الثلاثاء، 5 أبريل 2011

د. المهدي لحلو أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط


د. المهدي لحلو
أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط 
الديمقراطية الناشئة في جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط كفيلة بخلق علاقات جديدة ومتجانسة ومتكاملة ومتوازنة مع دول الشمال.

 د. المهدي لحلو
أجرى الحوار مصطفى لمودن

 سؤال: ـ ما هي الانتظارات التي يمكن أن يترقبها المغرب ودول شمال إفريقيا من الاتحاد الأوربي؟
المهدي لحلو  يمر العالم العربي ومنطقة شمال إفريقيا على الخصوص بمرحلة غير مشهودة في تاريخهما، حيث تقذف ثورات الشباب بنظم دكتاتورية سواء في تونس أو مصر أو ليبيا، ليبزغ عهد جديد، يريد منه الجميع أن يكون عهد الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك عهد التطور الاقتصادي والنمو والانفتاح على المجتمع بكل مكوناته.
كل هذا فتح الطريق نحو بلدان أخرى في المنطقة للمطالبة بالديمقراطية وبحريات أكبر، وكذلك بنظام اقتصادي واجتماعي أكثر توازنا.
بارتباط مع هذا، وبما أن هناك علاقة وطيدة تربط الاتحاد الأوربي بشكل عام، وكل هذه الدول، يتبين من خلال المرحلة التي نعيشها أن هناك انتظارات جديدة خصوصا من طرف دول المغرب العربي، وهذه الانتظارات تكمن أساسا في أن تساعد دول الاتحاد الأوربي في بناء هذه الديمقراطية الفتية في دول شمال إفريقيا، و كذا أن تساعد في إعادة التوازن الاقتصادي والمالي والسياسي ما بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وأن تساهم بشكل أو بآخر، سواء مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، في بناء دولة الحق والقانون في دول شمال إفريقيا، وكذلك في بناء اقتصاد متماسك، اقتصاد متطور، إلى جانب بناء قطاعات اقتصادية واجتماعية تخدم فعلا مصلحة المجتمعات في هذا الجانب من البحر الأبيض المتوسط. 
سؤال:ـ مباشرة بعد سقوط النظام التونسي والمصري، نرى هناك نية صريحة من الدول الغربية ومن أوربا بالخصوص من أجل الاستثمار في هاذين البلدين، هل هذا الشرط "الديمقراطي" بعد قيام الثورة هو كفيل بجلب الاستثمارات والمساعدة الأجنبية، خاصة من الاتحاد الأوربي؟    
المهدي لحلو من هذا المنطلق يظهر أن بناء الديمقراطية في دول شمال إفريقيا يبتغي توازنا جديدا ما بين المجموعتين الأوربية وشمال إفريقيا، بحيث أننا حتى الآن، كنا في تبادل غير متوازن مابين نظم ديمقراطية وهي الأوروبية وأخرى غير ديمقراطية وهي النظم العربية والشمال الإفريقية، والحال أن بناء الديمقراطية في الدول العربية وشمال إفريقيا على الخصوص يجعلنا نتحدث من الآن فصاعدا بنفس اللغة، وهي لغة الديمقراطية، وبالتالي هذا سيسهل التعامل فيما بيننا، على اعتبار أنه سيكون تعاملا مبنيا على المؤسسات وعلى دولة الحق والقانون، وهذا الذي سيعطي الانطباع بأن هناك استقرارا فعليا في بلداننا، مما سيجعل الاستثمارات الخارجية ترجع وترتفع في المنطقة، كما سيساهم في خلق إمكانيات جديدة للتبادل الاقتصادي والمالي ما بين  مجموعة الدول العربية وشمال إفريقيا والدول الأوربية. 
سؤال: ـ في نظركم، هل يفضل الاتحاد الأوربي أن يتعامل مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط بشكل منفرد أم يجب أن تكون هناك سياسات مندمجة؟ أي أن يتعامل مع اتحادات اقتصادية وسياسية كالمغرب العربي أو غيره، ما هي الطريقة الأفضل للاتحاد الأوربي؟  
المهدي لحلو:ـ  إلى جانب كل هذا كان هناك اعتقاد أن عدم التوازن الذي كان حاصلا حتى الآن بين دول الاتحاد الأوربي ودول شمال إفريقيا مصدره الأساسي أن دول الاتحاد الأوربي كانت تفاوض وتتعامل مع دول شمال إفريقيا بشكل أوحادي، مع كل دولة على حدة، وكان هذا نتيجة عدم تمكن دول شمال إفريقيا من بناء اقتصاد متكامل، كما أنها لم تفلح في بناء مجموعة اقتصادية ومالية وسياسية متكاملة عكس ما هو عليه الحال بالنسبة للاتحاد الأوربي، لاعتبار أساسي هو غياب الديمقراطية في هذه الدول.
التاريخ يشير إلى أن بناء الاتحاد الأوربي إرتبط ببناء الديمقراطية ودخول دول جديدة إلى الاتحاد الأوربي كالبرتغال واسبانيا واليونان، ارتبط كذلك بالبناء الديمقراطي في هذه الدول، وبالتالي البناء الديمقراطي الداخلي أساسي في أي منطقة من العالم كانت.
واعتقادنا هو أن ما يقع اليوم في العالم العربي سيسمح بقيام مجموعات اقتصادية ومالية متجانسة ومتكاملة، وهذا التجانس والتكامل هو الذي سيؤدي مستقبلا إلى البناء الفعلي لمجموعة اقتصادية في شمال إفريقيا،  وسيساعد على بناء علاقات جديدة ما بين شمال إفريقيا والاتحاد الأوربي، كما سيؤدي إلى الرقي بالعلاقات الأحادية الموجودة الآن، إلى علاقات ما بين مجموعتين لها شروط سياسية واقتصادية متجانسة، وبالتالي سيقوي من التواصل السياسي والاجتماعي بين المجموعتين، كما سيرفع من إمكانيات التبادل الاقتصادي و التجاري بين جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط وشماله…
 وبالتالي فالتوجه نحو الديمقراطية سيساعد بدون شك في بناء مجموعة اقتصادية واجتماعية متجانسة…
سؤال: ـ هل الغرب والاتحاد الأوربي خصوصا يرغب في قيام ديمقراطية حقيقية جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط؟ ونعطي مثلا بما صرحت به وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة ميشال أليو ماري في البرلمان الفرنسي حيث أنها اقترحت على النظام التونسي السابق مساعدة لقمع المظاهرات؟ وأخيرا كانت فرنسا وحدها تحلق خارج سرب الاتحاد الأوربي فيما يخص التعامل مع ليبيا، هل تظن أن هناك تصور واضح لمساعدة الديمقراطية الناشئة في دول جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط؟ 

المهدي لحلو: ـ إذا عدنا إلى هذا البناء الديمقراطي وهذه الثورة العربية التي ابتدأت مع نهاية سنة 2010، الظاهر أن المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لغالبية دول العالم، والمفاجأة كانت أكبر بالنسبة لدول الاتحاد الأوربي، بما فيها دول قريبة منا كإيطاليا واسبانيا وفرسنا على اعتبار العلاقات المتميزة التي كانت تربط ولا زالت بين كل هذه الدول والعالم العربي.
ما وقع هو أن دول الاتحاد الأوربي في مجملها تعاملت في أول الأمر بكثير من الانتظارية مع كل ما كان يحصل منذ أواخر 2010 في تونس أو في مصر. وبالتالي كان الانطباع هو أن بعض الدول كإيطاليا أو فرنسا لم تكن تحبذ هذا الانتقال الديمقراطي كما حصل.
أما الآن الواقع كذب كل التكهنات فيما يتعلق بانتصار الثورة التونسية والمصرية، وهذا ما جعل الدول الأوربية أمام خيار واحد وليس اثنين، وهو فعلا الاعتراف بالمد الديمقراطي في دول شمال إفريقيا والتعامل مع الشعوب والمجتمعات الديمقراطية في هذه الدول، وبالتالي وجب عليها تغيير النظرة في تعاملها مع دولنا.
هذا التعامل لن يكون مستقبلا مع أشخاص، بل سيكون مع مجتمعات ومع شعوب ومع مؤسسات.
الآن ما يقع في ليبيا هو شيء آخر، والذي ظهر أن النظام الليبي كان توجهه مختلفا عما عبر عنه النظام التونسي أو المصري السابق. حيث إنه حين رفضت الشعوب التونسية والمصرية الديكتاتورية غادر الديكتاتوريان هاذين البلدين. في ليبيا وقع تعنت من طرف النظام الليبي، وهذا آل إلى الوضع الذي نعرفه، وهو وضع في الحقيقية أكثر تشعبا من تونس ومن مصر، على اعتبار أن لبيبا دولة من بين المنتجين الكبار للبترول والغاز الطبيعي، وعلى اعتبار كذلك أن الوضع الداخلي والسياسي الليبي لم يكن بالوضوح الذي ظهرت به الثورة التونسية والثورة المصرية، وبالتالي وقع اضطراب في الموقف الأوربي، هذا الاضطراب دفع مثلا بفرنسا إلى أخذ موقف متقدم وهو الاعتراف ب"المجلس الوطني الانتقالي الليبي"، كما بادرت فرنسا في وقت معين ودعت إلى ضرورة الهجوم على ليبيا، وهذا ما وقع بعد إصدار القرار 1973  من طرف مجلس الأمن.
بارتباط مع كل هذه التحولات العميقة من الطبيعي الآن أن تطالب قوى التحرر والديمقراطية  والتقدمية في دول شمال إفريقيا من الاتحاد الأوربي أن يعيد النظر في تعامله مع شعوبنا، و أن يكون هذا التعامل متكاملا ومتوازنا في خدمة الاقتصادات والشعوب الأوربية، طبعا، ولكن أن يكون كذلك في خدمة المجتمعات وخدمة التنمية المستدامة داخل دول شمال إفريقيا، وليس تعاملا مبنيا على المصالح الخاصة والأحادية لدول الاتحاد الأوربي أو على مصالح بعض الأشخاص أو الحكومات في دول شمال إفريقيا. والحال أنه بالرغم من الخطابات التي كان يدلي بها المسؤولون في الدول الأوربية وفي الاتحاد الأوربي، وبالرغم مما تم الاتفاق عليه عند التوقيع على مسلسل برشلونة انطلاقا من سنة 1995، أو ما سمي سنة 2008 بالاتحاد من أجل المتوسط، إلى آخره… الذي كان ملاحظا من طرف الجميع عندنا هو أن العلاقات بين دول الاتحاد الأوربي وبين دول شمال إفريقيا كانت في غالبتيها علاقات جزئية أكثر منها اقتصادية ومالية وتجارية، وكانت علاقات غير متوازنة، بحيث أنه كان الميزان فيها يميل أكثر بشكل كبير لصالح دول الاتحاد الأوربي.
هذا إلى جانب أن دول الاتحاد الأوربي ترفض أن يكون بالنسبة لدول شمال إفريقيا تعامل بالمثل خصوصا فيما يتعلق بحرية تنقل الأفراد.
سؤال: ـ قد يتساءل البعض عما تقصدونه بالعلاقات الأكثر توازنا، سواء داخل الدول أو فيما يتعلق بعلاقة الدول مع بعضها البعض؟  
المهدي لحلو: ـ الديمقراطية الداخلية وبناء اقتصاد متماسك بين دول شمال إفريقيا سيؤدي لا محالة إلى هذا التوازن الذي نطلبه، وهذا المنحى سيمكن من بناء علاقات إنسانية جديدة مرتكزة على الخصوص على مبدأ حرية تنقل الأفراد بين شمال وجنوب البحر البيض المتوسط، وكذلك ما بين جنوب وشمال حوض البحر الأبيض المتوسط. من هذا المنطلق، من الممكن التأكيد أن التوازن الفعلي سيحصل حين يتم الاعتراف بالنسبة للمجتمعات في شمال إفريقيا بحرية تنقل الأفراد من الجنوب نحو الشمال، كما هو الوضع بالنسبة لتنقل الأفراد من الشمال نحو الجنوب.
و التوازن هنا يقصد منه علاقة الدول مع بعضها، وكذا أن تكون هذه العلاقة أساسا في خدمة مصالح الشعوب والمجتمعات. إن العلاقات التجارية والمالية والصناعية والسياسية التي كانت قائمة حتى الآن ما بين دول الاتحاد الأوربي ودولنا، كانت في غالبيتها لصالح الأسواق الأوربية ولفائدة الشركات الأوربية، على اعتبار أن هذه الشركات هي الأكثر تواجدا في التجارة المتوسطية والعالمية ، ونظرا كذلك لأن جزءا كبيرا من القطاعات الاقتصادية في بلداننا مملوك لشركات أوربية.
يمكن فعلا أن نتحدث عن العديد من القطاعات في المغرب وتونس ومصر.. التي تحتكرها  رؤوس أموال أوربية، وهذا الذي لا نجده بالنسبة لرؤوس الأموال الشمال إفريقية في دول الاتحاد الأوربي. لذا التوازن معناه أن تكون العلاقات المالية والاقتصادية فيما ذات ربح مشترك، وألا يستمر هذا الربح فقط لصالح من يمتلك رؤوس الأموال، والحال أن من يمتلكها اليوم هي الشركات الأوربية.

سؤالـ ماذا يغري الدول الأوربية في شمال إفريقيا؟ ما هي المشاريع التي يمكن أن تثير اهتمام الأوربيين، ويمكن أن يقع فيها التعامل المشترك؟
المهدي لحلو: ـ إن بناء علاقات متوازنة ممكنة لأن هناك تكاملا كبيرا ما بين الاقتصادات الأوربية والوضع الذي توجد عليه الاقتصادات في شمال إفريقيا، أوربا تحتاج إلى الغاز والبترول المتواجد في الجزائر وليبيا ومصر وحتى تونس و لو بنسبة أقل.. الفلاحة في أوربا تحتاج الآن إلى الرفع من إنتاجيتها، على اعتبار الأزمة الغذائية العالمية، وللمغرب موارد كبيرة من مادة الفوسفات التي تساهم في إغناء الأرض من أجل الرفع من مردودها.. وكذلك الحال في مجال الطاقة، وما يقع اليوم في اليابان يؤكد على ذلك، لا محيد اليوم عن طاقات جديدة ومتجددة ستسمح مستقبلا العدول عن استعمال الطاقة النووية، وفي دول شمال إفريقيا هناك طاقة جديدة ومتجددة ونقية، وهي الطاقة الشمسية، وقد بدأ الاستثمار في هذا القطاع على الخصوص في المغرب منذ أواخر سنة 2009.
إلى جانب هذا  يظهر أن هناك قطاعا يجب أن يبدأ فيه بناء متوازن مابين دول الاتحاد الإفريقي وشمال إفريقيا، وهو قطاع الماء  - كجزء من المجال البيئي - إلا أن البناء في قطاع الماء يجب، بالنسبة إلينا نحن قوى اليسار والقوى التقدمية في المغرب ودول أخرى في شمال إفريقيا، أن يكون على أساس اعتبار أن الماء ليس سلعة يمكن تبادلها في السوق، بل هو ملك مشترك، وهذا الملك المشترك هو لكل المجتمعات الموجودة على ضفتي البحر البيض المتوسط. من هنا يجب أن تستغل وتستعمل الموارد والإمكانيات المائية الموجودة بين الدول الأوربية ودول شمال إفريقيا في إطار يسمح فعلا بتلبية حاجيات السكان الأساسية انطلاقا من المبدأ السالف الذكر وهو الملكية العامة للماء..
إلى جانب كل هذا هناك قطاعات ستسمح بتبادل إيجابي ومؤثر في المستقبل، هذا التبادل سيكون مرتبطا بقطاعات التعليم والبحث العلمي، نظرا لأنه توجد في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط طاقات شابة كثيرة، لها إمكانيات مرتفعة في الإنتاج وفي التعليم وفي البحث، وما ينقصنا هو تواجد بنية مؤسساتية وكذلك هيئات جامعية كافية للبحث العملي، تسمح فعلا باستغلال هذه الطاقات الشابة التي ستكون مستقبلا في خدمة علاقات متجددة وجديدة بين دول أوربا وشمال إفريقيا.
كما تجب الإشارة هنا إلى عنصر أساسي حاليا ومستقبلا  وهو الديموغرافية. فالمجتمعات شاخت بشكل عام في أوربا ، وأصبحت مكونة من فئات عمرية يقل فيها الشباب.
والحال أن مستقبل الشعوب رهين بأعداد  طاقات الخلق لدى شبابها، ودول شمال إفريقيا فيها شباب، ما ينقصه هو إمكانية التكوين والبحث وتوسيع التبادل على المستوى الإقليمي والعالمي لاستخراج كل مواهبه واستغلالها بشكل يخدم مستقبلا تنمية العلاقات بين دولنا.
كما أن هناك مجالا آخر يشكل بدون شك مجالا من أجل التكامل بين ضفتي المتوسط ألا وهو القطاع الفلاحي، أو ما نسميه قطاع الاقتصاد الأخضر. فإنتاج الفلاحة الأوربية يجد له سوقا واسعة في شمال إفريقيا وهذه المنطقة لها منافذ في الأسواق الأوروبية وبالتالي هناك فرص واسعة لتبادل التجارب والخبرات إلى جانب تبادل المنتوجات الفلاحية في أسواق الطرفين.
في القطاع الفلاحي هناك مجال ممكن للتعاون فيه، قد نسميه تعاونا ثلاثيا بين شمال إفريقيا وأوربا ودول الاتحاد الإفريقي لإخراج العديد من الدول الإفريقية جنوب الصحراء من الأزمة الغذائية والأزمة الاقتصادية الشاملة التي تعرفها، بحيث أن دول المغرب العربي يمكن أن تساهم بمواردها البشرية وكذلك بتجربتها، أما الدول الأوربية فستساهم بمواردها المالية وكذلك بخبرتها في العديد من المجالات، وهاتين المجموعتين ستساهمان مع دول كالنيجر أو مالي أو السنغال أو بوركينافاسو… في بناء اقتصادات هذه المناطق وهيكلة قطاعاتها المنتجة بشكل يسمح كذلك بالتقليص بكيفية هيكلية من المد الهجروي المتصاعد، والذي تخافه اليوم أوربا بشكل كبير.
هذه باختصار القطاعات الكبرى الممكن التعامل فيها ما بين دول شمال إفريقيا ودول الاتحاد الأوربي. وكلها مجالات استراتيجية ستخدم لا محالة مستقبل المجموعتين وتساهم في بناء تكاملها.

سؤال: ـ لنتحدث عن الإطار، بعدما فشل "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي كانت فرنسا أكثر حماسة له، هل يمكن أن يكون هناك إطار بديل؟ علما أن ألمانيا كانت هي المتوجسة أكثر من ذلك، ولا ترغب في أن يكون هناك امتداد لفرنسا وحدها، ثم في نفس الإطار، ألا ترى بأن تواجد إسرائيل بعدوانيتها في المنطقة تشوش على كل تعاون بين الضفتين؟
المهدي لحلو: ـ بالفعل، الحديث عن إطار جديد في العلاقات ما بين دول الاتحاد الأوربي ودول شمال إفريقيا، انطلاقا من القطاعات التي تم الحديث عنها، يجرنا إلى أخذ العبرة مما وقع حول ما يتعلق بمسلسل برشلونة، وكذلك أخذ العبرة على الخصوص بما يتعلق بالمسلسل الذي اقترحه الرئيس الفرنسي، وهو مسلسل "الاتحاد من أجل المتوسط".
هذان المسلسلان تم إفشالهما وفشلهما لاعتبارين أساسيين، الأول هو أنه لا يمكن أن يكون هناك بناء متكامل مابين مجموعتين غير متجانستين، خصوصا على المستوى السياسي، بحيث أن أوربا هي مجموعة تعتبر بشكل عام ديمقراطية ومبنية على مبدأ الديمقراطية والسيادة للشعوب، في حين أن دول شمال إفريقيا، كانت حتى الآن مبنية على غياب الديمقراطية وعلى نظم ديكتاتورية أو شبه ديكتاتورية. والعائق الثاني هي عدوانية إسرائيل، خصوصا منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، هذه العدوانية تأكدت مع الحرب التي خاضتها الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة سنة 2009،  وهذه الحرب هي التي أدت في آخر المطاف إلى التوقف النهائي "للاتحاد من أجل المتوسط".
الآن المقترح الذي يمكن أن يذكر في هذا المجال هو أن هناك إمكانية بناء نظام جديد في العلاقات ما بين دول الاتحاد الأوربي ودول شمال إفريقيا، على اعتبار أن هذه الدول أصبحت شبه ديمقراطية، في انتظار بقية التغيرات التي قد تحدث في كل دول شمال إفريقيا، وأعتقد أن المغرب قد يتغير سريعا، وكذلك بقية الدول الشمال إفريقية… وهذا ما سيسمح ببناء مجموعة شبه متجانسة، قد تخلق اتحادا أو منظومة جديدة ستجمع الدول الأوربية ودول شمال إفريقيا، من المغرب إلى مصر، في إطار قد يكون"المنظومة الأوروشمال إفريقيا "، وهي المنظومة التي ستسمح لا محالة بالبناء الديمقراطي الجديد، سيمكن من التوصل إلى تنفيذ المشاريع الكبرى المرتبطة بالقطاعات التي تم الحديث عنها في هذا الحوار المقتضب.   
 ــــــــــــــــ 
نشر ب:

"العنف ضد المرأة بين التشريع وإكراهات الواقع"


"العنف ضد المرأة بين التشريع وإكراهات الواقع"

    إنه عنوان العرض الذي اقترحته مليكة الكرزفي ندوة بمقر الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان يوم الأحد 27 مارس 2011، وقد تطرقتفيه لعدة قضايا تهم الأسرة والمرأة وعلاقة ذلك بالقانون، سواء من حيث التطبيق أو النقص الحاصل فيه..
 
ذة. نضيرة رفيق الدين وذة. مليكة الكرز
إعداد: نضيرة رفيق الدين

   استهلت عضوة المكتب المحلي للجمعيةالمغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، عرضها بطرح التساؤل التالي:
ـ لماذا 8 مارس؟ وبذلك تطرقت إلى الولادة الأولى لهذه الحركة النظامية النسائية، التي تعتمد الإضراب والاحتجاج كوسيلة للضغط من أجل استرجاع الحقوق، وأوضحت أن يوم 8 مارس ليس يوما احتفاليا، ولكنه يوم احتجاجي للمطالبة بالحقوق وبالكرامة وبالحرية. ثم تساءلت بعد ذلك عما حققت المرأة المغربيةفي ظل ما جاءت به مدونة الأسرة، وقانون الجنسية، وهل هذه القوانين فعلا منصفة فيحق المرأة؟ 
   كما تساءلت عن الذي لم يتحقق بعد، مشيرة على قانون الإطار والذي من خلاله ستحقق المرأة مجموعة من القوانين، سواء على المستوى المدني والاقتصادي والسياسي.
  انتقلت بعد ذلك الرفيقة على إبراز الحيف والعنف الذي طال وضع المرأة المغربية، ويحول دون تحقيق كرامتها فيما يتعلق بمدونة الأسرة. واعتبرت أن العنف والحيف يمكن أن تلامسه من خلال العناصر التالية: 

Iـ أفعال العنف القانوني:
 تتضرر النساء من القانون بشكل يلحق بهن الأذى ويعسف بحقوقهن وبمصالحهن، وترجع أنواع العنف إلى:
 1ـ عنف مرتبط بتطبيق القانون.
  2ـ عنف مرتبط بالفراغ القانوني.
  3ـ عنف مرتبط مباشرة بقانون الأسرة.
  كإثبات النسب وثبوت الزوجية ومشاكل النفقة، والإجراءات القانونية الخاصة بالأمهات العازبات، والضغط على المرأة لإجراء الصلح، الطلاق عن طريق الهجر، طلاق الشاق، إثبات النسب فيمرحلة الخطوبة، التعويض عن الطلاق، الاغتصابفي بيت الزوجية…
 
II ـ أفعال العنف المرتبطة بالحيف القانوني:
  ـ صعوبة تسجيل أطفال الأمهات العازبات فيسجل الحالة المدنية.
 ـ تعدد الزوجات.
 ـ المتابعة بالفساد في حالة وضع شكايةبالشريك.
 ـ اقتسام الممتلكات إثر الطلاق وبعد سنوات عشرة طويلة.
 ـ اعتماد أداء اليمين.
  ـ زواج القاصرات الذي بقى بيد القاضي دون تحديد سن أدنى.
  ـ حرمان الأم العازبة من حق إعطاء اسم من اختيارها لأولادها.  
  ـ إسقاط حضانة الأم في حالة زواجها ثانية.
  ـ الولاية الشرعية على الأطفال.

III ـ أفعال العنف المرتبطة بالفراغ القانوني:
   ـ إصدار أحكام قيمة على الأمهات العازبات.
   ـ غياب حماية المرأة المعنفة عند رجوعها إلى بيت الزوجية بتدخل من النيابة العامة.
   وعلى المستوى القانوني الجنائي لا وجود لنصوص تحمي المرأة أثناء تعرضها للاغتصاب والإجهاض، كما طالبت بحذف "زواج المجنون أو المعتوه" من مدونة الأسرة، لأنه يمس بكرامة المرأة بشكل سافر على حد تعبيرها. 

السبت، 2 أبريل 2011

ساكنة دار الضمانة تطالب بإسقاط الفساد معطلو إقليم وزان غاضبون العدالة والتنمية يطالب بحل المجلس البلدي


بريد وزان: 
ساكنة دار الضمانة تطالب بإسقاط الفساد
معطلو إقليم وزان غاضبون 
 العدالة والتنمية يطالب بحل المجلس البلدي
 
زنقة من وزان
وزان: محمد حمضي 
ساكنة دار الضمانة تطالب بإسقاط الفساد

لم يكن يوم الأربعاء 30 مارس بمدينة وزان عاديا كما يتصوره البعض، بل جاء مفندا لمن اعتقد بأنه قد أحكم القبضة على الروح النضالية لهذه المدينة، التي كانت دائما على موعد مع التاريخ، شبابها، وشيوخها، ونساؤها، وأطفالها، تعافت أنوفهم  وعادت لتستنشق نسيم الأمل في المستقبل، بعد أن لوثت شرذمة من المفسدين فضاءها النقي… مفسدون ارتفعت حناجر أزيد من ألف مواطن مطالبة بمحاكمتهم، ومرددة بصوت واحد "الشعب بوزان يريد إسقاط الفساد".
   ما كادت الساعة السادسة والنصف تدق، حتى غصت ساحة 3 مارس التي خربتها معاول المجلس البلدي منذ أكثر من سنة، بالمآت من المواطنين والمواطنات من مختلف الأجيال والشرائح، ملبين نداء القوى التقدمية واليسارية والفعاليات الديمقراطية بالمدينة، الملتئمة في المجلس المحلي لدعم حركة 20 فبراير، من أجل التعبير المسؤول عن الموقف الوطني النبيل، لتجاوز مرحلة الاحتقان السياسي، وذلك بإقرار دستور ديمقراطي يحجز لبلادنا مقعدا أبديا بين الكبار بنادي الديمقراطية.
  زلزال الفساد الذي ضرب المدينة لم يغب عن رجال ونساء الوقفة النضالية، فترجمته شعارات من قبيل "وزان عمالة والحالة هي هي" ، و"ها المستشفى الإقليمي، أين هو الضمير المهني" و "أطفال وزان يريدون حدائق عمومية وفضاءات اللعب"… لافتة واحدة لخصت معاناة ومطالب الساكنة؛ "الشعب يريد إصلاح وزان".
   وكما كانت الانطلاقة تنم عن نضج عال، وبعد استماع الحضور لبيان مجلس دعم حركة 20 فبراير، وتوصله كذلك بنسخ منه، تفرق الجميع تحت الزغاريد والتصفيقات، التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن عمق وزان تقدمي ويساري.
    يذكر بأن العشرات من مواطني وزان، سبق أن شاركوا في مسيرة 20 مارس بمدينة الرباط، كما أن القوى التقدمية واليسارية بالمدينة، ومواكبة منها لهذا الزخم النضالي تستعد لتنويع حضورها في هذه المرحلة التاريخية، وذلك بتنظيم ندوات حول المسألة الدستورية، والآليات السياسة المصاحبة لبناء الثقة، وفتح ملفات الفساد الخطيرة التي أتت على الأخضر واليابس بالمدينة.

**************************
معطلو إقليم وزان غاضبون 

  عندما دقت الساعة معلنة منتصف النهار، سارع العشرات من الشباب المعطل القادم من منطقة زومي، للتجمهر أمام باب العمالة في وقفة احتجاجية، ليست هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، مرددين شعارات تطالب بحقهم في الشغل الحافظ للكرامة، منددين بسياسة التسويف والتماطل والهروب إلى الأمام، كما جاء في بيانهم الذي سجلوا فيه كذلك مدى زيف خطابات المسؤولين على المستوى الإقليمي، واللجنة البرلمانية وتماطل هذه الجهات في تنفيذ الوعود واعتماد أسلوب المراوغة. وناشدوا في الأخير كل الهيآت المناضلة للمزيد من مساندتهم حتى تحقيق مطلبهم الذي يضمنه لهم الدستور.
   يذكر بأن فرع زومي لجمعية المعطلين سبق له أن دشن مسلسله النضالي بمسيرة شعبية بتاريخ 7 فبراير، وباعتصام مفتوح بباب العمالة يوم 17 فبراير، لم يتم رفعه إلا بعد جلسة حوارية، يبدو أن ما تم الاتفاق عليه لم يتم تفعيله.
   أما في المساء، فقد انضم معطلو مدينة وزان إلى الوقفة الجماهيرية  الحاشدة التي دعا لها المجلس المحلي لدعم مطالب حركة 20 فبراير التي احتضنتها ساحة 3 مارس الواقعة أمام باب العمالة. وبعد الشعارات الغاضبة التي رددتها حناجر المواطنين والمواطنات دعما ومساندة لمعطلي وزان في معاركهم النضالية، وزع المعطلون بيانا تحدثوا فيه عن مختلف الجلسات الحوارية التي جمعت جمعيتهم بعامل الإقليم، ورئيس المجلس البلدي لوزان، أفضت في مجملها إلى الاستجابة لجملة من مطالبهم، توزعت بين التوظيف (16 منصب شغل)، والامتيازات(10رخص النقل المزدوج)، لكن يقول البيان بنبرة تشي بالتذمر والاندهاش " بعد مرور حوالي شهر ونصف على عملية الالتحاق تفاجئ الجمعية الوطنية بدعوة السيد العامل للمجموعة للالتحاق بالعمالة لاستخلاص أجرتهم  من المندوبية الإقليمية للانعاش الوطني" !
   الجمعية رفضت بشكل حاسم أي محاولة لاستدراج أعضائها إلى فخ العمل تحت مظلة الإنعاش الوطني، وأعلنت تمسكها بتفاصيل الاتفاق الذي جمعها بالسلطة الإقليمية ورئيس المجلس البلدي .

*************************  
العدالة والتنمية يطالب بحل المجلس البلدي
 دعت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بوزان، في بلاغ أصدرته عقب اجتماعها بتاريخ 25 مارس 2001 ، إلى "حل المجلس البلدي، وإجراء انتخابات محلية مبكرة لفتح المجال أمام نخب شابة قادرة على العطاء"
   وبعد أن سجل البلاغ "حالة الشلل الذي تعيشه المدينة على مستوى التسيير الجماعي الناتج عن سوء التسيير، واستغلال المال العام في الأمور الشخصية، والتحالفات المشبوهة"، طالب بإطلاع الساكنة على تقارير لجان التفتيش التي حلت بالمدينة و"تقديم المتورطين في نهب المال العام وسوء التدبير للمحاكمة"، ودعا السلطات المحلية والإقليمية ومندوبية الصناعة التقليدية ب"التعجيل بتسليم محلات قرية الصناعة التقليدية النموذجية لأصحابها وفق المحضر الموقع في أبريل 2009.
  وختمت الكتابة المحلية بلاغها بعد" تثمينها للحراك الشعبي الشبابي الذي أبان عن حيوية الشعب ويقظته ووعيه بالمشاكل الحقيقية التي يرزح تحتها المغرب"،  بتوجيه دعوة لساكنة وزان المناضلة من أجل "الانخراط في جميع الأشكال النضالية والاحتجاجية الواعية والمسؤولة والتي يمكن أن تدفع بهذا الوضع المتأزم إلى الحل". 

الخميس، 31 مارس 2011

احتفاء بيوم الأرض الفلسطيني "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان تنظم وقفة تضامنية


احتفاء بيوم الأرض الفلسطيني  
"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان تنظم وقفة تضامنية
 
في زمن قريب كان لا يمر أي حدث أو ذكرى تتعلق بفلسطيني إلا وتقام له الحفلات والندوات والمعارض.. لكن ذلك بدأ يخفت مع الوقت، رغم أن قلوب غالبية المغاربة مع القضية الفلسطينية، لكن شباب "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان أبوا إلا أن يحيوا طقسا جميلا لكن بأسلوب آخر، وهو الاحتفاء بيوم الأرض بساحة عمامة، أمام الناس وهم يروحون أو يؤوبون، منهم من ينظم، ومنهم من يستطلع ثم يغادر… كأنهم بذلك يعيدوننا إلى شريط الأحداث، إلى اغتصاب فلسطين منذ 1948، والتخطيط لذلك في عتمات وأقبية قبل ذلك بكثير، من مؤتمر بازل  بسويسرا  سنة 1897م. إلى وعد بلفور الإنجليزي سنة 1917م… مرورا بأحداث 1967 وضم أطراف أخرى، إلى نتائج "مفاوضات" أوسلو بالنرويج التي أدت إلى حصار "المقاطعة" واغتيال ياسر عرفات ومحاصرة غزة والتنكيل اليومي بالفلسطينيين…
لقد تجمع فتية 20 فبراير شبابا وشابات مساء الأربعاء 30 مارس بساحة غزة (أمام العمالة)، ليربطوا الحاضر والمستقبل بماض كئيب في المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج، منطقة يراد لها أن تعيش خارج السياق التاريخي والحضاري، يراد لها أن تبقى بعيدة عن المد الديمقراطي الذي أرسى قواعده في جل بقاع العالم إلا في هذه المنطقة التي تسعى بها الأنظمة الحاكمة لتستأثر بكل الشيء، بالسطلة وعائداتها المختلفة، وبدون محاسبة أو مراقبة، لكن ثورات الشباب تعالج الآن هذه الإشكالية بترياق خاص بكل رقعة شطرنجية.. لقد كانت خسارة فلسطين وتجدر الاستعمار في المنطقة والتخلف الفكري الذي عمها، وكل ما وقع من تخلف وانغلاق كان سببا في ردة حضارية ترجع لقرون، ولم تستطع هذه المنطقة الغنية بثرواتها بعد النهوض من سبات طائل منذ زمن طويل، لهذا ارتبط النضال مع فلسطين بذهنية وروح خاصة لدى عدد من المناضلين كهيئات تقدمية أو مثقفين بدواتهم الفردية الفاعلة.. ارتبط ذلك لديهم بالكرامة والديمقراطية داخل بقعهم الشطرنجية (أوطانهم)، لم يكن النضال من أجل فلسطين ترفا فكريا أو موضة زائفة، بل محاولة انعتاق من تحت عباءة أنظمة استكانت للغرب وللامبريالية وللاستعمار المباشر وغير المباشر، "دول" فرطت في التضامن بين الشعوب المستضعفة، وأهملت التنمية الحقيقية والتأسيس للديمقراطية، ومن هذه "الدول" من تحالف علنية أو سرا مع الغاصبين والقتلة حفاظا على مصالح ضيقة، أهم ما يخشاه المستبدون هو المطالبة بالديمقرايطة.. جاء الشباب في الرقع الممتدة من الخليج إلى المحيط ومعهم فئات مناضلة في فترة حرجة من التاريخ، فترة تتطلب نزوعا ذاتيا خاصا نحو الديمقراطية والتداول على السلطة بشكل ديمقراطي وسلمي، في هذا الظرف خرجت إلى الوجود "حركة 20 فبراير" بوعيها المتقدم القائم على الربط بين ما هو قطري ضيق وبين ما هو حقوقي وكوني عادل كالقضية الفلسطينية، حيث ترك شعب فلسطين تتقاذفه المصالح والأهواء خدمة لهذا النظام أو ذاك، أو لهذه المصلحة الضيقة في السلطة وفي المنافع الاقتصادية الرخيصة من قبل "دول" وهئيات وشركات وأفراد، وارتبطت "الحركة" كذلك بمبدأ التحكيم للشعب عبر آليات الديمقراطية وليس عبر الولاءات… إنها "حركة" نحو الأمل…
 في هذه الفترة كذلك تتعالى أصوات من داخل فلسطين المقسمة  تنادي بالتوحد والتوحيد ونبذ الحزازات والخلافات غير المبررة. وهذه "الحركة" بدورها  في حاجة إلى دعم وتشجيع، لما فيه من مصلحة حقيقية  للفلسطينيين كافة.
 فتحية لشباب حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان وبالمغرب ولكل الحركات مثيلاتها في الرقعة الممتدة من المحيط إلى الخليج…
عساه بذلك ينبلج صبح جديد طال انتظاره.
    

الثلاثاء، 29 مارس 2011

شـــــــــــاعــــــــــــر


شـــــــــــاعــــــــــــر
 
  مــحمــد رحـــو

يترجم الأحزان
و الفرح النزر!
يلملم من قواميس القهر
أحرف البرهان!
يضطرم بحرائق السوق
والحلم الطفلي المشنوق
 وأشلاء الوردة!
يغمغم في الشارع وحده
كأنه يكلم أحد الأصدقاء!
يلتحم بتخوم الوفاء
بندب مدينة منسية بين الأنقاض!
يصطدم بشاعر يتنفس الكذب الفسيح
وشاعر يرابط في رمز كسيح
يحترم العاشق الفصيح
ويحتقر كل المقنعين بالبياض!
يتهم الحضور في ساح الضباب
و الحضور في ساح الغياب
يقتحم الحقول/الحرام
يحرض البركان على الأصنام
يستسلم في حضرة الفكرة المبدعة
يدوس رأس الفكرة/الضفدعة
يتكوم حول نفسه أحيانا
يبدو كما لو أنه يتوسل الأمانا
..ويبتسم لسيدة تحرس بذرة الماء
تهذي باسم الوطن المنسي

ـــــــــــــــــــــــــــــ
من فيحاء الدار البيضاء العامرة يمدنا الشاعر الأستاذ محمد رحو بروائعه الشعرية، نحييه كثيرا.

احتقان بالمدرسة العمومية بوزان


 وزان:
احتقان بالمدرسة العمومية بوزان
وزان: محمد حمضي 
 احتشد صباح يوم الاثنين 28 مارس أعضاء المكاتب الإقليمية والمحلية لثلاث نقابات تعليمية ذات التمثيلية، في وقفة احتجاجية بمقر نيابة وزارة التربية الوطنية الواقع بحي العدير، رددت خلالها شعارات تطالب ب" تصحيح الإختلالات التي طالت تدبير الشأن التربوي الإقليمي". وتدعو النائب الإقليمي إلى"تحمل مسؤولياته كاملة في التدبير الإداري والتربوي للشأن التعليمي بالإقليم".
   الوقفة الاحتجاجية  التي دعت لها تنسيقية النقابات التعليمية الثلاث (الجامعة الوطنية للتعليم، الجامعة الحرة للتعليم، الجامعة الوطنية لموظفي للتعليم) سبقها اجتماع للمكاتب الإقليمية لهذه النقابات، وقفت فيه على جملة من القضايا التي تشغل بال الشغيلة التعليمية على المستوى الإقليمي، وهي القضايا والانشغالات التي حملها بيانها المشترك الموزع على نطاق واسع.
   وجاء هذا المسلسل النضالي التصعيدي الذي سيتوج بإضراب إقليمي يوم الخميس 21 أبريل 2011 حسب ذات البيان، للمطالبة بالاستجابة  الفورية للدفتر المطلبي الذي حددت التنسيقية النقابية نقطه فيما يلي:
  - رفضها الإقرار في المنصب للمنتقلين في إطار عملية سد الخصاص وإعادة الانتشار.. وذلك حفاظا على مبدأ تكافئ الفرص بين نساء ورجال التعليم بالإقليم.
   - مطالبتها بإلغاء جميع التكليفات والتنقيلات التي تمت خارج اللجنة المشتركة، وتكليفات العمل بالنيابة التي تمت خارج المذكرة النيابية رقم1 .
  - استنكارها الشديد التضييق على ممارسة حق الإضراب (المدمجون فوج 2005 والدكاترة).
  - تنديدها القوي باستغلال المسؤولية الإدارية في ممارسة الاستقطاب النقابي داخل النيابة.
   - مطالبتها بفتح تحقيق عاجل في التستر على العديد من الحالات التي استفادت وتستفيد من عطل طويلة الأمد تحت مبرر الفائض، في الوقت الذي تعاني فيه العديد من المؤسسات من الخصاص والاكتظاظ.
  -المطالبة باعتماد منهجية شفافة لعمل اللجنة المشتركة تفعيلا لمبدأ إشراك النقابات التعليمية في التدبير الإداري والتربوي والمالي للشأن التعليمي بالإقليم.

دعوة للإضراب في قطاع التعليم يومي 29 و30 مارس

دعوة للإضراب في قطاع التعليم يومي 29 و30 مارس 


"احتجاجا على القمع الشرس الذي تعرض لھ الأساتذة المحتجون كان أخطرھا وآخرھا ما تعرض لھ المجازون في تظاھرتھم السلمیة یوم السبت 26 مارس 2011 بالرباط"
 
صورة من مواقع الكترونية للأستاذ عبد السلام الابيض من سلا وقد تعرض للضرب في الرباط من طرف الأمن، حالته حسب مصدر مقرب حرجة.  
دعت إلى إضراب مجموعة من النقابات العاملة في قطاع "التربية الوطنية"، منها المنظمة الدیمقراطیة للتعلیم، الجامعة الوطنیة لموظفي التعلیم، الھیئة الوطنیة للتعلیم، النقابة المستقلة للتعلیم الابتدائي، الفدرالیة الدیمقراطیة للتعلیم..وذلك حسب بيان صادر عن نفس النقابات يحمل تاريخ 27 مارس 2011 توصلت به مدونة سيدي سليمان، حيث ورد فيه أن التوقف عن العمل جاء:" 
احتجاجا على القمع الشرس الذي تعرض لھ الأساتذة المحتجون كان أخطرھا وآخرھا ما تعرض لھ المجازون في تظاھرتھم السلمیة یوم السبت 26 مارس 2011 بالرباط" ويضيف نفس البيان:"
نظرا للمستجدات التي یعرفھا قطاع التعلیم كان أخطرھا وآخرھا ما تعرض لھ إخواننا الأساتذة المجازون من قمع شرس أدى إلى إصابات بلیغة في صفوفھم وھم یمارسون حقھم الدستوري في الاحتجاج السلمي دفاعا عن مطالبھم العادلة وحقوقھم المشروعة، وانسجاما مع ھویتنا الكفاحیة والتضامنیة مع كل الملفات المطلبیة للشغیلة التعلیمیة نقرر نحن النقابات التعلیمیة الخمس(…) خوض إضراب وطني احتجاجيوتضامني یومي الثلاثاء والأربعاء 29 و 30 مارس 2011
للتعبیر عن :
1ـ احتجاجنا الشدید وإدانتنا لما تعرض لھ معتصم الدكاترة العاملین بقطاع التعلیم المدرسي، والمستر، وحاملي الشھادات العلیا، المدمجین، والمجازین وھم یناضلون بشكل حضاري وسلمي من أجل مطالبھم المشروعة بالرباط من ھجوم وحشي على أیدي القوات القمعیة في انتھاك جسیم للحق في الاحتجاج كحق من حقوق الإنسان، ودوس لكرامة الأسرة التعلیمیة.
2ـ تحمیلنا مسؤولیة ما حدث لوزارة التربیة الوطنیة والسلطات الأمنیة بالرباط.
3ـ  مطالبتنا بمتابعة ومحاسبة ومعاقبة كل الأجھزة المسؤولة والمتورطة في ھذا القمع .
4ـ مطالبتنا السلطات العلیا بالبلاد بتشكیل لجنة تقصي الحقائق محایدة ومستقلة للتحقیق في النازلة وللضرب بید من حدید على كل المتعطشین إلى توتیر الأجواء و الرجوع ببلدنا إلى الماضي السحیق.
5ـ  دعوتنا من جدید لإسقاط الحكومة والوزارة نظرا لعجزھما التام وعدم قدرتھما على تنفیذ التزاماتھما اتجاه الملف المطلبي للأسرة التعلیمیة.
6ـ  رفضنا المطلق لفرض سیاسة وشعار:" المغرب لنا لا لغیرنا " التي یؤمن بھا المسؤول الأول عن الحكومة.
7ـ استعدادنا المطلق لخوض كل الأشكال النضالیة والتضامنیة مع إخواننا المجازین والدكاترة وحملة الشھادات العلیا وكل والمتضررین بقطاع التعلیم من سیاسة الإقصاء والظلم وأكل حقوق الناس بالباطل.
8ـ تأكیدنا على احترام الحقوق والحریات النقابیة وعلى رأسھا الحق في التظاھر والاحتجاج والاعتصام والقطع مع سیاسة الإقصاء والتھمیش والحكرة واحترام التعددیة.
ويختم البيان بالتنصيص على " أن النقابات التعلیمیة الخمس تحمل الدولة كامل المسؤولیة فیما یعرفھ قطاع التعلیم من توترات، والوضع مفتوح على كل الاحتمالات إن لم یتم الإسراع بالاستجابة الفوریة لكل مطالب الأسرة التعلیمیة" حسب البيان دائما.

الأحد، 27 مارس 2011

المعطلون حملة الشواهد مسيرات ووقفات من أجل الشغل


المعطلون حملة الشواهد
مسيرات ووقفات من أجل الشغل
 
  مسيرة "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين"   
احتجاجات مختلفة تعرفها سيدي سليمان هذه الأيام، من ذلك وقفات ومسيرات ينظمها المعطلون حملة الشواهد، سواء من قبل "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين" أو من طرف " المجموعة المحلية لحاملي الشهادات المعطلين بسيدي سليمان"… القاسم المشترك هو المطالبة بالشغل.  
صباح الأحد نظمت"الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين" مسيرة جهوية شارك فيها ما يفوق 500 معطلة ومعطل منخرطين في سبعة فروع هي سيدي سليمان، القنيطرة، سيدي يحيى، سيدي قاسم، التازي ـ عامر، حد كورت، دار الكداري، وقد جابوا بعض شوارع المدينة، بحيث تدخل هذه الاحتجاجات حسب تصريح بوعزة الخلقي عضو سكرتارية جهة الغرب ضمن تنفيذ قرارات مجلس جهوي عقد في سيدي يحيى في التاسع من مارس الحالي، من "أجل تفعيل الوعود المقدمة من قبل المسؤولين على المستوى المحلي والجهوي"، وقد تقرر عن نفس اللقاء الجهوي  كذلك انخراط فروع الجهة في نضالات "حركة 20 فبراير" كما ذكر المتحدث، وستخلد فروع الجهة ذكرى "يوم الأرض" في 30 مارس في القنيطرة بمقر "الاتحاد المغربي للشغل"، وأضاف أن الجمعية تتهيأ "للمعركة الوطنية التي ستكون بالرباط، وهي معركة مفتوحة وممركزة بالرباط ابتداء من 4 أبريل" القادم وفق إفادة بوعزة الخلقي، وقد أجاب عن سؤال حول دواعي الاحتجاج برغبة المعطلين حملة الشواهد في "فتح حوار مع والي الجهة للاستجابة إلى المذكرة المطلبية الجهوية"، و"الإدماج في الوظيفة العمومية"، والتعويض عن البطالة، ومنح رخص النقل والمحلات التجارية، وهو يرى بأن استفادة معطلي الجهة من إمكانيات التشغيل هي الأضعف في المغرب حسب وجهة نظره، رغم توفر الجهة والجماعات بها على مناصب شاغرة تحتاج لتفعيل وتطبيق الوعود المقدمة للفروع حسب قوله.  
حضور معطلين ومعطلات من الجهة للاحتجاج ومن أجل مطلب الشغل
ذكر للمدونة مسؤولون من "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين" أن الجهات المعنية رفضت استعمالهم لقاعة دار الشباب أو قاعة الخزانة البلدية لأنشطة هذا اليوم الاحتجاجي، وطلبت منهم نفس الجهات تقدم هيئة أخرى  بطلب استعمال القاعتين عوض جمعيتهم!! وهو ما رفضوه، لهذا لم يبق أمامهم غير الشوارع كما قال أحد الأعضاء.  
من جانبها نظمت " المجموعة المحلية لحاملي الشهادات المعطلين بسيدي سليمان" أمس السبت 26 مارس مسيرة احتجاجية من أمام مقر الدرك إلى مقر العمالة، ومسيرة مماثلة يوم السبت 19 مارس من ملتقى شارعي محمد الخامس والحسن الثاني إلى العمالة، ونظمت وقفة أمام العمالة يوم الأربعاء 16 مارس، ووقفة ثانية يوم الأربعاء 23 مارس أمام البلدية، ومن المرتقب أن تنظم نفس المجموعة وقفة ثالثة بنفس المكان يوم الأربعاء 30 مارس، ومسيرة يوم السبت 2 أبريل انطلاقا من "المارشي القديم" (السوق البلدي) إلى العمالة.
وسرد للمدونة عزيز عز الدين عضو "المجموعة المحلية لحاملي الشهادات المعطلين بسيدي سليمان" جملة مطالب حددها في التوظيف المباشر لجميع المعطلين، إخراج المدرسة التعليمية الخصوصية التي وعدت بها السلطات الإقليمية والمجلس الإقليمي إلى حيز الوجود، وتحديد توقيت ذلك، والإدماج المباشر حسب إفادته طبعا، ومنح رخص النقل وتمويل المشاريع الخاصة بالمعطلين دون دفع فوائد على ذلك كما ذكر. وأضاف بقوله:"جاء هذا البرنامج نتيجة حوار نضالي مع المجلس البلدي والعمالة، وقد سجلنا تماطلا من الطرفين تجاه مطالبنا"، وختم بالقول "رغم ذلك فنحن مستعدون لكل حوار جدي ومسؤول يلبي رغبات وحاجيات المعطلين".
ــــــــــــــــــــــــــــ 
المدونة: للمزيد يرجى زيارة التصنيف الخاص بالمعطلين على الجانب الأيمن.