الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

أنوزلا قلت الحقيقة، ولكن…


  أنوزلا قلت الحقيقة، ولكن…
     فعلا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حفرت بنضال أعضائها مكانتها في المغرب، وبمساهمة عدد من المناضلين هنا وهناك يُرسم سلوك حضاري في الاحتجاج ضد كل التجاوزات، وكل المظالم التي لم تنفع إضافة «حجرة» رسمية إلى المؤسسات القائمة في رفعها. لكن… جزءا مما في الأمر كذلك هو أن البعض هنا وهناك يسعى بكل دهاء للاستثمار الشخصي في الجمعية، والركب على نضالات رفاقه قبل خصومه، وإن كان محيط البعض من هؤلاء من يعرفون حقيقتهم فيلجمونهم بالأسلوب الديمقراطي الذي تعارف عليه الرفاق… لم نكن يوما من مرتكبي الدسائس في حديثنا عن مثل هذه الأمور، لكن عندما يطفح الكيل تقع عمليات علاجية، غير أن أصحابها لايرعوون، ويستمرون في سلوكاتهم الانتهازية هذه، والمناضلون ليس من الضروري أن يخصصوا كل وقتهم وجهدهم لمواجهة وفضح مثل هذه الكائنات، مما يفتح المجال لعودة الانتهازين من جديد، مما قد يسيء إلى نضالات وتاريخ الجمعية، خاصة عندما ينجح هؤلاء الانتهازيون في جمع عدد من المريدين والبلطجية حولهم، وعندما يسوّقون عن نفسهم على المستوى الوطني معلومات كاذبة ومغرضة مع سبق إصرار وترصد، لكن الحيلة لن تنطوي على الجميع إلى الأبد… وليس من حام للجمعية غير أعضائها المخلصين للنضال الحقوقي الحقيقي دون خلفيات انتهازية…
    ولا نعرف كيف غاب عن علي أنوزلا في موضوعه الصادر ب«الجريدة الأولى»(ع:138ـ 28/10/08)  حول «المغرب بدون الجمعية المغربية لحقوق الإنسان!»دور مناضل كبير عرفه المغرب الحديث، عندما سحب عن كل السياسيين شرف الدفاع عن حقوق الإنسان والحديث عن معتقل تازمامارت دون ذكر محمد بنسعيد آيت يدر، الذي أثار لأول مرة وأثناء فترات البطش موضوع المعتقل داخل البرلمان…وآخرون طبعا. 
    كما لا يفوتنا الحديث وكما يصرح بذلك عدد من قيادات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على المستوى الوطني، كالمناضل عبد الحميد أمين نائب رئيسة الجمعية الذي ذكر في عرض له بسيدي قاسم في رمضان الأخير  بأن الجمعية ليست بديلا عن الأحزاب أو النقابات، بينما آخرون يريدون منها أن تقوم مقام هذه الهيئات، وينظرون إلى الحقوقي من زاوية خاصة، تخدم توجها معينا، وتناصر الأقرب بالرغم من الحج والدلائل الداحضة… ورغم كل شيء تبقى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان معلمة لا يمكن نكران تواجدها، ومناضلوها يجتهدون لتوسيع حركتهم الحقوقية لتشمل مجالات لم يكن يشار لها، كالدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية…فتحية لكل المناضلين الحقوقيين الحقيقيين الذين يفضلون الظل رغم مكانتهم ودورهم الريادي.
           مصطفى لمودن ـ سيدي سليمان