الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

نعي الفقيد الحسين الإدريسي


نعي الفقيد الحسين الإدريسي
ينعي الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان إلى عموم المناضلين والمواطنين وفاة المناضل الحسين الإدريسي مساء يوم الأربعاء 24 نونبر عن سن يناهز بقليل الستين، بعد مرض لم يمهله طويلا، وقد أجرى مؤخرا وفي زمن يسير عمليتين جراحيتين صعبتين لم تعطيا النتائج المرجوة..
تميز الحسين الإدريسي بصفات المناضل الصلب الذي لا يلين أمام الشدائد والإغراءات، فمنذ شبابه الأول انضم إلى رعيل المناضلين الأولين الحالمين بمغرب المساواة والعدالة والحرية.. وقد أدى ضريبة النضال والدفاع عن أفكاره عبر ما لقيه بدوره من أعوام اعتقال سياسي  ضمن ما يسمى بالسنوات الرصاص، وقد أضاف ذلك له صلابة وإيمانا بعدالة ما يطمح إليه، ليس بصفته كفرد، فقد كان يترفع عن ذلك، بل ما كان يشغله هو القضايا الجمعية التي تهم كافة المواطنين من الحق في العيش الكريم وفي دولة تسودها الديمقراطية.. لهذا ينخرط بتلقائية وتفان في كل عمل جماعي، بل يكون سباقا إلى ذلك عبر التأسيس والتنظيم والرعاية والإرشاد… انخرط بقوة ضمن حركة اليسار الجديد بالمغرب، والتحق بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي منذ بداية تأسيسها، وتحمل مسؤوليات ضمن مكتب فرعها بسيدي سليمان، وكان دينامو الفريق المحرك والمنشط، ولن تنسى أجيال بسيدي سليمان "مدرسة المنظمة" وما كانت تقدمه من خدمات للتلاميذ والطلبة بالمدينة… الحسين الإدريسي كان دائما منخرطا في الفعل السياسي المنظم، من "حزب اليسار الموحد" إلى "الحزب الاشتراكي الموحد"، ضمن سيرورة نضالية مستمرة، هو أحد ثلاثة أعضاء حكماء هذا الحزب منذ مؤتمره الأخير، معروف عنه أنه يتكفل بالمهام الصعبة في أغلب الاجتماعات الحزبية وهي وضع تقرير مفصل لمختلف المداخلات.
 الفقيد الحسين الإدريسي كان  منتشيا قبل أيام أثناء حفل التكريم الذي أعدته على شرفه مجموعة من الإطارات التقدمية، هذا ما أكده بنفسه لكل من زاره في بيته، لقد أصر على حضور الحفل رغم تعبه وعيائه الواضحين، كأنه كان يرغب من وراء ذلك توديع الأصدقاء والرفاق وفضاء سيدي سليمان الذي خبره شبرا شبرا، كأنه كان يريد أن يلقي وصيته الأخيرة وهي أن يهتم المناضلون بعضهم ببعض ويتضامنوا في السراء والضراء.. ظل طول فترة التكريم يرفع يدا محييا وملوحا بشارة النصر. يا رفيقنا الحسين أنت وعطاؤك الضخم أكثر وأكبر من مجرد تكريم بسيط رغب أصدقاؤك أن يكون عربون محبة وعناق.. ولكن يا لسخرية الصدف كان بمثابة توديع لم يكن أحد يرغب فيه. الجميع تمنى لك طول العمل، لكن المنية لا تساوَم ولا تقاوَم. لكن تأكد يا رفيقنا أن البذور التي ساهمت في غرسها أينما حللت تزهر الآن وتينع وهي مشرئبة لتوديعك وشكرك على كل ما أعطيته دون أن تنال أنت شيئا.
لن نستطيع تعداد كل شيم الفقيد، ولن نقدر على إحصاء  كل عطاءاته وكل المواقع التي أشهر فيها نضاله مدافعا باستماتة واقفا ضد الظلم والاستبداد والتخلف والفراغ الثقافي والفكري.. ولعل جموع تلاميذه خير شاهد على تضحياته في مهنة التدريس حيث كان أستاذا لمادة الاجتماعيات قبل تقاعده منذ سنتين.. لعل دار الشباب بسيدي سليمان تشهد على كم من اجتماع أو نشاط ثقافي حضره وساهم فيه فقيدنا الحسين، لقد تحمل يوما المسؤولية الأولى في "جمعية مجلس الدار"، كان مهتما بالسينما حد الشغف والوله، ولعشقه هذا ولحرصه على "الأمانة" فقد تحمل مسؤولية الإشراف على مالية "الجامعية الوطنية للأندية السينمائية".. ولارتباطه بطموحات الجماهير الشعبية وحقوقها الأساسية، تحمل مسؤولية منسق "منسقية مناهضة الأسعار وتدني الخدمات العمومية"، ونظم رفقة رفاقه وقفات احتجاجية حضرها العشرات من المتضررين.. غادرنا الفقيد وهو يتحمل مسؤولية رئاسة الفرع المحلي بسيدي سليمان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهو عضو المجلس الوطني لجمعية "العقد العالمي للماء" وأحد أبرز المساهمين في مجموعة سيدي سليمان تحت لواء نفس الجمعية. الفقيد ترأس بحيه ودادية تعنى بشؤون الحي وسكانه. وتحمل المسؤولية في جمعية تنموية محلية بسوس حيث ساهم رفقة السكان ومعاونتهم على إخراج مشاريع إلى الوجود. هي جمعيات كثيرة انخرط فيها الفقيد أو ساهم في تأسيسها، وكان يؤمن بأن العمل الجماعي المنظم هو الكفيل بتحقيق المبتغى. 
عزاؤنا لأسرته الصغيرة، لزوجته فاطمة، ولنبيل وحياة وإدريس وأميمية، وكافة أقاربه… عزاؤنا لكل المناضلين والمناضلات، لكل معارف وأصدقاء الفقيد. لقد كنت يا رفيقنا العزيز نعم المناضل الميداني المرتبط بقضايا شعبه، والقريب جدا إلى قلوب الجميع والحريص على تفقد أحوالهم، فنم قرير العين، وأكيد أن كل رفاقك ورفيقاتك يترحمون عليك ويلتزمون بالسير على منوالك في النضال والصمود والوفاء.
 
 الحزب الاشتراكي الموحد
 سيدي سليمان