الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

من أغرب ما قرأت ربط أحد أساتذة اللسانيات اللغة العربية بالمقدس


 من أغرب ما قرأت
ربط أحد أساتذة اللسانيات اللغة العربية بالمقدس


مصطفى لمودن
كتب أستاذ جامعي لليسانيات يعمل في جامعة بني ملال حول اللغة العربية يقول " ارتباط هذه اللغة الإنسانية (العربية) بالوجود الإنساني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما يجعلها لغة قوية يستحيل أن تفنى أو أن تموت.. وهو ما أهلها، أيضا، على جعلها لغة الوحي بامتياز، حاملة لمعانيه، ناقلة لألفاظه بالدقة التي يستحيل أن يأتي بمثلها ابن آدم".. ويضيف أستاذنا المحترم محمد إسماعيل علوي  فتوحاته بقوله " إن اللغة العربية هي الوحيدة التي تستحق أن تعتبر اللغة الإنسانية بامتياز، لأنها تساير أمر الله ومشيئته..". وأورد أمورا تكاد تكون مضحكة حول الضمائر المتعددة في اللغة العربية وقد ربط ذلك بالقداسة والأمر الإلهي و"رغبة الله في خلقه"، وأصدر أحكاما قطعية كما نشرت في جريدة "المساء" يوم الثلاثاء 18 دجنبر 2012 (ع 1998) تقول " الحقيقة هي أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تحترم حقوق الناس أجمعين في التعبير.."، وربط ذلك بتعدد الضمائر!! وغير ذلك مما أصدره الأستاذ المحترم من أحكام غاية في الغرابة، فهل هذا الأستاذ يعرف كل لغات العالم؟ هل يعرف اللغات القديمة المنقرضة من كلدانية وسانسكريتية، هل يعرف اللاثينية التي احتضنت المبادئ الأولى للفلسفة؟ هل يعرف اللغة الصينية والهندية والعبرية التي تشبه كثيرا العربية؟ هل يعرف لغات إفريقيا وسكان أمريكا الجنوبية قبل الغزو الأوربي؟ وكيف توصل إلى أن الله قد خص العربية برعاية خاصة؟
إن اللغة (أي لغة) كيان قائم بذاته، له أصوله وقواعده، هي أذاة تواصلية، نشأت بفعل الحاجة وهي إبداع بشري خالص، تراكمت معانيها ومفراداتها وصيغها الدلالية عبر الزمن، وهي معرضة دائما للتجديد، كما يمكن أن تتعرض للانقراض..
إن اللغة العربية فعلا لغة معيارية، جد مقعدة، وجد معبرة، شخصيا أجد فيها ذاتي للتعبير، لكنها كأي لغة تحتاج باستمرار للتجديد ومواكبة العصر حتى لا تصبح لغة محطنة كما يريد صاحبنا أستاذ الليسانيات من حيث لا يدري..
بكل موضوع أقول إنه لأمر عجب أن يكون مثل هذا الأستاذ يدرس في الجامعات المغربية، ولعل مثل هذا الأمر ما يجعل التعليم المغربي والجامعي خصوصا يحتل درجات متدنية بين جامعات العالم..
(نشرت بالفايسبوك وأثارت نقاشا قويا)