الأربعاء، 13 مايو 2009

فعاليات مهرجان سيدي سليمان للسينما والتربية تقديم الضيوف وانطلاق مسابقة الأفلام القصيرة


فعاليات مهرجان سيدي سليمان للسينما والتربية
تقديم الضيوف وانطلاق مسابقة الأفلام القصيرة
    وسط جمهور متعطش للفرجة ومشاهدة السينمائيين عن قرب انطلقت فعاليات المهرجان السينمائي الخامس بسيدي سليمان مساء الأحد 8 ماي، وقد اتخذ كشعار له هذه السنة " السينما وثقافة التضامن"، كما اختير الممثل والمخرج إدريس الروخ ليكون الضيف المكرم. 
لجنة التحكيم: خالد شهبون، إدريس الإدريسي (الرئيس)، العمراني الحبيب، محمد رؤوف المصباحي، إدريس مجاهد( قيل في تقديمه للجمهور أنه لا يعرف العربية)، وتغيبت إيمان بونجارة.
     بعد ترحيب الجيلالي حمقات رئيس النادي بالجمهور الحاضر والضيوف، تمنى "أن يمحو هذا المهرجان أحزان الفيضانات"، في إشارة إلى مخلفات فيضانات شهر فبراير الأخير، وبدوره أخذ الكلمة المحتفى به إدريس الروخ وقد عبر عن سعادته بهذا الاحتفاء وبتواجده مع الممثلين والفنانين والصحافيين، وكان قبل ذلك قد قدم عبد الواحد بوجنان مجاهد إلى الجمهور الحاضر أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الفيلم القصير، وكوكبة من الممثلين والممثلات والمحسوبين على قطاع السينما، يتقدمهم محمد الرزين الذي تمنى في كلمته أن يكبر المهرجان ويتوفر على فضاء أرحب، وضيوف آخرون مثل زكي رشيد، يوسف بريطل، عبد القادر بوزيد، نجاة الواعر، هشام حيدر… وقبل عرض أربع أفلام مشاركة ضمن المسابقة استمع الجمهور إلى موسيقى الراب المقدمة من طرف ثلاثي شاب ضمن فرقة اختاروا لها اسم ليكوص. 
 
      الممثل والمخرج إدريس الروخ
 
   الممثل محمد الرزين
      في قراءة أولية للأفلام القصيرة المعروضة، ورغم ظروف العرض غير المناسبة في قاعة تنعدم فيها شروط العرض السينمائي، نجد فيلم "حلم امرأة" ليوسف عفيفي كصدمة جميلة لمتلقي مدعو ليفرك عينيه حتى يتأكد أنه لا يحلم، ليرى مشاهد لم يستعد لها الكثيرون في المجتمع، وهي قلب الأدوار بين المجتمع الذكوري والنسائي بشكل مطلق، بحيث تخطب الفتاة الشاب الذي ترغب في الزواج منه، أو يتعرض الرجال لمعاكسات من قبل النساء، أو أن يتكفل الرجال بأعمال البيت، أو أن يدعو أبوي سيدة متزوجة أن تتزوج على زوجها العاقر… لكن إدراج كل ذلك في مجرد حلم امرأة يفقد القيمة الفنية للفيلم وقوة الخطاب المستفز الذي يجعل المشاهد يطرح أكثر من سؤال عن الأدوار الاجتماعية بين المرأة والرجل.
     الفيلم الثاني لجيهان البحار يحمل عنوان: " مراقبة وحذف"، وهو يعرض بأسلوب فني كيف تتحكم كاتبة من وراء حاسوبها في ذوات سبع أشخاص مسافرين على متن طاكسي، بحيث كل مرة تشكل أحداثا وشخوصا متميزين من نفس المممثلين، في ثلاث قوالب غير منتهية، وفي الأخير لم تتطمئن لأي قصة/قالب، والفيلم يعني –ربما-  أن الحياة يمكن تعاش بطرق مختلفة، مع طرح تساؤل كبير، وهو من يتحكم في مصائرنا وأقدارنا، هل نحن، أم آخرون لا نراهم؟  
  "مينوي" أو منتصف الليل ليوسف الركاب، تحضر فيه كذلك الأدوار المتبادلة بين الرجل والمرأة، الزوجة تروح كل ليلة لعملها الليلي، والرجل يبقى في المنزل، لكن المخرج جعل الجميع يعتقد أن الزوجة كل ليلة تقضيها مع أحد "زبنائها" بعدما يجلبها من "سوق" العهارة بزقاق نصف مظلم تعرض فيه الأجساد، أما الرجل فتوهمنا نحن المتفرجون أنه يبقى في المنزل، مما جعل الزوجة تكتشف لباسا داخليا نسويا في بيتها، وهوما دفعها كي  تثور ضد زوجها "الخائن"، وبعد انتحار سعيد الزوج، نكتشف في الأخير عن طريق "فلاش باك" غير موفق فنيا أن الزوج هو من يتزين ويرتدي ملابس نسائية، ويذهب كل ليلة مع "زبون". 
   
    بطل فيلم "مينوي" يوسف بريطل
     آخر فيلم عرض ضمن المسابقة في اليوم الأول هو "إزوران"(الجذور) وقد قدمه مخرجه عز العرب العلوي، قائلا أن فيلمه حاز على عدة جوائز في أمريكا والجزائر والمغرب، مدته 21 دقيقة، صامت، مرفق بموسيقى وتعابير جسدية وتصويرية، وأضاف أنه عميق ويحكي مأساة طفلة صغيرة… قوة الفيلم في شاعريته كما ذكر البعض، وفي تأويلاته المختلفة، مادام يعرض شيئا من سيكولوجيا وسيوسيولجيا وانتربولوجيا مشتركة بين سكان الأرض، من ذلك حضور الخوف والرهبة من الموت، وقلق فقدان الحبيب، والمخيال الجمعي، كحضور فارس الأحلام والعروس باللباس الأبيض، والجمع بين الموت والحياة والانسياب من قبضة الماضي والموت والخوف (لقطة انفلات ثوب العروس من دفة الباب)، وحضور تيمات تقليدية كالتداوي بالإيحاء والأعشاب والبخور، ويحضر الرمز الأمازيغي بقوة سواء عبر الأهازيج والوشم واللباس، واختيار أوقات وزوايا تصوير موفقة لا ينجح فيها إلا محترفو الفن السينمائي. 

  المخرج عز العرب العلوي
   الأفلام المعروضة تحتاج إلى وقفة أطول وإلى أكثر من مشاهدة، وهي تعكس القوة التعبيرية القوية التي أصبح يمتلكها سينمائيون مغاربة، بحيث يتأكد يوما بعد آخر  أن هناك "صنعة" يتوفر عليها هؤلاء، وهم يحرصون على توفير كل متطلبات الجودة لأفلامهم، في انتظار أن تتاح لهم الفرصة للإشراف على أفلام مطولة، وأن تعود للسينما عموما قوة حضورها، خاصة على مستوى توفير قاعات العروض.
      في انتظار أهم فقرة مساء السبت وهي حفل التكريم وعرض فيلم "كازا نيكرا"، كنا نتمنى من نادي الطليعة السينمائي إيجاد "مخرج" لاستفادة أكبر عدد ممكن من ساكنة المدينة من بعض فقرات المهرجان، كأن تعرض بعض الأفلام في أمكنة عامة قرب الأحياء السكنية في غياب قاعة مناسبة، أما مساهمة المهرجان في كفكفة دموع المنكوبين من الفيضانانت ومسح أحزانهم فلا ندري كيف سيتم ذلك.  
                              إعداد مصطفى لمودن 

   



 ثلاثي فرقة ليكوص

——————————–
 رسالة إلى المقرصنين: يحق لكل واحد إعادة نشر هذه المادة لكن على الأقل الإشارة إلى المصدر.