‏إظهار الرسائل ذات التسميات تربية وتعليم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تربية وتعليم. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

حاجة التعليم بالعالم القروي إلى إصلاح حقيقي..

حاجة التعليم بالعالم القروي إلى إصلاح حقيقي..



لأول مرة في تاريخ المغرب الحديث يتم ذكر مدرسي ومدرسات العالم القروي (خطاب الملك لعشرين غشت 2014)
ـ فعلا، فلما شرع في توسيع نطاق التعليم الابتدائي منذ بداية ثمانيات القرن الماضي، كانت أول بناية حكومية تنبتت في القرية هي "المدرسة".. لكن أية مدرسة؟
ـ وكان أول موظف حكومي يصل إلى القرى هو المدرس (ة)، لكن كيف؟ 
ـ المدرسة عبارة عن حجرات من البناء المفكك، من المفترض أن يعمر كل قسم لعشر سنوات، كان الأمر للطورائ المستعجلة، بعد ثلاثين سنة، ماتزال نفس الحجرات واقفة، لكن في حالة يرثى لها. 
ـ أرسل المعلم (ة) إلى القرية، بل ألقي به في الفراغ، بدون أي شيء كالسكن أو الماء أو الكهرباء، وضع هامشا في عالم مهمش.. وبقي يتسول عيشه من سكان القرى، ولا من مد له مساعدة من إدارات الدولة، وهناك من سلخ عمرا في هذه الظروف المأساوية (كما وقع لي).. 
ـ هناك من مازال إلى الآن يعيش مدرسا مقهورا في العالم القروي، أو يضطر للتنقل اليومي في ظروف قاهرة بين عمله وبين أقرب تجمع حضري (او شبه حضري)..
ـ حان الوقت لرد الاعتبار لمدارس ومدرسي العالم القروي؛ عبر حذف كل حجرات البناء المفكك الخطيرة على الصحة (L'amiante)، ووضع مدارس تليق بكرامة التلاميذ والمدرسين، وتستجيب لحد أدنى من مواصفات التدريس.. 
ـ رد الاعتبار للمدرسين عبر منحهم التعويض الذي ظلوا ينتظرونه لسنوات طوال..

الاثنين، 24 يونيو 2013

جريدة "مدرسة الوطن" تنشر قصة للمشرف على المدونة مصطفى لمودن

جريدة "مدرسة الوطن" تنشر قصة للمشرف على المدونة مصطفى لمودن 
صدر العدد الأول من جريدة "مدرسة الوطن" في العشرين من يونيو 2013 من الرباط، يتحمل رئاسة تحريرها الأستاذ لحسن اللحية وهو باحث في شؤون التربية وأستاذ بمركز التوجيه والتخطيط التربوي"، أما مديرها المسؤول فهو عبد الله لطفي، والجريدة من حجم تابلوايد، وجاء في الافتتاحية التي كتبها ذ. اللحية حديث عن دواعي الإصدار ك"المساهمة في بناء مستقبل الوطن"،  وما يشبه التعاقد مع القراء وتوضيح الخط التحريري للجريدة حيث التركيز على الوطن (وليس الأمة) واعتماد العقلانية والتنوير. 
 وتميز العدد بنشر قصة قصيرة (مطولة) على صفحتين كاملتين لمصطفى لمودن، تحت عنوان "شاي وبرودة وحرقة".. وتوزعت بقية المواضيع على قضايا تهم التربية والتعليم.. 
 ما يلاحظ على العدد الأول هو نشره دراسات مجزأة، يتبع باقيها لاحقا، وهو ما لا يناسب جريدة سيارة.. 
أتمنى التوفيق لهذا المولود الإعلامي الذي سيسد نقصا كبيرا في مجال تخصصه.. 

الأحد، 21 أبريل 2013

المدرسة الجماعاتية بين الحاجة والعوائق


المدرسة الجماعاتية بين الحاجة والعوائق
تدشين مدرسة جماعاتية بجماعة أزغار بإقليم سيدي سليمان

 مصطفى لمودن 
أمام أزمة المدرسة القروية وما تعرفه من مشاكل متعددة كما هي عليه الآن، يرى البعض أن المدرسة الجماعاتية يمكن أن تكون بديلا، وهي "مجمع" مدرسي يضم أقساما كثيرة وبقية المرافق ومطعم وكذلك أماكن للمبيت ومكتبة وسكنيات..الخ، فيها يمكن العمل مع المدرس المتخصص في مادة معينة.. ويتم التعامل مع التلاميذ بأسلوبين، هناك من يقضي فيها أسبوعا ليرجع بعد ذلك إلى أسرته في نهاية الأسبوع.. والفئة الثانية توفر لها وسيلة نقل جماعي عبرها تعود كل مساء إلى المنازل، في هذه الحالة من الضروري تواجد المسلك الطرقي ووسيلة النقل المناسبة (حافلة)..  تعرض المدرسة الجماعاتية على المستوى الرسمي كبديل يحل بعض المعيقات، منها تشتت الوحدات المدرسية في البوادي، الهدر المدرسي، تعدد المستويات التي يدرسها مدرس (ة) واحد بسبب قلة التلاميذ أحيانا، الاقتصاد بالنسبة لتوظيف الأساتذة لأن عددهم بالمدرسة الجماعاتية سيكون أقل..
         لكن يجب ألا نغفل عن بعض سلبياتها؛ أهمها حجز التلاميذ الصغار في المدرسة التي تصبح عندهم بمثابة سجن، يسعون باستمرار إلى التخلص منه، المشكلة الأخرى هو إبعاد هؤلاء الأطفال عن حضن الأسرة وهم في سن صغيرة مما يسبب لهم مشاكل عاطفية ونفسية صعبة تتراكم مع الوقت وقد لا تظهر نتائجها السلبية إلا فيما كترسيخ الحرمان النفسي وظهور العنف كرد فعل عن الحرمان العاطفي، فأول مدرسة للطفل هي أسرته، وحين إبعاده عن هذه  المدرسة (الأسرة) التي لا تلقن المعلومات والقيم فقط، بل تبني المنظومة النفسية للطفل، ضمن الأسرة يجد الطفل الاستقرار والاحتضان.. فلا يمكن أن نعيد تجارب بعض الدول التي أبعدت الأطفال عن أسرهم لتنشئتهم وفق "مفهموم" محدد، وكانت النتائج كارثية كما وقع ببعض الدول مثل روسيا التي تبنت في بعض المراحل سياسة عزل الأبناء عن أسرهم.. 
 هذا هو أهم عائق لنجاح المدرسة الجماعاتية، وعليه من الأفضل إرجاع الأطفال إلى منازلهم وأسرهم، فالطفل في المرحلة الابتدائية يكون في حاجة لأسرته وأمه، ليبدو أن "المدرسة الجماعاتية" ليست كلها نجاح وحل و"ثورة" كما جاء على لسان النقابية فاطنة أفيد الكاتبة العامة للنقابة الديمقراطية للتعليم في برنامج "مواطن اليوم" بقناة ميدي 1 الفضائية ليلة الخميس 18 أبريل.. حيث أن نخبا تريد حل مشاكل المدرسة في القرى بخلق مشكل آخر أعوص. هذا بالإضافة إلى عوائق أخرى وهي غياب مساهمة بعض المتدخلين الآخرين كالجماعات المحلية وتوفير السيولة المالية الكافية لمثل هذا المشروع الذي يتطلب نفقات يومية، رغم أن الاستثمار في التعليم هو الأهم لأنه يهم المستقبل وبناء الإنسان... وغالبا للسبب المالي ما زال عدد المدارس الجماعاتية قليلا.. والأساسي في كل هذا النقاش هو عدم المزيد في إهمال بقية مدارس العالم القروي..

الثلاثاء، 5 مارس 2013

المعلم حمار الطاحونة كما يراد له!


المعلم حمار الطاحونة كما يراد له!
 
مصطفى لمودن
بحكم مهنة التدريس التي أزاولها منذ زمن بعيد، وبفعل التعاطي النقدي مع موضوع التربية والتعليم، ومع كل الكتابات التي ساهمت بها في الموضوع، تراكمت المعطيات وظهر أن الكثير من الإشكالات التي تعترض التعليم طابعها بشري وأساسا مفتعل أو ناتج عن سوء تدبير وتقدير، فكيف ذلك؟ وما دور المدرس فيما يسمى "الفشل" الوطني في المنظومة التربوية الذي يكاد يتفق عليه الجميع؟
  بداية لا بد من التعريف ب"حمار الطاحونة"، إنه "بطل مغوار"، مسؤول بعضلاته على طحن الزيتون أو استخراج الماء من عمق بئر أو نهر.. على الحمار أن يدور لتدور طاحونة حجرية تعصر الزيتون، أو لتدور "ناعورة" خشبية تغرف الماء وتفرغه في ساقية معلقة توصل الماء إلى الحقول.. كل ذلك يتم بدوران الحمار، وإذا توقف يقف كل شيء.. لكن في نفس القوت ليس من الضروري أن يظل "مراقب" بجانب الحمار يستحثه على الدوران، لهذا يلجؤون إلى حيلة تجعل الحمار يدور حتى ولو لم يبق زيتون في الطاحونة أو ماء في البئر، يكفي أن يضعوا غشاء على عينيه حتى لا يرى ما يدور حوله، ويأمرونه بالحركة مع ضربات متتالية، ثم يعقبها صمت، وضربات أخرى.. وهكذا يبقى الحمار يدور حتى ولو بقي وحده..
  ونقصد بالمعلم (ة) المدرس المشتغل بالتعليم الابتدائي ـ مثلي تماما ـ ، كثيرون لا يعرفون ما يجري بالتعليم الابتدائي، قد يقرؤون هنا وهناك أو يسمعون عن "أزمة التعليم"، وقد يجدون من يتحدث عن البيداغوجيات وعن الكتاب المدرسي وعن الإضرابات.. الخ. وقليلا ما يكون المعلم (ة) هو  صاحب الكلمة أو القلم في هذا الخضم المتلاطم.. وإن تحدث فسيطلعون على حقائق يجهلها الكثيرون على واقع التعليم الابتدائي، حيث المشاكل تتراكم يوما بعد آخر، ويكون الضحية هم التلاميذ والمستقبل..  فما علاقة المعلم بذلك؟
 إن المعلم هو المنفذ لكل الإجراءات التي تهم التعليم، وحده من يبقى مع التلاميذ مباشرة وطيلة الوقت لينقل لهم المعارف والمهارات والقيم المنتظرة..  لكن لماذا هناك إشارة إلى تشبيه المعلم ب"حمار الطاحونة"؟
 هناك من يريد أن يتعامل مع المعلم ك"حمار الطاحونة" المشار إليه أعلاه، يريده أن يظل يدور ولو على الفراغ دون أن يكون لذلك أية فائدة على التدريس، مادام الآخرون يتنصلون من مهامهم، في التكوين ومد المدرسة/ المعلم بالوسائل التعليمية وتوفير الظروف المناسبة والفضاءات الصالحة للتدريس.. بل أكثر من ذلك وهو إغراقه في أشغال كثيرة مرهقة له وللتلاميذ، ويستحيل أن يتم تدريس كل المواد الدراسية المقررة وفق استعمال الزمن الموجود، فكيف ذلك؟
  لنعطي مثلا بمعلم المستويات الرابعة والخامسة والسادسة لأنها متقاربة..
  دون الحديث عما ينتظر معلم المستوى الأول والثاني، فذلك تعب آخر ومجال مختلف يمكن الحديث عنه لاحقا.. أما المستوى الثالث فهو حلقة وسيطة لها معطياتها الخاصة لكنها لا تخرج كثيرا عن السياق التعليمي بالابتدائي عموما.
  ولنترك الحديث عن ظروف معلم الفرنسية لذوي التخصص، فهم القادرون على تشريح الوضع.
   حتى نتملس الطريق لنتطلع على المواد التي يدرسها المعلم في المستويات التي أشرت إليها (4←6)، فمطلوب من معلم اللغة العربية أن يدرس القرآن والعقيدة والعبادات والآداب الإسلامية والحديث النبوي، هذا في مجال التربية الإسلامية. وفي وحدة اللغة، عليه تدريس القراءة بأشكالها المختلفة وهي الوظيفية والمسترسلة والشعرية والسماعية، ثم التراكيب، والصرف والتحويل، والإنشاء، والإملاء.. (والأساليب).. وفي دروس التفتح عليه تعليم التلاميذ النشاط العلمي والتربية التشكيلية، ومع الاجتماعيات عليه التطرق إلى التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة، ولا نسى في الأخير التربية البدنية.. هذا كله بشكل مزدوج، أي كل حصة مضروبة في اثنين، فإما أن يرافق المعلم فصلين من مستوى واحد إذا كانت المؤسسة كبيرة وبها تلاميذ كثر، وهو نادر جدا.. أو أن يتناوب على مستويين متتاليين مثل الخامس والسادس، علما أن المحتوى يختلف من مستوى إلى آخر في نفس المواد المدرسة.
  كل هذه الدروس توزع على مدى أسبوع، وبعضها يقدم بشكل تناوبي على فترات ليست متباعدة كثيرا كحال القراءة السماعية.. لكن ما المشكل في كل هذا؟
  ما سأتطرق إليه الآن هو ما لا يعرفه الكثيرون وما  يفضل آخرون تجاهله في إطار "كم حاجة قضيناها بتركها"؛ إنه عامل الزمن، تخصص لكل مادة ثلاثين دقيقة كمعدل أو خمسة وأربعين دقيقة في حدها الأقصى، وبنية أغلب المواد أثناء حصة الدرس تشمل التمهيد والعرض ودراسة الظواهر والخروج بالقواعد وإجراء تقويمات شفوية ثم كتابية على الدفاتر وبعد ذلك تصحيحها جماعيا وفرديا.. هذا بالنسبة لدروس اللغة مثلا.. ولكل مادة مراحل يجب إنجازها تنتهي بكتابة ملخص كما هو الحال مع الاجتماعيات.. الخ.. ما يعني أن الوقت لا يكفي لكل المواد المقررة في نفس اليوم، إذا أراد المعلم تقديمها وفق "المنهجية" المقترحة (المفروضة)، فكيف "يحل الإشكال"؟
  الجميع من المسؤولين عن "التربية الوطنية" يعرفون ذلك، ولا أحد يريد إثارته والحديث عن عواقبه، ويتضح أن واضعي المقررات والبرامج فئات متنافرة لا تنسيق بينهم ولا بعد نظر ولا إلماما بما يحدث في حجرة الدرس..
على المعلم أن يترك "أثرا" عما قدمه من دروس، ويكون هذا "الأثر/ الدليل"، هو التمارين أو الملخصات أو ما أنجزه التلاميذ.. وهنا كل يتدبر أمره بطريقته.. وعلى المغاربة أن يتخيلوا ما يقع.. والنتيجة هي هذا المستوى المتدني في التحصيل الدراسي، ومظاهره مختلفة منه عدم تمكن فئة عريضة من التلاميذ من كفايات لغوية نطقا وكتابة..
   المشكل الآخر الذي يجب ألا  نمر عليه، وهو ما يرهق المعلم ويدفعه إلى حافة الجنون، هو أنه مطالب بإعادة استنساخ محتويات تلك القوائم الطويلة والصفحات التي لا تنتهي من "المراجع المقررة"، وقد أشرنا إليها أعلاه، أي كل تلك المواد، فتجار "الكتب المدرسية"، قد تعمدوا تطويلها، وتحميلها كل ملاحظاتهم الكبيرة  منها والصغيرة، وتوجيهاتهم التي يحشونها بين ثنايا كل درس يقدمونه بل ويظلون يكررونها.. والأغرب أن يـطالب بعض المفتشين بتوفر المعلم لما يسمى جذاذات الدروس بخط يده، أي ما يستنسخ من تلك المراجع.. وهو ما يتطلب الساعات الطوال وأكواما من الأوراق..  وأحيانا يقول مفتش للمعلم علي أن أجد عندك في كل زيارة جميع الجذاذات من تاريخ زيارتي هاته..
 بالإضافة إلى كل ما سردنا، فالمعلم مطالب بإعادة قراءة كل ما يكتبه التلاميذ من ملخصات وتمارين وإنشاء.. ليصححها حرفا حرفا وجملة جملة.. (زنكة، زنكة !)
 أليس هذا أكثر من "حمار الطاحونة" الذي يعصر الزيت؟ إنهم يريدون من المعلم أن يكون فعلا كذلك، لا يريدونه مبدعا مثقفا مساهما في حل معضلات التعليم من خارج مقترحاتهم البئيسة، يريدونه أسيرا لتوجهاتهم وأمراضهم وتسلطهم.. وهم غير قادرين على حل معضلات التعليم، من ذلك توفر المعلم المتخصص في وحدات دراسية معينة، توفير الوسائل التعليمية وتحسين فضاءات المدارس الابتدائية، إلغاء مطالبة المعلم باستنساخ الجذاذات، تبسيط المقررات واختصارها، وإجراء تقييم موضوعي لمستوى التلاميذ في بداية السنة الدراسية وفي نهايتها، ويسمح للمعلم بحرية التصرف وفق الطريقة التي يراها مناسبة للتلاميذ حسب شروط الزمان والمكان، وعلى ضوء ذلك ينال المدرس الاستحقاق الذي يناسبه..
 إن تعليمنا المغربي ينحو تجاه الفشل الدريع، بسبب تكالب عقليات انتهازية متسلطة لا تعرف شيء عن نماء المعارف والقدرات ولا تنمية الروح النقدية لدى أبناء المغرب ولا التعاون مع المعلم للنهوض الفعلي بالتعليم فعلا وحقيقة. 
-----------------
نشر في  موقع الحوار المتمدن 
نشر بموقع لكم 

السبت، 2 فبراير 2013

أوهام النهوض بالتعليم في ظل سيادة بعض العقليات المتحجرة

 أوهام النهوض بالتعليم في ظل سيادة بعض العقليات المتحجرة
مصطفى لمودن
مما يزيد في تأزيم التعليم بالمغرب على المستوى الابتدائي بعض الممارسات غير المنطقية من ذلك؛ إجبار الأساتذة من طرف بعض المفتشين والمديرين على استنساخ ما يسمى جذاذات الدروس (التحاضير) من المراجع المعتمدة، عوض مد المدرس (ة)بها، وهي أصلا متوفرة في المرجع، وعوض أن يطلب منه أن يكوّن ذاته ويبدع ويتفاعل مع المستجدات والمحيط، يدفع دفعا إلى سهر الليالي لإعادة كتابة ما هو مكتوب وبين يديه، وقد يقضي من أجل ذلك أربع ساعات أو أكثر (لمن ينجز ذلك طبعا)، أي ما يعني التوجه السريع نحو الحمق والجنون، وهو ما يحدث باستمرار للمدرسين بالمغرب، رغم أن الأسباب قد تختلف في غياب دراسات ميدانية.. الأساسي هو تكوين المدرس (ة) بشكل جيد قبل تخرجه وأثناء عمله، وجعله خبيرا بعمله، مطلعا بكل صغيرة كبيرة، تقنيا وبيداغوجيا..
في الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم توضع أمام المدرس (ة) دروس جاهزة ومراجع مختلفة، وبإشكال متعددة، سواء كمحصلة إلكترونية أو ورقية، وعليه تحويل المعارف والمهارات إلى شيء قابل للهضم بشكل تربوي وبيداغوجي من طرف التلاميذ، فالمدرس (ة) يعتمد خبرته، وما يهم في هذه الحالة هو تحقيق الأغراض والأهداف والكفايات المطلوبة، أي المردودية والمستوى الجيد والقدرة على الخلق والإبداع والنقد البناء من طرف التلاميذ..
طبعا لا يمكن أن يأتي المدرس (ة) إلى القسم خاوي الوفاض، لكن اقترحنا شرط الخبرة والعلم أولا، وهذا من مسؤولية من اختار المدرس (ة) وكوّنه لهذه المهمة، ومن عليه ضمان التكوين المستمر، بما في ذلك المدرس (ة) نفسه، لكن في حالة المغرب لا يمكنه ذلك، نظرا للإرهاق الذي يدفع إليه ويوضع فيه، وهو يعمل ثلاثين ساعة في الأسبوع بالمدرسة، ناهيكعن بقية الأشغال الأخرى خارج المدرسة من تصحيح التمارين والاختبارات التي أصبحت تجرى في كل المواد أربع مرات في السنة..
إن إعادة كتابة بعض الأمور التقنية مثل كيفية تعليم الأطفال حرفا معينا أو حرفين في مجال اللغة، مما يتطلب أربع صفحات كبيرة يعتبر استهزاء بكل المدرسين واحتقارا لهم.. هناك عمل تقني وبيداغوجي يتطلب الحضور الذهني والجسدي للمدرس (ة) والتعامل مع الطوارئ والمستحدثات داخل الفصل (أو خارجه)، ولا يمكن لورقة مسطرة منذ عقد أو يزيد أن تلم بذلك وتوجه الأستاذ (ة) وعليه العمل بمقتضاها دائما، هذا دون أن نتحدث عن المضمون الفارغ للمقررات التي لا تتماشى ومتطلبات الإنسان في الوقت الحاضر وعن الأخطاء اللغوية والمنهجية.. لكن هناك مواد تتطلب ثقافة وتحضيرا جيدا مثل "النشاط العلمي" والاجتماعيات خاصة المستوى الرابع والخامس والسادس، لكن ليس على المدرس (ة) أن يقضي سواد ليله في استنساخ تلك المقررات الطويلة والتي يكاد يتفق المدرسون في الابتدائي على الضعف التي ينتابها (تقارير المجالس التربوية الدورية بالمؤسسات التعليمية.)، ويجمع غالبية المغاربة على "أزمة المدرسة" وحصول "عجز" في اكتساب التعلمات لدى التلاميذ..
من الحلول التي يلجأ إليها البعض حتى يبقى المفتش والمدير "على خاطرهم"، اقتناء الجذاذات من مدرسين آخرين، نسخها وطبعها من مواقع الكترونية (نفس ما في الكتب/المراجع)، هناك من يكتري معطلا/معطلة لاستنساخ المراجع بخط اليد، لأن الكثير من المفتشين يريدونها بخط اليد وليس مرقونة في حاسوب أو مطبوعة على أوراق!! وعليه هناك من يكتفي في القسم (الفصل - الحجرة) بكتابة هذه الجذاذات ولا يقدم شيء للتلاميذ سوى كتابة الملخصات وبعض التمارين، ومبرره أنه "يعمل" وهو على هذه الطريقة ..
والمذكرات الرسمية صارمة في أمر إلزامية التوفر على هذه الجذاذات، وقد يحدث أن لا يترقى المدرس (ة) أو يحصل على نقطة سلبية تؤثر على مساره المهني وقد يعرض على المجلس التأديبي.. ورغم ذلك فالتعليم يعرف الكثير من المشاكل خاصة على مستوى المردودية..
يجب إيقاف هذه المهازل، وإجراء تقويم للتلاميذ في كل دخول مدرسي، ومحاسبة المدرس (ة) بعد ذلك حول ما تم إنجازه، أي كيف أصبح التلاميذ بعد فترة زمنية من حضورهم إلى المؤسسة التعليمية، وعدم التركيز على الشكليات التي تحدث التذمر لدى المدرسين، ومراقبة تفاعل التلاميذ ومشاركتهم والاطلاع على الدفاتر والكراسات... إن تعليمنا في المغرب يسير إلى هاوية سحيقة بممارسات لا معنى لها.. كأن يقول للمدرس (ة) مفتش أو مدير "شوف آسيدي، وجد ليا غير الوراق والباقي لا يهم"...

 


الأربعاء، 9 يناير 2013

أوهام النهوض بالتعليم في ظل سيادة بعض العقليات المتحجرة


 أوهام النهوض بالتعليم في ظل سيادة بعض العقليات المتحجرة 
مصطفى لمودن
مما يزيد في تأزيم التعليم بالمغرب على المستوى الابتدائي بعض الممارسات غير المنطقية من ذلك: 
ـ إجبار الأساتذة من طرف بعض المفتشين والمديرين على استنساخ ما يسمى جذاذات الدروس (التحاضير) من المراجع المعتمدة، عوض مد المدرس (ة)بها، وهي أصلا متوفرة في المرجع، وعوض أن يطلب منه أن يكوّن ذاته ويبدع ويتفاعل مع المستجدات والمحيط، يدفع دفعا إلى سهر الليالي لإعادة كتابة ما هو مكتوب وبين يديه، وقد يقضي من أجل ذلك أربع ساعات أو أكثر (لمن ينجز ذلك طبعا)، أي ما يعني التوجه السريع نحو الحمق، وهو ما يحدث باستمرار للمدرسين بالمغرب، رغم أن الأسباب قد تختلف في غياب دراسات ميدانية.. الأساسي هو تكوين المدرس (ة) بشكل جيد قبل تخرجه وأثناء عمله، وجعله خبيرا بعمله، مطلعا بكل صغيرة كبيرة، تقنيا وبيداغوجيا..
في الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم توضع أمام المدرس (ة) دروس جاهزة ومراجع مختلفة، وبإشكال متعددة، سواء كمحصلة إلكترونية أو ورقية، وعليه تحويل المعارف والمهارات إلى شيء قابل للهضم بشكل تربوي وبيداغوجي من طرف التلاميذ، فالمدرس يعتمد خبرته، وما يهم في هذه الحالة هو تحقيق الأغراض والأهداف والكفايات المطلوبة، أي المستوى الجيد والقدرة على الخلق والإبداع والنقد البناء من طرف التلاميذ..
طبعا لا يمكن أن يأتي المدرس (ة) إلى القسم خاوي الوفاض، لكن اقترحنا شرط الخبرة والعلم أولا، وهذا من مسؤولية من اختار المدرس (ة) وكوّنه لهذه المهمة، ومن عليه ضمان التكوين المستمر، بما في ذلك المدرس (ة) نفسه، لكن في حالة المغرب لا يمكنه ذلك، نظرا للإرهاق الذي يدفع إليه ويوضع فيه، وهو يعمل ثلاثين ساعة في الأسبوع بالمدرسة. 
إن إعادة كتابة بعض الأمور التقنية مثل كيفية تعليم الأطفال حرفا معينا أو حرفين في مجال اللغة، مما يتطلب أربع صفحات كبيرة يعتبر استهزاء بكل المدرسين.. هناك عمل تقني وبيداغوجي يتطلب الحضور الذهني والجسدي للمدرس (ة) والتعامل مع الطوارئ والمستحدثات داخل الفصل (أو خارجه)، ولا يمكن لورقة مسطرة منذ عقد أو يزيد أن تلم بذلك وتوجه الأستاذ (ة) وعليه العمل بمقتضاها دائما، هذا دون أن نتحدث عن المضمون الفارغ للمقررات التي لا تتمشى ومتطلبات الإنسان في الوقت الحاضر وعن الأخطاء اللغوية والمنهجية.. لكن هناك مواد تتطلب ثقافة وتحضيرا جيدا مثل "النشاط العلمي" والاجتماعيات خاصة المستوى الرابع والخامس والسادس، لكن ليس على المدرس (ة) أن يقضي سواد ليله في استنساخ تلك المقررات الطويلة والتي يكاد يتفق المدرسون في الابتدائي على الضعف التي ينتابها (تقارير المجالس التربوية الدورية بالمؤسسات التعليمية.)
من الحلول التي يلجأ إليها البعض حتى يبقى المفتش والمدير "على خاطرهم"، اقتناء الجذاذات من مدرسين آخرين، نسخها وطبعها من مواقع الكترونية (نفس ما في الكتب/المراجع)، هناك من يكتري معطلا/معطلة لاستنساخ المراجع بخط اليد، لأن الكثير من المفتشين يريدونها بخط اليد وليس مرقونة في حاسوب أو مطبوعة على أوراق!! وعليه هناك من يكتفي في القسم (الفصل - الحجرة) بكتابة هذه الجذاذات ولا يقدم شيء للتلاميذ سوى كتابة الملخصات وبعض التمارين، ومبرره أنه "يعمل" وهو على هذه الطريقة ..
والمذكرات الرسمية صارمة في أمر إلزامية التوفر على هذه الجذاذات، وقد يحدث أن لا يترقى المدرس (ة) أو يحصل على نقطة سلبية تؤثر على مساره المهني وقد يعرض على المجلس التأديبي.. ورغم ذلك فالتعليم يعرف الكثير من المشاكل خاصة على مستوى المردودية..
يجب إيقاف هذه المهازل، وإجراء تقويم للتلاميذ في كل دخول مدرسي، ومحاسبة المدرس (ة) بعد ذلك حول ما تم إنجازه، أي كيف أصبح التلاميذ بعد فترة زمنية من حضورهم على المؤسسة التعليمية، وعدم التركيز على الشكليات التي تحدث التذمر لدى المدرسين .. إن تعليمنا في المغرب يسير إلى هاوية سحيقة بممارسات لا معنى لها.. كأن يقول للمدرس (ة) مفتش أو مدير "شوف آسيدي، وجد ليا غير الوراق والباقي لا يهم"..
———–
 ونشرت بموقع الحوار المتمدن، انقر الرابط أسفل المدونة 
كما نشرتها مواقع ومدونات أخرى، وأرسلت لجريدة…

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

البناء المفكك من مشاكل التعليم الابتدائي حجرات غير صحية ولا تناسب تحولات الطقس


البناء المفكك من مشاكل التعليم الابتدائي
حجرات غير صحية ولا تناسب تحولات الطقس
 
كان خيارا غير صائب، حينما لجأت الحكومات المتعاقبة على المغرب، إلى اعتماد الحجرات الدراسية في المدارس بالبناء المفكك، حيث انتشر ذلك في أغلب مناطق العالم القروي منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، حينا شرع في توسيع قاعدة التعليم الابتدائي بالعالم القروي، وقد بنيت الأقسام الدراسية على عجل طول المغرب وعرضه، دون مراعاة للظروف الطبيعية لكل منطقة، وخاصة عامل المناخ.. وظلت هذه البنايات المتشكلة من ألواح متداخلة بعضها إلى بعض، مجرد بنايات مؤقتة، ووضع لها عمر افتراضي لا يفوق العشر سنوات، لكن "حياتها" استطالت، وأصبحت تتعرض للترميم والإصلاحات المستمرة عوض إزاحتها بشكل نهائي، فما هي خوطرتها إذن؟
ـ يثار بحدة احتواء هذه الحجرات على مادة لاميانط (l’amiante) السامة، والتي تفتك بجهاز التنفس، وتسبب أمراضا خطيرة على المدى المتوسط والطويل؛
ـ لا تناسب أي طقس سوى فترة الاعتدال التي لا تدوم طويلا، تصبح كالثلاجة في فصل الشتاء، والفرن في فصل الصيف؛
ـ تعشش الطيور في سقفها المزودج، وتراكم هناك أعشاشا تتضخم ويزداد حجمها سنة بعد أخرى، مما ينتج عنه روائح كريهة، بفعل البراز المتراكم هناك، كما تسرب من تلك السقوف حشرات مختلفة، منها الدقيقة جدا، والتي تغزو رؤوس الأستاذة والتلاميذ في الأوقات التي تعرف درجة حرارة معتدلة أو مرتفعة..
أصبح من المستعجل إزالة هذه الحجرات غير الصالحة، والكف عن ترميمها وضياع أموال طائلة من أجل ذلك، والجميع يعلم كيف تمرر الصفقات حيث الفساد ينخر الإدارة المغربية والمقاولة الخاصة..
عدم اللجوء مستقبلا، وتحت أي مبرر كان للبناء المفكك، نظرا لمساوئه الكثيرة..
تكليف إدارة لتنظيف الأسقف والتي تبعث منها روائح كريهة باستمرار، ولا يمكن التعويل على ذلك بمجهود هيئة التدريس، لأن هذه الفئة تتحمل الكثير من الأتعاب وحدها فيما يخص شؤون المدرسة ومشاكلها..
وعلى الجهة المسؤولية عن التربية الوطنية والصحة العمومية نفي أو تأكيد تسرب مادة "لاميانط "من هذه الحجرات، واتخاذ ما يلزم لحماية مستعمليها.. كما على النقابات أن تنظر كذلك في واقع "المؤسسات التعليمية بالعالم القروي".. أما الجماعات المحلية فلا يأمل فيها المدرسون والمدرسات خيرا مادامت على حالها التي هي عليه الآن..
————
الصور: من إحدى مدارس العالم القروي، حيث يتطوع أحيانا بعض المدرسين مكرهين لتنظيف الأسقف.. ولم يحدث إطلاقا أن تساءلت جهة معينة عن ذلك..  
—————

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..


تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..
 
مصطفى لمودن
 في مجال التعليم هناك حقائق مفزعة لا ينكرها أحد، نسبة مهمة من التلاميذ تنتقل إلى مستوى أعلى بدون أن تكون متمكنة من الكفايات اللازمة، ولعل أهمها التمكن من القراءة وفك رموز اللغة المكتوبة، ويستمر الوضع لدى فئة من هؤلاء إلى المستوى السادس ابتدائي على سبيل المثال. (*)
 فماذا كان يفعل هؤلاء التلاميذ طيلة السنوات الفارطة؟ أين يكمن الخلل ومن المسؤول عنه؟
 بهذا لا أريد أن أطعن في مصداقية وجدية زملائي، هم مكون فقط (وأنا منهم كمدرس) من منظومة تربوية مهترئة وفاشلة، وتتلقى أفدح النعوت من أطراف مختلفة.. لنحاول حلحلة الوضع قليلا ولو على مستوى التعليم الابتدائي..
 1ـ هناك برنامج طويل ولا يناسب عمر التلاميذ ولا يخدم مستقبلهم ومستقبل الوطن، فيه الكثير من الحشو والاجترار، ويعتمد التلقين، ويهمل التعويد والتدريب على النقد والإبداع والتنظيم والتعليم الذاتي…
 2ـ عامل الوقت ضد التلميذ(ة)والمدرس (ة)، حيث تـُقدم حصص دراسية متتالية ومتسلسلة في فترة زمنية قصيرة جدا، ما بين 20 و45 دقيقة لكل مادة، أوسعها زمنا تتضمن القائمة التقليدية للدروس، مقدمة (تشويق، زوبعة، تمهيد، تساؤلات..)، عرض الدرس، كل المدرس ـ (ة) يلقيه أو  ينظمه أو يشرف عليه حسب قناعته وطريقته، ثم وضع الاستنتاج، فإجراء تمارين/ تقويم (شفوي ـ كتابي)، ثم تصحيحه، وهو ما لا يمكن أن يكون على أرض الواقع إلا على حساب مواد أخرى في نفس الحصة (الصباحية أو المسائية).
 3 ـ الاستمرار في تقديم الدروس كيفما وضعت طيلة السنة، وطيلة السلك الدراسي، لأن ذلك تنفيذ للواجب المفروض! بينما مختلف آليات التلقي والمشاركة تكون غائبة لدى التلاميذ، مثل اللغة، الاستعداد، الرغبة.. كأننا نزيح ثقلا على أكثافنا ونلقي به بعيدا، ولا تهم نوعية التلقي لدى التلميذ (ة) ودرجة حصول جودة التعلمات.
 4ـ حضور التجهم والتوجس في فضاء المؤسسة التعليمية بين مختلف الفاعلين (تلميذ/مدرس)، (مدرس /مدير)، (مدرس ـ مدير / مفتش..)، علاقات غير واضحة، وليست مبنية على الاحترام والتقدير المتبادلين، في الغالب تتسم بالعنف الرمزي (وحتى المادي أحيانا).
 5ـ فضاء غالبية المؤسسات التعليمية بالابتدائي يثير الكآبة والضيق، غياب شبه مطلق للأنشطة الموازية ذات الطابع الترفيهي، والتي يمكن أن تكون أداة تعليم بديلة بشكل فعال (مسرح، رحلات، حصص دراسية بعيدا عن الفصل، أنشطة ثقافية وفنية..)
 6ـ تقديم دروس اللغة، فيما يخص مادة العربية أساسا ما زال تقليديا، وكما وضع بعد الاستقلال في القرن الماضي اعتمدا على "تجارب" قدمت من المشرق العربي، وهذه الدروس تفترض أن للتلميذ دراية باللغة، ويتطلب الأمر فقط "تذكيره" بقواعدها من نحو وصرف.. عوض منحه الفرصة كي يتعلم اللغة تداولا وقراءة وكتابة قبل كل شيء.. قد يقول قائل إن ذلك يكون في المستوى الأول والثاني بالابتدائي.. لكن ذلك لا يحدث أي أثر فعال لدى التلميذ، مما يجعله يحس بالإعاقة والتضايق في المستويات اللاحقة التي تركز كثيرا على القواعد..
 7ـ لا يمكن حل معضلات التعليم عموما بواسطة التصورات البيروقراطية، إن من لم يدرّس في حياته، لا يمكن أن يفهم ما يجري داخل القسم من تفاعلات مختلفة، وإن تدريس اللغات وغيرها من المواد يحتاج لدراسة ميدانية وإيجاد حلول عملية، عوض الاستمرار في استنساخ المقررات والمناهج كما وضعت قبل أزيد من نصف قرن، كما يتجلى ذلك واضحا في كتب وكراسات اللغة..
 8ـ يجب توفير المدرس (ة) الكفء، ونقصد به المدرس المثقف، المبادر.. القادر على الوصول إلى الأهداف والكفايات المنتظرة بالطريقة التي تناسب أوضاعا مختلفة، وأن تكون له الحرية البيداغوجية والتقدير الذي يستحقه.. دون دفعه إلى التطبيق الحرفي لمناهج ومقررات يكاد يتفق الجميع على أنها بليدة وغير مجدية.. المدرس (ة) الذي يقبل التعاقد التربوي والنقد والتقييم من طرف جهات كفأة ومسؤولة وتقدر التربية والتعليم.. ما يتطلب تغييرا جذريا للعقليات وللآليات التي نخرت التربية والتعليم بالمغرب..
 ——————–
 (*) حول التلاميذ الذين لا يعرفون القراءة وقد التحقوا بمستوى أعلى، يجد المدرس (ة) نفسه في موقف صعب، هل سيقوم بعملية دعم لهؤلاء حتى يلتحقوا بالركب، أم ينفذ المقرر رغم أن هؤلاء لا يهمهم في الغالب ما يجري أمامهم في حجرة الدرس..

ندوة صحفية لنيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان الحصيلة والآفاق


ندوة صحفية لنيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان
الحصيلة والآفاق
 
السيدة نعيمة ركيوي أثناء الندوة الصحفية تتوسط مساعديها

مصطفى لمودن
لعلها المصلحة الوحيدة بإقليم سيدي سليمان التي تتواصل مع الإعلام ومع الرأي العام، إنها نيابة وزارة التربية الوطنية، وقد ارتأت هذه المؤسسة المشرفة على التربية والتعليم والتي على رأسها السيدة نعيمة ركيوي هذه السنة تنظيم ندوة صحفية في الثانوية التأهلية الجديدة قاسم أمين بدار بلعامري في منطقة قروية جنوب سيدي سليمان "دعما" لها كما قالت النائبة في بداية عرضها، وقد قادت بعد ذلك قافلة عبر الإقليم شارك فيها الإعلاميون، حيث اطلع الجميع على عدة مؤسسات تعليمية جديدة أو في طور التشييد.
ذكرت السيدة نعيمة ركيوي في بداية عرضها بالإطار العام للدخول المدرسي في هذه السنة  ومختلف الإجراءات المتخذة لإنجاح ذلك، والأهداف المحققة والمرجوة، ثم عرضت قائمة طويلة من الأرقام التي تخص مجال التربية والتعليم بإقليم سيدي سليمان سردتها المتحدثة بسرعة، رغم ما حصل من تداخل بين المعطيات كدمج العمومي بالخصوصي. بالإضافة إلى الورقة التي تتضمن جداول في الموضوع وقد أرفقت بملف الصحفي الذي وزع على المشاركين، نعرض جزء منها كما وردت..
من ذلك، عدد التلاميذ بالسلك الابتدائي 36762 (في الورقة 39877)، منهم 17365 تلميذة  (الورقة: 19395)، وعدد تلاميذ الإعدادي 14957، أما في الـتأهيلي بلغ عددهم 6754 (الورقة: 7094)، ليكون مجموع التلاميذ المتمدرسين 58473، موزعين على 1703 مستوى، بمعدل 34 تلميذ في كل مستوى، وعدد المتمدرسين بالتعليم الخصوصي 3744، يمثلون 6.3%، وعرف  مجموع عدد المسجلين الجدد 4925، الذين استفادوا من التعليم الأولي ضمنهم 2004، يوجد منهم بالعمومي 2743، بينما المسجلون في التعليم الخصوصي بلغ 3182، منهم 750 من تلقوا تعليما أوليا، يتوفر الإقليم على 1202 مدرس (ة) في الابتدائي و 519 في الإعدادي، و 301 في التأهيلي، وعلى عشر مقتصدين..
وفي مجال البنايات ذكرت المتحدثة أن الإقليم يتوفر على 1149 حجرة، في الورقة نجد 760 للابتدائي، 254 للإعدادي، 129 للثانوي، وقد تم إحداث ثانوية جديدة هي "قاسم أمين"، ومدرسة الخنساء الجمعاتية بجماعة أزغار، و13 ملعبا للرياضة، أما ما هو في طور الإنجاز فيتمثل في ثانوية المهدي بنبركة بجماعة أولاد أحسين، وخمس إعداديات متفرقة على الإقليم، ومدرسة (1) الأمل الابتدائية. وقالت المتحدثة إنه تم مد جميع المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب وتكتمل البقية هذه السنة وعددها 12، وتحصل أربعة على صهاريج مجرورة.. كما ستربط جميع المؤسسات هذه السنة بالكهرباء باستثناء واحدة لبعدها عن شبكة التوزيع، وأضافت أنه قد بنيت 31 حجرة للدراسة وداخلية سنة 2011، وبرمجة 73 حجرة خلال سنة 2012.. واستعرضت جملة من الشراكات مع فاعلين مدنيين للمساهمة في بناء حجرات دراسية ومساكن. وهناك مجهود حسب السيدة النائبة لإحداث ثانوية تأهيلية بسيدي سليمان وداخلية للبنات التي لا توجد إطلاقا بالإقليم.
وأوردت سلسلة من الأرقام حول "التجهيزات" التي وزعت، من ذلك 306 طاولة، 454 كرسي، 114 سبورة، 56 خزانة، 128 مكتب، 38 طاولة الإطعام، 11 مكتب الإدارة، 220 كرسي علمي، أفرشة 260..
وحول سؤال من "مدونة سيدي سليمان" يخص جودة ترميم حجرات دراسية في العالم القروي خلال السنة الدراسية الفارطة، كان الجواب هو أن استعمال هذه الحجرات يكون في حالات الضرورة القصوى، وسيتم حذفها وتعويضها بحجرات من البناء الصلب. كما يمكن حذف بعض الفرعيات، وتعويضها بمؤسسات جمعاتية تتوفر على داخلية وعلى النقل المدرسي..
لتنتقل إلى ما أسمته الدعم الاجتماعي، من ذلك استفادة 62 مدرسة من "مبادرة مليون محفظة"، حيث استفاد برسم موسم 2012/2013 ما مجموعه 37210 تلميذ، و7 إعداديات بالعالم القروي، إذا حصل على هذه المساعدات 4967 تلميذ.. وفي سؤال حول جودة الكتب الموزعة، وضعف عددها في بعض المؤسسات، أجابت النائبة، بأن الكتب المستعملة التي تبقى في حالة جيدة يعاد استعمالها، أما أي نقص فتتحمل مسؤوليته إدارة المؤسسات التعليمية ومجالس التدبير التي أخبرت بالخصاص الذي ينقصها، وتوصلت به من النيابة. وتحدثت كذلك عن "النقل المدرسي" في الوسط القروي، حيث 10 حافلات مخصصة لذلك، أغلبها بالشراكة مع جماعات قروية، ومن المنتظر اقتناء حافلة للجمعية الرياضية تخصص لنقل التلاميذ قصد المشاركة في المنافسات الرياضية. وأخبرت بأن هناك صفقة في النقل المدرسي تشرف عليها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. وستتوفر لجميع الجماعات القروية وسائل النقل..
وحول الزي الموحد الممنوح، ذكرت أن عدد المستفيدين بلغ 4203، يشمل 11 مؤسسة تعليمية، وقد طرح أثناء الأسئلة مشكلة جودة الثوب والمقاسات، وذكرت النائبة أنها تفضل أن تعوض الزي بوزرتين لكل تلميذ (ة)، كما أنها تعارض ألا توزع في السنة الموالية على نفس التلميذ(ة) كما هو جار به العمل.
وحول استعمالات الزمن (تدبير الزمن) قالت النائبة إنه على جميع المدارس الحضرية أن تلتزم بالتنظيم الجديد، لكن أمام صعوبات تطبيقه بسبب قلة الحجرات، فيتم العمل به الآن فقط في ثماني مؤسسات بسيدي سليمان وسيدي يحيى، على أمل تدارك ذلك مستقبلا ليشمل أكبر عدد من المؤسسات التعليمية، وذكرت أنها تسعى رفقة مساعديها لإيجاد حل للاكتظاظ عبر توزيع التلاميذ على مؤسسات أخرى في سيدي سليمان وسيدي يحيى.. وحول "الساعات الإضافية" المؤدى عنها في القطاع الخاص التي منعت بقرار من الوزير، قالت " لم نتأثر بذلك في الإقليم لأننا لا نتوفر على مؤسسات خصوصية كثيرة"، وفيما يخص الابتدائي والإعدادي الخاصين يتوفر أصحابها على أطرهم الخاصة، لكنها استدركت بقولها "هناك مشاكل في التعليم التأهيلي".. وحول التلاميذ الذين اضطروا لمغادرة التأهيلي الخاص، فقد "احتوينا التلاميذ الذين انتقلوا من الخصوصي إلى العمومي"، وفي ختام حديثها حيّت من جديد الأسرة التعليمية، وطلبت من الجميع "المزيد من المجهودات لدعم المدرسة العمومية ورد الاعتبار لها".
 لتتلقى بعد ذلك مجموعة من التساؤلات من قبل الإعلاميين الحاضرين في الندوة المنظمة في التاسع من أكتوبر 2012، وقد نقلت "مدونة سيدي سليمان"، بأمانة مجمل التساؤلات التي توصلت بها في الموضوع من زوارها سواء عبر البريد الالكتروني أو الفايسبوك بعد نشر إعلان حول ذلك.
خيم بشدة حادث هجوم رئيس المجلس البلدي في سيدي يحيى على مؤسسة تعليمية في اليوم السابق، ووصفِه العاملين فيها بنعوت لم ترقهم، وقد نقلت النائبة اعتذار المعني بالأمر، وأصدرت فروع نقابات تعليمية بعد ذلك بيانا في الموضوع، ونظمت وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية بسيدي يحيى..
طرح سؤال حول نسبة الهدر المرتفعة المستخلصة من الأرقام الرسمية نفسها، من ذلك "اختفاء" 33 ألف تلميذ (ة) بعد السنة التاسعة، وكان جواب النائبة عزم إدارتها إجراء دراسة في ذلك.. ونفت أن يكون هناك اكتظاظ ملحوظ بالأقسام، واستثنت مستوى واحد وهو باك اقتصاد بثانوية علال الفاسي به 46 تلميذا، ومستويين بمدرسة الحسن الثاني (47 تلميذ) وآخر بالقصيبية، ستحل هذه المشاكل حسبها ببناء حجرات إضافية ومدرسة "الأمل"، وطرح بحدة تساؤل حول غياب تفعيل الشراكة الموقعة مع وزارة الصحة، وترى النائبة أن مصالح الصحة على المستوى الإقليمي ستشرع في إجراء فحص شامل لجميع تلاميذ المستويين الأولين في الابتدائي والإعدادي. وطـُـرحت ملاحظة حول جودة البنايات والتجهيزات، خاصة الملاعب بالمؤسسات التعليمية، وغياب متخصص لتقييم الجودة، وكان رد النائبة أن الإدارة لا تتسلم المنئشآت نهائيا إلا بعد سنة، وكل ترميم يكون على حساب المقاول أثناء ذلك..
وطرح مشكل جودة الأغذية بالمطاعم المدرسية والداخليات، وكان ردها بقولها "أطلب أن تكون سليمة، ومرارا وقفت على جودة التغذية، وأكلت مع التلاميذ، وأحرص على الجودة، وهناك مراقبة داخل المؤسسات التعليمية والداخليات".
وحول التلاميذ المفصولين، ذكرت أن هناك مذكرة وزارية حسمت ذلك، وهو أنه يتم النظر في أمرهم عند نهاية السنة الدراسية، ويمكن لهؤلاء "أن يتقدموا لنيل باكالوريا حرة.. (أما) بالنسبة للمنقطع أو المشطب عليه يدرس ملفه، ويرجع إلى المؤسسة التعليمية". وحضرت أثناء الندوة كذلك مشكلة ثانوية زينب النفزاوية، التي تعرف تأخرا في تنفيذ المقرر الدراسي وتوقف المدرسين، وانطلاقة متأخرة للترميم وإصلاح البنايات، (انظر/ي مواضع سابقة في المدونة)، ذكرت حينها النائبة أن الأشغال وصلت إلى50 %، رغم أن المقاول يتوفر على أجل ستة أشهر، وعلاقة بهذا الموضوع، فقد استأنف المدرسون تدريسهم، في انتظار حلول مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالمؤسسة يوم الثلاثاء 23 أكتوبر..
على متن حافلة "نادي حسنية سيدي سليمان" لكرة القدم، طاف المشاركون على عدد من المؤسسات التعليمية بالإقليم طيلة يوم كامل، اطلعوا على مؤسسات جديدة وأخرى في طور البناء..
(بحكم عملي بعد الزوال لم أستطع المشاركة في القافلة، وآمل أن أتوصل بصور عن ذلك من مصلحة التواصل، مادام القصد هو اطلاع الرأي العام). 
جانب من الحضور المتابع للندوة
إن الأنشطة التواصلية التي تدعو لها نيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان عمل محمود وضروري في زمن حتمية نشر المعلومات وإشراك مختلف الفاعلين، وهو السلوك الذي يجب أن تحتدي به مؤسسات أخرى كالعمالة والمصالح الصحية والبريد والشرطة والدرك والتعاون الوطني وقطاع الثقافة والشباب والمؤسسات المنتخبة.. الخ.

الخميس، 11 أكتوبر 2012

مــحـــنـــة الـــفـــلــســــفـة


مــحـــنـــة الـــفـــلــســــفـة
 
نظيرة رفيق الدين (*)
منذ أن تم إصلاح المنظومة التربوية ببلادنا، واعتماد تعميم الفلسفة على جميع الشعب والتخصصات والمستويات، والفلسفة تعيش وضعا مأساويا، فكلما تعلق الأمر بنقص في الأطر المؤهلة للتدريس يكون الحل هو حرمان مستويات الجذوع المشتركة من المادة. وللأسف هذا الحل أصبح عرفا معمولا به منذ سنوات، وهنا نتساءل عن الجدوى من تعميمها في غياب إستراتيجية واضحة المعالم تقوم على توفير أطر التدريس وتستجيب لمبدأ تكافؤ الفرص الذي ينص عليه الميثاق الوطني للتربية و التكوين. إن اللجوء إلى هذا الحل يتجاهل ما ينص عليه منهاج المادة، فقد ورد في شقه النظري المتعلق بالمرتكزات ما يلي:
الحفاظ على وحدة البرامج وتماسكها:
"…فإذا كان برنامج المادة بالجذوع المشتركة يشكل بمجزوءتيه مرحلة تمهيدية تسعى إلى تمكين المتعلمين من تعرف هذه المادة، سواء من خلال اكتشاف خصائصها ومميزاتها، أو من خلال القيام بممارسة أولية للتفكير قي الإنسان استنادا إلى انتاجاته الثقافية داخل عالم الطبيعة، فإن برنامج السنة الأولى من سلك البكالوريا يشكل بمجزوءتيه امتدادا نوعيا لسابقه، فهذا البرنامج يرمي إلى تمكين المتعلم من استثمار رصيده المعرفي والمنهجي المكتسب من جديد لموضوع الإنسان في مختلف أبعاده … كما إن برنامج السنة الثانية من سلك الباكلوريا، يرتبط بدوره، بعلاقة وطيدة مع سابقيه، من حيث إنه يتوخى تمكين المتعلمين من ممارسة التفكير الفلسفي المستقل.."
نستشف من خلال هذه الفقرة أن برنامج مادة الفلسفة في مستوى الجذوع المشتركة وسلك البكالوريا، يتأسس على الوحدة التي تعد نقطة ارتكاز في وضع برامج المادة بالتعليم الثانوي التاهيلي. وهي التي تضمن تماسك البرامج في كل المستويات، إنها "اشبه بصورة مساحة دائرية… تزداد عمقا و ثراءا في كل لحظة من لحظات بناء المفاهيم الفلسفية في الدرس الفلسفي…"،  وهنا نتساءل ما الفائدة البداغوجية والتربوية من هذه الوحدة والتماسك في برامج مادة الفلسفة بمستوى الجذوع المشتركة والسنتين الأولى والثانية من سلك البكالوريا؟
لقد ورد الجواب عن هذا السؤال في وثيقة المنهاج في الفقرة التالية:
"هذه الوحدة من شانها أن تخول للأستاذ(ة) والتلميذ(ة) إمكانية اقتصاد الجهد، وتجنب التكرار غير المفيد، واستعمال الوقت على أحسن وجه، عن طريق توظيف المكتسبات السابقة في تناول المفاهيم اللاحقة، هذا فضلا عن إنها تتيح إمكانية القيام بتقويم تركيبي، أي تقويم المجزوءة ككل وليس فقط المفاهيم المكونة لها."
نستخلص إذن أن حرمان الجذوع المشتركة من الفلسفة يعني وبكل بساطة هدم الوحدة التي تقوم عليها برامج المادة في مختلف المستويات، الشيء الذي سيترتب عنه ارتباك واضح في تدريس المادة  بسلك البكالوريا، لأن تدريس الفلسفة بالجذوع المشتركة " يمثل لحظة بداية تعلم التلميذ(ة) التفكير الفلسفي والتعرف على مبادئه وآلياته وشروطه". وتبعا لذلك فإن تدريس الفلسفة ليس تدريسا مجانيا بقدر ما إنه "ينحو… إلى التجديد على مستوى الممارسة وخاصة باعتماد المقاربة بالكفايات، و المقاربة الفاعلة والتفاعلية والعلاقة التكاملية بين المواد الدراسية واعتماد المجزوءة كوحدة للمنهاج وصيغة لتدبير التعلم".
 بعد كل ما أسلفناه سابقا نتساءل من جديد؛ هل تعميم الفلسفة وتدريسها بالجذوع المشتركة كان وليد لحظة أو نزوة لا نعلم مبررها، أم نابع من قناعات تبتغي إكساب المتعلم مبادئ التفكير النقدي المستقل؟ هل فعلا نريد مجتمعا حداثيا، يؤمن فيه الأشخاص بحرية التعبير والتفكير، وبثقافة الحوار، والقبول بالأخر؟ أليس حرمان الجذوع المشتركة هو من قبيل الحلول التي تنم عن الارتجالية والعشوائية التي أضحت تطبع السياسة التعليمية ببلادنا.؟ فمن المسؤول عن هذا الخلل الذي يرافق مقتضيات الوثائق الرسمية وما يتم تنزيله على أرض الواقع؟ وكيف نحقق الجودة في غياب حكامة جيدة لا تراعي توفير الشروط التربوية الملائمة لتحقيق أهداف مدرسة مواطنة؟ ألم يحن الأوان كي نقول كفى للحلول الترقيعية  ونتحلى بالصدق مع النفس ونرفع حالة الوصاية التي تفرض على العقل ونفضح مزاعم الشعارات الزائفة التي تعج بها الوثائق التربوية الرسمية ببلادنا؟    
 
المرجع المعتمد:
التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة الفلسفة بسلك التعليم الثانوي التاهيلي، نونبر 2007
الكتابة العامة، مديرية المناهج، ملحقة لالة عائشة، حسان­ الرباط، ص 7 ( من الحفاظ على إلى التفكير الفلسفي المستقل)
———————
(*) أستاذة الفلسفة

الأحد، 23 سبتمبر 2012

الدخول المدرسي بإقليمي سيدي سليمانموسم 2012/2013 افتتاح المدرسة الجماعاتية الخنساء بجماعة أزغار والثانوية التأهيلية قاسم أمين بجماعة دار بلعامري


الدخول المدرسي بإقليمي سيدي سليمانموسم 2012/2013
افتتاح المدرسة الجماعاتية الخنساء بجماعة أزغار والثانوية التأهيلية قاسم أمين بجماعة دار بلعامري
 
إن "أهم حدث شهده الإقليم هو افتتاح المدرسة الجماعاتية الخنساء بجماعة أزغار "، حيث تم تدشينها في افتتاح الموسم الدراسي بحضور عامل الإقليم ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ونائبة وزارة التربية الوطنية على إقليمسيدي سليمان، وفق بلاغ في الموضوع توصلت به "مدونة سيدي سليمان" من مكتب الاتصال بالنيابة التعليمية، حيث "تعتبر المدرسة الجماعاتية معلمة ينفرد بها الإقليم على مستوى الجهة إذ تستوعب أكثر من مائتي تلميذ وتلميذة من أبناء الجماعة يستفيد ثمانون منهم من الداخلية بينما يستفيد من تبقى من النقل المدرسي الذي خصصت له حافلة أضيفت إلى الأسطول الذي أصبحت النيابة تتوفر عليه والمتوقع أن يصل إلى اثنتي عشرة حافلة في إطار الشراكات المبرمة مع الجماعات وجمعيات المجتمع المدني".
والحدث الثاني حسب نفس البلاغ هو افتتاح "الثانوية التأهيلية قاسم أمين بجماعة دار بلعامري"،  إذ "هي نموذج  لفضاء تربوي بامتياز. فهي تحتوي على جميع المرافق اللازمة من حجرات للدرس ومختبرات وقاعات متعددة الاختصاصات ومكتبة وجناح إداري إضافة إلى جناح داخي وملاعب رياضية ومستودعات للملابس".
وأخبر البلاغ المشار إليه على عقد " السيدة نعيمة ركيوي النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ورؤساء المصالح النيابية عدة اجتماعات بمقر النيابة مع كل من مديرات ومديري المؤسسات الثانوية التأهيلية، والإعدادية، والابتدائية، والمفتشين، ومسيري المصالح المادية والمالية، والمستشارين في التوجيه، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وجمعيات المجتمع المدني، وقفت من خلالها على النتائج التي تم تحقيقها خلال الموسم الفارط، وخاصة توسيع العرض التربوي، ومحاربة الانقطاع عن الدراسة وتقليص نسبة التكرار".. " تنفيدا لمقتضيات مقرر وزير التربية الوطنية رقم 198X12 بتاريخ 31 ماي 2012،  ودلائل الدخول المدرسي، وتفعيلا للبرنامج الإقليمي الخاص بالدخول المدرسي 2012/2013، وتماشيا مع المجهودات المبذولة إقليميا للرفع من جودة التعليم"..
وذكرت النائبة في لقاتها "بالأجواء العامة التي ينطلق فيها الدخول الحالي والمستجدات التربوية والإدارية، مستنيرة بما جاء في الخطاب الملكي السامي الذي أعطى إشارات واضحة تحدد مسار الإصلاح التربوي، دون أن تغفل خلال هذه المحطات التذكير بالنتائج الإيجابية التي حققتها النيابة خلال الموسم الدراسي المنصرم، وبنفس المنهج وعملا بالمقاربة المندمجة، تم الحث على تكثيف الجهود لتحقيق الأفضل خلال هذا الموسم، ورفع التحدي أمام كل إكراه قد يعيق الدخول المدرسي، ومن أجل هذا حرصت السيدة النائبة على تكوين لجنة إقليمية لمواكبة الدخول المدرسي مكونة من رؤساء المصالح النيابية، ومفتش تربوي والمكلف بمكتب الاتصال، عهد إليها السهر على تنفيد مضامين الدلائل المدرسية على جميع المستويات، بالإضافة إلى لجن للتتبع مكونة من مفتشين تربويين ومستشارين في التوجيه".
من جانب آخر، يرى المتتبعون أن هناك مشاكل ماتزال عالقة، تخص التربية والتعليم بالإقليم، منها الاكتظاظ في بعض المؤسسات، عدم جاهزية الثانوية التأهلية زينب النفزاوية، وقد اصدرت لجنة متابعة مشكل من أطر الثانوية بيانا في الموضوع، ضعف جودة إصلاح حجرات دراسية بالعالم القروي، استمرار التدريس بحجرات أخرى مهترئة..
  
  
 




الأربعاء، 22 أغسطس 2012

باحث تربوي يدعو إلى مقاطعة التعليم الخاص… ويتهم الجمعيات ب"الاعتياش".


باحث تربوي يدعو إلى مقاطعة التعليم الخاص… ويتهم الجمعيات ب"الاعتياش".
حميد هيمة
وجه الباحث التربوي "حسن اللحية"، أستاذ مؤطر بمركز التوجيه و التخطيط، "نداء" إلى الأسرة التعليمية يناشدها فيه بـ" الكف عن الاشتغال في المؤسسات الخصوصية"، كما يناشد الفئة المذكورة بمقاطعة تدريس أبنائها في التعليم الخاص باعتباره وجه للأزمة البنيوية للمسألة التعليمية في المغرب.
واتهم الباحث التربوي، المعروف بانتقاداته للارتجال التربوي الذي اعتمدته الوزارات الوصية على القطاع، على صفحته في الفايسبوك، ما سماها بالجمعيات المدنية بــ"الاعتياش" من التعليم عبر عقد مجموعة من الشراكات للحصول على التمويل. كما هاجم بحدة ازدواجية النخب السياسية، في التعاطي مع التعليم، لعدم امتلاكها تصورا تربويا واضحا قادرا على إنقاذ المدرسة العمومية. و لم يفوت الفرصة الاستاذ بمركز التوجيه و التخطيط لتعرية المسكوت عنه للنخب السياسية التي توجه أبناءها نحو المدارس الخاصة و البعثات الأجنبية على أن يقذف بأبناء الشعب المغربي في مدارس أريد لها أن تكون قناة  لصناعة البطالة و للهدر الاجتماعي والنفسي، يعلق أحد المتفاعلين مع الموضوع في صفحته على الفايسبوك.
يأتي هذا "النداء" في سياق تنامي الانتقاذات الموجهة للدولة، بوصفها المسئولة عن القطاع، في تردي المستوى التعليمي بسبب اعتماد سياسة ممنهجة لإرهاق المدرسة العمومية و تقديم الامتيازات للتعليم الخاص، الذي لا يرى في التعليم إلا مصدرا للربح والاستثمار المالي على حساب الجودة و المردودية التربوية.
في سياق متصل، دعا العاهل المغربي، في خطاب ثورة الملك والشعب،  الاثنين 20 غشت الجاري،  إلى "إعادة النظر في …الطرق المتبعة في المدرسة٬ للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه٬… إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين٬ وتنمية قدراتهم الذاتية٬ وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار٬ فضلا عن تمكينهم من اكتساب المهارات٬ والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين٬ في التزام بقيم الحرية والمساواة٬ واحترام التنوع والاختلاف".
وتفاعلا مع الخطاب الملكي، الذي اعتبرته العديد من الفعاليات التربوية انه نعي ل" المخطط الاستعجالي" الذي صرفت من اجل بلورته و تصريفه ميزانية ضخمة دون أن تحاسب الجهات الوصية على هدر المال العام و الزمن المدرسي .