السبت، 27 نوفمبر 2010

مناضلو آخر ساعة… التوقف عن العمل في المقاولات الإسبانية قرار غير صائب


مناضلو آخر ساعة…
 التوقف عن العمل في المقاولات الإسبانية قرار غير صائب 
مصطفى لمودن
من أغرب القرارات التي سمعت إعلان نقابتين اتفقتا (على عجل) عن إضراب في المقاولات الإسبانية العاملة في المغرب يوم الاثنين المقبل، وقد ظهر نوبير الأموي في أخبار التلفزة وهو يتلعثم ويبحث عن المفردات المناسبة ليعلن عن "الفتح العظيم" الذي خرجت به نقابته، وقد وقف وراءه وفي نفس إطار الصورة زعيم آخر من زعماء آخر ساعة وهو يفصح عن "ابتسامة" بلهاء ويرتدي ملابس تقتضيها "الاجتماعات العمالية"، تجعله يبدو من عداد البروليتاريا، إنه حميد شباط (عنترة فاس)، والزعيمان معا خرجا ليدعوان العمال والمستخدمين إلى التوقف عن العمل في مقاولات الإسبان، كأنها (المقاولات)جميعها تحرض البوليزاريو وتمده بالمال والعتاد !!!
هل كل هذه المقاولات التي اختارت الاستثمار في المغرب مع "الحزب الشعبي الإسباني" الذي يسيء للمغرب باستمرار؟هل الإضراب بمثابة دعوة كي تغادر هذه المقاولات المغرب في وقت تمتد ألف يد لهذه المقاولات (لم أستعمل فعل تمد) قصد استقطابها، خاصة من طرف الجيران في شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، كيف ستضع النقابتان العمال والمستخدمين في موقف بين حدين؛ إما أن يكونوا مع القضية الوطنية ويضربوا عن العمل،  أو ضدها عند عدم الاستجابة للدعوة "الحازمة" من النقابتين لسبب من الأسباب، وحينها لا يمكن للجميع أن يصدق أنهم ضد الوحدة الوطنية لأنهم لم يضربوا..
 أخطاء السياسيين تعالج بطرق أخرى، منها الدبلوماسية وتوازن القوة والمصالح والضغوطات المختلفة، والعلاقات… لم أصدق أن "الزعيم الأول" لحزب "يميني" كالحركة الشعبية (امحند العنصر)ظهر في التلفزيون وهو يكاد يسب "الحزب الشعبي" الإسباني عوض أن يطير عندهم ويناقشهم ويقنعهم بلباقة السياسي "المحنك" الذي يوضح مكن مصالح الآخرين… وقبل ذلك أن تكون له ولبقية الأحزاب المماثلة (إن كانت هي أحزاب فعلية) كالاستقلال والأحرار و.. لربط علاقات مع أول حزب يميني في إسبانيا منذ زمن بعيد، من يمنعهم من ذلك؟ وقد تكونت "أممية يمينية" منذ عهد الداهية ماركريت تاتشر رئيسة وزراء انجلترا سابقا لفترة طويلة، وقد سعت لسرقة الأضواء من "أممية" أخرى تنعث بالاشتراكية، عبر تأسيس "أممية حزبية" نقيضة، لا تتورع أحزاب محددة في إعلان "شرف" الانتماء إليها، لكن دون عائد أو طائل… أغلب هذه الأحزاب اليمينية عندنا في المغرب لا تعرف غير مباركة السلطة واللهاث وراءها، ومباركة كل قراراتها وخرجاتها، ألم يصرح زعيم "أول حزب يميني" بشهادة انتخابات 2007 والوزير الأول الحالي عباس الفاسي أنه يطبق خيارات الملك؟ رغم أن حزبه قاد حملة انتخابية "ببرنامجه" الخاص، أغلب هذه الأحزاب تعيش وتقتات على ما تقرره الدولة سواء في عدد المقاعد المحصل عليها بعد كل انتخابات أو في اتخاذ حتى بعض القرارات الداخلية كتعيين "زعيم"لها، أو استدماجها ودمجها بالقوة أو باللين، أو تنزيل وزراء باسمها في الحكومات… ولعل مثل هذه السلوكات ما يسيء للمغرب ولمصداقية مؤسساته المنتخبة، وما يجعل الكثير من المواطنين يهجرون الانتخابات ويعتبر بعضهم كل الأحزاب متشابهة، لها نفس الملمح ونفس التوجه ونفس الخطاب… مادامت نفس الصورة ونفس الأشخاص ونفس المشاهد البئيسة يحرص التلفزيون المغربي على عرضها وتكرارها، ولنا في برنامج مصطفى العلوي "حوار" خير شاهد، دون تنويع الحوارات، وإتاحة الفرصة لكل الأصوات… والمثير هو عندما تتقمص بعض النقابات نفس الموقف، وتغدو بدون قرار "سيادي" ينبعث من قواعدها، وتتخذ "مبادرات" ضرها أكثر من نفعها كما فعل "الزعيم الخالد" نوبير الأموي" وزميله "الساقط من السماء" على نقابة أخرى حميد شباط.. ليدعوان إلى توقف العمل في مقاولات بعينها، ذنبها الوحيد أنها قررت اللجوء إلى المغرب.
نذكر هذا ونحن نتأسف على الوضع السياسي والنقابي في المغرب، وكيف يعيش البعض بدون مصداقية حقيقية وبدون امتداد شعبي، لكنه دائما يستغل أدنى فرصة للتقرب إلى السلطة لأنها حسب وجهة نظره أحسن وسيلة لضمان استمرار المصالح والمنافع.
 نستعرض هذا الأمر مضطرين، ومنبهين للفراغ الكبير الذي يحدث في مجال تأطير المواطنين، فلن تنجح السلطة دائما في هذا الجانب، ونفس الشيء يحصل كذلك مع الأحزاب والنقابات التابعة… ودليلنا على ذلك النسبة المتدنية التي عرفتها المشاركة في الانتخابات الأخيرة رغم مختلف الدعوات.
 نؤكد من جهة أخرى أن قضيتنا مقدسة ولا تقبل المزايدات ولا الاستغلال السياسوي، بل تكثيف كل الجهود الخيرة من أجل الدفاع عن الوطن ومصالحه العليا.