السبت، 27 نوفمبر 2010

الوداع يا رفيقي الحسين… سنكمل مسيرتك من أجل الوطن الذي حلمت به


الوداع يا رفيقي الحسين… سنكمل مسيرتك من أجل الوطن الذي حلمت به
 


 محمد ياسر اكميرة 
الوداع يا رفيقي الحسين … إذا كنت قد رحلت عن جسدك وسلمت روحك لبارئها، فإنك لم ترحل عنا… إنك تعيش فينا… لازلت تلازمنا في حركاتنا وسكوننا كما كنت… لك الحق أن تغيب بعذر، أنت الذي لم تعتذر يوما عن الحضور الواعيوالمسؤول والمناضل، لك الحق أن تغمض جفنيك هنيهة قبل أن تستيقظ ثانية فينا لنكمل معك مسيرة النضال المرير… غيابك عنا فرصة لنا لم تتحها لنا لنقول لك شكرا لأنك لا تحب أن يشكرك أحد، لكن استحملني قليلا أيها الرفيقفلطالما استحملت الصعاب بهمة صامدة وبألم دفين كان أقصى تعبيرك عنه هو جمع أصابع يدك في قبضة قوية ترفعها عاليا ليستحيل الألم إلى وحدة… إلى قوة.. إلى شموخ… شكرا أيها الرفيق على كل دقيقة من الليالي الطوال التي سهرناها معا إلى بزوغ شمس اليوم الموالي مناقشين ومسطرين لبرامج عمل على مختلفالواجهات… شكرا لك على كل شبر من الكيلومترات الطوال التي قطعناها سويا لمساندة القضايا العادلة للمواطنين في مناطق عدة من ربوع الوطن الذي عشقته حتى الموت… شكرا لك على سهرك الليالي لتخط أوراقا وأفكارا ومشاريع تأتيني بها صباحا تطلعني عليها لتأخذ رأيي فيها أولا… تسحب من جيبك ورقة تلوالأخرى مخاطبا إياي: انظر يا رفيق هذه نزلت مع الثالثة صباحا وهذه مع الخامسة… فمتى كنت تنام أيها الرفيق؟؟؟؟ وبتواضعك المعهود كنت تقول لي هي فقط أفكار أولية يجب أن “نعجنها” معا، وبالفعل كنا “نعجنها” معا لساعات طوال قبل أن تصبح مشاريع أوراق، وورقات تقنية ومالية لأنشطة، وخطط عمل، وبيانات، ومقالات… الخ، شكرا لك على كل جرعة شاي أخضر ساخن سكبتها في كأسي كلما برد واقترب من النفاذ قائلا: سخن ألرفيق… شكرا لك على اهتمامك بتفاصيل حياة كل واحد من رفاقك وبأوضاعهم وبأحوالهم الصحية والاجتماعيةوقلقك عليهم، ولطالما كنت تهمس لي بذلك: الرفيق فلان عندو شي حاجة يجب أن ندعمه، حالة الرفيق فلان معاجبانيش هذه الأيام، الرفيق فلان ربما يجتاز صعوبات، يجب أن نقنع الرفيق فلان بزيارة الطبيب… مهما قلت يا رفيقي فلنأوفيك حقك من الشكر فاعذرني ونم مطمئنا، سنكمل مسيرتك من أجل الوطن الذي حلمت به لتحلق روحك فوقه بسلام… تصبح ونصبح على وطن يا رفيقي.