الجمعة، 29 يونيو 2007

أزمة التشغيل في ظل اقتصاد يحبو سيدي سليمان نموذجا


 أزمة التشغيل في ظل اقتصاد يحبو
                                 سيدي سليمان نموذجا  
 تجديد مكتب فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب
             فرع سيدي سليمان

        رضوان النجاعي الكاتب العام للمعطلين *أفق التشغيل أراه غير واضح.

             قضيتنا الأساسية هي الشغل.
      تثير قضية التشغيل بالمغرب عامة وبسيدي سليمان إشكاليات عويصة، فإذا كان التزايد السكاني في نمو مطرد، وتتوسع باستمرار قاعدة الهرم السكاني، حيث تغلب عليه نسبة الفئة الشابة، التي لا يستوعبها سوق الشغل، لأسباب عديدة، منها ضعف النمو الاقتصادي، الذي لن يتعدى هذه السنة على سبيل المثال 2% حسب المندوبية السامية للتخطيط، وارتهان الاقتصاد الوطني للظرفيات المفاجئة، كعامل الجفاف، وارتفاع أثمنة الطاقة… في غياب سياسة حكومية ناجعة، تعتمد سياسة قطاعية مندمجة، تتكامل فيها مختلف القطاعات، وتتناسق من أجلها تدخلات القطاعات الحكومية فيما بينها من جهة، وهذه الجهات الرسمية مع الخواص من جهة أخرى، في ظل تراجع استثمارات الدولة بشكل كبير، يظهر ذلك من خلال الميزانيات السنوية للحكومة،  وفي ظل خوصصة عدد من الشركات التي كانت مأممة كليا أوجزئيا، وهي كانت في الغالب تعرف خللا في التسيير، يرى البعض أن ذلك كان مقصودا، حتى يتم تفويتها بأبخس الأثمان، وبدون تكلفة سياسية… بينما لا يلتزم غالبا الخواص المفوتة لهم مثل هذه الشركات بدفتر التحملات، خاصة بالنسبة للتشغيل، ونعرض لذلك مثلا بضيعات الصوديا.
     هذا ولم تؤد عملية المغادرة الطوعية ما كان مؤملا منها، من تعويض بموظفين ومستخدمين جدد، حسب الترويج الذي صاحب العملية حينه، أما أغلب الجماعات المحلية، والتي كان يمكن أن تكون أهم مستثمر ومشغل في البلاد، فإنها بدورها تعيش أزمات متفاوتة حسب مداخيل كل واحدة منها،  نظرا لسوء التسيير الذي عانته منذ بداية التجربة سنة 1976، و ضيق أفق القانون المنظم لها… رغم أن بعضها استوعب في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي نسبة مهمة من أصحاب الشواهد وغيرهم، دون اعتبار الحاجيات الحقيقية لهذه الجماعات من حيث الكفاءات المهنية والمردودية المباشرة، أو ما أصبح بعد ذلك يصطلح عليه "بالتوظيف المنتج"، وهكذا وجدت هذه الجماعات نفسها أمام الأمر الواقع، في اعتمادها على مساعدات الوزارة الوصية، وانتظار نصيبها من الضريبة على القيمة المضافة، واستجداء قروض صندوق التجهيز الجماعي، في عجز شبه شامل عن القيام باستثمارات ذاتية، وبالتالي خلق فرص الشغل. 
      أما القطاع الخاص فمازال لم يتخط مرحلة الفطام عن الإدارة العمومية، وقد كان ذلك من صميم انوجاده منذ الاستقلال، حيث اعتمد على اقتصاد الريع غير المنتج والمراكم للثروات في ظل السياسات الحمائية التي كانت متبعة، رغم بروز بعض المجموعات القوية (كارتيلات)، لكنها ما تزال تختبيء تحت مظلة الإدارة (ما يسمى بالمخزن الاقتصادي)، وفي مجال التشغيل تسعى وراء الكفاءات العالية التكوين للمناصب المهمة،  ولو كانت مستقدمة من الخارج، بما أنها تسعى للربح حسب طبيعة كل الشركات الخاصة، بينما يزال كثير من القطاع الخاص، غير مستوعب للرهانت التي تنتظره في أفق 2010 حيث ستتحرر التجارة والخدمات بالتدريج، وهو منكمش في جبة المقاولة العائلية التي لا استراتيجية لها، غير قادر على استيعاب الشباب المعطل، في ظل عجز الدولة لتوفير المناخ المناسب، كتوفير البنيات الأساسية،  وإعادة النظر في منظومة التعليم والتكوين، والمساعدة على التنافسية، بتخفيض كلفة الإنتاج، والقدرة على التصدير، مع انحباس تجاري ذي طبيعة تنافسية صرفة، أو لخلفية سياسية، كانغلاق الحدود مع دول المغرب العربي. 
      للدولة حلول ضيقة للخروج من النفق المسدود، فبعدما تم نفض اليد من الفلاحة، التي لم تعد مربحة، بل إنها تلتهم أموالا عمومية في أكثر من مناسبة، خاصة حينما يحل الجفاف، ويصبح سكان العالم القروي في حاجة للتدخل الحكومي، مع ما يصاحب ذلك من إعفاءات بالنسبة للقروض، تؤدي الحكومة قيمتها على حساب قطاعات أخرى، دون أن ننسى ما سبق من استثمارات سخية في المجال الفلاحي منذ ستينات القرن الماضي، بينما عائدها المالي بقي ضعيفا.         وأمام ضعف المالية العمومية، وضعف القطاع الخاص، تعتمد الدولة على التمويلات الخارجية، مثل عائدات المغاربة المهاجرين، والاستثمارات الأجنبية، التي مازال كثير منها مترددا في ضخ أموال كثيرة في المغرب، كما كان عليه الحال أثناء الحرب العالمية الثانية بالنسبة للمستثمرين الفرنسيين،  الذين ساهموا في خلق قطب اقتصادي أنذاك كالدار البيضاء.  
   وقد استطاعت عمليات الخوصصة جلب" خبرة ورؤوس" أموال جديدة إلى المغرب، منذ أن    انطلقت بقوة في أخر عقد من القرن الماضي، مع قطاع الاتصالات، إلى أخر عملية مهمة مع شركة النقل البحري "كوماناف" قبل شهور خلت، غالبا ما يكون مصدر هذه الاستثمارات المتعاملون التقليديون مع المغرب كفرنسا وأسبانيا، وتنضاف إليهم بشكل جزئي دول أوربية أخرى كسويسرا والبرتغال، وذلك في ميادين السياحة وبعض الصناعات التحويلية الخفيفة والفلاحة… دون أن نغفل مستثمرين جددا، بدأت قوتهم تظهر على المستوى الدولي، نعني بهم دول الخليج النفطية، وقد زادت أحداث 11 شتنبر، وما صاحبها من إجراءات احترازية من قبل أمريكا والغرب عموما، حول تنقل الأموال، والتهديد بتجميدها عند كل طاريء أو خلاف، أدى ذلك إلى توخي الدول العربية الغنية الحذر، وبالتالي تنويع أماكن الاستثمار، فكان من نصيب المغرب نسبة من ذلك،  لكن فقط في مجال العقار والسياحة، وبعض المشاريع ذات المردودية المضمونة كالطرق السيارة… وقد حاول المغرب خلق ظروف مناسبة لصالح المستثمر الأجنبي، كإصدار ترسانة من القوانين في مجال الإسثتمار، وتحويل الأموال إلى الخارج، وخلق المحاكم التجارية المختصة، ومراكز الاستثمار، بل وحتى توفير بعض المتطلبات الأخرى، كالمناطق الصناعية الحرة، وميناء طنجة المتوسطي، والتشجيع على ترحيل شركات الخدمات الإتصالاتية إلى المغرب - افشورينغ -، بحثا عن اليد العاملة الرخيصة.



      لكن رغم ذلك ما تزال أمام المغرب عقبات كثيرة، يجب الإنكباب عليها لحل بعضها، والتخفيف من أخرى، من ذلك ضعف التمويل العمومي، وبالتالي استثمار الدولة، الذي يجب أن يكون قاطرة كل تنمية، خاصة لدولة كالمغرب. ارتفاع فاتورة الطاقة عامة، والبترول خاصة، رغم إجراء تخفيضات في وقت سابق للكهرباء المستخدمة في الصناعة بنسبة وصلت إلى 17%. ضعف السوق الاستهلاكي الداخلي بسبب الفقر وضعف معدل الدخل الفردي، وذلك مرتبط بضعف الأجور، وقلة الشغل. ضعف شبكة المواصلات، بالإضافة إلى تفشي الرشوة والزبونية، وتأخر الإدارة وبطئها.  عدم القطع مع أساليب تدبير موروثة، والانتقال لمرحلة الشراكات والتعاقد، في ظل حكامة رشيدة، أساسها ديموقراطية حقيقية. خلق عدالة ضريبة، وتوسيع وعائها ليشمل كل المداخيل، بما فيها القطاع الفلاحي ذي العائدات المهمة، علما أن قاعدة الإعفاء الضريبي تتوقف عند 24000 ألف درهم، ويدخل ضمنها الفلاحون الصغار.  عدم استقلال القضاء. تأخر في منظومة التربية والتكوين.  انتشار بعض حالات الإتكالية والإنتظارية داخل المجتمع… 



    على المستوى المحلي في سيدي سليمان، الوضع لا يختلف كثيرا، مع استثناء، وهو الإهمال والنسيان الذي تعرضت له المدينة والمنطقة عموما، حيث لم تستقبل استثمارات جديدة، ولا تتوفر على منطقة خاصة بذلك، بل إن إحداها تحولت "بقدرة قادر إلى تجزئة سكنية"، بل أكثر من ذلك فقد أغلقت عدد من الوحدات الصناعية التحويلية، كان آخرها معمل السكر، المتواجد منذ ستينات القرن الماضي بالمدينة، كما فوتت أغلب ضيعات الصوديا والسوجيتا، بعدما "دفعت" إلى حافة الإفلاس، ولم يبق أمام السواد الأعظم من سكان المدينة سوى القيام ببعض الأعمال البسيطة لسد الرمق، كدفع الناقلات اليدوية لحمل حاجيات البعض خاصة يومي السوق (الثلاثاء والأربعاء)، القيام ببعض الأعمال التجارية البسيطة كبيع الخضر والفواكه وسلع الجوطية، والاصطفاف كل صباح في "الموقف" (مكان جلب اليد العملة)، في انتظار فلاح أو بائع للخضر والفواكه بالجملة، مقابل أجر زهيد، في حدود 30 درهما، إن وجد الشغل…وقد اختار آخرون ـ من ظمنهم نساء وبنات ـ مكرهين  الهجرة إلى أماكن أخرى،  كمنطقة بركان لمزاولة أنشطة فلاحية هناك، أو الانتقال إلى مدن أخرى كطنجة للعمل في قطاع النسيج، أو الرباط والبيضاء كخادمات بالنسبة للبنات، وشباب آخرون يجذبهم موسم "قطف" المخدرات بأعالي الريف… ولا يفوتنا أن نذكر أن المدينة يحتضنها سهل فسيح وخصب، لكن أغلب الأراضي عبارة عن ضيعات في ملك خواص أغلبهم يستقر بمدن كبيرة، وبعضهم لا يهمه حتى تحسين المنتوج الفلاحي بضيعته.



   أما البلدية فمن وجهة نظري الخاصة، أرى أنها قد استنفذت كل عروضها فيما يخص التشغيل التقليدي داخل المكاتب، كباقي كل الجماعت في المغرب، بل إن الحكومة كانت قد أعلنت عن نيتها في فتح باب " المغادرة الطوعية" بالنسبة لموظفي هذا القطاع كذلك، خاصة في المدن الكبرى، ولم يمنعها من المرور لمرحلة التنفيذ سوى افتقادها لحصة مالية كافية، لكن ما تزال أمام الجماعات المحلية إمكانيات تشغيل غير تقليدية، تقتضي إحدات قطيعة مع العقليات السائدة في تدبير أمور هذه الجماعات، سواء بالنسبة للمستشارين، أو بالنسبة للمسؤولين، أنا شخصيا عندي أكثر من تصور لذلك، منه ضرورة انفتاح الجماعات المحلية على التمويلات المتنوعة من السوق المالي، إحداث شراكات مع مواطنين وأجانب، لا أقصد هنا "التدبير المفوض"، بل في الإنتاج والتسويق… وهناك مجالات عديدة يمكن أن تنجح، لكن كثيرا من التصورات الدغمائية والانتهازية تحول دون ذلك…


    ختاما لا نريد أن نغلق على سوداوية مثبطة للعزائم، فما زال هناك أمل، لكنه يقتضي مشاركة وإشراك الجميع، ونبذ أشكال الوصايات المختلفة، والتفكير الجماعي في قضايانا المصيرية، والضرب بقوة على يد المفسدين والأنانيين وأصحاب المصالح الضيقة…حتى لن نرى مرة أخرى هذا العدد الهائل من أبناء الوطن، أصحاب الشواهد والدبلومات المختلفة، (ومن لا يتوفر على ذلك) وقد أكلت من عمرهم البطالة الشيء الكثير، يدفعون إلى حافة الإفلاس الاجتماعي رغم ما حصلوه، رغم الإنتظارات التي كانت مؤملة من خلال تعليمهم، فتحية لكل معطل، لا يجد في جيبه ما تحصي أنامله، يعيش مرهقا، ينتظر، تختلط عليه الأوقات.. وتحية للذين سعوا إلى تنظيم أنفسهم من خلال جمعيات، يذكروننا بحقوقهم علينا، وبحقوقنا جميعا على الوطن…
 

             مصطفى لمودن

      تجديد مكتب فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب  
        رضوان النجاعي الكاتب العام للمعطلين*:
أفق التشغيل أراه غير واضح.

  قضيتنا الأساسية هي الشغل. 

           تم تجديد مكتب فرع سيدي سليمان للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، يوم السبت 16 يونيو 2007، بحضور السيد إدريس السهلي عضو  المكتب التنفيذي، بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، وقد تشكل المكتب من الأسماء التالية:

                 الرئيسعبد الله أزحاف                    نائبهالكبير خماس
   الكاتب العامرضوان النجاعي                 نائبته: فاطمة هرموش


   أمين المالمحمد الزغاري                     نائبتهالدريسية الدبوز
   مستشارأحمد الخراز.   
    بالمناسبة أجرينا حوارا مع الكاتب العام هذا نصه:

س: ـ  ما هو مستقبل تشغيل المعطلين بسيدي سليمان، خاصة بالنسبة لحملة الشواهد؟

ج: ـ بداية أريد تحية كل المهمشين والكادحين والمعطلون داخل جغرافية هذا الوطن الرحب، بالإضافة إلى تحية صمود موجهة إلى المناضلين القابعين وراء القضبان، الذين حيكت في حقهم محاكمات صورية.
  أفق التشغيل أنا أراه غير واضح المعالم، لأنه عموما يرجع ذلك لصناع القرار، الذين لا يحاوروننا بجدية، هذا إن حاوروا، لا نلمس أية جدية.
س: ـ هل سبق أن وضعتم طلبا لدى السلطات من أجل ذلك؟
ج: ـ نعم وضعنا طلبا لعقد لقاء مع باشا المدينة من طرف المكتب السابق، وقد كانت استجابة لعقد جلسة، لكن دون جدوى، كانت هناك وعود.
س: ـ ما هو برنامجكم المحلي والوطني للمطالبة بالتشغيل؟
ج: ـ نحن الآن دخلنا في معركة مفتوحة، ابتدأت منذ يوم الأربعاء 20 يونيو، اتخذت أشكالا نضالية متنوعة في عدة مواقع، أهمها وقفات أمام عدد من الوزارات، كالتربية الوطنية، النقل، العدل…وأمام مقر البرلمان. لكن يبقى أهما ممركزا في عدد من المناطق، كفاس والرباط واخنيفرة… وعليه يجب إعادة النظر في الأشكال الاحتجاجية ووسائل الضغط وأنماطه.
س: ـ ما طبيعة الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين؟
ج: ـ الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب هي في جوهرها بناء جماهيري تقدمي، يتجدد دوما بدماء مناضليه، الذين يدافعون عن مطالب حقوقية وتنظيمية، هي جمعية وطنية لها فروع في مختلف المناطق، وقد تأسست سنة 1991
س: ـ كل سنة ينضاف كمٌ من الخرجين العاطلين، هل هناك مشاكل تحول دون انضمامهم للجمعية؟
ج: ـ يمكن تدبير ذلك بالحسم في نقاط خلافية يعرفها الفرع، وهي أساسية جدا، مثل حدوث صراعات ذاتية محضة، والتخندق في جماعات يريد بعضها هدم الجمعية من الداخل. السؤال المطروح هو كيف يمكن احتضان عاطل ذي شهادات جامعية في ظل الخلافات والتوتر القائمين؟ ما يمكن النظر إليه في هذه النقطة كمكتب جديد، هو تسطير أشكال إشعاعية وتكوينية وثقافية، تهم قضايا المعطلين وانشغالاتهم الأساسية، من ذلك التعريف بالجمعية محليا، والتي لا تعرف للأسف من طرف عدد من حاملي الشهادات المعطلين. 
س: ـ هل لديكم مقترحات تهم مجال التشغيل؟
ج: ـ أعتقد أنه بدون ملف مطلبي متكامل، يضمن من خلاله لكافة المعطلين حقهم في الشغل أولا، وفي التنظيم ثانيا، بمعنى أن تأخذ المطالب شكلا جمعيا، وشمولية ضمانة حد أدنى من المطالب الأساسية، فكل معطل هو ضمنيا مشروع أسرة، ستكون لها متطلبات وتطلعات، في زمن الإجهاز على الخدمات والوحدات الإنتاجية، وتفويت القطاع العام، كيف يمكن إذا للمعطلين ضمان الشغل؟ وذلك ضمن تدبير إشكالية البطالة في المغرب التي أصبحت مؤرقة، في ظل سوء تدبير أمورنا وطنيا وجهويا، في غياب مشاريع بديلة وحقيقية، مع نظرة قهرية من قبل المسؤولين لقضايا المعطلين، والذين بدورهم  يتحملون مسؤولية في ذلك بسبب عدم الانخراط المكتف للدفاع عن مطالبهم المشروعة، وأريد أن أضيف كلمة حول نظرة المجتمع للمعطل، التي يشوبها الإقصاء أو بالأحرى السادية المفرطة، أمام المعناة النفسية والاجتماعية الصعبة للمعطل، في وطن لا يعترف بأبنائه الذين قضوا زهرة شبابهم في التحصيل.
س: ـ كفرع كيف هي علاقتكم بالمجلس الوطني والمكتب التنفيذي للجمعية؟
ج: ـ أتساءل هل المعطلون مع قضيتهم الأساسية أم ضدها؟ قضيتنا جميعا هي الشغل، لأن ما يشهده المجلس الوطني والمتكب الوطني من نزوع نحو التسيس المفرط، ومحاولة بعض الجهات أو التنظيمات تمرير خطاباتها على حساب قضايانا الأساسية، أي التشغيل، لهذا أدعو جميع الرفاق، خاصة الممثلين للجمعية في الهيئات المقررة إعادة النظر في هذا الإشكال العويص، الذي ينفر عددا من المناضلين من الانخراط في الجمعية.
                   مدونة:

         zide.maktoobblog.com   
  * رضوان النجاعي حاصل على الإجازة في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، شعبة علم الاجتماع.  

         أدل برأيك، لا تترد…بالرأي والفكرة يتغير العالم

النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي


النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي
                                              تدخل أمني قوي لتفريق وقفة احتجاجية  من       أمام وزارة التربية الوطنية                              
           أهم الشعارات المرددة أثناء الوقفة       
   الكاتب الوطني ينتظر سيارة الإسعاف        
              في أفق المؤتمر الأول انعقاد المجلس الوطني بمراكش            
 ضمن برنامجها الاحتجاجي المسطر، نظمت النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي وقفة احتجاجية، أمام وزارة التربية الوطنية بالرباط، يوم الأربعاء 6 يونيو 2007، ابتدأت على الساعة العاشرة، وكان من المنتظر أن تنتهي على الساعة الواحدة زوالا؛ في الوقت المحدد بدأت جموع أساتذة وأستاذات التعليم الابتدائي تصل إلى المكان المقرر، منهم من يفتح لافتة، أو يحمل لوحة تختصر بعض المطالب…لا وقت للراحة أو التذرع  بوعتاء السفر الطويل،  كانت هناك تمثيلية من مختلف المناطق والجيهات – تشهد على ذلك بعض اللافتات- وإن كان المبرر يهم الجميع، فقد اقتنع المناضلون أن المساهمة فرض كفاية، رغم كل الصعاب ، من مشاق السفر، وضيق ذات اليد، فقد كان الحضور متميزا، قدر حسب بعض المنظمين والحاضرين في 1500 شخص، غير أن الاستقبال في الرباط العاصمة الإدارية كان "متميزا" من قبل قوات الأمن، حيث أعدت "وليمة قمعية" على شرف الحاضرين، وعلى مقاس تضحية معلمي ومعلمات المغرب في المدن والقرىوهم الذين يتكلفون بتدريس قيم "حقوق الإنسان والمواطنة" للنشء/ رجال الغد، من خلال الدروس المستحدثة ضمن المقررات الجديدة…وهكذا حوصر المحتجون منذ البداية، في مساحة ضيقة، هي رصيف الشارع البعيد المقابل للوزارة، بين الإسفلت والعشب الأخضر!… حضور أمني لافت، يبدو أن التعليمات كانت صارمة، وهي منع هؤلاء المحتجين الاقتراب من بوابة الوزارة، في البدء بدأ الدفع والتهديد بالهراوات، ثم انتزعت بعض اللافتات بالقوة، وفي حدود الساعة العاشرة وخمسين دقيقة أضيفت تعزيزات أمنية جديدة "للميدان"، أمرت القوات السابقة المحاصِرة بالتراجع إلى الوراء، ليتم تشكيل صف موحد، ويبدأ الهجوم على المتظاهرين العزل، إلا من حقائب وسواعد تحمي الرؤوس من عصي طائشة، لم يسعف المعلمين والمعلمات الصدع الجماعي بالنشيد الوطني - الذي يحرصون على تلقينه للتلاميذ في أقسامهم - لوقف عملية الضرب والركل والرفس، وتفريق المتظاهرين إلى جماعات عبر الطرق المتفرعة، تحت زعيق السيارات التي توقفت عن السير تفاديا لصطدم الفارين، بينما كانت أكبر مجموعة قد التجأت إلى شارع النصر، وبقيت هناك محاصرة، إلى حدود الحادية عشر والنصف، لتعود القوات الأمنية إلى مكان ترابطها أمام الوزارة وقد نفذت مهمتها " على أحسن ما يكون". ربما كان الهدف هو الحيلولة دون إتمام الوقفة، أثناء الخروج الكثيف للموظفين والمستخدمين في الساعة الثانية عشر، ومشاهدة "فضيحة" اضطرار المعلمين للاحتجاج، وقد سدت في وجوههم أبواب الحوار وتلبية مطالبهم، التي تشكلت من أجلها هذه النقابة الفئوية، حيث انعقد مؤتمرها التأسيسي بمراكش في 17-18-19 يوليوز2006،  وهي تعرف توسعا تنظيميا ملحوظا. 
     لوحظ في عين المكان" تمييز صارخ" في القمع، إذ في نفس اللحظة كانت ببوابة الوزارة وقفة احتجاجية سمح باستمرارها إلى نهايتها، وقد كانت منظمة من طرف المساهمين في "التربية غير النظامية" الذين لم يتسلموا أجورهم!
    وتجدر الإشارة أن النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي، هي ثالث نقابة فئوية في قطاع التربية الوطنية، بعد نقابة الأساتذة الجامعيين ونقابة المفتشين، ولم يكن استقبال هذه النقابة الفتية بالأحضان المفتوحة، حيث يعتقد البعض أنها تزاحمهم وتسحب البساط من تحت أقدامهم، خاصة بالنسبة للذين يتخذون "النقابة" مطية لتحقيق أغراض حزبية وانتخابية ومصلحية ضيقة، كما تعاني هذه النقابة من تعتيم إعلامي غير مبرر، وقد استنكر ذلك المكتب الوطني في بيان له، إثر اجتماعه الأخير بالناظور في 24 من ماي المنصرم، وقد ذكر مسؤولون وطنيون من النقابة المذكورة، أنه تم إخبار عدد من المؤسسات الإعلامية بالوقفة الاحتجاجية، منها صحف "تدعي الاستقلالية"، وقنوات تلفزية، وحتى قنوات فضائية تقول أنها تقدم الخبر بشكل محايد!لكن أغلبها لم يحضر، وصدرت تغطية للحدث من قبل خمس جرائد وطنية فقط من ضمنها "اليسار الموحد" ع:191.
   من أعطى الأوامر لسلخ المعلمين والمعلمات؟ ومن له مصلحة في ذلك؟ بينما الوقفة الاحتجاجية كانت سلمية، تنتهي على الساعة الواحدة زوالا، ليعود كل واحد من حيث أتى، هل يريد البعض أن يفرض "الحجر" على العاملين في الابتدائي؟ والعمل تحت مظلة نقابة معينة؟ من يريد إذا استغلال رقم المعلمين الأكثر عددا لغرض ضيق؟ لماذا أغفلت باستمرار أوضاع المعملين في الابتدائي والمدرسة كذلك، خاصة في العالم القروي؟ للعلم فقد كان الكاتب العام للنقابة المذكورة السيد محمد بلبهلولي من أكبر من استقبل جسمه أهم كمية من "وليمة" الضرب، حيث نقل في حالة سيئة على متن سيارة الإسعاف في حدود الساعة الحادية عشر والنصف، وسط تحية حشد من رفاقه، يؤدون النشيد المعروف: " قم للمعلم وفه التبجيلا…"، رافعين إشارات النصر، بالإضافة إلى حالات إغماء وكدمات بأجساد البعض.
    حسب بيانات النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي، فإن الملف المطلبي الذي يتم النضال من أجله، يتضمن التسوية المالية للمعلمين والمعلمات، خاصة بالنسبة للذين ينتظرون الترقية منذ مدة، ولم تسعفهم بعد شروط الكوطا(نظام الحصيص)، مثل المرتبين في السلم التاسع، وهم الغالبية العظمى، والذين يعانون فعلا صعوبات مالية واضحة، تؤثر على مستوى عيشهم، ثم المجازون المرتبون في السلم العاشر لمدة طويلة، الذين يطالبون بترقيتهم للسلم الموالي. تقليل الفوارق بين السلاليم، ففي نفس المؤسسات التعليمية تظهر الأجور متفاوتة إلى الضعف، خاصة بين السلم 11 والسلم 9، رغم أن الجميع يقوم بنفس المهام! ومطالب تهم ترسيم الأعوان ومنحهم أجورا تناسب على الأقل الحد الأدنى الجاري به العمل، وتعويض المديرين عن أعباء الإدارة التربوية، مع ميزة خاصة بالنسبة للعاملين في الوسط القروي، منح تعويضات تحفيزية حسب لغة الميثاق الوطني للتربية والتكوين للمدرسين المشتغلين بالمجموعات المدرسية، حيث يتنقلون بشكل يومي إلى المدن المجاورة، أو يقيمون في محل عملهم، في ظل ظروف صعبة، ولا إنسانية أحيانا، تحسين فضاء العمل، إذ أن عددا من "المؤسسات التعليمية"، لا تتوفر على شروط الحد الأدنى لمزاولة مهنة التربية…
 حالة تضامن
في مثل هذه الحالات العصيبة، غالبا ما تظهر في المجتمع المغربي حالات تضامن ملفتة، جديرة بالنشر والإطلاع، ونعطي لذلك مثلا من مدينة الرشيدية، حيث قضى القادمون منها إلى الرباط ليلة كاملة في الطريق، لكن الأهم هو أن معلمي ومعلمات هذه المدينة، ساهم أغلبهم ماليا وبشكل تطوعي، لمساعدة من مثلهم في الوقفة الاحتجاجية المذكورة، وقد ذكر الأستاذ عزيز الرحيوي، عضو اللجنة الإدارية للنقابة، وهو من نفس المدينة، أن المبلغ المجموع وصل إلى 3700 درهم، وأضاف أن عدد الانخراطات في إقليم الرشيدية وحده بلغ 1600
 أهم الشعارات المرفوعة أثناء الوقفة:  
    حقوقي حقوقي دم في عروقي..لن أنساها ولو أعدموني/ الوعود فالثلاجة..والحقوق فالتلفازة/ المعلم في جحيم..والوزير في نعيم/ المعلم اليد فاليد..ووحدتنا لازم تصمد/ هذا مغرب الكرامة..ما شي مغرب الزرواطة/ التصعيد التصعيد..هذا صوت القواعد/ هذا تعليم طبقي..أولاد الشعب فالزناقي..شي تطرد وشي باقي/ هذا تعليم طبقي..شي ترقى وشي باقي/ يا وزير الخوصصة..عداك تبيع المدرسة/ ثم النشيد الوطني، وقصيدة إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي…الخ
        بيان المكتب التنفيذي:
   بعد تعرض الوقفة الاحتجاجية للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي للتفريق من قبل القوة الأمنية، أصدر المكتب التنفيذي بيانا أهم ما جاء فيه:" على إثر التدخل العنيف لقوات الأمن، لمنع الوقفة الاحتجاجية السلمية التي دعت إليها النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي يوم الأربعاء 6 يونيو2007 أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالرباط، والتي أبانت خلالها قوات الأمن، التي نفذت التدخل عن الوحشية والكراهية لنساء ورجال التعليم قل نظيريهما، حيث لا يستند على أي أساس قانوني أو أخلاقي، خصوصا وأن نقابتنا استوفت كل الإجراءات والشروط القانونية المنصوص عليها في قانون الحريات العامة، ولم تتوصل إلى حدود العاشرة صباحا من اليوم المذكور أعلاه  موعد بدأ الوقفة– بأي منع مكتوب ومبرر من لدن السلطات المحلية"، ويعتبر البيان أن الحكومة المغربية في شخص السلطات المحلية قد اختارت أسلوبا غير حضاري، ولا شرعي للرد على المطالب الملحة لشغيلة القطاع، ويحمل السلطات المذكورة المسؤولية على الضرر النفسي والبدني الذي أصاب المحتجين، ولم يفت النقابة التأكيد في بيانها على تشبتها بكل مطالبها العادلة، وأنها ستعمل على تحقيقها بالطرق النضالية المشروعة…

 تجدر الإشارة إلى أن النقابة الوطنية المستقلة للتعليم الابتدائي من المحتمل أن تعقد مؤثمرها الأول في أجل قريب، وهو ما سيهيئ له ويضع ترتيباته المجلس الوطني، الذي سيجتمع يومي 6و 7 من يوليوز القادم بمراكش.              
                          مصطفى لمودن 
رأيك يهمنا

الاثنين، 25 يونيو 2007

المسبح "الأولمبي" بسيدي سليمان حكاية استطالت ومال أهدر.


المسبح "الأولمبي" بسيدي سليمان 
حكاية استطالت ومال أهدر.                       
     لقد استطالت حكاية هذا المسبح الذي يصر المسؤولون على تسميته ب"الأولمبي"، حتى أنه أصبح من الواقع الذي يتناساه الجميع، نظرا لسوء التدبير الذي لحقه، فبعدما تقرر تشييده في   منتصف تسعينات القرن الماضي، من طرف المجلس البلدي آنذاك، الذي كان يترأسه الرئيس الحالي للمجلس، دون تحديد الجدوى المالية التي يمكن أن تتحصل منه، في مقابل ما أنفق عليه.
    بعدما تم استهلاك الميزانية المخصصة له، لم يتم افتتاحه بشكل رسمي إلى الآن، بل إن الأشغال لم تنجز كما يجب وفق الآماد المحددة مسبقا، وفي كل مرة نسمع مبررات، منها عدم الموافقة على تزويد المضخات بالشد الكهربائي المناسب في بداية الأمر، ثم عدم التزام المقاول أو المقاولين بدفتر التحملات وإنهاء الأشغال في وقتها… فتضاف كل مرة ميزانية جديدة، إما من طرف المجلس البلدي، أو بتدخل من ولاية الجهة بالقنيطرة…الخ. إلى أن قارب ما أنفق عليه الملياران من السنتيمات، مع احتساب الفوائد لصندوق التجهيز الجماعي صاحب التمويل الأساسي، بل أكثر من ذلك فقد أخذ المسبح روح شاب في مقتبل العمر بتاريخ 8 يونيو 2005، في غياب مراقبة وحراسة وتأطير، عندما دخله عنوة شباب وقاصرون، كانت قد انتشرت بينهم إشاعة افتتاح كاذب! كما سبق أن اتخذت "إجراءات" لكرائه في صيف 2006 بقيمة 70 مليون سنتيم، حسب ما جرى تداوله في إحدى دورات المجلس البلدي، وقد وضع المكتري جزء من السومة الكرائية، لكن الاستغلال لم يتم، هذا وقد ذكر مطلعون أن حوض المسبح يعاني الآن من تشقق(؟!)، وأكثر من ذلك، هل الآليات والتجهيزات ماتزال صالحة للاستعمال؟ إنه نموذج محلي لهدر المال العام، يحتاج إلى تحقيق ومحاسبة.
   نشرت باليسار الموحد عدد: 192 ـ 21 يونيو 2007
إضافات: ـ علمنا من مصادر مطلعة، أن الإستغلال لم يتم في السنة الفارطة، بسبب اعتراض موضوعي لسلطةالوصاية على العقدة، بالمناسبة فقد أغفل فيها تحديد مدة الإستغلال، حسب مصادر أخرى.
ـ كما أخبرنا صديق أن ترميمات أخرى جارية، وقد تم الإستنجاد بتقنيين  عاملين في إحدى الشركات العابرة، التي تهيء كهرباء إحدى التجزيئات السكنية، لإصلاح المضخات والمعدات الكهربائية، التي أعطبت بسبب تسرب المطار من سقوف مشققة
لكن لاأحد يعلم كيف سيكون استغلال هذا المسبح  العجيب.
 كل من له رأي مخالف مستعدون لإدراجه

أقصوصة: رد الجميل


توصل بريد المدونة بقصة قصيرة من الأستاذ الصديق عبد العظيم البقالي، وهي واقعية من صميم الحياة، لكن الكاتب بحدسة الثاقب ارتآ أن يوسع أبعادها.
                
     أقصوصة:        رد الجميل

   ألفتْ مجموعة من كلاب القرية أن تأتي كل يوم إلى المدرسة، إلا يومي السبت والأحد، فهي تكون على موعد مع بقايا وجبات المطعم المدرسي… وكم هي ملتزمة بمواعيدها! ألفتنا وألفناها، وقبلنا أن تحظى بما فضل من طعام عافه الأطفال. 
   ذات صباح أخبرتنا الطاهية أن حصص المطعم قد انتهت، وأن لا وجبات بعد اليوم خلال ما تبقى من هذه السنة… لم يمض على هذا التصريح إلا ساعة، زد أو انقص عليها قليلا، حتى ملأ علي باب القسم كلب، جاء وحيدا يسعى، رفع رجله اليسرى، وتبول على دفة الباب وانصرف، لم أر بعده واحدا من أصدقائه، ربما ناب عن الآخرين، حينها أدركت كم هي شبيهة أخلاق الكلاب بأخلاق كثير من الرجال في رد الجميل.

        عبد العظيم البقالي

الجمعة، 15 يونيو 2007

التجارة في سيدي سليمان تدفع إلى التظاهر، و تؤدي إلى المحاكم!!


     التجارة في سيدي سليمان تدفع إلى التظاهر، و تؤدي إلى المحاكم!!                          
                  التجار يحتجون ضد إقامة معرض
نظمت الجمعية المحلية المسماة" الاتحاد العام للمقاولات" الخاصة بالتجار والمهنيين وقفة احتجاجية صبيحة الاثنين 11 يونيو 2007، أمام مقر بلدية سيدي سليمان، احتجاجا على إقامة معرض تجاري، يرى منخرطوها أنه يضر بمصالحهم. بالإضافة إلى الشعرات التي كانوا يرفعونها، فقد حملوا لافتات كتب على إحداها أنهم "ينددون بالسكوت غير المبرر للمسؤولين عن الخرق الذي طال الترخيص في الاستغلال من طرف المستفيدين بإقامة المعرض"، وكتب على أخرى: "التغاضي عن تطبيق القانون من طرف المسؤولين تواطؤ مكشوف". أمام هذا "المشكل" الذي أوصل فئة اجتماعية بالمدينة إلى سلك أسلوب التظاهر للدفاع عن مطالبهم، ارتأينا في "اليسار الموحد" إجراء بحث في الموضوع، ومقابلة أغلب المعنيين.
     طرقنا مكتب رئيس المجلس البلدي للمدينة، وجدنا فقط عضوين من المكتب المسير، رفض أحدهما "بلباقة" مدنا بالمعلومات، فكان علينا التوجه لجهات أخرى، على الأقل تسعفنا بالوثائق اللازمة.
      ابتدأ المشكل عندما حصل السيد عزيز أجرير بتاريخ 30 أبريل 2007، على رخصة استغلال محل لبيع الأثاث المنزلي والملابس الجاهزة، بالعنوان الكائن بشارع محمد الخامس رقم 141و 143، بعدما وضع طلبا في الموضوع بنفس اليوم! يحمل نفس صيغة الترخيص، بينما في وثيقة حصلت "اليسار الموحد" على نسخة منها، وهي عبارة عن "عقد كراء محلين تجاريين" بين المعني بالأمر ومالك المحلين، من "أجل إقامة معرض تجاري"، بسومة كرائية قدرها خمسة ألاف درهم، ابتداء من فاتح يونيو (وقعت بعد الحصول على الترخيص!)، ولمدة مؤقتة لم تحدد، مسجلة لدى مكتب تصحيح الإمضاءات تحت عدد 07/1757، وبعد شكايات التجار بعث رئيس المجلس البلدي رسالة إنذارية للمعني بالأمر في 28 ماي 2007، تحت عدد 319، تذكر أن لجنة منبثقة عن المجلس الجماعي توجهت إلى عين المكان، فلاحظت أن النشاط المقام مخالف تماما لما هو وارد في الرخصة المسلمة، وفيها كذلك أمر بالتزام ما هو منصوص عليه أو ستسحب الرخصة منه في أقرب الآجال. ثم إشعار ثان في 30 ماي تحت عدد 323، يذكر بالمراسلة السابقة، ويقول أن لجنة أخرى عادت إلى عين المكان، فلاحظت أن الوضع لازال على ماهو عليه، وانه لم يتم الامتثال للإنذار السابق، الإشعار منته بصيغة تقول: "لذا نشعركم بأننا سنضطر لاتخاذ قرار بسحب الترخيص". لكن أمام عدم القيام بالسحب، طرقت جمعية التجار والمهنيين باب المحكمة الابتدائية كذلك، في شخص محاميها ذ. خالد المروني، الذي قال للجريدة، أن مفوضا قضائيا توجه إلى عين المكان يوم الجمعة 7 يونيو 2007، بعد توجيه طلب في الأمر إلى رئيس المحكمة، وقد حرر محضرا يمكن الرجوع إليه عند الاقتضاء جاء فيه أن استغلال محليين تجاريين تحول إلى معرض من 11 محلا، وللعلم فقد سبق للقضاء بسيدي سليمان أن فصل في قضية مشابهة، تتعلق بإقامة المعارض التجارية بإصدار أحكام إدانة، في جنحة خيانة الأمانة في الملف رقم 411/06/04، بتاريخ 25 دجنبر 2006، لا يمكننا التطرق لجميع تفاصيله الآن، ما دام موضوعا تحت نظر محكمة الاستئناف، وقد سبق أن أشرنا إلى نماذج من ذلك في مقال بعنوان:"فوضى التجارة بسيدي سليمان…" باليسار الموحد عدد 170، في 18 يناير 2007. 
    تساءل السيد عزيز نجد رئيس جمعية التجار والحرفيين المشار إليها في حديث لليسار الموحد عن كيفية تحول محلين تجاريين لمعرض فيه سلع متنوعة، وهو يطالب بالسحب الفوري للترخيص محل النزاع، ويعتبر أن مداخيل التجار انخفضت كثيرا، وتزيدها المعارض تأزما، مضيفا أن المنافسة في مثل هذه الحالة غير متكافئة، وأن العارضين لا يؤدون الضرائب حسب قوله، أما السيد مصطفى حموبل عضو المكتب المسير للمجلس البلدي، فبدوره تساءل عن عدم سحب الترخيص، ويرى ضرورة إعادة النظر في الكيفية التي تمنح بها التراخيص، وعن سؤال من اليسار الموحد عن وجهة نظره في تدبير شؤون المدينة، فقد أجاب بأن التسيير في المجلس يخضع للارتجالية، وأغلب القرارات المهمة لا تنفذ، كمسألة التدبير المفوض لقطاع النظافة، بالإضافة إلى عدم تفعيل السلطات المحلية للقرارات المتخذة من طرف المجلس، كما هو عليه الحال فيما يخص استغلال الملك العام.
     كان من الضروري أن نتصل بالسيد عزيز أجدير، وقد قال في معرض حديثه لليسار الموحد في رده عن أسئلتنا، أنه يمارس تجارة حرة، وأن كل السلع في ملكيته، والبائعون يعملون معه، ويعتبر أن سبب هذه الفتنة حسب قوله، هو عدم إشراك التجار الآخرين معه، مضيفا أنه يؤدي الضرائب، ولا يبيع شيئا ممنوعا. وبصفته فاعلا جمعويا وسياسيا فقد ذكر السيد أحمد المصمودي الكاتب المحلي لفرع الحزب الاشتراكي الموحد بسيد سليمان، أن المجلس البلدي منح رخصة لدكانين وليس لإقامة معرض، وهناك أمور غير واضحة حول الدوافع الحقيقية لمنح الترخيص، مضيفا قوله أننا مع احترام القانون، ومع الهياكل المنظمة التي تدافع عن مصالحها المشروعة، رغم أن مصالح المدينة يجب أن تكون فوق كل اعتبار، وفيما يخص التجارة يجب احترام المنافسة الشريفة، لأن التجارة مصدر عيش عدد كبير من الأسر، في ظل انخفاض مدخول المواطنين بصفة عامة بهذه المدينة، مطالبا بإيجاد مركب تجاري متكامل، داعيا إلى عدم استغلال الترخيصات التجارية لغرض انتخابي.
    في الأخير يبقى المغيب الأكبر هو المستهلك الذي يطمح لإيجاد سلع متنوعة، تضمن الجودة والثمن المناسب، وقد تكون المنافسة الحرة عاملا مساهما في ذلك، لكن ضعف الرواج قد يكون هو السبب الحقيقي وراء مثل هذه الزوابع العابرة.
                                                  مصطفى لمودن
             نشرت بجريدة "اليسار الموحد" عدد191- 14 يونيو 2007 بتصرف بسيط في العنوان

الخميس، 7 يونيو 2007

سيدي سليمان تكحل عيونها تعبيد الشوارع في انتظار تنمية حقيقية


   سيدي سليمان تكحل عيونها                       
     تعبيد الشوارع في انتظار تنمية حقيقية
   قررنا أن نحرص في هذه المدونة على المصداقية، وعكس اهتمامات وانتظارات المواطنين، حسب مقدرتنا طبعا، مع إتاحة الفرصة لكل الآراء، في ظل الاختلاف المشروع، وحرية التعبير "المسؤولة"، التي يجب أن نصنعها و نرعاها نحن المواطنون… مناسبة هذا الكلام ما تعرفه المدينة من "ورش إصلاحي" قائم لا يمكن إغفاله، فإذا كان البعض يعتبر في المجال الصحفي أن مثلا عض كلب لرجل خبر عاد، بينما إذا حدث العكس يكون ذلك هو الخبر الجدير بالنشر، وكذلك المثل الآخر عن تأخر القطار عن موعده كخبر "مهم"، أما الحديث عن القطارات التي تحترم المواعيد، فذلك لايهم سوى قلة من المسافرين، مثل هذا الأسلوب الصحفي ليس دائما على صواب، وإن كان الخبر العجائبي غالبا هو ما يثير الاهتمام. نعود لصلب الموضوع فنقول أن المقصود "بالورش الإصلاحي" هو تعبيد عدد من شوارع المدينة، فبعدما أهملت هذه الشوارع لعقود طويلة، وأصبحت ممتلئة بالحفر والخنادق، ولم تعد تصلح لسير العربات والراجلين، انطلقت عملية التعبيد من الحي الجديد ثم حي السلام ولم تصل بعد لحي الغماريين…وأضيف شارعان بحي الوزين (المعمل)، نتمنى أن تشمل كل طريق غير صالح للإستعمال، كلفت العملية 3.7 مليار سنتيم، حصلت عليها البلدية في إطار غلاف مالي أكبر ضمن قرض من صندوق التجهيز الجماعي وفق مطلعين، أي أن ذلك من المال العام، وليس من جيب أحد، رغم أن التوقيت قد يثير بعض الشبهات، لقربه من موعد الانتخابات البرلمانية، ما يعني دعما غير مباشر لجهة معينة

  
نموذج شارعين بعد تعبيدهما
    حسب ملاحظاتنا تعبد الشوارع بكيفية جيدة، حيث تزال الطوارات القديمة وتعوض بأخرى، تسوى الأرض، ثم توضع غالبا فرشتان من المزرار(حجارة صغيرة الحجم) والزفت المخلوطان والمنصهران، بينما يتم الاكتفاء في أزقة أخرى برشها بواسطة الزفت تم يوضع مزرار في شكله الأولي، وبعد ذلك يوضع الخليط الساخن (ما يسمى بالنيلو)، ينتج عن كل ذلك شوارع في المستوى المطلوب، تعطي قيمة مضافة لهذه المدينة، زوروا مثلا فيلات حي السلام، حيث كانت سابقا هذه الدور الفاخرة تسبح في فضاء شبه قروي…
    لكن إذا كنا نسجل بإيجابية كل مشروع يرى النور في هذه المدينة التي أهملت، وأحس ساكنوها بالغبن، ومنهم من فضل الإقامة في القنيطرة رغم أن شغله مرتبط بسيدي سليمان، مثل ذلك عدد من المحامين والأطباء، غير أننا نسجل من جهة أخرى ملاحظات أولية نبديها كمواطنين لنا الحق في ذلك، منها اللجوء إلى القروض لإنجاز أي شيء بهذه المدينة، كما وقع للمسبح البلدي (يحرصون على تسميته رسميا بالمسبح الأولمبي)، الذي لم يشتغل ولم ينتج شيئا، رغم تشييده منذ زمن بعيد يفوق عشر سنوات، وما تطلبه ذلك من أموال باهضة، ثم إدخال الماء الصالح للشرب من جهة القصيبية، اعتمادا على قروض لتعويض الماء غير المستساغ السابق، لكن الماء الصالح للشرب حقا لم يصل لساكنة المدينة بالوفرة المطلوبة، إذ تم توزيعه في الطريق على قرى عديدة، والتي من حقها التوفر على الماء، ولكن ليس على حساب آخرين، ورأت مشاريع أخرى النور كإعادة تهيئ حديقة شارع الملعب المهملة الآن، وبناء مقاطعة بفضل ميزانية الجهة، وتعبيد شارع الحسن الثاني من الميزانية الإقليمية، أو إعداد مرافق غير صالحة للاستعمال كسوق السمك، وسوق الخضر قرب حي اخريبكة… وهكذا لم تفكر المجالس المتعاقبة والسلطات المختصة محليا وجهويا ووطنيا في توفير المناخ المناسب لإحداث مشاريع ووحدات إنتاجية، وكل ما يمكن أن يدر على المدينة مدا خيل مالية تغنيها عن اللجوء المستمر إلى القروض، التي ترهق الميزانية، وتكبل أي مجهود "تنموي" قد يتم التخطيط له، رغم أن هناك من يرى أنه لايمكن إحداث أي قفزة تنموية بدون اللجوء للقروض، لكن المشكل هو في كيفية إنفاق هذه القروض، كمهتمين لا يفاجئنا أي تقصير في المجال الاقتصادي من جانب المنتخبين، فهذا رئيس المجلس البلدي الحالي السيد قدور المشروحي قال لصحيفة محلية: "بالنسبة لنا كجماعة لا دخل لنا في الاقتصاد، لأن الاقتصاد له أصحابه" (الزمن المغربي عدد17). وإخفاء العجز وراء أسباب واهية لا معنى له، مادامت للمجالس المنتخبة وللرئيس خاصة صلاحيات واسعة في ظل ميثاق الجماعات المحلية الحالي، يمكن للجماعة أن تكون مستثمرا في المجال الاقتصادي، وموفرة للظروف المناسبة لذلك، ومن يريد أن يتخلى عن دوره فذلك "شغله"، فرئيس المجلس البلدي لسيدي سليمان، قال في نفس الجريدة المشار إليها في سياق الحديث عن "الإصلاحات" حسب السؤال الموجه إليه: "إذا كان كل من يريد أن يطلع على الملفات، فيمكن أن يجدها عند المسؤولين الذين يسعون جاهدين لإعداد مدينة نموذجية، مدينة تحاول الانتقال إلى عهد جديد…إلى مجال الأعمال الإيجابية".  فهل المسؤولون هنا هم ممثلو سلطة الوصاية؟ الذين لهم اختصاصاتهم حسب القوانين الجاري العمل بها،  وما دور المنتخبين الممثلين للسكان؟ والذين يعدون أثناء الحملات الانتخابية بالممكن والمستحيل. وارتباطا بموضوع الفاعلين المحليين نسجل عدم انفتاح كاف على الإعلام والمواطنين المهتمين، حيث لا تشهر مثلا اتفاقية/ صفقة 2007/06 الخاصة بتعبيد الشوارع، ولا تقام ندوة لذلك، وليس هناك موقع إلكتروني يمكن الإطلاع من خلاله على التفاصيل، وبالنسبة للبعض يتفادى أي "تجهم" يستقبل به في إطار البحث عن المعلومة، وعليه نوجه دعوة لهؤلاء الفاعلين قصد مدنا بالمعلومات وتسهيل وصولنا إليها في ظل احترام كرامة كل متسائل أو باحث، لإفادة المواطنين، وفي انتظار ذلك سنتابع عن قرب، ونكتب عما لم يعبد من الشوارع، وما لا يتم بشكل لائق، على الأقل في هذا الموضوع.
     فيما يخص الأشغال الجارية، فعلا يبدو أن التعبيد يتم بشكل ملائم، حسب معاينتنا البسيطة، بينما المختصون والمراقبون والسلطات المعنية، هم الكفيلون بتحديد مستوى الجودة، وليتحمل كل مسؤوليته، حتى لا تتكرر تجربة شارع الحسن الثاني، التي زفتت قبل شهور من طرف نفس المقاول، بتمويل من الميزانية الإقليمية، وظهرت به شقوق وحفر، يتم ترقيع بعضها الآن، ولمن أراد التأكد فليذهب إلى الشارع المذكور على الأقل انطلاقا من حي السلام في اتجاه الشرق. وأخيرا تم تعبيد طريق أولاد الغازي المؤدية إلى دار بالعامري، والذي كان في حالة لا تطاق، وعرف عمليتين سابقتين فاشلتين لتعبيده، وكان ذلك نموذجا لهدر المال. عرفت بعض مواقف السيارات (بجانب البريد) وبعض الممرات (بالفيلات) التهيء بالإسمنت المسلح، بينما أهمل موقف سيارات بحي الزاوية قرب "الصيدلية الشعبية"، رغم تعبيد الطريق المحادية له، كما أحدثت مواقف جديدة بعدد من الأماكن. إذا كان استبدال أحجار الطوار بأخرى جديدة عمل جيد، لكن مستوى الجودة يبقى بدوره مطروحا، فقد وجدت إحداها مهشمة من الوسط، وهي تتفتت بمجرد لمسها بالأصابع، وذلك أمام المنزل رقم 136 بحي رضا، وقمت بنفس الشيء بالنسبة لأخرى فكانت صلبة. أما الطوارات القديمة والتي كان بعضها من الحجر المصقول، فعلا أن مجر نقلها عملية مكلفة، لكنها مادة خام تصلح لعدة استعمالات، كأن تهشم وتسوى بها مسالك في محيط المدينة أو بالعالم القروي، وليس أن تبقى متراكمة في إحدى الساحات، ووضع أكوام الأتربة وسط حي السلام فعل غير مناسب،  ويخشى أن تسوى بعين المكان في علو غير متناسق مع المنازل المجاورة، لماذا لا يوضع منها بحفرة كبيرة في ساحة متواجدة ببلوك المدرسة في حي السلام عينه؟ 
 جانب من أكوام الأثربة التي وضعت وسط المدينة
وإعادة تعبيد الشوارع دون التفكير في إصلاح قنوات الواد الحار المختنقة أو غير الصالحة، يثير علامات استفهام، كما هو عليه الحال في حي السلام، ونفس الشيء بالنسبة للصيانة المغيبة من قائمة أنشطة المصالح البلدية، فكثير من الشوارع تحتاج إلى ترميم الحفر، التي تظهر وتهمل إلى أن تتسع وتتعمق، رغم أن بعض هذه الشوارع تكون حديثة التجديد، كما هو عليه الحال في محيط مسجد الهدى، بحي السلام، والشارع المتفرع عنه جهة الشرق، لماذا تهمل ولا تصان ككل طرق العالم داخل عمرها الافتراضي، ليجري المنتخبون بعد ذلك وراء الصفقات الكبرى والقروض، لابد من الإشارة كذلك لضعف جودة الطرق ببعض التجزيئات السكنية، التي يستخلص أصحابها الملايير ويرحلون، في انتظار أن يتكفل المجلس البلدي في يوم ما بهذه الطرق، وإن أي جولة بسيطة كفيلة بتأكيد ذلك. 
    كان في السابق السائقون يسيرون ببطء حفاظا على عرباتهم من خطر الحفر، أما الآن فبعضهم يعتبر الشوارع طرقا سيارة، هناك سيارات وحتى شاحنات تسير بسرعة لا تناسب المدينة، قد تهدد حياة الراجلين، وفي غيبة ميادين الرياضة وفضاءات اللعب، يرى البعض أن عددا من الشوارع تصلح لممارسة مباريات الكرة المصغرة، وهو ما شرع فيه فعلا.
    ختاما نقول هل ستعود سيدي سليمان لشبابها السابق؟  عندما شيدها المستعمر، وكانت بوتقة جذب، حيث وفرت الشغل والفضاءات المناسبة لساكنة ذلك الزمن، أم أنها أصبحت امرأة هرمة؟ تكحل عيونها بالزفت، وتضع مساحيق رخيصة تخفي التجاعيد والوهن، من جانبنا نتمنى لهذه المدينة تنمية حقيقية، وتصالحا مع ساكنتها الطواقة لمدينة عصرية، توفر مرافق الحاضرة الحقيقية، وتتصالح في إطار تكاملي مع محيطها الفلاحي. في احترام تام لخصوصية كل مجال، وبدون بدونة (من البادية) المدينة. 
          مصطفى لمودن
     أدل بملاحظاتك وبرأيك وبمعلومات ترى أنها مناسبة للنشر، وكل من له رأي مخالف مستعدون لإدراجه

الثلاثاء، 5 يونيو 2007

سكان حي الوركة بسيدي سليمان ينتظرون منذ خمسة عشر سنة افتتاح مدرسة "أم هاني"!


   سكان حي الوركة بسيدي سليمان ينتظرون منذ خمسة عشر سنة افتتاح مدرسة "أم هاني"!

      طالت حكاية هذه المدرسة الفريدة من نوعها، فبعدما تركها المقاول الأول دون إتمام البناء، الذي شرع فيه منذ خمسة عشر سنةثم جاء مقاول ثاني وأضاف سورا، ولما ظهرت شقوق وعيوب في البناء، يمكن أن تكون سببا في حصول كارثة لو ولجها التلاميذ، ورغم ذلك منحت في إحدى السنوات الخوالي تجهيزات دراسية، من طاولات وسبورات…الخ، لكن الافتتاح لم يتم والجرس لم يدق، أما تلاميذ هذا الحي المهمش والمنسي، والذي يقدر عدد سكانه بألفي نسمة الآن، فليس لهم من خيار غير التوجه لمدرسة"أنوال" أو مدرسة "عبد الله الشفشاوني" البعيدتين في أحياء أخرى، وقطع السكة المزدوجة والتعرض لشتى الأخطار، كما وقع في 24 أبريل المنصرم للتلميذة ك. غ. التي دهسها القطار، وذهبت ضحية الإهمال وسوء التدبير…(انظر أخبار سيدي سليمان)
     اطلعنا في إطار مهمتنا الإعلامية على وضعية هذه المؤسسة، يوم الأربعاء 23 ماي، فوجدنا، المدرسة مقطونة من طرف عائلتين، الأولى في مسكن وظيفي، والثانية بقسم، استقبلتنا امرآتان فقط رفقة أطفال، في غياب الزوجين، تقولان أنهما رفقة عائلتيهما، يحرسون المدرسة مجانا طيلة الخمسة عشر سنة!منذ رحيل المقاول الذي كان يشغل زوجيهما، تذكران على لسان واحد بحسرة وأسف أنه "لولاهما – العائلتان- لخربت المدرسة"، وقد علمنا كذلك أنه سبقتنا إلى عين المكان في نفس اليوم إحدى اللجان ضمن الزيارات التفقدية التي لا تنتهي!.
   تتضمن المدرسة 12 حجرة من سفلي وطابق واحد، ومنزلا للحارس، وسواري قائمة تشبه أطلال معلمة تاريخيةقيل أنها لبناء سكن المدير ومطعم أو أي شيء آخر لم ير النور، بها كذلك بئر وخزان مائي، ومضخة اقتنتها العائلتان المقيمتان بالمدرسة، وهي غير مرتبطة بالكهرباء والماء الصالح للشرب، محيطها مترب وموحل شتاء، أغلب زجاج نوافذها مكسر، والجدران مشققة…
   يحدث هذا في مدينة وإقليم وجهة…بها مسؤولون "يزاولون" مهامهم، ومنتخبون يقودون حملات انتخابية منهم من تحالفه "الحظوظ" للعودة ثم العودة…للكرسي، فكم سيكلف ترميم هذه المدرسة؟ أو بناء أخرى في محلها، هل استعصى الأمر إلى هذه الدرجة، ليترك عدد كبير من الأطفال يخاطرون بأنفسهم، ويقطعون المسافات الطويلة للذهاب إلى المدارس؟
                          نشرت بجريدة اليسار الموحد

قصة: تاء التأنيث المتحركة


قصة:     
تاء التأنيث المتحركة
مصطفى لمودن
            1 ـ دردشة
 * من قرية ظالمة إلى شرنقة حالمة  
كنت دائما أحاول أن أكلمها، كبرنا في نفس المدينة الصغيرة، أعرفها منذ كانت تذهب إلى المدرسة الابتدائية حاملة محفظتها الثقيلة على ظهرها، تروح وتؤوب دون التفات، كأنها نملة جادة تحمل هم مجتمع النمل لوحدها…
   أخيرا أتيحت لي الفرصة… وجدتها بجانبي، لا تفصلني عنها سوى بضع سنتيمترات، أبصر الشاشة وأضغط على" الفأرة " بإبهام يميني… بين الفينة والأخرى أختلس إليها نظرة، فأجدها منهمكة في النقر بأصابعها العشرة بسرعة هائلة… ثم تتوقف لتقرأ، فتبدو على محياها ابتسامة دافئة.
   افتعلت إسقاط قلمي قرب قدميها ، حاولت أن أنحني لآخذه، التفتتْ جهتي وابتسمت أكثر… رددت التحية بأحسن منها، تشجعت وقلت في نفسي هذه هي المناسبة، خاطبتها هامسا:
    ـ الأخت الكريمة أريد أن أتحدث إليك، مدة وأنا متلهف لمثل هذه اللحظة…
   ـ ولماذا يا أخي ؟
   ـ لماذا !..
 ضغطت على شفتيّ وسحبت هواء كثيفا وأضفتُ:
  ـ قد نتعارف، وقد تتمتّن علاقاتنا، وقد… 
     أوقفت بضربة من سبابتها الحاسوب، دارت جهتي بكامل جسدها، قطّبت حاجبيها الدقيقين، وعالجتني بسؤال مختصر كأنه رسالة إلكترونية مستعجلة تحمل خبرا حزينا:
   ـ هل تشتغل ؟
  قلت لها: ـ لا، أخي الأكبر هو من يشتغل من ضمن أسرتنا.
  ـ هو أولى من يتحدث إلي إذن. وأضافت صارخة بلهجة صارمة حتى انتبه كل رواد المحل:
  ـ ألا ترى أنني في دردشة؟
 وعادت تحملق في شاشتها، التقطتُ قلمي، واستأنفت تصفحي باحثا عمن أدردش معها من قارة أخرى.
2ـ رحــــــلة
  * من ضيق الدار إلى أفق الانتظار
 دلفت المقصورة، ألقيت بجسدي المنهك على المقعد، وقد بدأت انتعش بفضل الهواء المكيف للقطار من فرط حرارة فصلية مقنطة… بجانبي شاب وسيم وأنيق،يبدو أنه لم يتخط ربيعه الثاني، خدوده تلمع، ملامحه تفصح عن هويته،يظهر أنه من شرق أسيا وقد نال نصيبه من الطفرة الاقتصادية التي بلغت هناك شأنا رفيعا، تجلس على يمينه فتاة نصف مكتنزة، بيضاء البشرة ، تبرز مساحة شاسعة من صدرها العريض،يظهر حملها واضحا من بطنها المنتفخ، وهو يكاد يمزق سترة رهيفة، تتمدد أكثر وتمد ساقيها، يتطلع الشاب إلى دليل سياحي باللغة الإنجليزية حول المغرب ، يسأل عن البلدات والمدن التي يتوقف بها القطار ، تحاول الشابة أن تعلمه بضع كلمات دارجة، يلوكها متلعثما ويضحك كوليد  اكتشف الحبو، ترد هي بضحك خفيف ، فيميل برأسه على صدرها منشرحا كمن تلقف بلسما لا يفنى لروح متشظية.
   انتبهت سيدة تقعد قبالة الفتاة لطريقة جلستها، فقدمت لها بعض النصائح من وجهة نظرها حول الحمل والجنين والولادة… هي تتحدث والفتاة ترد بإيماءة من رأسها، ما أن حدست السيدة مرور التيار بينهما، حتى بادرتها بسؤال عن رفيقها الذي لا يعرف العربية، ردت الفتاة بسرعة وعلامات فرح طفولي بادية عليها:" إنه زوجي جاء من اليابان، وهو مستقر معنا منذ سنة، بعد ولادتي سنرحل إلى بلاده".
3ـ محاكمة
* من جنس السياحة إلى لبس السياسة
 كن ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو س… العدد لايهم… بعدما وضعن محفظات التحصيل، جئن حاملات حقائب الأمل إلى طنجة أو أكادير أو البيضاء أو س…  الفضاءات تتشابه.
بالنسبة لهن انتهى ردح من الظهر وهن جاريات بين ثنايا الشظف، من أجل المعرفة والرغيف، حققن نصف المبتغى ومازال في الخاطر شغف لبناء ذات مولعة بالحياة ، وردِّ دَيْنٍٍٍ فيما قد فات… تحت الإبط شهادة، وفي اليمين براءة، ومن اليسار إشارة نصر مؤجل، ولسان الحال يصدح بالمصير والمآل.
    "البحر من أمامكن، ولجة العنوسة من خلفكن، وعناكب العفن قسرا حول أعناقكن، إما أن تمددن أياديكن مستسلمات، أو تعدن لأوكار مظلمة خانعات، ما لكن من خيار…"
      هذا ما كان يردده أمامهن الغول باستمرار، وهو فاغر فاه، يصطاد ويعدد ضحاياه، ينقش على صخر الفضيحة فتوحاته الدنيئة، مشعلا نار الفضيحة على أعلى جبل.

           تقول عائشة: "تموت الحرة ولا تأكل من فرجها "… ولما رأت الأخريات منكسات رؤوسهن أضافت:" لن أتحسر على كثير ليس لي، لا أصله.ولا ألوم نفسي على جهد، لم أبذله… أعرف وتعرفون أن الطريق طويل ، والعابر عليل ، والخطب جليل ولكن لا نعدم حيلة…"
     قامت رقية، مسحت دمعة سالت على الخد، تأملت الجالسات حولها، نظرت إلى الأفق الذي لا يرى، وكمن استفاق من غيبوبة طويلة صاحت:
  -" لماذا؟ لماذا كل هذا الإذلال ؟". رفعت صوتها أكثر باستغاثة مجلجلة انتبه لها حتى من في خارج قاعة المحكمة: "وا مغرباه "، قمن جميعا صائحات: "وا مغرباه "، أعدن إلى المعتقل، بأمر من القاضي، وعلقت جلسة المحاكمة إلى أجل لاحق.  
**********
    إشارة : نشرت هذه القصة بجريدة "الصحيفة المغربية" مجزأة على ثلاث مراحل بكل من العدد 123 والعدد128 والعدد 141، وقد تفضل الشاعر والناقد  محمد الشيخي، فكتب  بالعدد الأخير عن الجزء الثاني "رحلة" قائلا: "أعجبت بهذا النص القصصي الجميل، الذي استطاع بالرغم من اختزاله وتركيزه الشديدين، أن يبلغ بنجاح رسالته إلى المتلقي، وأن يحدث أثره الكلي ومتعته الجمالية. الحدث هنا يبدو بسيطا ومألوفا، لكن أسلوب السرد، بإيقاعه السريع والمتماسك، والذي يتجلى في أشكال التقطيع اللغوي بواسطة الجمل القصيرة المتقابلة، وإلغاء أدوات الربط، واعتماد أدوات الترقيم بتنوعها…كل هذا أوحى بدلالات المفارقة وثقل الواقع، والتناقض الحاد بين الحلم والواقع، بين الممكن والمستحيل. كما أثار انتباهي هذا النسيج المتماسك من لغة صافية ووصف وحوار وسرد في هذا الحيز القصير، مما أعطى لهذا النص بناء متماسكا له بداية ووسط ونهاية مفتوحة، توحي ببساطتها المتناهية بأعمق الدلالات والصبوات المستحيلة…أهنئك على هذا النص الجميل  

النقابة المستقلة للتعليم الإبتدائي- فرع سيدي سليمان


 النقابة المستقلة للتعليم الإبتدائي- فرع سيدي سليمان
 في إطار التأسيس المتوالي للفروع، تكون فرع النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي سليمان يوم الأحد 22 أبريل2007، وتشكل المكتب من الأساتذة والأستاذتين:
             حسن الحجي:            كاتب   
            عبد الحق الحضري:    نائبه
           بهيجة منعم:               الأمينة
           محمد زيوق:              نائبها
          محمد الترابي، إدريس ذهاب،  خالد بوستة، خالد خونة، نجاة نجيم
         محمد السر غيني، عبد الكريم بوكرين: مستشارون                                               
 وبعد الحصول على وصل الإيداع، تم إخبار الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني أحسن بالتأسيس في 23 ماي 2007، بمراسلة وضعت لدى مصالح الأكاديمية تحت عدد 4585، ثم سلمت نسخة عن ملف التأسيس لرئيس قسم الاتصال بنيابة القنيطرة، مع طلب عقد لقاء مع النائب الإقليمي، كما صرح لنا بذلك كاتب فرع النقابة المشار إليها.
    
     نتوجه بالدعوة إلى النقابات والجمعيات الراغبة في الإعلان عن أنشتطها أن تتصل بنا أو تبعث بمراسلاتها