‏إظهار الرسائل ذات التسميات وجهة نظر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وجهة نظر. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

أيها "المسلمون" المتشددون، هادشي لي بغيتيو؟

أيها "المسلمون" المتشددون، هادشي لي بغيتيو؟
صورة: ‏أيها "المسلمون" المتشددون، هادشي لي بغيتيو؟
كتابة مصطفى لمودن 
-----------
  أصدرت دولة أنكولا قرارا بمنع الإسلام على أرضها بدعوى محاربة الإرهاب، طبعا الإرهاب فعل بغيض، يعني محق الآخر المختلف، وفرض الرأي والتوجه بالقوة والنار وسفك الدماء.. لكن، لم يحدث في العصر الحاضر أن تصرفت دولة بهذه الطريقة، وأن تصدر قرارا يمنع دينا من فوق أرضها! وهذا القرار للأسف لم يخلف استنكارا دوليا ولا اجتمع من أجل النظر فيه مجلس الأمن. فلماذا يا ترى؟ هل أصبح الإسلام خطرا؟ بينما تعودنا منذ صغرنا أن نقرنه بالتسامح والحب والخير للجميع.. فماذا وقع؟ لعل صور التناحر القائم بين الإخوة في الدين أبرز مثل يجعل الغالبية من غير المسلمين يعيدون النظر في العلاقة مع هذا الدين، ونضرب مثلا بما يقع في العراق، حيث القتل اليومي الذي يشارك فيه على الأقل ثلاثة أنواع من "المتدينين" الذين يعلنون إسلامهم وتبنيه والدفاع عنه، إنهم الشيعة والسنة و"تنظيم القاعدة". عندما يتحول الخلاف السياسي إلى تناحر واقتتال ويتخذ الدين خلفية له، حينها يطرح ألف سؤال.. هذا دون الحديث عما يتواتر من أخبار شبه يومية عن أحداث عنف ترتكب باسم المتشددين في عدة بقاع من العالم.. فأصبح للأسف الكثير من الغربيين وغيرهم في العالم يشككون من نوايا أي حامل ومعتقد بالدين الإسلامي إذا لم يكن الارتياب والخوف منه، وهم يرون كيف يتمنطق بعض المتشددين بأحزمة ناسفة ليفجروا أنفسهم ويفجرون معهم الأبرياء.. ولا يجب أن يعزب عن بالنا هنا كذلك ما يتحمل مسؤوليته الغرب كذلك، سواء الغرب المسيحي المتشدد، أو الغرب الاستعماري في وجهيه القديم والحديث من مسؤولية تأجيج رد الفعل تجاه تصرفات ظلت تسعى للهجوم والاستغلال وحتى المحق، ونحن لسنا ببعيدين عما فعله الغرب بزعامة أمريكا في العراق نفسه من خراب.. كما لا يغيب عنا تصرفات حكام محليين متواطئين مع الغرب المستغِل، ضد شعوبهم وضد تنمية بلدانهم.. ولكن، هناك فرق بين المقاومة المشروعة، وبين أن يعم العنف كل مكان بحجة وبدونها.. 
 إن الإنسان الغربي على العموم لا تظهر له غير صور العنف التي أصبحت مقرونة بالمسلم كيفما كان، فهو يعتقد (الغربي) غالبية المسلمين إذا لم يكونوا كلهم عنيفين ومتشددين ويرغبون في فرض تصورهم عن الإنسان والعالم والله بالقوة.. ولا يعرف الكثير من المسلمين أن المخيال الغربي يتذكر الحروب الصليبية وهجوم المسلمين على إسبانيا وهجوم تركيا على جنوب أوربا..الخ. ولم تتركز بعد بما يكفي صور التآزر والتعاون والشراكة..
كما أن هذا الأوربي قطع أشواطا مع العقلانية، وهو يجر وراءه صراعا مريرا مع الكنسية المتسلطة طيلة قرون.. أمام هذه الحصيلة وهذه التصورات يصعب تغيير الواقع بسرعة.. 
 نعود لقضية دولة أنكولا، فرد الفعل الوحيد حسب علمنا صدر عن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي طالب المنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل لحماية الأقلية المسلمة، وورد في بيانه الذي نشرت أجزاء منه جريدة "المساء" في صفحة "دين وفكر" بالعدد رقم 2232 بتاريخ 29 نونبر 2013،  ومما جاء فيه نجد عبارات من خارج قاموس مثل هذه المنظمة، من قبيل "حقوق الإنسان"، "التعايش بين الشعوب"، "التوجه العالمي نحو السلام، ومنع الصراعات والحروب الداخلية والأهلية، ولا سيما على أساس الدين والعرق" (انتهى)، وللتذكير فرئيس هذه المنظمة ليس سوى يوسف القرضاوي الذي يوصف بمفتي قناة "الجزيرة" و"الحلف الأطلسي"، وقد رأيناه مرارا على قناة دولة قطر يحرض الجموع، وكيف حاول الركوب على حركات انتفاضة "الربيع العربي"، وكيف أقام الصلوات وأمّ الناس في الساحات العامة في استغلال واضح للدين في السياسة..  من جانبي لا يسعني سوى أن استنكر وأندد بكل محاصرة للمعتقدات الخاصة بالناس على اختلافهم، شريطة عدم ممارسة العنف أو الدعوة إليه لفرض وجهة نظر معينة بالقوة.. وعلى دولة انكولا مراجعة قرارها المجحف.‏

مصطفى لمودن
-----------
  أصدرت دولة أنكولا قرارا بمنع الإسلام على أرضها بدعوى محاربة الإرهاب، طبعا الإرهاب فعل بغيض، يعني محق الآخر المختلف، وفرض الرأي والتوجه بالقوة والنار وسفك الدماء.. لكن، لم يحدث في العصر الحاضر أن تصرفت دولة بهذه الطريقة، وأن تصدر قرارا يمنع دينا من فوق أرضها! وهذا القرار للأسف لم يخلف استنكارا دوليا ولا اجتمع من أجل النظر فيه مجلس الأمن. فلماذا يا ترى؟ هل أصبح الإسلام خطرا؟ بينما تعودنا منذ صغرنا أن نقرنه بالتسامح والحب والخير للجميع.. فماذا وقع؟ لعل صور التناحر القائم بين الإخوة في الدين أبرز مثل يجعل الغالبية من غير المسلمين يعيدون النظر في العلاقة مع هذا الدين، ونضرب مثلا بما يقع في العراق، حيث القتل اليومي الذي يشارك فيه على الأقل ثلاثة أنواع من "المتدينين" الذين يعلنون إسلامهم وتبنيه والدفاع عنه، إنهم الشيعة والسنة و"تنظيم القاعدة". عندما يتحول الخلاف السياسي إلى تناحر واقتتال ويتخذ الدين خلفية له، حينها يطرح ألف سؤال.. هذا دون الحديث عما يتواتر من أخبار شبه يومية عن أحداث عنف ترتكب باسم المتشددين في عدة بقاع من العالم.. فأصبح للأسف الكثير من الغربيين وغيرهم في العالم يشككون من نوايا أي حامل ومعتقد بالدين الإسلامي إذا لم يكن الارتياب والخوف منه، وهم يرون كيف يتمنطق بعض المتشددين بأحزمة ناسفة ليفجروا أنفسهم ويفجرون معهم الأبرياء.. ولا يجب أن يعزب عن بالنا هنا كذلك ما يتحمل مسؤوليته الغرب كذلك، سواء الغرب المسيحي المتشدد، أو الغرب الاستعماري في وجهيه القديم والحديث من مسؤولية تأجيج رد الفعل تجاه تصرفات ظلت تسعى للهجوم والاستغلال وحتى المحق، ونحن لسنا ببعيدين عما فعله الغرب بزعامة أمريكا في العراق نفسه من خراب.. كما لا يغيب عنا تصرفات حكام محليين متواطئين مع الغرب المستغِل، ضد شعوبهم وضد تنمية بلدانهم.. ولكن، هناك فرق بين المقاومة المشروعة، وبين أن يعم العنف كل مكان بحجة وبدونها..
 إن الإنسان الغربي على العموم لا تظهر له غير صور العنف التي أصبحت مقرونة بالمسلم كيفما كان، فهو يعتقد (الغربي) غالبية المسلمين إذا لم يكونوا كلهم عنيفين ومتشددين ويرغبون في فرض تصورهم عن الإنسان والعالم والله بالقوة.. ولا يعرف الكثير من المسلمين أن المخيال الغربي يتذكر الحروب الصليبية وهجوم المسلمين على إسبانيا وهجوم تركيا على جنوب أوربا..الخ. ولم تتركز بعد بما يكفي صور التآزر والتعاون والشراكة..
كما أن هذا الأوربي قطع أشواطا مع العقلانية، وهو يجر وراءه صراعا مريرا مع الكنسية المتسلطة طيلة قرون.. أمام هذه الحصيلة وهذه التصورات يصعب تغيير الواقع بسرعة..

 نعود لقضية دولة أنكولا، فرد الفعل الوحيد حسب علمنا صدر عن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي طالب المنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل لحماية الأقلية المسلمة، وورد في بيانه الذي نشرت أجزاء منه جريدة "المساء" في صفحة "دين وفكر" بالعدد رقم 2232 بتاريخ 29 نونبر 2013،  ومما جاء فيه نجد عبارات من خارج قاموس مثل هذه المنظمة، من قبيل "حقوق الإنسان"، "التعايش بين الشعوب"، "التوجه العالمي نحو السلام، ومنع الصراعات والحروب الداخلية والأهلية، ولا سيما على أساس الدين والعرق" (انتهى)، وللتذكير فرئيس هذه المنظمة ليس سوى يوسف القرضاوي الذي يوصف بمفتي قناة "الجزيرة" و"الحلف الأطلسي"، وقد رأيناه مرارا على قناة دولة قطر يحرض الجموع، وكيف حاول الركوب على حركات انتفاضة "الربيع العربي"، وكيف أقام الصلوات وأمّ الناس في الساحات العامة في استغلال واضح للدين في السياسة..  من جانبي لا يسعني سوى أن استنكر وأندد بكل محاصرة للمعتقدات الخاصة بالناس على اختلافهم، شريطة عدم ممارسة العنف أو الدعوة إليه لفرض وجهة نظر معينة بالقوة.. وعلى دولة انكولا مراجعة قرارها المجحف.

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

العبث السياسي بالمغرب


العبث السياسي بالمغرب 
سعيد الشعـــــبي
 لعل الجميع أصبح يلاحظ أن المشهد السياسي بالمغرب أضحى  أكثر سوداوية وأكثر قتامة من ذي قبل بأغلبيته ومعارضته ولعل ما يحدث الآن للأغلبية الحكومية فيما بينها من تصاريح وتصاريح مضادة خير مثال وخاصة بين فريق العدالة وفريق الاستقلال.
 بالأمس القريب خرج الناطق الرسمي للحكومة مصطفى الخلفي ليطلق النار على مكون من مكونات الأغلبية ويقصد نواب حزب الاستقلال بالذات  ويعمد إلى تنقيطهم ومنحهم معدلات في مشهد يوحي للمتبع أن الأمر يتعلق بفصل دراسي  حصل فيه  حفدة علال الفاسي على درجة متوسط في امتحان المساندة الحكومية ليبدو أن الأمر تطور إلى درجة استدعت اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وإصدار بيان شديد اللهجة يطالب باعتذار آني يصدر عن رئيس الحكومة لكن الغريب والمدهش هو أن نسمع أيضا بأن الوزير الاستقلالي نزار بركة يشتكي أمره إلى السيد بن كيران من مضايقة نواب حزب الاستقلال  له .
هنا نحن حقيقة أمام عبث سياسي وهرج ومرج يراد من خلاله تصفية حسابات سياسوية لن تخدم المواطن المغربي في شيء مما يعانيه من ضنك العيش وقساوته ونار الأسعار ولهيبها التي لم تلهب جيوب النواب والوزراء على حد سواء وإنما اكتوى بنارها فقط المواطن البسيط . نقاش بعيد كل البعد عن المطالب الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية الملحة لمغرب مابعد دستور فاتح يوليوز 2011.
حزب الاستقلال من خلال هاته الغضبة الصبيانية يعي ما يريد ويريد الضغط أكثر في اتجاه الدفع برئيس الحكومة وباقي المكونات إلى القبول بتعديل حكومي قد يطيح برؤوس غير مرغوب فيها من طرف شباط ومعاونيه وهم الذين رفعوا شعار التعديل الحكومي قبل كل شيء والهجوم على الخلفي والتقاط زلاته مؤشر على رغبة الثوار  مسقطي عباس وعائلته   في تقلد حقيبة الاتصال ولن يوجد أفضل من البقالي في توليها .
حزب الاستقلال سيقوم بكل التكتيكات المناسبة والتي ابتدأها شباط مباشرة بعد اقتحامه "لباب العزيزية" ودعمه المباشر والواضح للمعطلين ومطالبته للحكومة بتطبيق ما اتفق عليه مع أصحاب محضر 20 يوليوز 2011 وانتقاده للزيادة في أسعار المحروقات وأيضا عدم رضاه على تدبير الحكومة لمجموعة من الملفات، بمعنى أكثر وضوحا السيد شباط  كما يقول المغاربة "دخل صحيح"  ولم يرد ترك الفرصة للسيد بن كيران في التقاط الأنفاس وجس النبض  وبقية المهمة الآن يتكفل بها نواب الفريق الاستقلالي . وكأنهم بلسان موحد  يقولون لبن كيران التعديل الحكومي هو ضمان للاستمرارية في الائتلاف الحكومي .
وأمام مشهد انسحاب حزب الاستقلال واصطفافه إلى جانب الأصالة والتجمع والدستوري والاتحاد في المعارضة وهو مشهد محتمل قد يزيد من تعقيد الحياة السياسية ويفتح مجموعة من السيناريوهات والمفاجآت المحتملة أهمها مشاركة حزب الوردة في الحكومة الحالية خاصة اذا ما سطع نجم لشكر ورفاقه في الصراع الدائر حول من يفوز بكتابة رفاق بن بركة وبوعبيد أو مع استحضار الرغبة القوية للفريق الدستوري في المشاركة الحكومية  مع استحضار الجميع لمنطق الربح والخسارة في مشهد سياسي بئيس  الخاسر الأكبر فيه هي الديمقراطية وعبرها المواطن المغربي .

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..


تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..
 
مصطفى لمودن
 في مجال التعليم هناك حقائق مفزعة لا ينكرها أحد، نسبة مهمة من التلاميذ تنتقل إلى مستوى أعلى بدون أن تكون متمكنة من الكفايات اللازمة، ولعل أهمها التمكن من القراءة وفك رموز اللغة المكتوبة، ويستمر الوضع لدى فئة من هؤلاء إلى المستوى السادس ابتدائي على سبيل المثال. (*)
 فماذا كان يفعل هؤلاء التلاميذ طيلة السنوات الفارطة؟ أين يكمن الخلل ومن المسؤول عنه؟
 بهذا لا أريد أن أطعن في مصداقية وجدية زملائي، هم مكون فقط (وأنا منهم كمدرس) من منظومة تربوية مهترئة وفاشلة، وتتلقى أفدح النعوت من أطراف مختلفة.. لنحاول حلحلة الوضع قليلا ولو على مستوى التعليم الابتدائي..
 1ـ هناك برنامج طويل ولا يناسب عمر التلاميذ ولا يخدم مستقبلهم ومستقبل الوطن، فيه الكثير من الحشو والاجترار، ويعتمد التلقين، ويهمل التعويد والتدريب على النقد والإبداعوالتنظيم والتعليم الذاتي…
 2ـ عامل الوقت ضد التلميذ(ة)والمدرس (ة)، حيث تـُقدم حصص دراسية متتالية ومتسلسلةفي فترة زمنية قصيرة جدا، ما بين 20 و45 دقيقة لكل مادة، أوسعها زمنا تتضمن القائمة التقليدية للدروس، مقدمة (تشويق، زوبعة، تمهيد، تساؤلات..)، عرض الدرس، كل المدرس ـ (ة) يلقيه أو  ينظمه أو يشرف عليه حسب قناعته وطريقته، ثم وضع الاستنتاج، فإجراء تمارين/ تقويم (شفوي ـ كتابي)، ثم تصحيحه، وهو ما لا يمكن أن يكون على أرض الواقع إلا على حساب مواد أخرى في نفس الحصة (الصباحية أو المسائية).
 3 ـ الاستمرار في تقديم الدروس كيفما وضعت طيلة السنة، وطيلة السلك الدراسي، لأن ذلك تنفيذ للواجب المفروض! بينما مختلف آليات التلقي والمشاركة تكون غائبة لدى التلاميذ، مثل اللغة، الاستعداد، الرغبة.. كأننا نزيح ثقلا على أكثافنا ونلقي به بعيدا، ولا تهم نوعية التلقي لدى التلميذ (ة) ودرجة حصول جودة التعلمات.
 4ـ حضور التجهم والتوجس في فضاء المؤسسةالتعليمية بين مختلف الفاعلين (تلميذ/مدرس)، (مدرس /مدير)، (مدرس ـ مدير / مفتش..)، علاقات غير واضحة، وليست مبنية على الاحترام والتقدير المتبادلين، في الغالب تتسم بالعنف الرمزي (وحتى المادي أحيانا).
 5ـ فضاء غالبية المؤسسات التعليمية بالابتدائي يثير الكآبة والضيق، غياب شبه مطلق للأنشطة الموازية ذات الطابع الترفيهي، والتي يمكن أن تكون أداة تعليم بديلة بشكل فعال (مسرح، رحلات، حصص دراسية بعيدا عن الفصل، أنشطة ثقافية وفنية..)
 6ـ تقديم دروس اللغة، فيما يخص مادة العربية أساسا ما زال تقليديا، وكما وضع بعد الاستقلالفي القرن الماضي اعتمدا على "تجارب" قدمت من المشرق العربي، وهذه الدروس تفترض أن للتلميذ دراية باللغة، ويتطلب الأمر فقط "تذكيره" بقواعدها من نحو وصرف.. عوض منحه الفرصة كي يتعلم اللغة تداولا وقراءة وكتابة قبل كل شيء.. قد يقول قائل إن ذلك يكون فيالمستوى الأول والثاني بالابتدائي.. لكن ذلك لا يحدث أي أثر فعال لدى التلميذ، مما يجعله يحس بالإعاقة والتضايق في المستويات اللاحقة التي تركز كثيرا على القواعد..
 7ـ لا يمكن حل معضلات التعليم عموما بواسطة التصورات البيروقراطية، إن من لم يدرّس فيحياته، لا يمكن أن يفهم ما يجري داخل القسم من تفاعلات مختلفة، وإن تدريس اللغات وغيرها من المواد يحتاج لدراسة ميدانية وإيجاد حلول عملية، عوض الاستمرار في استنساخ المقررات والمناهج كما وضعت قبل أزيد من نصف قرن، كما يتجلى ذلك واضحا في كتب وكراسات اللغة..
 8ـ يجب توفير المدرس (ة) الكفء، ونقصد به المدرس المثقف، المبادر.. القادر على الوصول إلى الأهداف والكفايات المنتظرة بالطريقة التي تناسب أوضاعا مختلفة، وأن تكون له الحرية البيداغوجية والتقدير الذي يستحقه.. دون دفعه إلى التطبيق الحرفي لمناهج ومقررات يكاد يتفق الجميع على أنها بليدة وغير مجدية.. المدرس (ة) الذي يقبل التعاقد التربوي والنقد والتقييم من طرف جهات كفأة ومسؤولة وتقدر التربية والتعليم.. ما يتطلب تغييرا جذريا للعقليات وللآليات التي نخرت التربية والتعليم بالمغرب..
 ——————–
 (*) حول التلاميذ الذين لا يعرفون القراءة وقد التحقوا بمستوى أعلى، يجد المدرس (ة) نفسهفي موقف صعب، هل سيقوم بعملية دعم لهؤلاء حتى يلتحقوا بالركب، أم ينفذ المقرر رغم أن هؤلاء لا يهمهم في الغالب ما يجري أمامهم فيحجرة الدرس..

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

احتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلاها الحاجة لتفعيل المغرب الكبير



 احتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلاها

الحاجة لتفعيل المغرب الكبير
  
مصطفى لمودن
تحتفل  الشقيقة الجزائر على امتداد سنة كاملة بالذكرى الفضية على استقلالها.. بعد استعمار ظالم وغاشم امتد على ما يفوق 130 سنة من طرف فرنسا، وما خلفه ذلك  من مصائب بقيت آثارها متواجدة على مختلف الأصعدة إلى الآن.. لا يسعنا سوى أن نهنئ إخوانا في الجزائر، وقد كان بودنا (كمواطنين مغاربة) أن نشاركهم أنشطتهم وحفلاتهم فوق أرض الجزائر بكثافة.. كان يمكن أن تتوجه قوافل الزائرين إلى مختلف المدن هناك.. كم من مغربي ومغربية يود ذلك.. لكن للسياسة شروطها القاهرة التي تحد من تطلع الشعوب نحو التعاون لما فيه مصلحة الجميع، ولعلنا نترقب ما ستسفر عنه القمة المغاربية (إن عقدت) من نتائج إيجابية، بحيث هناك نية لعقدها في أقرب وقت، وقد التقى وزراء الخارجية في الجزائر يوم الاثنين 9 يوليوز لبحث عدة قضايا تهم المغرب الكبير خاصة جوانب أمنية  …
   ما استلفتني وأنا أتابع أحد البرنامج الوثائقية عن الجزائر، هو ما قدمته من ضحايا عبر قرن ونصف من الزمن، بالإضافة إلى المليون شهيد الذين قدموا أرواحهم فداء للجزائر كي تخرج من ربقة استعمار الذي كان بعض متطرفيه يعتبرون البلد المحتل إقليما فرنسيا! هناك كذاك رقما آخر للقتلى ما زال غير محدد بالضبط، وغالبا ما يلفه الغموض، يتعلق بالمتوفين جراء عمليات الانتقام الواسعة التي حدثت بعد خروج فرنسا من الجزائر، حيث قتل ما بين 50 ألف و100 ألف حسب ما جاء في البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة فرنسية.. وذلك بعدما تخلى عنهم المارشال دوكول، وبعدما كانت فرنسا تستعملهم داخليا في حفظ الأمن، ومختلف العمليات القذرة.. قتلوا عبر تصفيات واسعة بدون شفقة أو محاولة طي صفحة الماضي الأليم، كما يقع في حالات مماثلة (جنوب إفريقيا بعد الأبرتهايد..).. وفي نفس الوقت كانت فرنسا قد رحلت مجموعة منهم كانوا قد تظاهروا في باريس من أجل حماية "المتعاونين"، لتلقي بهم بين يدي كماشة الانتقام والتصفية في الجزائر.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل عرفت الجزائر عمليات اغتيالات وانتقامات المتبادلة إثر الفوضى التي عقبت إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي كانت قد فازت بها "جبهة الإنقاذ" الجزائرية في بداية تسعينيات القرن الماضي..
  ما نتمناه للجزائر هو الاستقرار وترسيخ الديمقراطية والتقدم والازدهار.. كما نتمنى أن يُــفعـّــل "المغرب الكبير" لما فيه من مصلحة للجميع، على الأقل تحتاج مقاولات كل بلد لسوق موسع بالكاد يصل إلى 100 مليون نسمة.
  ولعل تونس الآن بعد تغيير النظام هي من أهم المتحمسين لذلك، فقد كتب الرئيس التونسي منصف المرزوقي يذكر بمقترحاته الخمس، وهي "حق المغاربيين في التنقل والعمل والاستقرار والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية، في الأقطار المغاربية الخمس". وقد سبق أن أعلنت تونس إلغاءها للتأشيرة ولجواز السفر أمام كل المغاربيين، قبل أن تتراجع عن ذلك، خاصة لما قالت الجزائر إنها غير معنية بهذا القرار..
فمتى ستكون مصلحة الشعوب التواقة للازدهار والديمقراطية والحرية والكرامة فوق كل المصالح الضيقة والأنانية؟



الاثنين، 28 مايو 2012

رشيد نيني في أول مقال له بعد خروجه من السجن: فترة من الراحة والتأمل أصبحت تفرض نفسها علي بإلحاح


 رشيد نيني في أول مقال له بعد خروجه من السجن:
 فترة من الراحة والتأمل أصبحت تفرض نفسها علي بإلحاح
 

رشيد نيني، محمد العوني، العربي المساري أثناء استقبال نيني المنظم من طرف "منظمة حريات الاعلام
والتعبير" بالرباط.
لعل السؤال الذي يطرحه كثيرون هو متى سأعود إلى كتابة عمود "شوف تشوف" في الصفحة الأخيرة من "المساء". سأجيب على هذا السؤال بسرعة حتى لا يطول التشويق بالنسبة للبعض، و"التشويك" بالنسبة للبعض الآخر.
قبل حوالي خمس سنوات، وضعت وصل إيداع تأسيس جريدة المساء لدى وكيل الملك. وبعد صدور الحكم النهائي في حقي بالحبس سنة نافذة قدمت استقالتي من إدارة تحرير "المساء"، تفاديا لاحتمال إغلاقها بحكم وجود مدير نشرها قيد الاعتقال. واليوم وبعد قضائي عقوبتي الحبسية كاملة، وهذه أول مرة يحدث فيها أن يقضي صحافي في المغرب عقوبته الحبسية كاملة، أعتقد أن فترة من الراحة والتأمل أصبحت تفرض نفسها علي بإلحاح. خصوصا أنه لم تعد لي علاقة مهنية بمؤسسة "المساء"، والتي أتمنى لها الاستمرارية والتألق والنجاح.
داخل زنزانتي الانفرادية، وبين عملية اغتيال صرصار وآخر، فكرت طويلا في قرار العودة إلى الصفحة الأخيرة من "المساء" لكتابة العمود الشهير، الذي بسببه أوجد في زنزانة رطبة أترصد جحافل الصراصير والعناكب وبقية الحشرات التي تقتحم علي عزلتي المحروسة والمراقبة على مدار اليوم والليلة.
وبعد تفكير طويل، وبعدما تعلمت التعايش مع الحشرات، الضارة منها والنافعة، (هذا لأن هناك حشرات نافعة للإنسان أكثر أحيانا مما يستطيع البشر أن يكون)، فهمت أخيرا عمق تلك الجملة التي تركها الكاتب الروسي الكبير "تولستوي" عندما قال ذات يوم "لا يجب أن تكتب إلا في اللحظة التي تشعر فيها أنك عندما تغطس ريشتك في المحبرة تترك طرفا من لحمك داخلها".
طبعا لا يجب أن ننسى ونحن نستحضر العظيم "تولستوي" ما قاله العبقري "بريخت" في إحدى قصائده عندما كتب "إنهم لن يقولوا كانت الأزمنة رديئة، وإنما سيقولون لماذا صمت الشعراء".
وطيلة كل هذا الوقت الذي قضيته في تأمل هذا البيت الشعري العميق الذي يتهم الشعراء باقتراف الصمت خلال الأزمنة الرديئة، ويشهد الله أن زمننا لا يقل رداءة عن الزمن الذي تحدث عنه "بريخت"، لم أعثر على تعليق أبلغ من ذلك الذي كتبه الروائي والمثقف الكبير الراحل عبد الرحمن منيف عندما قال "نعم سيسألون لماذا صمت الشعراء، ولماذا غاب المثقفون، ولماذا امتلأ الوطن بهذا المقدار الهائل من الصمت والسواد… إلا إذا تكلم المثقفون، وقالوا بصدق ما يجب أن يقال، عندئذ سيتغير السؤال".
أن تكتب لكي تقول ما يجب أن يقال، لا ما يحب البعض أن يسمع، هو ما قصده تحديدا "تولستوي" عندما تحدث عن ترك لحمك في المحبرة في كل مرة تغطس فيها ريشتك لكي تكتب.
هذا النوع من الكتابة في المغرب يقود صاحبها إلى ثلاث محطات، إما الصمت أو النفي الذاتي أو السجن. وهذا الأخير جربته في أسوأ صوره وأكثرها تعبيرا عن الحقد والضغينة. وفي غياب قانون يحمي حق الصحافي في الحصول على الخبر وحقه في حماية مصادره، وفي ظل قضاء فاسد وغير مستقل، يبقى "اقتراف" هذا النوع من الكتابة تحريضا لكل أعداء الكلمة الحرة على الأقلام التي ترفض الركوع والخنوع.
وإذا كان "جان جونيه"، دفين العرائش، قد علمنا أنه "ليس على الكاتب أن يطلب إذنا من أحد كي يكتب"، فإن أسد الريف المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي قد علمنا أنه "ليس في قضية الحرية حل وسط"، فإما أن نكتب بحرية، أي أن نقول ما يجب أن يقال، وإما أن نختار فضيلة الصمت.
سيقول قائل إنني عندما أنحاز لفضيلة الصمت، في الظروف الحالية، فإنما أعلن هزيمتي. ليس هناك من جواب أنسب لاتهام مماثل أعمق مما قاله الأمير الخطابي "ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل هناك شيء اسمه الواجب، وأنا قمت به قدر استطاعتي". 
إن أحد أكبر أسباب تخلفنا وتراجعنا عالميا في سلم الحريات هو تراجع إحساسنا جميعا بالمسؤولية. ومرة أخرى نستحضر ما قاله الأمير الخطابي بهذا الصدد عندما كتب أن "عدم الإحساس بالمسؤولية هو السبب في الفشل، فكل واحد ينتظر أن يبدأ غيره".
ولعل أحسن من فهم عمق هذه المقولة النيرة هو الكاتب الكبير عبد الرحمان منيف الذي قال، وكأنما كان يقرأ في ذهن الأمير الريفي الثائر، "الرداءة هي حالة وليست طبيعة، وهي تحديات وصعوبات وليست قدرا، وبرغم الكثير من المرارة والسواد والتشاؤم أحيانا، فإن هناك نورا في نهاية الدهليز. قد لا أستطيع الوصول إليه أنا، ولكن المطلوب هو الوصول إليه، والجميع معنيون".
في مقابل صمت الجبناء والمنافقين والمداهنين، وصمت العملاء، وصمت المأجورين، وصمت حملة المسدسات الكاتمة للصوت الذين يطلقون رصاص غدرهم في الظهر، هناك صمت المحارب الجريح الذي يستريح فوق الربوة حيث يلعق جراحه ويلملم شظاياه بانتظار أن يعود إليه فرسه الذي فرقت بينه وبين صهوته النصال وسهام الغدر وسط غبار المعركة.
البعض يعتقد أن روح هذا المحارب المثخن بالجراح ماتت، لكن، وكما قالت الشاعرة الروسية "أنا أخماتوفا" لبوليس ستالين، "أنا مفعمة بالحياة داخل هذا التابوت"، يقول بدوره المحارب الجريح لبوليس الكلمة الحرة أن صوته سيظل مجلجلا رغم الصمت. فأحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام، خصوصا إذا عثر على أذان تصيخ السمع لوعود الربيع الذي وإن داسوا زهوره بأحذيتهم الثقيلة فإنه لا محالة آت.
لن تفوتني الفرصة في هذه العجالة أن أتقدم بشكري وامتناني لكل من رفع صوته في شارع أو ساحة أو محفل وطني أو دولي، أو رفع قلمه في صحيفة أو يافطة، أو رفع كفيه بدعاء في صلاة وآزرني في محنتي مستنكرا هذا الظلم المنكر الذي لحقني. شكرا من القلب.
وقد بحثت طويلا عن شيء أختم به الإعلان عن هذه الاستراحة، التي أعتبرها مستحقة بعد خمس سنوات متواصلة من الكتابة اليومية وسنة من الحبس الانفرادي والعزلة المحروسة، فلم أعثر على شيء أحسن من هذا الدعاء الذي كتبه القاضي أبي علي التنوخي، الذي عاش في عراق القرن الثالث الهجري، بسبب محنة لحقته، فقال مبتهلا "لا أحوجك الله إلى اقتضاء ثمن معروف أسديته، ولا ألجأك إلى قبض عوض عن جميل أوليته، ولا جعل يدك السفلى لمن كانت عليه هي العليا، وأعاذك من عز مفقود وعيش مجهود، وأحياك ما كانت الحياة أجمل بك، وتوفاك إذا كانت الوفاة أصلح لك، وختم بالحسنى عملك، وبلغك في الأولى أملك، وأحسن في الأخرى منقلبك، إنه سميع مجيب، جواد قريب".
دعونا نفترق على دعاء رفع المحنة هذا بانتظار أن تنفرج الأجواء لنلتقي مجددا فتصبح المحنة مجرد ذكرى لاستخلاص الدروس والعبر.
شكرا لمحبتكم، ودمتم أوفياء للكلمة الحرة رغم الكمامات، أوفياء لشارة النصر رغم الأصفاد.
افتتاحية صحيفة "المساء" عدد الاثنين 28 ماي 2012

الثلاثاء، 8 مايو 2012

"الجزيرة" بين الدعوة والدعاية تدخل في الشؤون الداخلية للدول باسم "حرية الإعلام"


 "الجزيرة" بين الدعوة والدعاية  
تدخل في الشؤون الداخلية للدول باسم "حرية الإعلام"
 
مصطفى لمودن
قدمت قناة "الجزيرة" القطرية وصلة إخبارية لا علاقة بالمهنية ولا بأبسط شروط الإعلام الناضج، حدث ذلك قبل العاشرة مساء ليلة الثلاثاء 8 ماي 2012، فقد ارتأت أن تتحدث عن الأحزاب "الإسلامية" المشاركة في الانتخابات التشريعية بالجزائر، استعرضت هذه الأحزاب دون غيرها، تتبعت بعض تجمعاتها الدعائية، وأتاحت الفرصة لزعماء هذه الأحزاب ليتحدثوا عن "فوزهم" المرتقب، أحدهم قال إن مجموعته ستحصل على 50 %، وآخر قال إنه سيحقق الأغلبية لا محالة.. بينما أغفلت بالمطلق هذه "القناة" بقية الأحزاب المشاركة في الانتخابات.. وهي بذلك تحاول التأثير على الناخبين الجزائريين، وأكثر من ذلك اعتبرت "فوزهم" مستحقا، باعتبار ما حققه زملاؤهم "الإسلاميون" في دول ذكرتها القناة بالاسم، ومنها المغرب جار الجزائر، رغم أن الحزب "الإسلامي" بالمغرب صوت عليه مليون و600 ألف ناخب، أي 27% من المشاركين في الانتخابات فقط دون ذكر المقاطعين.. إن قناة "الجزيرة" أصبحت تمارس الدعاية المكشوفة لحلفائها السياسيين، ونقصد بهم كل من له علاقة قريبة أو بعيدة بحركات "الإخوان المسلمين"، وقد افتضح أمرها من زمن بعيد، لقد تحولت هذه القناة إلى بوق لا تهمها إطلاقا المهنية والموضوعية..
وعلاقة بالانتخابات في الجزائر كان من سوء حظ هذه "القناة" أنها أجرت عبر الهاتف أثناء الوصلة المشار إليها حوارا مع عبد الناصر جابر وهو متخصص في علم الاجتماع السياسي، من سوء حظ بوق "الإخوان" أن هذا الأستاذ المتحدث من الجزائر كان وبالا على ما قصدته القناة وسعت إليه، فقد أوضح أن بعض هؤلاء الإسلاميين يشاركون في الحكومة، ولا بد أن يتحملوا تبعات الإخفاقات الحاصلة في الجزائر، وأكثر من ذلك أنهم (الإسلاميين) مختلفون في بينهم وتفرقوا وأسسوا أحزابا بعدما كانوا مجتمعين، وأضاف بأنهم لا تهمهم غير المناصب ومصالحهم الذاتية.. وشكك في الاحتمالات والمتمنيات التي سردها بعضهم قبل تدخله، وأضاف أن أوضاع الجزائر حسبه ليست كما في بلدان أخرى، وتجري الحملة الانتخابية وسط لا مبالاة شعبية كبيرة.. ما جعل المذيع يحاول تغيير الموضوع، وعبثا حاول لأن الحقائق لا تخفى أبدا.
لقد تعمدت قناة الجزيرة تجاهل خصوم الإسلاميين في السياسة، رغم أن الجميع أبناء بلد واحد اسمه الجزائر، ومن هذه الأحزاب المشاركة في الانتخابات كذلك "جبهة القوى الاشتراكية" والتي فقدت قبل أيام زعيمها ومؤسسها الحسين آيت أحمد، وقد  دخلت "الجبهة" غمار الانتخابات بعدما كانت تقاطعها لزمن طويل إلى جانب قائمة من الأحزاب..
إن "قناة الجزيرة" لا تخفي بهكذا تصرف رغبة المشرفين عليها التدخل في الشؤون الداخلية للدول بذريعة الإعلام، بل وتسعى جاهدة لنصرة حلفائها "الإسلاميين" في أفق إرجاع "الخلافة" كما يقول البعض،  وكما صرح بذلك زعيم "حزب النهضة" رشيد الغنوشي في تونس الجارة الشرقية للجزائر، هذه "الخلافة إن رجعت ستكون وبالا حتى على حكام قطر "الشقيقة".


الجمعة، 27 أبريل 2012

حوارات حول الجدوى من "موازين" تساؤلات عن الدعم الحقيقي للمهرجانات والثقافات


 حوارات حول الجدوى من "موازين"
تساؤلات عن الدعم الحقيقي للمهرجانات والثقافات
صومعة حسان بالرباط
مصطفى لمودن
 تثير بعض المهرجانات المقامة بالمغرب وعلى رأسها "موازين" الذي يقام خلال شهر ماي من كل سنة جدلا واسعا، وتكون المواقع الاجتماعية حبلى بالأخذ والرد، في إحداها فتحت "نافذة" بما يلي:
 "حملة إعلامية قوية من أجل "جيل موازين" في مختلف وسائل الإعلام، وبهتان باسم "مغرب الثقافات"، ومؤسسات تمنح المال بدون حساب، هل يمكن أن يحدث مثل هذا مع أي "مهرجان" آخر صغير أو كبير له حمولة فكرية وثقافية حقيقية؟".
وكان الإجماع من قبل المتدخلين على رفض الصيغة التي يقام بها المهرجان، خاصة الإنفاق المبالغ فيه من الأموال لصالح المغنين والمغنيات.. إلا رأيا واحدا اعتبر أن انتقاد مهرجان الرباط فهي دعم لموقف الإسلاميين/ الظلاميين حسب صيغته من طرف خدم وحشم للظلاميين، وأن المهرجان يتيح لنا رؤية أعظم الفنانين العالميين (انتهى). 
فكتبت الرد التالي الذي أود به إشراك قراء "مدونة سيدي سليمان" بما يروج في مكان آخر من الانترنيت (العظيم)، مع  الإشارة إلى الطرف الآخر وهو صديق على كل حال برموز من اسمه فقط.
الرفيق أ. ن.، بعد التحية والتقدير، لو تسمح أود الإدلاء بالملاحظات التالية:
ـ بداية، وبصفتي "يساري" لست ضد الغناء والرقص والموسيقى والمسرح والكتابة والسينما…
لأن ذلك من تجليات حرية التعبير عند الإنسان، بل ومن أجل ما يعبر به العقل والوجدان الإنسانين.
ـ لست ضد المهرجانات بالمطلق، بل يجب أن أكون ضمن الداعين لها، لكن وفق مواصفات محددة سآتي على ذكرها.
ـ وبصفتي مواطن مغربي من حقي أن أدلي برأيي ولا أفرضه على أحد، فأنا أعترض على منح مغنية لوحدها أو مع فرقتها 700 مليون سنيتم من اجل حفلة في الهواء الطلق.
ـ من حقي أن أبدي رأيي اعتراضا على تبذير أموال مغربية طائلة (لاحظ لم اقل عمومية) من أجل مهرجان غنائي في العاصمة،بحجة دعم "الثقافة"، بينما هناك مكان آخر ومجالات أخرى ثقافية حقيقية لا أحد يرعاها أو يهتم بها.
ـ ليس من أجل "الثقافة" تساهم مؤسسات مختلفة في مهرجان الرباط، وليس من أجل عيون الثقافة.
ـ لن يكون مهرجان الرباط هو الأداة التي تواجه الحركات الإسلامية، بل إنه وسيلة يستغلها هؤلاء متعذرين بالبذخ والإسراف من أجل الرفع من سومتهم الشعبية.
ـ لم تكن يوما "الثقافة" هي رفع الأصوات بالغناء وعرض الأجساد المتراقصة فقط، بل هناك تعابير أخرى، وحتى في مجال الرقص والغناء فإن المغيب الأول هو كل ما هو شعبي ومحلي.
ـ لنفترض لو كانت قد أنفقت الأموال التي "ذهبت مع الريح" منذ بداية مهرجان الرباط في تشييد المسارح ودور الشباب والثقافة والمكتبات في كافة ربوع المغرب وفق برنامج مضبوط، وتأسيس معاهد الموسيقى وبقية الفنون وتزويدها بالأطر.. لنتصور  حينها "الثورة الثقافية" الحقيقية التي كان سيدخلها المغرب.
ـ لنتصور لو أنفق مما أنفق في رعاية المسرح ونشر الكتاب واقتناء قاعات السينما التي تغلق وتهدم، لنتخيل لو دعم المساهمون في مهرجان الرباط بالأموال الطائلة التي ضاعت مسالك دراسية في الجامعة تهتم بمختلف فنون التعبير بالمغرب من الرسم على  الخزف إلى الرقص والفلكلور والموسيقى والتشكيل والتعابير الشفوية من حكايات وغيرها.. وإعادة النظر في  طريقة تقديمها للجمهور.. لنتصور كيف حينها سيصبح وجه المغرب الفني والثقافي.
ـ لنتصور لو أن ممولي مهرجان الرباط قرروا بناء قاعة أوبرا أو مسرح كبير متعدد التخصصات، أو قاعة مؤتمرات دولية… عوض أن تقام مهرجانات الرقص والغناء في الهواء الطلق، مع متمنيات المنظمين ألا تسقط الأمطار.
ـ لنتصور لو أن للرباط مهرجانا حقيقيا، يجمع بين الفنون المغربية من مختلف المناطق مع الانفتاح على فنون العالم المختلفة، حينها سنساهم في دعم فنوننا كذلك.
ـ لنتصور أن فاعلا مثلكم  قرر وحده أو مع آخرين إقامة مهرجان في اليوسفية  أو سيدي سليمان أو تازة… ويتقدم لإحدى الشركات التي تساهم في مهرجان الرباط طالبا دعما ولو ألف درهم، فيسمع الرد الذي لن يروق. (نعطي مثلا بإحدى شركات الاتصال المشهورة)
ـ وبنفس المنطق، لنتساءل عن بقية المهرجانات البسيطة التي "يتجرأ" البعض على تنظيمها هنا وهناك، فإذا كانت تجد الدعم من قبل بعض الجهات في السلطة فإنها لن تقام أبدا(مثلا ما يقام بمدينة الصويرة).
ـ لأعطي مثلا آخر، في مدينتي أقيم "مهرجان للهيت" لمدة ثلاث دورات وانتهى به الأمر إلى الإهمال، (وقد رافقه سوء التنظيم وضحالة التصور) وهذا الفن هو تعبير محلي راق عن الفرح الشعبي، ويعبر به في مناطق شاسعة، وعلى الأقل فيه أربعة أنواع، لكنه الآن في طريق الانقراض، لأنه لا يدخل في دائرة اهتمام المسؤولين الكبار.  وقس على ذلك بقية الفنون الشعبية في مناطق مختلفة.
ـ قد تلفت الرباط العاصمة الانتباه لها لمدة وجيزة ويخفت كل شيء، قد تنقل بعض السهرات قنوات فضائية أجنبية تملأ بذلك فراغاتها، وينتهي كل شيء، ستعرض تلك القنوات ما يراه مشاهدوها باستمرار من مغنين ومغنيات غربيين، وينتهي الأمر، عوض التفكير في تقديم فنونا المحلية بشكل مقبول يبرز تنوعنا الحضاري وسمو تعابيرنا الفنية، مما سيجلب السياح والاحترام للمغرب.
ـ إن ما تقدمه شركات ومؤسسات من مال "بسخاء" يكون على حساب برامجها "الثقافية" الخاصة إن وجدت، وعلى حساب المصالح الاجتماعية (من تخييم أبناء المستخدمين، السكن، الترفيه..)، ويكون على حساب تنافسيتها وعلى حساب المستهلكين والزبناء أولا وأخيرا.
 وفي الأخير الرفيق أ.ن.  تأكد من خالص محبتي وتقديري لك. 

الأحد، 15 يناير 2012

العودة إلى نقطة الصفر مع عبد الحميد جماهري


العودة إلى نقطة الصفر مع عبد الحميد جماهري

عبد الحميد جماهري إلى جانب محمد سعيد السعدي في افتتاح المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد

مصطفى لمودن
 
لماذا نضيع على المغاربة 13 سنة تذهب هباء؟
 
لماذا انساق الاتحاد الاشتراكي وراء السراب في 1998؟، ليظهر في 2002 أمام عبد الرحمان اليوسفي بالواضح والملموس أنه ليست هناك لا "منهجية ديمقراطية" ولا هم يحزنون، ولينطق الآن عبد الحميد جماهري بقول فصل في "تنصيب الحكومة" والقفز على الشكليات الديمقراطية التي صاحبت ذلك..
 
لماذا يساق بعض المغاربة عن حسن نية أحيانا إلى متاهات لا يكتشفون "المقلب" إلا بعد فوات الآوان؟
 
حينما أقرأ أو استمع إلى عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ومدير تحرير الجريدة الناطقة باسم هذا الحزب لم أشعر بالذهول، لأن ما ينطق به هذا المسؤول السياسي عن روية هو عين العقل والصواب، لكن بعد فوات الآوان…
 
لقد كان الرجل صارما وهو يرد على من يعتبر العمل بمقتضيات الدستور مجرد شكليات بينما الناس تنتظر الخبز، في حلقة من برنامج "مباشرة معكم" ليلة الأربعاء 11 يناير، ولم يجعل الفرصة تفوت أو يستسلم لمحاولات الصحفي المسير ثنيه عن مزيد من التوضيح، لقد سار في نفس المنحى الذي تعرضنا له في مقالة بنفس هذا الموقع (آراء حرة) تحت عنوان " ما لا يبعث على الاطمئنان في حكومة عبد الإله بنكيران"، واعتبر أن "شكليات الدستور" أمر أساسي من أجله خرج المغاربة للاحتجاج ومن أجل ذلك قامت ثورات في العالم العربي… وأن التعيين الحقيقي للحكومة يكون بعد مصادقة البرلمان على البرنامج الحكومي، حيث تتفعل الإرادة الشعبية الحقيقية، وأضاف في نفس الحلقة أنه يتوفر على أخبار مؤكد من صديق له في الحكومة تقول باستمرار الحكومة السابقة في مزاولة مهامها وأن الوزراء يوقعون الوثائق تحت تاريخ سابق عما سمي "تسليم المهام"، إنه منتهى التلاعب بالإرادة الشعبية وبروح الدستور على علاته.
 
وتوقف عبد الحميد جماهري عند هذا المنحى الخطير الذي يثير "الالتباس والقلق" في "كسر الخاطر" على الصفحة الأخيرة من جريدة "الاتحاد الاشتراكي" يوم الجمعة 13 يناير ووضع لمقالته عنوانا صريحا يقول "الدستور ليس أولوية !!!" بصيغة تعجب.
 
وقدم اعترافا يسجل لصالحه، نتمنى أن يكون ضمن سياق حزبي داخل الاتحاد الاشتراكي يعيده لمساره الذي افتقده منذ مارس 1998، "الاعتراف" يمكن اعتباره بمثابة نقد ذاتي (صريح أو مضمر لا يهم)، يوضح "التباسا" آخر مماثلا كان قد وقع فيه حزب عبد الرحيم بوعبيد آنذاك، لنصغ لهذه الفقرة الواضحة" وللحقيقة والتاريخ، كان قد "انتابنا" نحن أيضا (يقصد حزبه) كيسار التدبير الحكومي، نوع من هذا التفكير (يقصد ثانوية المسألة الدستورية) عشية التناوب وبعيده بقليل، وكانت الفكرة الرائجة آنذاك هي أن "الشعب ينتظر الشغل والسكن والصحة.. أما المطالب الدستورية فهي نخبوية وتهم القلة القليلة".
 
ويضيف نفس الكاتب "وفي أقل من أربع سنوات تبين بأن معالجة من هذا النوع قاصرة عن فهم آليات اشتغال الدولة والمؤسسات، وأن البلوكاج كان في الغالب يتم باسم الدستور القديم" .
 
وقدم خلاصته في الجملة التالية:" ولطالما عطل الدستور السياسة، كما يمكن للسياسة أن تعطل الدستور".
 
ما قيمة الدرس بعد فوات الآوان؟ وهل سيمضي وقت طويل قبل أن يكتشف "حزب العدالة والتنمية" نفسه أمام نفس الحائط الذي واجهته حكومة التناوب الأولى والثانية؟
 
ختاما هل ينسلخ بهدوء حزب الاتحاد الاشتراكي عن مواقفه وتجربته السابقة ليدخل غمار تجربة جديدة؟ أم أن ما يطفو أحيانا من قبل بعض مسؤوليه لا يعدو أن يكون رأيا ذاتيا وبالونات تطلق في الهواء؟
—————-

الجمعة، 13 يناير 2012

العدالة الاجتماعية ورهانات المستقبل


 العدالة الاجتماعية ورهانات المستقبل

 
إدريس الميموني
إن العمل على تحقيق مبدأ المساواة الاجتماعية. يشكل المحور الأساسي  لتوفير وضمان  صيرورة الإنسان. مع حماية الطبقات المعوزة من الفقر المدقع. وإعادة إدماجها في المجتمع عن طريق المشاركة الفاعلة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وكذا المساواة في فرص الشغل، شريطة التحلي بالموضوعية والشفافية، بعيدا عن الزبونية والمحسوبية، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تضافر مجموعة من المجهودات الجبارة مع مختلف فئات المجتمع  من جمعيات  حقوقية فاعلة  في تسيير الشأن المحلي بتنسيق مع السلطات المحلية. والدفاع عن حقوق الأفراد والجماعات. على المستوى المحلي والوطني والمحافل الدولية بدون تمييز بين العرق أو الجنس.        
ويعتبر تحقيق العدالة الاجتماعية  مسارا حيويا لمحاربة الإقصاء الاجتماعي بكل أشكاله. ولتحقيق هذه المكتسبات يجب على المنتخبين  السياسيين الدين وضعوا  تحت ثقة الشعب باسم التغيير ومحاربة الفساد والمفسدين. بجميع رتبهم القيام بإجراءات وقائية وعملية والتي تتمثل في:                        
- توزيع الثروات بالعدل  والهدف من ذلك الحد من الفوارق  الاجتماعية  والوقوف على  مجموعة من الاختلالات وتصحيحها وكذا القيام بإعادة توزيع نموذجي لمداخيل  الدولة لمساعدة الفئات التي تعاني من الهشاشة وتقليص الفوارق في الأجور بين الموظفين ذوي الرواتب الدنيا والرواتب العليا.           
- إنشاء مركز لتطوير الصناعة التقليدية المتعلقة بالمرأة  القروية مع عقد شراكات بين الجمعيات والسلطات المحلية الذي تدير شؤون المجالس القروية المنتخبة بغية  التخفيف من حدة الأمية المهنية. كتطوير صناعة الزرابي اليدوية وصناعات أخرى، إضافة إلى تأهيل الشباب العاطل عن العمل بخلق تعاونيات فلاحية ومراكز للتكوين المهني وإحداث مؤسسات تعليمية تتعلق بالمرحلة الثانوية    بهدف محاربة الهدر المدرسي، وكذا دار الطالبة للفئات المحتاجة  ودار الشباب للثقافة والترفيه وتوفير ملاعب رياضية مجهزة، ثم خزانة للمطالعة والقراءة         
- إنشاء مفتشية للشغل بالعالم القروي من أجل محاربة هضم حقوق العمال والعاملات.                        
ـ إعادة هيكلة قطاع الصحة بالعالم القروي والحضري مع توفير الموارد البشرية المؤهلة.                  
- توفير الإنارة العمومية والماء الصالح للشرب.        
- توفير محطة طرقية للمسافرين بهدف سهولة التنقل.      
- العمل على إجراءات وقائية للحد من الفيضانات.      
ـ الحفاظ على الموارد البيئية والاقتصادية.     
ـ حماية القدرة الشرائية للمواطنين والاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية مجانا، وكذا السكن اللائق، وجلب مستثمرين، مع خفض الضرائب لتنمية سوق الشغل، بدل الركوض والجمود إلى غير ذلك من الإجراءات التي تعمل على التنمية المستدامة.   
   
 ومن هذا المنطلق فالعدالة الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق تضافر مجموعة من المجهودات بين مختلف فئات المجتمع عامة، حكومة ومنتخبين ورؤساء الأقسام وهيئات سياسية ودبلوماسية إلى غير ذلك  من  المسؤولين  الذين نالوا  ثقة المجتمع  خدمة  للصالح العام.
 وفي  الأخير  يجب أن تكون إرادة قوية قادرة  على خلق حلول  جذرية عملية على  أرض الواقع                                                               
                                         
                         —————–
المدونة: تعلن المدونة انفتاحها على كل المساهمات والآراء كيفما كان…