الثلاثاء، 12 يناير 2010

سيدي سليمان على أمواج الإذاعة الوطنية


سيدي سليمان على أمواج الإذاعة الوطنية 
حلت سيدي سليمان ضيفة على الإذاعة الوطنية صباح يوم الثلاثاء 12 يناير من خلال برنامج "نافذة الصباح" الذي يقدمه الحسين العمراني، وقد تم التطرق إلى معيقات التنمية بالمدينة والمنطقة من خلال الاستماع إلى ثلاث ضيوف ردوا على أسئلة الصحفي، هم الحسين الإدريسي ومحمد كلاف ومصطفى لمودن. 
          
الحسين الإدريسي         محمد كلاف             مصطفى لمودن
قدم المشرف على البرنامج المدينة لمستمعي الإذاعة، واصفا إياها بالمدينة التي كانت تعرف بأنها "متوسطة"، لكنها تراجعت، ففي الأربعينيات والخمسينيات كان يطلق عليها بارس الصغيرة ( le petit Paris !)، ولقيت اهتماما بعد الاستقلال، وشيد فيها أزيد من عشر معامل، وأصبحت مدينة "نموذجية"… ولكن فجأة أغلقت هذه المعامل مع بداية التسعينيات من القرن الماضي، وتأثرت سلبا وعرفت تراجعا كبيرا، فما هي الحالة والوضعية؟ يقول الحسين العمراني، وما موقف ورأي أبناء المدينة من الفاعلين الجمعويين؟
  طلب الصحفي من الحسين الإدريسي وصفا للوضعية والمدينة تتأهب إلى مصاف العمالات.
أكد الحسين الإدريسي أن المدينة فعلا أصبحت عمالة، رغم الضربات التي تلقتها على المستوى الاقتصادي، وهي تعرف تراجعا على مختلف المستويات، ومهددة بالترييف، وقد أغلق بها 13 معملا.
يتدخل الصحفي ليتساءل عن تأثير إغلاق الوحدات الإنتاجية على اليد العاملة وازدهار المنقطة.
يقول الحسين الإدريسي، في الستينيات كانت المدينة تستقطب اليد العاملة، وعليه كان يمكن أن تكون مركزا للصناعة التحويلية الفلاحية. يقاطعه الصحفي مشيرا إلى إغلاق معمل الشمند وشركات تلفيف الليمون.
الإدريسي:نعم وهذا أثر سلبا على الساكنة والعمال، فكثرت البطالة، إننا لم نعد نستعمل كلمة عمال في المنطقة.
الصحفي: هذا بدروه أثر على مداخيل الجماعة.
الإدريسي:نعم، وقد تحولت الرساميل الاستثمارية إلى مناطق أخرى.
الصحفي: هل بوجود عمالة قد تحل المشاكل؟
الإدريسي: المدينة أصبحت عمالة، ويجب تهيئة المدينة.
 الصحفي: كيف هي وضعية الشوارع؟ هل ما تزال محفرة؟
الإدريسي يشير إلى تزفيت الشوارع مؤخرا، لكنه ذكر أن مناطق أخرى بالمدينة ما تزال تحتاج إلى التزفيت، متحدثا كذلك عن تأثيرات الفيضانات على المدينة والمنطقة.
لينتقل الصحفي حسين العمراني للحديث مع الضيف الثاني محمد كلاف المشتغل بالقطاع الفلاحي كما قدمه، وقد سأله عن العلاقة القائمة ما بين الفلاحة وإغلاق المعامل.
محمد كلاف يؤكد العلاقة القائمة مابين المعامل التحويلية والفلاحة، وقد ضرب المثل بمعمل السكر الذي كان يسوق عبره الفلاحون منتجاتهم من الشمندر، وكذلك معملي الخمور، ومحطات تلفيف الحوامض….
الصحفي يتدخل: لقد تم تنقيل هذه المعامل إلى جهات أخرى كالدار البيضاء، والحوامض تنقل إلى الدار البيضاء ليتم تلفيفها!
    كلاف يؤكد من جديد على إغلاق المعامل والتأثيرات السلبية التي ظهرت بالمدينة جراء ذلك، فانتشرت البطالة والتسول والدعارة وتعاطي المخدرات والاتجار فيها.. أما العالم القروي فبدوره يعرف مشاكل عديدة.
الصحفي يقاطعه، قائلا بأن هذا الموضوع نناقشه مع ضيف ثالث.
قدم الصحفي مصطفى لمودن بالفاعل الجمعوي والمشتغل بالعالم القروي في مجال التدريس، وقد كان مجمل التدخل حول التأثيرات السلبية لإغلاق المعامل على الفلاحة بالعالم القروي وظروف عيش الساكنة، بحيث أصبح يصعب تصريف المنتوجات الفلاحية، مما أثر سلبا على دخل الفلاحين، وتمت الإشارة إلى ضعف التأطير الفلاحي بعد توقف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي عن ذلك، رغم أن التأطير السابق فيه نظر، وعدم فعالية التعاونيات الفلاحية التي لم تعد تتعاون في أي شيء، باستثناء وجبة الغذاء التي تعدها عند تجديد مكتب التعاونية كل سنة! وتوقف المتدخل عند ضعف البنية التحتية خاصة الطرق التي تهمل ولا يتم إصلاحها، مشيرا إلى أنه رغم توفير الماء والكهرباء لجزء مهم من ساكنة العالم القروي فإنه رغم ذلك لا يساهم في الدورة الاقتصادية كما يجب.وتحدث عن الخراب الذي حل بضيعات الصوديا والسوجيطا والتفويتات التي لم تكن ناجحة في غالبيتها (الصحفي مقاطعا وهو يشير إلى تسلم الضيعات من قبل أطراف غير مهنينة).
 الصحفي يتدخل متسائلا عن الحلول الممكنة، وقد كان الرد هو وضع حلول ضمن تصور متكامل، بحيث كل منطقة تختص في قطاعات محددة في إطار الجهوية التي يتم الإعداد لها، أن يتم تأطير القطاع الفلاحي، وأن يتركز الاهتمام على الطاقة البشرية، من خلال التعليم والتكوين المتعدد، وأن توجد حلول لتسويق المنتوجات الفلاحية، ليس فقط للسوق الداخلي، بل للخارج كذلك..  
ختاما، قدم الثلاثة المتخلون من سيدي سليمان في مدة لم تتعد تسع دقائق لهم جميعا تصوراتهم للمشاكل القائمة والحلول الممكنة، لكن لضيق الوقت لم يتم التطرق لدور النخبة التي تبقى غائبة ولا تساهم بدورها المطلوب، فباستثناء "نخبة" انتفاعية أنتجتها الانتخابات، غالبا ما تركز على مصالحها الضيقة ولا تعير اهتماما لتنمية المنطقة، ثم هناك دور الإدارة الترابية المنغلقة على نفسها بفعل عدة عوامل منها ما هو موروث ويصعب التخلي عنه، حيث تعودت على الضبط والمراقبة دون أن تهتم بإشراك مختلف الفاعلين، لكن الوضع الآن تغير، يفرض تداول المعلومة، والتشاور والقيام بحوارت ونقاشات عامة وإشراك الجميع وعدم التركيز فقط على ما يسمى "ممثلي السكان" فقد تبث مرارا على أن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم (في الغالب وباسثتناءات قليلة)بعد تناسل خيبات الأمل جراء انتخابات مغشوشة يشارك فيها قلة من المواطنين، بينما المؤسسات التمثيلية في الحقيقة هي أهم ركيزة تنطلق منها مبادرات التنمية الشاملة.
ونسجل بشكل إيجابي الانفتاح الحاصل في جزء من الإعلام العمومي متمثلا في الإذاعة الوطنية، بخلاف التلفزة التي ما تزال تكرس الإعلام المتخلف.