الأربعاء، 20 مايو 2009

جمعية العقد العالمي للماء تعقد اليوم الوطني للماء بتمارة يوم الأحد 24 ماي تحت شعار: "الماء ملك مشترك"


جمعية العقد العالمي للماء تعقد اليوم الوطني للماء بتمارة يوم الأحد 24 ماي تحت شعار: "الماء ملك مشترك"
      ككل سنة تنظم جمعية العقد العالمي للماءبالمغرب  (ACME-MAROC) اليوم الوطني للماء بتمارة يوم الأحد 24 ماي 2009 بإعدادية أحمد النجاعي، في ظل زحف الخوصصة على كل ما له علاقة بالماء، ومحاكمة بعض سكان قرية بنصميم بالأطلس بسبب رفضهم تفويت ماء عين تروي عطشهم… وقد أصدر المكتب الوطني للجمعية بلاغا إخباريا حول الموضوع بتاريخ 15 من الشهر الحالي جاء فيه:
 "تنهي جمعية العقد العالمي للماء في المغرب إلى علم كافة المهتمين من إعلاميين، فاعلينجمعويين، نقابيين وسياسيين أنها ستخلد اليوم الوطني للماء( التي دأبت على الاحتفال به في 20 ماي من كل سنة) تحت شعار" الماء ملك مشترك" بالثانوية الإعدادية أحمد النجاعي الكائنة في ملتقى شارع طارق بن زياد وشارع الحسن الأول بمدينة تمارةوذلك يوم الأحد 24 ماي 2009 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا .
  ستعرف دورة هذه السنة تنظيم ندوة فكرية حول إشكالية الماء يساهم فيها عدد من المهتمين وذوي الاختصاص، كما ستعرف عدة فقرات فنية و مشاركة متميزة لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. 
وتحتفي جمعية العقد العالمي للماء في المغرب ( أكمي/المغرب) باليوم الوطني للماء هذه السنة، في وقت لازال يعرف فيه تدبير قطاع الماء ببلادنا عدة مشاكل جوهرية، نذكر منها مثلاالاستمرار في متابعة عدد من سكان قرية بنصميم قضائيا لا لشيء إلا لأنهم رفضوا تفويت ماء منبعهم الوحيد لشركة خاصة؛ وهذا ما يؤكدعلى الخصوص ضرورة الاستمرار في المطالبةبأن يكون الماء حقا من حقوق الإنسان.
لذا فحضوركم يعتبر مساهمة في الإحاطة بإشكالية الماء في المغرب بكل تعقيداتها ودعما
  للقضايا العادلة للمواطنين في هذا المجال."
     ويأتي تنظيم هذا اليوم في ظل قرب موعد محاكمة عدد من المواطنين من قرية "بنصيم" يوم الاثنين 25 ماي بمكناس، بحيث وجهت إليهم عدد من التهم إثر احتجاجهم على تفويت جزء من العين المجاورة لقريتهم إلى شركة خاصة من أجل تعبئته في قنينات وبيعه، وقد سبق لأكمي المغرب أن قامت بعدة إجراءات لصالح سكان القرية، ونظمت عدة لقاءات ومسيرات تضامنية مع سكان القرية المتواجدة بإقليم إفران، ومن المرتقب أن يعقد اجتماع موسع يوم السبت القادم 23 ماي بنادي المحامين بالرباط  تحضره عدد من الجمعيات المهتمة بالموضوع، وكذلك محامين يرافعون لصالح السكان، وذلك من أجل وضع مجموعة من الترتيبات للوقوف إلى جانب المتضررين، من ذلك إمكانية تنظيم وقفة مساندة ودعم بمكناس يوم المحاكمة (الاثنين 24 ماي).
    وجدير بالذكر أن أكمي المغرب، تمثل  مجموعة عمل داخل المغرب على غرار بقية المجموعات المكونة في عدة دول، لها هذف مشترك هو؛ العمل قصد الدفاع عن بقاء الماء كثروة وطنية عمومية من حق الجميع الوصول إليه واستعماله حسب حاجياته، وعدم تحويله إلى سلعة تدر الربح على البعض، وحرمان البعض الآخر منه، وكذلك عدم تفويت تدبيره إلى شركات خاصة سواء في المدن أو البوادي للسقي أو الشرب. وفي نفس الوقت تنجز الجمعية بالتشارك مع قطاعات حكومية أو جماعات محلية أو جمعيات مدنية مشاريع لها علاقة بالماء وإيصاله إلى محتاجية، ولا تغفل الجمعية كذلك الجانب التربوي، لما له من فعالية تحسيسية على النشء خصوصا، غير أن الجمعية ما تزال في بدايتها وهي في حاجة إلى انفتاح أكبر على مختلف الفئات الاجتماعية.
     مـــــــــــــــــــــــــراجع:
   موقع الجمعية: http://www.acme-eau.org  
   أهم ما كتب في مدونة سيدي سليمان عن أنشطة الجمعية (أكمي –المغرب):


  (اضغط على أي عنوان للتطلع على الموضوع)

جمعية العقد العالمي للماء تعقد اليوم الوطني للماء بتمارة يوم الأحد 24 ماي تحت شعار: "الماء ملك مشترك"


جمعية العقد العالمي للماء تعقد اليوم الوطني للماء بتمارة يوم الأحد 24 ماي تحت شعار: "الماء ملك مشترك"
      ككل سنة تنظم جمعية العقد العالمي للماءبالمغرب  (ACME-MAROC) اليوم الوطني للماء بتمارة يوم الأحد 24 ماي 2009 بإعدادية أحمد النجاعي، في ظل زحف الخوصصة على كل ما له علاقة بالماء، ومحاكمة بعض سكان قرية بنصميم بالأطلس بسبب رفضهم تفويت ماء عين تروي عطشهم… وقد أصدر المكتب الوطني للجمعية بلاغا إخباريا حول الموضوع بتاريخ 15 من الشهر الحالي جاء فيه:
 "تنهي جمعية العقد العالمي للماء في المغرب إلى علم كافة المهتمين من إعلاميين، فاعلينجمعويين، نقابيين وسياسيين أنها ستخلد اليوم الوطني للماء( التي دأبت على الاحتفال به في 20 ماي من كل سنة) تحت شعار" الماء ملك مشترك" بالثانوية الإعدادية أحمد النجاعي الكائنة في ملتقى شارع طارق بن زياد وشارع الحسن الأول بمدينة تمارةوذلك يوم الأحد 24 ماي 2009 ابتداء من الساعة التاسعة صباحا .
  ستعرف دورة هذه السنة تنظيم ندوة فكرية حول إشكالية الماء يساهم فيها عدد من المهتمين وذوي الاختصاص، كما ستعرف عدة فقرات فنية و مشاركة متميزة لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. 
وتحتفي جمعية العقد العالمي للماء في المغرب ( أكمي/المغرب) باليوم الوطني للماء هذه السنة، في وقت لازال يعرف فيه تدبير قطاع الماء ببلادنا عدة مشاكل جوهرية، نذكر منها مثلاالاستمرار في متابعة عدد من سكان قرية بنصميم قضائيا لا لشيء إلا لأنهم رفضوا تفويت ماء منبعهم الوحيد لشركة خاصة؛ وهذا ما يؤكدعلى الخصوص ضرورة الاستمرار في المطالبةبأن يكون الماء حقا من حقوق الإنسان.
لذا فحضوركم يعتبر مساهمة في الإحاطة بإشكالية الماء في المغرب بكل تعقيداتها ودعما
  للقضايا العادلة للمواطنين في هذا المجال."
     ويأتي تنظيم هذا اليوم في ظل قرب موعد محاكمة عدد من المواطنين من قرية "بنصيم" يوم الاثنين 25 ماي بمكناس، بحيث وجهت إليهم عدد من التهم إثر احتجاجهم على تفويت جزء من العين المجاورة لقريتهم إلى شركة خاصة من أجل تعبئته في قنينات وبيعه، وقد سبق لأكمي المغرب أن قامت بعدة إجراءات لصالح سكان القرية، ونظمت عدة لقاءات ومسيرات تضامنية مع سكان القرية المتواجدة بإقليم إفران، ومن المرتقب أن يعقد اجتماع موسع يوم السبت القادم 23 ماي بنادي المحامين بالرباط  تحضره عدد من الجمعيات المهتمة بالموضوع، وكذلك محامين يرافعون لصالح السكان، وذلك من أجل وضع مجموعة من الترتيبات للوقوف إلى جانب المتضررين، من ذلك إمكانية تنظيم وقفة مساندة ودعم بمكناس يوم المحاكمة (الاثنين 24 ماي).
    وجدير بالذكر أن أكمي المغرب، تمثل  مجموعة عمل داخل المغرب على غرار بقية المجموعات المكونة في عدة دول، لها هذف مشترك هو؛ العمل قصد الدفاع عن بقاء الماء كثروة وطنية عمومية من حق الجميع الوصول إليه واستعماله حسب حاجياته، وعدم تحويله إلى سلعة تدر الربح على البعض، وحرمان البعض الآخر منه، وكذلك عدم تفويت تدبيره إلى شركات خاصة سواء في المدن أو البوادي للسقي أو الشرب. وفي نفس الوقت تنجز الجمعية بالتشارك مع قطاعات حكومية أو جماعات محلية أو جمعيات مدنية مشاريع لها علاقة بالماء وإيصاله إلى محتاجية، ولا تغفل الجمعية كذلك الجانب التربوي، لما له من فعالية تحسيسية على النشء خصوصا، غير أن الجمعية ما تزال في بدايتها وهي في حاجة إلى انفتاح أكبر على مختلف الفئات الاجتماعية.
     مـــــــــــــــــــــــــراجع:
   موقع الجمعية: http://www.acme-eau.org  
   أهم ما كتب في مدونة سيدي سليمان عن أنشطة الجمعية (أكمي –المغرب):


  (اضغط على أي عنوان للتطلع على الموضوع)

ماذا يجري بسجن وزان؟


ماذا يجري بسجن وزان؟ 


وزان : محمد حمضي
  ماذا يجري بسجن وزان؟
أفادتنا مصادر مطلعة ، أن السجن المدني لمدينة وزان عرف في بداية شهر ماي حركة غير عادية، تمثلت في عملية فرار غير عادية لأحد نزلاء المؤسسة السجنية. وتظيف نفس المصادر بأن عملية البحث التي تجند لها حراس السجن انتهت بإلقاء القبض على الفار على بعد سبعة كيلومترات من مدينة وزان.
 نفس المصادر كشفت بأن إدارة السجن حاولت الالتفاف على الموضوع بطمس معالمه، وبدل أن تنوه بالمجهود الاستثنائي الذي قام به حراس السجن باعتقال الفار في ظرف قياسي، صبت جام غضبها عليهم، الأمر الذي خلف استياء وتذمرا في صفوفهم.
   وبالمناسبة فإن السجناء ومعهم أقاربهم يلتمسون من السيد المندوب السامي لإدارة السجون وضع تدبير هذه  المؤسسة تحت المجهر لتتصالح من جديد مع وظيفتها الإصلاحية وإعادة إدماج السجين في المجتمع. فالأخبار المتسربة من بين سراديبها لا تدعو إلى الاطمئنان.
نداء مهرجان ربيع إعدادية عبد الخالق الطريس
تحت شعار :"من أجل حياة مدرسية هادفة ونشيطة" عرف فضاء إعدادية عبد الخالق الطريس الواقعة بقرية مصمودة، عدة فعاليات ثقافيةوفكرية وإبداعية ورياضية، التي نظمت في إطار المهرجان الربيعي الأول للمؤسسة، وذلك أيام5/6/7 ماي الجاري.
  فعاليات المهرجان كسرت الرتابة، وفتحت عيون الطاقمين التربوي والإداري على ما يختزنه المجتمع التلاميذي من طاقات إبداعاية  في مختلف المجالات ،لا تحتاج إلا إلى الانتباه والتوجيه وصبغها بلمسات المدرسين ،كما ساهم المهرجان في تجسير العلاقة بين المؤسسة وحوضها التربوي .
  المتدخلون في ندوة حول الهدر المدرسي ، وبعد ملامسة الموضوع من مختلف جوانبه قرروا توجيه النداء التالي إلى مختلف الجهات لحثها على التدخل العاجل من أجل المساهمة في وضع حد للنزيف الذي تعرفه المدرسة العمومية بالقرية(إبتدائي وإعدادي)
نــــــــــــــــداء
في إطار محاربة الهدر المدرسي والحد من التسرب الذي يحاصر المتعلمين ويجهز على حقهم فيالتعليم ، يدعو المجتمعون بإعدادية عبد الخالق الطريس في إطار المهرجان الربيعي الأول كل الجهات المسؤولة بالمنطقة إلى تضافر الجهود للقضاء على هذه الآفة انسجاما مع البرنامج العام الذي يروم حماية الحق في التعلم. وبما أن فعاليات المهرجان قد صادفت الإعداد للانتخابات الجماعية فإننا نتوجه إلى كل المرشحين هيآت وأفرادا من أجل تقعيد محاربة الهدر المدرسي على رأس برامجهم الانتخابية وذلك بالالتزام بتوفير النقل المدرسي والمساهمة في برنامج الدعم الاجتماعي (توسيع دار الطالبة وتحسين خدماتها) وتوفيرفضاءات للأنشطة الثقافية (فتح أبواب  دار الشباب)
  من خلال شراكات فاعلة ومنتجة لصالح المتعلمين بالقرية . كما تهيب كل هذه الفعاليات التربوية والمدنية المجتمعة في إطار هذا المهرجان  بآباء وأمهات التلاميذ من أجل تضافر جهودهم/جهودنا للتغلب على هذه الآفة التي تقتل مستقبل المنطقة وتزج بالمتمدرسين/أبنائنا جميعا في متاهة لا مخرج منها .



البـــوليـــــتيكـــوفـــوبيـــا


البـــوليـــــتيكـــوفـــوبيـــا
 
أمــــيـــن جـــوطــي
aminmoon20@yahoo.fr 
  يمكن تعريف "البوليتيكوفوبيا"أو ما يمكن تسميته برهاب السياسة، على أنها ذلك الخوف المـرضي من السياسة، بمعنى أن  ذلك الخوف ليس له، أو لم تعد له بتاتا أية أسباب وجيهة أو منطقية تدفع الفرد إلى استمرار التوجس المبالغ فيه من عالم السياسة.
 وإذا كانت بعض الدول قد مرت بمراحل تاريخية صعبة، طبعت الحقل السياسي بميسم الصراعات الدموية والاعتقالات مما خلف لدى الناس خوفا شديدا من عواقب الممارسة السياسية، وبالتالي الهروب من ساحة الفعل العمومي، فإن هذه الدول تخضع بشكل أو بآخر لموجة الديمقراطية العالمية، والضغوط الخارجية والاكراهات الداخلية، بل منها من بدأ يقتنع  بأن الديمقراطية ليست ترفا، بل هي وسيلة لتدبير الصراع وآلية من آليات التنمية. وهو الأمر الذي يزيح أسباب التخوف من السياسة، بل يدعو إلى الانخراط لتعزيز المكتسبات الديمقراطية مهما كانت بسيطة.
  والمتفحص للنفسية السائدة لدى أعداد غفيرة من جموع الشعوب العربية يلفت انتباهه التجهم الحاد والنفور الشديد، والتصور المرعب المرتبط بالسياسة وكل ما يحوم في فلكها من مواضيع. الأمر الذي يجعل الأغلبية الساحقة من مواطني الدول العربية بعيدة عن مجال النضال السياسي، وبالتالي التأثير في مجرى الشأن العام.
  تزداد صورة السياسة قتامة وقبحا في ذهنية العربي، حينما تنقصه المعرفة الــحـــق بأصول الساسة ومبادئها، حينما تختلط عليه بما يلاحظه في المشهد السياسي من سلوكيات تصدر عن "السياسيين" الذين يمتطون صهوة السياسة لأجل مصالحهم، ويوجهون السلطة التي يصلون إليها عبر الدهاليز المظلمة لتخدم أهدافهم الأنانية وإن كانت تدمر الصالح العام (الانشقاقات الحزبية وتفريخ الأحزاب بحثا عن المناصب والحقائب الوزارية ، نهب المال العام ….)
  وإذا كان الإنسان عدو ما يجهل، كما جاء على لسان أرسطو، فإن جهلنا بأســـــــــس السياسة ومبادئها وأهدافها الأصيلة قد يتضافر مع عامل آخر، هو السلطوية، ليشكلا معا العاملان الرئيسان اللذان يؤديان إلى الخوف من السياسة، فالفكرة المسبقة عن"فن الممكن" المشوبة بعدة صفات ذميمة من جهة، والممارسات المتسمة بالشطط والتعسف وخرق القانون من جهة أخرى، تؤديان إلى خلل في المنطقlogoneurose  ،هذا الخلل يولد خوفا غير خاضع لأسباب عقلية وجيهة من عالم السياسة، بل كثيرا ما يعتز الأفراد في الوطن العربي بطهريتهم لأنهم لاينتمون إلى ذلك العالم، وهي طهرية وهمية pureté illusionaire لأن هؤلاء يعيشون في نفس البيئة مع المشتطين والمتسلطين، وترك مجال الشأن العام بأيديهم ليفعلوا ما شاؤوا به، لن يزيد البيئة السياسية إلا تلوثا، وسيكرس أكثر فأكثر جدلية السيد والعبد، وعلاقات الخضـوع والإخـضــاع.
و إذا كانت نسبة الانخراط في الحياة السياسية ترتفـع أو تنخفـض حســب الظرفــية  السياسية والاقتصادية لكل مجتمع، فإنه لابد أن نحذر من ســقوط المجتمع في هوة اللامبــالاة  السياسية، الأمر الذي يدعو كل مثقف وسياسي ومناضل إلى العمل على علاج الأمراض السياسية التي يعاني منها الجسد السياسي العربي، ومن بينها البوليتيكوفوبيا .
 في هذا الباب لابد من الإشارة إلى أهمية  بعض العلاجات التي قد يكون لها أثرها الشفائي :
 أولا: العمل على خلق مناخ من الثقة والأمان الاجتماعيين، وذلك عبر إعلاء سيادة القانون.
 ثانيا: جعل الديمقراطية - التي وصفها عدد من المفكرين السياسيين دواء ناجعا للعديد من الأمراض السياسية- منهجا لتدبير الخلافات، عوض اللجوء إلى العنف والتطاحنات والدسائس السياسية.
 ثالثا: العلاج بالتعويد عبر إشراك الناس(خاصة الشباب)، شيئا فشيئا، في تدبير الشأن العام، مع التسامح مع الهفوات والأخطاء (لا مع الخطايا طبعا)

 رابعا: فسح المجال أمام حرية التعبير وممارسة المعارضة البناءة لأجل إصلاح كل اعوجاج يلحق بالممارسات الحكومية، وردع كل شطط قد ينجم عن سلطتها التنفيذية أو عن أي شخص يتحمل مسؤولية تمثيلها.  

الثلاثاء، 19 مايو 2009

البكاء خلف الميت…! رسالة إلى مترشح(ة)


البكاء خلف الميت…!
رسالة إلى  مترشح(ة)
 
مصطفى لمودن  
    أخي المترشح أختي المترشحة، نعرف أن وقتك ضيق ولا تجد من فرط انشغالك ثانية فارغة لتحك رأسك، فأنت غارق حتى الأذنين في الاستعدادات للحملة وبعدها ستدخل غمارها فتنقلب بين ثنايا أمواجها كقشة في سيل جارف.. ولكن مع ذلك لنقلب لعبة التخاطب، ونوزع نحن عليك ورقتنا هاته، قبل أن تبعثر أنت الملايين، من الأوراق طبعا، وليس ملايين السنتيمات، فقد حددتها السلطات في خمسة فقط، لك أن تختار كيف تنفقها (أنت ونيتك والنية أصدق من العمل !).
   هل تساءلت عن سبب ترشحك؟ 
  هل تريد فعلا وصدقا خدمة جماعتك الحضرية أو القروية؟ هل ستساهم في تنمية الاقتصاد وتوفير فرص الشغل للعاطلين؟ هل ستضع تدابير عملية للمحافظة على البيئة ليتنفس المواطنون هواء نقيا ويتخلصون من نفاياتهم بأسهل الطرق وأسلمها؟ هل لك رؤية ثقافية ورياضية تلبي الحاجيات الملحة لأجيال تائهة بين ما تزخر به فضاءات العولمة الجديدة من إغراءات وما يشد إلى "تقليدانية" يسوق لها البعض باعتبارها خلاصا؟ هل لك خطة لتنمية موارد جماعتك دون حد التضييق على دافعي الضرائب أو الحد من قدراتهم الشرائية والاستثمارية؟ بل هل ستكون أشد مدافع عن ترشيد النفقات ووضع كل درهم فيما يفيد المواطنين؟ علما أن هؤلاء هم من يدفعون حتى تعدّون أنتم الميزانيات، وكيف ستنظر في النقص الهائل الذي تعانيه جماعتك من المرافق العمومية لتلبية حاجيات المواطنين الكثيرة؟ لا تدعي أن كل شيء متوفر، أو تقول أننا لسنا في السويد ليكون لكل حي ملاعب رياضية وقاعات عروض ومستوصف ومكتبة وحدائق غناء وشوارع فسيحة بدون حفر تكلل جوانبَها أشجارٌ وورود..! هل تعرف معنى "العولمة" وكيفية "الدخول" فيها؟ وهل سمعت بالأزمة المالية التي تحولت إلى أزمة اقتصادية في العالم بأسره وهل ستواجهها من جماعتك الصغيرة؟ إذا لم تكن لك العزيمة للنظر في كل ذلك فالأجدر بك أن تسخن كراسي المقاهي عوض كراسي الجماعات المحلية.
    أم ستدخل غمار الحملة وأنفك مرفوع يتشمم "الميزانيات" وما سيصلك من علاوات؟ أم ستلج الانتخابات وسيفك مسلول لتكون "الرئيس" الذي سيدفع يمينا وشمالا من أجل ذلك؟ وهل تنوي الدخول في "غمرة الفيضانات"، عفوا الانتخابات ليكون لك صوت مسموع في كل عمليات المزايدات، ليس مزايدات ذات النقاشات والمرافعات العقيمة، بل مزايدات "البورصات أو الجوطيات" (بحال بحال) من أجل عدة "واجهات" أو "فيترينات" سلعتها بائرة وسنداتها فقدت بريقها؟
 لعلك تفكر وتحصي من الآن بكم سيعود عليك النجاح في الانتخابات؟
   كم سيدفع لك المتسابقون من الأسود والنمور الورقية في صراعهم من أجل الرئاسة؟ وكم ستأخذ أثناء تشكيل مجلس الجهة ووضع رئيس منتخب/معين على "قمتها"؟ وما هو المقدار الذي ستنال من أجل المصادقة على المكتب الإقليمي "المنتخب"؟ و"الهمزة" الكبيرة التي تنتظرك طبعا ويسيل لها لعابك من الآن هي انتظار القرعة (نعم القرعة بضم حرف القاف حتى لا تظنها الكرعة) يومها ستصبح عريسا من جديد تشنف أسماعك الزغاريد والطبول، أو ضيفا "يكرم" في أفخم الفنادق، حينها ستحس بأنك أحسنت "الاستثمار" في السياسة وأن ما دفعته من مال لم يذهب "سدا"، أكيد ستضع "صوتك" في الصندوق وأنت مغتبط لتختار عضوا جديدا(قديما)  في مجلس المستشارين، وستفرح أكثر إذا كنت على غير اطلاع أن هذه "القرعة" تدار كل ثلاث سنوات، لتبقى "الحركة" دايرة في البلاد..! ناهيك على ما يوفره لك حصولك على تفويض من الرئيس ل"قضاء" بعض المصالح كأن تقضي وقتك في التوقيع على عقود الازدياد (مهمة جسيمة حقا!)… مما يتيح لك "الارتباط الفعلي" بالجماهير، إذا لم تكن أنت هو سعادة الرئيس بشحمه ولحمه فتقتني لك كرسيا دوارا وتجدد أثاث مكتبك ولا تنسى سيارة جديدة تليق ب"مقامك" تفوق سيارة "العامل" حجما ورونقا فأنت "المنتخب" أولى.
   وإذا كنت "خوايضيا " عفوا " محظوظا " فستنال الحظوة لعضوية إحدى الغرف المهنية، وإذا كنت لا ترغب في السباق من أجل رئاسة أحد مكاتبها، ننصحك فقط برفع "السومة" لأن الدفع المسبق كبير ومهم في هذا المجال لتساند أحدهم كي يصفي حساباته القديمة مع أحدهم أو معهم جميعا.
    أختي المترشحة أخي المترشح ، لقد مل المواطنون من مثل هذه الصور البئيسة ومن مثل هذه التصرفات الهجينة، وضاع المغرب في ترسيخ تجربة "ديموقراطية" محلية حقيقية، لا أحد من ذوي النفوذ وأصحاب القرار يريدها أن تتركز في ذهن المواطن وعقليته وسلوكه ، لتكون صناديق الاقتراع مفتاحا حقيقيا لحل مشاكله اليومية، وتكون الجماعات المحلية مشتلا للديمقراطيين وفضاء للحوار والإبداع المحلي، وقد فضلت الكثير من الأحزاب (والمترشحين) ممارسة هواية "تبادل المنفعة"، واضعة مصالحها الضيقة فوق مصلحة الوطن والمواطنين، فلا تيأس أخي المترشح أختي المترشحة حينما لا تجد آذانا صاغية ل"حملتك الضارية"، وفكر فيما ينتظرك من "مجد"، وأعلم أن السبب وراء عزوف المواطنين عن الانتخابات هو ما تواتر من تزوير منذ مدة طويلة، وكل مرة كانت حليمة تعود لعادتها القديمة، كما أن زملاءك السابقين (وربما كنت واحدا منهم) كانوا يوزعون الوعود وأحلام اليقظة بغد جديد، وهم يخادعون (أو هم المخدوعون) ولا يتحدثون عن الإمكانيات الحقيقية للجماعات المحلية، سواء ما تتوفر عليه من موارد مالية ومن طاقات بشرية، ناهيك عن "الحصار"القانوني و"ثقل" سلطة الوصاية، وهو ما يتطلب نقاشا وطنيا حول الموضوع، ولنا مقترحات متواضعة في ذلك، منها ما سبق نشره… إن التاريخ لن يرحمك والأجيال القادمة ستحاسبك على الوقت والطاقة التي أهدرت بدون طائل.
   ورغم ذلك ليس لنا من بديل غير الانتخابات لاختيار ممثلين عنا نزهاء صالحين قد يفوا بالغرض، ولن نعدم مناضلين خلص يرتقون بالمسؤولية من مجرد "منصب انتهازي" إلى منبر للصدح بهموم الكادحين والشباب والنساء والأطفال والمقاولة المواطنة والبيئة السليمة والخدمات العمومية التي لا امتيازات  خاصة فيها… في انتظار أن تكون يوما لمختلف الأجهزة المنتخبة مسؤولية حقيقية حتى يلتف حولها الشعب.
     ————————
  نشر بجريدة “الشعاع القاسمي، العدد 23 ، ماي 2009، ضمن عمود اقترحت هيئة التحرير أن أشارك به في كل عدد.
 ——————–
    ما رأيك أيها القاريء الكريم ؟

الأحد، 17 مايو 2009

المتضررون من الفيضانات بسيدي سليمان يطالبون بمراجعة طريقة منحهم المساعدة المالية وحصولهم على وصل إيداع ملف وداديتهم


المتضررون من الفيضانات بسيدي سليمان يطالبون بمراجعة طريقة منحهم المساعدة المالية وحصولهم على وصل إيداع ملف وداديتهم
       طالب أفراد من المنكوبين بفعل الفيضانات والذين تهدمت منازلهم بحصولهم على الجزء الثاني من المنحة المالية المقدمة لهم إلى ما بعد وضع الأساسات، وليس إلى ما بعد بناء السفلي، كما جاء في "التزام" وقعوا عليه أثناء توصلهم بشيك يتضمن النصف الأول من المنحة المالية يوم السبت المنصرم 16 ماي 2009، حيث طلب منهم ليلة الجمعة الحضور إلى البلدية في اليوم الموالي.
    ذكر حسن بنروان أحد المستفيدين أن توقيعهم على "الالتزام" كان يتم على عجل، ودون أن يطلعوا على فحواه، لكن بعدما سرت همسات بين المستفيدين قرأ أحد المسؤولين المحتوى، وذكر حسن بنروان الذي يحمل كذلك صفة رئيس ودادية "بهت الخير" أنهم يعترضون على البند الثاني من "الالتزام" الذي بصم عليه كل واحد(ة) بأصبعة! وقد جاء فيه:" عدم المطالبة بالشطر الثاني من المساعدة المالية إلى غاية إتمام بناء الطابق السفلي وإقرار اللجنة المختصة بتتبع أشغال البناء". وقد طرد حسن بنروان من قاعة الاجتماع بعد احتجاجه كما ذكر، وهُـدد زميل له بالطرد كذلك عندما بدأ الحديث إلى ثالث بجانبه كما أكدوا جميعا.
   وذكر أعضاء من مكتب ودادية "بهت الخير" التي أسسوها منذ 13 مارس 2009 بدار الشباب أن مليون ونصف المليون سنتيم كدعم أولي غير كاف لبناء سفلي، وبالتالي حسب اعتقادهم لن يحصلوا على الشطر الثاني من الدعم.
 وتجدر الإشارة أنهم قد أودعوا ملف جمعيتهم كاملا لدى السلطات في 19 مارس ستة أيام بعد تأسيسها كما يقولون، لكنهم لم يتوصلوا إلى حد الآن بوصل الإيداع، وأضاف رئيس الودادية أن الجمع العام حضره 165 متضررا من مختلف الأحياء.
    وقد وقع نفس الشيء بالنسبة لودادية حي أولاد مالك، التي تأسست قبل أسابيع بدار الشباب في جمع عام مستوف لجميع الشروط، لكن بعد وضع ملفهم لم يتوصلوا بوصل الإيداع إلى الآن.
   وللتذكير فقد عرفت منطقة سيدي سليمان فياضانات مهولة ابتداء من 3 فبراير 2009، أدت إلى هدم منازل عديدة بالمدينة والعالم القروي، ونزوح جماعي نحو ملاجئ خصصت لاستقبال المنكوبين، وإذا كان أزيد من 2560 منكوب في العالم القروي بجهة الغرب الشراردة بني احسن قد وعدوا بمنحة مالية حددت في 15000 درهم، من أجل إعادة بناء مساكنهم، لكن في سيدي سليمان استفاد 204 متضرر من بقعة للسكن، تختلف مساحتها ما بين أزيد من ستين وأقل من سبعين مترا مربعا في الغالب، ومواكبة تقنية و3 ملايين سنتيم على دفعتين،  وذلك في شرق سيدي سليمان قرب ثانوية علال الفاسي، ضمن مشروع أطلقت عليه مؤسسة "العمران" التابعة لوزارة السكنى والتعمير والتهيئة المجالية اسم: "عملية الخير الشطر الأول". ومن المرتقب أن يتم تحديد بقعة كل مستفيد يوم الثلاثاء القادم 19 ماي بمكان التجزئة المعدة للمنكوبين بحضور عدة مسؤولين.
    وفي نفس الموضوع تتابع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ملف منكوبي الفيضانات سواء بالمدينة أو بالعالم القروي، وقد أصدرت عدة بيانات حول ذلك، وراسلت عدة مسؤولين، وعقدت اجتماعا مع باشا سيدي سليمان في 20 مارس الفائت، ومع رئيس دائرة سيدي سليمان حول العالم القروي في 31 مارس كذلك، كما نظمت لقاء جماهيريا بالبلدية في 19 أبريل المنصرم حضره حشد من المتضررين، لتقديم حصيلة تحركات فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، وقد أعطيت أثناءه الكلمة لبعض ممثلي المتضررين  قصد التعبير عن مشاكلهم، واختتم اللقاء برفع رسالة إلى الوزير الأول حول معالجة مخلفات نكبة الفيضانات وتفادي تكرار المأساة.
   ختاما، سجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان مجموعة من الملاحظات المدرجة في اللقاء الجماهيري المشار إليه، من ذلك استثناء البعض من الاستفادة رغم توفرهم على نفس الشروط، وقد أودع مكتب الفرع قائمة للمتضررين لدى مصالح الباشوية بتوافق مع المسؤول الأول أثناء الاجتماع المشار إليه، ولعل أشهر المتضررين هي فاطنة القرشي  من حي "السوق القديم" التي لا يجادل أحد في أحقيتها، وقد استفاد كل جيرانها وبقيت هي في الوسط، بعدما تهدم منزلها الطيني بفعل نهر بهت عن آخره، وظلت تشتكي لفترة طويلة دون أن يلتفت إليها أحد.

الأربعاء، 13 مايو 2009

فعاليات مهرجان سيدي سليمان للسينما والتربية تقديم الضيوف وانطلاق مسابقة الأفلام القصيرة


فعاليات مهرجان سيدي سليمان للسينما والتربية
تقديم الضيوف وانطلاق مسابقة الأفلام القصيرة
    وسط جمهور متعطش للفرجة ومشاهدة السينمائيين عن قرب انطلقت فعاليات المهرجان السينمائي الخامس بسيدي سليمان مساء الأحد 8 ماي، وقد اتخذ كشعار له هذه السنة " السينما وثقافة التضامن"، كما اختير الممثل والمخرج إدريس الروخ ليكون الضيف المكرم. 
لجنة التحكيم: خالد شهبون، إدريس الإدريسي (الرئيس)، العمراني الحبيب، محمد رؤوف المصباحي، إدريس مجاهد( قيل في تقديمه للجمهور أنه لا يعرف العربية)، وتغيبت إيمان بونجارة.
     بعد ترحيب الجيلالي حمقات رئيس النادي بالجمهور الحاضر والضيوف، تمنى "أن يمحو هذا المهرجان أحزان الفيضانات"، في إشارة إلى مخلفات فيضانات شهر فبراير الأخير، وبدوره أخذ الكلمة المحتفى به إدريس الروخ وقد عبر عن سعادته بهذا الاحتفاء وبتواجده مع الممثلين والفنانين والصحافيين، وكان قبل ذلك قد قدم عبد الواحد بوجنان مجاهد إلى الجمهور الحاضر أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الفيلم القصير، وكوكبة من الممثلين والممثلات والمحسوبين على قطاع السينما، يتقدمهم محمد الرزين الذي تمنى في كلمته أن يكبر المهرجان ويتوفر على فضاء أرحب، وضيوف آخرون مثل زكي رشيد، يوسف بريطل، عبد القادر بوزيد، نجاة الواعر، هشام حيدر… وقبل عرض أربع أفلام مشاركة ضمن المسابقة استمع الجمهور إلى موسيقى الراب المقدمة من طرف ثلاثي شاب ضمن فرقة اختاروا لها اسم ليكوص. 
 
      الممثل والمخرج إدريس الروخ
 
   الممثل محمد الرزين
      في قراءة أولية للأفلام القصيرة المعروضة، ورغم ظروف العرض غير المناسبة في قاعة تنعدم فيها شروط العرض السينمائي، نجد فيلم "حلم امرأة" ليوسف عفيفي كصدمة جميلة لمتلقي مدعو ليفرك عينيه حتى يتأكد أنه لا يحلم، ليرى مشاهد لم يستعد لها الكثيرون في المجتمع، وهي قلب الأدوار بين المجتمع الذكوري والنسائي بشكل مطلق، بحيث تخطب الفتاة الشاب الذي ترغب في الزواج منه، أو يتعرض الرجال لمعاكسات من قبل النساء، أو أن يتكفل الرجال بأعمال البيت، أو أن يدعو أبوي سيدة متزوجة أن تتزوج على زوجها العاقر… لكن إدراج كل ذلك في مجرد حلم امرأة يفقد القيمة الفنية للفيلم وقوة الخطاب المستفز الذي يجعل المشاهد يطرح أكثر من سؤال عن الأدوار الاجتماعية بين المرأة والرجل.
     الفيلم الثاني لجيهان البحار يحمل عنوان: " مراقبة وحذف"، وهو يعرض بأسلوب فني كيف تتحكم كاتبة من وراء حاسوبها في ذوات سبع أشخاص مسافرين على متن طاكسي، بحيث كل مرة تشكل أحداثا وشخوصا متميزين من نفس المممثلين، في ثلاث قوالب غير منتهية، وفي الأخير لم تتطمئن لأي قصة/قالب، والفيلم يعني –ربما-  أن الحياة يمكن تعاش بطرق مختلفة، مع طرح تساؤل كبير، وهو من يتحكم في مصائرنا وأقدارنا، هل نحن، أم آخرون لا نراهم؟  
  "مينوي" أو منتصف الليل ليوسف الركاب، تحضر فيه كذلك الأدوار المتبادلة بين الرجل والمرأة، الزوجة تروح كل ليلة لعملها الليلي، والرجل يبقى في المنزل، لكن المخرج جعل الجميع يعتقد أن الزوجة كل ليلة تقضيها مع أحد "زبنائها" بعدما يجلبها من "سوق" العهارة بزقاق نصف مظلم تعرض فيه الأجساد، أما الرجل فتوهمنا نحن المتفرجون أنه يبقى في المنزل، مما جعل الزوجة تكتشف لباسا داخليا نسويا في بيتها، وهوما دفعها كي  تثور ضد زوجها "الخائن"، وبعد انتحار سعيد الزوج، نكتشف في الأخير عن طريق "فلاش باك" غير موفق فنيا أن الزوج هو من يتزين ويرتدي ملابس نسائية، ويذهب كل ليلة مع "زبون". 
   
    بطل فيلم "مينوي" يوسف بريطل
     آخر فيلم عرض ضمن المسابقة في اليوم الأول هو "إزوران"(الجذور) وقد قدمه مخرجه عز العرب العلوي، قائلا أن فيلمه حاز على عدة جوائز في أمريكا والجزائر والمغرب، مدته 21 دقيقة، صامت، مرفق بموسيقى وتعابير جسدية وتصويرية، وأضاف أنه عميق ويحكي مأساة طفلة صغيرة… قوة الفيلم في شاعريته كما ذكر البعض، وفي تأويلاته المختلفة، مادام يعرض شيئا من سيكولوجيا وسيوسيولجيا وانتربولوجيا مشتركة بين سكان الأرض، من ذلك حضور الخوف والرهبة من الموت، وقلق فقدان الحبيب، والمخيال الجمعي، كحضور فارس الأحلام والعروس باللباس الأبيض، والجمع بين الموت والحياة والانسياب من قبضة الماضي والموت والخوف (لقطة انفلات ثوب العروس من دفة الباب)، وحضور تيمات تقليدية كالتداوي بالإيحاء والأعشاب والبخور، ويحضر الرمز الأمازيغي بقوة سواء عبر الأهازيج والوشم واللباس، واختيار أوقات وزوايا تصوير موفقة لا ينجح فيها إلا محترفو الفن السينمائي. 

  المخرج عز العرب العلوي
   الأفلام المعروضة تحتاج إلى وقفة أطول وإلى أكثر من مشاهدة، وهي تعكس القوة التعبيرية القوية التي أصبح يمتلكها سينمائيون مغاربة، بحيث يتأكد يوما بعد آخر  أن هناك "صنعة" يتوفر عليها هؤلاء، وهم يحرصون على توفير كل متطلبات الجودة لأفلامهم، في انتظار أن تتاح لهم الفرصة للإشراف على أفلام مطولة، وأن تعود للسينما عموما قوة حضورها، خاصة على مستوى توفير قاعات العروض.
      في انتظار أهم فقرة مساء السبت وهي حفل التكريم وعرض فيلم "كازا نيكرا"، كنا نتمنى من نادي الطليعة السينمائي إيجاد "مخرج" لاستفادة أكبر عدد ممكن من ساكنة المدينة من بعض فقرات المهرجان، كأن تعرض بعض الأفلام في أمكنة عامة قرب الأحياء السكنية في غياب قاعة مناسبة، أما مساهمة المهرجان في كفكفة دموع المنكوبين من الفيضانانت ومسح أحزانهم فلا ندري كيف سيتم ذلك.  
                              إعداد مصطفى لمودن 

   



 ثلاثي فرقة ليكوص

——————————–
 رسالة إلى المقرصنين: يحق لكل واحد إعادة نشر هذه المادة لكن على الأقل الإشارة إلى المصدر.