الجمعة، 5 أكتوبر 2007

كيف تمارس القناةالثانيةالتعتيم على إضراب المعلمين في يومهم العالمي


 كيف تمارس القناةالثانيةالتعتيم على إضراب المعلمين في يومهم العالمي 

   في الأخبار بالفرنسية التي قدمتها القناة الثانية من عين السبع بالدار البيضاء، ليلة الخامس من أكتوبر 2007 حول اليوم العالمي للمعلم/ة، فقد قدمت خبرا ناقصا لايمت للمهنية المدعى عليها بصلة، ففي حديثهاعن هذا اليوم العالمي، وهي تتذكر بدورها المدرس المحتفى به عالميا، من خلال تخصيص يوم له، على غرار يوم الشجرة، ويوم الشعر، ويوم الأم…إلخ. وبما أن المناسبة تقتضي تقديم أي شيء يخص المدرس، على شاكلة أغلب وسائل الإعلام في العالم.
   لكن قناتنا التي تمول من ضرائب المواطنين لها رأي خاص في تقديم الأخبار، يبدو أن على جميع القنوات الإخبارية في العالم أن تحدو منهجها الرائد جدا، وأن ترسل إليها صحفييها المتخلفين جدا ليتعلموا منها كيفية ممارسة التعتيم الإعلامي، وليس التنوير الإعلامي…
    غالبية المواطنين يعلمون أن ” النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي” دعت في هذا اليوم لشن إضراب عن العمل، احتجاجا على قائمة من المعانات والمشاكل وصد باب الحوار… لقد شعرت عدد من الأسر المغربية بإضراب المدارس لما رجع الأبناء مبكرا، إلا القناة الثانية التي قد تتخصص في شيء آخر غير الأخبار، ويظهر أن هذه القناة قد اجتهدت وتحركت وبحثت كثيرا، قبل أن تجد معلما مسنا مشرفا على التقاعد، يعمل ببادية مراكش، في مدرسة قروية، بها عدة أقسام، لكن لم يظهر إلا المعلم المعني، لتقدمه القناة كنموذج عن المعلمين العاملين بالقرى، وعند بداية حديثه عن المشاكل أظهرته مستحييا متلعتما، ولم تسمح له باكتمال جملته. فلماذا هذا التعتيم الذي لاعلاقة له بالاعلام في حده الأدنى المتعارف عليه؟ لماذا لم تستدع ممثلين عن النقابة وتجري معهم حوارا مقتضبا حول أسباب الإضراب، وتتنقل عند مسؤول لتسمعنا رأيه…
    الجواب واضح وضوح إضراب بقية المعلمين بالمدرسة التي زارتها القناة الثانية، لأن هذه القناة لا يهما منذ زمان ترضية المشاهد، وتقديم خدمة إعلامية في المستوى، لأنها غير معنية بالمنافسة الشرسة القائمة في كل المؤسسات، حيث تراعى الجودة والإنتاجية، وشد انتباه المشاهدين، مادام صنبور التمويل كريما معطاء، والشكر والإمتنان للمال العام، الذي يضمن السيولة الكافية بما يليق بتعتيم إعلامي هو السائد، وعلينا وعلى إعلامنا العمومي التحية والسلام، ومن أراد أخبارا كاملة عن الوطن، فليطرق أزرار القنواة الفضائية… لكن المشكلة إلى متى سيستمر مثل هذا الوضع؟ مع فقدان التقة في عدد من الأمور المرتبطة بالبلد، إلى متى؟ وصناعة الرأي العام تتداخل فيها عدة جهات وقنوات، وإعلامنا العمومي المتلفز لا يريد أن يستفيق من سباته.  
       مصطفى لمودن