الخميس، 12 أغسطس 2010

في الرد على دعوة للتعاون مع منخرطة في البام(*)


في الرد على دعوة للتعاون مع منخرطة في البام(*)

تحية، لا تستغربي عن تساؤلي حول انتمائك، لقد قرأته في صفحتك، وأردت أن أتأكد.
1
ـ ليس الانتماء السياسي جريمة، ويحق لك أن تختاري الوجهة التي ترغبين فيها.
2
ـ من حيث العلاقة الشخصية والإنسانية بالنسبة لي ليس في ذلك أي إشكال.
لكن من أوجه أخرى يثير لدي هذا الأمر تساؤلات ومواقف:
1
ـ أرى بأن هذا الحزب لم يضف ولن يضيف شيئا يفيد المغرب والمغاربة، بل يعيد تكرار أحداث مماثلة أو شبيهة وقعت في التاريخ الحديث للمغرب، وكانت نتائج ذلك كارثية على تنمية المغرب، بدء بتجربة "الجبهة الدستورية" لأحمدكديرة، مرورا ب"الأحرار" لأحمد عصمان، وأخيرا (وليس أخيرا) "الاتحاد الدستوري" مع المعطي بوعبيد ومن رافقه.
2
ـ الحزب منذ ولادته وضع في فمه ملعقة من دهب، وهذا لا يوافق لا القوانين ولا الأخلاق، من ذلك التحاق ما لا يحصى من النواب بصفوفه، ليصبح أول حزب بالبرلمان، رغم أنه يتوفر قانونيا على 3 فقط.
3
ـ التخلي عن صريح القانون لصالح الحزب وترضيته كما قال الوزير الأول عباس الفاسي نفسه، وذلك لما تم القفز على المادة 5 من قانون الأحزاب الذي يمنع الترحال، وبذلك ترشح ضمن "صفوف" الحزب كل محترفي الانتخابات وانتهازيوها، فحصل هذا "الوافد الجديد" على أول نسبة من الفوز في الانتخابات الجماعية ل 6يونيو 2009.
4
ـ ليس لهذا الحزب مشروع سياسي واضح يسعى من خلاله إلى دمقرطة البلاد وجعلسلطة الحكم مستمدة من صناديق الاقتراع، وذلك بدليل عدم إثارته مطلقا لأي مطلب للإصلاحات الدستورية وفصل السلط. لأن هذا الشرط وحده هو الكفيل بتحقيق أماني المغاربة في التقدم والعيش الكريم، وهو ما تأكد عبر عقود في دول المعمور الديمقراطية.
5
ـ يسعى هذا الحزب ليجعل عددا من الأجهزة في خدمته، وهو ما يتعارض مع مبدأ مساواة جميع المواطنين وهيئاتهم المختلفة تجاه مؤسسات الدولة وعدة فاعلين آخرين، ولعل إقالة عمدة مراكش وإصدار حكم استئنافي مخالف للحكم الابتدائي من أجل ضمان تبؤ عمدة المدينة الموقع الذي تحتله الآن، بينما لم تفعل نفس السلطة شيئا نحو ما وقع في يعقوب المنصور بالرباط، وليس صدفة أن يكون ذلك هذه المرة لصالح مرشح من نفس الحزب.
6
ـ الامتيازات التمويلية الخاصة التي حصلت عليها دائرة المتزعم الحقيقي للحزب من قبل مؤسسات عمومية وخاصة، لينمي منطقته وحدها، بينما يصعب أو يستحيل أن يتم التعامل مع بقية المناطق بنفس الأسلوب.
7
ـ إيحاءه لعدد من الإنتفاعيين بتحقيق أغراضهم عند انضمامهم إلى "حزب الدولة"، أو هكذا هم اعتقدوا، جعل كما هائلا من منخرطي مختلف الأحزاب الإدارية والانتهازيين يتهافتون على الانخراط فيه، بينما نستثني هنا البعض الذي ينخرط كمناضل حزبيوعليه، بالنسبة إلي أحضر على نفسي في هذه اللحظة التعامل مع أي توجه يخدم مصلحة هذا الحزب، ويخدم الأغراض الانتخابية لمنحر طيه، أولا، لأنني أعتبر نفسي غير معني بهذا الحزب، وثانيا لأنني أجد نفسي في الضفة المقابلة لهــــــــــــــــــ
الأخت التي وجهت لي دعوة من أجل المشاركة في بعض الأنشطة قد تكون بريئة من أي محاولة استقطاب أو ما شابه هذا، وأنا لا أعرفها شخصيا، وسأظل أحترمها كشخص تجمعني وإياها المواطنة    …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)، نشرت هذه الرسالة في الفييس بوك، وقد أثارت نقاشا وردود فعل مختلفة، و"بام" مقصود به حزب الأصالة والمعاصرة.