السبت، 13 سبتمبر 2008

غزو الانفلات الأمني لشوارع دار الضمانة


       غزو الانفلات الأمني لشوارع دار الضمانة
      وزانمحمد حمضي
بحلول شهر رمضان المعظم تعود مظاهر الإجرام والاعتداءات على المواطنين لتستقر في كل ركن من أركان المدينة التي تآمرت عليها أكثر من جهة.وذكر أكثر من مصدر وشاهد عيان أن جل أحياء المدينة وشوارعها الرئيسية وفضاءاتها التي يرتادها المواطنون بعد صلاة العشاء تعيش على وقع جرائم مرعبة تتنوع بين السرقة، وأعمال النشل، والضرب، والجرح واستعمال السلاح الأبيض بكل أنواعه بكل حرية. وتظيف نفس المصادر بأن معظم الحالات المذكورة تقع من دون أن يسجل أي حضور للأمن في الوقت المناسب بسبب التدبير الغامض للتغطية الأمنية للمناطق الحساسة.
ويعيش شارع محمد الخامس يوميا قبل آذان المغرب وبعد صلاة العشاء اعتداءات بالسلاح الأبيض(السكاكين والسيوف).فعلى سبيل المثال نجا شاب من موت محقق يوم 06شتنبرعلى الساعة العاشرة والنصف ليلا عندما اعتدى عليه شابين بالسيف والسكين أمام أنظار مآة المارة الذين أنقذوه بالصياح.أما يوم 07 شتنبر على الساعة الخامسة وأربعين دقيقة فقد كادت ساحة الاستقلال (بجانب المكانة)- تشكل القلب النابض للمدينة –أن تتحول إلى بركة للدماء عندما أشهر أحدهم سيفا في وجه شخص أنقذه ساقيه، وإلا كان سيكون في عداد الموتى أو كان سيرفع من نسبة المعاقين بالمدينة. أما أم الكوارث فهي التي عاشتها ساحة الاستقلال ليلة 09 شتنبر ، وصادف وقوعها حضور باشا المدينة في عين المكان يتفقد حالة هذا الفضاء الذي سيشرع قريبا في إعادة هيكلته كما هو وارد في برنامج تأهيل المدينة. فقد عاش هذا الفضاء مواجهات عنيفة بالسلاح الأبيض والحجارة والعصي بين مجموعتين من الشباب(أزيد من 40شابا)، مواجهات روعت الحي والشارع العام ولم يتم فضها والسيطرة عليها إلا بعد حضور الأمن بتعليمات من الباشا.
تموج الانفلات الأمني في مدينة صغيرة الحجم، سكانها معروفون بميلهم نحو الهدوء والسكينة، يؤكد حقيقة واحدة وهي أن تدبير هذا المرفق، يعرف خللا منذ مطلع خريف السنة الماضية، بعد أن كانت الوضعية متحكم فيها بشكل عادي، وكان هناك شعور نفسي ومادي –رغم بعض التجاوزات- بحضور السلطة الأمنية بالمدينة. فهل يعقل مثلا أن لا تغطى المناطق الحساسة في أوقات الذروة برجال الأمن؟ وأي مبرر مقنع اعتمده المسؤول على رأس مفوضية الشرطة بتخليه عن مرابطة سيارة الأمن الوطني بجانب (الساعة الكبرى) باعتبارها القلب النابض لوزان وأخطر نقطة سوداء بها تروج المخدرات والأقراص المهلوسة والخمور المهربة ليلا ونهارا؟ وماذا ننتظر من ألوان طيف المجلس البلدي لمعالجة الوضعية وهو من المساهمين الرئيسيين في  تسميد تربة الانفلات ألامني بسماحه باحتلال قلب المدينة من طرف الفراشة و الباعة الجائلين الغرباء عن دار الضمانة، مع ما يترتب عن هذه الظاهرة المثيرة من سلوكيات شاذة، وقتل الدورة الاقتصادية بالمدينة بدفع التجار إلى الإفلاس التام، إضافة إلى عرقلة تحرك رجال الأمن عند وقوع اعتداءات أو حوادث؟