السبت، 10 نوفمبر 2007

ليلة القدر بسيدي سليمان: مهرجان لتكريم الأطفال


ليلة القدر بسيدي سليمان:
مهرجان لتكريم الأطفال 
ليلة القدر مناسبة دينية واجتماعية، بقدر ما تكون ليلة للعبادة، تطفو على السطح عادات وتقاليد قد لا تثيركثير اهتمام وانتباه ، من ذلك أن  فئات اجتماعية أخرى ترتئي قضاء جزء من هذه الليلة ضمن طقوس خاصة، فكثير من الأسر تخرج إلى الشوارع، مصحوبة بالأطفال الصغار وهم في أبهى حلة، غالبا ما يتم الإحتفاء  بهم في  جو احتفالي كرنفالي جدير بالتوقف عنده، وقبل ذلك تحرص كل أسرة حسب إمكانياتها على اقتناء طائر من الدجاج البلدي إن أمكن، فيقام لذلك طول النهار سوق في وسط المدينة في الشارع العام، حيث يعرض القرويون، وكل من له دجاج من ذلك الصنف، على زبناء مختلفين، وينطلق مسلسل من المساومة إلى إن يجد كل ضالته، الشاري والبائع . من إيجابيات هذه العادة، ترويج بضائع من إنتاج محلي، خاصة بالنسبة للعالم القروي، وإن كان ذلك بعائد اقتصادي هزيل. وتوفير غذاء مناسب للعائلة ، مادام هذا الصنف من اللحم الأبيض جد مفيد، دون مغزى الأضحية والتضحية.
حاولنا إيراد نماذج عن الوجه الآخر من ليلة القدر، خاصة ما يهم الصبية، في أقل من ست سنوات، نريد التوثيق للظاهرة ببضعة صور، ما يهمنا هو لفت الانتباه لها، وقد حرصنا على عدم وضع صور للأطفال، حفاظا على خصوصية العائلات.

  
  مهرجان من الورود بأحد الدكاكين بالمدينة، رغم أنها من البلاستيك، بواستطها تضع كثير من النسوة لمسات أنثوية أنيقة على جوانب من المنازل، نقدم هذه الباقات إلى كل القراء بمناسبة عيد الفطر
   
تنطلق الاستعدادات بمدة كافية، تنصب خيام  بالمناسبة في عدة أماكن، خاصة في محيط البلدية، محج ساكنة سيدي سليمان، والساحة الوحيدة اللائقة، غالبا ما تعود هذه التجهيزات، لممولي حفلات، ونكافات ـ مزينات العرائس ـ ومصورين…
 
 
  في تواطيء جميل، تسعى الأسر من حيث تدري أو لا تدري ،إلى إعداد الأطفال، إناثا وذكورا، لممارسة لعبة أكثر من وعيهم، وهي لعب دور العرسان، تقريبا كل طقوس حفلة العرس تكرر، من اللباس الثقليدي الأنيق، كالتكشيطة والقفطان والقميص والتاج والعمارية…بالنسبة للبنات، والسلهام والجلابة والبلغة والطربوش الأسطواني الأحمر أو بألوان أخرى…بالنسبة للأولاد، وهي تكترى من عند المنظمين، والصولجان المزدوج بمقعدين الطفلين /للعريسين، وحتى إن جلس الطفل ـ أو الطفلةـ وحده على كرسي ضخم وأنيق، سيتساءل مع الوقت عندما يعي قليلا عن طبيعة المقعد الفارغ بجانبه، أو قد يشير إليه أحدهم  بذلك، في غمزة خفيفة ملفوفة بمستملحة تشير إلى عروس أو عريس المستقبل، ألا يكون الدافع إلى ذلك، حب بقاء الجنس البشري ، بواسطة الإيحاء بدور التوالد والتزاوج لضمان ذلك؟ ولكن وفق طقوس وعادات، لا تبتعد عن مراقبة الكبار، ألا يمكن أن يكون الدافع  كذلك، رغبة دفينة لدى الأباء لتذكر ليلة زفافهم وشبابهم الذي تلتهمه الأيام؟…على أي لا يقتصر الأمر على سبب ظاهركالقول بتكريم بعض الأطفال في أول محاولة لهم في الصيام، وعدم البحث عن غير المفكر فيه الذي يختزنه اللاوعي الفردي او الجمعي…
 
 ما أن ينتهي الجميع من تناول الفطور، حتى تمتليء الشوارع والساحة عن آخرها
 
لايمكن أن يكتمل الطقس المطلوب بدون حضور الفرس، بما يرمز له من دلالات مختلفة، علما أنه كان ضروريا ومازال لإتمام حفلة   ليلة العرس بالشكل المطلوب.

      

رغم حضور الطابع التجاري في العملية، لكنها قابلة لعدة قراءات
إضافة خاصة: تصلني رسائل من مغاربة بالخارج عبر بريد المدونة،إليهم أهدي هذا الربورتاج المصغر، كي  يبقوا على اتصال بمدينتهم، مفتخرين بحضارتهم المغربية في تعددها الخصب، رغم بعض المشاكل والسلبيات ذات الطبيعة البشرية التي تظهر  وهناك
مصطفى لمودن
 قمنا باخفاء الملامح الظاهرة لبعض الأشخاص، احتراما لخصوصيتهم 

الاثنين، 5 نوفمبر 2007

تعرض أستاذ لطعنة سكين من قبل تلميذته بسيدي سليمان ومشاكل نقص الأمن في محيط المؤسسات التعليمية


تعرض أستاذ لطعنة سكين من قبل تلميذته بسيدي سليمان  
  ومشاكل نقص الأمن في محيط المؤسسات التعليمية 
 
    لعل حادثة تعرض الأستاذ عبد المجيد كتوي لطعنة بسكين من طرف تلميذته (ك. ب.) روعت مدينة سيدي سليمان، تثير مرة أخرى اللجوء إلى العنف والعنف المضاد بين بعض المدرسين وبعض التلاميذ، وعلاقة التوتر التي يمكن أن تسود داخل المؤسسات التعليمية ومحيطها. ليس الغرض من إثارة القضية التي نحن بصددها التشهير بأحد، أو إرجاع المسؤولية لطرف دون آخر، الذي يهم أساسا هو ألا تتكرر مثل هذه الواقعة، ويتوفر الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية، وخلق ظروف الحوار والاحترام المتبادل بين جميع الفاعلين من أساتذة وإداريين وآباء ومنتخبين…
 
      بعد انتهاء الحصة المسائية ليوم الخميس 1 نونبر 2007، تعرض أستاذ مادة الإنجليزية (ع.ك.) بالثانوية الإعدادية الفارابي إلى طعنة بسكين على مستوى العنق، خارج المؤسسة من طرف التلميذة التي يدرسها بالمستوى الثالث إعدادي، وقد تم نقله إلى المستشفى المحلي، ثم إلى المستشفى العمومي بالقنيطرة، حيث تلقى العلاج، وقضى هناك بضعة أيام تحت العناية الطبية، وقد وضعت له خمس غرزات على الجرح، وتسلم شهادة طبية تحدد مدة العجز في 25 يوما، وقد توقفت المؤسسة التعليمية عن العمل طيلة يوم الجمعة 2 نونبر.
 
    ويبدو أن الحادثة أججت حاجة متجددة، وهي المطالبة بتوفير الأمن والحماية في المؤسسات التعليمية بالمدينة وفي محيطها، وقد لبى أغلب مدرسات ومدرسي الثانويات الإعدادية والتأهيلية بالمدينة نداء الإضراب عن العمل الذي دعت له النقابات التعليمية، لمدة ساعة صباحا، ومثلها في نهاية فترة الزوال، يوم السبت 3 نونبر 2007 
 
   كما علمنا أن جميع أساتذة الثانوية الإعدادية الفارابي التي وقعت بها الحادثة المشار إليها قد أجمعوا على خوض إضراب عن العمل بشكل يومي لمدة نصف ساعة، خلال فترتي الصباح والمساء، إلى غاية توفير الأمن، وذلك بعدما وجهوا عريضة في الموضوع إلى باشا المدينة ومفوضية الأمن المحلي في منتصف أكتوبر حسب بعض الأساتذة الذي أكدوا ذلك.
 
 
 
  ممر بين أحراش وأشجار مؤدي إلى الثانوية من الجهة الشمالية
 
 
 الثانوية الإعدادية في مكان شبه خال، ويظهر المدخل الذي يؤدي مباشرة إلى ذلك
 كما يشتكي نفس الأساتذة من تعرضهم لتحرشات واستفزازات من طرف غرباء عن المؤسسة، منهم من يشوش على حصص التربية البدنية، بعد تسلقهم السور القصير المحيط بالمؤسسة، كما تقع بعض الحوادث التي تؤثر سلبا على السير العادي للتعليم هناك، من ذلك سرقة المكتبة في السنة الدراسية الفارطة، ومستودع التربية البدنية في السنة التي قبلها، وحوادث أخرى مقلقة كتعرض أحد التلميذات للاحتجاز وتشويه وجهها في غضون السنة المنصرمة، وقد قبض على الجناة وتعرضوا للمحاكمة…  
 
     
 
     أزبال ونفايات تحيط بالثانوية من الجهة الشرقية
    المطلوب تعاون جميع الجهات المعنية لتوفير الأمن والطمأنينة للمؤسسات التعليمية كافة، ولمؤسسة الفارابي المستحدثة منذ ست سنوات خاصة، وهي قد حلت مشكل البعد بالنسبة لفئات اجتماعية عديدة، خاصة بالضفة الغربية للمدينة (غرب نهر بهت) حيث تتمركز كثافة سكانية مهمة وأحياء شعبية تفتقر لعدد من المقومات الأساسية.
            مصطفى لمودن
نشرت بأسبوعية " اليسار الموحد" عدد 201 بتاريخ 8ـ11ـ2007 ، وهو آخر عدد يصدر من هذه الجريدة المناضلة، المضطرة للتوقف بسبب أزمة مالية، وبسبب سوء التدبير كذلك 

أعمال شاقة وعائد هزيل أغرب معادلةاقتصادية: من يعمل أكثر ينال أقل !


    أعمال شاقة وعائد هزيل             
                      أغرب معادلةاقتصادية: من يعمل أكثر ينال أقل !         

    
                     
     ما أثقل الحمل….
                        وما أضيق العيش….
                        لولا فسحة الأمل.  
 
 تقوم المرأة في العالم القروي بأعمال مختلفة، سواء داخل المنزل وفي محيطه، أو خارجه بعيدا عنه، أغلب هذه الأعمال تكون شاقة، غير أنه ليست ذات قيمة مضافة مهمة، سواء لدخل الأسرة ـ وهو ما ينطبق كذلك على كثير من عمل الرجال بدورهم ـ أو بالنسبة للاقتصاد عامة، هذا القول ليس تنقيصا من الجهد المبذول، فهؤلاء يسعون بجد لتحسين وضعيتهم، لكنهم يصطدمون بعدة حقائق مقلقلة، تساهم في تخلف العالم القروي باستمرار، وهو ما يؤثر سلبيا على مستوى العيش، وعلى الاستقرار الأسري عامة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون وضعا صعبا، منه الانقطاع المبكر عن الدراسة ومزاولة أعمال شاقة ، سواء في الرعي ومختلف أنواع السخرة كجلب الماء والحطب…
    كثير من الأعمال المنجزة مضنية كما سبقت الإشارة، تغطي اليوم بكامله، لكن بعائد بسيط، بسبب عدم اندماجها في دورة اقتصادية تشمل مساهمين آخرين سواء على المستوى المحلي أو الوطني وحتى الدولي… بل بالكاد تحقق حدا أدنى من العيش، من خلال توفير حاجيات بسيطة وذات طابع بدائي بالنسبة للتراكم الاقتصادي، وذلك كتبليط منازل القش والطوب عند حلول كل فصل خريف، الاشتغال في فلاحة معاشية ليست لها عائدات في السوق المحلي بفعل الوسطاء والاحتكار والمنافسة القوية من منتوجات أجنبية كما هو حال القمح، والدجاج البلدي والحليب…. رغم أن هذه السلع قد يكون لها ثمن آخر في السوق، غير ما بيعت به في بداية العملية التجارية.
   أسباب ذلك مختلفة، أساسها غياب مستوى تعليمي وتكويني بالنسبة لغالبية سكان الأرياف، ضيق الاستغلاليات الزراعية وتفتتها باستمرار، ضعف الرأسمال المستثمر في مثل هذا القطاع، التأثير السلبي لسنوات الجفاف وتآكل المدخرات، غياب التأطير المناسب، تأخر الإصلاح الزراعي الموعود به قبل سنوات، ثم التخلي عنه، عدم تكتل المعنيين في تعاونيات فاعلة وقوية كما هو عليه الحال في إقليم الأندلس بجنوب اسبانيا مثلا،حيث تتحكم بعض التعاونيات في مجمل العملية من الانتاج إلى التسويق، أما التعاونيات الفلاحية بمنطقة الغرب مثلا فلم تعد تتعاون إلا في إعداد وجبة دسمة على " شرف" ممثل السلطة المحلية وممثل المركز الجهوي للإستثمار الفلاحي، مرة في السنة عند تجديد المكتب .
 يضاعف من المفعول السيئ لما ذكر، نتائج سياسات متبعة، غرضها تكريس دونية العالم القروي، والدفع بالحفاظ على وضعية اللاحركة به، من خلال تكالب عدة أطراف من أجل ذلك، وباعتماد آليات غاية في " المكر"، منها الحفاظ على أجور متدنية بالنسبة للعمال الزراعيين، والتي تقدر بين 30 و 50 درهما مقابل يوم عمل، إن وجد. استغلال بشع لإمكانيات العالم القروي من قبل عدد من الملاكين الكبار، من ذلك الاستحواذ على مياه السقي، وحفر آبار أعمق، واستمرارهم في عدم دفع المستحقات الضريبية بقرار إعفائي من الدولة، ولو حصلوا على الملايين من مداخيل فلاحتهم، كما هو عليه الحال بالنسبة للبرتقال مثلا ، رغم أن هناك من يثير شبهات حول تملّك البعض لضيعات واسعة مسترجعة من المعمرين كانوا قد استولوا عليها بدورهم بطرق ملتوية، أو مفوتة لهؤلاء الملاكيين مؤخرا اعتمادا على دفتر تحملات لم يراع البعض نصوصه، خاصة الحفاظ على العمال وتشغيل آخرين، وهناك من حصل على ضيعة كهبة… كما أن عدم دفع الملاكين الكبار للضرائب، يجعلهم في غنى عن أي مبادرة لتحسين الإنتاج، وقد رأينا كيف يعمل الإسبان في بعض الضيعات التي يكثرونها لمدة معينة، حيث يعتمدون تقنيات حديثة لرفع المنتوج وتصديره إلى الخارج، بينما ما تزال بعض ضيعات الخواص تستخدم كمنتزه لهم ولعائلاتهم!
 ليكون ضحية سوء التنظيم هذا إن لم نقل التواطوء هو العالم القروي بسكانه ومستقبله، فرغم أن نسبة منه زودت بالماء والكهرباء، فإن ذلك لا يشبع  حاجيات الأجيال الجديدة المتعطشة للعيش الكريم، إن سكان القرى يكملون مداخيلهم المالية بالاشتغال في أماكن أخرى بعيدا عن إقامة العائلة، خاصة الأبناء الذين يهاجرون إلى المدن، كطنجة والدار البيضاء للاشتغال في أعمال مختلفة كالبناء. بينما الفلاحة تفقد باستمرار العقول والسواعد المتجددة، بسبب غياب سياسة فلاحية واضحة، وغالبية الشباب الآن في العالم القرى يسعى يوميا إلى الهجرة إلى الخارج مستعملا جميع الطرق الممكنة، فمن يقبل الاشتغال في الأعمال الشاقة طول اليوم بثلاثين درهما أو ما يزيد عليها بالقليل؟ سوى الأطفال ضدا على القانون الذي يمنع ذلك وشابات ونساء مغلوبات على أمرهن، بينما الإقطاعيون الجدد يسعون بكل الوسائل لتعزيز مكانتهم ، منها السعي المستميت للدخول إلى مجلس النواب بغرفتيه، وتحقيق تراكم المال دون تضحية، وضد المعادلة الاقتصادية البسيطة التي تضمن الرواج والازدهار والاستقرار بحصول كافة المواطنين على دخل محترم، خاصة الذين يقومون بمجهود مضاعف، وخير مثال أصبح يتداوله المغاربة هو مدخول العمال الزراعيين بالجارة الشمالية الذين يتقاضون مما بين 500 أو 600 درهم في اليوم حسب الغالبية، وفي مقابل ذلك طبعا ارتفاع الأسعار هناك، لكن المعادلة الاقتصادية المقابلة عندنا تقول من يعمل أكثر ينال أقل، ومن يعمل أقل أو لا يعمل ينال الكثير كالبرلمانيين مثلا وكل الحاصلين على مختلف الرخص. فإلى متى سنسير ضد منطق الاقتصاد والسياسة؟؟؟ 
                          مصطفى لمودن

الجمعة، 2 نوفمبر 2007

الرسالة وصلت إلى المدونة فهل ستصل إلى المعنيين؟ صرخة تلميذ من إعدادية السلام


       الرسالة وصلت إلى المدونة     
                   فهل ستصل إلى المعنيين؟
        صرخة تلميذ من إعدادية السلام
           أحيانا تتوصل المدونة برسائل تحمل شكرا أو اقتراحا أو أي شيء آخر، إلا أننا توصلنا عشية الثلاثاء 30 أكتوبر برسالة، اعتبرتها شخصيا ذات وقع مذوي، وهي من تلميذ يتابع دراسته بإحدى الإعداديات بسيدي سليمان، تحمل شكوى من مشاكل بسيطة الحل، لكنها بالنسبة لطفل كالجبل الذي لا يتزحزح، تعني بالنسبة له ولآخرين طبعا إهمالا لا مبرر له، وهو أقل ما يمكن أن ننعت به المشكل.
    كل وسائل الإعلام لا تعتمد الرسائل المجهولة الهوية مصدرا للخبر فبالأحرى اعتمادها كوثيقة فيها نوع من "الاتهام"، لكنها قد تعتبر حافزا على التقصي.
 تتضمن الرسالة اسما كاملا لست أدري هل هو حقيقي أم مستعار، كتبه صاحبه بالحروف اللاتينية، ( أ.ح.)، كما كتبت الرسالة بنفس الحروف لكن على طريقة الدردشة، حيث دفعت الحاجة المدردشين "لإبداع" حروف تعوض ما لايوجد في العربية، كرقم 3 الذي يعني حرف العين، ورقم 9 الذي يعني القاف… ! المهم يقع التواصل، وتُستخدم الشبكة العنكبوتية في مكان لايفيد كثيرا، وطريقة الكتابة لا تنمي أية مهارة، ولا يكتسب منها مستعملها إضافات على مستوى اللغة، سواء العربية أو الفرنسية، وهذا موضوع آخر على المؤسسات التعليمية أن تكون السباقة لمعالجته، وأنا أتساءل فقط لماذا ليس لهذه المؤسسات مواقع إلكترونية على الأنترنيت للتعريف بها وللتواصل؟
 أعود لنص الرسالة، صاحبها يتحدث في غضب، وكأنه يحاسبنا نحن في هذه المدونة على إهمال مشكلته ، أو مشكلتهم جميعا، ونتطرق لمواضيع أخرى ليست ذا أهمية بالنسبة له، وأنا أتفق معه على طول الخط، إذا لم أكن في هذه المدونة أكتب ما يفيد، فمن الأحسن أن أغلقها، أو أغير عنوانها الذي يوحي بالاهتمام بسيدي سليمان، سأعرض نص الرسالة، لكن بتحوير في بعض الكلمات الدارجة إلى العربية الفصحى، وأخرى أحتفظ بها كما هي ، تقول الرسالة المختصرة:
 " اكتب، قل لهم، يكادوا لينا كوليج السلام، راه فيه مرحاض خانز+ الزجاج مهرس + ما كاين رياضة، اعطينا اشوية اهدر معاهم".
    أولا أحيي التلميذ على رسالته ومطالبه البسيطة الواضحة.
     ثانيا نُذكر الجميع أن الإعلام ليس سلطة تأمر وتنهي وتنفذ المشاريع، إنه يوضح وينشر الأخبار ووجهات النظر… أما أصحاب القرار فهم أشخاص وسلط أخرى، بما فيها المعنيون بالأمر حينما يتنظمون في أحزاب ونقابات وجمعيات للدفاع عن أنفسهم، والمساهمة من جانبهم. 
    ثالثا يحق لنا أن نتساءل عن مستوى الخدمات والتجهيزات المتوفرة في مؤسساتنا التعليمية عامة، وعن دور المسؤولين في المتابعة اليومية لوضعية كل مؤسسة، سواء الموظفون والإداريون وجمعيات الآباء…
   رابعا نتساءل عن مستوى الحوار الذي من المفترض أن يجري باستمرار بين جميع الفاعلين بالمؤسسة، بما فيهم التلاميذ الذين يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم بدورهم في الحفاظ على مؤسستهم التعليمية، وتحسين فضائها.
   في حالة إعدادية السلام، أنشر نص الرسالة وأنا متحفظ على محتواها، رغم أنني لا أكذب طفلا في هذه الحالة، وأخبر المسؤولين عن نفس الإعدادية من هذا الموقع  استعدادي لزيارتها، ونشر كل المجهودات التي تنجز هناك، سواء بالكتابة أو بالصور.
   ختاما نقول لنجعل الحوار المتبادل السائد باستمرار، ونشرك الجميع في تحمل المسؤولية
                                     مصطفى لمودن

السبت، 27 أكتوبر 2007

عقد ندوة صحافية توضيحية حول منع وقفة احتجاجية ضد العطالة والغلاء بسيدي سليمان بيانات وعريضة مضادة


            عقد ندوة صحافية توضيحية                    
                  حول منع وقفة احتجاجية ضد العطالة والغلاء بسيدي سليمان                       
   بيانات وعريضة مضادة                  
 
     نظمت المنسقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ندوة صحافية بقاعة بلدية سيدي سليمان،  لتوضيح ملابسات منع وقفة احتجاجية ضد الغلاء، وذلك مساء الاثنين 22 أكتوبر 2007 بقاعة البلدية، حضرها مراسلو بعض الصحف  ومهتمون من المواطنين. 
 
 أعضاء من المنسقية والجمعية م. ح إ. أثناء الندوة
      وكانت السلطات المحلية بسيدي سليمان قد سلمت خمس مناضلين ممن وقعوا الإشعار بعقد الوقفة الاحتجاجية منعا مكتوبا، مادامت المنسقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية بسيدي سليمان، وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بنفس المدينة قررتا في وقت سابق وبشكل مشترك تنظيم وقفة جماهيرية يوم الأربعاء 17 أكتوبر 2007 بمناسبة اليوم الأممي للقضاء على الفقر، ابتداء من الساعة السادسة والنصف مساء بحي دوار الجديد، ولأجل ذلك وزع بيان مطول يحمل تاريخ 14 أكتوبر يقف على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة،  ونداء يدعو الساكنة وعموم المواطنات والمواطنين الانخراط في الشكل الاحتجاجي من أجل التعبير عن "رفضنا للعطالة، للغلاء ولسياسة التفقير والتهميش والقهر الاجتماعي"، حسب لغة النداء…لكن السلطات المحلية كان لها رأي آخر، وهو اتخاذ قرار المنع، بمبرر الحفاظ على النظام العام والاطمئنان العام، وفق الصيغة المكتوبة التي اطلعنا عليها، ولم تكتف بذلك، بل نشرته وروجت له بشكل واسع حسب عدد من المناضلين، من ذلك وضعه على جدران محلات عامة…كما أغلقت المؤسسات التعليمية المتواجدة بمحيط المكان الذي كان من المقرر أن تنظم فيه الوقفة، ابتداء من الخامسة مساء،  خاصة ثانوية مولاي عبد الله، وإعدادية الفارابي، وعرفت المدينة إنزالا مكثفا للقوات الأمنية…
     حسب بعض المناضلين ممن تحدثنا إليهم فقد عرضت السلطات على المنظمين أماكن أخرى لإجراء الوقفة، في اجتماع بدعوة مكتوبة من باشا المدينة،  لكن المنظمين تشبتوا بقراهم، وقد ذكر لليسار الموحد ذ. الحسين الإدريسي منسق سكرتارية مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، أنه من حقهم أن يختاروا المكان الذي يرتؤونه مناسبا، وهو ما أكده كذلك خلال الندوة ، وأضاف مخاطبنا أن ما أقدمت عليه السلطات المحلية يعد ترهيبا للمواطنين وردعا لهم حتى لا يشاركوا في الاحتجاجات دفاعا عن حقوقهم، وتجدر الإشارة أنه رغم المنع، تجمع بعين المكان عدد من المواطنين ومنظمي الوقفة، تحت مراقبة أمنية شديدة،  لكن لم يتم استعمال أي عنف بارز، باستثناء بعض أشكال الدفع … وللإيضاح فدوار الجديد والمناطق المحيطة به أحياء شعبية، تعرف تهميشا ملحوظا .
       كما أصدرت المنسقية المحلية وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا مشتركا في 14 أكتوبر توقف على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لعموم الشعب المغربي، وطالب باحترام الحق الإنساني والدستوري في الشغل، بالنسبة لحملة الشواهد والسواعد، مع الإقرار القانوني بالتعويض عن العطالة، وتوفير شروط الحياة الكريمة بالنسبة لعموم أبناء الشعب دون تمييز، وإقرار حلول ناجعة للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم، ووضع حد لموجة غلاء المواد والخدمات الأساسية، والتراجع الفوري عنها، مع إقرار عدم الإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والسياسية.، وإطلاق سراح معتقلي (فاتح ماي ومعتقلي 23 شتنبر) وكافة معتقلي الحركة الاجتماعية والحقوقية، وكافة المواطنات عقب أحداث صفرو والبهاليل وكل المعتقلين السياسيين ضحايا القمع. واختتم البيان بالدعوة إلى الانخراط في كافة أشكال مواجهة الهجوم على القدرة الشرائية….
 
               
                 جانب عن الوقفة المحاصرة
  كما صدر بلاغ مشترك من قبل المنظمين ( المنسقية والجمعية) في 17 أكتوبر اعتبر منع الوقفة الاحتجاجية " قرارا قمعيا وتسلطيا مكتوبا فيه استغلال وشطط في استعمال السلطة" وأضاف البلاغ " برغم أن أشكالنا الاحتجاجية تمر في جو سلمي وحضاري ينسجم مع مبادئ وقيم حقوق الإنسان التي تؤطر عملنا." وفي نفس السياق علمت "اليسار الموحد" بترويج عريضة سكانية مضادة، تتبرأ من الوقفة الاحتجاجية، وتصف المنظمين بنعوت سيئة، وتساند السلطة، وقد قيل من داخل الندوة الصحافية أن وراءها السلطة المحلية.
        وفي علاقة بالموضوع سبق لسكرتارية المنسقية المحلية لمناهضة ارتفاع الأسعار أن وجهت مذكرة مطلبية لباشا المدينة، بتاريخ 14 دجنبر 2006 ، تثير الانتباه إلى تفاقم الأسعار وضعف الخدمات العمومية بعدد من المرافق، كما وجهت نفس المنسقية رسالة احتجاج إلى نفس المسؤول في 7 أكتوبر 2007، ونسخة عنها إلى وزير الداخلية ووالي جهة الغرب الشراردة بني احسن، حول عدم الاستجابة لعقد لقاء موسع مع رؤساء عدد من المصالح بالمدينة تحث إشراف الباشا "قصد التداول في موضوع الزيادات المتتالية في المواد الغذائية الاستهلاكية 
 ومجموع الخدمات العمومية." وتضيف الرسالة: "أن ساكنة سيدي سليمان تعاني الفقر والإقصاء الاجتماعي، وانتهاكات متتالية سافرة لحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي مقدمتها الحق في الشغل، وحقوق العمال، والحق في الصحة والسكن والعيش الكريم…"
    ذكر من خلال الندوة أن هناك أساليب احتجاجية أخرى سيعلن عنها، من ضمنها عقد ندوة جماهيرية في نفس الموضوع خلال شهر نونبر، وقد أثير كذلك استمرار رفع أسعار بعض المواد الغذائية في المدينة وغياب مراقبة على ذلك.  
                           مصطفى لمودن
 نشرت بجريدة " اليسار الموحد" عدد 208، بتاريخ 25 أكتوبر 2007
ملحوظة:
   حصلنا على نسخة من العريضة التي وقعها بعض السكان ـ صفحة بها أسماء وتوقيعات وأرقام البطائق الوطنية ـ خاصة من طرف الذين يسكنون في المنطقة التي كانت ستتم فيها الوقفة، لم نعرف كم من مواطن وقّع، ولا كيف انطلقت العملية، ومآل تلك العريضة، لكن صديقا مناضلا جالس أحد الموقعين، وقد ذكر له هذا الأخير، أن الداعين للوقفة الاحتجاجية غرضهم تعريض السكان للضرر والانتقام نتيجة عدم مشاركتهم في التصويت أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ربما هذا جزء من الدعاية التي روجت، ويظهر منها كذلك ضعف تواصل القوى المحتجة مع عامة المواطنين، إذ لا يمكن لبيان أو نداء أن يصل إليهم جميعا، ونحن نعرف مستوى الأمية المنتشرة في المجتمع، والتعتيم الإعلامي الرسمي، وكيف تم التعامل مع احتجاجات صفرو وغيرها…في الحقيقة ترددت كثيرا قبل نشر نص الوثيقة، ولكن لم لا؟ إذ أن الغرض هو الإعلام، وعلى الأقل سيعرف كل راغب في الاطلاع كيف يفكر آخرون، أو كيف تحبك بعض الأمور…أسفله نص العريضة/الاستنكار كما وصفه أصحابه، وكما حصلنا عليه بأخطائه اللغوية وركاكة أسلوبه، ندرجه ونحن متأسفين على بعض الألفاظ غير المحترمة الواردة فيه، والتي لا تقال حتى في حق أشد الخصوم.
              استنكار
  نحن مجموعة من سكان حي دوار اجديد واجبيرات والغلالتة واولاد بورنجة نستنكر وبشدة ما أقدم عليه مجموعة من المنحرفين وذلك باقدامهم لتلك الواقعة الاحتجاجية بتاريخ 17/10/2007 بدوار الجديد سيدي سليمان وبدون سند قانوني، والتي نستنكر فيها ما قاموا به هؤلاء الأشخاص المتطفلين
نحن أيها السادة بعيدون كل البعد على العمل الذي نعتبره خروجا عن الخط الذي رسمه صاحب الجلالة ونعتبره كذلك طريق عير لائق ومعادي لكل ما يسير بهذا البلد نحو التقدم وان ما وقع ليلة البارحة لا يمت للحقيقة بصلة.
ونحن بهذه العريضة نشد بحرارة على أيدي الساهرين على أمن هذه المدينة ونخص بالذكر السيد باشا المدينة والسيد العميد رئيس المفوضة الذين نلمس منهم روج التعاون والمسؤولية وهذه لائحة باسماء الموقعين على هذه العريضة
 
إضافة من المشرف: شخصيا مستعد للقاء بأي واحد معني، أو ممن وقع على هذه العريضة، قصد التوضيح، أو إبداء وجهة نظره، شرط أن يتصل بي لأعرف مكانه

الخميس، 25 أكتوبر 2007

Sidi slimane en pleine nausée a cause de la hausse des prix


        Sidi slimane en pleine nausée a cause de la hausse des prix  
 Par: Mohamed Boubalah
          La manifestation du mercredi 17 octobre a marqué son refus contre la flambée des prix avec le grand soutien de la monassiquia et l’AMDH. La masse populaire a bien saisi le rendez-vous . En effet rien n’est caché, l’autorité a fait beaucoup d’effort pour stopper les voix qui s’élèvent pour le minimum des conditions favorables de la vie: c’est la hausse des prix détruisant tout ce qui est humain chez les pauvres; Une dizaine de camionnettes chargées de flics font aussitôt la démonstration de la force pour disperser les manifestants, par conséquent monsieur Al idrissi Al hossein, coordinateur de la monassiquia, a été touché mais rien ne l’empêche avec ses camarades démocrates à continuer sa tâche de militant honorant son parti du psu:bravo mon cher! D’autre part les petits makhzen ont beaucoup évolué, se montrent plus intelligents qu’à la normale, n’ont pas tardé à faire propager une déclaration accusant les grands démocrates de « déviants » impliquant ainsi les pauvres à signer ces dires. Le 22/10/07 la monassiquia a largement expliqué aux envoyés des journaux et à l’opinion slimanie ses objectifs honnêtes lors d’une conférence de presse tenue le même jour vers 18heures à la municipalité de sidi slimane. (L’interdiction écrite ne vaut rien nous continuons!!) selon les manifestants. (Et rien ne nous empêche de continuer à nous défendre pacifiquement) selon d’autres.Le droit de vivre, le droit de la liberté de l’expression, et le besoin de pain à la portée des pauvres sont nos revendications. La monassaquia et L’AMDH sont dans le bon sens…..la manifestation a giflé à sa manière encore une fois ceux qui le méritent….         
                        
 
نحيي الأستاذ محمد بوبلاح على مساهمته، وهي تتعرض لبعض مظاهر الغلاء في مواد العيش، وتأثيرها السلبي على المواطنين، وما صاحب ذلك من مظاهر الاحتجاج المشروع والمنظم، والمؤطر من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنسقية المحلية ضد الأسعار المشكلة من عدد من الهيئات والجمعيات، ومارافق ذلك من حضور أمني، ومنع لآخر وقفة بتاريخ 17 أكتوبر 2007، ومن جانبنا نؤكد أن هذه المدونة مفتوحة في وجه جميع المواطنين، لن نمارس أي رقابة، الشرط الوحيد هو التزام الموضوعية، وآداب النقاش المسؤول،   
 ـ المشرف ـ  
pour voir le tout ouvrez par le lien:          

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007

قصة قصيرة: حيرة


قصة قصيرة:       حيرة
      يصعب علي أن أتذكرهم جميعا، حتى سحناتهم ونبرات أصواتهم انْمحت من ذاكرتي، و ذلك بسبب الواقعة التي حدثت… كنا جماعة حائرة وجلة، متراصين على جانب النهر، لست أدري على أية ضفة هل اليمنى أم اليسرى، كل ما هناك أن السماء لم تتوقف لحظة عن إنزال المطر مدرارا، والسحب الداكنة غطت كل الآفاق…مياه النهر هادرة متلاطمة، يرتفع   منسوبها  باستمرار… تقترب من مواقع نعالنا، تهددنا بالانجراف…
  ومما زاد أمرنا سوء تعرضنا لحمى غريبة، تكاد تهلكنا جميعا، ما أن تحل نوبتها حتى ندخل في هستيرية مقرفة، نتصايح جميعنا في صخب ونتشابك بالأيادي والأسنان، لتحل بعدها فترة هدوء قصيرة، تتاح لنافيها فرصة التفكير المقتضب في حالنا، بعدما نكون قد افتقدنا كل ما اختزناه بذاكرتنا…
    تكاثرت التفسيرات و التأويلات، هناك من قال أن تربتنا قد سممت، و غذاؤنا لم يعد صالحا، وعلينا أن نغادر هذه الضفة…وهناك من ذكر أن كائنات فضائية سلطت علينا لعنتها، وهناك من ادعى إيجاد الحل لمشكلتنا.
      لم توسعنا حيلة، ولم تسعفنا مهارة… أصبحنا مهيئين لتقبل كل أشكال الحلول، مستعدين لتقمص فئران التجارب…قال المدّعون أن الحل على الضفة الأخرى  ؛ هناك لوح محفوظ، مخبأ في مكان ما، فيه تفاصيل دوائنا، علينا جميعا أن نبحث عنه، صدق الجميع الفكرة و أصبحت همهم الشاغل.
       كان علينا أن نقطع النهر، نظر بعضنا إلى بعض، تحمسنا و عقدنا العزم على التصدي، مصيرنا مرتبط بذلك، غير أن فئة منا انزوت جانبا، تشاورت في أمر، ثم عرضوه على الباقين، وهو ما أثار جلبة و انقساما في الرأي.
     لا أتذكر التفاصيل الدقيقة…مجمل القول أنه كان معنا شخص متحمس لا يكف عن توزيع تباشير الأمل في تغير أحوال الطقس، و قرب حلول عهد جديد، ترتفع فيه عللنا و تحل عقدنا لنهنأ و نعيش مرتاحين… ورأت الفئة التي تشاورت أن الشخص المعتوه لا يفيد الجماعة بشيء، بل إن وجوده فيه عناء لما يحتاجه من رعاية و عناية… و بما أن الأمر خطير جدا و يهمنا جميعا، فلا بد له من أن يبدي تضحية لصالح الجماعة، أي أن يقطع هذا المبشر المعتوه النهر وحده، فإن نجا تبعناه و نجونا كذلك، و إن هلك، نكف عن أية محاولة ستكون عاقبتها أخطر…
     و رأت فئة ثانية أن الرجل واحد منا، ولا يمكن التفريط في أي عنصر من الجماعة، و إذا كنا مستعدين لقطع النهر، علينا جميعا أن نواجه ذلك… لكن الرجل المعني بالأمر قََََََََبل تحمل المغامرة  وتبعاتها.
       الأخبار التي راجت بعد ذلك بين سكان المعمور حول جماعتنا اتخذت ثلاثة أوجه، فتضاربت الأقوال؛ الحكاية الأولى تقول أن الرجل المبشر أو المعتوه أصر على قطع النهر وحده قبل الآخرين… أكبروا فيه صنيعه و شجعوه، و عانقوه،  وقبّلوه، و أشاروا له بالوجهة المناسبة، أزالوا عنه بعضا مما ثقل من ملابسه، وارتمى وسط المياه الهادرة، يخبط بأطرافه، ينقلب، يختفي، يطفو، والجماعة تتابع… إلى أن ألقت به المياه على الضفة الأخرى، وقد هدّه التعب وأضناه…                          تزايدت كمية المياه في النهر الغاضب، و رغم ذلك تشجع جميع أفراد الجماعة و قرروا أن يتبعوه كلهم.. بقي الرجل المعتوه أو المبشر مستلقيا على الضفة الأخرى، لم يلتحق به أحد… بعدما كفت السماء مطرها قام من مكانه،  خطا إلى اتجاه لا يعرفه غارقا في ضحك هستيري، أو عويل مفجع على فراق أصحابه وفقدانهم.
     أما الحكاية الثانية فتقول أن الرجل ألقى بنفسه في النهر… أبدى مقاومة في البداية لكن النهر ضمه بين أمواجه، غيّبه، لم يطلقه، إلا بعدما تقطعت أنفاسه،  وأصبح لقمة صائغة في جوف النهر كقطعة خشبية لا تحرك ساكنا… شريط الحدث تفرج عليه الآخرون، كانوا يتراكضون حفاة على الضفة،  ينظرون، يتصايحون، يولولون… لما تيقنوا من هلاكه، استنكفوا عن أية مغامرة قد تهدد كيانهم بالفناء، واكتفوا بما هم فيه من مأساة، وضعوا أياديهم على خدودهم وظلوا ينتظرون…
      بينما الحكاية الثالثة تذكر أن الرجل ارتمى دون تردد وسط النهر الغاضب، يصارع الأمواج، و يجهد النفس همّه الوصول إلى ضفة الأمان، بدافع الإبقاء على حياته، و لتثبيت جدارته و تأكيد صدقيته… بعد عناء استطاع أن ينجو،  و يضع أقدامه بثبات على أرض الضفة الأخرى،  أخذ يلوح لأصحابه.. تبعوه، قطعوا نفس الطريق الذي عبره، تفوقوا جميعهم على النهر الغاضب،  و بعد هدوء العاصفة أعادوا للرجل الذي سماه بعضهم المعتوه اعتباره…
     فعلا ضاعت أنفس أثناء العبور، لكن لا أحد اكترث لذلك… 
   هذه هي القصة بصيغها الثلاث، اعتبرُها بمثابة نداء لكل من يهمه الأمر كي يدلي بمعلوماته مكتوبة، حتى تتوضح المسألة، و يعرف جميع اللاحقين ما وقع بالضبط، هل كلنا من سلالة تلك الجماعة؟ هل قضي على آفة الحمى؟ هل وجد اللوح المحفوظ؟
                              مصطفى لمودن
           سيدي سليمان  1992 
نشرت بجريدة " اليسار الموحد " عدد 22، بتاريخ 12 نونبر 2003
    وبمجلة "كتابتات" شتاء 2008


في كل شهر سأحاول إدراج قصة مما تراكم لدي، أغلبه نشر بصحف وطنية، ونظرا لصعوبة النشر ضمن "مجموعة قصصية" نكتفي الآن بالواجهة الفضية، عبر الشبكة…كما أننا ننتظر مساهمة القراء للنشر… 

السبت، 20 أكتوبر 2007

فرع النقابة الوطنية للتعليم بسيدي سليمان (ك.د.ش)


    فرع النقابة الوطنية للتعليم بسيدي سليمان (ك.د.ش)
   
    تصدر بلاغا إخباريا حول إصلاح مؤسسات تعليمية.
       أحد أعضاء المكتب النقابي يوضح. 
                لائحة أعضاء المكتب.
 
 أصدر مكتب النقابة الوطنية للتعليم، فرع سيدي سليمان، التابع للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بلاغا إخباريا، نورد نصه، وذلك حول عقد لقاءات مع مسؤولين في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، بخصوص إصلاح وترميم المؤسسات التعليمية، كما أجرينا حوارا مع الأستاذ محمد جناتي، عضو مكتب النقابة المشار إليه، بخصوص بعض الأسئلة حول الموضوع، وإكمالا للدور الإعلامي الذي نسعى إليه، أوردنا لائحة أعضاء المكتب المسير للفرع. 
           
               بلاغ إخباري
 
    يخبر مكتب فرع النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الشغيلة التعليمية بسيدي سليمان بجديد متابعة الملف المطلبي المحلي، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الجهويين والإقليميين،  توجت مؤخرا بزيارات قامت بها لجنة مشتركة بين النقابة الوطنية للتعليم ( ك. د. ش.) وممثلين عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني أحسن، حيث وقفت بالملموس على الوضع المزري لمجموعة من المؤسسات الابتدائية والإعدادية والثانوية، خاصة المتعلق منها بالبنية التحتية والتجهيزات، وبعض مشاكل الأعوان، والتزم المسؤولون الجهويون والإقليميون بحل هذه الاختلالات في أقرب الآجال. كما نخبر عموم الشغيلة التعليمية أن ملفنا المطلبي شكل أحد انشغالاتنا النقابية اليومية، من أجل النهوض بالمدرسة العمومية وتأهيلها للقيام بأدوارها ووظائفها العلمية والثقافية والتنموية لمواجهة تحديات العصر وحقائقه.
     إن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم ( ك. د. ش.)، إذ يسجل أهمية هذه النتائج ويعتبرها الخطوة الأولى للمعالجة الشاملة لملفنا المطلبي، يأمل التعامل الجدي للمسؤولين مع الالتزامات المتفق عليها، ويدعوكم إلى المزيد من الارتباط بمنظمتكم النقابة الوطنية للتعليم ( ك. د. ش.) لرد الاعتبار للمدرسة العمومية لتقوم بأدوارها ووظائفها الوطنية  والتاريخية.
       عن المكتب
                          
                نص الحوار
  كان لنا اتصال بالأستاذ محمد جناتي عضو المكتب المسير للنقابة الوطنية للتعليم، فرع سيدي سليمان، وقد ذكر أن المؤسسات التعليمية التي تمت زيارتها هي: مجموعة مدارس الزهانة، مدرسة القدس، مدرسة الزرقطوني، إعدادية عمر بن الخطاب، الثانوية التأهلية زينب النفزاوية، وأضاف أن المعاينة تمت لمرتين؛ الأولى لضبط الحاجيات، والثانية لتحديد القيمة المالية المطلوبة لإنجاز الإصلاحات، وذلك بحضور أعضاء من المكتب النقابي  ومسؤولين من الأكاديمية، هذا نتيجة عقد لقاء في أواخر شهر يونيو 2007 مع مدير الأكاديمية، بحضور مسؤولي جميع المصالح التابعة له حسب قوله. وذلك بعد تقديم مذكرة مطلبية حول البنية التحتية لمجموع المؤسسات التعليمية التابعة للمجال الترابي الذي يعمل فيه فرع النقابة، كما انعقدت بعد ذلك جلستي حوار يقول المتحدث، بحضور الكاتب الإقليمي والجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ك. د. ش.)، وأعضاء من فرع النقابة بسيدي سليمان، وقد تم الاتفاق على القيام زيارات ميدانية، قصد الوقوف على حقيقة الأوضاع المزرية للبنية التحتية للمؤسسات التعليمية، والتأثير السلبي لذلك على العملية التعليمية والتربوية.                        ذ.محمد جناتي عضو المكتب النقابي
   
   وفي سؤال حول القيام بالزيارة لبعض المؤسسات فقط واستثناء أخرى، ردّ  ذ. محمد جناتي قائلا:    
    من جانبنا كنقابة، فقد وضعنا لدى المسؤولين مذكرة مطلبية شاملة، معززة بصور، وعلى المسؤولين المعنيين القيام بمسؤولياتهم كاملة، وبرمجة الإصلاحات اللازمة لهذه المؤسسات في أجل قريب… لهذا أتوجه بالدعوة لجميع نساء ورجال التعليم، لمساعدتنا على تحيين ملفنا المطلبي باستمرار، وذلك بمدنا بمختلف الحاجيات والمشاكل التي تعرفها مؤسساتهم التعليمية.
    وتجدر الإشارة أن عددا من المؤسسات التعليمية ليس لها من هذه الصفة سوى الاسم، خاصة في العالم القروي، حيث نجد "مدارس" بدون حراس، وأسوار، ومراحيض… وليست لها ساحات مهيأة لممارسة التربية البدنية، حتى لا نقول ملاعب رياضية، وبعض أقسامها بدون أبواب ولا نوافذ…
                       
      لائحة أعضاء المكتب
 
  الشرقي الداودي   :   الكاتب ه: 076494442
  أحمد المصمودي  :   نائبه   ه: 068437509
 محمد جناتي      :   الأمين ه: 066927010
   كريم كرطيط        :   نائبه                  
    إبراهيم المحمدي ـ فاطمة الوديي ـ محجوب أدريوش ـ عبد الرحمان البوعيادي ـ عبد المطلب مونشح    : المستشارون  
  
       نكرر أن هذه المدونة رهن إشارة جميع الهيئات والمنظمات المسؤولة، مادام القصد هو الإخبار وتداول المعلومة، وإثارة نقاش جدي ومسؤول، والاستغلال الأمثل لوسائط الاتصال الحديثة فيما ينفع الناس.              

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2007

A SIDI SLIMANE DES VOIX S’ELEVENT EN PLEINE NUIT DU RAMADAN


A SIDI SLIMANE DES VOIX S’ELEVENT EN PLEINE NUIT DU RAMADAN
 
 
A Sidi Slimane , comme partout ailleurs au Maroc ,la flambée des prix s’est faite   sentir  chez   les plus démunis en particulier . Les denrées ,les légumes et les produits alimentaires ont battu le record atteignant des indices exorbitants en si peu de temps : hausse de 20%pour l’huile de table,25%pour le pain,43 %pour la farine,66%pour le beurre et 23% pour le sucre selon NICHANE du 6 au 12 Octobre2007 N °120.Les habitants ,citadins comme les ruraux,protestent sur le champ,mais achètent quand même car les exigences de la vie ne permettent que cela :aux consommations de la vie courante s’ajoutent les achats du Ramadan et de la rentrée scolaire.
Partant de cette situation le « Comité de coordination pour la lutte contre la flambée des prix … »s’est vu obligé d’organiser un sit-in sur la place de l’hôtel de ville ,dans la nuit du Dimanche 7 Octobre 2007.   
 
Une heure a été suffisante pour les organisateurs du seeting (partis,syndicats et associations à   vocations démocratiques et progressistes) pour scander une dizaine de slogans dénonçant la politique néfaste de la hausse des prix et le désistement discret de l’Etat dans plusieurs domaines dont la santé, l’enseignement et la communication, au profit du secteur privé, ce qui se répercute négativement sur le pouvoir d’achat des masses populaires écrasées par la paupérisation et le chômage dans la ville. 
Une heure été suffisante pour que les participants de tous les quartiers, de tous ages et sexes_ estimés à quelques 300 citoyens et citoyennes_ pour exécuter une mini_ marche sur la place de l’hôtel de ville ,lourdement encadrée par les agents de sécurité (police,forces auxiliaires…).La place a donc vécu une véritable manifestation , et non des moindres cette année, qui a réussi à faire parvenir son message d’indignation et de protestation, à haute voix cette fois ci, à l’adresse de ceux qui veulent bien l’entendre. C’est le même message qui nécessite des solutions urgentes à la question du travail dans la ville.   
                       
         IDRISSI HOUSSAINE
               10_10_07_Sidi Slimane
    
ملحوظة: الصور مضافة من طرف المشرف على المدونة م. ل.
Les photos sont ajoutées par Mustapha L. 

الأحد، 14 أكتوبر 2007

لماذا شاركت إسبانيا في غزو العراق؟


     لماذا شاركت إسبانيا في غزو العراق؟  
  
هذه المقالة نشرت في شتنبر 2004، لكنها ما تزال تحتفظ بجدها، مادامت ترتبط بالعدوان على العراق، وبالجارة الشمالية إسبانيا، ثم الإطلاع على بعض ما يرشح حول طريقة التحالفات على المستوى الدولي، وإن كانت المصلحة هي الدافع الأساسي في ذلك، لكن ما تزال هناك دوافع ذات طابع إيديولوجي أو فكري، أو على الأقل تشابه في التوجهات، فمن ينكر مثلا وجود حركة للإخوان المسلمين تنسق عملها على مستوى العالم بأسره؟ ومن يتجاهل دور الأممية الاشتراكية في دعم الأحزاب ذات نفس التوجه؟ وكيف ينسق الرأسماليون مواقفهم في مؤتمر "دافوس" السنوي الذي ينعقد في متم السنة الميلادية بسويسرا، وأقرب حدث إلينا له علاقة بالموضوع هو تقلي الاستقلالي عباس الفاسي التهنئة من أحزاب اليمين في عدد من الدول، إثر تبؤ حزبه المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، كما فعل معه زعيم الحزب الشعبي الإسباني… إذا هل على كل فرد أن ينضم عمليا أو فكريا لاتجاه معين على المستوى العالمي المعولم؟ أم يظل محايدا؟ يكتفي بالعيش والمراقبة؟ لنطلع قليلا على كيفية عقد الصفقات السياسية على المستوى الدولي ونقرأ ما يلي:
 
   قد لا يختلف اثنان حول تحديد الدوافع الظاهرة والخفية لشن الولايات المتحدة الأمريكية لحرب ضروس على العراق، وقد يسعفنا قليل من الفهم والتحري لنتوضح دوافع المساندة اللامشروطة لانجلترا، برآسة « العمالي » توني بلير! لكن لماذا دخلت إسبانيا كحليف قوي لأمريكا من أجل إسقاط النظام البعثي العراقي؟ هل من أجل النفط وغنائم الحرب؟ هل لتأكيد وترسيخ دور قوي في الحلف الأطلسي، الذي انضمت إليه في وقت متأخر ( ثمانينات القرن الماضي) قياسا إلى بداية تأسيسية؟ أم وراء ذلك رغبة في تبوء زعامة جهوية تلائم موقع إسبانيا الإستراتيجي في المدخل الغربي لحوض البحر الأبيض المتوسط، وهي التي أصبحت تتوفر على أهم قاعدة بحرية بالحلف الأطلسي بين المتوسط والمحيط الأطلنطي؟ وليوافق ذلك طفرتها الاقتصادية الملحوظة…أو استغلالا لفرصة تاريخية متاحة، اقتنصها الساسة الحاكمون من أجل تثبيت مكانة مناسبة في مواجهة الأنداد الكبار داخل الإتحاد الأوربي؟ خاصة أنها تسعى لبسط سيطرتها على صخرة جبل طارق، وتأبيد تواجدها في المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتتة ومليلية…قد تكون بعض هذه الأسباب أو هي مجتمعة، هي الدافع الظاهر لمساندة «التحالف» المزعوم، غير أن قراءة أخرى أنبأتنا«بخبر يقين» قد يكون النقطة التي أفاضت كأس ركوب المغامرة، إذ أن إسبانيا شاركت في الحرب لرد «دين» ثمين وقديم على الأحزاب اليمينية في إسبانيا، وأجلّ اعتراف بهذا الدين هو شن الحرب بالنيابة عن« المدنين» الذين لا يمكن نسيان جميلهم.
        لقد ذكر الصحافي المخضرم محمد حسنين هيكل، في الحلقة الخامسة من برنامجه المفيد «مع هيكل» الذي تبثه «قناة الجزيرة»القطرية، ذكر أنه اطلع حديثا على كتاب نشره أحد مساعدي شاه إيران المطاح به، من قبل ثورة شعبية عارمة، قادها الخميني وآخرون، يتضمن الكتاب وثيقة تاريخية، توضح خلفية مشاركة إسبانيا في الحرب على العراق.
      الوثيقة المشار إليها، أرسلت إلى شاه إيران أثناء حكمه، من طرف عاهل إسبانيا الجديد خوان كارلوس، الذي اعتلى سدة الملكية في إسبانيا، بعد وفاة الديكتاتور فرانكو، ونهاية نظامه بحتمية تاريخية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ودخول إسبانيا في عهد جديد، متمثل في ممارسة ديمقراطية حقيقية، تتسم بالحرية والتعددية الحزبية، وممارسة الشعب لاختيار ممثليه في مختلف المؤسسات التي لها سلطة تدبير أمور المواطنين…كانت إسبانيا حينها تعيش مرحلة انتقالية صعبة، يتداخل فيها تضارب المصالح بين مختلف الفئات الاجتماعية، في تفاعل مع المحيط الجهوي والدولي، علما أن أوار الحرب الباردة بين الشرق والغرب كان ما يزال متقدا، من اجل امتلاك موقع قدم في كل بقعة من الكرة الأرضية، والبحث عن الأتباع أو خلقهم من عدم.
      في بداية عهد ممارسة الديمقراطية، احتدم التنافس من أجل الوصول إلى الحكم بين قطبين أساسين، أحدهما أحزاب اليمين، والآخر أحزاب اليسار، تمثل خاصة في الحزب العمالي «الاشتراكي»، الذي كان يجمع تحالفا موسعا، قاد معارضة بأشكال مختلفة ضد فرانكو، سواء في الداخل أو في المهجر، مما وفر للاشتراكيين علاقات واسعة خاصة ضمن«الأممية الاشتراكية»       
           وسط هذا الخضم المحتدم، ارتأى خوان كارلوس عاهل إسبانيا ضمن ملكية متجددة مساندة أحزاب اليمين، وقد بعث برسالة خطية إلى شاه إيران، يلتمس منه تقديم مساعدة مالية تقدر بعشرة ملايين دولار، ليمول اليمين حملته الانتخابية، في مواجهة «إعصار» اليسار، وقد اعتقد العاهل الإسباني أو أوحي إليه بذلك، أن اليسار المساند من قبل الاشتراكيين والشيوعيين من مختلف بقاع العالم، قد يهدد صرح الملكية الفتية الإسبانية.
        يقول محمد حسنين هيكل وحسب ما اطلع عليه في الوثيقة المذكورة، أن الشاه لم يرفض الطلب، ولكنه لم يستسغ الطريقة، وقال لمبعوث ملك إسبانيا إن مثل هذا الكلام لا يكتب في ورقة، وأضاف أنه سينظر في موضوع طلب المساعدة المالية، أخبر محمد حسنين هيكل أن الشاه جمع الأموال الوافرة من حكام الخليج، الذين لا يترددون في مثل هذه «الملمّات» بسخاء وافر. لهذا لم ينس اليمين الإسباني كرم الخليجيين، وجاءت الحرب ضد العراق لتدخلها إسبانيا بالنيابة عنهم، قصد الإطاحة بحكم صدام، الجار العنيد والمناوئ، وأردف حسنين هيكل معلومة حديثة، حيث ذكر أن الاستثمارات الخليجية في إسبانيا قدرت بالملايير أثناء حكم اليمين الإسباني المتمثل في الحزب الشعبي وزعيمه أثنار، خاصة في المجال السياحي، وهو ما يعني بشكل واضح المساندة والتلاحم القائمين بين اليمين الإسباني وحكام الخليج العربي.
        حكم إسبانيا الاشتراكيون العماليون لأكثر من عشر سنوات، وانخرطوا في الحلف الأطلسي، إثر استفتاء شعبي، وانضموا إلى السوق الأوربية المشتركة( الإتحاد الأوربي لاحقا)، ولم يلمسوا نظام الحكم الملكي الدستوري بسوء، بل إن فئات أخرى كانت ما تزال تحن إلى عهد فرانكو، هي من ناوأت، فقد رأى العالم على شاشة التلفزة كيف احتل ضابط عسكري رفقة زملائه مقر البرلمان، وكيف صعد المنصة بمسدسه في محاولة يائسة من أجل توقيف عجلة التاريخ، وقد جاءت واقعة التفجيرات الإرهابية لقطار مدريد، لتعيد مرة أخرى الحزب العمالي إلى سدة الحكم، وهو ما اعتبر معاقبة من قبل الناخبين للحزب الشعبي، الذي دخل الحرب ضد العراق، فكان أول قرار أصدره الوزير الأول الجديد وتنفيذا لوعده، هو إرجاع الجنود الأسبان من العراق إلى ثكناتهم، فهل ستكون كذلك الحرب على العراق بمثابة لعنة تصيب الحزب الجمهوري الأمريكي بدوره؟ خاصة أمام تفاقم الأوضاع الأمنية بالعراق، وارتفاع عدد «أكياس جثت» العائدين إلى أمريكا لعناصر من الجيش الأمريكي  
               مصطفى لمودن
 
     نشرت بجريدة " اليسار الموحد" عدد 63 بتاريخ 24 شتنبر2004
    

السبت، 13 أكتوبر 2007

وقفة احتجاجية ضد الغلاء بسيدي سليمان


          
    
     وقفة احتجاجية ضد الغلاء بسيدي سليمان  
   
        وقفة سيدي سليمان للتنديد بارتفاع الأسعار    
    
     دعت المنسقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، إلى وقفة احتجاجية يوم الأحد 7 أكتوبر 2007، وقد كان الحضور لابأس به بالنسبة لعدد من الوقفات السابقة، حضور بارز للشباب خاصة، وقد قدموا من مختلف الأحياء بالمدينة، في الموعد المحدد أمام باشاوية وبلدية سيدي سليمان بعد الإفطار، وقد لوحظ حضور أمني طوق الساحة من جميع الجوانب، كما وصلت إلى المدينة إمدادات ارتكنت إلى جانب معتم من الساحة، إلى أن انتهت الوقفة، وقد ردد المحتجون شعارات تندد بتفاقم الأسعار، ومخلفاتها السلبية على المعيشة، في ظل أزمة شغل محلية، وانخفاض دخل أغلب الأسر، في الختام ألقى ذ. إبراهيم المحمدي كلمة مقتضبة شكر فيها الحضور على تلبية الدعوة، مذكرا بدواعي هذه الوقفة، وبدور الاحتجاجات في دفع المسؤولين إلى إعادة النظر في قراراتهم، في إشارة إلى التراجع عن بعض الزيادات في الأثمان، ولم يفته التنديد بالحصار الأمني الذي ضرب حول هذه الوقفة حسب قوله، طالبا من الجميع الانسحاب في هدوء. وقد ذكر ذ. الحسين الإدريسي المنسق المحلي لسكرتارية المنسقية النبثقة عن مجلس موسع من عدد من الهيئات الديمقراطية أن هذه الوقفة تدخل ضمن سياق الاحتجاجات المنظمة على المستوى الوطني، ويمكن أن تعقبها أشكال احتجاجية أخرى مستقبلا وفق ما ذكر.  
             
 
                        
 
             
 
                                 
              جانب من الوقفة الاحتجاجية، في المقدمة ذ. الإدريسي الحسين منسق اللجنة المحلية لمناهضة  الغلاء وتدهور الخدمات العمومية  
 
 
 
       
    
 
  
 
      
                
 
               
                   
             حضور بارز للشباب
 
                
ذ. إبراهيم المحمدي يلقي كلمة عند انتهاء الوقفة   
                         
               
 
                       
                        حصار أمني على مدخلي الساحة المحتضنة للوقفة
         
      وقد أصدرت المنسقية بيانا يحمل تاريخ فاتح أكتوبر أهم ما جاء فيه:  
      عقدت التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية بسيدي سليمان جمعا عاما يوم الاثنين 01/10/2007 بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، تداولت خلاله مسلسل الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الأساسية والخدمات العمومية، وكذا تطورات القمع تجاه الحركات الاحتجاجية للمواطنين في مختلف مناطق المغرب، فمنذ بداية 2006 برز مسلسل الزيادات المتتالية في الأسعار، والتي ترجعها أبواق الدعاية الرسمية إلى ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية وكثرة الوسطاء في السوق الداخلية، وفي غمرة حملة انتخابات 2007 عملت الحكومة على تكثيف إطلاق نار الأسعار متجاهلة في ذلك معاناة المواطنين التي زادها ارتفاع مصاريف الدخول المدرسي وشهر رمضان.
      إن تأثر المغرب بتقلبات الأسعار في السوق العالمية على نحو يهدد القدرة الشرائية للكادحين ناتج عن:
أولا: تخلي الدولة عن دعم أسعار المواد الأساسية بخفض تدريجي لاعتمادات صندوق المقاصة في اتجاه إلغائه كليا، وترك الأثمان عرضة للمنافسة التي يستفيد منها كبار التجار المضاربين.
ثانيا: التضحية بأمن البلد الغذائي بسياسة فلاحية تركز على منتجات تصديرية لتنمية أرباح البرجوازية الزراعية، وبتهميش الزراعة المعيشية التي تهم ملايين المغاربة.
ثالثا: حماية الحكومة للمضاربين المستفيدين من فوضى السوق الداخلية.
      إنه اختيار واع للماسكين بحكم البلد، فغلاء المعيشة وجه من سياسة طبقية معادية لأغلبية الشعب المفقر والمعطل. اختيار واجهته المقاومة الشعبية في عدد من المدن والقرى (طاطا، افني، بوعرفة، خنيفرة….) وقد شكلت انتفاضة البهاليل-صفرو الأحد 23 سبتمبر 2007 يوما تاريخيا مجيدا في مسيرة هذه المقاومة على طريق التحرر والحياة اللائقة بالبشر.
      إن التنسيقية المحلية، إذ تقف على ما تعرض له سكان مدينة صفرو من هجمة قمعية شرسة على إثر احتجاجهم وما نتج عنه من تنكيل بهم، واعتقال عدد واسع من المواطنين والنشطاء الحقوقيين وتقديمهم للمحاكمة، وما واكب ذلك من حملة إعلامية تضليلية بهدف ضرب مشروعية النضالات الاجتماعية، وما تعرضت له من قبل الحركات الاحتجاجية والنضالات العمالية المشروعة (عمال جبل عوام، ساكنة بن صميم…) والمعارضين السياسيين (حملة اعتقالات فاتح ماي 07) فإنها تعلن ما يلي:
      1- المطالبة بالتراجع الفوري والشامل عن كافة الزيادات في المواد الغذائية الاستهلاكية والخدمات، وإعادة الاعتبار لصندوق المقاصة بما يكفل دعم القدرة الشرائية للكادحين.
      2- تحميل السلطات المحلية بصفرو والسلطات المركزية مسؤولية العنف المضاد الذي أعقب الحركة الاحتجاجية السلمية.
      3- المطالبة بإطلاق سراح كافة المواطنين ومناضلي الحركة الاجتماعية والنقابية والحقوقية، ورفع المضايقات على الحق في التظاهر والاحتجاج.
      4- التضامن مع الاحتجاجات الشعبية وضحايا القمع والاستغلال والانخراط في البرامج والخطط النضالية المسطرة من طرف التنسيقية محليا ووطنيا.
      5- دعوة كافة سكان مدينة سيدي سليمان إلى التضامن والانخراط في كافة الأشكال النضالية في مواجهة سياسة التفقير والتهميش.  
      كما تم دعوة كل المواطنات والمواطنين إلى الانخراط في البرنامج النضالي الذي انطلق بالوقفة الاحتجاجية المشار إليها سابقا. 
   وتجدر الإشارة أن الوقفة الاحتجاجية تمت بأسلوب حضاري، حيث عبر المتضررون عن معاناتهم، والرسالة قد وصلت، ولم يسجل أي حادث أو اصطدام، وقد علمنا أن السلطات المحلية عقدت زوال نفس اليوم اجتماعا مع المنظمين ، قيل من أجل وضع ترتيبات ذات طابع أمني.
   
                                 مصطفى لمودن  
 
 ملحوظة:    نشرت بأسبوعية " اليسار الموحدعدد 206، بتاريخ 11 أكتوبر 2007، لكن بصورة واحدة فقط من ثماني صور 
 
إلى كافة القراء يهمنا رأيكم، ونحن مستعدون لإدراج أي مساهمة أو رأي يصلنا، أما التعاليق في أسفل هذه المقالة تبقى مفتوحة للجميع، هدفنا خدمة إعلامية صرفة