السبت، 12 أبريل 2008

ثقافة المشاركة اعداد نجاة الراضي*


  ثقافة المشاركة
                             اعداد نجاة الراضي*
كثر في السنوات الاخيرة، في المشهد السياسي والمدني المغربي الحديث عن المشاركة في شقها السياسي.   البعض يتحدث عن اللامشاركة و اللاتسيس بالنظر إلى نسب المشاركة الضعيفة التي طبعت الانتخابات السابقة (انتخابات2007 ) والبعض يتحدث بنوع من العمومية بكون المشاركة السياسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الانتقال الديمقراطي .
والبعض الآخر يذهب بعيدا ويتحدث عن المشاركة بشكل قطاعي. المشاركة وعلاقتهما بقطاع الشباب وبقطاع المرأة…ويتم تبرير هاته العلائقية بالأهمية التي يكتسبها هذان القطاعان، كما يتم الإشارة إلى(نسبها الضعيفة التي ترجع إلى أسباب سوسيو سياسية متعددة كالأمية والفقر…)
وبين هذا وذاك يتيه مصطلح المشاركة بين تيهان كل هاته الآراء. إن الحديث عن المشاركة هو شيء إيجابي ومهم، وبدونه لايمكن التقدم إلى الأمام. لكن قبل الحديث عن مصطلح المشاركة بوجهيه الجزئي
micro والكلي macro يجب الحديث عن ثقافة المشاركة. ماذا يقصد بها؟ كيف يمكن ترسيخها؟ وماهو دورهافي تعزيز الحياة الديمقراطية عبر تمثيلية قوية وارادة  حقيقية.
وبالحديث في هذا الجانب عن التجارب المقارنة، أي الدول التي عرفت انتقالات ديمقراطية. وأصبحت نماذج إرشادية بوصفاتها ومؤشراتها، ذات النسب المتقدمة فيما يخص التمثيل والمسائلة، نجد أن تعزيز المشاركة في هاته البلدان اعتمد على مقاربة ثقافية، ثم التركيز لنشر هاته الثقافة على المدارس والجامعات أولا. وعبرتوسيع المشاركة باتجاه الفئات الأصغر سنا ثانيا.
وعبر ابتكار آليات التواصل مع الجمهور واستغلال الطفرة التكنولوجية والمعلوماتية في ذلك، وذلك عبر التواصل مع مختلف الطبقات السياسية والثقافية والمدنية .  كل هذا دفع بهاته البلدان عبر ديمقراطيتها المعاصرة، بكون إعطاء الثقة للمجتمع لن يتم إلا بالمشاركة الفعالة التي تعتبر الضمان الوحيد لأي تغيير حقيقي، وليس مجرد تغيير شكلي.
ففي الحديث عن هاته التجارب المقارنة عِبَرٌ كبيرة يمكن الاستفادة منها، بالرغم من الإختلاف في الجغرافيا الثقافية والإقتصادية والسياسية بيننا وبينهم.
إن الحديث عن ثقافة المشاركة مسألة يجب أن تعطى لها قيمتها الحقيقية، ولكي لا تصبح مصطلحا عابرا ومائعا ومناسباتيا يجب التأسيس لمناخ ديمقراطي بواسطة أم القضايا، وهي قضية المشاركة. وقضية تفعيلها تستدعي جهود كل الأطراف وبمشاركة جميع المواطنين.
وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية ودور الأحزاب الديمقراطية. وبالرغم من أننا ورثنا تراكمات سلبية من مناخ سياسي كرس الإستبداد وقواعد انتخابية لا تتسم بالنزاهة. أعطتنا هاته التراكمات السلبيةُ اللاثقةَ  اللامشاركة واللاتسيس. وبتكريس المشاركة المجتمعية الفعالية المبنية على وعي مجتمعي حقيقي يمكن أن نبنى  ثقافة للانتقال الديمقراطي الحقيقي الذي نريده والذي تتطلع إليه مختلف فئات هذا المجتمع.  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
باحثة في علم الاجتماع
كلية الاداب والعلوم الانسانية
القنيطرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
المدونة: توصلنا بهذه المساهمة عبر بريد المدونة، ونرحب بكل المساهمات