الخميس، 11 أغسطس 2011

تفتيش مستشفى سيدي سليمان، وغياب التواصل والشفافية


 تفتيش مستشفى سيدي سليمان، وغياب التواصل والشفافية 
قضى اليوم الخميس 11 غشت يومه مستشفى سيدي سليمان على إيقاع عمل "لجنة تفتيش"، ذلك ما تسرب من داخل المستشفى وعلم به أغلب الزوار والمقيمين.. بحيث يحاول غالبية العاملين تقمص مظهر مخالف للمعتاد، وقد تم إخراج بعض مرافقي المرضى والنساء في طور الولادة أو النفساء إلى الخارج، وقيل لهم على الأقل حتى تمر "اللجنة"، كما قضى بعض العاملين في المستشفى ليلة سابقة بيضاء من أجل التنظيف ووضع كل شيء في مكانه وتبديل الأغطية… حتى يظهر المستشفى في "جو لائق" إلى أن تمر "اللجنة"…
لكن ما عكر صفو اليوم هو الغياب غير المبرر للطبيبة المختصة في طب النساء والتوليد، وقيل إنها تأتي مرتين في الأسبوع من الدار البيضاء، لكنها لم تصل اليوم، وظلت نسوة كثيرات من مختلف المناطق تنتظرنها، ولما أعياهن الانتظار غادرن الواحد بعد الأخرى في حدود منتصف النهار.. حدث هذا دون أن تتصل الطبيبة لتخبر بتأخرها أو عدم مجيها، ودون أن يكلف أحد نفسه من المستشفى بذلك ليريح المريضات من طول انتظار في حر شديد.. ولما سألت سيدة إحدى العاملات بالمستشفى عن الطبيبة، قالت لها عليها أن تعود بين الفينة والأخرى لعلها تصادفها!
ومعلوم أن مستشفى سيدي سليمان قد "رقي"، وأصبح يتوفر على بعض الاختصاصات، منها الجراحة، لكن غالبا ما ترسل أبسط الحالات إلى القنيطرة أو سيدي قاسم.. وحينما يريد بعض المرضى إجراء تحاليل أو صور يجدون الآليات معطلة كلا أو جزئيا، بحيث تكون التحاليل مثلا غير تامة.
ومعروف أن المستشفيات العمومية تخلت عن "المجانية" والخدمة العمومية بشكل شبه كلي، إلا في حالات قليلة، منها التوفر على "شهادة الضعف" التي تسلمها بصعوبة السلطات المحلية للمعوزين، وعلى كل من أراد مقابلة طبيب أن يدفع أربعين درهما، ومن أجل الاختصاصي عليه أداء ستين درهما..
وذكرت بعض المصادر الخاصة أن الجماعات القروية المحيطة بسيدي سليمان تدفع 10 ملايين سنتيم في الشهر للمستشفى من أجل أداء خدمات استشفائية للمواطنات والمواطنين المتواجدين على ترابها… لكن لا يوجد تقييم موضوعي لهذه العملية، والتي غالبا ما يتم استغلالها من طرف بعض المنتخبين الذين يوهمون المرضى بأن تدخلهم الشخصي كان وراء إجرائهم لفحوص، علما أن الأداء يبقى من واجب جميع زوار المستشفى.
وفي غياب أي تواصل وشفافية يجهل الرأي العام كل "المجهودات" التي يمكن بدلها لتحسين خدمة المستشفى، كما لن يعرف أحد طبعا قرارات لجنة التفتيش التي حلت اليوم بالمستشفى، وعلى غرار كافة المؤسسات العمومية فهي تشتغل في شبه عزلة وانكفاء وسرية…
وذكرت مصادر مطلعة أن هناك نية لبناء مستشفى كبير بالمدينة، وأن الميزانية متوفرة، لكن ذلك ما زال يعرف تعثرا غير مفهوم، وقد يرده البعض إلى غياب الأرض المناسبة.