الجمعة، 29 يونيو 2007

الشراكة للنهوض بالتربية على حقوق الإنسان والمواطنة وتنشيط الحياةالمدرسية.


الشراكة للنهوض بالتربية على حقوق الإنسان والمواطنة وتنشيط الحياةالمدرسية.  
            حصيلة يوم تكويني حول التربية على حقوق الإنسان ببلقصيري.
  جمعية" النجم الأحمر" ببلقصيري بتعاون مع جمعية حقوق الناس، ونيابة وزارة التربية الوطنية بإقليم سيدي قاسم، وعضو من المشرفين على برنامج تدريس حقوق الإنسان والمواطنة من وزارة التربية الوطنية.
          شهدت بلدية مشرع بلقصيري طيلة السبت14 أبريل 2007 يوما تكوينيا في التربية علىحقوق الإنسان والمواطنة، لفائدة أساتذة التعليمالابتدائي، من تنظيم جمعية "النجم الأحمر للتربيةوالثقافة والتنمية الاجتماعية"، بمشاركة مركزحقوق الناس، ونيابة وزارة التربية الوطنيةبسيدي قاسم، وممثل عن اللجنة المركزيةلحقوق الإنسان والمواطنةقطاع التربيةالوطنية-. تميزت الأنشطة بتقديم ثلاث عروض،واختتمت بورشتين، وذلك ضمن فعاليات "مهرجان أعراس المدرسة الثانيالذي يشملمواعيد محددة تمتد على ثلاثة أشهر، أعدتهالجمعية المحلية المذكورة تحت شعار"الشراكةفي خدمة الارتقاء بجودة التربية"، من مواده كذلكمسابقات ثقافية وفنية ورياضية بين عدد منالمؤسسات التعليمية، وعروض نظريةوورشات     
    بعد تقديم ذ. بنعيسى الشايب رئيس جمعية"النجم الأحمر" لمحاور اليوم التكويني وللمشاركين، أخذ الكلمة ذ. جامل الدين راشدي نائب وزارة التربية الوطنية في إقليم سيدي قاسم، حيث حاول أن يؤطر للموضوع قائلا:"هذا النشاط له طبيعة تكوينية، ويدخل في إطار أعراس المدرسة بالشراكة مع الأكاديمية والجمعية والنيابة" مذكرا بالسياق الحقوقي العام الذي يعرفه المغرب، ودور المدرسة في التفاعل مع محيطها، وما يتطلبه ذلك من التكوين المستمر للمدرس، حتى "لا تبقى هناك سلوكات وممارسات تتناقض مع الطموحات، وما تهدف إليه التربية والكتب والبرامج"، مضيفا أنه لا فائدة من كل ذلك إذا لم يكن الفاعل التربوي غير منخرط"، متوجها بكلامه إلى الأساتذة الحاضرين قائلا:"ستساعدوننا على تكوين آخرين وتأطيرهم داخل مؤسساتكم"، منهيا تدخله بطرح مجموعة من التساؤلات حول إدماج ثقافة حقوق الإنسان بالمدرسة وبعض العوائق التي تعترض ذلك.
           عن مركز حقوق الناس – الجمعية المشاركة في اليوم التكويني- تطرق ذ. جمال العمري رئيس الشبكة الجهوية لجهة الغرب الشراردة بني احسن إلى التعريف بالجمعية التي يمثلها، مستعرضا بعض منجزاتها وشراكاتها وما تصبو إليه من أهداف.   
             أطر من مركز حقوق الناس تساهم بعرضين وتنشط ورشتين.
     واكب اليوم التكويني أطر متطوعة من مركز حقوق الناس، المتواجد مقرها الرئيسي بفاس، فألقت ذة. فتيحة عبد الله عضو هيئة حقوق الناس، عرضا حول التربية على حقوق الإنسان؛ الأسس، المباديء، الأهداف. انطلقت في عرضها من إعطاء تعريف للتربية بصفة عامة،  والتربية على حقوق الإنسان بصفة خاصة، متوقفة على مفاهيم الحقوق والمساواة والتسامح… مرورا بديداكتيك ومناهج التدريس الخاصة بالموضوع. أما العرض الثاني فتكلفت به ذة. أمينة مجذوب عضو نفس الهيئة الحقوقية، إذ تطرقت إلى الطرق والوسائل الكفيلة بتدريس حقوق الإنسان، متطرقة إلى تقنيات التدريس، مركزة على ضرورة دراسة الفئات المستهدفة، وتحديد انتظاراتها، ولغة التخاطب المناسبة معها… قدم للعرضين وأدار النقاش ذ. محمد حوحو.
     لتخصص فترة الزوال لورشتين حول موضوع:" معيقات التربية على حقوق الإنسان"، من تنشيط وتأطير أطر مركز حقوق الناس. للإشارة فقد حضر ممثلان عن كل مؤسسة تعليمية ابتدائية من بلقصيري ودائرتها، وتكلفت نيابة وزارة التربية الوطنية بتوفير وجبة الغداء،  
                      التربية على حقوق الإنسان والمواطنة
                    ذ. سامر أبو القاسم يعرض للمنطلقات والتوجهات 
  بصفته عضو اللجنة المركزية لحقوق الإنسان والمواطنة، التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، فقد تناول ذ. سامر أبو القاسم في بداية اليوم التكويني الذي شهدته مدينة بلقصير( أنظر العدد السابق) التوجهات الرسمية في الموضوع، حيث انطلق من اعتبار أولوية التنشئة على قيم المواطنة، وتنمية عدد من القدرات والكفايات، لاستيعاب وتمثل ثقافة الحق والواجب معا، وهو ما يدخل ضمن صيرورة إصلاح منظومة التربية والتكوين، داخل إطار المشروع المجتمعي الهادف إلى إرساء الحداثة والديموقراطية حسب قوله، اعتمادا في المجال التربوي على آلية تواجد امتدادات للجنة حقوق الإنسان والمواطنة في كافة إدارات الوزارة، والأكاديميات الستة عشر، كما تسهر اللجنة على تنسيق كافة المقررات والبرامج المقدمة داخل المؤسسات التعليمية، وتنقيتها وتلقيحها مع ما يتلاءم وثقافة حقوق الإنسان والمواطنة، وتكوين المدرسين وأطر الإدارة التربوية، مضيفا أن الوزارة تتوفر على أطر مؤهلة تعنى بتنشيط الحياة المدرسية، في مسعى لتوفير الشروط المناسبة للتربية والتنشئة الاجتماعية المتسمة بالحميمية والإنسانية داخل فضاء المؤسسة التعليمية، حتى يحصل التلميذ على منتوج تربوي جيد حسب ما ذكر، من ذلك تكوين الأندية التربوية داخل المؤسسات التعليمية وتعدد اهتماماتها، خلق مجالس التدبير، العمل ضمن مشروع المؤسسة، اعتماد شراكات مع جمعيات وطنية وجهوية، "وقد وصلنا إلى برامج متقدمة في ذلك- يضيف-، حيث وضعنا مثلا بالاشتراك مع جمعية ترانسبارونسي المغرب المساطير الخاصة بعقد الصفقات لإنجاز الكتب المدرسية"، واعتماد الشفافية في إسناد المسؤوليات داخل قطاع التربية، ولنا عُدّة بيداغوجية مهمة، يقصد بها الدلائل الموضوعاتية، من عناوينها المساواة، حقوق الطفل، الخ. وأضاف أن مباديء حقوق الإنسان والمواطنة أصبحت مدمجة داخل المواد والمقررات الدراسية، وأعطى لذلك مثلا بالرياضيات التي قد لا تعتبر حاملة للقيم حسب قوله، حيث تم الانتباه على أن من تطرح عليه الأسئلة دائما ذكرا وليس الجنسين معا، مشيرا إلى إنشاء مرصد وطني للقيم الناظمة للممارسة التربوية… "وذلك حتى يقع الارتكاز على أرضية قيمية واحدة متوازنة مستمدة من قيم ومباديء حقوق الإنسان" حسب رأيه، باعتماد أسلوب التعاقد الذي كانت ركيزته الأساسية الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وما تم أجرأته بعد ذلك في الكتاب الأبيض والبرامج والكتب المدرسية، والتربية على المواطنة…
        لكن تعترض تلك الإجراءات بعض العوائق، وقد تحدث المحاضر ضمنيا عن جزء منها حين رهن التطبيق بتواجد التواصل بين هياكل الوزارة، ومدى استعداد الأطراف المعنية من مدرسين وإدارة تربوية وشركاء، ومستوى الحماس والكفاءة في التطبيق، «والمقاومات التي لا يمكن أن نتصور عدم وجودها"، وصعوبات تهم المستهدَف قائلا:"نحن بصدد الحديث عن بناء تركيب لعملية جد معقدة تنتج العقل، وتراهن على المدى المتوسط والبعيد"، وذلك في إجابته عن تساؤلات المتدخلين بعد تقديم كل العروض، وأضاف أنهم في قطاع التربية والتعليم، يستحضرون توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وأن ذلك له علاقة ب"الخطة الوطنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان" المعلن عنها بشكل مشترك بين الوزارة الأولى والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. لكن أغلب مداخلات الحاضرين كان لها رأي مخالف، حيث وقف بعضها على أشكال من التناقضات القائمة ما بين الواقع وما يتم الحديث عنه.          
      مستوى الشراكات مع الجمعيات والجماعات المحلية بإقليم سيدي قاسم؟
    نائب وزارة التربية الوطنية على إقليم سيدي قاسم واكب وشارك في الأشغال طيلة اليوم، مما حذا ب"اليسار الموحد" إلى إجراء مقابلة قصيرة معه حول الشراكات. 
   س: ما هو مستوى التعاون الذي تقيمونه مع جمعيات المجتمع المدني والجماعات المحلية؟
   جعلاقاتنا مع الجمعيات تدخل في سياق أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وفي سياق دعم انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها، لنا شراكات مع عدد كبير من الجمعيات، سواء في مجال محاربة الأمية، والتربية غير النظامية، وفي التعليم الأولي. نحن نوفر لهم المقرات داخل المؤسسات التعليمية، كما أن بعضها استفاد من التجهيزات والتكوين، خاصة بالنسبة للمشتغلة في التعليم الأولي. لكننا نحتاج إلى دعم الجماعات المحلية، خاصة في الوسط القروي، حيث تبقى مساهمات الجماعات المحلية محتشمة، والكثير منها لا تفي بما التزمت به، خاصة لدعم التعليم الأولي…
س: هل هناك جمعيات تساهم بالبنايات والتجهيز؟
ج: ليس هناك جمعيات تساهم على مستوى التأهيل المادي للمؤسسات، إلا بعض الشراكات مع جمعيات أجنبية، التي ساهمت في تأهيل قاعات متعددة الوسائط، وتجهيزها بحواسيب، وتوفير النقل المدرسي، نموذج قدماء تلاميذ مدرسة عبد الواحد المراكشي بالجماعة القروية الشبانات، وجمعية "المنار" بالخنيشات، وأخيرا تجربة تأهيل مادي لثلاث حجرات بمدرسة الزاوية بسيدي قاسم، وتجهيزها بالعتاد التعليمي، إضافة إلى تجهيز قاعة لقسم مدمج لفائدة الأطفال دوي الحاجات الخاصة بمدرسة القدس بسيدي قاسم، وذلك في إطار شراكة بين النيابة الإقليمية وجمعية"
الفرنسية،  بتعاون مع جمعية الآباء، وجمعية "اقرأ"   "Ambulance sans frontières   للأطفال دوي الاحتياجات الخاصة بمدينة سيدي قاسم.
      على مستوى تنشيط الحياة المدرسية، وفي إطار شراكة بين النيابة بسيدي قاسم، جهة الغرب الشراردة بني احسن، وبين جمعية "النجم الأحمر للتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية"، ببلقصيري يتم حاليا تدبير تظاهرة "مهرجان أعراس المدرسة في دورتها الثانية"
س: هل من استفادة في إطار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"؟     
 جاستفادت النيابة في إطار المشاريع المبرمجة من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عمليات دعم التأهيل المادي للمؤسسات التعليمية وخاصة بالعالم القروي، مثل عملية تسييج المؤسسات التعليمية، بناء المرافق الصحية والمطاعم المدرسية، بناء قاعات متعددة الوسائط، تجهيز مكتبات مدرسية، وذلك في إطار برنامج محاربة الفقر.
س: تحدث مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في أحد المنتديات المقامة مؤخرا عن الشروع في تزويد المؤسسات التعليمية بالحواسيب. إلى أين وصلت العملية؟ 
 جالآن تزود المدارس والإعداديات والثانويات، وهي تتوصل حاليا بالعتاد الخاص بتكنولوجية الاتصال، في أفق تعميم هذا المشروع على ثلاث سنوات.
      س: هل ستستفيد مدارس العالم القروي، وحتى التي ليس بها كهرباء؟
 جلا، بالنسبة للمؤسسات التي لم تربط بعد بالكهرباء، لن تستفيد حاليا، لكن عملنا على ربط الاتصال بالمكتب الوطني للكهرباء، في أفق ربط هذه المؤسسات بالكهرباء. 
             " النجم الأحمر" من جمعية رياضية إلى جمعية تنموية.
  تأسست الجمعية في أكتوبر 1991، انتقلت من الاهتمام بكرة القدم إلى المجال الثقافي، لتوسع بعد ذلك مجال اهتمامها، ليترادف اسمها"النجم الأحمر" بالتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية، استجابة لحاجة مدينة بلقصيري لذلك، حسب ما أكده ل"اليسار الموحد" رئيسها ذ. بنعيسى الشايب، وقد سرد عددا من منجزات جمعيته، كعملية ختان أطفال تحت إشراف طاقم طبي من مستشفى الأطفال التابع لابن سينا بالرباط، تقديم بعض الإفطارات الجماعية على شرف نزلاء الطالب في رمضان، زيارة نزلاء المستشفى المحلي، وتقديم بعض الهدايا البسيطة للمواليد الجدد، كما أن للجمعية حضور بارز على مستوى التنشيط الثقافي بالمدينة، وهي مقبلة في 27 من شهر أبريل الجاري على تنظيم الملتقى الوطني الرابع للقصة القصيرة خلال ثلاثة أيام، كما برمجت تنفيذ 4 ندوات حول السياسة وعلاقتها بعدة مجالات، وقد أنجزت الندوة الأولى في 9 مارس المنصرم، تحت عنوان" الدين والسياسة" بحضور ذ. سامر أبو القاسم، وذ. سعيد الكحل، بالإضافة إلى أعراس المدرسة في سنتها الثانية، وتأطير أنشطة للشباب والطفولة بعدد من فضاءات المدينة كدار الشباب والمؤسسات التعليمية.
    وعن سؤال عن العوائق، ذكر محدثنا أن جمعيته تعرف مشاكل مادية، ولم تتلق أي دعم أو مساندة من المجلس البلدي، وقد كان الرد سلبيا من أجل دعم ملتقى القصة القصيرة، واعتبر ما روج له المجلس البلدي حول دعم الجمعيات مجرد مزايدات حسب قوله، منهيا حديثه بالدعوة إلى توفير البنية التحتية لممارسة أنشطة ثقافية وتربوية ورياضية، للطفولة والشباب، ولكافة الجمعيات النشيطة بالمدينة، وأكبر دليل على الإهمال يضيف متحسرا، هو إهمال الملعب البلدي الذي أصبح بدون سور ولا حارس.  
                           مصطفى لمودن 
 نشر أغلبها بجريدة " اليسار الموحد" عدد: 182 بتاريخ:12 أبريل 2007
                  اترك تعليقا أو رأيا