الاثنين، 1 فبراير 2010

مفهوم القدرات البدنية


مصطفى تيدار(*)
        عندما نتحدث عن أهمية القدرات البدنيةلدى الرياضي يتضح لنا أن رياضة الجمباز من أهم الرياضات التي يشترك فيها اللاعب وتوصله إلى أعلى المراتب، وهي من الرياضات التي تحقق أكبر قدر لمدى تقدم الدول باعتبارها تتميز بعدة أقسام في أجزائها، حيث تنقسم رياضة الجمباز إلى عدة أنواع مختلفة تؤدى عليها عدة حركات ومهارات منها جمباز الأجهزة، وجمباز الموانع، وغيرها، ومن تم تعتبر رياضة الجمباز مؤشراً صادقاً وهاماً في تقويم التقدم الرياضي للدول، وتسهم القدرات البدنية إسهاماً مميزاً في ممارسة جميع مهارات الجمباز وحركاته وإتقانها حيث تختلف أهميتها طبقا لنوع الجهاز والمهارة والمسابقة المستخدمة وطبيعتها، أي أن نوع المسابقة الرياضية الذي يمارسها اللاعب والذي يأمل أن يحقق فيها أعلى مستوى ممكن، هي التي تحدد نوعية الصفات والقدرات البدنيةالضرورية التي يتطلب تنميتها وتطويرها، واتفقت أغلب الآراء على أن القدرات والصفات البدنيةهي المكون الرئيسي الذي يبنى عليه المكونات اللازمة للوصول إلى أعلى المستويات، ولقد تكرر تسمية مصطلحات عدة للقدرات البدنية  وأطلق عليها عدة مصطلحات كل حسب مكانته البدنيةحيث أطلق عليها مصطلح الصفات البدنيةوالمكونات البدنية وعناصر اللياقة البدنية.
ولقد اختلف العلماء في تحديد مكونات القدراتالبدنية والحركية؛ فقد ذكروا أن مكونات القدراتالبدنية تشمل قدرة التحمل الدوري التنفسي والقوة العضلية والتحمل العضلي والمرونة العضلية، أما القدرات الحركية فتشمل التوافق والتوازن والسرعة والرشاقة والقوة الحركية.  
        وعليه فمهما اختلفت التحديدات للقدراتالبدنية والحركية فإنهما مرتبطتان ببعض، وأن أي تحسن في نوع معين من القدرات ينعكس تأثيره على القدرات الأخرى، فقد كشف في الآونة الأخيرة عن العديد من التعريفات للصفات البدنية، بيد أنها غير متعارضة، حيث ظهر في الدول الأوربية مصطلح الصفات البدنية، وفي أمريكا مصطلح اللياقة البدنية (8 : 1988 David,).
وقد أخذ مفهوم ومعنى القدرات البدنية في مجال التدريب الرياضي وضعا مميزا، وذلك منذ الخمسينات، ونتيجة للخبرات الجديدة والمتنوعة للدارسين العرب عامة في مجال التربية البدنيةوالرياضية من المدارس الأجنبية المختلفة، كالمدرسة الألمانية والأمريكية والروسية، والذي كان لهم جميعا أثر كبير في إثراء المكتبة العربية، حيث اختلفت المصطلحات، نتيجة للترجمات من لغات ثلاث مختلفة ولهذا فالمعنى والمفهوم واحد ولا يمكن أن يتغير، فأصبح للمصطلح الواحد أكثر من مرادف، حيث قال “رودي اتسولد  Rudi Ezold 1985م”، وهو أحد الباحثين الألمان:" إن اختلاف المرادفات للمصطلح الواحد يعتبر ثراءً لغوياً، فالقدرات البدنية على سبيل المثال كمصطلح لها أكثر من مرادف وهذا في المدرسة الألمانية نفسها، وهذه المرادفات هي:
القدرات الحركية، القدرات الفسيولوجية، الصفاتالبدنية، الصفات الحركية، الصفات الفسيولوجية _ العناصر البدنية على سبيل المثال _ العناصر الحركية_ العناصر الفسيولوجية _ القدراتوالعناصر الموتورة".
 وعلى ذلك يذكر  “Rudi”أن كل تلك المرادفات تعني كلاً من القوة العضلية والسرعة والتحمل والرشاقة والمرونة كقدرات بدنية أساسية..   
 ـــــــــــــ
(*) أستاذ التربية البدينة وفاعل جمعوي