الخميس، 10 فبراير 2011

كرونولوجية الثورة في مصر:


على الفايسبوك متابعة للأحداث في مصر، وهناك مجموعات يخلقها الشباب، يتزايد عدد أعضائها كل ساعة، وضمن ذلك نقاش وأراء مختلفة، من ضمن مساهمتنا.. 
كرونولوجية الثورة في مصر: 
 الجمعة 11 فبراير
هنيئا لشعب مصر، كانت 18 يوما كافية لإزاحة طاغية عن الحكم وطغمته المتسلطة، الأمر غاية في السهولة لطرد المستبدين، تخلى مبارك عن الحكم وكلف الجيش بإدارة البلاد (تحصيل حاصل) الجيش يحل الحكومة ومجلس الشعب ويعين رئيس المحكمة الدستورية ضمن اللجنة المشرفة على مرحلة انتقالية، سيوضع فيها دستور جديد وتقع انتخابات لرئاسة رئيس جديد، بدأت بعض الشخصيات في إعلان ترشحها.. إنه يوم تاريخي ليس لدى مصر فحسب، سيخلد 11 فبراير في التاريخ بمداد الفخر.. الكلمة الآن للشعوب.

الخميس 10 فبراير
ألقى مباركا خطابه الذي أعلن عنه منذ مساء اليوم الخميس 10 فبراير بعد 17 يوما من الاحتجاجات المتواصلة، وقد تأخر عن موعده المرتقب العاشرة بما يقارب الساعة، أهم شيء جاء فيه هو إعلانه عن بقائه في السلطة إلى حدود انتهاء ولايته في، وعدم استسلامه للإملاءات الأجنبية، وتشبثه بذلك إلى الموت كما يستشف من آخر خطابه حينما شرع يعدد "منجزاته وبطولاته" العسكرية كوضعه العلم في سيناء. ذكر أنه شكل لجنتين، الأولى لمراجعة الدستور وخاصة البنود 76، 77، 88، 93، 189، وأضاف أن ذلك يعني رفع حالة الطوارئ "فور توفر الشروط" وفتح باب الترشح للرئاسة، وجعل القضاء هو من يشرف على الانتخابات التي قال إنها ستكون نزيهة (يا سلام الآن فقط). واللجنة الثانية مكلفة بتنفيذ وعوده، وركز على توجيه خطاب فيه عواطف زائدة بحيث يخاطب الشاب بأبنائي وبأنه أعطى أوامره للتحقيق في الأحداث، ووصف مطالبهم بالمشروعة،  كما أعلن عن تحويل صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان رئيس المخابرات.. وجاء في خطابه ضمان حوار يحضره الشباب وكافة القوى السياسية، (من هذه القوى من رفض أصلا أي حوار، ومنها من انسحب اليوم).. كما تحدث عن الخسائر التي أصابت مصر سواء في الاقتصاد وصورتها الخارجية.
 وبعد ذلك ظهر عمر سليمان الذي بدأ خطابه بذكره لحركة 25 يناير بالاسم وقال إنها نجحت في إحداث التغيير، وذكر بدوره بما جاء به الرئيس، والبدء في خطة لإحداث الانتقال السلمي للسلطة، وحذر من الفوضى والتخريب التي تكون من ورائها قوى أجنبية تريد الشر لمصر كما قال، وطالب الشباب بالعودة إلى الديار والعمل، وعدم الاستماع للإذاعات والفضائيات، والاستماع إلى "ضمائرهم" كما ذكر، وأثنى على القوات المسلحة التي حمت الشباب وتدافع عن الوطن وتحافظ على الممتلكات 
وفي زوال اليوم أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر البيان رقم 1 إثر اجتماعه اليوم، وجاء في البيان الذي أذيع على الساعة الثانية والنصف (التوقيت العالمي)الاستمرار في انعقاد المجلس بشكل متواصل، مع حرصه على "تأكيد وتأييد المطالب الشعبية المشروعة".. هذا وقد انعقد المجلس تحت رئاسة جنرال طنطاوي من الجيش وليس مبارك أو نائبه
وتأكد أن عناصر من الجيش حاولت اغتيال عمر سليمان.. ويبدو أن هناك خلافات الآن بين فصائل الجيش، خاصة قسم المخابرات الذي يسيره عمر سليمان.
ولاحظ المراقبون كيف انقلب التلفزيون المصري رأسا على عقب، وهذا لا يحدث إلا بعد فوات الأوان، وقد بدأ يتيح الفرصة لأصوات مختلفة كي تعبر عن رأيها.
من الواضح أن هناك استعداد من قبل الشارع المصري على المضي قدما في مطالبه من أجل تنحية حسني مبارك عن السلطة كمطلب أساسي، وقد سبق أن كشفت مصادر غربية عن ممتلكاته هو أفراد عائلته التي تقد بما بين 40 و70 مليار دولار، كما انطلقت سلسلة من محاكمات بعض الرموز في النظام كأكباش فداء مثل وزير الداخلية السابق وأمين الحزب الحاكم ووزراء آخرين، وبدأ مبارك يتعرض لضغوط قوية من اجل التنحية عن الحكم أمام قوة الاحتجاجات التي شملت كل البلاد، وكل مرة تنخرط فيها تشكيلات اجتماعية جديدة كالعمال وأساتذة الجامعات والقضاة… وإذا بقيت الأمور كما هي عليه فقد يتعرض الرئيس لمحاكمة أو يمكن أن يوجد حل لتنحيته من قبل الجيش الذي لم تعد له عليه سلطة كما هو واضح
=====
نعود للموضوع بعدما كنا لم نجد الوقت الكافي لمتابعة الأحداث وتسجيل أهما  للنشر
=====


الأربعاء 6 مساء:
لقد نزلت إلى شوارع مصر فئة أخرى تقول إنها تساند حسني مبارك، ومنها من يقول إن التغيير يجب أن يقع ولكن تحت سلطة حسني مبارك، وأظهرت قنوات تلفزية المئات منهم يهجمون على المعتصمين في ميدان التحرير، منهم من يركب الخيول والجمال، هناك من ينعتهم بالبلطجية، وضمنهم من يعتقد أنه في جهاز الشرطة أو تحت وصاية الداخلية، وقد عرض بعض الناس بطاقات هوية لهم تم حجزها، لكن وزير الداخلية وهو جنرال نفى ذلك.. كما يرمي هؤلاء الحجارة من أعلى المباني وهم يهشمونها من الحيطان، وقيل أن قناصة يرمون بالرصاص كذلك، وقد قبض الجيش على عشرة منهم، لكنه لم يحل دون حدوث بقية الخسائر في الأرواح والجرحى،  القتلى بالعشرات رغم أن العدد غير محدد، وقيل أن الجرحى 1500 ، وتحدث نفس المظاهرات  بمدن أخرى كالإسكندرية، ، البيت الأبيض تفاجأ لما وقع حسب تصريح أحد المسؤولين، وقد دعا الرئيس مبارك إلى نقل السلطة حالا.. إجراءات حضر التجول من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا.. وتظهر بعض الصور تراشق الطرفين في ساحة التحرير بقنابل الملوتوف.. ومن المعلوم أن مصر شهدت أمس مظاهرات حاشدة في أغلب المدن فاقت كل التوقعات، ومن المرتقب أن تعود لنفس الشيء يوم الجمعة القادم حسب ما تتوعد به المعارضة..
عمر سليمان يقول للمعارضين عليكم توقيف الاحتجاجات قبل أي حوار، والمعرضة تقول له لا حوار قبل مغادرة الرئيس لدفة الحكم.

الأربعاء 2 فبراير س1:
 ألقى  حسني مبارك خطابا ذكر فيه أنه لن يتنحى عن السلطة، وأنه سيغير مادتين من الدستور (76، 77) وأنه سيسهر على انتقال سلمي للسلطة فيما تبقى من ولايته التي ستنتهي في شتنبر.
وقد نظم أمس ملايين المصريين مسيرات حاشدة في مختلف المدن المصرية مطالبة برحيل مصر عن السلطة.
 اليوم ينظم أنصار الرئيس وقفة في ساحة التحرير تأييدا لحسني مبارك.

الثلاثاء 1 فبراير
أصبح حسني مبارك عالة على شعبه الذي لم يعد يطيقه، بعد كل لحظة أصبح يمثل كارثة للعالم، فالنفط في صعود، وقات السويس مهددة بالانغلاق، والبورصات في انخفاض، ولكل حساباته، إسرائيل تخشى فقدان "حليف" طيع يساهم في حراستها من، وهو موقع معها على اتفاقية "سلم" ونزع السلاح من سيناء، أمريكا الآن قد تراجع حساباتها وترى أن دعم حسني مبارك يجلب لها عدة خسائر من ذلك المزيد من فقدان الثقة تجاهها من طرف الشارع العربي، بحيث أنها تكيل بمكيالين فهي تدعي الديمقراطية لكن ترفضها في العالم "المتخلف"، لهذا يبدو أن هناك جريا لاستباق الأحداث و"التحكم" في الوضع، خاصة حول من سيحكم بعد مبارك.. ولعل المزيد من نضال المصريين وإصرارهم على الاحتجاج من أجل مغادرة الرئيس لدفة الحكم والتأسيس لديمقراطية حقيقية هو ما يمكن أن يحول كفة الغرب لصالح المحتجين من أجل التخلص من أصل المشكلة الذي  الرئيس طبعا، علما أنة هذا الأخير بدوره يركز على عامل الوقت وتعب المحتجين وفقدان الناس للغذاء.. لكن هذا قد يكون عاملا مساعدا على المزيد من التأجج، إن مبارك باعتباره عسكريا محترفا لن يتنازل بسهوله، ربما الآن هو في لحظة انشراح وهو يقود "المعارك" ضد شعبه.
 إن المصريين يحتاجون الآن إلى المساندة سواء من المواطنين العرب أو من طرف ديمقراطي الدول الغربية، والمقصود بهم المواطنون من إعلاميين ومثقفين ونقابيين، لقد ظهر أن الحكومات في الغرب لا تهتم إلا بمصالحها الضيقة.
 الآن المصريون نزلوا بكثافة إلى الشوارع يطالبون برحيل الشيح مبارك.. بينما دعا أمس نائب الرئيس عمر سليمان المعارضة للحوار وقال إنه سيتم إعادة الانتخابات في الدوائر المطعون فيها.. وهو ما لم يلتفت له أغلب التشكيلات المعارضة الوازنة.
ومن المؤكد أن أنظمة الاستبداد العربي ترتعد فرائصها الآن، فالسودان عرفت احتجاجات طلاب الجامعة، وقتل شاب إثر ذلك وقبض على آخرين، البحرين منعت مظاهرة تضامنية مع مصر، في الأردن أقال الملك الحكومة بعدما خرجت المعارضة إلى الشوارع مطالبة بذلك، وتستعد المعرضة في سوريا تنظيم مظاهرة يوم السبت القادم، وفي دول أخرى ـ رغم السكون ـ الظاهر فهناك حذر وترقب.
 في الأخير، غادر مبعوث الإدارة الأمريكية مصر بعدما التقى بالرئيس، ويجهل ما دار بينهما،  وفي الآونة الأخيرة أعلنت أمريكا عن عدم قناعتها "بالإصلاحات" التي أجراها الرئيس..
للتذكير، في حربه على الشعب المصري أعلن الرئيس عن حالة حضر التجول لمدة 14 ساعة، ومنع الانترنيت، وأوقف القطارات، وسد الطرقات بين المدن.. والاقتصاد ينهار…التساؤل هو إلى متى سيستمر هذا العسكري في عناده؟
 ************************************
الإثنين 31 يناير
ـ الرئيس المصري يعين حكومة جديدة برئاسة محمد شفيق، وقد احتفظت بأغلبية الوجوه السابقة.
ـ أعلنت المعارضة عن تنظيم مسيرة مليونية غدا الثلاثاء في القاهرة، مما جعل النظام يوقف حركة القطارات في كامل البلد، كما أوقف من قبل الانترنيت والاتصالات الهاتفية وقناة "الجزيرة" القطرية.
ـ ظهر أمس الرئيس المصري في قيادة عامة للجيش وسط ضباط عسكريين، وبدا في الصور التي عرضتها القنوات الرسمية كأنه يتابع عمليات حربية تعرض أمامه على شاشة. ويظهر أنه يحن للمعارك الذي لم يخضها منذ عقود خلت، وهو الآن يحارب شعبه ليبقى رغم الجميع في السلطة.
ـ قالت الأخبار أمس أن الجيش قبض على الجنرال حبيب عادلي وزير الداخلية السابق، وكذلك أحمد عز قيادي في الحزب الحاكم كان قد أعلن عن استقالته في اليوم الثالث للثورة، وقيل أنهما سيحالان على المحاكمة
ـ هناك أخبار متضاربة حول سبب فرار السجناء، وهناك من يرى أن ذلك كان مقصودا من أجل إثارة الفوضى أكثر في مصر لغرض غير معروف، وفي نفس السياق أعطى الجيش الذي تدخل للحفاظ على "الأمن" أرقاما كبيرة عن المقبوض عليهم بسبب النهب حسب ما قيل.وطلب الجيش من السكان تنظيم أنفسهم للوقوف ضد اللصوص والناهبين.
ـ تدخلت أمريكا لإطلاق سراح صحفيين قبضت عليهم السلطات المصرية كانوا يعملون مع قناة "الجزيرة" حيث أغلق مكتبها في مصر وسحبت بطائق الاعتماد الخاصة بهم، وقد دعا القرضاوي عبرها إلى الإطاحة بالنظام في مصر.
ـ كلف محمد البرادعي بإجراء مفاوضات مع المسؤولين، ترى هل سيقبلون ذلك؟
ـ أغلب دول العالم ترحل رعاياها من مصر، كما يستمر إغلاق البورصة والأبناك وعدد منم المحلات التجارية، وبذلك تسير مصر نحو أزمة شاملة، ما سيقوي من الاحتجاجات.
ـ طالبت أمريكا من الرئيس إجراء المزيد من "الإصلاحات " وعدم الاكتفاء بتغيير الحكومة كما قال.
ـ زاد الحاكم العسكري المصري، يعني مبارك ساعة أخرى في حضر التجول، بحيث أصبح يبتدئ ذلك من الثالثة بعد الزوال إلى السابعة صباحا، لكن عددا ضخما من المواطنين يبقون في الساحات العامة متحدين قرار الحضر.
**************************************
الأحد 30 يناير 

ـ عدد من أحزاب المعارضة تنصب محمد البرادعي رئيسا انتقاليا لمصر، وهو ما اعتبر انتقالا إلى مرحلة أخرى قد تتخذ صراعا سياسيا وإعلاميا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
ـ بدا اليوم هدوء في المدن المصرية، وقد قلت الاحتجاجات مع انتشار الجيش في أهم المراكز الحضرية، وبداية وضع حواجز في أماكن إستراتيجية، ضمن خطة "عزل" البؤر فيما بينها، وقيل أن الجيش لا يقمع المحتجين، إلا في حالات قليلة كما وقع في السويس لما تعرض لإطلاق النار حسب مراسل إحدى القنوات التلفزية.
ـ مع عودة الهدوء بدأ إحصاء القتلى، وتتحدث الأخبار عن وجود حثت ملقاة في عدة أماكن.
ـ حدثت عمليات نهب مختلفة، كما قامت بعض العناصر  يعتقد أنها من الأجهزة الأمنية بترهيب وتخويف المصريين، وتساهم لجان أمن شعبية شكلت في الأحياء من قبل مواطنين في الحفاظ على الأمن والدفاع عن الممتلكات،  كما سلم بأعجوبة متحف مصر التاريخي من النهب، رغم حصول محاولات من أجل ذلك كتكسير أبواب وحواجز زجاجية، ويعود الفضل في ذلك لعدد من شباب مصر الواعي بالقيمة الحضارية للمتحف.
ـ تأكد هروب آلاف السجناء من سجون مختلفة بمصر، بما في ذلك أعضاء من "جماعة الإخوان المسلمين" المعارضة للنظام.
ـ أغلقت سلطات مصر مكتب قناة "الجزيرة" بمصر وسحبت اعتماد الصحافيين العاملين به، كما لم تعد تظهر القناة الإخبارية القطرية ضمن باقة "النايل سات" المملوك لمصر (على الأقل في موقعها السابق).. وقد كانت هذه القناة أكثر "حماسا" لإزالة النظام المصري، ودعا "مرشدها الروحي" القرضاوي مبارك إلى الرحيل وحرض المواطنين المصريين على ذلك.


الساعة 11h.

السبت 29 يناير 
مبارك يعين رئيس مخابراته عمر سليمان نائبا له.
ويعين أحمد شفيق رئيسا للوزراء من الطيران العسكري.
ويرى المتتبعون أن تعيين رئيس المخابرات في منصب نائب للرئيس الذي ظل شاغرا منذ 30 سنة، وغالبا جاء تعيينه كخيار من الرئيس لسد أي فراغ محتمل، ولكن ذلك قد يكون مؤشرا على وجود خلافات وحذر متبادل بين قيادة الجيش.. والتفاعلات مازالت جارية في الشارع المصري والاحتجاجات تحدت قرار حضر التجول، وقد تظهر بين الفينة والأخرى وقائع تقلب الأوضاع.. يبدو أن الشارع سيرفض القرارات الجديدة
س 16h
*********************************
يتأكد أن المصريين عازمين على تغيير النظام أو على الأقل إزاحة الرئيس عن السلطة، رغم تمديد فترة حضر التجول إلى 16 ساعة ابتداء من الرابعة بعد الزوال، ورغم وصول الوقت المحدد لذلك فإن المتظاهرين يتزايد عددهم حسب ما يظهر في قنوات التلفزة، ولا يخيفهم البيان الصادر عن الجيش الذي توعد كل من لم يلتزم بقرار حضر التجول.. لكن من جانب آخر وقعت أعمال نهب لمحلات عمومية وخاصة، والجيش الآن يحمي المصالح العامة مثل هيئة الإذاعة والتلفزة ومقرات الوزارات.. وتتحدث الأخبار عن غياب شبه مطلق للأمن، بحيث لا يوجد حتى من ينظم المرور كما قال مراسل إحدى القنوات الفضائية، ومن جانب آخر، وبعد "انهزام" جهاز الأمن الداخلي، بدأت عمليات انتقام ضده من طرف بعض المواطنين كما وقع في السويس، لكن من جانب ثان هناك حديث عن احتماء عناصر الشرطة وراء الجيش، وقد أحرق المحتجون عدة مقرات للأمن في مصر.. والجانب الإيجابي في الأمر هو حماية المواطنين لعناصر أمنية ضد عمليات تصفية الحساب، ومنحهم ملابس مدنية حتى لا يكونوا عرضة لانتقامات عشوائية.. في هذا الأمر صحيح أن الشرطة في حالة مصر ظلت حامية للنظام قبل أي شيء آخر، لكنها جزء من الشعب، وقد تم إطلاق الرصاص الحقيقي على المحتجين وموت الكثيرين منهم. وغالبا ما يكون صغار المسؤولين في الشرطة بدورهم عرضة لمثل ما يعانيه عامة الشعب..
التساؤل الذي لا معنى له يمكن أن نعيد تكراره، وهو لماذا يصر المستبدون على التشبث بالحكم، وقمع الشعوب والتنكيل بها وعدم التأسيس لحكم ديمقراطي يكون فيه التداول على السلطة انطلاقا من صناديق الاقتراع؟ لماذا يقع كل ذلك ولا يرعوون إلا بعدما تحدث خسائر وضحايا وثورة تجبرهم على الهرب كما وقع في حالة زين العابدين بنعلي في تونس وغيره.
وعن حالة مصر لابد من تخل عقلاء سواء من الجيش أو فاعلين سياسيين آخرين لإخبار الرئيس المغرور بحقيقة الأمر وبأن الحل هو تنحيته عن السلطة.
 قبل 15h
 ***************************
من أغرب القرارات؛ تمديد حضر التجول إلى 16 ساعة، من 4 بعد الزوال إلى الثامنة صباحا !!!! يحدث هذا في مصر طبعا
****************************
ـ ظهر بعد بزوغ شمس يوم السبت أن هناك شهداء في عدة مدن مصرية، وأن الثورة ما تزال مستمرة، وتأكد بأن الرئيس (السابق) كذب فيما يخص الحكومة، فقد استقالت عند انطلاق شرارة الانتفاضة، ولم يطلب منها هو ذلك كما جاء في خطبته، وتبت أن الأمن أطلق رصاصا حقيقيا على المتظاهرين، وظهر في شوارع القاهرة التي تنقلها قنوات تلفزية حجم الخراب الذي لحق ببعض المباني كالمقر الرئيسي للحزب الحاكم الذي احترق بالكامل، وكذلك عربات عسكرية وخاصة.. لقد فرض حضر التجول من السادسة مساء إلى السابعة صباحا، والجيش أكد في بيان أنه سيطبق ذلك. 
 10 صباحا

الجمعة 28 يناير
 ـ  ألقى باراك أوباما خطابا من البيت الأبيض (23h.30)  ظهر منه أنه مازال يساند نظام حسني مبارك، وقال إنه اتصل به بعد إلقاء هذا الأخير خطابه على المصريين، وقد دعا الرئيس الأمريكي إلى احترام الوعود التي قدمت من أجل الإصلاح، والحفاظ على حرية التعبير بما في ذلك استعمال الانترنيت الذي قطعته السلطات المصرية أثناء الاحتجاجات بما في ذلك الاتصالات الهاتفية، ولم ينس أوباما تأكيده على دعم اختيارات الشعب وحكومة عادلة ومسؤولة تحافظ على موقعها من خلال موافقة الشعب وليس عبر الإحبار، في محاولة منه شد العصا من الوسط، عبر الدعوة إلى الديمقراطية وعدم التفريط في حليف مهم لدى أمريكا في الشرق الأوسط كالنظام المصري الحالي. كما دعا في نفس الوقت جميع الحكام في المنطقة إلى التجاوب مع ما يريده أبناء الشعب كما ذكر، وأضاف أن الجيل الجديد يحتاج لسماع صوته.. وقبل ذلك أدلى متحدث باسم البيت الأبيض ببيان أمام إعلاميين أثار فيه الدعم الذي تقدمه أمريكا لمصر، أي ما يفهم منه ضغطا من أجل وضع أسس للديمقراطية في مصر..
رغم كل ما يقال، لم يحدث أن كان الغرب مصدرا للديمقراطية والدفاع عنها  لدى الشعوب المستضعفة، إنما يكون دائما دافعه هو الحفاظ على مصالحه، وفي حالة مصر تبقى هذه المصالح جد حيوية وحساسة تتعدى الاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية إلى ما هو أمني واستراتيجي.. لكن هل سيقنع  خطاب أوباما الشباب المصري ليتوقف عن الاحتجاجات أم سيدفعه للمزيد ورفع سقف المطالب إلى ما فوق إقالة الحكومة كما قرر ذلك الرئيس المصري في آخر خطاب له؟  
****************************
ـ الرئيس المصري حسني مبارك مازال في السلطة وقد ألقى خطبة عبر التلفزة (22h.15)ذكر فيها أنه طلب من الحكومة أن تتقدم باستقالتها، وتعيين حكومة جديدة غدا، كما أعلن عن مواصلة ما أسماه بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية… وقد ظهر الرئيس متعبا رغم الماكياج الذي وضع له، وحاول المزج في ظهوره بين "القوي" المتمسك بالسلطة والحريص على تطبيق صلاحياته الدستورية، وبين "الرحيم والمتفهم" لمطالب الشباب، وقد لاح باللائمة على مندسين وسط الشباب حسب قوله من أجل زرع الفوضى، وأرجع سبب الأحداث إلى"الحرية" التي تعرفها مصر حسب قوله، كما حاول في خطابه التذكير ب"منجزاته" الحربية، وتحدث عن "استقلال القضاء" والنهوض بالتعليم والصحة والإسكان… التساؤل قائم الآن حول مدى قناعة الشارع بهذا الخطاب، أم أن الرئيس قد فتح عليه معارضين جددا ممن تخلى عنهم كأكباش فداء، علما أنه لم يتحدث عن جوهر المشاكل وهو شكل السلطة، ومن هنا نستحضر حالة تونس وآخر خطاب لبنعلي أعلن فيه عن نفس الإجراءات تقريبا.. علما أن حالة مصر لها خصوصية أخرى، خاصة على المستوى الخارجي، حيث أن أغلب الدول الغربية تحرص على مراقبة الوضع والتحكم فيه ما استطاعت، نظرا لمكانة مصر الإستراتيجية.  
رأيي المتواضع أن الشباب لن يقتنعوا بما جاء به رئيس اهتزت مكانته داخليا وخارجيا.
*************
الآن هناك إعلان عن فرار شخصيات ورجال أعمال من مصر عبر طائرات خاصة(21h)
***************
مسؤول عسكري أمريكي يطلب من الجيش المصري "ضبط النفس"، ومسؤول عسكري يقول في ندوة صحفية بأنهم يتابعون الوضع المتغير على رأس كل لحطة في مصر.. ويبدو أن أمريكا قلة على ما بعد الرئيس (السابق)، وأكيد أن هناك الآن ترتيبات من أجل ذلك
الجمعة،  20h.15
*****************
تحية للجنود، جنود تونس وجنود مصر الذين لم يهتموا لأمر أخرق مهبول من الحاكمالمستبد لإطلاق النار ووقف إلى جانب الشعب وحمى الثورة، هذا ما يكرره الآنالجيش المصري فيأرض الكنانة. لكن يحز في النفس عندما تقمع بدون رحمة بعضالأجهزة المواطنين (الشرطة والمخبرون)، وقد ظهرت اليوم على قنوات التلفزةعمليات ضرب مبرح لمواطنين ليس لهم اي سلاح ويحتجون بشكل سلمي، فهل يدرف مرة أخرى شرطة مصر الدموع وطلب المغفرة كما حدث في تونس؟ 
احترق بالكامل مقر الحزب الحاكم في القاهرة وفي مدن أخرى، وكذلك محافظةالإسكندرية.. لكن ما زال مصير الرئيس (السابق) مجهولا وكذلك بقية زبانيتهالفاسدة.. 
لقد عمت الرغبة في السلطة والاستئثار بها حاكم مصر (السابقعوض أن يخلق دولة ديمقراطية وتداولا على الحكم، الآن رغم أن مصر تصنع تاريخا جديدا، لكن ذلك جاء بعد خسائر وشهداء.. يتحمل النظام (السابقمسؤوليته كاملة في ذلك. إنها خسائر
وشهداء كان لابد منهم، لا حرية تعطى من المستبدين، بل تؤخذ أخذا ..
ـ تقول الأخبار الآن أن رجال الشرطة قد فروا وتفرقوا بين المواطنين، يا لها من مهزلة

الجمعة، 20h
******************
استطيع أن أقول انتهى النظام المصري؛ الأخبار الموالية ستؤكد ذلك، لم ينجح اللجوء "إلى الطوارئ" كما دعا الرئيس (السابق)، الذي لم يخرج ليخطب كما قيل بل ساعات.. لكن الخطير أنه وقع النهب، وهذا هو الوجه غير المشرف، لكن يتحملمسؤوليته نظام غير ديمقراطي يهتم بمصالحه فقط..
الجمعة، 18h
**************
الريسالمصري يأمر بحالة الاستثناء في كامل مصر، وليس فقط بعض المدن الكبرى.. قرار خاطئ مادام الناس مستمرون في الاحتجاج، وخاطئ بإشراك الجيش الذي مهمته حماية الوطن ككل، وقرار خاطئ يبين قصر نظر "الريس" بلجوئه للقوة، كما أن القرار يبين أن الاحتجاجات عامة رغم قطع كل وسائل الاتصال
***************
يبدو حسب قنوات التلفزة أن قرار حضر التجول لم يعط نتيجة، الآلاف يتظاهرون وسط القاهرة،وهناك محاولة لاقتحام مبنى التلفزة ومقر وزارة الخارجية، وتحدثت (17h)هيلاري كلنتون مبدية النصح للنظام المصري ومطالبة بعدم استخدام القوةوعدم قطع الاتصالات، مبقية على خيط "أمل" للنظام في الاستمرار عبر إصلاحات.. لكن الرئيس لم يظهر ليخطب كما قيل منذ ساعة.. تنقل بعض القنوات أدخنة ومحارق في عدة أماكن.
***********
 
حسب "الجزيرة" النيران مشتعلة في المقر المركزي للحزب الحاكم 16h30)


**********
أعلن الرئيس المصري فرض حالة الطوارئ في كبريات المدن من السادسة مساء إلى السابعة صباحا، ولوحظ خروج مدرعات عسكرية في الشوارع.ومن المنتظر أن يلقي الرئيس بعد قليل خطابا، حسب البعض قد يتحدث عن "إصلاحات" وتشكيل حكومة جديدة، هذا وقد قطعت كل وسائل الاتصال اليوم في مصر 

************ 
تحطيم مقر الحزب الحاكم في المنصورة، و40 ألف محتج (الجزيرة) 

زوال الجمعة


*************
في مشهد جد مؤثر عبر قناة "الجزيرة" تخرق الجماهير حاجزا بشريا من رجال الأمن.. وزقالت مراسلة من عين المكان أن هناك تواصل لقدوم محتجين جدد، وأن بعض رجال الشرطة لم يوافقوا على قذف المواطنين بالقنبال، لكن مراسلا آخر يقول أن هناك رمي للقنابل. كما أحرق المتظاهرون مقرا للشرطة 
الجمعة، الساعة 14h.30 

*************
تتواصل الانتفاضة في عدد من المدن المصرية، قوات أمن كثيرة، ضرب المواطنين المحتجين، ورميهم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، السلطات أوقفت الانترنيت والهاتف النقال. وقبل قليل (14h.gmt) حصل تشويش على الجزيرة عبر النايل السات. وقالت قناة 24 الفرنسية أن الشرطة بدأت تنظم إلىالمتظاهرين.. هي بداية سقوط طاغية آخر في العالم العربي. 

الجمعة، الساعة 14

**************
 
قال مراسل الجزيرة أن هناك مطاردات،وسيارات إسعاف تتحرك، وقد كان يطل من شرفة عمارة، ولاأحد يعرف ما يجري وسط المدينة والمدن الأخرى باستثناء لقطات بعيدة حيث يتجمع المحتجون، وقد انقطع الهاتف وكذلك أغلب استعمالاتالانترنيت.. لكن حركة السير ظهرت عادية في زحمة القاهرة المعروفة حتى بالليل، وطالب حزب معارض بعدم ترشح الرئيس مرة أخرى أو تقديم ابنه (!) تأكد مقتل ثلاثة ضمنهم شرطي

الثلاثاء، الساعة 11:27 مساءً
**************

الآن في مصر حسب مراسل يتحدث مباشرة في "الجزيرة"(14h.gmt) لجأت السلطات إلى قطع الاتصالات الهاتفية والانترنيت، بينما يلتحق العشرات بالمتظاهرين بما فيهم الكتاب والفنانين.. وتغيرت التعليمات التي أعطيت سابقا بعدم استعمالالعنف من قبل الأمن.
الثلاثاء، الساعة 04:07 مساءً
ملحوظة: الاختلافات الواردة في الخط من الموقع 

الأربعاء، 9 فبراير 2011

قرصنة "موقع أنوال" في ظل التوجس من المواقع الإلكترونية بلاغ هيئة التحرير


 قرصنة "موقع أنوال" في ظل التوجس من المواقع الإلكترونية
بلاغ هيئة التحرير 
 
مصطفى لمودن
قرصن من قبل مجهولين "موقع أنوال" المقرب من "الحزب الاشتراكي الموحد" بعد زوال يوم الأربعاء 8 فبرير، رغم التزامه بخط تحريري منفتح على جميع الأطياف السياسية والفكرية.. وليست المرة الأولى التي يقرصن فيها الموقع الصادر قبل شهور فقط، وأهم ما جاء في البلاغ تأكيد على استمرارية الموقع "وفق شروط حماية أكثر ستتكلف بها شركة خاصة، حتى يتمكن الموقع من متابعة تنفيذ التزاماته الاعلامي".
نص البلاغ:  
 
"يتعرض موقع "أنوال" الإلكتروني، منذ ميلاده في الفضاء الرقمي، لمحاولات القرصنة من جهات "مجهولة" من مصلحتها إعدام "أنوال"؛ التي شكلت فضاء حرا لكل الأفكار الديمقراطية و منبرا مواكبا لتطلعات الشعب المغربي في الديمقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية.
  و قد توجت هذه المحاولات البئيسة بقرصنة "أنوال"، عشية الجمعة 14 أكتوبر الجاري، حسب ما أكدته رسميا الشركة الحاضنة. بيد أن عملية القرصنة صورت لزوار الموقع، للتمويه عن هذا الفعل الاجرامي، في "مشكل" عدم أداء المستحقات المادية.
إننا في هيئة التحرير، إذ نستنكر هذا السلوك البائد والجبان؛ فإننا نحيي كل من أعلن دعمه وتضامنه مع "أنوال".
و نؤكد أن "أنوال"، بما هي ملك جماعي لكل قرائها، ستعود مجددا للصدور، وفق شروط حماية أكثر ستتكلف بها شركة خاصة، حتى يتمكن الموقع من متابعة تنفيذ التزاماته الاعلامية ". 
 
وعلاقة بالموضوع فقد أصبحت المواقع الالكترونية محط اهتمام وتتبع من طرف العديد من المواطنين والمواطنات لقربها من أمكان الأحداث، واستعمالها الكتابة والصورة والفيديو، وهي تعوض التخلف المريع للإعلام العمومي، وعدم تعرضه لمختلف قضايا واهتمامات الشارع المغربي، وفي آخر بلاغ لها حول أحداث تازة، توعدت الحكومة مواقع لم تسميها واتهمتها بتضخيم أحداث مدينة تازة.. ومعلوم أن المواقع الالكترونية تعمل بدون شروط قانونية واضحة تبين حقوقها وواجباتها، فليس هناك اي اعتراف بها، ولا شيء يجعل الإدارات العمومية تتعامل معها، رغم ما توفره من إمكانيات تواصلية هائلة، وهو الأمر الذي يجب إصلاحه في أقرب وقت.. وهناك سابقة لسوء المعالمة في مجال الانتنريت، بحيث لم تعترف الدولة بجمعيتين أسستا سابقا حول التدوين الإلكتروني في المغرب، هما "تجمع المدونين المغاربة" و "جمعية المدونين المغاربة"..
 

يطالب بشغل قار بنعيسى عبيث الذي حاول إحراق نفسه يجب على الإنسان ألا يحرق نفسه كيفما كانت الأسباب


يطالب بشغل قار
بنعيسى عبيث الذي حاول إحراق نفسه
يجب على الإنسان ألا يحرق نفسه كيفما كانت الأسباب 
بنعيسى عبيث على سرير المستشفى في سيدي سليمان

دخلنا على بنعيسى عبيث في غرفته بالمستشفى المحلي بسيدي سليمان ليلة الأحد 6 فبراير فوجدانه على سريره شبه جالس يتناول وجبة عشاء حملها له شاب من أقاربه، كنا أربعة، الثلاثة الآخرون زملاؤه في "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين".. عند أول لقاء ببنعيسى يظهر أنه طيب وهادئ وقد عانقنا بحرارة، طيبوته يمكن استنباطها وتأكيدها بسرعة من نص الحوار الذي أجريناه معه، رغم أن نقل الكلام إلى المكتوب يلغي نبرات الصوت التي تزيد صفة الإنسان النبيلة وضوحا أكثر… بنعيسى يطالب بشغل قار، ويعلن انتماءه المسؤول لثلاث هيئات مختلفة..يتحدث بثقة وكله أمال من أجل المستقبل.  
طبعا كان أول سؤال يمكن طرحه هو لماذا بنعيسى شرع في إحراق نفسه عشية يوم الثلاثاء 1 فبراير أمام مقر عمالة سيدي سليمان حينما كان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ينظم وقفة احتجاجية… أرجع ذلك إلى سبب واضح كما قال، وهو ما اعتبره حصول مجموعة من التراكمات أوصلته إلى قمة اليأس، ليس من أجل إحراق نفسه فقط، بل شيء آخر أكثر من ذلك لو قدر عليه كما ذكر، وأضاف بأنه ظل يتقلى "وعودا كاذبة" لمدة 25 أو30 يوما من مسؤولين… فسألناه عمن يكون هؤلاء المسؤولون، فذكر ثلاثا بصفتهم المهنية من المسؤولين المحليين، بالإضافة إلى عدم الاستجابة لطلبين وضعهما من أجل مقابلة عامل الإقليم كما قال.. 
ما هو طلبك؟ طرحنا عليه السؤال، فرد :"حقي في الشغل، كنت أريد على الأقل رؤية العامل، وحينها أناقش معه، أنا أريد أن أعيش، عمري الآن 41 سنة، أم أرملة، أب كان مقاوما في جيش التحرير، أخ متزوج في عمره خمسون سنة له ثلاث أولاد وهو بدون شغل يسكن مع أمي، أخت أرملة لها ثلاث أولاد، بدون شغل كذلك وهي تسكن مع الوالدة، آخر عاطل، وأخ واحد من يشتغل..
وحول سؤال عن التخصص الذي يتوفر عليه من خلال دبلوم التكوين المهني الذي في حوزته أجاب بأنه في الميكانيك، كما أنه مستعد للعمل في هذا المجال ردا عن سؤال حول ذلك، وأضاف أن المهم بالنسبة إليه هو أن يشتغل، ووضح أكثر قائلا:" أريد أن أتزوج، حتى أنا أريد أن تكون لي أسرة وأطفال، أريد أن استقر… ما قمت به ليس على خلفية معينة، قد يقول البعض بأنني أركب على أحداث معينة"، وسرد من جديد جزء من معاناته ومحاولاته من أجل الشغل والوعود التي تلقاها… وأضاف:" لا أجد حتى  ثمن الحمام"، وانتقد بعض التوجيهات التي سمعها من أجل أن يشغلوه في مقاولات محلية ذكر اثنين منها بالاسم متخصصة في الصناعة الغذائية، متوقفا عند سوء معاملة العمال فيها..
وحول إشاعة راجت في الشارع بصدد زيارة مسؤول جهوي لبنعيسى عبيث، نفى هذا الأخير ذلك، وقال إن مدير ديوان عامل الإقليم ورئيس الشؤون الداخلية من زاراه كأبرز المسؤولين، وقد وعداه خيرا فيما يخص تشغيله.
كان ضروريا أن نسأل بنعيسى عن رأيه في بعض المظاهر التي بدأت تطفو متأثرة بظواهر احتجاجية تؤدي إلى إحراق البعض لنفسه، سألناه عن الخطاب الذي يمكن أن يوجهه لبعض الشباب الذين يظنون أنهم وصلوا لمرحلة  من اليأس ويمكن أن يقرروا إحراق أنفسهم… 
فجاء رده سريعا:" أقول لهم، الإنسان يجب ألا يحرق نفسه، هناك طرق للاحتجاج يمكن أن يناضل بها، ولا يحرق نفسه، أتمنى من الشباب ولو يصل إلى قمة اليأس كما وصلت أنا ألا يحرقوا أنفسهم، ممكن للإنسان أن يدخل في اعتصام، في إضراب عن الطعام، ولكن أن يحرق نفسه هذا ليس بحل.."
طرحنا عليه مجددا سؤالا فيما يخص مطلبه، فكرر أنه في حاجة لشغل قار، ورأى أنه يمكن للمسؤولين تفادي أي "حرج" كما ذكر بواسطة إيجاد شغل له عن طريق الجمعية الوطنية لحلمة الشهادات المعطلين بسيدي سليمان، لأنه عضو ضمنها… كما علمنا أن بنعيسى عبيث عضو بالمكتب المحلي لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بنفس المدينة، ومنخرط في "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" حسب قوله.. وتجدر الإشارة إلى أنه قد غادر المستشفى صبيحة الاثنين 7 فبراير، وكانت قد نظمت "الجمعية الوطنية لحلمة الشهادات المعطلين" بسيدي سليمان وقفة احتجاجية عشية الأحد للتضامن مع بنعيسى عبيث والمطالبة بالشغل كما جاء في بيان وزع بالمدينة.
 ومن المعلوم كذلك أن شابا حاول الإنتحار ليلة السبت 5 فبراير عبر صعوده عمودا كهربائيا بحي اجبيرات، وقد تم قطع الكهرباء على المكان كما حضرت السلطة المحلية وعدد من المواطنين وتم إنقاد الشاب، وتعرض أحد أفراد الوقاية المدنية لكسر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المدونة: كل من له رأي أو موقف مستعدون لنشره على المدونة، نحن ضد الرأي الوحيد كيفما كان. 
نضع التوقيع على الصور مادامت في ملكية مدونة سيدي سليمان، ورغم ذلك هناك من يستعملها بعد قطع التوقيع !!!

الخميس، 3 فبراير 2011

المجلس الإقليمي بسيدي سليمان: حضور هاجس التشغيل والمصادقة على الحساب الإداري لسنة 2010 وبرمجة الفائض


المجلس الإقليمي بسيدي سليمان:
حضور هاجس التشغيل والمصادقة على الحساب الإداري لسنة 2010 وبرمجة الفائض
وتوضيح حول الكيفية التي ظهر بها الموضوع في جريدة" المغربية"

مصطفى لمودن 
  
المحتجون بمدخل العمالة حيث عقدت الدورة
    انطلقت أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي بسيدي سليمان على وقع احتجاجات حملة الشواهد المعطلين المطالبين بالتشغيل، وبذلك فرض مشكل التشغيل ظلاله على أشغال الدورة المنعقد بالعمالة يوم الثلاثاء المنصرم فاتح فبراير، وقد تمت المصادقة على الحساب الإداري لسنة 2010 وبرمجة الفائض في الاجتماع بالإضافة إلى نقاط أخرى داخل حيز زمني لم يتعد الساعة والنصف، استهلك منها رئيس المجلس إدريس الراضي ربع ساعة في البداية بإلقائه مداخلة مطولة  حول عموميات من خارج جدول الاجتماع.
لعل نقطتين أساسيتين ما لقي اهتماما نسبيا من قبل بعض المستشارين أعضاء المجلس الإقليمي، هما الحساب الإداري وبرمجة الفائض، بحيث حاول في البداية عضوان ذكر بعض الملاحظات، لكن تم الرد عليهما باعتبارهما أعضاء "لجنة المالية والميزانية"، وقد صادقا على كل النقط المدرجة من قبل، ووجهت تهم إلى قدور المشروحي المنتمي للاتحاد الاشتراكي من طرف رئيس المجلس الإقليمي يتهمه فيها بالدعاية الانتخابية.
    بلغت ميزانية عمالة سيدي سليمان 15 مليونا و497 ألفا و876 درهما، تساهم فيها الضريبة على القيمة المضافة ب 86% ، أما المصاريف فقد بلغت15 مليونا و399 ألفا و700 درهم، منها 53% نفقات الموظفين، و 40%"نفقات التسيير الأخرى"، و7%مساهمات ومساعدات. أما الفائض فبلغ 9 ملايين و182 ألفا و549 درهما، وهو ناتج عن عدم صرف بعض أبواب الميزانية بشكل كلي كما هو شأن مصاريف الوقود وقطع الغيار وصيانة السيارات، وهو ما اعتبره متدخل عملا إيجابيا. أو بشكل جزئي كما حصل مع الميزانية الخاصة للإعانات المختلفة بقيمة 50 ألف  درهم… كما أشار إلى ذلك قدور المشروحي العضو الوحيد الذي أبدى عن رغبة في المناقشة، وقد تحدث عن غياب المستندات الخاصة ببعض النفقات في بداية تدخله، كما أثار تساؤلات حول تنقلات الرئيس وبعض المستشارين، وقد بلغت في مجملها بالإضافة إلى تعويضات الرئيس وذوي الحقوق من المستشارين والتأمين 3 ملايين و250 ألف درهم ، بالإضافة إلى  مصاريف نقل وتنقل الموظفين داخل المغرب وخارجه التي بلغت  39 ألفا و970 درهما، دون أن يتلقى صاحب التساؤل أي توضيح رغم عضويته في لجنة المالية والميزانية…وهناك رسوم لم يتم استخلاصها بقيمة مقدرة في 110 آلاف  درهم تتعلق بالرسم المفروض على رخص السياقة والرسم الخاص بالفحص التقني للسيارات… ولوحظ من خلال التقرير تخصيص 20 ألف درهم للتداريب، و صفر درهم لذلك في الجزء الأول من الميزانية. كما نجد في تقرير لجنة المالية والميزانية تساؤلات مسجلة من نفس المستشار المتسائل عن غياب "الوثائق التي تعلل صرف الميزانية المخصصة" لشراء عتاد صغير للتزيين بقيمة 67 ألفا و500  درهم، بينما كان رد الكاتب العام للعمالة حسب ما جاء في التقرير دائما أن "قسم الميزانية والصفقات مفتوح لجميع الأعضاء للاطلاع على كل الوثائق والفواتير المتعلقة بالاقتناء"، وحول عدم صرف الاعتماد الخاص بالمساعدات ذكر كذلك نفس المسؤول أن السبب هو "حداثة العمالة"، ومن المعلوم أن عمالة سيدي سليمان بدأت تشتغل في مارس 2010 ، وقد صودق بالإجماع على الحساب الإداري وبرمجة الفائض (انظر الجدول) باستثناء امتناع مستشار واحد عن التصويت، وحسب القوانين فالعامل هو المسؤول عن صرف الميزانية.
جانب من الاجتماع
   تعلق النقطة الثالثة المدرجة في جدول الأعمال باتفاقية شراكة بين كتابة الدولة لدى وزير  التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني وبين المجلس الإقليمي بسيدي سليمان حول التربية غير النظامية، وهي تنص على دعم الشراكة بين الطرفين بالإضافة إلى الجمعيات كما جاء في نص الاتفاقية، وذلك من أجل إعادة الأطفال أقل من 15 سنة المنقطعين عن الدراسة إلى التعليم، وقد أشار رئيس المجلس الإقليمي أثناء حديثه عن هذه النقطة إلى تخصيص 2000 درهم للعاطلين حملة الشواهد (باك + 2 وما فوق) من أجل القيام بهذه المهمة، علما أن الوزارة ستخصص من جانبها الجزء الأكبر من المصاريف حسب ما ذكر رغم أن ذلك غير مفصل في نص الاتفاقية.
   كما وافق المجلس بالإجماع على اقتناء أرض لبناء مركب تجاري بشارع محمد الخامس لفائدة الباعة المتجولين، وقد ارتأى  مستشار أن تقدم الأملاك المخزنية هذه الأرض مجانا مساهمة منها، ويحول المبلغ المرصود لأغراض أخرى، غير أن ذلك لم يجد أي صدى. كما تقرر كذلك المساهمة في اقتناء بقعة أرضية بمبلغ 150 مليون سنتيم كي تحتضن مؤسسة تعليمية خاصة تشغل 50 عاطلا، وحول هذه النقطة ذكر من جانبه عامل الإقليم الحسين أوزال أن هناك محاولات لإضافة مبالغ أخرى حتى يتحقق المشروع، وأرجئت نقطة واحدة تتعلق بوضع شعار لإقليم سيدي سليمان حتى تجرى حوله المزيد من المناقشات والتعديلات.
    كان يتدخل من حين لآخر عامل الإقليم ليدلي ببعض الأخبار والمعلومات، من ذلك عزمه القيام بعملية تواصل مع المجتمع المدني في غضون شهر مارس المقبل، لتقديم ما "انجز" و"الاستماع من جديد للجميع" كما قال، وقد سبق له أن دعا غالبية الفعاليات المحلية من تنظيمات مختلفة كلا على حدة للقاءات تواصلية حينما عين عاملا على الإقليم…  وذكر كذلك أن الإقليم يعرف تجهيز منطقة صناعية قرب سيدي يحيى مساحتها 300 هكتار، من المنتظر أن تشغل 30 ألفا، وحسب قوله فهناك 30 شركة قد وضعت طلباتها من أجل الاستقرار بالمنطقة الصناعية، وإدارة التكوين المهني اقترحت إنشاء معهد للتكوين في قطاع السيارات بنفس المكان، وحول الفلاحة تحدث عن تعبئة 3360 هكتار من أراضي الجماعات السلالية لتستغل ضمن "المخطط الأخضر" الذي تسعى الحكومة لتطبيقه في المجال الفلاحي، ورأى بأن التشغيل الذاتي هو الكفيل بحل معضلة البطالة، كما وعد جماعة دار بلعامري بالمساهمة في اقتناء حافلة لنقل تلاميذ المدارس.

جدول برمجة الفائض  

تهيئة المسالك الطرقية
4 000 000.00
اقتناء بقعة أرضية والمساهمة في بناء مؤسسة تعليمية لدعم التشغيل الذاتي
1 500 000.00
المساهمة في بناء ثلاث قرى نموذجية بدوار امزوك الرمل واجعاونة وليستراد اجبرات التابعة لجماعتي بومعيز واولاد بن حماي للتخفيف من أثار الفيضانات
1 000 000 .00

شراء مولد كهربائي لمقر عمالة سيدي سليمان
300 000.00
تجهيز قاعة الاجتماعات بالكراسي والزرابي ومنصة خشبة
600 000.00
الدراسات التقنية
600 000.00
الحفلات والتزيين
600 000.00
التنشيط
1 000 000.00
المساهمة في اقتناء الأرض وبناء مركب تجاري لفائدة الباعة المتجولين
1 523 929.33
دعم مشاريع التربية النظامية
1 000 000.00


المجموع
12 123 929.33

ـــــــــ88888888888888888888888888888888888ــــــــ

نشر الموضوع في جريدة "المغربية" ليوم الخميس 3 فبراير 2011، عدد 7789، بتصرف قد أتفهمه إذا كان يهدف إلى الاختصار المطلوب  في جريدة ورقية، أو تقديم فقرة وتأخير أخرى، ولكن أن يتم تحوير بعض الجمل ووضع عنوان لا يخدم الحقيقة، أقول الحقيقة، فهذا لا أوافق عليه، من ذلك العنوان الذي ظهر في الصفحة الأولى "مجلس سيدي سليمان يشغل حاملي الشهادات المعطلين في التربية النظامية"، وكذلك بقية العنوان  في الصفحة الثالثة، لكن المشكل يظهر بوضوح أكثر عندما نجد في مقدمة الموضوع "ونجح المجلس في إيجاد حلول لهذه الشريحة، بإقرار تشغيل حاملي الشهادات المعطلين في قطاع التربية غير النظامية"، وهذا ما لم أكتبه إطلاقا، لأن الشغل الموعود به مازال لم يتوفر بعد، ثم هل سيقبل به المعنيون، علما أن ما أقوم به عمل تطوعي خالص لحد الآن، إنني كما يعلم كل متتبع لما أنشره هدفنا هو خدمة الحقيقة وإيراد جميع وجهات النظر وليس الإدعاء ونشر المغالطات. 
لقد راسلت رئيس التحرير حول ما وقع للموضوع.
وكان توضيح أحمد نشاطي رئيس تحرير الجريدة هو أن "القسم الاجتماعي" من تصرف في الموضوع بتلك الطريقة، وقد اعتذر عن ذلك، ومن جانبي أرسلت توضيحا وطلبت نشره في الجريدة، أنا لست كاتب مواضيع تحت الطلب، كما لا يمكنني أن أنشر مغالطات 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 تتمة:
يوم السبت 5 فبراير تعيد جريدة "المغربية" في العدد 7791 نشر الموضوع الذي أرسلناه لها حول دورة المجلس الإقليمي لسيدي سليمان وتشغيل العاطلين، وذلك  لما شاب النشر في عدد الخميس المنصرم من سلبيات كما سبق وأشرنا إلى ذلك في مدونة سيدي سليمان، والفايسبوك، تحية لأحمد نشاطي رئيس التحرير على تفهمه للأمر…

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

مواطن يشعل النار في جسده بسيدي سليمان أثناء وقفة احتجاجية


مواطن يشعل النار في جسده بسيدي سليمان أثناء وقفة احتجاجية    
 مصطفى لمودن
    أشعل ب. ع. النار في جسمه وتوجه صوب المحتجين الذين كانوا ضمن وقفة احتجاجية دعت إليها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عشية يوم الثلاثاء 1 فبراير أمام مقر عمالة سيدي سليمان، وقد احتاط به من كانوا قريبين منه وأطفؤوا النيران التي التهبت والتهمت سرواله بالكامل، وبقي ممدا مغطى بسترة وضعت على جسمه، إلى أن حلت بعد ذلك في غضون أزيد من ربع ساعة سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى.. به حروق في أسفل قدميه، قضى ليلة بالمستشفى، وهو يبلغ 41 سنة بدون شغل غير متزوج، يسكن بحي "بام"، يتوفر على شهادة تقني من التكوين المهني، عاطل ومنخرط ضمن الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين.
    لم تكن الوقفة التي دعت إليها الجمعية الحقوقية عادية كما كان يحدث في السابق، فقد حضرت أعداد كبيرة إلى مكان الوقفة، من مختلف الأعمار وخاصة الشباب الذين رفعوا شعارات مختلفة تطالب بالعدالة والديمقراطية والعيش الكريم ومحاسبة المفسدين… وانتهت الوقفة كما كان مقررا لها على الساعة السادسة مساء في ظروف عادية.
   وسبق لأعضاء فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن وزعوا نداء جاء في عنوانه الرئيسي "جميعا ضد غلاء المعيشة وتدهور الخدمات العمومية"، وذكر نفس النداء أن الوقفة "دفاعاعن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، و"للاحتجاج على غلاء المعيشة وتدهور الخدمات العمومية واستفحال البطالة والبؤس والتهميش والإقصاء، وكذلك للتضامن مع الحركات الاحتجاجية للشعوب المقهورة في العالم".
لوحظ أثناء الوقفة غياب تام لرجال الأمن بزي الرسمي، وتابع بعض أعوان رجال السلطة الاحتجاجات عن قرب ولم يتدخلوا في مجرياتها.
لحظة إطفاء الحريق
 
نقل المتضرر إلى المستشفى
 
 
إدريس الخارز عضومكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يلقي كلمة ويعلن نهاية الوقفة.

الاثنين، 31 يناير 2011

قصة: هــــــروب الحـــــاكــــم


قصة:                      هــــــروب الحـــــاكــــم
مصطفى لمودن
     كان في غابر الأزمان حاكم قرية كثير الظلم يحكم ببطش وقوة وتسلط كافة شعب قريته… وكان له وزير يسمى في عرف ذلك الزمن بعين الحاكم التي لا تنام، وكان هذا الوزير فعلا لا ينام، أو على الأقل هكذا كان يعتقد ساكنو القرية وكل من يعمل تحت إمرته، لقد اعتقدوا أن للوزير عيونا كثيرة تظل ساهرة لا تنام، كان كل شخص يحس أن عينا تراقبه، إلى أن تحول الأمر إلى هوس استبد بكل الشعب.
 ومن القرارات التي فرضها وزير عين الحاكم باسم الحاكم، ألا يجتمع أو يتجمّع الناس إلا بترخيص منه وحضور عين من عيونه التي لا تنام.
 لكن في يوم من الأيام وصلت أخبار إلى الحاكم مفادها أن جماعة من الرجال بجلابيبهم يخالفون زوال كل يوم الأوامر الصارمة بعدم التجمع إلا بإذن… والأمر المريب الذي أدخل الشك لدى حاكم القرية أن هؤلاء الرجال أصحاب الجلابيب يغيرون كل يوم مكان اجتماعهم، مما جعله يرتاب في أمرهم وفي المخططات التي يعدونها… لهذا اختار قرارا جديدا وصارما كلف بتنفيذه وزيره صاحب عين الحاكم…
ومما جاء في هذا القرار الذي بقي طي الكتمان، أن تتوزع العيون في مختلف مفاصل القرية وشعابها ومراعيها لترصد اجتماع أصحاب الجلابيب ومعرفة الموضوع الذي هم من أجله يجتمعون، وأضاف بأنه لا يريدهم الآن كلهم ولا يرغب في رؤوسهم، بل المهم والأساسي أن يعرف المخطط والفكرة التي تدفعهم للاجتماع، وعليه من الواجب مراقبتهم عن بعد والتأكد ممن هو زعيمهم أو زعماءهم المفترضين، علينا معرفة كل ما يخص هؤلاء أصحاب الجلابيب.
خلال أيام قليلة جاءت أغلب تقارير العيون المثبتة هنا وهناك في مفاصل القرية تقول:
"بعد زوال كل يوم، يجتمع جماعة من أصحاب الجلابيب في مكان مغاير لمكانهم الذي يلتقون فيه خلال اليوم السابق، ولاحظنا أنهم كثيرو الضحك والمزاح فيما بينهم، وأنهم يتحلقون حول رجل له جلابة بيضاء بها خطوط دقيقة سوداء، ويبدو أن ضحكهم وقهقهاتهم ليست بريئة بل تخفي مكروها لم نستطع تحديده بالضبط".
ما أن أنهى وزير عين الحاكم تلاوة التقرير الجامع لكل التقارير التي أعددتها عيون عين الحاكم، حتى قام الحاكم من كرسيه الفخم، وقد احمرت عيناه، وظهر عليه غضب شديد، جعل فرائص الحاضرين من وزراء ومستشارين ترتعد، وسقطت من يد وزير عين الحاكم الورقة التي كان يقرأ فيها دون أن يشعر بذلك… توجه الحاكم مباشرة إلى وزيره عين الحاكم، وأمره أن يلقي القبض في الحين على زعيم الرجال أصحاب الجلابيب حالا.
جيء بالرجل مكبلا، وألقي في زنزانة باردة، وترك هناك حتى يتهاوى جسده وتتآكل عزيمته… وبعدها سيعترف بكل شيء،  سيعترف بالمآمرة التي يقودها مع رفاقه ضد القرية وضد مصالح سكانها، يقول الحاكم، أنا من يسهر على مصالح القرية ومن يقوم بخدمتها بكل تفان وإخلاص حسب بلاغ ألقاه وزير بوق الحاكم على جميع البراحة وناقلي أوامر الحاكم إلى كل دروب القرية وأزقتها..
أمر الحاكم أعضاء حكومته ومستشاريه باتخاذ مزيد من الحيطة والحذر وكل ما يلزم من إجراءات للوقوف ضد أعداء القرية الخارجيين، وبأن صاحب الجلابة المخططة بالأسود سيعترف بكل شيء طال الزمن أو قصر، كما قال في نهاية اجتماع طارئ، وقد كثرت مؤخرا اجتماعات الطوارئ.
أما بقية الرجال الآخرين فأمر بمتابعة تحركاتهم دون المساس الآن بأي أحد منهم، وذلك لقطع دابر كل فكرة خطيرة تدور في رؤوسهم بصفة نهائية، وأضاف الحاكم وهو يشعر بنشوة انتصار "إن الأمر لا يتطلب مواجهة أجساد هؤلاء البؤساء"، وهو يمسح جوانب شفتيه من بقايا الرذاذ الذي تطاير من فمه طول وقت الاجتماع، خفض من صوته وهو ينظر في عيون أعوانه وأعضاء حكومته واحدا واحدا.
********************
 في صبيحة إحدى الأيام دخل مسرعا وزير عين الحاكم على الحاكم وهو ممدد على أريكة وسط غرفة واسعة وعدد من الغواني ملتفات حوله… هذا الوزير وحده من له الصلاحية في أن يدخل على الحاكم في أي وقت كان، تلك هي الأوامر… استقام الحاكم جالسا، وبإشارة من يده أمر كل الفتيات بالانسحاب ومغادرة القاعة.. وأمر الوزير بأن يدلي بما لديه.
ـ سيدي، جاءت أخبار مؤكدة تقول إن أصحاب الجلابيب البيضاء يريدون مقابلتك، وهم الآن متوجهون إليك… ما هي أوامركم سيدي؟
 نظر الحاكم إلى الأرض مهلة ثم رفع رأسه وقال:
ـ نعم، يمكن لهم أن يقابلونني، أنا هنا لخدمة المواطنين والاستماع إليهم، على هؤلاء أن يبقوا دائما أوفياء لنا…لا أرى مانعا في مقابلتهم، لكن قبل ذلك تأكد من مطالبهم، عليك أن تعرف أن هناك مطالب لا يمكن قبولها إطلاقا.
بعد نصف ساعة عاد وزير عين الحاكم بما توصل إليه من معلومات:
ـ سيدي، إنهم يريدون تقديم طلب عفو لصالح السجين الذي أمرت بإدخاله إلى السجن، أي زعيمهم يا سيدي.
بسط الحاكم كف يده ومررها على ذقنه، وقال:
ـ سنرى في الأمر.
********************
ادخل الرجال جميعهم إلى قاعة فسيحة فيها بساط ممدد ووسائد قبالة كرسي كبير أمامه طاولة عريضة، وعلى الجدران صور ضخمة للحاكم…
 وبعد ساعة طويلة وهم ينتظرون حتى آلمتهم جوانبهم من كثرة الجلوس، رغم أن بعضهم استعمل الوسادة ليتكئ عليها…
وفي لحظة كلمح البصر دخل عليهم عدد من الحرس يحملون حرابا طويلة ذات رؤوس حادة تلمع، ومنهم من امتشق قوسا وعلى ظهره نبال يبدو أنها من فضة… بسرعة احتلوا جميع جوانب القاعة، ومنهم من وقف إلى جانب الطاولة، وآخرون اصطفوا أمام رجال القرية…
اخبر الجميع بأن الحاكم سيدخل، أمر بعض الحراس رجال القرية بالوقوف، وكذلك كان، لكن رجلا واحدا حاول القيام غير أن قدميه لم تسعفاه، فتهاوى ساقطا، في تلك الأثناء دخل الحاكم، هجم حارسان على الرجل الذي سقط بفعل الشيخوخة، الحارسان صوبا رمحيهما نحو جسد الرجل، غير أن الحاكم أمرهم بالتوقف عن ذلك.
أمر حراسا آخرين جاؤوا معه كي يضعوا الرجل على قديمه ويقدموه إليه.
   بقي الرجل يرتعد وهو لا يعرف ما ينتظره…
 قال له الحاكم:
ـ لماذا جئتم؟ ماذا تريدون؟…
التفت الشيخ نحو أصحابه الذين بقوا واقفين خلفه، فهو غير مخول له الكلام نيابة عن الآخرين، وهذا أمر لم يفكر فيه منذ البداية ولم يستعد له…
بالتفاتة الرجل إلى أصحابه تنبه من جديد الحاكم إلى تواجد الآخرين، كأنه لم يلحظهم في البادية، فأمرهم بالجلوس، وارتمى هو على الكرسي الكبير، وأعاد سؤاله على الشيخ المرتعد الواقف أمامه بصعوبة.. بعد تردد خرجت جمل متقطعة من فم الرجل:
 ـ سيدي الحاكم، نترجاك ونرجوك، ونطلب منك أن تطلق سراح صاحبنا، لقد تفاقمت معاناتنا، وغابت سعادتنا، وأصبحنا في جحيم لا يطاق… سيدي لا نخفيك سرا، منذ قبضت صاحبنا لم نشرب شايا ألذ مما كان يعده صاحبنا، ألم تعلم يا يسدي أننا كل زوال نجتمع ليعد لنا صاحبنا شايا رائعا، وكل مرة يتكلف أحدنا بلوازم الشاي يا سيدي فنقيم للحظات قرب داره، سيدي الحاكم باسم الشاي الذي يروقنا ويروقك نرجوك إطلاق سراح صاحبنا.. إننا في حاجة لكأس شاي يعيد لنا مزاجنا الذي تعكر منذ أيام.
تنفس الحاكم هواء أكثر وهو بذلك يوسع حجم صدره الذي كان قد ضاق، واستمال بجسده إلى الخلف متكئا على عارضة الكرسي، صمت قليلا وخاطب الشيخ:
ـ من قال لك إنني أحب الشاي؟
لم يرد الشيخ بشيء وقد خاف أن يصيبه مكروه على هذه الجملة التي سبقته دون إن يفكر في عواقبها.
فأضاف الحاكم:
ـ صاحبكم يعرف صنع الشاي إذا؟
ـ نعم سيدي…
ـ عليكم الآن العودة إلى بيوتكم، سأنظر في الأمر.
********************
في اليوم الموالي توصل رجال القرية أصحاب الجلابيب البيضاء باستدعاء من الحاكم قصد الحضور إلى مقر إقامته.
أمر الحاكم في نفس اليوم بوضع خيمة كبيرة في ساحة إقامته، وأمر كذلك بإحضار عـُدّة الشاي…
دخل رجال القرية أصحاب الجلابيب واجلسوا في الخيمة، وخاطبهم الحاكم:
ـ سترون أن صاحبكم لا يعرف صنع الشاي، ستتأكدون اليوم بأنفسكم… وبذلك سأثبت لكم جميعا أنكم لم تكونوا تجتمعون من أجل شرب الشاي، بل من أجل أهداف أخرى.. ستنالون جميعا عقابكم الذي تستحقونه حسب قوانين القرية… لهذا أنا هنا كي أتحمل مسؤوليتي لحماية كافة السكان من كل أذى يتعرضون له.. سترون.
انتقل الحاكم إلى غرفة قريبة مجاورة، وأمر خادما بوضع عشبة ذات طعم مر في الماء الذي يغلي.
اخرج الرجل الذي يعد الشاي من سجنه، والبس ثيابا أخرى لائقة، وجئ به إلى الخيمة، ووضعت أمامه عُدّة الشاي، من كؤوس وصينية وسكر وحبوب الشاي… وأمره الحاكم أن يعد الشاي كما يفعل كل زوال في القرية متجاسرا دون أن يحصل على إذن خاص من أجل ذلك، وهو يكرر جمل التهديد والوعيد.
نظر الرجل مليا في أصحابه الجالسين في الخيمة على شكل نصف دائرة، ثم التفت إلى الحاكم الذي ظل واقفا بجانبه وقال له:
ـ سيدي لو تسمح لدي طلب.
ـ قل.
ـ هل ستشرب معنا الشاي؟
ـ  نعم بكل تأكيد، فأنا واحد منكم.
ـ سيدي تنقص ثلاث كؤوس.
ـ لماذا ثلاث كؤوس؟ لقد حسبنا الجميع، لكل كأسه، بالنسبة إلي سنضيف كأسا خاصا، ولكن لماذا الآخران؟
ـ سيدي، واحد خاص بالبراد، أفرغ فيه الشاي وأعيده من جديد إلى البراد، والثاني أذوق منه.. هذا ما نفعله نحن كل يوم.  استجاب الحاكم لطلب معد الشاي لكن أتاه بكأسين فقط.
جيء بالماء المغلي، صب الرجل ما يكفي، وحمل البراد خادم ليضعه على النار.
لما نضج الشاي جيء به إلى المعد، افرغ منه في الكأس ورده ثانية إلى البراد، وكرر العملية عدة مرات… والحاكم يراقب الأمر.
ثم أفرغ قليلا من الشاي في كأس ثانية، ذاق، وكاد يبصق ما رشف، عدل عن ذلك أمام الحاكم، وقال:
ـ سيدي، في الماء عشبة حارة، هذا الشاي غير مناسب.
أمر الحاكم الخادم بإفراغ محتويات البراد وإعادة العملية من جديد، بعد لحظة جئ بماء آخر، وأعد الرجل الشاي كما اعتاد دائما.
ولما رشف قليلا من شاي البراد الثاني لم يستصغ الطعم، فقال للحاكم:
ـ سيدي، لقد أضيف ماء بارد إلى الماء المغلي، وعليه هذا الشاي غير مناسب.
فعلا، لقد توجه الحاكم قبل ذلك إلى الغرفة المجاورة وأمر الخادم بذلك.
 في المرحلة الثالثة أعد الرجل شايا كما يجب، وتأكد من مذاقه الذي تعودوا عليه، فرشف منه أولا حتى سمع صوت صفير انطلق من بين شفتيه، أفرغ في الكؤوس، ووزع الشاي على الجميع، وأعدت براريد أخرى حتى شبع الكل…
 ولما تأكد الحاكم من حقيقة أمرهم أمر أحد وزرائه بإعداد مكان يجتمعون فيه كل مساء لشرب الشاي.
 ********************
في اليوم الموالي دخل الوزير المعلوم مسرعا على الحاكم الذي كان ممددا على أريكة وسط قاعة فسيحة… خاطبه وفرائصه ترتعد:
سيدي، جماعة من شباب القرية متوجهون الآن صوب مقامكم، إنهم كثيرون، يتصايحون وهم يركضون…
ما كاد يتمم كلامه حتى سمع الحاكم بنفسه الأصوات التي تعبر السور العالي للإقامة، وتدخل بقوة عبر النوافذ… قفز الحاكم من مكانه وهو يصيح في وجه وزيره عين الحاكم:
ـ ماذا يريدون؟ قل ماذا يريدون؟… لقد أعددنا لهم ملعبا، وكل سنة نقتني لهم ثلاث كرات جديدة، فماذا يريدون؟ هل يريدون أربعا؟ 
 في تلك الأثناء دخل وزير آخر على الحاكم وهو يلهث، خاطب الحاكم:
ـ سيدي الآن عدد من الشباب يتسلقون السور، إننا نردهم، نضربهم، لقد قبضنا على بعضهم، إنهم كثيرون وضمنهم شابات كذلك، سمعناهم يتصايحون كالذئاب وهم يقولون "ديمقراطية" "ديمقراطية" "ديمقراطية"…
رد الحاكم: ـ لا ينقصنا غير مشاركة الشابات كذلك! وما معنى "ديمقراطية"؟ هاته التي يتصايحون بها؟ قل؟ لم يسبق لي أن سمعت بهذا، هل هي كذلك نوعا من الشاي؟ أم أكلة محبوبة لدى الشباب؟
أجاب الوزير:ـ أنا لا أعرف يا سيدي، لم يسبق أن جربنا هذه الأكلة عندنا.
في تلك اللحظة دخل وزير آخر وهو يصيح:
ـ سيدي، الشباب قفزوا السور.. لم نستطع رد الجميع، إنهم كثيرون… وحتى جنودك وضعوا رماحهم وانضموا إلى المحتجين… إنهم يسعون إلى الوصول إليك.
ـ إلي أنا؟ وماذا فعلت لهم؟
نظر الحاكم في جوانبه، إلى القاعة طولا وعرضا كمن يبحث عن كوة في جدار سفينة تغرق، نظر إلى العيون الشاردة لوزرائه، ثم قال فيما يشبه الأمر والترجي معا:
ـ أين فرسي؟ أريد أن أخرج من هنا..
تدخل آخر وزير دخل مقاطعا:
ـ أنصحك ألا تستعمل الفرس، اركب بغلة، لقد وضعناها لك في المدخل الشرقي الذي لم يصل إليه بعد الشباب، البس جلابة وضع عمامة على رأسك، لن يعرفك أحد وغادر…
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 سيدي سليمان ليلة 30 يناير 2011 
——————