الجمعة، 6 ديسمبر 2013

يا بلادي.. يا التي تُخيِّر عشاقها مخالب الموت! / الى عبد السلام المودن/شعر ذ. محمد رحو

يا بلادي.. يا التي تُخيِّر عشاقها مخالب الموت!
                                          الى عبد السلام المودن*
 
الشهيد عبد السلام المودن
    















محمد رحو
1
منذ النبأ القاصم
لم أصدق
أن موتك محض صدفة
منذ زحفت نحوك القيود
لم أصدق
أن قبوك محض شرفة
منذ صحوك المبكر
لم أصدق
أن ميلادك محض نطفة
هو ذا نبض الأشياء – من حولي – يقول
هو ذا ومض الأنباء – من حولي – يقول
لا القيد أثناك عن الأمل
لا الداء الذي ما غفا أو شرد!
فأنت موغل في البلاد منذ الأزل
وأنت حامل بيرقها حد الأبد!
يجددك سفر لصبحها المحتمل
هل يصدك ألف سور مستبد
2
آه.. ما أوحش رياحك
يا ليلة الغدر اللئيمة
تصرعين حبيبي
تطمسين بصمات الجريمة!
و تطمرين سؤال الأسئلة
بمعزوفة قدرية متآكلة!
3
أيتها القصيدة
سأعذبك الليلة
مثلما عذبتني سياط الأيام!
سأدميك الليلة
مثلما أدمتني صخرة الآلام!
فالقتيل الليلة
ليس ظلا لشرفة شريدة
ليس سرجا أو مظلة


لإغتيال جذر الكلام!
أيتها القصيدة
تذكري – جيدا – هذه الليلة
فالجميل القتيل
شاهد ماجد إسمه (عبد السلام)!
4
هذه ليست مرثية
هي محض تحية
لسريرته الأمارة بالخروج
عن بؤس الممرات النمطية
هي محض تحية
لحلمه الأممي الأريج
هذه ليست مرثية
فلا وقت للمراثي
ولا وقت للقبض على ذيل الأحداث
فالوقت – هنا – غامض كحرب جلية!
5
ما أوسع غربتي هذه الليلة
ما أضيع شمعتي
في قفار هذا الليل الطويل
هل لي ألا أطلق في وجه السماء
صرخة العارف المجنون في البرية:
وطني قتيل وقتيل وقتيل!
6
دمك ما انساب سدى
إني أراه – هنا – يسري
يشق دربنا الصخري
يؤكد للورد الموعدا!
فمك ليس صدى
هو صوت الكامن الجذري
يقوض قيده السري
ويرشق حرفا من هدى!
حلمك ما مد يدا
لغير فاكهة محرمة
حلمك يد آثمة
تكشف الشهي المبعدا!
7
يا قلعة السراغنة
يا امرأة منفية هناك
بين جبال عذاباتها الطاعنة!
من هنا.. من بؤرة الذهول أراك
تبكين – ثانية – طفلك القتيل
تزوجين – ثانية – رحال الجميل **
عروسه الأطلسية!
يا قلعة السراغنة
يا أخت أكثر من منفية
و أم أكثر من قتيل!
رأسي دوار.. بصري كليل
سيدتي.. يا شجرة الزيتون البهية
هل تعذرين بصري الكليل
هل تسمحين لي بالانتماء
لجذعك اليقظان ليلا!
هل تسمحين لي بالغناء
لصبرك يا أجمل ثكلى!
8
أيها النافخ جمرة السر المصفدة
أيها الحر المصر على اقتراف الكبيرة!
سأخلع عيني المجردة
سأدلف للباطن توا
أنا الآن كلي سريرة
إني أراهم ينبحون حب الأميرة الأسيرة
ويشحذون – ملء جيدها – نيوبا ضريرة!
إني أراهم يمدحون فضاء التحليق/
طقوس الرحيق
وداخل ذات المشهد
يقصون جناح العصفورة!
أنا الآن كلي سريرة
لست آسفا على خطى وهم طليق
ليس لي وهم حول سدود الطريق!
لأصدق لسانا حاك خرقة الحكاية
لأقبر في الرمل نجما وراية!
أنا الآن كلي سريرة
سألملم أشلاء حلمك المجنونة
بالفجر حد الاتحاد!
وأبذرها في قلب البلاد
لتزهر مواويلها الكسيرة
زغاريد لعرس الميلاد!
9
أنت غريب يا رفيق
مثل قلبي أنت غريب
هل نستغرب تسييج حلمنا المشترك:
حلم مثقف يؤسس للحريق
وكادح مسه بعض اللهيب
فمضى يضع الحلم على المحك!
10
من حق احتراقك
أن يرشق في وجه "الأساتذة" السؤال
ما جدوى الفلسفة
بل ما جدوى المعرفة
إن لم ترابط في ساح النزال
إن لم تزوج أحوال الخلق المآل
11
حبيبي الحالم الصموت
حبيبي الذي لا يموت
هل موتك إلا توهج الحياة في الذاكرة
هل موتك إلا انتصاب المرآة
في وجه الأدغال المتآمرة
12
صديق المرأة والبحر والجبل
أيها الواثق من براكين الأمل!
لما رفضت أن تشاركك امرأة
درب العمر الطافح بالمحن
أهالك جوع القرى/ضياع المدن
فخفت أن يغريك أنسا
أن تشرد أو تنسى
فتخلف موعدا..
من معدن الوطن
13
ليس وطنك..
ذاك الجذلان في أحداق السياح!
ليس وطنك
ذاك الحاجب قمرا
بين جوانحه تقيحت الجراح!
أنت جاهز للحضور في الوطن
جاهز لهدم فكرة أو وثن!
جاهز للغناء والسفر
جاهز لحدس الخطر
هل أنت إلا نبض الحضور
بشغاف المرحلة!
فلماذا توهم رياح الحقد وهمها
باجتثاث حلمك الجميل/
حلمك الأطلسي الجذور
14
.. وكانوا يعدون سنوات أسرك بالدقيقة
وكانوا يترقبون سقطة صفيقة
وكنت أعرف أنك تلغي بيد المسافات
أنت تلغي كل فصول المأساة
من أجل ميلاد طفل الحياة
من أجل امرأة أو بلاد طليقة!
15
أيها العاشق المتفرد
أيها الواثق من صباح التمرد
هل أضيف شيئا للحقيقة
إن عرفتك للرفيقة:
"هو اليأس المتآكل حد التبدد
هو الأمل المتناسل أملا

...

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

مسرحية "أنا هي أنت" ذات متشظية من إعداد محترف بناصا للفنون من بلقصيري

مسرحية "أنا هي أنت" ذات متشظية
من إعداد محترف بناصا للفنون من بلقصيري
أمال بنحدو في دور  غيثة ونورية بن إبراهيم في دور سعاد

مصطفى لمودن
واضح أن مسرحية "أنا هي أنت" عرض مسرحي فرجوي يمكن تصنيفه ضمن "المسرح التجريبي" الذي لا يقبل التصنيف والنمذجة، لكن بعد مشاهدة العرض ولو لمرة واحدة، يبدو أنه رام الكثير من البساطة المستعصية على أي كان، خاصة على مستوى التشخيص، حيث تحضر المعاناة في تمثل الأحداث وفي الحضور الجسدي غير المألوف للممتلثين على الركح الخشبي، فالأختين غيثة وسعاد وهما مجرد ذات واحدة متشظية وتعيسة حد الانبطاح والتمدد والالتواء كدودتين فوق التحت الذي لم يبق تحته أي شيء، المسرحية من مشهد واحد تعرض فيه الأختان الغسيل المتسخ، غسيل الأسرة وغسيل الذوات، صورة لانعكاس عالم المجتمع السفلي، وهما تتلاومان أمام أم تتجرع الآلام والمرض والمعاناة والإهمال وهي مغيبة وراء ستار.. إنه تيهان الذات وتعاطي ساخر وقاس مع جذور مفعمة بالإبهام والالتباس، متمثل في أم مهملة  وغير مرغوب فيها.. كما تستعرض كل واحدة بإفاضة حياة التعاسة التي تعيشانها معا، ورغم ذلك لا يغيب في حديثها شيء عن الحب والرجل والأولاد.. لكن كل ذلك ليس سوى وهم حسب الاعتراف المتبادل بينهما، مجرد أحلام وأماني لن تتحقق أبدا، لتموت الأم وفق إعلان على صيغتين من طرف البنتين غيثة وسعاد، إعلان بارد، وآخر شبه ملحن ..  إذا كانت المسرحية عادية من حيث النص وبسيطة من حيث السينوغرافيا وضحلة من حيث الأحداث، لكن قوة المسرحية تتجلى في قوة العرض والتشخيص الذي نفذته أمال بن حدو ونورية إبراهيم، عرضهما وحضورهما الجسدي يغطي عن بقية النواقص الأخرى.. ولا عجب في ذلك فالممثلتان محترفتان وهما من خرجي المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، لكن أن تقوم الممثلة نورية بن إبراهيم باقتباس المسرحية عن كاترين هيتز، فهذا يعني غياب النصوص القابلة للتمثيل في الغالب، كما أن نفس الممثلة نورية بن إبراهيم هي المخرجة كذلك، والأمر شبيه بم يحدث في السينما حيث أصبح لا يثير أي حرج أن يكون المخرج هو كاتب السيناريو والحوار!.. وللتذكير فالمسرحية مدعمة من طرف وزارة الثقافة لتقدم عدة عروض أمام الجمهور مجانا! وقد حصلت على الرتبة الرابعة في الدورة الخامسة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المنعقد  بمكناس صيف 2012..

 مسرحية  "أنا هي أنت" معدة من طرف "محترف باناصا للفنون" من مدينة مشرع بلقصيري، وقدمت بسيدي سليمان بالتنسيق مع "جمعية أفق للثقافة والإبداع" مساء الأربعاء 4 دجنبر 2013.
جانب من الجمهور
مقتطف من المسرحية: 
--------------------------------


الجمعة، 29 نوفمبر 2013

أيها "المسلمون" المتشددون، هادشي لي بغيتيو؟

أيها "المسلمون" المتشددون، هادشي لي بغيتيو؟
صورة: ‏أيها "المسلمون" المتشددون، هادشي لي بغيتيو؟
كتابة مصطفى لمودن 
-----------
  أصدرت دولة أنكولا قرارا بمنع الإسلام على أرضها بدعوى محاربة الإرهاب، طبعا الإرهاب فعل بغيض، يعني محق الآخر المختلف، وفرض الرأي والتوجه بالقوة والنار وسفك الدماء.. لكن، لم يحدث في العصر الحاضر أن تصرفت دولة بهذه الطريقة، وأن تصدر قرارا يمنع دينا من فوق أرضها! وهذا القرار للأسف لم يخلف استنكارا دوليا ولا اجتمع من أجل النظر فيه مجلس الأمن. فلماذا يا ترى؟ هل أصبح الإسلام خطرا؟ بينما تعودنا منذ صغرنا أن نقرنه بالتسامح والحب والخير للجميع.. فماذا وقع؟ لعل صور التناحر القائم بين الإخوة في الدين أبرز مثل يجعل الغالبية من غير المسلمين يعيدون النظر في العلاقة مع هذا الدين، ونضرب مثلا بما يقع في العراق، حيث القتل اليومي الذي يشارك فيه على الأقل ثلاثة أنواع من "المتدينين" الذين يعلنون إسلامهم وتبنيه والدفاع عنه، إنهم الشيعة والسنة و"تنظيم القاعدة". عندما يتحول الخلاف السياسي إلى تناحر واقتتال ويتخذ الدين خلفية له، حينها يطرح ألف سؤال.. هذا دون الحديث عما يتواتر من أخبار شبه يومية عن أحداث عنف ترتكب باسم المتشددين في عدة بقاع من العالم.. فأصبح للأسف الكثير من الغربيين وغيرهم في العالم يشككون من نوايا أي حامل ومعتقد بالدين الإسلامي إذا لم يكن الارتياب والخوف منه، وهم يرون كيف يتمنطق بعض المتشددين بأحزمة ناسفة ليفجروا أنفسهم ويفجرون معهم الأبرياء.. ولا يجب أن يعزب عن بالنا هنا كذلك ما يتحمل مسؤوليته الغرب كذلك، سواء الغرب المسيحي المتشدد، أو الغرب الاستعماري في وجهيه القديم والحديث من مسؤولية تأجيج رد الفعل تجاه تصرفات ظلت تسعى للهجوم والاستغلال وحتى المحق، ونحن لسنا ببعيدين عما فعله الغرب بزعامة أمريكا في العراق نفسه من خراب.. كما لا يغيب عنا تصرفات حكام محليين متواطئين مع الغرب المستغِل، ضد شعوبهم وضد تنمية بلدانهم.. ولكن، هناك فرق بين المقاومة المشروعة، وبين أن يعم العنف كل مكان بحجة وبدونها.. 
 إن الإنسان الغربي على العموم لا تظهر له غير صور العنف التي أصبحت مقرونة بالمسلم كيفما كان، فهو يعتقد (الغربي) غالبية المسلمين إذا لم يكونوا كلهم عنيفين ومتشددين ويرغبون في فرض تصورهم عن الإنسان والعالم والله بالقوة.. ولا يعرف الكثير من المسلمين أن المخيال الغربي يتذكر الحروب الصليبية وهجوم المسلمين على إسبانيا وهجوم تركيا على جنوب أوربا..الخ. ولم تتركز بعد بما يكفي صور التآزر والتعاون والشراكة..
كما أن هذا الأوربي قطع أشواطا مع العقلانية، وهو يجر وراءه صراعا مريرا مع الكنسية المتسلطة طيلة قرون.. أمام هذه الحصيلة وهذه التصورات يصعب تغيير الواقع بسرعة.. 
 نعود لقضية دولة أنكولا، فرد الفعل الوحيد حسب علمنا صدر عن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي طالب المنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل لحماية الأقلية المسلمة، وورد في بيانه الذي نشرت أجزاء منه جريدة "المساء" في صفحة "دين وفكر" بالعدد رقم 2232 بتاريخ 29 نونبر 2013،  ومما جاء فيه نجد عبارات من خارج قاموس مثل هذه المنظمة، من قبيل "حقوق الإنسان"، "التعايش بين الشعوب"، "التوجه العالمي نحو السلام، ومنع الصراعات والحروب الداخلية والأهلية، ولا سيما على أساس الدين والعرق" (انتهى)، وللتذكير فرئيس هذه المنظمة ليس سوى يوسف القرضاوي الذي يوصف بمفتي قناة "الجزيرة" و"الحلف الأطلسي"، وقد رأيناه مرارا على قناة دولة قطر يحرض الجموع، وكيف حاول الركوب على حركات انتفاضة "الربيع العربي"، وكيف أقام الصلوات وأمّ الناس في الساحات العامة في استغلال واضح للدين في السياسة..  من جانبي لا يسعني سوى أن استنكر وأندد بكل محاصرة للمعتقدات الخاصة بالناس على اختلافهم، شريطة عدم ممارسة العنف أو الدعوة إليه لفرض وجهة نظر معينة بالقوة.. وعلى دولة انكولا مراجعة قرارها المجحف.‏

مصطفى لمودن
-----------
  أصدرت دولة أنكولا قرارا بمنع الإسلام على أرضها بدعوى محاربة الإرهاب، طبعا الإرهاب فعل بغيض، يعني محق الآخر المختلف، وفرض الرأي والتوجه بالقوة والنار وسفك الدماء.. لكن، لم يحدث في العصر الحاضر أن تصرفت دولة بهذه الطريقة، وأن تصدر قرارا يمنع دينا من فوق أرضها! وهذا القرار للأسف لم يخلف استنكارا دوليا ولا اجتمع من أجل النظر فيه مجلس الأمن. فلماذا يا ترى؟ هل أصبح الإسلام خطرا؟ بينما تعودنا منذ صغرنا أن نقرنه بالتسامح والحب والخير للجميع.. فماذا وقع؟ لعل صور التناحر القائم بين الإخوة في الدين أبرز مثل يجعل الغالبية من غير المسلمين يعيدون النظر في العلاقة مع هذا الدين، ونضرب مثلا بما يقع في العراق، حيث القتل اليومي الذي يشارك فيه على الأقل ثلاثة أنواع من "المتدينين" الذين يعلنون إسلامهم وتبنيه والدفاع عنه، إنهم الشيعة والسنة و"تنظيم القاعدة". عندما يتحول الخلاف السياسي إلى تناحر واقتتال ويتخذ الدين خلفية له، حينها يطرح ألف سؤال.. هذا دون الحديث عما يتواتر من أخبار شبه يومية عن أحداث عنف ترتكب باسم المتشددين في عدة بقاع من العالم.. فأصبح للأسف الكثير من الغربيين وغيرهم في العالم يشككون من نوايا أي حامل ومعتقد بالدين الإسلامي إذا لم يكن الارتياب والخوف منه، وهم يرون كيف يتمنطق بعض المتشددين بأحزمة ناسفة ليفجروا أنفسهم ويفجرون معهم الأبرياء.. ولا يجب أن يعزب عن بالنا هنا كذلك ما يتحمل مسؤوليته الغرب كذلك، سواء الغرب المسيحي المتشدد، أو الغرب الاستعماري في وجهيه القديم والحديث من مسؤولية تأجيج رد الفعل تجاه تصرفات ظلت تسعى للهجوم والاستغلال وحتى المحق، ونحن لسنا ببعيدين عما فعله الغرب بزعامة أمريكا في العراق نفسه من خراب.. كما لا يغيب عنا تصرفات حكام محليين متواطئين مع الغرب المستغِل، ضد شعوبهم وضد تنمية بلدانهم.. ولكن، هناك فرق بين المقاومة المشروعة، وبين أن يعم العنف كل مكان بحجة وبدونها..
 إن الإنسان الغربي على العموم لا تظهر له غير صور العنف التي أصبحت مقرونة بالمسلم كيفما كان، فهو يعتقد (الغربي) غالبية المسلمين إذا لم يكونوا كلهم عنيفين ومتشددين ويرغبون في فرض تصورهم عن الإنسان والعالم والله بالقوة.. ولا يعرف الكثير من المسلمين أن المخيال الغربي يتذكر الحروب الصليبية وهجوم المسلمين على إسبانيا وهجوم تركيا على جنوب أوربا..الخ. ولم تتركز بعد بما يكفي صور التآزر والتعاون والشراكة..
كما أن هذا الأوربي قطع أشواطا مع العقلانية، وهو يجر وراءه صراعا مريرا مع الكنسية المتسلطة طيلة قرون.. أمام هذه الحصيلة وهذه التصورات يصعب تغيير الواقع بسرعة..

 نعود لقضية دولة أنكولا، فرد الفعل الوحيد حسب علمنا صدر عن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي طالب المنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل لحماية الأقلية المسلمة، وورد في بيانه الذي نشرت أجزاء منه جريدة "المساء" في صفحة "دين وفكر" بالعدد رقم 2232 بتاريخ 29 نونبر 2013،  ومما جاء فيه نجد عبارات من خارج قاموس مثل هذه المنظمة، من قبيل "حقوق الإنسان"، "التعايش بين الشعوب"، "التوجه العالمي نحو السلام، ومنع الصراعات والحروب الداخلية والأهلية، ولا سيما على أساس الدين والعرق" (انتهى)، وللتذكير فرئيس هذه المنظمة ليس سوى يوسف القرضاوي الذي يوصف بمفتي قناة "الجزيرة" و"الحلف الأطلسي"، وقد رأيناه مرارا على قناة دولة قطر يحرض الجموع، وكيف حاول الركوب على حركات انتفاضة "الربيع العربي"، وكيف أقام الصلوات وأمّ الناس في الساحات العامة في استغلال واضح للدين في السياسة..  من جانبي لا يسعني سوى أن استنكر وأندد بكل محاصرة للمعتقدات الخاصة بالناس على اختلافهم، شريطة عدم ممارسة العنف أو الدعوة إليه لفرض وجهة نظر معينة بالقوة.. وعلى دولة انكولا مراجعة قرارها المجحف.