الأحد، 16 ديسمبر 2012

صعد لشكر وهوى الاتحاد


 صعد لشكر وهوى الاتحاد

 مصطفى لمودن
يبدو أن "الاتحاديين والاتحاديات" اختاروا إدريس لشكر كاتبا وطنيا لحزبهم ونحن الآن في نهاية يوم الأحد 16 دجنبر، وقد بدأت تظهر النتائج الأولية على مستوى الانترنيت.. وبهذا يكون حزب عبد الرحيم بوعبيد قد انتهى كحزب له مواقف نضالية وصمود ضد تيار المخزن.. انتهى حزب "القوات الشعبية"، لتحل مرحلة أخرى تقود الحزب نحو ابتعاد سحيق عن الجماهير شعبية، و"انفتاح" على الأعيان وتجار الانتخابات، والتحالف مع "أحزاب الإدارة" وعلى رأسها حزب "البام"، قد يحقق لشكر بعض "المنافع" للحزب، من ذلك منحه بعض المقاعد وبعض الجماعات في الانتخابات الجماعية القادمة، في مقابل ذلك، سيتخلى الحزب عن كل رؤية استراتيجة تهم المغرب كما كان الحال في عهد عبد الرحيم بوعبيد .. لقد انتصر في الحزب اتجاه غلبة المصالح الضيقة، مصالح الذين ينتظرون الريع الانتخابي والصفقات مع الولاة والعمال.. المنتفعون من "مرحلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، حيث يوزع المال العام لإسكات جزء من المجتمع المحتاج، وإلهائه في "مشاريع" يقال إنها مدرة للدخل.. لكن بالمقابل هذا النكوص الذي حصل في "الاتحاد"، سيكون بمثابة رفع اللبس والحرج عن المتعاملين مع هذا الحزب، سواء ممن تبقى من مناضلين صادقين داخله، أو ممن يعولون على تحالفات تجمع أكبر عدد ممكن من يساريي المغرب.. أصبح الآن الأمر واضحا، لا يمكن أن يكون "الاتحاد" يساريا، بالمفهوم الصحيح لليسار، حيث الانتصار للشعب وللديمقراطية وللوضوح.. الآن اكتمل المشهد السياسي الفرجوي بصعود الوجه الثالث إلى الحلبة إلى جانب بنكيران وشباط.. لتتحول السياسة في المغرب إلى عمل بئيس، ينتج الشعبوية والفرجة والعراك اللفظي..