الأربعاء، 16 أبريل 2008

خٍطابُ الطّينِ ذ.جواد المومني٭


            خٍطابُ الطّينِ  
 
      ذ.جواد المومني٭
          120830
 
                              ـ 1 ـ 
    نَقَرْتُ للشّمْسِ ظِلاًّ وَاهِيًا،
    مِنْ فِخاخِ الْعُبّادِ نَسَجْتُهُ.
    تَسَيَّدَتْ لَعْلَعَةُ الوِهاجِ، وقَطَّبَتْ لِروح الأهازيج بُؤْسَها الشَّمْسُ. مَنِ احْتَلمَ لذرّات الْبُنّ فِسْقَها
    غَيرُ عُروشٍ، مِنْ دِنانِ خُيوطها اغْترفَ الشّاعرُ بُؤْسَه المَهجُور، وَحْدها رَتَقَتْ لِلَّحْظِ موْعدا كان أنِ استقاهُ البَجَعُ… رائدُ البِركِ، والسّيّدُ، إثرَ فَجيعها الوحيدْ.  
 
                ـ 2 ـ 
   بعد أن نَقرْتُ للشّمس ظِلاًّ…
   ذاك فجْرٌ أهَلَّ؛ يَطْوي لُعابَ السَّهارى. احتمَلتُه أنا الغريقُ الصَّاعدُ إلى دُرْج المَهاوي البَلّوريَّةِ لأنَفّذَ وصيَّةَ الجُمْجُمةِ المُتبقّيةِ؛ وحْدها لا غيْرَها. وحدها تُحدّثُ عنْ سِرّ الأوْقات النّافِرَةِ.
   قَدْ عَثرتْ عليَّ. في سَديم الحُرْقَةِ، والدّخانُ مَلأ صَدْري، مُقيمًا كُنتُ. أتهجَّى الخُيوطَ الجائِيةَ إليَّ، وعنْ مراتِع الماءِ النَّقِعِ حَدَّثتني:
    هذا خطابُ الطّين، حمَلتْه السّيّداتُ.
    تُحَمّلْنَه لكُم.
    اِحْمِلْهُ في خُضْرَةِ الأصيصِ يحْميكَ من صَفَاقَةِ
    الحَجْرِ؛ الطّائِرُ الغِرّيدْ.  
 
               ـ 3 ـ 
    بَعْدَ أنْ أهَـــلَّ ذلك الفجْرُ…
    راوَدتْنِي المساءاتُ اللّواتي مَضَتْ. سَلبْـتُها واحَةً فارغةً. عميقًا كان وَجْدُهَا إذْ ودّعْتُهُ؛
    ونَمَّطَني، فَأغَرْتُ عليْه، أهْديهِ رُؤُوسي المَليحَةَ، تِلْكَ التي ما خَمَدَتْ إلا لِهُبوبٍ جديدٍ.
 
           ـ 4 ـ
    بعْد أنْ راوَدتْني المَساءاتُ…
  اصْطليتُ نارها؛ ومِنْ زعِـيقِ هَلاّلٍ زوّجْتُ دمائيَ لنوافِير الرّيح. نَجْلاءَ كانت وأنا أهَـدْهِدُها بيْنَ صَعقاتِ الرُّموش. يا لَهَـوْلي هديَّةَ الظّلال! هَـلّلي! هلْ لي مِنْكِ هذا الوَهَجُ؟ حَسْبُكِ!فَـبَعْدُ لمْ يُلْقَ الطّينُ خطابَه!! وبَعْـدُ ما صاتَتْ شمْسُ الوليدْ. 
 
                      الدار البيضاء 09 نونبر/ تشرين الثاني 2001
 ـــــــــــــــــــــــــــــــ
٭ الأستاذ جواد المومني مدرس اللغة العربية بإعدادية عبد الخالق الطريس، مجاز في الأدب العربي من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، نشر عدة قصائد بجرائد ومجلات مغربية ومشرقية…