوا بمبادرتهم هاته على الأقل فرصا للشغل!! تباع قنينات الماء من حجم خمس ليترات بثلاث دراهم، وهو ثمن "مشجع" فأرخص كمية مماثلة من ماء المائدة التي توزعه شركات "حقيقية" (تتوفر على بتانتا وماركة مسجلة) هو 9 دراهم، فرق كبير إذن.. لهذا يصطف المواطنون والمواطنات بشكل يومي قرب آليات حمل الماء لتسلم نصيبهم، تجد النساء والصبية والكهول.. لا فرق بين الأعمار، ففي شهر رمضان انضاف إلى بائعي الحليب الجوالين بائعو الماء..
 يقول كل موزع للماء (هو في الحقيقة تاجر الماء) أن ما لديه هو الأجود والأحسن، هناك من يقول أنه قد جلبه من مولاي إدريس زرهون، وهو يعرف "قيمة" ما يقول لدى زبنائه، مادام ذلك مرتبطا ب"جودة" لا نقاش فيها، وهناك من يقول أنه جاء بالماء من "الصدادنة"، وهي بئر في شمال سيدي سليمان تبعد بحوالي 15 كيلومترا، مشهورة محليا بمائها الزلال، (رغم أن البعض يقول إنه قد تم خلطها بماء آخر بعدما أصبح يوزع على قرى مجاورة)، وباعة آخرون أكثر واقعية، يقولون أن ماءهم من "أولاد حنون"، وهي جماعة قروية في شمال المدينة كذلك…  
  ما دور المكتب الوطني للماء من كل هذا؟
سبق أن وضح المسؤول الأول عن الماء في إحدى دورات المجلس الحضري لسيدي سليمان موقف إدارته، وقد نشرنا خلاصة ذلك بمدونة سيدي سليمان (اضغط للمزيد)، بحيث يرد ذلك إلى ضعف الصبيب، ويعد بإيجاد الحل عبر تقويته (الصبيب) وجلب مورد مائي آخر فيه جودة مقبولة، وإلى تعرض الأنبوب إلى عمليات إتلاف…ورد مصدر آخر سبب وضعية الماء كما هي عليه الآن إلى عدم القيام بالتناوب على الآبار التي يتوفر عليها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب المتواجدة بشمال المدينة، إما بسبب الإهمال أو عدم توفر الطاقة الكهربائية للمضخات.. لكن هناك سبب آخر لا يثار كثيرا؛ فقد سبق للمجلس الحضري لسيدي سليمان أن ساهم قبل سنوات من جانبه بغلاف مالي مهم، حصل عليه عن طريق قرض، من أجل تزويد المدينة بماء "صالح" فعليا للشرب، وهو ما حدث فعلا، وتمتعت المدينة به لفترات قصيرة (أحيانا وبشكل متقطع ما زال يحصل نفس الشيء)، لكن قرار تزويد القرى بالماء الصالح للشرب من الأنابيب التي تمر من جانبها، جعل الصبيب يضعف إلى أدنى مستوى له، بل أحيانا لا يصل هذا الماء إلى المدينة، بدليل قذف الصنابير للماء الآخر القديم غير المستساغ… لا أحد ضد تزويد القرى بالماء الصالح للشرب، لكن ليس على حساب ميزانية المدينة وصحة ساكنيها.
أضاف قبل شهور المكتب الوطني للماء موردا آخر من الجهة الغربية، لكن ذلك مازال غير ذي فعالية..
وعلاقة بموضوع الماء يشتكي بعض السكان القاطنين بطوابق عليا من عدم توصلهم بما يكفي من الماء. وفي هذا الصدد ذكر مدير المكتب الوطني للماء في دورة المجلس الحضري التي حضرناه نية إدارته في تجديد شبكة التوزيع بالمدينة وبناء خزان جديد أكثر علوا..لكن ذلك مازال مجرد وعود.
 فإلى متى ستظل معاناة سكان سيدي سليمان مع الماء؟

أضف الى مفضلتك
  • del.icio.us
  •  
  • Digg
  •  
  • Facebook
  •  
  • Google
  •  
  • LinkedIn
  •  
  • Live
  •  
  • MySpace
  •  
  • StumbleUpon
  •  
  • Technorati
  •  
  • TwitThis
  •  
  • YahooMyWeb

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ا

5 تعليق على “مشاكل سيدي سليمان مع الماء الصالح للشرب”

  1. سيظل كما هو لأن المدينة واصحابها لا زالوا صامتين عن اشياء لا نغفر عن من اوصلنا لها وبهذا فنحن في سبات حضاري
  2. قطعوا الماء بدون سابق إنذار عن الحي الذي أقطنه طيلة يومه الاثنين 30 غشت، ومازال الوضع كما هو عليه إلى ما بعد الإفطار، ولم تجد العائلات التي تسكن بحي رضا بسيدي سليمان أي قطرة ماء منذ الصباح، فشرع أفرادها بعدما أعياهم الانتظار في التجول على منازل بأحياء مجاورة لطلب الماء، ومنهم من قصد حمام الحي من أجل نفس الغرض، مادام الحمام يتوفر على بئر.. كيف يحق للمسؤولين عن الماء بسيدي سليمان اتخاذ هذا العقاب الجماعي في حق سكان حي رضا؟
  3. اليوم الإثنين 30 غشت قرروا “تمتيع” المدينة بماء أحسن مما تعودوا على ضخه. هذا ما أكده مصدر مطلع، وفعلا تفتق عن الصنابير ماء أقل سوء مما سبق.. المشكل هل اتخاذ هكذا قرار من دائرة المسؤولية أم مجرد عمل مستخدمين صغار يفعلون ما يحلو لهم، واضاف المصدر أنه فعلا الماء العذب لايكفي المدينة وخاصة في فصل الصيف مما يجعلهم يخلطونه.
    إضافة: بعد الإفطار بساعتين عاد الماء لحي رضا
  4. ana ome deyali mine remadane 3andeha mochekile fi batene mine hadake ma li tateba3e fi azi9a bi a9al tamane
  5. لقد راسلت جمعية العقد العالمي للماء (أنظر الموضوع أعلاه) عدة مسؤولين في غياب تحرك المنتخبين الذين يدعون الدفاع عن السكان.. وهو يصعب قانونيا تحديد مصدر إصابة الوالدة، ولكن مشكل الماء سواء الذي يضخ غالبا في الأنابيب (نظرا لمذاقه) أو الموزع الذي يوضع في حاويات كانت تتضمن سموما كما نشرت ذلك إحدى الجرائد الوطنية التي أرسلت صحفية إلى سيدي سليمان بعدما نشرنا هذا الموضوع على نطاق واسع، كما سجلت إذاعة وطنية استجوابات مع المواطنين حول الماء بمساهمة جمعية أكمي (العقد العالمي للماء) وكل حل يتطلب تحرك السكان ليدافعوا بشكل مشروع وسلمي عن حقوقهم بالاشتراك مع الإطارات المناضلة

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

عبد العزيز لطرش عضو "هيئة حماية المال العام بالمغرب" و"الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة":


عبد العزيز لطرش عضو "هيئة حماية المال العام بالمغرب" و"الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة":
نحتاج إلى الإرادة السياسية لمواجهة الرشوة   
 
عبد العزيز لطرش
 أجرى الحوار مصطفى لمودن

 يعتبر ممثل "هيئة حماية المال العام بالمغرب" عبد العزيز لطرش لدى "الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة" أن هذه الأخيرة لا تقوم بواجبها المؤمل منها، لعدة أسباب منها عدم استقلاليتها عن الجهاز التنفيذي وعدم توفرها على صلاحيات التحري، ويربط الإطار ب"اتصالات المغرب" وعضو "الحزب الاشتراكي الموحد" وجمعيات أخرى أي نجاح في  التصدي للرشوة بتوفر الإرادة السياسية ودولة المؤسسات وفصل السلط.
ندرج في ختام المقابلة تعريفا ب"الهيئة المركزية  للوقاية من الرشوة، وبآخر تقرير أصدرته عن سنة .2009

سؤال: ـ ما هو تقييمكم للفساد المستشري في البلاد فيما يخص المالية العمومية بصفة عامة؟

عبد العزيز لطرش:ـ هو ظاهرة الفساد المالي بشكل عام، سواء تبذير المال العام، الرشوة، كل الأشكال المتعلقة بالفساد المالي…المعيار أو المؤشرات المعتمدة دائما، هو مدى التقدم الديمقراطي في بلد من البلدان، بطبيعة الحال المغرب على المستوى السياسي، لا زال من الناحية الديمقراطية ينقصه الكثير، بحيث ليس هناك فصل للسلط، الديمقراطية متعثرة بشكل كبير، والديمقراطية هي الآلية أو المفتاح الأساسي  للقضاء، أو على الأقل للحد من ظاهرة الفساد المالي، باعتبار أن الديمقراطية تقتضي المساءلة والمحاسبة والمراقبة… هذا هو العامل الأساسي والجوهري في كون بلادنا تعرف ظاهرة الفساد المالي بمستوى كبير جدا بالمقارنة مع دول أخرى.

سؤال:ـ  هل يمكن أن تذكر بعض مظاهر الفساد المالي الموجودة في المغرب؟

عبد العزيز لطرش:ـ مظاهر الفساد المالي؛ هي ظاهرة بنيوية وعامة ومركبة، كما قلتُ مسألة الشفافية والحكامة مرتبطة بالديمقراطية، وبالتالي يكفي مثلا كمظهر الفساد المالي، ما تم تفجيره من ملفات بشكل رسمي، مثل حالة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وملف القرض العقاري والسياحي، وملف القرض الفلاحي.. ملف جميع المؤسسات تقريبا بصفة شبه شاملة، كلها تعاني من ظاهرة الانحرافات المالية الخطيرة، ولا أدل على ذلك من التقرير الأخير الذي أخرجه المجلس الأعلى للحسابات.

سؤال:ـ أنمتم في "هيئة حماية المال العام في المغرب" هل لكم تصور معين من أجل حماية المال العام من التسيب والفوضى التي هي فيه؟

عبد العزيز لطرش:ـ نحن لنا بطبيعة الحال تصورات على حساب درجات الأولوية وعلى حساب مستويات التأثير؛ أول هذه التصورات التي عندنا، نحن لا نرى أنه هناك إمكانية للحد على الأقل من هذه الظاهرة (الفساد المالي) بدون مؤسسات ديمقراطية، تخص ضروريا الديمقراطية التي هي المفتاح، وتقتضي حكومة مسؤولة، وبرلمان مسؤول يقوم بدوره في التشريع والمراقبة، ويكون قضاء مستقل، بطبيعة الحال تعرف دور القضاء، مثلا الملفات التي أثرنا قبل قليل، القضاء غِــير كيتفرجْ، لأنه لو كان القضاء فعلا مستقلا ونزيها وفعالا، كان كل هذه الملفات… على الأقل نعطي عِبرة لهؤلاء المختلسين الجدد، فلما يروا أنه لا إفلات من العقاب، وأن القضاء فعّـل آلياته، وكانت المتابعة والمحاكمة العادلة، بطبيعة الحال الجزاءات المترتبة عن ناهبي المال العام وإرجاع الأموال المنهوبة… كانت الأمور ستكون عندها وجهة أخر، وكنا سنحقق بعض التقدم في هذا المجال، إذاً الآلية الأولى في تصورنا هو نظام ديمقراطي ودولة المؤسسات، تكون فيها المراقبة والمسؤولية وعدم الإفلات من العقاب.  
 
سؤال:ـ باعتباركم  عضوا في "الهيئة المركزية لوقاية من الرشوة"، ما تقييمكم لهذه الهيئة؟ وهل حققت الأهداف المرجوة من تأسيسها؟

عبد العزيز لطرش:ـ أولا "الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة" جهاز فتي حديث النشأة، لكن مع ذلك نحن نظرُنا في الهيئة، هاد الهيئة مثل داك المثل المغربي لي تيقول: باك طاح، قال ليه من الخيمة خرج مايل… الهيئة لا تتوفر على الاستقلالية اللازمة، لأنها مرتبطة بطبيعة الحال بمؤسسة الوزير الأول، والوزير الأول مسؤول عن الحكومة، والحكومة هي التي تتحمل المسؤولية المباشرة في تدبير الشأن العام، وبالتالي عدم استقلالية الهيئة عن الجهاز التنفيذي يشكل أحد العوائق السياسية لعدم إمكانية هذه الهيئة كي تحقق الأهداف المنشودة، والتي هي الحد من ظاهرة الرشوة… نرجع دائما على النقطة الأولى، وهي لابد من توفر إرادة سياسية، وحتى في مجال هذه الهيئة يجب أن تكون هيئة مستقلة، هذا واحد؛ الاستقلالية. ثانيا؛ ضرورة أن تتمتع هذه الهيئة بكل الوسائل والإمكانات والصلاحيات… فالهيئة لا تقوم بعمل التحري، وليس لها الوسائل من أجل ذلك، وكذلك إثارة (la provocation)مختلف القضايا، وتكون مصدر(l’origine) الدفع بملفات للواجهة أما قضائيا أو على المستوى الإداري…إذاً الاستقلالية وعدم كون هذه الهيئة تتوفر على كل الصلاحيات اللازمة للتحري واتخاذ القرارات في القضايا التي تشكل عائقا بالنسبة لبلادنا في هذا المجال، أي الفساد المالي…

سؤال:ـ ولكن قد يطرح سؤال في هذا الاتجاه، وهو ما الدافع إلى انضمامكم إلى هذه الهيئة رغم أنكم تعرفون من الأول ضعف الصلاحيات المتوفرة لها، ولكن في نفس الإطار لاحظنا بأن الوزير الأول في تقريره أمام البرلمان بغرفتيه قد أثار هذه الهيئة وأعتبرها من المسائل الإيجابية التي هو يشرف عليها.

عبد العزيز لطرش:ـ هي أولا من المسائل الإيجابية، ولكن ليس بالضرورة لأنه يشرف عليها(يقصد الوزير الأول)، هي أداة كان يمكن أن تكون مهمة جدا لو أنها كانت تتوفر على الاستقلالية وتتمتع بالصلاحيات، وفي مقدمتها صلاحية إجراء التحريات اللازمة في قضايا الرشوة بشكل عام… نحن انضمامنا على غرار باقي مكونات الهيئة، وخاصة الهيئات التي هي غير رسمية، مثل النقابات والجمعيات والمنظمات الأخرى التي لها ارتباط بالمجال كترانسبارونسي(الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة)… نحن نحتفظ بدورنا النقدي، ثانيا تواجدنا في الهيئة يجعلنا نقوم بدورنا الذي لا يتنافى مع الأهداف المرسومة في الهيئة الوطنية لحماية المال العام، وقد اخترنا أن نكون حاضرين، ونقوم بالدور النقدي ونناضل من داخل الهيئة في أفق توفر الشروط المطلوبة… لأن بناء أي عمل إيجابي يتطلب القيام بخطوات.. كان من البداية أن نقول احنا ما خدامينش، ولكن كان غادي يكون بالنسبة للناس لي تيقاوموا أي إمكانية ديال التغيير، غادي قول هانيا رتحنا منهم… نحن نقوم بدورنا خارج "الهيئة الوطنية لمحاربة الرشوة" بالفضح والتحسيس بأهمية القضايا المرتبطة بحماية المال العام، لكن من داخل "الهيئة" كذلك نرفع صوتنا ونطالب بضرورة قيامها بدورها كما يجب، وننبه إلى ضرورة المبادرة بعدد من الإجراءات، حتى نساهم بدورنا في حماية المال العام… بالنسبة لنا ليس هناك تناقض، متشبثون بأن هذه الهيئة كما هي لا تلبي ولا تستجيب لعدد من الطموحات التي كنا ننتظرها، منها عدم توفر الاستقلالية والصلاحيات، ولكن في نفس الوقت نناضل من داخل الهيئة ومن خارجها… كي تتوفر بلادنا على جهاز فعال على غرار ما هو متوفر لدى بلدان أخرى، وهذا نضال وسيرورة تقتضي التواجد في جميع المواقع.

 سؤال:ـ من موقعكم النضالي داخل عدد من المؤسسات الجمعوية والسياسية، هل لكم من نداء توجهونه إلى مؤسسات مغربية سواء رسمية أو هيآت سياسية ونقابية وجمعوية فيما يخص مواجهة كل الآفات التي تمس المال العام في المغرب؟

عبد العزيز لطرش:ـ هو في الحقيقية سؤال وجيه، لأن الظاهرة المرتبطة بالفساد المالي، وخاصة الفساد المرتبط بالمال العام، هي مشكلة تعني الجميع، كل واحد من موقعه، النقابات نعرف جميعا دورها المهم وموقعها في جميع القطاعات التي تتواجد بها، تساهم بدورها من خلال مناضليها المتواجدين بمختلف مؤسسات القطاع العام أو الشبه العام أو المرتبطة بالقطاع العام… كذلك الأحزاب السياسية، الإشكالية الديمقراطية مرتبطة بذلك؛ هناك مصالح تغيّب الديمقراطية لأنه عبرها تتم المساءلة والمحاسبة والمراقبة… لمَ الأحزاب وخاصة التقدمية منها لا تضع مسائل نهب المال العام ضمن أولوياتها السياسية، الأحزاب يجب أن تهتم بفضح وتتبع ملفات نهب المال العام… لأن ذلك هو جوهر كل الصراع القائم، مادام المستفيدون من الوضع القائم من مصلحتهم أن تغيّب الأحزاب هذا الملف ولا مصلحة لهم في الديمقراطية طبعا…
أحزابنا مع كامل الأسف قضايا المال العام لا تعنيها، في الوقت الذي يجب أن تكون هي نقطة رقم واحد في جدول أعمالها.
كذلك بالنسبة لجمعيات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية والهيئات المهنية…خاصة المرتبطة بالإعلام.. على المستوى الحقوقي نهب المال العام يمس بشكل مباشر الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين. الذين يسرقون المال العام والمبالغ المهمة التي تختلس من المال العام وتنفق لأغراض شخصية، تكون على حساب حرمان الفئات الاجتماعية المسحوقة من حقوقها، كبناء المدارس والمستشفيات والتشغيل… نهب المال العام يخلق انعكاسات مباشرة على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لدى المواطنين.. ومن مسؤوليات المشتغلين بالإعلام كذلك، بهذه المناسبة أحيي بعض رجالات الإعلام، الذين تكون لديهم الجرأة ويثيرون هذه الملفات، ويساعدون كثيرا في النضال في هذه الواجهة. كذلك من مسؤولية رجال الأعمال، ومسؤولية ممثلي الباطرونا، فالصفقات المشوبة بالرشوة، تعطي فرص المحسوبية والزبونية واستفادة البعض  من هذه الصفقات على حساب آخرين، ثم الصفقات المبرمة مع الدولة أو مؤسسات عمومية، كبناء مدرسة مثلا، المقاول الذي حصل عليها عن طريق الرشوة، لابد وأن يقوم بأعمال مغشوشة، وعمليا تكونون قد تتبعون حالة الطرق بعد الأمطار، وحالة البنية التحتية.. لأن ذلك كله نتاج الفساد المالي… من تسلموا تلك الصفقات قاموا بعمل مغشوش، لأنهم أعطوا رشوة، ولا توجد محاسبة ومراقبة…  

 سؤال:ـ هل يمكن أن تذكر بعض منجزات الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، هل حققت شيئا ملموسا على أرض الواقع لمواجهة الرشوة؟

 عبد العزيز لطرش:ـ الهيئة الوطنية للوقاية من الرشوة كما قلت في البداية، هناك معيقات أصلا تحد من إمكانية أن تقوم بعمل كبير ومهم، أول عائق هو الاستقلالية، ثاني شيء هو أنها ليس لها صلاحية القيام بالتحريات، هي تواكب العمل الحكومي، وتخليق الحياة العامة، تنجز تقريرا سنويا، تتابع التقرير الحكومي،  قامت بتجميع كل الترسانة القانونية المرتبطة بهذا الموضوع، ويمكن أن تقترح على أجهزة الدولة المختصة أن تحدث  قوانين في هذا المجال… ولكن هذا غير كاف، بحيث عند المقارنة مع مؤسسات مماثلة في دول أخرى، أول شيء إذا أردنا أن نتقدم في هذا المجال يلزم إرادة سياسية، وليس بالهيئة في حد ذاتها…
 وهذا عمل يقتضي منا أن نناضل جميعا، كل من موقعه… لنجعل هذه الهيئة تتمتع بالاستقلالية والصلاحية المطلوبة.
  **********
   
الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة
 
عبد السلام أبو درار
تأسست الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة في 5 أبريل سنة 2005، بمقتضى مرسوم رقم 2.05.1228 الصادر في 13 مارس 2007، وهي تعمل تحث إشراف الوزير الأول، يرأسها عبد السلام أبو درار المهندس والاقتصادي والمعتقل السياسي سابقا، يشتغل معه في "اللجنة التنفيذية" أربع ممثلين لوزارة الداخلية، وزارة العدل ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الصحة(تمثلها سيدة)، ويتكون "الجمع العام" للهيئة من 49 عضوا وعضوة، 16 منهم يمثلون قطاعات حكومية بالإضافة إلى والي المظالم، والباقون يمثلون هيئات مهنية ونقابية وجمعوية، وبها كذلك أربعة أعضاء بصفتهم باحثين.
تجتمع الهيئة لزوما مرتين في السنة، وتنجز حسب مرسوم الإحداث تقريرا سنويا "يجب أن يتضمن التقرير المذكور اقتراحات موجهة إلى الحكومة من شأنها الوقاية من الرشوة، وكذا تقييمها للأعمال المنجزة في هذا الصدد"(المادة 6)
وفي قراءة ل"ملخص التقرير" الذي نشرته "الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة" عن سنة 2009 في 125 صفحة، نجده يشتمل على كلمة الرئيس عبد السلام أبو درار، الذي تحدث عن الانفتاح تجاه "مختلف فعاليات المجتمع" ، وعن "تجاوز مرحلة التأسيس" وإنجاز التقرير بموضوعية وشفافية، وأضاف ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي قوله:" تحتاج مع ذلك إلى تعزيز اختصاصات الهيئة بما من شأنه أن يوفر لها مقومات الشخصية المعنوية ويرفع من فعالية ونجاعة مبادراتها".. وذلك"… لتشرع في تفعيل مهامها التشخيصية والتقييمية والاقتراحية"، يضيف أن التقرير"…قابل للاغناء… فهو يتوخى أن يشكل أرضية مشتركة لعمل كافة الفاعلين المعنيين بالتصدي للفساد من اجل ترجمة الإرادة السياسية المعبر عنها بوضوح على جميع المستويات إلى منجزات حقيقية تعزز مكافحة الفساد كإحدى الركائز الأساسية للحكامة الجيدة والتنمية المستدامة ببلادنا". 
 يشتمل تقرير "الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة" على ثلاثة أقسام؛ القسم الأول حول" تشخيص ظاهرة الرشوة وتقييم سياسات مكافحة الفساد"، والقسم الثاني بعنوان" توجهات إستراتيجية واقتراحات عملية لمكافحة الرشوة"، أما القسم الأخير فيتحدث عن "حصيلة الأنشطة الوظيفية للهيئة المركزية".
وحسب التقرير المشار إليه فقد تلقت الهيئة 42 شكاية من مختلف مناطق المغرب طيلة سنة 2009، وهو رقد هزيل بالمقارنة مع ما يعتمل في الواقع حسب تقارير مختلفة سواء لجمعيات المجتمع المدني أو ما تنشره الصحافة… وهو ما يتطلب على الأقل مزيدا من الانفتاح والتعريف بالهيئة ولم لا تكوين فروع لها كما ينص على ذلك المرسوم المؤسس. 
ـــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 23 أغسطس 2010

احتماء من حرارة مفرطة سباحة أطفال في مجاري الواد الحار


 احتماء من حرارة مفرطة سباحة أطفال في مجاري الواد الحار  
   

السباحة في نهر بهت الملوث (انظر الإطار جانب الصورة)
على طول نهر بهت العابر لمدينة سيدي سليمان تفاجئك أحيانا جماعة من الأطفال يسبحون هنا وهناك، وبما أن الحرارة مفرطة يلتجؤون لهذه الوسيلة دون اكتراث بالعواقب الصحية على أجسادهم الصغيرة.
يحدث هذا والمدينة قد "فتحت مسبحها الأولمبي" بعد خمسة عشر سنة من الانتظار، وبعد إنفاق أموال طائلة على ذلك، وقد شهد العالم كيف "باركت" القناة الثانية ذلك، بحضورهل لعين المكان يوم سبت من يوليوز الفائت، وكيف تقدمت "وجوه" معروفة لتزف "الخبر السعيد" للمشاهدين وللسليمانيين، دون أن تتحدث عن الثمن المرتفع الذي فرضته أغلبية المجلس الحضري للمدينة، ودون إثارة الجانب الصحي للمسبح وما مدى توفره على كل المتطلبات من أجل ذلك، منه دوران الماء وتجدده، ولم يجد المسؤولون من حل لذلك غير خلط الماء بأكبر كمية من سوائل التنظيف الكيماوية، دون اكتراث لمضاعفات ذلك على بشرة المستحمين..
الآن انغلق المسبح بعد سبعة أيام ديال الباكور، ومن هنا ندعو القناة الثانية للقدوم مرة أخرى لسيدي سليمان لمعاينة الوضعية الحقيقية للمسبح، وتصحيح ما نشرته من خبر غير تام.. وفي نفس الوقت تصوير أبناء الفقراء وهم يلوذون بمياه ملوثة حماية من حر قانت… لا نعتقد أنها ستلبي النداء لأنها تتحرك بالهواتف التي لا يعرف أغلب السكان أرقامها "المفيدة" والسريعة الاستجابة. 
 ويمكن أن نتساءل في نفس الموضوع عن دور "الوقاية الصحية"، هل توافق على سباحة الأطفال في النهر، وهل تضمن لهم علاجا إذا أصيبوا بمكروه؟ 
تفرغ المدينة حمولتها القذرة على جانبي الجزء الذي يعبرها من نهر بهت 
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

للتعجيل بافتحاص مالية جمعية المسيرة للماء بجماعة سيدي رضوان


 للتعجيل بافتحاص مالية جمعية المسيرة  للماء بجماعة سيدي رضوان

وزان:محمد حمضي

   كشفت مصادر موثوقة بعودة ملف جمعية المسيرة الخضراء للماء الصالح للشرب بالجماعة القروية سيدي رضوان ليستقر على رأس انشغالات فعاليات المنطقة، وذلك بعد أن تفاقمت من جهة معاناة ساكنة مجموعة من الدواوير من ندرة الماء الشروب رغم ربط مساكنهم بالشبكة المائية، وهو ما كلف ميزانياتهم النحيفة أصلا الكثير من المال، ومن جهة ثانية بعد أن مرت سنة على رفض الجمع العام التقريرين المالي والأدبي الذي تقدم بهما مكتب الجمعية في دورة استثنائية وصفت بالعاصفة، من دون أن يظهر أي أثر لتدخل الجهات الرسمية لفتح تحقيق في الموضوع، مادام الأمر يتعلق بمآت الملايين من المال العام تحدثت التقارير عن اختلالات خطيرة طالتها، ومن دون أن يتم البحث عن صيغة قانونية جديدة لتدبير شفاف لهذه المادة الحيوية.
  وأشارت مصادرنا المتعددة بأن ملف هذه الجمعية قد تصدر جلسة عمل جمعت على نفس الطاولة في شهر يوليوز الأخير، العامل الجديد على إقليم وزان المستحدث أخيرا، ووفد يمثل الهيآت السياسية الجادة وجمعيات المجتمع الوطني النشيطة بالمنطقة. وأضافت مصادرنا بأن المسؤول الإقليمي قد طمأن الجميع بأن الكلمة ستكون للقانون في هذا الموضوع وأن لا أحد يمكن أن يتصور نفسه فوقه، وهو ما أثلج صدر الفعاليات الحاضرة التي زفت الخبر إلى الساكنة المتضررة.
  وبخصوص طبيعة الإختلالات الخطيرة التي كانت وراء رفض التقرير المالي في غشت 2009، أرجعت مصادرنا التي حضرت أنداك الجمع العام ذلك إلى عدم تسديد مكتب الجمعية مستحقات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بوزان رغم استخلاصها من المشتركين(أزيد من 30 مليون سنتيم) في الوقت الذي كان من المفروض أن تتوفر الجمعية على فائض مريح، خصوصا إذا علمنا بأن طنا من الماء الذي تشتريه الجمعية  من (م. و.م .ص. ش.) 3.50 درهم تبيعه للمشتركين ب 10 دراهم، هذا بالإضافة إلى أداء كل مشترك- يتجاوز عددهم الألف - 800 درهم كواجب للانخراط. وتضيف مصادرنا بأن وصولات الاستخلاص والانخراط عرفت تلاعبات بحيث لا أحد من أعضاء المكتب يعرف عددها، كما أن مصاريف إصلاح القنوات وشراء بعض الآليات ظل غامضا، وأن التدبير المالي تم بشكل غير موثق، وطبقا للقوانين الجاري بها العمل في هذا المجال. وزادت مصادرنا توضيحا بأن الأموال التي كانت تستخلص من المشتركين كانت تستقر بجيوب البعض لشهور أو سنوات دون أن تعرف طريقها إلى حساب الجمعية.
   أمام كل  ما سبق ذكره، فإن الرأي العام المحلي ومعه كل من يبتغي الخير لهذا الوطن، يطالب بافتحاص دقيق لمالية الجمعية، علما أن هذه الأخيرة تعمل بشراكة مع المجلس القروي لجماعة سيدي رضوان والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وتسهر على تزويد سكان سبعة دواوير بالماء الشروب، ويدعو إلى تطبيق القانون، وذلك بعرض الملف على القضاء إذا ما أثبت الإفتحاص وجود اختلالات في التدبير المالي، كما يناشد الرأي العام الحقوقيين وحماة  المال العام الشرفاء الدخول على الخط لتكريس مبدأ عدم الإفلات من المساءلة والعقاب.